fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 24 أغسطس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يرصد هذا التقرير تطورات المشهد التركي في الفترة من 15 إلى 23 أغسطس 2016، والتي جاءت أهم أحداثها كالتالي:

أولاً: حدث الأسبوع: بدء تبلور سياسة تركية تجاه سوريا

بعد عدة أيام من غموض التصريحات التركية بشأن سوريا، وأن هناك “مفاجأة” في الأيام القادمة تنتنظر سوريا، بدأت شيئًا فشيئًا تتضح ملامح تلك السياسة التي يبدو أنها تعتمد بالأساس على التعاون مع روسيا وإيران، وأن الدول الثلاثة متفقة على وحدة أراضي سوريا وعلى مقاومة التنظيمات المسلحة وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، وعدم السماح لأي فصائل بأن تنشئ لها كيانات داخل الدولة السورية (الحياة)، ومن المتوقع أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طهران هذا الأسبوع بعدما زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنقرة وأجرى عددا من اللقاءات مع القادة الأتراك، بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، ويبدو أن الزيارة القادمة لطهران لوضع خطوط عريضة لحل مشترك في سوريا (روسيا توداي)، ويتزامن ذلك أيضًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تركيا، في زيارة يبدو أنها تضامنية مع تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ولكنه سيلتقي كذلك رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بعد أن يزور مقر البرلمان في إشارة إلى التضامن مع العملية الديموقراطية في البلاد (الأناضول).

وقد صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أنه يجب فتح صفحة جديدة في سوريا، وضروة قيام كل من تركيا كدولة جارة لسوريا، والدول المعنية، وعلى رأسها إيران، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ودولاً خليجية والسعودية، بفتح صفحة جديدة في سوريا، عبر لعب كل تلك الدول دوراً حول صيغة جديدة بخصوص الأزمة السورية دون إضاعة مزيد من الوقت (الجزيرة).

يأتي ذلك تزامنًا مع لقائه بقادة الأحزاب الكبرى في البلاد، فيما يبدو أنه تمهيد للوصول إلى إجماع سياسي بشأن الحل في سوريا ودعا يلدرم في لقائه بالصحفيين “جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية إلى الالتقاء، واستخدام لغة العقل، من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا، وتشكيل نظام حكم في البلاد يشارك فيه جميع السوريين” (الأناضول)، فيما يبدو أن الجهود التركية والإقليمية والدولية ترمي إلى تشكيل حكومة تمثل جميع السوريين، وتبقى المسألة الخلافية هي وجود بشار من عدمه، سواء بصورة شكلية في مرحلة انتقالية حتى يتم إجراء انتخابات عامة، أو بعدم وجوده في المشهد تمامًا، ويبدو أن تلك النقطة تحديدًا هي محور الجولات المكوكية التي يقوم بها مختلف الأطراف التركية والروسية والإيرانية في الأسبوع الماضي، وكذلك الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن دعمها للأكراد ووجود جيب كردي جنوب تركيا، وهو ما أوضحت أنقرة أنها لن تسمح به، وتشاركها تلك الرؤية طهران التي ترفض إقامة أي كيان كردي في المنطقة، هذا في الوقت الذي قصفت فيه القوات التركية مواقع لتنظيم “بي واي دي” شمال منبج بمحافظة حلب شمال سوريا (الأناضول)، وتتواصل تركيا مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإعادة قوات الأكراد إلى شرقي الفرات وتنفيذ الوعود الأمريكية بذلك، وهو ما يتوقع أن يكون محلا لمناقشات بايدن وأردوغان بالإضافة إلى جهود إنشاء حكومة موسعة تمثل كافة الأطياف في البلاد كتوطئة لحل شامل للأزمة السورية.

