fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد السعودي 12 يوليو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يرصد هذا العدد من التقرير، أبرز اتجاهات الإعلام السعودي من القضايا والتطورات الداخلية والإقليمية، خلال الفترة من 1 إلى 7 يوليو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع: تفجيرات المدينة المنورة

كان هجوم المدينة المنورة “الانتحاري” بالقرب من الحرم النبوي الشريف، ضمن عدد من العمليات المماثلة التي شهدتها المملكة خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، وكان إحداها في القطيف، معقل الشيعة شرقي المملكة، هي بمثابة حدث الأسبوع في الإعلام السعودي، وخصوصًا الرسمي ممثلاً في التليفزيون الحكومي، ووكالة “واس”، والصحف السعودية الورقية التي تصدر في داخل المملكة.

ففي ساعة مبكرة من فجر يوم الجمعة الثامن من يوليو، كشفت وزارة الداخلية السعودية عن اسم منفذ عملية المسجد النبوي، ثائر مسلم حماد النجيدي البلوي، وقالت إنها ألقت القبض على عدد من الأجانب، من بينهم باكستانيون، في العملية.

وبشكل عام، ارتبطت هذه الأحداث الأمنية في تغطيات الإعلام السعودي بعدد من القضايا المتداخلة، مثل خطر “داعش” وأفكارها، وقضية مكافحة الفكر المتطرف، والالتفاف حول القيادة السياسية في هذه المرحلة، وأن الرياض مستهدفة بسبب مواقفها الإقليمية وما إلى ذلك.

وغير بعيد عن ذلك، ملف الحوثيين في اليمن، وما وراءه فيما يتعلق بإيران ودورها في إشاعة الفوضى في الإقليم، بحسب الإعلام السعودي؛ حيث مالت بعض الأوساط الإعلامية السعودية إلى الربط بين سياسات المملكة في اليمن، وضد إيران، وبين ما جرى في كلٍّ من البحرين والسعودية وما أعلنت عنه الكويت في صدد إحباط ثلاثة مخططات إرهابية في الآونة الأخيرة.

الرابط الثاني بين إيران والحوثيين، وبين ما جرى في المملكة من تصعيد في وتيرة التفجيرات، كان فكريًّا؛ حيث أشارت أوساط سعودية إلى أن الشيعة تاريخيًّا هم أول من أسسوا مدارس الإرهاب السياسي التي استهدفت العلماء والمسجد الحرام، مثل القرامطة والشيعة الإسماعيلية.

وركز الإعلام السعودي على الإجراءات التي بدأت قوات الأمن السعودية في اتخاذها لأجل حماية المرافق العامة، والمساجد، وغير ذلك من الأهداف. ولعل في الكثافة الكبيرة لهذه النوعية من الأخبار، حتى ولو كانت تتعلق بأمور من نافلة القول أو على قدر من المراسيمية، مثل تدشين كاميرات البث المباشر لحركة السير على جسر الملك فهد، أو قيام وزير الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز بزيارة مقرات ووحدات وأفواج الحرس بنجران، جنوب المملكة، في محاولة لاحتواء زعزعة العمليات الأخيرة من ثقة المواطن السعودي في جهازه الأمني والعسكري على المستوى الداخلي.

طمأنة الجمهور العام كذلك، كانت من ضمن اهتمامات الصحف والمصادر السعودية؛ حيث ذخرت الصحف اليومية بتنويهات إخبارية وتقارير موسعة حول أداء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وكبار رموز الدولة، لصلاة العيد في الحرم المكي، وكذلك في المسجد النبوي الشريف، وبث رسالة أمان للمواطنين.

في الجانب المقالي؛ كان هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية للرأي؛ الأول أكد على ضرورة عقاب المجموعات المتسببة في هذه الأعمال، والثاني تناول تأثير العمليات على المجتمع السعودي بالسلب، أما الثالث؛ فقد اهتم بتحليل الأبعاد الفكرية والثقافية والخلفيات الاجتماعية للمجموعات التي تقوم بتنفيذ هذه العمليات.

ومن “الرياض”، نقرأ في الافتتاحية يوم 7 يوليو، مقالاً لأيمن الحماد بعنوان: “الضرب بيد من حديد..“(1)، تناول فيها مواقف سابقة للملك سلمان، حول ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والجماعات التي تقف وراءه. ولكنه لم يقف عند الجانب العقابي للموضوع فحسب؛ حيث أكد على ضرورة احتواء فئة الشباب، ودراسة مطالبها.

الوطن” السعودية نشرت بعض محتوى لمجلة “التايم” الأمريكية، عن تزايد هجمات تنظيم “داعش” في الفترة الأخيرة، ولاسيما في رمضان، وقالت إن ذلك يشير إلى تراجع التنظيم وتغييره لمخططاته، من إقامة دولة خلافة إلى مجرد جماعة إرهابية تسعى إلى تفجيرات هنا وهناك، على غرار تنظيم القاعدة، مشيرة إلى هزائمه في سورية والعراق وليبيا(2).

أما من “عكاظ”، فنقرأ لتركي الدخيل تحت عنوان: “ماذا بعد التفجير بالحرم النبوي؟!“(3)، مقالاً من العينة التي ربطت بين الشيعة وإيران وبين “داعش” وجماعات “السلفية الجهادية” وأنشطتها؛ حيث يقول:

“.. الإرهاب المتصاعد هذا يحمل نفس البذرة التي برر لها البعض قبل ربع قرنٍ من الآن، بحجة قمع الأمريكيين للأمة، وغزوهم للأراضي، وانتهاك إسرائيل لأرض فلسطين! (..) التنظيم المتطرف وحدة كاملة، من القاعدة إلى داعش وحزب الله والحشد الشعبي، كلها تصب في غاية القتل، وهدفها سحق الإنسان وقتله، ونزع القدسية والكرامة منه، أيا كان هذا الإنسان”.

