fbpx
المشهد الإقليمي

تحليل اتجاهات الإعلام السعودي 2 يناير 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

موجز عام:

يقدم هذا التقرير، عرضًا لأهم ما جاء في وسائل الإعلام السعودية، من خلال رصد 530 مادة، تغطي الشأن السعودي، والشأن المصري والإقليمي المرتبط، خلال الفترة بين السبت 26 ديسمبر 2015م، والجمعة 1 يناير 2016م.

كانت أبرز تطورات السياسة السعودية وتحولاتها، خلال الأسبوع محل التغطية، قرارات رفع الدعم جزئيًّا عن أسعار الوقود في المملكة، بعد الإعلان عن موازنة المملكة الجديدة، بعجز 98 مليار دولار. وتزامنت قرارات الرفع التي أدت لارتفاع أسعار البنزين بشكل لافت، مع قرارات مماثلة في بعض دول مجلس التعاون الخليجي، مثل سلطنة عُمان، ربما لتخفيف وطأة القرارات داخل كل دولة على حدة، على المستوى الشعبي، لو كانت حكومتها قد أخذت هذا القرار منفردة، في ظل التراجعات المستمرة في أسعار النفط، والتي تردت دون مستوى 37 دولار للبرميل، بينما قدرت ميزانيات دول الخليج سعر الأساس، بمتوسط 50 دولار.

كما كان من بين التطورات المهمة زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى السعودية، وما رافقها من تصريحات حول اتفاق البلدين حول إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي. إلا أن بعض تغطيات الإعلام السعودي؛ لا تقول بالكثير من التفاؤل في هذا الصدد؛ حيث أشارت بعض المصادر الإعلامية السعودية إلى أن العلاقات بين البلدين تعوقها الكثير من التباينات الجوهرية في وجهات النظر، مما يجعل التقارب في المرحلة الراهنة صعبًا، وخصوصًا فيما يتعلق بالأوضاع في مصر.

ويدلل من نحا من على ذلك، بمغادرة أردوغان المفاجئة للمملكة، بعد وفاة أحد الصحفيين المرافقين له، وهو أمر لا يمكن أن يكون مبررًا في ظل أهمية حالة الانفتاح على المملكة، بالنسبة للحكومة التركية، كما أن أردوغان أو الرئاسة التركية، لم يصدرا أية تصريحات في ختام زيارته، حول ما تحقق فيها، فيما ولم يتغير الموقف التركي المعلن من “التحالف الإسلامي” الجديد الذي أعلنته الرياض، لمكافحة “الإرهاب”.

إلا أن لغة الخطاب الدبلوماسي الرسمي السعودي كانت إيجابية في التأكيد على مجلس التعاون الجديد الذي أُعلن عنه في المؤتمر الصحفي الذي جمع ما بين وزيرَيْ خارجية البلدَيْن، عادل الجبير ومولود جاويش أوغلو، وأعادت الخارجية السعودية التأكيد عليه بعد مغادرة أردوغان.

مصريًّا، كان اللافت أن يقوم وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري، بزيارة إلى الرياض، بعد أقل من يوم من زيارة أردوغان؛ حيث وصل شكري إلى الرياض، يوم 30 ديسمبر بعد مغادرة أردوغان بساعات، وكانت مباحثاته مع عادل الجبير، ومع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، ووزير الدفاع. وألمحت بعض الأوساط داخل الإعلام السعودي اللندني خصوصًا، إلى ارتباط الزيارة بزيارة أردوغان، التي بكل تأكيد كان لها صدىً لدى نظام الانقلاب المصرية.

مصريًّا، كانت أهم القضايا محل الاهتمام من جانب الإعلام السعودي، بمختلف ألوانه، سواء الموالي للدولة، أو الإعلام الصحوي، تنصب على تطورات أزمة سد النهضة، مع توجيه اتهامات لنظام قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بإضاعة حقوق مصر في مياه النيل. كما كان هناك اهتمام بتطورات الوضع السياسي، وخصوصًا الدعوة لانعقاد البرلمان الجديد، وكيف سوف تمر الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وحركة تغييرات المحافظين الأخيرة في مصر.

في الإطار العام للأوضاع الداخلية وقضايا الشرق الأوسط الأهم؛ احتلت اليمن بؤرة صدارة الحدث هذا الأسبوع، في ظل عدد من الأمور المتعلقة بالأوضاع العسكرية البحتة للأزمة؛ حيث تزايد عدد الهجمات التي يشنها الحوثيون على الأراضي السعودية، سواء باستخدام صواريخ “سكود”، أو من خلال شن هجمات حدودية.

كما كان لتعطل العمل العسكري على الأرض، مردود في الإعلام السعودي؛ حيث بدأت وسائل الإعلام السعودية في الرد على ما تبثه بعض وسائل الإعلام العالمية من تقارير، تتحدث عن فشل الرياض في تحقيق مستهدفات عملية “عاصفة الحزم” التي بدأت في مارس 2015، و”عاصفة الأمل”، التي تلتها في يونيو 2015.

ومن هنا يمكن فهم التصعيد الحالي في شمال صنعاء، وفي مناطق شمال وشمال غرب اليمن، ومناطق أخرى في الداخل، من جانب القوات الموالية لشرعية الرئيس هادي منصور.

الأزمة السورية كانت حاضرة بدورها، ولكن في الإطار التقليدي، المتعلق بالتأكيد على موقف الرياض من الأزمة، والجرائم الروسية ضد المدنيين في سوريا، بالإضافة التطورات الخاصة بعقد مؤتمر المعارضة مع النظام السوري والذي تعطل بسبب عدم اتفاق المعارضة على ممثليها، أو الاتفاق على قائمة بما تسميه موسكو بـ”المجموعات الإرهابية” في سوريا، واستبعادها.

كما استمرت تبعات عملية اغتيال زهران علوش، زعيم “جيش الإسلام”، أحد أكبر الفصائل السورية المسلحة، وأهمها بالنسبة لمشاركة الفصائل الإسلامية المقاتلة على الأرض، في العملية السياسية، بالإضافة إلى عملية التبادل التي تمت بين النظام والمعارضة في الزبداني وكفريا والفوعة، من خلال تركيا ولبنان.

في السعودية داخليًّا، كانت قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف حاضرة ولافتة، وبدا أن هناك الكثير من “العصبية” في هذا الأمر؛ حيث أدت الضغوط الأمنية، والسياسية المرافقة لها، على الدولة السعودية في العام المنصرم، إلى الكثير من المشكلات، التي تطلبت حسمًا أمنيًّا وغير أمني، قاد لتبعات سياسية بدوره، كما هو الحال في ملف العلاقة مع الإخوان المسلمين، في الداخل، وفي الخارج.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close