fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 18 يونيو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرض أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 7-16 يونيو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع: الاجتماع الثلاثي الروسي السوري الإيراني:

اجتمع كلا من وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني في العاصمة طهران. وقد ضم الاجتماع كلاً من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شامخاني ووزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو والسوري فهد جاسم الفريج والإيراني حسين دهقاني. وقيل ان الهدف من الاجتماع هو استعراض التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط عموما وسوريا على وجه الخصوص؛ والبحث في سبل تعزيز مكافحة الإرهاب. إلا أن هذا الاجتماع يحمل العديد من علامات الاستفهام خاصة وأنه جاء بعد لقاء جمع بين الرئيس بوتين ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو؛ إلى جانب انشغال الولايات المتحدة الأمريكية في انتخاباتها الرئاسية.

أهداف الاجتماع

ـ أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شامخاني أن الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع إيران وروسيا وسوريا يعود إلى تزايد التعقيدات السياسية والأمنية في الأزمة السورية. ومن هنا جاء الاجتماع من اجل تحديد الأهداف التي يتوجب ضربها في إطار اجتثاث” الخلافة” المزعومة في الرقة.

ـ أكد شامخاني ان هدف الاجتماع هو التباحث من اجل الاتفاق على “أسلوب المواجهة ومسيرة التأثير الأمريكي وحلفائها الغربيين والإقليميين على الأزمة السورية التي تهدف إلى توفير هامش أمن للكيان الصهيوني.

ـ محاولة إيران تحسين علاقاتها مع روسيا فقد صرح شامخاني خلال لقائه، إنه “من الضروري أن أعرب عن تقديري للسياسات والإجراءات الشجاعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعمه الفاعل والمؤثر للتصدي الشامل للإرهاب في سوريا”.

ـ محاولة بوتين الإمساك بالورقة السورية بشكل عام، مع مراعاة مصالح إسرائيل وطمأنة إيران ومنظومة بشار الأسد، بالإضافة إلى الضغط على تركيا، ومحاولة عدم قطع الجسور مع الدول العربية في الخليج.

دلالات التوقيت

1ـ زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موسكو، والاجتماع الثلاثي لوزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري في طهران، تعتبر فائقة الأهمية لأنها تكشف عن القفز الروسي على الحبل المشدود في الساحة السورية ما بين أطراف يفتـرض أنهـا متخاصمة (كإيران – إسرائيل)، وكل ذلك تحت سقـف تنسيق جـون كيري – سيـرجي لافروف.

2ـ وجود خلافات إيرانية روسية حول عده نقاط أهمها: مستقبل بشار الأسد، والدور الروسي في سوريا بعد انتهاء الأزمة، والتدخل الإسرائيلي في سوريا بشكل واضح وبتنسيق مع روسيا. وقد وصلت الخلافات بين ايران وروسيا إلى قيام الأخيرة بضرب احدي تجمعات الحرس الثوري الإيراني. ومما يؤكد الخلافات الإيرانية الروسية هو ما صرح به أليكسي مالاشينكو الخبير في مركز “كارنيغي” في موسكو الذي استبعد لعب طهران دورا كاملا في العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة.

3ـ أن اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة جاء في أعقاب نشاط حاد أبداه الإسلاميون الذين كثفوا من هجماتهم واعتداءاتهم، حيث ما انفك تنظيم “جبهة النصرة” طيلة أسبوع كامل يزحف على مواقع الجيش السوري في محافظات اللاذقية، وإدلب وحماة ودمشق، فضلا عن احتدام الوضع بشكل كبير في محافظة حلب.

تداعيات الاجتماع الثلاثي

السيناريو الأول يتعلق في سوريا:

ربما يكون الهدف من الاجتماع هو الأزمة السورية والتباحث في التنسيق بين الدول الثلاث -روسيا وإيران وسوريا -من اجل التوافق على مجري العمليات العسكرية في سوريا وتحديد الأدوار؛ والتباحث حول التهدئة؛ والتوافق حول مستقبل بشار الأسد؛ والخريطة الجغرافية لسوريا. إضافة إلى الدور الإسرائيلي المتنامي في سوريا عبر البوابة الروسية. إلا انه يبدو في الأفق العديد من التصورات والتناقضات المختلفة بين الدول الثلاث تتمثل في:

ـ ربما تهدف روسيا إلى حسم الملف السوري كاملا والقضاء على الأزمة من خلال عملية عسكرية “سورية إيرانية روسية إسرائيلية” سواء بالتعاون العسكري المباشر أو بالتنسيق أو بالتعاون العسكري الغير مباشر. في ظل الحديث عن تقارب روسي إسرائيلي مؤخرا. إلا ان هذا الأمر قد يبدو مرفوضا إيرانيا ولكن ليس من المستبعد ان يكون هناك دورا إسرائيليا لغارات جوية مكثفة في بعض المناطق السورية في المنظور القريب.