مقال آخر بقلم عبد الرحمن الشلاش، بعنوان: “المقعدون لفقه الدواعش الدموي“(4)، نشرته صحيفة “الجزيرة”، تناول فيه التأصيل الفكري والفقهي الذي يستند إليه تنظيم “داعش”، ومما قاله فيه في هذا الصدد:

“.. الفكر الفقهي الدموي الداعشي هو امتداد لفكر الفرق المنحرفة عبر التاريخ الإسلامي منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه ذو الخويصرة واتهمه بعدم العدل، والخوارج وكانوا يدعون إلى البراءة من عثمان وعلي ورفضهما وتكفيرهما والثورة عليهما، وفكر فرقة القرامطة والتي خرجت على المجتمع الإسلامي وعاثت في الأرض فساداً وقتلت من أهل مكة وحجاجها وسبوا النساء والذراري وخلعوا باب الكعبة وسرقوا الحجر الأسود، وفرقة الحشاشين التي اعتمدت على انتحاريين لاغتيال المعارضين، وقد جمعت داعش كل مخازي هذه الفرق الضالة في فقهها”.

وفي “عكاظ” مقال بقلم محمد الساعد، بعنوان: “لا تحاوروهم.. طاردوهم بالسيف والبندقية!“(5)، وهي عبارة قديمة للأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية إبان تفجيرات 2003م، تناول فيه الساعد قضية المراجعات التي أجرتها السلطات في مصر مع الجماعات “الإرهابية”، وكيف إن هذه استراتيجية خاطئة، معرِّضًا فيه بالإخوان المسلمين، وجامعًا إياهم في مجال واحد مع “داعش” و”التكفير والهجرة”، وغيرها من هذه النوعية من المجموعات. فنجده يقول في ذلك:

“.. مع نهاية الثمانينات الميلادية اتخذت السلطات المصرية أسلوب الحوار مع جماعات الإرهاب الإخوانية، خاصة تنظيم التكفير والهجرة، المسؤول عن عشرات الجرائم، تحت اسم «المراجعات الفكرية»، التي قام بها عدد من كبار مشيخات وعلماء الأزهر الشريف (..) استنزفت تلك المراجعات الضمير المصري كله، واختطفته من منطقة المواجهة مع الإرهاب، إلى منطقة الاسترخاء تحت اسم الحوار، لقد تمكن الإرهاب والأفكار الظلامية بعد ذلك، من التغلغل داخل الجسد المصري لعقدين على الأقل”.

ثم يستطرد في ذلك؛ فيقول:

“.. وهو ما حصل فيما بعد، عندما قادت تلك المجموعات الانقلاب على السلطة الحاكمة، وأثخنت جيشها في سيناء وداخل المدن المصرية بالغدر والقتل، لقد وقعت مصر في الفخ، ووقع الكثير غيرها ممن صدق الخديعة. الجماعات الإسلاموية لا تؤمن أبدا بالحوار ولا بالأفكار، هي لا ترى لأحد الحق أن يفكر غيرها، ولذلك فهي لا تعيش سوى بالقتل والدمار والخراب، وإن جنحت للسلم فهو جنوح التقية حتى تتمكن”.

في الجانب الخاص بالأمن الفكري ونقاشاته المرتبطة بحادث الحرم النبوي؛ نشرت “الوطن” و”عكاظ” أكثر من تقرير في هذا الصدد، كان من بينها تقرير لـ”الوطن”، تناول تصريحات لمدير إدارة المعلومات والإنترنت بإدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية، الدكتور فهد الغفيلي قال فيها إن التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وغيره، تستغل بعضًا من الألعاب الرقمية لتمرير أجنداتها وأفكارها وزرعها لدى الأطفال، مشيرا إلى أنها تستخدم عدة طرق رئيسية في ذلك(6).

وفي هذا الإطار، طغى هذا الملف حتى على خطبة العيد؛ حيث خصصت الرئاسة العامة لشؤون الحرمَيْن خطبة العيد حول الإرهاب وتنظيم داعش”. وفي هذا الصدد، تناول إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، في خطبتَيْ العيد، خطيئة قتل النفس وخطر داعش والداعشيين، وضرورة التصدي لهم واستئصالهم، وكذلك قضية الأمانة والمسؤولية في الإسلام (7).

في هذا الجانب، كان من الملاحظ أن بعض المصادر السعودية، ومن بينها موقع “المسلم”، قد اهتمت بخطبة  العيد التي ألقاها إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، وتناول فيها التفجيرات الإرهابية التي وقعت في المملكة وفي مدينة إسطنبول التركية، ووصفه لها بأنها “ضالة وحرف لبوصلة صراع الأمة”.

وكان مما قاله هنية ونقلته بعض المصادر السعودية إن “القتل الأعمى والتفجيرات الدموية التي تضرب قلب الأمة، ووصلت إلى مشارف حرم ومدينة رسول الله، وضربت مطار أتاتورك في إسطنبول، ضالة وتمثل حرفاً لبوصلة صراع الأمة ضد عدوها الصهيوني”.

