fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي يونيو 2017

مقدمة:

يهدف هذا التقرير الشهري إلى رصد وتوثيق وتحليل تطورات المشهد في شبه جزيرة سيناء، خلال شهر يونيو 2017، والذي شهد تصديق البرلمان المصري على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح النظام السعودي، وقد عزز هذا التنازل المخاوف من قيام النظام المصري بالتنازل عن أجزاء أخرى من أراضي شمال سيناء في إطار تسوية مصرية اسرائيلية برعاية أمريكية خليجية بما يعرف بصفقة القرن، وهو مادفع المحامي خالد علي وآخرين برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة تطالب بوقف تنفيذ مخططات إعادة توطين الفلسطينيين بأراضي شبه جزيرة سيناء، وهو مادفع الدائرة الأولى برئاسة المستشار بخيت إسماعيل بإحالة الدعوى لهيئة المفوضين وتحديد جلسة بتاريخ 17 أكتوبر المقبل لنظرها.

أيضاً نجح النظام المصري في الوصول لتسوية أمنية مع حركة حماس الفلسطينية، تتضمن بدء التحضير لعودة سياسية لرئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق محمد دحلان لقطاع غزة، بالإضافة لقيام حماس بإنشاء منطقة عازلة واسعة على الحدود المشتركة، على أن تشمل المرحلة الأولى من هذه الإجراءات تعبيد وتسوية الطريق على الشريط الحدودي الجنوبي بطول 12 كيلو متر وعمق 100 متر داخل الأراضي الفلسطينية، ونشر منظومة مراقبة بالكاميرات وأبراج مراقبة وتركيب شبكة إنارة كاملة على طول الحدود، بحيث تصبح منطقة عسكرية مغلقة، مقابل أن يعيد النظام المصري تزويد محطة كهرباء غزة بالوقود اللازم وهو ما بدأ فعلياً، بالإضافة لإمدادها بمنظومات المراقبة والمعدات اللازمة لذلك، ثم إعادة فتح معبر رفح.

أولاً: التطورات الميدانية والعسكرية والأمنية:

استمر معدل العمليات بين قوات الجيش والشرطة وبين مسلحين تنظيم ولاية سيناء منخفض للشهر الثالث على التوالي، حيث تجنب التنظيم المواجهات العسكرية قدر الإمكان، وحرصت قوات الجيش والشرطة على تأمين محيط الكمائن بالسماح لبعض المسلحين القبليين باقامة كمائن حولها، وهو ما ترجم ميدانياً بانخفاض معدل المواجهات وبالتالي الخسائر وهو ما يوضحه الرسم البياني.

وكانت أهم التطورات العسكرية والميدانية على الأرض في تلك الفترة وفق رصد المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، كالتالي:

أ. على صعيد القوات المسلحة والشرطة المصرية:

أصدرت وزارة الدفاع المصرية وعبر المتحدث العسكري للجيش المصري تسعة بيانات عسكرية حول العمليات في سيناء (1) (2) (3) (4) (5) (6) (7) (8) (9)، أعلنت فيها عن قتل 18 مسلح، والقبض على 8 اشخاص بتهمة انهم تكفيريين، والقبض على 51 شخص بتهمة الاشتباه بدعم عناصر مسلحة، وتدمير نفق رئيسي، و17 عشة، وحرق وتدمير 8 عربات و19 دراجات نارية، ومصادرة عربة وتدمير خزان وقود ومخزن مواد متفجرة، بينما كانت حصيلة ما اعلنته الصحف المصرية في نفس الفترة هو قتل 11 مسلح.

وكانت أبرز نجاحات قوات الأمن بتاريخ 19 يونيو عندما استطاعت قوات الشرطة بكمين الكيلو 17 غرب مدينة العريش بالتصدي لهجوم بسيارة مفخخة حاولت اقتحام الكمين حيث تم تفجيرها قبل أن تصل لحرم الكمين، ووفق مصادر خاصة فإن بعض المسلحين اعتلوا تلة بالقرب من الكمين وقاموا بإطلاق النيران عليه لجذب انتباه افراد الكمين، وفي نفس الوقت انطلقت سيارة ربع نقل بيضاء على الطريق الدولي القنطرة شرق – العريش باتجاه الكمين وهو مالاحظه أحد عساكر الكمين فقام بإطلاق النيران عليهها مما ادى لإصابة سائقها وانفجار السيارة التى كانت مفخخة قبل حرم الكمين 100 متر، لينسحب المسلحين بعد فشل الهجوم، صورة لبقايا السيارة المفخخة:

ب. على صعيد المسلحين:

قام المسلحون التابعون لولاية سيناء بتدمير/ اعطاب: 6 مدرعة وآلية منهم، عبر تفجير 6 عبوات ناسفة، وتنفيذ 9 عمليات قنص، ومحاولة هجوم فاشل بسيارة مفخخة على كمين عسكري، واربع حوادث اغتيال لأمناء شرطة بشوارع مدينة العريش، بالإضافة لعمليات خطف واعدام 8 اشخاص بتهمة التعاون مع قوات الجيش والشرطة، بالإضافة لاحتجازهم 6 مواطنين آخرين للتحقيق معه، وقد أسفرت العمليات المسلحة عن خسائر تقريبية بقوات الجيش والشرطة كالتالي: مقتل 1 ضباط، و5 صف ضابط، 7 جندي، وإصابة 2 ضباط، 1 جندي.

بالإضافة إلى هذا حرصت عناصر الحسبة التابعين لولاية سيناء على القيام بجولات سريعة ببعض مناطق رفح حيث تم توزيع مطويات ومصاحف على المارين من السكان في مرة، وفي العيد تم تهنئة السكان وايصال رسائل لهم أنهم لايستهدفون السكان المدنيين في عملياتهم العسكرية.

ج. على صعيد مسلحي قبيلة الترابين:

في اطار المصالح المتبادلة قام الشيخ موسى الدلح بانشاء تكتل مسلح من بعض أبناء قبيلة الترابين والمهربين المحليين، مع السماح لقوات الجيش باستخدام ما توفر لديهم من أسلحة كثيرة ومتعددة، مقابل أن يقوموا بالمشاركة بتأمين محيط الكمائن العسكرية في منطقتى رفح والشيخ زويد، وهو ما نجحت فيه تلك المليشيات بشكل كبير، أيضاً استطاعت تلك المليشيات الحد من حركة مسلحي تنظيم ولاية سيناء في إطار محاولتها فرض حصار على مناطق نفوذهم وتحركهم حيث انتشروا بأماكن البرث والعجراء ووادي العمرو والكيلو 21 ونجع شيبانة، وهو ما دفع التنظيم لمحاولة استهدافهم عدة مرات وكان أبرز الهجمات التى قام فيها تنظيم ولاية سيناء باستهدافهم هو ما تم في آخر شهر يونيو حينما هاجم التنظيم منطقة نقيزات العجراء واحرق عدد من بيوت وسيارات من الموالين لموسى الدلح من ابناء قبيلة الترابين.

د. التصعيد بين تنظيم ولاية سيناء والنظام الصهيوني:

رغم الهدوء الظاهري، إلا ان النظام الصهيوني متخوف من سعي تنظيم الدولة الإسلامية لاستهداف السياح الصهيونيين المتواجدين على شواطئ البحر الأحمر، ووفق ما نقله موقع (الجزيرة) فإن الخبير الصهيوني آفي يسخاروف كتب في موقع ويللا الإخباري أن تنظيم الدولة يغير أولوياته القتالية في هذه المنطقة، حيث يركز تنظيم الدولة جهوده لجمع معلومات عن أهداف إسرائيلية في سيناء لإستهدافها.

 

ثانياً: التطورات الحقوقية:

شهد شهر يونيو 2017، هدوءً نسبياً في حدة الاشتباكات المسلحة على أرض سيناء، مع زيادة صعوبة رصد وتتبع الانتهاكات ميدانياً نظراً لاستهداف قوات الأمن الناشطين في هذا المجال، ورغم ذلك فلقد رصدنا بمركز الندوة للحقوق والحريات قيام ضباط منتمين للجيش المصري بتوجيه عناصر محلية مسلحة بخطف بعض المواطنين المدنيين من داخل مدينة العريش بنفس الأسلوب الذي يتبعه المسلحين التابعين لولاية سيناء، ثم اصطحاب هؤلاء المواطنين إلى داخل مقر الكتيبة 101 العسكرية، وقد استمرت الإنتهاكات المرتكبة ضد المدنيين خلال هذا الشهر من قبل قوات الجيش والمسلحين بمختلف انتمائاتهم، وقد رصدنا في هذا الشهر وعبر وحدتي الرصد الميداني والإعلامي بـ مركز الندوة للحقوق والحريات إنتهاكات قوات الجيش والشرطة المصرية والمسلحين بحق السكان المدنيين، على الوجه التالي:

أ : محاكمات غير عادلة:

  • الدائرة ال 17 لمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار جيلاني حسن أحمد رئيس المحكمة، تقرر إدراج اسماء 299 متهم في القضية رقم 502 لسنة 2015 والمقيدة عسكرياً برقم 283 لسنة 2016، ضمن ضمن قوائم الإرهاب.
  • محكمة جنح جنوب سيناء الجزئية برئاسة المستشار محمد الفرجانى تصدر حكم بالحبس خمس سنوات مع التنفيذ والعزل من الوظيفة علي عدد 17 من أمناء الشرطة بجنوب سيناء، بعد اعتراض المتهمين على حكم سابق بالحبس سنة مع الإيقاف وغرامة 500 جنيه والعزل من الوظيفة لمدة 3 سنوات، وهذا بسبب قيامهم بالتظاهر والإضراب عن العمل رفضاً لقرار العمل 20 يوما و10 أيام إجازة بدلا من العمل 15 يومًا عمل و15 يوما إجازة.

ب: الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

  • تم رصد أكثر من 98 حالة إحتجاز تعسفي واختفاء قسري لمواطنين على يد قوات الأمن والجيش المصري (كحد أدنى)، ولم نستطع تحديد أعداد المعتقلين في بعض الحملات.
  • قيام مسلحين باختطاف ثمانية مواطنين تم اعدام اثنين منهم لاحقاً.
  • ظهور بعض المختفين قسرياً بسجن المستقبل بالإسماعيلية وبسجن طرة، وكنا قد رصدنا ووثقنا تعرض بعهضم للاختفاء القسري علي يد قوات الأمن والجيش المصري في تقارير سابقه ومنهم:
  • دكتور محمد عطية برهوم 60 عام، اعتقل من عيادته واختفي قسرياً بتاريخ 21 ديسمبر 2016.
  • وليد محمود عبد القادر المقيد 25 عام، اعتقل من كمين القنطرة يوم 15 ديسمبر 2016.
  • حاتم محمود عبد القادر اعتقل من الشهر العقاري بمدينة العريش بتاريخ 1 يناير 2017.
  • أحمد فايز ممد امد النحال 20 عام اعتقل من منزله بمدينة العريش في شهر ديسمبر 2016.
  • محمد عايش مصطفى شعبان اعتقل من منزله بمدينة العريش بتاريخ 16 يناير 2017.
  • نادر عبد الحليم البيك 27 عام قام بتسليم نفسه بتاريخ 8 يناير 2017 بعد قيام الأمن بالسؤال عنه.
  • الطالب/ بسام عادل آدم.

ج : القتل خارج إطار القانون

  • رصد 18 حالة قتل وتصفية جسدية (حد أدنى)، وهذا وفق الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، مع رصدنا أنه بتاريخ 20 يونيو أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري وعبر الصفحة الرسمية عن قتل 12 شخص بدعوى انهم تكفيريين بقصف للقوات الجوية استهدف قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس، في حين اننا استطعنا الوصول ان بعض قتلى القصف الجوي هم الطفلين (زياد محمد أبو صقر 3 أعوام، بشاير إبراهيم سليمان أبو صقر 4 أعوام) بالإضافة لنساء وأطفال آخرين.
  • قيام المسلحين التابعين لولاية سيناء بقتل 8 مواطنين بدعوى مساندتهم أو تعاونهم مع قوات الأمن والجيش.
  • رصد 7 حالات قتل (حد أدنى)، بينهم 4 أطفال وسيدة، نتيجة اطلاق النار والقصف الجوي أو المدفعي لقوات الجيش والشرطة المصرية.
  • رصد ميداني وإعلامي لإصابة 8 مواطنين بينهم 3 أطفال وسيدتين، نتيجة اطلاق النار والقصف الجوي أو المدفعي لقوات الجيش والشرطة المصرية.
  • مقتل مواطن وإصابة طفله، نتيجة عبوة ناسفة زرعها المسلحين لإستهداف قوات الجيش والشرطة.