ـ رغبة روسيا في أن تقنع إيران وسوريا بالتنازل الكامل عن هضبة الجولان وعدم المطالبة بها مستقبلا لصالح إسرائيل. وأن يكون هناك دورا أمنيا إسرائيليا في سورية تحديدا في المناطق التي تري إسرائيل فيها ضرورة أمنية لها. بهدف تأمين منطقة الجولان والمناطق المحيطة بها. وهذا ربما يكون من خلال أبعاد قوات حزب الله عن المناطق التي تزعج الأمن الصهيوني إضافة إلى عدم تزويد حزب الله بأسلحة تشكل خطرا استراتيجيا على الأمن الصهيوني.

ـ رسم مستقبل سوريا وخريطته السياسية بعد انكشاف الدور الأمريكي والفرنسي في المناطق الكردية، وذلك من خلال الاحتفاظ ” بسوريا المفيدة” والتي تتكون من (اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص الواصلة بالعراق من خلالها أطرافها الصحراوية والقنيطرة الواصلة بلبنان ليبقي التواصل الشيعي مع هذه الدولة مستمرا)؛ وهناك الدولة الكردية النفطية المدعومة أمريكيا وفرنسيا التي أصبحت تتشكل على الحدود التركية. وهناك الجولان ومنطقة عازلة حولها تحت سيطرة صهيونية كاملة أو شبه كاملة. وأخيرا بقايا الدولة السورية للُسنه والفقيرة لتبقي بها القوي المتناحرة.

السيناريو الثاني: يتعلق في القضية الكردية:

تعد القضية الكردية من أخطر القضايا بالنسبة لتركيا، خاصة وان حدود هذه الدولة بدا في الاكتمال على امتداد الحدود التركية، ولم يتبقى سوى جزء قليل ليعلن الأكراد قيام دولتهم. ومن الجدير ذكره ان الأكراد يحظون بدعم روسي من خلال التنسيق في العمليات العسكرية داخل سوريا حيث تتجنب روسيا القيام باي عملية عسكرية ضد أهداف كردية، وفتح مكتب تمثيل لهم في موسكو.

إضافة إلى قبول جزئي من قبل بشار الأسد والذي لا يمانع من وجود إقليم كردي داخل دولة كونفدرالية سورية، بينما إيران ما زالت تتحفظ بقيام دولة كردية خشية من تحرك المطامع الكردية في إقامة كيان موحد ومن بينها أكراد إيران، علما بان الأكراد ينتشرون في كل من العراق سوريا إيران وتركيا. لذا من المتوقع ان الاجتماع الثلاثي الإيراني السوري الروسي قد تعرض للقضية الكردية والتي تحظي بدعم صهيوني حقيقي انطلاقا من العلاقات التاريخية الكردية الإسرائيلية إلى جانب العلاقات الكردية والإسرائيلية في إقليم كوردستان. كما ان وجود دولة كردية في منطقة الشرق الأوسط ذات الغالبية العربية تشكل خيارا استراتيجيا للصهاينة لكيلا تبقي إسرائيل الكيان الشاذ الموجود في المنطقة.

وفي حال نجاح الدولة الكردية في إعلان تأسيسها وبلورتها على الحدود التركية، سوف يترتب عليه أكثر من احتمال:

الأول: إمكانية اتخاذ الحكومة التركية قراراً يتمثل في إعلان الحرب على المناطق الكردية في سوريا بهدف إفشال هذا المخطط وتدميره، وهنا سوف تجد نفسها أمام تحدي أمريكي صهيوني فرنسي روسي سوري.

الثاني: اتخاذ الحكومة التركية قرار بإحداث تغيرات ديمغرافية في المناطق الجنوبية لتركيا بهدف إفشال التواصل الكردي في المناطق الجنوبية لتركيا مع المناطق الشمالية لسوريا. وهذا قد يكون نتيجة لعمليات عسكرية عنيفة تقوم بها القوات التركية في مناطق الجنوب.