التضامن الإقليمي والدولي مع المملكة، كان من بين المجالات التي اهتم بها الإعلام السعودي؛ حيث أظهرت الصحف والمصادر السعودية كافة، الاتصالات والبرقيات التي تلقتها المملكة من زعماء وقادة الدول ورؤساء الحكومات وكبار الشخصيات السياسية والدينية، التي أدانوا فيها التفجيرات الأخيرة، وقيام بعض الأبراج في مدن الخليج الرئيسية بإنارة ذاتية باللون الأخضر، تضامنًا مع المملكة.

ثانياً: تطورات السياسة الداخلية:

1- البطالة والحالة المعيشية:

من الموضوعات التي اهتمت بها المصادر السعودية، في إطار الحديث عن الملفات والقضايا الأهم التي يجب على صانع القرار التصدي لها ضمن خطة “رؤية المملكة 2030” وبرنامج “التحول الوطني 2020″، كان موضوع البطالة.

جاء الاهتمام على خلفية أرقام رسمية أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء للنصف الثاني من العام 2015م، وأبانت أن نحو 8.3 مليون مواطن سعودي، خارج قوة العمل، منهم أكثر من 5.8 ملايين سعودية، وحوالي 2.5 مليون سعودي، وهو ما تحاول رؤية 2030 معالجته.

المصادر السعودية كافة ربطت بين الأمرين، وأشارت إلى أن يذكر أن مبادرة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ضمن “رؤية المملكة 2030″، تؤسس لسياسات وتوجهات “تستهدف تنظيم سوق العمل السعودية، وتطويره، بما يساهم “بشكل فعال وحيوي في إيجاد الفرص الوظيفية ذات القيمة المُضافة لأبناء الوطن من الشباب والشابات، إلى جانب تقديم كل ما من شأنه تحفيز القطاع الخاص من خلال الشراكات الإستراتيجية الهادفة إلى توطين الوظائف في المنشآت عبر دعم مسارات وبرامج التدريب والتأهيل والتطوير” بحسب صحيفة “الوطن”(8).

في نفس الاتجاه، كان هناك اهتمام بقضية الاتصال اللاسلكي باعتباره ثاني أهم الأساسيات المعيشية للأسر السعودية بعد الحاجات الغذائية؛ حيث ذكرت تقارير أن أكثر من نصف الأسر المتوسطة في المملكة تواجه مشاكل في أداء الاتصال اللاسلكي.

وجاء هذا الاهتمام بعد نشر نتائج دراسة استطلاعية حول الشبكات المنزلية أعدتها كل من “آي. دي. سي” و”لينكسيس”، وأظهرت أن 84 بالمائة من المشاركين في الدراسة، اعتبروا أداء الاتصال اللاسلكي من أهم العوامل التي يُنظر إليها عند شراء جهاز جديد، متقدمًا بذلك في الأهمية على عوامل مدى التغطية والأمن وحتى السعر (9).

كذلك أظهرت نتائج دراسة أخرى لشركة “إي. إم. إس”، ضرورة الاهتمام بتعزيز كفاية البنية التحتية لقطاع تقنية المعلومات في المملكة، وتحديدًا فيما يتعلق بتحويل العمليات التجارية وتحقيق الأهداف الرئيسية لرؤية “المملكة 2030″(10).

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1- الحرب في سوريا:

الحرب في سوريا هذا الأسبوع، كان بها أكثر من حدث اهتمت بها المصادر السعودية، أهمها كان استمرار النظام السوري في انتهاك الهدنة، ولاسيما في حلب؛ حيث قطع الجيش السوري طريق الإمداد الوحيد للمعارضة السورية المسلحة في حلب.

على المستوى السياسي؛ كانت الاتصالات بين كل من موسكو وواشنطن، وأنقرة وموسكو بشأن الملف السوري، على رأس الاهتمامات، مع تباين نتائج هذه الاتصالات؛ حيث فشل الاتصال الذي تم بين الرئيسَيْن، الأمريكي، باراك أوباما، والروسي، فلاديمير بوتين، في التوصل إلى تفاهم مشترك حول الحرب في سوريا، فيما أكدت كل من أنقرة وموسكو على التوصل إلى رؤية مشتركة في هذا الصدد.

وكانت العقدة الرئيسية في كل هذه الاتصالات، موضوع تصنيف الفصائل السورية المقاتلة؛ حيث لا تميز موسكو بينها، وتعتبرها جميعها تنظيمات إرهابية، فيما تميز واشنطن بين بعضها البعض.

الصحف السعودية أشارت إلى أن الموضوع الكردي كان على رأس الأمور التي غيرت من المواقف التركية من روسيا ومن الملف السوري برمته، في ظل تهديده الكامل للأمن القومي التركي.

في جانب آخر من الحرب في سوريا، اهتمت المصادر الإعلامية السعودية بالجانب الخاص بالنشاط الإنساني السعودي تجاه السوريين، ومن بين ذلك برنامج “ولك مثل أجره 4” الذي يتم تنفيذه في الداخل السوري والدول المجاورة، واستهدف نصف مليون سوري، وشمل توزيع وجبات إفطار الصائم، وسلال غذائية، وكذلك استفادة 453 رضيعًا سوريًّا من مشروع الحملة السعودية “نمو بصحة وأمان” المعني بتوفير الرضاعة المعززة للأطفال السوريين داخل مخيم الزعتري في الأردن، وتنظمه العيادات التخصصية السعودية.

