يتناول هذا التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 23 و31 مايو 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: تطورات المشهد الصهيوني:
شريحة “ذكية” لكل جندي إسرائيلي (رام الله الإخباري)
بعد تكليف ليبرمان وزيرا للدفاع في الكيان الصهيوني؛ أعلنت وزارة الدفاع الصهيونية عن عدة خطوات تتعلق بمؤسسة الجيش أهمها وضع شريحة ذكية مع كل جندي نظامي واحتياط. كما اتخذت دائرة نقل المعلومات وقت الحرب صيغة رسالة “على ما يبدو أن ابنكم بين القتلى “لكي تُغلق باب الخطف. وقرر قسم القوى البشرية بأنه في حال تم التوقيع من قبل العائلات التي لا تملك إلا ولداً واحداً على ذهاب ابنهم إلى الحرب فإنهم لا يستطيعون سحب توقيعهم خلال الحرب. هذا إلى جانب تراجع إسرائيل عن قرارها بزيادة مساحة الصيد من 6 أميال إلى 9 أميال في بحر غزة.
“إسرائيل”: ليبرمان يدخل الحكومة. وميزانية إضافية للحرب والأمن (السفير)
وافقت لجنة المالية البرلمانية على تخصيص 13.2 مليار شيكل (3.4 مليارات دولار) ميزانية إضافية للدفاع والأمن، وجرى تخصيص 7.582 مليار شيكل من المبلغ الإجمالي لنفقات أمنية لم يتم تحديدها، لكن مصادر حكومية قالت إن المقصود هما المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي، الشين بيت.هذه القرارات والتي جاءت بعد قرار المصادقة على إعدام الأسري الفلسطينيين في أيام قليلة. وهي مؤشرات توضح التطرف الصهيوني الحقيقي. كما تهدف هذه القرارات إلى محاولة الحكومة الصهيونية إيصال رسائل لفصائل المقاومة بأنها في حال اشتعال أي حرب قادمة ستكون مدمرة، إضافة إلى أن هذه القرارات قد تعد مؤشرات حقيقية لقيام حرب قريباً.
وزير إسرائيلي: محظوظون بحكم السيسي لمصر (الجزيرة)
اعتبر وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالنت، في تسريب صوتي كشفته صحيفة هآرتس، أن إسرائيل محظوظة بأن عبد الفتاح السيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر، واستعادتها من أيدي الإخوان المسلمين، واعتبر غالنت خلال جلسة مغلقة مع قادة التنظيمات اليهودية في شمال أميركا، أن السيسي هو حسني مبارك بعد عملية تجميل”، وقال الوزير المنتمي إلى حزب “كلنا” الإسرائيلي إن عدم الاستقرار في مصر له تداعيات خطيرة عشرات أضعاف خطورة أي قلاقل تجري في العراق أو لبنان.
واعتبر أن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة مواصلة دعم النظام الحالي في مصر، مشيرا إلى أن السيسي -رغم استيلائه على الحكم بطريقة غير ديمقراطية-أكثر ليبرالية من الرئيس المعزول محمد مرسي الذي انتخب بطريقة ديمقراطية، وأضاف أن السيسي هو الرجل الصحيح في الموقع الصحيح، غير أنه يواجه مشاكل عصيبة، وذكر أن إسرائيل تتدخل من أجل مصر لدى الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالعون العسكري الأميركي لها.
“إسرائيل” تزعم: مكاتب حماس تعيق المصالحة مع تركيا (فلسطين اليوم)
زعمت “إسرائيل” أن العقبة الأساسية التي تحول دون المصالحة مع تركيا، هي رفض الجانب التركي إغلاق مكاتب حماس في أنقرة، لذا وفي ظل التقدم في العلاقات في التركية الإسرائيلية، فإنه يمكن أن تشهد الأيام القادمة مصالحة باردة بين الطرفين تنتهي بإرضاء مصالحهم دون رفع الحصار عن غزة وفي المقابل لن تتخلى تركيا عن حماس.
بيني بيغن: اليمين الذي يستبدل يعلون بليبرمان يمين غبي ( وكالة معا)
هاجم عضو الكنيست بيني بيغن من حزب “الليكود” تعيين ليبرمان وزيرا للجيش الإسرائيلي، معتبرا اليمين الذي قام باستبدال موشيه يعلون بليبرمان هو “يمين غبي”، وجاءت أقوال “بيني بيغن” في لقاء مع إذاعة الجيش “جالي تسهال” وقال فيها “لقد دهشت من بعض نشطاء اليمين الذين ظهرت عليهم مظاهر البهجة والفرح عندما قدم موشيه يعلون استقالته، اذا فكرت في الماضي بأنه يوجد في اليمين الإسرائيلي نوعين، فأنني اليوم اجد ثلاث أنواع من اليمين، “يمين معتدل” وآخر “متعصب” والثالث “غبي”، والنوع الثالث من اليمين هو الذي استبدل موشيه يعلون بليبرمان في وزارة الجيش .