 

د : الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية

  • تدمير 4 منازل للمواطنين بقصف مدفعي وجوي، وحرق عدد (18) عشة للمواطنين، بدعوى أنها تابعه لعناصر تكفيرية (وهذا كحد أدنى)، بالإضافة لقيام قوات الجيش المصري بحرق عدد غير معلوم من عشش المواطنين بمنطقة نخلة غنمي بقرية تفاحة التابعة لمركز بئر العبد، دون ابداء أسباب.
  • حرق وتدمير عدد (20) دراجة بخارية، و(13) سيارة ، ومصادرة (2) دراجة بخارية، و(7) سيارات وهذا كحد أدنى.
  • رصد حالتين استيلاء على مبالغ مالية مع مواطنين بدعوى أنها تعود لعناصر تكفيرية.
  • رصد (17) حالة قصف واطلاق نار عشوائي، منها (4) حالات قصف جوي نفذتها قوات الجيش المصري، و(5) حالات قصف مدفعي وهذا كحد أدنى.
  • تردي خدمات الصرف الصحي بمنطقة مشروع ابني بيتك بمدينة العريش، حيث ارتفع مستوى الصرف الصحي بالبلاعات نظراً لعدم توفر محطة شفط وطرد، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والناموس والذباب.
  • انقطاع التيار الكهربائى والمياه، لمدة 10 ايام منفصلة عن مركزى الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء.
  • قطع المياه بشكل متقطع ودائم على معظم أحياء مدينة العريش.
  • قطع شبكات الإتصال والإنترنت 8 مرات وبمدد زمنية طويلة عن مناطق محافظة شمال سيناء.
  • وفاة 12 مواطن وإصابة 54 مواطن، نتيجة سوء الطرق بمناطق شمال ووسط وجنوب سيناء.

أما في اطار الحصار الإقتصادي المفروض على مدينتى الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، فبعد مفاوضات قادها النائب البرلماني الشيخ صالح أبورياش، سمحت قوات الأمن والجيش في شهر يونيو بمرور دفعتين من سيارات النصف نقل، كل دفعة مكونة من مايقرب الـ 50 سيارة نصف نقل محملة بالحبوب والأعلاف والبرسيم، للتجار أصحاب السجلات والمحال التجارية في المدينتين.

 

ثالثاً: التطورات الإقتصادية:

1ـ في 22 مايو 2017، صرحت وزارة البترول والثروة المعدنية أنها ستعلن عن نتائج مزايدة الذهب العالمية رقم 1 لسنة 2017 في بداية يونيو 2017، فور اعتمادها من المهندس طارق الملا وزير البترول (مصر العربية)، حيث تحتوي على مناقصة للتنقيب عن الذهب بمدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، ورغم ذلك لم نرصد اعلان النتيجة حتى الآن.

2ـ تسببت أزمة المياه في مدينة العريش وغيرها من مدن شمال سيناء إلى مطالبة أهالي شمال سيناء بتوفير سدود لحفظ مياه السيول بمنطقة التمد، علاوة على زيادة منظومة المياه بوسط سيناء لاعتماد التجمعات السكانية على مياه الآبار، وسرعة الانتهاء من محطة تحلية مياه فى جامعة العريش، وهو ما وعد المهندس إبراهيم محلب رئيس لجنة إعمار سيناء بتنفيذه خصوصاً محطة تحلية المياه وهذا بنهاية شهر يونيو، وهذا خلال مؤتمر شعبي بحضور اللواء احمد جمال عضو اللجنة واللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ الإقليم (أخبار اليوم).

3ـ فيما يخص توجيهات قائد الانقلاب بإزالة التعديات من على أراضي الدولة، فقد صرح اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء: إن حصر حالات التعدى على أراضى الدولة بشمال سيناء، بلغت 2770 حالة موزعة على مساحة 27 ألفًا و273 فدانًا أراضٍ زراعية و268 ألفًا و79 مترًا مربعًا أراضٍ سكنية (اليوم السابع)، ولقد رصدت شكاوي متعددة من المواطنين في شمال سيناء تفيد بأن الأراضي والأبنية التي تقوم أجهزة الدولة بإزالتها هي أراضي مرخصة.