2- الأزمة في اليمن:

لعل أهم الدلالات التي يمكن الخروج بها من تغطيات الإعلام السعودي للأزمة في اليمن، هو فشل المفاوضات السياسية في الكويت، ووضوح أن الخيار العسكري طويل الأمد، سيكون هو الخيار خلال المرحلة القادمة. وهو ما تبرزه تصريحات عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية اليمني، التي قال فيها إن ثقة الحكومة في المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ قد “اهتزت قليلاً” بعد تقديمه مشروع “خريطة الطريق” الذي لم يلتزم بالمرجعيات الثلاث “للمشاورات”، وهو الوصف المستخدم لوصف محادثات الكويت، وهي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وانسحاب الحوثيين من المدن اليمنية، وتسليم السلاح.

وهي ذات الأمور التي أكدت عليها تصريحات أخرى تناقلتها وسائل الإعلام السعودية لمستشار الرئيس اليمني، محمد العامري، والتي أكد فيها على أن استعادة مؤسسات الدولة من أيدي الحوثيين، واستلام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من المليشيات الحوثية وحلفائها، وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين وعودة النازحين والمهجرين إلى مساكنهم، على رأس مطالب الحكومة اليمنية خلال مفاوضات الكويت.

في السياق كان الاتجاه العام للتناول الإعلامي السعودي، هو التأكيد على استمرار الحرب في اليمن “حتى تعود السلطة في اليمن إلى الشرعية”.

في الجانب الميداني، كان الخبر الأهم والأكثر تداولاً، هو استعادة القوات الحكومية اليمنية يوم الأربعاء، 6 يوليو، السيطرة على معسكر “الصولبان” التابع لقوات الأمن المركزي في محافظة عدن، من قبضة تنظيم القاعدة، بعد مقتل 20 مسلحًا و13 من قوات الأمن في الاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحي التنظيم.

3- الموضوع الإيراني:

الحدث الأهم، كان ترويج الإعلام السعودي لتقارير تقول أن ما يُعرف بالمقاومة الأحوازية، تقف خلف الحريق الذي شب مساء الأربعاء 6 يوليو، في أحد منشآت مجمع “بو علي سينا” للبتروكيمياويات الواقع في منطقة خور موسى الاقتصادية على الساحل الشمالي للخليج العربي في إقليم عربستان أو الأحواز “خوزستان بالمسمى الإيراني”.

المصادر السعودية استندت في هذا إلى بيان لحركة تُعرَف بحركة “صقور الأحواز” تبنت فيه “العملية”، قالت فيه إن “سياسات العدو الإيراني المحتل قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتواصل مخططاتها التخريبية الخطيرة التي قطعت أوصال الأحواز إلى أجزاء متناثرة وألحقت البعض منها إلى محافظات فارسية والبعض الآخر إلى تحت سياط مشروعات الاستيطان و(التفريس) الممنهج والمبرمج”.

كذلك نشرت صحف سعودية خبرًا عن مداهمة قوات الأمن الإيرانية للمصلى الوحيد للسُّنَّة في منطقة “بونك” في طهران مساء الثلاثاء، 5 يوليو، أي عشية عيد الفطر المبارك، ومنعت المصلين من أداء الصلاة والعبادة في اليوم الأخير لشهر رمضان.

المصادر السعودية استندت إلى ما نشره موقع “نشطاء البلوش” عن شهود عيان، بأن قوات الأمن الداخلي المدعومة من الشرطة منعت المصلين من الدخول إلى المصلى، واعتقلت عددًا منهم ممن حاولوا الدخول عنوة، قبل أن تطلق سراحهم بعد فترة وجيزة عقب احتجاج بقية المصلين.

إخباريًّا، كان هناك اهتمام بخبر مقتل أربعة من حرس الحدود الإيرانيين في تبادل لإطلاق النار مع متمردين مسلحين على الحدود الباكستانية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية الأربعاء، 6 يوليو.

في الإطار المقالي والمواقف السياسية؛ استمرت وسائل الإعلام والصحف السعودية في التأكيد على دور إيران في نشر الفوضى في المنطقة، وتأجيج الصراعات الطائفية بين السُّنَّة والشيعة، بجانب ما تناوله باب حدث الأسبوع في صدد ارتباط إيران بإرهاب تنظيم “داعش”. وكان من الملاحظ في هذا الصدد، هو أن هذا الأسبوع شهد تركيزًا على دور إيران في العراق.

فكان هناك تصريحات لسفير المملكة لدى العراق، ثامر السبهان، لقناة “الإخبارية” الرسمية، واتهم فيها إيران بالوقوف وراء الأزمات التي تشهدها عدد من الدول العربية. وأن إيران “لا تريد خيرًا للعرب، ومن مصالحها القضاء على العلاقات العربية لتخلو لها الساحة”.

وأكد السبهان في تصريحاته أن ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين “كلها تغذيات طائفية مصدرها إيران، لأنها تريد الفوضى وتدمير العرب من خلال صناعة صراع سُني ــ شيعي وهي لا تؤمن بالشيعة العرب. ولفت إلى أن إيران تستخدم أدوات لتنفيذ أجندتها بالمنطقة”.