الثالث: تغيرات في السياسية الخارجية التركية، والتي بدأت تظهر بوضوح من خلال قيام الرئيس التركي أردوغان بإرسال رسالة إلى الرئيس الروسي بوتين وكذلك قيام رئيس الوزراء التركي بعلى يلدرم بإرسال رسالة لرئيس الوزراء الروسي مدفيدف بهدف تقديم التهاني في العيد الوطني الروسي، هي بمثابة (غزل دبلوماسي) بهدف تحسين العلاقات التركية الروسية خاصة وان أروغان قد صرح بان سياسة حلفاؤه في القضية الكردية سوف يجعله يعيد ترتيب علاقاته في التحالفات.

السيناريو الثالث يتعلق في المنطقة الإقليمية:

لا يمكن فصل الدور الروسي في سوريا عن طموحها الإقليمي؛ بعد أن أصبح من المسلم بها في العرف السياسي ان المنطقة الإقليمية تمر بحالة إهمال أمريكي؛ لتجد روسيا نفسها في مكانة سد الفراغ. ومن هنا تسعي روسيا إلى تحقيق الأهداف التالية:

ـ ربما تسعي روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع إيران بعد ظهور خلافاتهماللعلن؛ بعد ان أصبحت روسيا تتمتع بعلاقاتها استراتيجية مع الدول الإقليمية الكبرى كإسرائيل ومصر والسعودية وفي ظل الحديث عن رغبة تركية في ذلك.

ـ قد تهدف روسيا إلى إحكام قبضتها السياسية على المنطقة الإقليمية من خلال التوغل في كافة الملفات وذلك من خلال استغلال الأدوار التي يمكن ان تقوم بها الدول الإقليمية الكبرى الحليفة لها. لذلك ربما نري دورا إيرانيا متناميا إقليميا وبالتنسيق مع روسيا فيما يتعلق بحركة الإخوان المسلمين من أجل عدم خسران دولة مصر في حدوث أي طارئ ولتبقي ورقة مناورة قوية ضد النظام السياسي الحالي في مصر.

علما أن هناك تصريح يفجيني كلاوفر، أكاديمي إسرائيلي بجامعة تل أبيب: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يواصل فقدان شرعيته الداخلية، مع أنه يبدو أكثر قربا لإسرائيل، التي تأمل أن يبقى حليفها الأقرب لمواجهة حماس في غزة وتنظيم الدولة بسيناء! إلى جانب وجود أصوات صهيونية تطالب نتنياهو بعدم ترسيخ علاقات استراتيجية مع النظام السياسي الحالي بمصر.

السيناريو الرابع يتعلق في الطموح الروسي العالمي:

يسعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستفادة من نهاية ولاية باراك أوباما كي يكتسب لاستراتيجيته الملتبسة بالنقاط ويزهو عندها القيصر الجديد بغنيمته السورية؟ مستفيدا من الانشغال الأمريكي في انتخاباتهم الرئاسية إلى جانب البرنامج الأمريكي للمرشح الرئاسي “ترامب” والذي بدا يظهر في الأفق القريب انحسار للسياسية الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. لذا تسعى روسيا إلى تعزيز نفسها إقليميا بعد نجاحها في تعزيز علاقاتها مع الغالبية العظمي في المنطقة الشرق الأوسط. لتعيد للأذهان بداية مولد الدب القطبي الجديد والعودة إلى النظام العالمي ” ثنائي القطبية “.

مؤشرات مهمة:

ـ روسيا ستكون حاضرة في منطقة الشرق الأوسط بشكل قوي وملفت ولفترة لا تقل عن عشرة سنوات قادمة.

ـ أصبح من حكم المؤكد ان العلاقات الروسية الإسرائيلية وصلت إلى حدود العلاقات الاستراتيجية.

ـ قد تبدو في الأفق خلافات روسية إيرانية قريبا، ستسعى إيران لذلك في البحث عن لاعبين من -غير الفاعلين -لتعزيز علاقاتها معهم من اجل التناور وقد يكون الإخوان المسلمين إحدى هذه القوي.