4ـ صرح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، إن اللواء محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث الميداني، صدق على إنشاء مصيف بمدينة طور سيناء من ميزانية القوات المسلحة بعد تخصيص الأرض اللازمة له، ليكون متنفسا لمواطني مدينة الطور وزائريها (الوطن).

 

رابعاً: دلالات الأحداث:

1ـ مثل تفريط وتنازل النظام المصري عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير، هدية تاريخية لصالح الكيان الصهيوني حيث لم يتعد دور النظام السعودي في تلك الصفقة دور المحلل للنظام الصهيوني، كي تتحول المياه في تلك المنطقة من مياه إقليمية مصرية إلى مياه دولية، وهو مكسب خاض من أجله النظام الصهيوني حروباً سابقة وكانت محور تفاوض بينه وبين الأنظمة المصرية الحاكمة إبان تلك الحروب، وبالطبع فإن هذا المكسب يزيد من قدرات النظام الصهيوني الجيوسياسية وقد يكون عاملاً أساسياً مساعداً في مشروع قناة البحرين المزمع لربط البحر الميت بالبحر الأحمر، واقامة خط سكة حديد إيلات أشدود.

2ـ من المتوقع أن تسبب المنطقة العازلة التي شرعت وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة حماس في غزة باقامتها لتأمين الجانب المصري، في زيادة حدة التوتر القائم مابين حركة حماس وتنظيم ولاية سيناء من جانب وما بين حركة حماس والسلفية الجهادية داخل قطاع غزة من جانب آخر، والذي سيكون من تبعاته محاولة اطلاق صواريخ من داخل قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة لإحراج حركة حماس، وأيضاً التضييق على حركة الأنفاق التى تعمل لصالح كتائب القسام وحركة حماس من سيناء تجاه قطاع غزة، أيضاً ستعزز التفاهمات التى جرت في القاهرة والتى تضمنت تفاهمات مع محمد دحلان إلى ايجاد بعض التشققات لايمكن الجزم بحجمها داخل بعض أفراد كتائب القسام وحواضنهم الشعبية والتى كانت حركة حماس تصور لهم سابقاً أن محمد دحلان خائن عميل للنظام الصهيوني، وهو مايصب في صالح السلفية الجهادية وتنظيم الدولة وفرعه في سيناء.

3ـ لم يكن تصدي كمين الكيلو 17 التابع لقوات الشرطة غرب مدينة العريش لهجوم سيارة مفخخة بتاريخ 19 يونيو، من قبيل الصدفة حيث كانت حالة الإستعداد الأمني قد رفعت قبلها في الكمائن وهو مايدل على ورود معلومة استخباراتيه تفيد بالإعداد لمثل هذا الهجوم، يعزز هذا أيضاً ما رصدناه أن الضربة الجوية التي نفذها الجيش المصري جنوب مدينة رفح في اليوم التالي بتاريخ 20 يونيو، كانت تتم متابعتها من مكتب وزير الدفاع ورئيس أركانه، وهي الضربة التي أعلن المتحدث العسكري أنها قد أسفرت عن مقتل 12 قيادي بتنظيم أنصار بيت المقدس، وهو ما يدل على وجود ثغرة أمنية داخل تنظيم ولاية سيناء.

4ـ أسهم تحالف الشيخ موسى الدلح والمهربين المحليين في الحد حتى الآن من قدرة شن الهجمات لدى تنظيم ولاية سيناء، حيث قام المسلحون التابعون لموسى الدلح في مناطقهم باقامة كمائن مسلحة حول الكمائن والنقاط العسكرية لتأمينها وخصوصاً في مناطق رفح، ثم محاولة فرض حصار وخناق ضد اعضاء تنظيم ولاية سيناء في مناطق جنوب رفح، وهو ما يبدو أن التنظيم يعالجه بالكمون والاعداد لهجوم مضاد.

5ـ مازال المشهد السياسي والانتهاكات الميدانية الممارسة ضد أبناء سيناء تصب في صالح تنظيم ولاية سيناء حتى الآن، بل إن الإتفاقات الأمنية والأوضاع الإقتصادية المتردية في قطاع غزة تصب في صالحه، وهو ما يحاول التنظيم استغلاله بشكل جيد، ويبقى بقاء التنظيم من خفوته، مرتبط بعوامل كثيرة ومتعددة (1).

————————————–

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

المشهد السيناوي 8 يوليو 2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close