كما أن قوات النظام السوري قصفت ولأول مرة القوات الكردية في الحسكة شمال البلاد (بي بي سي)، وهو تطور نوعي بعد سنوات من التعاون بين الجانبين لوأد الثورة السورية، واستخدام الأكراد من قبل النظام السوري كقوة مانعة لمزيد من سيطرة تنظيم الدولة أو الفصائل الثورية الأخرى، فيما بدا أنه اتفاق شبه ضمني بين الجانبين على عدم استهداف بعضهما البعض ولعب الأكراد لدور وظيفي لصالح نظام الأسد مقابل سيطرة الأكراد على الشريط الحدودي الشمالي، ولكن ذلك التحول النوعي في سلوك النظام تجاه المليشيات الكردية ينبئ بتحول في موقف نظام بشار ربما توطئة لتقارب مع تركيا في الملف الكردي وإنشاء جيب مستقل لهم شمال البلاد.

كما تؤكد على ذلك تصريحات نعمان قورتلموش نائب رئيس الوزراء التركي التي قال فيها “ليتنا تمكنا من وضع آفاق صالحة للسلام قبل ذلك. إن شاء الله سيتم قريبا التوصل إلى حل يمكن للشعب السوري أن يقبله بدلا من فرض  الحل من الخارج. وهناك حاليا عملية جارية من هذا القبيل، وفي هذه المرحلة تزداد العلاقات مع روسيا أهمية، قال بوتين ردا على سؤالنا إنه ليس محاميا للأسد. إنني لا أعتقد أن روسيا ستربط سياساتها بشخصية واحدة فقط. إنني أؤمن بأنه حان الوقت لانتهاء الحرب بالوكالة. إننا سنجد الحل، إن شاء الله” (حرييت).

وهو ما يفيد بأن الحل يجب أن يكون سورياً بدلا من إملاءات الخارج وحروب الوكالة، وهذا يعني تقليل دور إيران ودعمها للمليشيات داخل سوريا، وكذلك ترك الشعب السوري يحدد من يحكمه عبر انتخابات ويظهر كذلك عدم تمسك روسيا بالأسد وانفتاحها على خيارات أخرى، من ضمنها أن يكون جزءًا من مرحلة انتقالية، وافقت فيها تركيا على بقائه، ومن ثم إجراء انتخابات على مستوى الدولة السورية، فيما يرى مراقبون أن حديث كورتولموش بانه حان الوقت لانتهاء “الحرب بالوكالة” في سورية، يعني وقف دعم المعارضة السورية المسلحة، واغلاق الحدود التركية في وجه أي دعم عسكري ومالي لها، وقد يكون مقدمة لتصفيتها بعد تجميعها في شرق حلب وجنوبها، تماما مثلما جرت تصفية قوات “الدولة الاسلامية” في منبج (رأي اليوم).

فيما قال نصر الحريري عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه لا يوجد حتى الآن على المستوي الرسمي أي تبدل في الموقف السياسي والعسكري التركي من الملف السوري بمجمله، خاصة ما يتعلق ببقاء الرئيس بشار الأسد، وأضاف أن ما يتم حاليا في الأوساط المهمتة بالملف السوري هو تصميم مرحلة تفاوضية طبيعي أن يكون فيها بشار الأسد، لكن بالضرورة تفضي إلى مرحلة انتقالية تبدأ برحيله بعد أن يتم إرساء وقف لإطلاق النار في حالة إنجاز مثل هذا الترتيب السياسي.

وأشار الحريري إلى أن لتركيا مصالح مشتركة كثيرة ومتعددة مع إيران وروسيا وملفات يمكن أن يتم البناء عليها مثل محاربة الإرهاب والحزب الديمقراطي الكردستاني لإقناع تلك الدول بتسوية سياسية وفق المرجعيات الدولية تريح جميع الأطراف، وأكد أن المعارضة السورية لا تخشى من المتغيرات في المنطقة، مشيرا إلى أن الثورة السورية لم تكن في البداية مدعومة من قبل أي دولة ولم تمر الثورة بفترات ذهبية وأن التعويل هو على إرادة الشعب السوري، لأن كل الدول الكبري تعلم جيدا أن أي اتفاق لا بد أن يمر عبر دائرة قرار الشعب ولن تسمح المعارضة بأي اتفاق على حساب الدم السوري (الجزيرة).