 

ثانياً: تطورات المشهد الصهيوني:

قتلى إسرائيليون في هجوم بتل أبيب والفصائل تباركه.( الجزيرة) صعوبات للشاباك لوقف هجمات الفلسطينيين.(هآرتس) فصائل المقاومة تبارك عملية “تل أبيب“.(فلسطين الأن) ليبرمان يأمر بوقف إعادة جثث منفذي الهجمات.(تايمز أوف إسرائيل) بعد إطلاق النار في تل أبيب.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: جنت على نفسها براقش.. وهذه الإجراءات المتحدة (CNNالعربية)

قتل أربعة إسرائيليين وأصيب ستة آخرون في هجوم نفذه شابان فلسطينيان بمركز تجاري قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب. وأشادت فصائل فلسطينية بالعملية، بينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد.

الملفت في هذه العملية أنها تمت في مركز “شارونا” التجاري قرب مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية ومجمع وزارة الدفاع. إضافة إلى مقتل “عيدو بن آري” 41 عاما الذي خدم في الوحدة المختارة التابعة لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي “سيرت همتكال”1 وهي وحدة عسكرية منتخبة في الجيش الإسرائيلي وخاضعة مباشرة لهيئة الأركان العامة وتصنف مع دائرة المخابرات. هدفها الأساسي والمركزي القيام بتجميع معلومات استخبارية من عمق مواقع البلاد العربية.

وقد سارعت فصائل فلسطينية إلى الإشادة بالعملية واعتبرتها دليلا على فشل إسرائيل في إخماد انتفاضة القدس، بينما اعترف ليئور أكرمان المسؤول السابق في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) في أن الشاباك يجد صعوبات في منع هجمات الفلسطينيين. وأفادت وزيرة القضاء الإسرائيلية أيليت شاكيد إن شبكات التواصل الاجتماعي أزالت ما نسبته 70% من المنشورات المحرضة على مهاجمة الإسرائيليين وذلك بطلب منها. وقد اتخذ ليبرمان عدة إجراءات منها حصار “يطا” بالكامل وهي المدينة التي ينتمي لها منفذي العملية بعد أن هدمت منازل المنفذين، إضافة لعدم تسليم أي جثة فلسطينية مستقبلا.

توقيت العملية: جاء في شهر رمضان وهو شهر جهاد بالنسبة للفصائل الفلسطينية المقاومة؛ كما تحمل العملية رسالة إلى ليبرمان بان الشعب الفلسطيني ومقاومته لا تخشاه؛ كما يعد رداً عن الموقف الفلسطيني المقاوم حول ما يجري من محاولات عربية وأوربية لإحياء عملية التفاوض الفلسطيني الصهيوني.

نتنياهو ينفي وصفه لمبادرة السلام العربية بالمقبولة عموما’.(تايمز أوف إسرائيل)

قال مكتب رئيس الوزراء في بيان له، أنه “لم تتم مناقشة مبادرة السلام العربية على الإطلاق. واكد على انه لا يمكن استخدام أي مبادرة عربية لإملاء [الشروط] على إسرائيل، بل ستكون موضوعا للنقاش بين إسرائيل ودول المنطقة بهدف الدفع بالسلام الإقليمي مع البلدان العربية. الموقف الإسرائيلي ومن خلال هذه التصريحات تؤكد على ثبات موقفها المتمثل بانها لن تتنازل عن شيء من اجل العملية السلمية؛ وإنما تحاول ان تسخر الحالة الإقليمية والعربية الغير مستقرة لصالحها.

 

ثالثاً: تطورات المشهد التونسي:

المعارضة في تونس تبحث مقترح حكومة الوحدة. ( الجزيرة)

أعلنت مجموعة من أحزاب المعارضة في تونس بدء مشاورات بشأن مقترح الرئيس الباجي قايد السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بينما دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن تكون الحكومة المرتقبة سياسية. وأكدت أحزاب كل من الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري وحركة الشعب والمسار الديمقراطي في بيان تلاه المتحدث باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي أنها معنية بالمشاركة في الحكومة الجديدة وفق شروط، واعتبرت مبادرة قايد السبسي بشأن حكومة الوحدة إقرارا بفشل الائتلاف الرباعي الحاكم الذي يضم أحزاب نداء تونس (61 مقعدا في البرلمان) والنهضة (69 مقعدا) والاتحاد الوطني الحر وآفاق.

في هذه الأثناء قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة يجب أن تكون حكومة سياسية وليست حكومة تكنوقراط. ودعا الغنوشي إلى أن تكون الحكومة المرتقبة مشكلة من الأحزاب ممثلة في الحكومة حسب أحجامها.