في ذات الاتجاه، نشرت “عكاظ” يوم 8 يوليو، افتتاحية بعنوان: “ميليشيات إيران تمزق العراق“، وكان مما قالته فيه(11):

“بعد أقل من ستة أشهر على تقرير منظمة «مراقبة حقوق الإنسان» (هيومن رايتس ووتش) الذي اتهمت فيه مليشيات الحشد الشعبي العراقية ارتكابها «جرائم حرب» بعد اختطاف وقتل العشرات من السنة وهدم منازل ومساجد ومتاجر سنية في يناير الماضي، قالت المنظمة الدولية، أمس (الخميس)، إن لديها تقارير جديدة حول انتهاكات خطيرة ارتكبتها «قوات الحشد الشعبي» و «قوات الشرطة الاتحادية»، تضاف إلى عمليات القتل والاختفاء القسري والتعذيب التي أبلغ عنها منذ بداية العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة، وأن الحكومة العراقية تتكتم على التحقيقات التي أجرتها في هذا الشأن، وقد سبق وأن اتهمت المنظمة بعض الفصائل المسلحة التي تعمل تحت لواء الحشد الشعبي، وعلى رأسها منظمة بدر وعصائب أهل الحق، التي ثبت أنها تقوم بجرائم طائفية من خلال مهاجمة مساجد السنة ومنازلهم”.

وكانت “عكاظ” قد نشرت يوم 5 يوليو تحقيقًا بعنوان: “«الحشد الشعبي».. سيطرة فارسية على عروبة بغداد“(12)، نقلت فيه تصريحات لأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، محجوب زويري، والمحلل السياسي إبراهيم ناظر، قالا فيها إن هناك ضرورة لتفعيل دعوة المملكة إلى تفكيك ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية في العراق.

وحذرا من مخاطر استمرارها وتنامي دورها، من أنها سوف تنعكس سلبًا على المجتمع العراقي ونسيجه الاجتماعي، وشددا على أن هذه الميليشيات أضعفت دور الجيش الوطني العراقي، وعلى أن بقاءها سيزيد من الاحتقان الطائفي والمذهبي في العراق.

خطبة العيد التي ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية في إيران، علي خامنئي، كانت محل اهتمام بعض المصادر السعودية، واللندنية على وجه الخصوص مثل “الحياة” و”إيلاف”، وفيها ركز على أكثر من قضية، من بينها القضية الفلسطينية؛ حيث انتقد اعتبار القضية الفلسطينية “شأنًا عربيًّا داخليًّا”، مؤكدًا أن الأمر “كفاح واجب على جميع المسلمين”.

كما تناول فضيحة الرواتب الضخمة لمديرين حكوميين في بلاده، واعتبرها “خيانة” للنظام والمال العام، منبهًا إلى أن التقاعس عن مواجهة ذلك قد يقوِّض الثقة بالنظام ويؤدي إلى “كارثة”.

كما تناول فيها الأزمات الحاصلة في المنطقة، والهجمات الإرهابية التي شهدها العراق وتركيا وبنجلاديش – من دون ذكر ما جرى في السعودية – خلال شهر رمضان، معتبرًا أن “هذه الجرائم هي إحدى نتائج إعداد الإرهابيين من أجهزة الاستخبارات في أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني”.

4- الموضوع التركي:

باستثناء الاتصالات التركية الروسية في الشأن السوري، لم يكن هناك كثير اهتمام بالتحولات الأخيرة في السياسات الخارجية التركية، بعد فترة من الاهتمام غير الوافي بالاتفاق التركي الإسرائيلي الأخير.

لكن كان هناك مقال للكاتب اللبناني عبد الوهاب بدرخان، في “الحياة” اللندنية عن تحولات السياسة الخارجية التركية، والمصالح والمهددات التي فرضتها، وكيف أن الاعتبارات التي دفعت تركيا لتلك التحولات قد تقودها إلى مصالحة مع النظام السوري(13).

وكان من بين العبارات المهمة في المقال في هذا الصدد:

“.. المؤكّد أن المسألة السورية هي التي ستحدّد ملامح الوجه الآخر للسياسات التركية الجديدة. فبعد الشروع في تطبيع العلاقة مع روسيا، وإنهاء الخلاف مع إسرائيل، وقبل ذلك وقف تدهور العلاقة مع إيران مع إقرار الدولتين باستمرار خلافهما على سورية، ومع التلميح الى احتمال حصول خطوة باتجاه إصلاح العلاقة مع مصر، لم يبقَ أمام أنقـــرة سوى نقلة واحدة: الاتصال بدمشـــق. قد تبدو هذه المبادرة صعبة لكنها لن تكون مستحيلة، إذا أمكن تركيا أن ترى الـــمصلحة وتلمسها. كانت آفاق التبادل مع روسيا رحبة وواعدة ولا تـــزال، ومجالات التعاون مع إسرائيل كبيرة ومتنوعة ولا تــزال، كذلك مع إيران، وكانت بلغت مستوى متقدّماً جداً خلال سنوات العسل مع النظام السوري… لذلك لم يكن عسيراً على رجب طيب اردوغان أن يفرمل اندفاعاته السلطانية ليعكف على ترميم الصورة واستعادة المشهد السابق رغم كل المتغيّرات العميقة التي استجدّت عليه”.

ويضيف في هذا الصدد:

“.. يحاول اردوغان وأركان حكومته فتح تطبيع العلاقة مع روسيا على أفق «حل» للأزمة السورية. ولأن الخيارات التركية محدودة، بسبب الممنوعات الاميركية والروسية، وحتى الإسرائيلية والإيرانية، التي اختبرتها تباعاً، فإن أنقرة قد تكتفي بأي ضمان لكبح الاندفاعات الكردية كي تقول وداعاً لسياسة ظلّ «رحيل الأسد» و «إزالة نظامه» عنوانها المعلن والمبطن. أما العنوان الجديد – «الواقعية» – فباتت تحدّده المصالحة مع الروس والإسرائيليين، المتوافقين على بقاء الأسد ونظامه في انتظار ايجاد بديل منه”..