وتطرق عضو الكنيست بيني بيغن للحكومة الحالية ورفضه عرض نتنياهو الدخول فيها، حيث كشف بأن نتنياهو عرض عليه الدخول في الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوعين ولكنه رفض ذلك، معللا السبب بطبيعة تركيبة الحكومة والسياسة التي تتبعها، وهي غير مناسبة له، مضيفا بأن كيفية التعامل مع موشيه يعلون مؤخرا تؤكد بأن هذه الحكومة وطريقة عملها لا تناسبه. يشار إلى أن “بيني بيغن” امتنع عن التصويت في الكنيست الإسرائيلي على تعيين ليبرمان وزيرا للجيش الإسرائيلي، في تأكيد على موقفه الذي سبق وأعلنه بأنه ضد هذا التعيين.
وزير إسرائيلي: الحكومة لم تتبنى المبادرة العربية للسلام ( وكالة معا الإخبارية)
سارع الوزير زئيف الكين من حزب “الليكود” إلى توضيح التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء إسرائيل ووزير جيشه الجديد ليبرمان المتعلقة بالمبادرة العربية للسلام، مشيرا إلى أن هذه التصريحات لا تعني بأن الحكومة تتبنى هذه المبادرة .مؤكدا على موقف الحكومة الإسرائيلية الثابت بعدم تقسيم القدس والعودة إلى حدود عام 67، مشيراً إلى أن ما صدر عن رئيس الوزراء وعن وزير الجيش ليس موافقة على المبادرة العربية للسلام كما طرحت، مشيرا بأنه يمكن التعامل مع هذه المبادرة في حال جرى تغيير على قضايا أساسية في هذه المبادرة وفقا لما قاله نتنياهو .
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه الجديد ليبرمان خرجا أمام الصحفيين بعد مصادقة الكنيست الإسرائيلي على الحكومة الجديدة وتعيين ليبرمان وزيرا للجيش، وأبدى نتنياهو استعداده للتفاوض مع الدول العربية على إجراء تعديلات على المبادرة العربية للسلام، والتي سوف تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي شهدتها المنطقة منذ عام 2002، مضيفا بأن هذه المبادرة تحمل بعض العناصر الإيجابية التي تحتاج إلى تعديل.
في حين قال وزير الجيش الجديد ليبرمان بأنه يدعم حل الدولتين ويؤيد خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان، مشيرا بأن خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحمل بوادر إيجابية، وهو فرصة علينا التعامل معها، وكذلك فان المبادرة العربية للسلام تحمل بعض العناصر الإيجابية التي تفتح المجال للمفاوضات مع الدول العربية.
ثانياً: تطورات المشهد العراقي:
من هي الأطراف المتعاونة لطرد التنظيم من الفلوجة؟ (Cnn العربية) والقوات العراقية تستعيد هيت وتستعد لاقتحام الفلوجة (الجزيرة):
يشارك في الهجوم على داعش في العراق كل من قوات العمليات الخاصة الأمريكية والتي تساعد الجماعات المحلية بالاقتراب من الصفوف الأمامية، إلى جانب قيام أمريكا بالغارات الجوية، هذا إلى جانب الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، ويقوم الأكراد في الشمال بتوجيه ضربات في الموصل ضد داعش بهدف الضغط عليه وفتح عدة جبهات. إلا أن الحسم يعد بالغ الصعوبة بعد اكتشاف أنفاق قتالية لداعش؛ إضافة إلى قدرة داعش على فتح جبهات متعددة في العراق ومدينة هيت نموذجا والتي سيطر عليها لأيام قبل سيطرة القوات العراقية عليها مرة أخري إلى جانب الانتحاريين.
ومن دلالات صعوبة المعركة مقتل ثلاثين عنصرا من القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي في هجوم واسع شنه تنظيم الدولة من محاور تقاطع السلام والجفة والبوهوا جنوب الفلوجة، تخلله تفجير ثلاث عربات عسكرية ملغمة يقودها “انتحاريون” وتفجيرات “انتحارية” بأحزمة ناسفة، وأضافت المصادر أن تنظيم الدولة استعاد مناطق وقرى بمحيط عامرية الفلوجة، كما استولى على عربات عسكرية وعتاد، وأكدت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة مقتل أكثر من عشرين عنصرا بالجيش العراقي والمليشيات في هجوم شمال الفلوجة.
ثالثاً: تطورات المشهد الليبي:
1ـ أنباء عن استعدادات لتنظيم الدولة للفرار من سرت (الجزيرة)
أكدت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يستعدون للانسحاب من مدينة سرت مع اقتراب تلك القوات من المدينة التي يتحصن فيها التنظيم. وقال المتحدث باسم غرفة عمليات العميد محمد الغَصْري أن لديهم معلومات تؤكد أن عناصر التنظيم يعدون قوارب مطاطية في سرت للهروب عبر البحر المتوسط، إلا أنه أضاف أن وجود المدنيين في المدينة يعيق تقدمهم.