يذكر أن الحكومة الحالية باشرت مهامها يوم 6 فبراير/شباط 2015، وخضعت يوم 7 يناير/كانون الثاني الماضي لتعديل وزاري واسع. وربما سنشهد في الأيام القادمة خلافات ما بين الرئيس التونسي السبسي ورئيس الوزراء الحبيب الصيد لرغبة الأخير في البقاء بمنصبه والاحتفاظ به. مما قد يشكل خلافات مستقبلية. وعلى الرغم بان دوافع تغير الحكومة جاء بطلب من الجهات الدولية المناحة بهدف تحسين أداء الحكومة.

 

رابعاً: تطورات المشهد العراقي:

الجيش يستعيد حيا بالفلوجة ويتكبد خسائر في بيجي.( الجزيرة ) 3600 عائلة تركت الفلوجة ومئات المدنيين مفقودون. ( العربية)

أعلن الجيش العراقي أنه استعاد حي الشهداء الثاني في الطرف الجنوبي من الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب بغداد، في حين قتل عشرات من أفراده في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية في محيط المدينة وقرب مدينة بيجي شمال بغداد. ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين على بدء العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي وبطيران التحالف الدولي لاستعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها مطلع العام 2014.

إلا أن المؤشرات تقول ان العملية العسكرية في الفلوجة لن تنجح بشكل حاسم؛ فهي أصبحت أقرب إما إلى الفشل أو النجاح الجزئي. وما يدلل على ذلك كثافة القوات وحجم النيران التي استخدمت في الفلوجة خلال أسبوعين يعد ضخم جدا إلا أن مؤشرات النجاح جزئية ومحدودة للغاية فقط السيطرة على بعض الأحياء بعد ترحيل سكانها وربما بشكل مؤقت. كما يبدو في الأفق ان الهدف الرئيسي للقوات الحكومية هو السيطرة على مقر قائم مقام بهدف رفع العلم العراقي لإيصال رسالة بان الفلوجة قد تحررت؛ إلا ان هذا لا يعني عدم وجود جيوب قوية ستبقي. كما أن تنظيم الدولة يقوم بفتح جبهات جديدة للقوات العراقية كان آخرها في الموصل. إضافة إلى أن تنظيم الدولة يستفيد من هجوم الحشد الشعبي والذي يرتكب مجازر بشعة بحق المدنيين وبالتالي الاستفادة في التجنيد لصالحه.

 

خامساً: تطورات المشهد اليمني:

تفاصيل المشروع السعودي لوقف النار باليمن. ( العربية ) المحادثات اليمنية.. خارطة طريق أممية من 3 نقاط. (العربية)

التصور الأممي يتضمن جملة من الإجراءات التمهيدية، وأبرزها إلغاء الإعلان الدستوري وما يسمى اللجنة الثورية للانقلابين، وكل ما ترتب عليهما من تغييرات في مؤسسات الدولة، تشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف أممي من قادة عسكريين لم يتورطوا في أعمال قتالية ولم يشاركوا مع الميليشيات، ويتم الانسحاب من المنطقة (أ)، التي حدد نطاقها الجغرافي بأمانة العاصمة والحزام الأمني لها، بإشراف أممي لضمان عودة الحكومة إلى العاصمة صنعاء خلال شهرين وبالتزامن مع استكمال عملية الانسحاب وتسليم السلاح، يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإصدار قرارات بالعفو العام والمصالحة الوطنية. أما المرحلة الثالثة فتتضمن استئناف العملية السياسية وتحديد سلسلة الإجراءات العملية، خلال فترة انتقالية أقصاها عامان.

جاء التصور الأممي بعد المشروع السعودي الذي كان يهدف إلى تهدئة ويشمل المشروع السعودي إيجاد الهيكل التنظيمي للجان التهدئة ووقف إطلاق النار، وتشكيل فرق ميدانية على عدد من الجبهات في كل محافظة، وتكوين ارتباط كل مستوى من مستويات لجان وفرق التهدئة وتنسيق وقف إطلاق النار، مع ضرورة تحديد مسافات فاصلة وآمنة على أرض الميدان.

ويتضمن الهيكل التنظيمي “لجنة التهدئة وتنسيق وقف إطلاق النار الرئيسية” تتبعها اللجنة المحلية للتهدئة وتنسيق وقف النار في كل محافظة، يتبعها “فريق تهدئة جبهة”، فيما يتكون فريق تهدئة الجبهات من مندوبين يمثلان طرف الحكومة والحوثيين، وتتكون بالعدد الكافي، كما ترتبط باللجنة المحلية “غرفة عمليات بالمحافظة”.