في الملف الكردي، كان هناك مقال لافت في “الشرق الأوسط” اللندنية، تناول معالم التوسع والتقدم الحاصل في المشروع الكردي في سوريا. المقال بعنوان: “المشهد الكردي الجديد ومشهد المنطقة المتصدع“، للكاتب اللبناني، رضوان السيد، تناول أزمات المشرق العربي، في كل من العراق وسوريا، وكيف أنها خدمت الأكراد(). ومن بين الفقرات التي لخص فيها المشهد الكردي الحالي في سوريا:

“.. أعلن أكراد سوريا من خلال تحالفهم الرئيسي بين الحزب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، عن إقامة منطقةٍ للحكم الذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد وشرقها، والتي يسعون إلى ربطها بعفرين على الحدود التركية من الجهة الأخرى. وهم يطمحون إلى أن يبقوا في سوريا فيدرالية مستقبلية. إنما لو استعرضنا الدستور المعلن المؤلَّف من 85 مادة، لوجدنا أنّ المشروع الذي يقترحونه هو أدنى إلى الكونفدرالية، لأنهم يفترضون أن الكيان الجديد يستطيع إقامة علاقات خارجية مع الدول الأخرى، وهو مستقلٌّ في أمنه وعسكره. ولا يشكّل الأكراد أكثر من 5 في المائة من مجموع الشعب السوري. وليس صحيحًا أنّ مناطقهم مترابطة باستثناء عفرين. فهم يتوزعون على أربعة أقسام أو مناطق، لكنهم ربطوا المناطق الثلاث من خلال احتلال نواحي غالبية سكانها من العرب، وقد تهجّر هؤلاء بنسبةٍ كبيرة”.

5- تقرير تشيلكوت:

تقرير لجنة “تشيلكوت” التي تشكلت في العام 2009م، للتحقيق في قرار غزو العراق، وسياسات رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، توني بلير، وصدرت نتائجه قبل أيام، كان محل اهتمام، بعدما أثبت أن نظام الرئيس العراقي صدام حسين لم يكن يشكل خطرًا على المصالح البريطانية، وأن أسلحة الدمار الشامل زُعم أن النظام العراقي كان يمتلكها، وأن الحرب ألتي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة ضد ‏العراق في 2003م، لم تكن ضرورية.

“الشرق الأوسط” ومصادر أخرى، اهتمت في ذلك، بالتأكيد على أن التقرير ذكر أن السعودية حذرت مبكرًا من الإطاحة بنظام صدام، أما جهاد الخازن، فقد كتب في “الحياة” يقول(15):

“.. هل كنا في حاجة إلى تقرير بريطاني رسمي لنعرف أن توني بلير تآمر مع جورج بوش الابن لشنّ حرب على العراق (بعد أفغانستان) زُوِّرَت أسبابها عمداً ما أدّى الى قتل حوالى مليون عربي ومسلم مع مئات من الجنود الشباب البريطانيين وألوف الجنود الأميركيين؟ (..) رأيي أن توني بلير وجورج بوش يجب أن يوضع كل منهما في زنزانة ويلقى المفتاحان في البحر الى أن يموتا. هما في سجلي الشخصي مجرما حرب أسوأ كثيراً من صدام حسين الذي اقتصر أذاه يوماً على الكويت ويوماً على شعب بلده، في حين أن الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني تسببا في قتل مليون إنسان من العراق الى أفغانستان، من دون أن يشكل عراق صدام حسين أي خطر على السلام العالمي.”.

مقال الخازن ومقالات أخرى ركزت على ضرورة تقديم بلير والرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ورفع قضايا تعويضات من جانب ذوي ضحايا الغزو الأنجلو أمريكي للعراق في 2003م.

رابعاً: القضايا المصرية والعلاقات المصرية – السعودية:

1. اهتمت الصحف السعودية ببيان للخارجية المصرية، يوم 5 يوليو، ردًّا على قرار مجلس الشيوخ الإيطالي، على تشريع باسم “تشريع ريجيني”، يقضي بوقف إرسال قطع غيار حربية إلى مصر، على خلفية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل إبان الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وقالت فيه الخارجية المصرية إنها ستضطر لوقف التعاون مع روما في بعض المجالات.

2. نشرت المصادر السعودية على نطاق واسع إعلان محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، أنه قد تم يوم الجمعة الأول من يوليو، سداد مبلغ مليار دولار تمثل آخر ديون مستحقة لصالح قطر على مصر. ونقلت المصادر السعودية عن عامر، في تصريحات صحفية، قوله إن “البنك المركزي سدد مبلغ المليار دولار مقابل سندات كانت طرحتها مصر في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقام بتغطيتها بنك قطر الوطني” بحسب نص تصريحه.

8. في الجانب الاقتصادي كذلك، اهتمت المصادر السعودية بخبر أول معرض ومؤتمر عقاري مصري – خليجي مشترك، سوف يُقام بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، في الفترة من 19 إلى 23 يوليو الجاري. وقالت إن المعرض يهدف لدعم الاقتصاد المصري، كما يسعى لخلق فرص استثمارية تجذب المستثمرين العرب للسوق المصرية، ويشارك فيه نحو 100 شركة مصرية وعربية، وعملت المصادر السعودية على تسويقه كذلك بالقول إنه يلقى “اهتمامًا شديدًا؛ وذلك للمنافسة القوية بين كبرى الشركات وللدعم الخليجي المصري المتمثل في الحكومتَيْن المصرية والكويتية”.