وربما تكون زيارة أردوغان لطهران مفصلية في هذا الصدد؛ حيث إن نقطة الاختلاف الرئيسية تظل هي رغبة إيران في الحفاظ على حصة لها من الكعكعة السورية، ومن ثم فيبدو أن معظم المفاوضات الجارية الآن بين مختلف الأطراف تتعلق بحصة إيران، ولذلك فربما تسفر زيارة إردوغان عن مزيد من الجلاء والبيان لما أبهم من لوغاريتمات التحركات الإقليمية والدولية الحالية.

ثانيًا: تطورات المشهد الداخلي:

1ـ تركيا.. الشروع بنقل الوحدات العسكرية خارج المدن

ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة لتقليل سيطرة العسكريين على المجال العام داخل البلاد، بدأت السلطات التركية بنقل الوحدات العسكرية المتمركزة داخل المدن، إلى خارجها:

  • نقل ست دبابات محملة على شاحنات من قيادة اللواء 66 المدرع الآلي للمشاة في إسطنبول، إلى قضاء “تشورلو” التابع لولاية تكيرداغ شمال غربي البلاد.
  • نقل أربع ناقلات جنود مردعة، وأربع دبابات محملة على ست شاحنات نقل، تم نقلها كمرحلة أولى من قيادة فرقة “أتي مسكوت” للوحدات المدرعة والتدريب في العاصمة أنقرة إلى قضاء “شرفلي قوج حصار” الواقع جنوب العاصمة.
  • نقل أربع دبابات، وأربع ناقلات جنود مدرعة محمولة على ست شاحنات نقل من اللواء 28 الآلي للمشاة في نفس الفرقة إلى ولاية جانقيري شمال شرق أنقرة.
  • نقل اللواء 28 الآلي المدرع للمشاة من أنقرة إلى ولاية جانقيري.
  • نقل قيادة طيران البر التابعة للقوات البرية إلى ولاية إسبارطة.
  • نقل قيادة فرقة “أتي مسكوت” للوحدات المدرعة والتدريب إلى قضاء “شرفلي قوج حصار” الواقع جنوب العاصمة (يني شفق).

2ـ رئيس الوزراء التركي يلتقي زعيمي المعارضة

اجتمع رئيس الورزاء التركي، بن علي يلدريم، في مقر رئاسة الوزراء برئيسي حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال قليجدار أوغلو، وحزب الحركة القومية المعارض دولت باهجه لي، اللقاء استغرق حوالي ثلاث ساعات، ويستهدف استمرار روح الوحدة والتضامن، التي تجلت في ميدان يني كابي في إسطنبول، يوم 7 أغسطس الماضي، عندما استضاف تجمع “الديمقراطية والشهداء”، الذي حضره ملايين المواطنين، وشارك فيه زعيما المعارضة التركية (الأناضول).

3ـ نصف مليون طفل سوري يتعلمون التركية:

أعلنت وزارة التربية والتعليم التركية انتهاء التحضيرات الخاصة ببدء منح الأطفال السوريون الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 10 سنوات دروساً في اللغة التركية، “بهدف التسريع في عملية دمجهم وحل المشاكل التي تواجههم”. ووفقاً لصحيفة “يني شفق” التركية، فإن عدد الأطفال المستفيدين من برنامج العام الدراسي 2016/2017 سيبلغ 413 ألفاً و575 طفلاً يتواجدون في 21 محافظة، ستفتتح الوزارة فيها صفوفاً تبدأ من الصف الأول إلى الصف الخامس، على أن يتم إعطاء الطلاب دروساً في اللغة والأدب التركي (يني شفق).

4ـ جولة جديدة من اجتماعات مجلس الشورى العسكري في تركيا

عقدت الثلاثاء 23 أغسطس جولة جديدة من اجتماعات مجلس الشورى العسكري الأعلى في تركيا في مقر رئاسة الوزراء التركية بقصر جانقايا في العاصمة أنقرة. ناقش الاجتماع بشكل خاص، موضوع تمديد فترة خدمة بعض العقداء في القوات المسلحة التركية. وشهدت هيكلية مجلس الشورى العسكري الأعلى، تغييرا بناء على مرسوم بحكم القانون، صدر في إطار حالة الطوارئ التي أعلنت في تركيا، وكان اجتماع مجلس الشورى، يُعقد قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، في مقر رئاسة هيئة الأركان التركية، ويُعد اجتماعا على درجة عالية من السرية، وهذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها خارج مقر هيئة الأركان، حيث عقد اجتماع للمجلس برئاسة يلدريم في مقر رئاسة الوزراء يوم 28 يوليو/ تموز الماضي. وتشهد المنطقة المحيطة بقصر جنقايا إجراءات أمنية مشددة، خلال فترة انعقاد الاجتماع (الأناضول).