تصريح العميد الغصري يرى البعض أنه يأتي من باب الحرب النفسية لا أكثر والأدلة على ذلك: الأول أين سيهرب داعش عبر البحر المتوسط، ثانيا محاولته تبرير فشل حملته العسكرية بقوله ان المدنيين يعيقون تقدمهم، ثالثا ما تناقلته وسائل الإعلام عن الألغام التي يزرعها تنظيم الدولة والتي تعيق تقدم القوات العسكرية الليبية.
2ـ تركيا تعيد فتح سفارتها في العاصمة الليبية (العربية)
أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو سيسافر إلى ليبيا، لبدء عملية إعادة فتح السفارة التركية في العاصمة الليبية طرابلس، علماً أن السفارة مغلقة منذ عام 2014 بسبب مخاوف أمنية، وأضافت الوزارة أن “تشاووش أوغلو” سيلتقي برئيس الوزراء الليبي، فايز السراج، ووزير الخارجية محمد سيالة خلال الزيارة.
رابعاً: تطورات المشهد السوري:
1ـ “علوش” كبير مفاوضي المعارضة السورية يستقيل (العربية)
أعلن محمد علوش، كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف وممثل فصيل جيش الإسلام، استقالته من وفد المعارضة في محادثات السلام احتجاجا على فشل مباحثات جنيف. موضحا أن استقالته لا تعني انسحاب المعارضة من مفاوضات جنيف. علما أن “رياض حجاب (رئيس اللجنة العليا للمفاوضات) صرح أن قرار استقالة لم يتم البت فيه”.
وأوضح علوش: “لم نقبل بأي تنازلات مورست علينا، ووصلنا إلى أفق مسدود في المفاوضات”. وأن “استقالته جاءت بسبب الحائط المسدود الذي قابلنا به الطرف الآخر”. وشدد على أنه لا يمكن القبول بحكومة تضم بشار الأسد وبعض رموز المعارضة السورية.
2ـ تركيا تعرض على أميركا محاربة داعش دون أكراد سوريا (العربية)
صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة ضد المتشددين في سوريا لكن بدون قوات كردية تعتبرها تركيا “إرهابية” وتدعمها واشنطن، وقال جاوش أوغلو إن معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من قبل القوات الخاصة التركية والأميركية وكذلك من دول أخرى حليفة مثل ألمانيا وفرنسا، يمكنهم “بسهولة” التقدم باتجاه مدينة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
والنقطة الأخرى التي أثارها جاوش أوغلو هي قيام واشنطن بتسليم تركيا البطاريات المضادة للصواريخ التي وعدتها بها. وقال إن تسليم هذه المعدات لن يتم قبل آب/أغسطس المقبل، معبرا عن أسفه لأن “الولايات المتحدة لا تفي بوعودها”. ويبدو هذ التحرك من احدى ثمار قدوم بنعلي يلدرم لمنصب رئيس الوزراء.
3ـ بوتين والأسد باعا إيران وحزب الله ويتجهان نحو إسرائيل لتعزيز حكم بشار (وطن)
أوضح بوتين أن السياسة الروسية تسعى لتعزيز حقيقة أن جميع مواطني جنوب سوريا سيعودون لحكم الرئيس بشار الأسد. لأنه يرى أن هذا الاستقرار الاستراتيجي اللازم للحكومة المركزية في دمشق. لكن هذه السياسة تتنافى مع سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والسعودية، حيث هذه البلدان الأربعة تدعم قوات مختلفة في سوريا، كل منهم حسب مصالح منفصلة، وعلى الرغم من مواقف الدول الأربعة فان الهدف الذي يسعى بوتين إليه هو استعادة الوضع الذي كان قائما على الحدود بين إسرائيل وسوريا قبل الـ 42 عاما الماضية منذ عام 1974 ونهاية حرب الاستنزاف بين إسرائيل وسوريا بعد حرب أكتوبر.
وخطوة بوتين يمكن أن تحمل ثلاثة مؤشرات رئيسية، أولها تعزيز الاتصالات السياسية بين المستويات السياسية الإسرائيلية والسورية، خطوة أولى لفتح المجال أمام محادثات سلام بين البلدين، ثانيها: أن الاتصالات الروسية الإسرائيلية السورية تعني أن طهران وحزب الله سيبتعدان عن دمشق، ثالثها، هذه الاتصالات ستؤدي إلى ابتعاد إسرائيل عن الولايات المتحدة، وهذا يعني ان الهجمات العسكرية الروسية السورية على المدن السورية سوف تستمر مع توقعات بأن تكون أكثر شراسة، في حال لم تتدخل أمريكا وحلفاؤها في الأمر بشكل فعال وحقيقي.