3. في المجال الاقتصادي أيضًا، اهتمت الصحف السعودية بقرار للسيسي بإنشاء مجلس للاستثمار برئاسته “للإشراف على السياسات الاستثمارية للدولة في جميع القطاعات والمحافظات”.

9. فيما يخص مشكلة الأقماح المستلمة من وزارة التموين، والتي خالفت المواصفات، نقلت مصادر سعودية عن وزير التموين والتجارة الداخلية المصري خالد حنفي، أن الوزارة سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية التي تحافظ على المال العام في حالة ثبوت أي مخالفات في كميات الأقماح المستلمة، وأن الوزارة من خلال أجهزتها الرقابية من مفتشي ومباحث التموين “هي التي قامت بالحملات الرقابية على صوامع وشؤون استلام الأقماح المحلية والتحفظ على بعض الصوامع لوجود شبهة في عمليات الأقماح المستلمة وتم عمل محاضر واحالتها للنيابة العامة وذلك حرصًا على المال العام”.

4. في مجال العلاقات الاقتصادية بين مصر وكل من السعودية ودول الخليج، نشرت وسائل الإعلام السعودية أكثر من خبر في هذا الاتجاه:

– تابعت بعض المصادر السعودية خبر استلام مصر 17 ألف طن من زيوت نخيل و134 سيارة من المملكة، خلال الأسبوع الماضي.

– إعلان يحيى راشد وزير السياحة المصري، عن إطلاق حملة ترويجية وتنشيطية وتسويقية ضخمة في منطقة الخليج العربى والدول العربية لتنشيط حركة السياحة الوافدة لمصر خلال فصل الصيف، وأن هذه الحملة تتضمن المزيد من الحوافز للسياح العرب القادمين لزيارة مصر والاستمتاع بمشاهدة معالمها الطبيعية والحضارية والثقافية.

– ارتفاع صادرات مصر إلى الدول العربية خلال شهر مارس الماضي إلى 827 مليون دولار، مقابل 820.5 مليون دولار خلال مارس من عام 2015م، بزيادة قدرها 26.5 مليون دولار، فيما تراجعت الواردات المصرية من الدول العربية خلال الفترة محل القياس لتسجل 576.1 مليون دولار مقابل 895.4 مليون دولار بتراجع بلغ 319.3 مليون دولار، بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر في نشرته الشهرية الصادرة مؤخرًا.

. في المجال السياسي؛ فقد اهتمت المصادر السعودية العامة بموقف الهيئات والشخصيات المصرية التي أدانت تفجير المدينة المنورة والتفجيرات الأخرى التي وقعت في المملكة الفترة الماضية، وخصوصًا موقف الأزهر الشريف الذي توافق فيما طرحه مع موقف المؤسسة الدينية الرسمية السعودية حول التفجيرات ومنفذيها، كما نقلت تصريحات لعمرو خالد، قال فيها إن حادث المدينة المنورة “تجاوز لكل الخطوط الحمراء ولا يمت للدين والإنسانية بصِلَة”.

. في المجال الرياضي، أبرزت مصادر سعودية قيام بعض الأندية والمنتخبات السعودية بإقامة معسكرات لها في مصر، مثل فريق الكرة الأول في نادي حفر الباطن، والمنتخب السعودي للكاراتيه.

. بالرغم من الأجواء الإيجابية التي تسود الإعلامَيْن المصري والسعودي فيما يتعلق بالعلاقات؛ إلا أن الأمر لم يخلُ من ملاسنات إعلامية بسبب هجوم الكاتب إبراهيم عيسى على المملكة ونظام الحكم فيها والفكر الوهابي، على خلفية تفجيرات الحرم النبوي. ولفت موقع “الإسلام اليوم” إلى مقال عيسى في الصحيفة التي يرأس تحريرها، “المقال”، وقال إنه مقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال الموقع إن المقال حفل بالشماتة، بعد أن قال المانشيت الرئيسي لعدد الأربعاء 6 يوليو: “من الإرهابيين إلى السعودية، هذه وهابيتكم ردت إليكم”(16).

كما جاء في مقال مانشيت آخر: “لقد إنتظرنا الإرهابيين عند الكعبة ففاجأونا وجاءوا إلى مسجد الرسول”. وقال عيسى في مقاله:

“للأسف الكل يقوم بممارسة التدليس مع السعودية، ويصمت عن هذا المناخ الوهابي التي أصبحت تغزو العالم بأسره، وها هي الآن تأكل يد صانعيها، فهؤلاء القتلة المجرمون من أبناء الوهابية الحاضنة (..)”ها هي حكومته تندمج أكثر فأكثر في دعم وصناعة الفكر الوهابي”.

رد الفعل كان على “تويتر”؛ حيث دشن مغردون وسم “هاشتاج” بعنوان: “#الإعلام_المصري_يشمت_في_تفجيرات_المدينة”.

ومن بين من غردوا فيه، الدكتور خالد الرشيد قائلاً: “أين موقف الحكومة المصرية.. هل هي راضية عن هذا الاعلام ؟.. وهل يجرؤ إبراهيم عيسى على انتقاد حكومة السيسي”. وتابع: “الشماته لم تكن يوماً سمة من سمات المسلم.. الأشقاء المصريين مطالبين بالرد على هذا الإعلام الساقط .. قد تكون هذه رسالة للإرتماء في أحضان إيران”.