ثالثًا: تطورات المشهد الخارجي:

1ـ بايدن سيؤكد لأنقرة دعم الولايات المتحدة للديمقراطية التركية

قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيجدد خلال زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة، مواصلة وقوف بلاده بقوة إلى جانب الحكومة الديمقراطية في تركيا ودعمها. وأضاف أن “زيارة بايدن ستكون قبل كل شيء مؤشرًا للدعم القوي الذي تبديه الولايات المتحدة للحلفاء في تركيا”. مشددًا أن الإدارة الأميركية أدانت بشدة المحاولة الانقلابية الفاشلة. وقال: “الولايات المتحدة تدعم بقوة الحكومة الديمقراطية في تركيا بشكل لا لُبسَ فيه”، مشيرًا أن بايدن سيعرب خلال الزيارة عن دعم الإدارة الأميركية للخطوات التي اتخذتها تركيا في إطار المساهمة بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وتقديرها لتلك المساهمة (الأناضول).

وقد أعلن البيت الأبيض إن بايدن سيصل صباح الأربعاء 24 أغسطس 2016، إلى أنقرة، ومن ثم يتوجه إلى مبنى البرلمان التركي؛ حيث سيعقد لقاءً مغلقا مع رئيس البرلمان، إسماعيل قهرمان وسيجرى بعد اللقاء، جولة داخل مبنى البرلمان، الذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين، خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو ويلتقي بعد ذلك رئيس الوزراء التركي، ثم بعد ذلك بالرئيس التركي، في المجمع الرئاسي (الأناضول).

3ـ رفع تأشيرة أوروبا للأتراك مع بداية أكتوبر مع تحقق الشروط:

قال رئيس المجلس الأوروبي جين كلاود جنكر: “إن عملية رفع التأشيرات عن تركيا والمرتبطة بضبط اللاجئين في تركيا بشكل مباشر، سيتم تطبيقها في حال قامت تركيا بتطبيق كل شروط والتي من ضمنها قانون مكافحة الإرهاب”. وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان قد قال إن تركيا ستقوم بإيقاف قانون إعادة قبول اللاجئين في حال لم يتم رفع التأشيرة عن المواطنين الأتراك في الدخول إلى الإتحاد الأوروبي. بينما كان وزير الخارجية التركي مولد جاويش اوغلو قد قال أنه في حال عدم رفع التأشيرة عن المواطنين الأتراك لغاية شهر تشرين الأول، فإن تركيا لن تقوم بتطبيق قانون إعادة قبول اللاجئين التي وقعتها مع أوروبا بتاريخ 18 مارس (يني شفق).

3ـ الخارجية التركية : التطبيع مع إسرائيل لا يعني الصمت تجاه استهداف الفلسطينيين

قالت وزارة الخارجية التركية، إنَ “تطبيع علاقات بلادنا مع اسرائيل لا يعني التزامانا الصمت تجاه الهجمات التي تستهدف الشعب الفلسطيني (في غزة) بل العكس سنواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية في وجه ممارسات إسرائيل المنافية للقانون الدولي والضمير الإنساني قبل كل شيء”. وتابعت الخارجية في بيان: “ندين بشدة الهجمات الإسرائيلية المفرطة تجاه المدنيين الفلسطينيين، وليس من من المقبول استهداف وإصابة الأبرياء أيا كانت الذريعة”. وأشارت أن مثل هذه الهجمات من شأنها شل الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على عملية السلام والهدوء في المنطقة (الأناضول).