ومن أبرز مهام وواجبات فرق تهدئة الجبهات، أن تكون متواجدة على مدار الساعة في الجبهة، وتأمين العدد الكافي لتغطية الحدث، والتواصل مع الطرفين مباشرة لاحتواء الموقف عند حدوث أي خروقات من أي طرف، كما تعمل هذه الفرق على الرفع للجنة المحلية في حال عدم الاستجابة لوقف إطلاق النار، مع تحديد المسؤول عن ذلك خلال مدة زمنية لا تتجاوز ساعتين من اختراق الهدنة.

ويعود تقديم المشروع السعودي لأطراف النزاع في مشاورات الكويت، إلى استمرار الخروقات وارتفاع كثافتها وعددها، وتسجيل خروقات دائمة وكبيرة، إضافة إلى فشل الحل العسكري في الحسم لأي من الطرفين … وهذا يعني ان الملف اليمني دخل في دوامة قد تستمر لسنوات.

 

سادساً: تطورات المشهد السوري:

هل هاجمت إسرائيل في حمص؟ ( المصدر)

تحدث الإعلام السوري عن هجوم إسرائيلي لأهداف لحزب الله في مجمع عسكري يقع جنوب مدينة حمص في سوريا. وهي منطقة يقع فيها لواء الدفاع الجوي التابع للجيش السوري ومدرسة الدفاع الجوي التابعة لجيش الأسد. إلا أنها لم تمس منشآت الدفاع الجوية وإنما هاجمت المخازن التي كانت في المجمع. وقد أدى الهجوم إلى حريق كبير، مما يعزز التقدير أنّ الهدف كان سلاحا معدا لحزب الله. النقطة المثيرة للاهتمام هي أنّ الطائرات الإسرائيلية كانت مكشوفة تماما لأنظمة الدفاع السورية، ولكن الأخيرة لم تطلق أية نيران تجاهها. على الرغم ان الهجمة الإسرائيلية لم تكن الأولى إلا أنها تحمل في طياتها اعتبارات جديدة: أن الهجمات التي نسبت للجيش الإسرائيلي بعيدة عن مراكز الاحتكاك، وتضمنت بشكل أساسيّ قوافل كانت تنقل السلاح قرب المناطق الحدودية مع لبنان، ووفقا للتقارير، فقد كان الهجوم استثنائيا في قوته وحجمه، ومن أبلغ عن الهجوم هو موقع مقرّب من نظام الأسد، وهو يمتنع حتى الآن من الإشارة إلى الهجمات الإسرائيلية السابقة، كما أنه الهجوم الأول المنسوب لوزير الدفاع الجديد في إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، المعروف بمواقفه العدائية. ويبدو أنه بخلاف سلفه، فقد كان ليبرمان أقل خشية من شن هجوم بعمق منطقة المعارك.

 

سابعاً: تطورات المشهد الليبي:

قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تدخل سرت معقل تنظيم الدولة الإسلامية. (AFP) والولايات المتحدة تحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا وتدعو رعاياها لمغادرتها “فورا“. (وكالة الأناضول)

دخلت قوات ليبية تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية مدينة سرت، معقل تنظيم الدولة الإسلامية شرق طرابلس، وضيقت الخناق على التنظيم الجهادي من جهة البحر. وستشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة للتنظيم الدولة إذ أنها كانت القاعدة الرئيسية للجهاديين في ليبيا.وتأتي هذه الخسارة في وقت يخسر التنظيم مواقع له أيضا في العراق وسوريا. إلا أن سقوط سرت لا يعني انتهاء تنظيم الدولة لأنه مازال موجوداً في مجموعات تعمل في الصحراء الليبية أو عن طريق طرابلس أو مصراته.

ومن هنا جاء التحذير الأمريكي لمواطنيها من السفر إلى ليبيا، داعية إياهم إلى مغادرتها “فوراً” بسبب تدهور الأوضاع هناك. وأكدت الخارجية الأمريكية ان “الوضع الأمني في ليبيا لا يمكن التنبؤ به وغير مستقر، حيث تواصل المجاميع الإرهابية في التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية.

إن الهجوم المنظم ضد تنظيم الدولة في العديد من الأماكن سوف يخلق حالة من الجيوب في العديد من البلدان العربية سوريا العراق مصر ليبيا لبنان. إلى جانب استنفار خلاياها النائمة في العديد من الدول الأوروبية.