أما الأكاديمي والإعلامي عبد الله العساف، فقد قال: “(خاب قوم لا سفيه لهم) استنساخ ابراهيم عيسى واضرابه أصبح ضرورة؛ مع عدم إغفال صوت العقل والحكمه”. أما الإعلامي خالد العلكمي فقال: “لا جديد، شماتة وابتزاز .. حتى لا نخدع أنفسنا، ابراهيم عيسى لا يستطيع كتابة حرف ضد السعودية بدون ضوء أخضر”.

5- قضية الأسبوع فيما يتعلق بالملفات والقضايا الخاصة بمصر في الإعلام السعودي، كانت الجولة الأفريقية التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مؤخرًا، وأثرها على الأمن القومي المصري، وخصوصًا فيما يتعلق بموضوع مياه النيل.

الاهتمام جاء من المصادر الصحوية السعودية، التي ركزت على تصريحات نتنياهو أمام مجلس النواب الإثيوبي، التي قال فيها إن إسرائيل ستدعم أديس أبابا، لتمكن إثيوبيا من الاستفادة من مواردها المائية في تطوير الزراعة من خلال مدها بالتكنولوجيا، وإن أديس أبابا “تنتهج الطريق الصحيح في التنمية، وسنعمل على دعمها وتعزيز المشاريع التنموية في البلاد، موضحًا أن إسرائيل ستجعل من إثيوبيا “أكبر دولة منتجة للألبان في العالم، وستدعمها بكافة أنواع التكنولوجيا الحديثة”.

موقع “الإسلام اليوم”، اعتبر ذلك “لطمة لمصر”(17)، وأشار إلى أن نتنياهو تحدث مع قادة دول شرق إفريقيا التي زارها مؤخرًا حول “خطر الإرهاب”، ودعاهم للعمل لمواجهته “موحدين”.

موقعا “المسلم” و”الإسلام اليوم” ركزا على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، التي قال فيها إن بلاده “ستدعم تحركات إسرائيل الساعية لاستعادة مكانتها في الاتحاد الأفريقي” وأن تنال عضوية مراقب على غرار منظمة التحرير الفلسطينية.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1)

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2)

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3)

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب محايد، مع تراجِع في مستوى الاهتمام بخلاف ما يتطلبه الحدث بسبب بعض التقارب الإيراني التركي.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة بعد أحداث التفجيرات الأخيرة.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي ولكن أقل حدة من الفترة التي سبقت زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى هناك.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي متصاعد.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع استمرار في تراجع المستوى السلبي في تناول المواقع الصحوية للشأن المصري بشكل عام، باستثناء موقع “الإسلام اليوم”.

سادسًا: الاستنتاجات:

1. بشكل عام استمر الصمت السياسي وبالتالي، الإعلامي السعودي إزاء التطورات الخاصة بملف اتفاقية “تيران” و”صنافير” في الساحة القضائية المصرية، كما بدا بشكل عام، استمرار الاتجاه الإيجابي لتناول القضايا المصرية في المصادر الإعلامية السعودية العامة، فيما استمر تراجع الاتجاه السلبي للمصادر الصحوية تجاه الأوضاع في مصر.

2. ارتفعت وتيرة الهجوم على الإخوان المسلمين على خلفية التفجيرات الأخيرة في المملكة، وزاد مستوى الربط بين الفكر الإخواني وبين الإرهاب وتنظيماته وأفكار السلفية الجهادية، مع دعم للحملة الإماراتية الحالية ضد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

3. تتفاقم الأزمات التي تخوضها الرياض في أكثر من جبهة، وخصوصًا على المستوى الأمني الداخلي، وفي اليمن، في ظل انغلاق كافة المسارات لمعالجة الأزمة الرئيسية التي تربط هذه القضايا كلها، وهي الأزمة مع إيران.

4. هناك حالة من الترقب للموقف التركي من الأزمة السورية من جانب الإعلام السعودي؛ حيث يبدو وكأن الرياض تنتظر خطوة تركية كما توقع بدرخان في مقاله المتقدم، من أجل أن تسعى الرياض إلى الفرار إلى الأمام، للتخلص من الأعباء السياسية والأمنية التي ترتبط بسياسة الرياض في الملف السوري.

—————————-

الهامش

(1) الرابط

(2) تفجيرات رمضان تغطية لسقوط وهم الخلافة، 7 يوليو 2016م، الرابط

(3) 7 يوليو 2016م، الرابط

(4) الرابط

(5) 7 يوليو 2016م، الرابط

(6) داعش يعدل الألعاب ليجند الصغار، 7 يوليو 2016م، الرابط

(7) مؤكداً أن المناصب لا تعطي امتيازات ولكنها تعطي مسؤوليات.. ابن حميد: الويل للداعشيين ومن وراءهم، “عكاظ”، 7 يوليو 2016م، الرابط

(8) الرابط

(9) “الرياض”، الرابط

(10) “الرياض”، الرابط

(11) الرابط

(12) الرابط

(13) تركيا «الواقعية» … وداعاً لسياسة «رحيل الأسد ونظامه»، 7 يوليو 2016م، الرابط

(14) 8 يوليو 2016م، الرابط

(15) أخيراً، التقرير البريطاني عن الحرب على العراق، 7 يوليو 2016م، الرابط

(16)#الإعلام_المصري_يشمت_في_تفجيرات_المدينة.. طالع عناوين الصحيفة، 7 يوليو 2016م، الرابط

(17) في لطمة لمصر.. نتنياهو: سندعم إثيوبيا لتستفيد من مواردها المائية، 7 يوليو 2016م، الرابط

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close