 

ثامناً: تطورات المشهد السوداني:

“الجنائية الدولية” تجدد مطالبتها مجلس الأمن بالتحرك لمحاكمة “البشير”. ( وكالة الأناضول)

جدد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، “فاتو بنسودة”، دعوته لمجلس الأمن الدولي إلى “تبني نهج وحوار منظم مع مكتب المحكمة لإيجاد حل لمشكلة عدم امتثال السودان لالتزاماتها الدولية المتعلقة بالوضع في (إقليم) دارفور، غربي السودان، وتسليم الرئيس السوداني، عمر البشير، ومحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم”.

ومن جهته، جدد مندوب السودان الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير عمر دهب فضل، رفض بلاده تسليم البشير للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال، في إفادته خلال جلسة مجلس الأمن، إن “السودان ليس له شأن بتلك المحكمة؛ لأنه غير عضو بها، كما أن قرار مجلس الأمن 1593 لا يشير من بعيد أو قريب إلى انطباقها على الدول غير الأطراف في المحكمة”.

 

تاسعاً: تطورات المشهد القطري:

قطر “تستدعي” السفيرة الأمريكية بسبب فيديو لجنود أمريكيين (CNNالعربية)

أفاد بيان قطري أن مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية اجتمع مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، دانا شيل سميث، لكن دون الإشارة إلى استدعاء السفيرة، أو ذكر تفاصيل عن الفيديو أو ما تضمنه. وأضاف بيان الوزارة أنه “جرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز آفاق التعاون، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك”. لكن من جانبها، نشرت السفيرة سميث، على حسابها الرسمي على موقع “تويتر” تغريدات جاء فيها: “متابعيّ الكرام، كونوا على ثقة أن هؤلاء الجنود كانوا يسخرون من أنفسهم وليس من دولة قطر،” وأضافت: “قدمت اعتذاري لحكومة دولة قطر ووجهت القيادة العسكرية الأمريكية للتحقيق في هذه الواقعة واتخاذ إجراءات تأديبية.”

 

عشراً: تطورات المشهد اللبناني:

انفجار يهز بيروت وأصابع الاتهام توجه لحزب الله ( العربية)

في القسم الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت هز دوي انفجار كبير، وأشارت أصابع الاتهام السياسي الأولية إلى حزب الله اللبناني. وقد صرح وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، إن مقر بنك لبنان والمهجر كان المستهدف بالقنبلة التي انفجرت في بيروت. واكد أن الهجوم ليس له صلة بتنظيم داعش الذي نفذ تفجيرات انتحارية في بيروت.

ووجهت أصابع الاتهامات لحزب الله لأن الانفجار استهدف بنك لبنان والمهجر ويعد من أول المصارف التي طبقت العقوبات الأميركية على حزب الله، وعمد إلى إغلاق عشرات الحسابات التابعة لأفراد محسوبين عليه. وكانت صحيفة “الأخبار” الموالية لحزب الله، قد أوردت قبل انفجار بيروت، تقريرا نشرته، تضمن “تهديدات” للمصارف والقائمين عليها وفق مزاعم واهية.

———————————-

الهامش

(1) تأسست هذه الوحدة عام 1957 بمبادرة من الرقيب إبراهام إرنان. ودَمجت هذه الوحدة في صفوفها محاربين سابقين في سلاح المخابرات ومُسرّحي الوحدة 101 (الوحدة التي قادها أرئيل شارون ونفذت مجازر مثل مجزرة قبيا عام ١٩٥٤)، ووحدة المظليين. ولم تصادق الحكومة الإسرائيلية أو قيادة الجيش رسميا ونهائيا على هذه الوحدة إلا في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وخاصة في أعقاب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى. أما خطط وفعاليات الوحدة فبقيت طي الكتمان حتى اليوم. ومن بين الشخصيات العسكرية البارزة الذين قادوا هذه الوحدة وتخرجوا منها: أيهود براك (قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقا)، بنيامين نتنياهو (قائد فصيل سابق في الوحدة)، شاؤول موفاز (نائب قائد الوحدة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش سابقا)، متان فلنائي (نائب قائد الوحدة سابقا)، موشي (بوغي) يعلون (رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي سابقا) ومن خريجي هذه الوحدة، أيضا، أفي ديختر رئيس جهاز “الشاباك” سابقا، وداني يتوم رئيس “الموساد” سابقا.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close