4ـ رئيس الوزراء القطري يبحث مع السفير التركي بالدوحة تطوير العلاقات

استقبل رئيس الوزراء القطري وزير الدخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، الأحد 21 أغسطس، السفير التركي في الدوحة أحمد دميرأوك. وشدد رئيس الوزراء القطري، خلال اللقاء، على استمرار بلاده بدعم أنقرة في كافة المنتديات؛ قائلاً “تركيا صديق حقيقي لقطر”.وكشف أن “العلاقات التركية القطرية ستشهد ازدهاراً خلال المرحلة المقبلة على المستويين السياسي والإقتصادي”. من جانبه قدم السفير التركي عرضا حول محاولة الإنقلاب الفاشلة التي شهدتها بلاده منتصف الشهر الماضي، إضافة إلى آخر التطورات على الساحة التركية. وتوجه دميرأوك بالشكر للأمير القطري وحكومة بلاده على موقفها الرافض للمحاولة الانقلابية، والدعم الذي قدمته لتركيا في أعقابها (الأناضول).

5ـ وزير الخارجية التركي: يجب تطهير الحدود السورية من تنظيم داعش الإرهابي

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو أن الحدود التركية-السورية يجب أن “تطهر” بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي وذلك بعد الاعتداء الدامي الذي شهدته مدينة غازي عنتاب التركية، ونفذه، بحسب انقرة، التنظيم. وأضاف: “يجب تطهير حدودنا بالكامل من داعش” مضيفا “من واجبنا الطبيعي محاربة هذا التنظيم الارهابي على اراضينا كما في الخارج”.

كانت مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق تركيا) القريبة من الحدود السورية قد شهدت تفجيراً انتحارياً مساء السبت 20 أغسطس 2016 مما أسفر عن مقتل 54 شخصا بحسب اخر حصيلة بينهم عدد كبير من الاطفال. واثار هذا التفجير صدمة كبيرة في تركيا. وتعتقد القوات الامنية التركية ان تنظيم داعش نفذ هذا الاعتداء انتقاما للهجمات التي تقوم بها الميليشيات الكردية وفصائل معارضة سورية مدعومة من انقرة في سوريا ضد التنظيم (ديلي صباح).

رابعًا: العلاقات التركية المصرية:

انتقلت التصريحات المتبادلة بين الجانبين المصري والتركي في الأسبوع الماضي إلى تخفيف حدة الخطاب وإطلاق تصريحات إيجابية، تتعلق بالعلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين، وبدا أن هناك اتجاهًا لتقليل حدة الانتقادات العلنية، حيث صرح عبد الفتاح السيسي، إنه “لا يوجد أي أسباب للعداء بين شعبي مصر وتركيا”، وذلك ردًا على سؤال بشأن تصريحات مسؤولين أتراك عن العلاقات مع مصر، ضمن حوار صحفي أجراه مع رؤساء تحرير صحف مصرية مملوكة للدولة (الأهرام والأخبار والجمهورية)، وأضاف السيسي: “نحن نعطيهم (يقصد تركيا) الوقت لإعادة النظر في موقفهم من مصر وتصويب تصريحاتهم”. ومتطرقًا إلى العلاقات بين الشعبين، أكد السيسي أنه “لا توجد أي أسباب للعداء، ونحن في مصر ليست عندنا نزعات مذهبية أو طائفية، إنما نتعامل بالشكل الذى يليق بمصر” (ديلي صباح).

يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، سبق وأعرب عن رغبة بلاده في “إطلاق شارة البدء” بتطوير العلاقات مع مصر، خاصة على الصعيد الاقتصادي، دون الاعتراف بشرعية الانقلاب العسكري وقال يلدريم خلال اجتماع عقده مع ممثلي وسائل إعلام محلية ودولية إن “مصر شهدت انقلابًا عسكريًا على غرار بلاده، إلا أن الانقلابيين هناك نجحوا في إسقاط الحكومة على عكس ما جرى في تركيا”، داعيًا إلى عدم إشراك الشعبين التركي والمصري في الخلافات السياسية، وأضاف قائلاً: “نؤيد تطوير العلاقات مع مصر فهي بلد قريب منا بثقافته وقيمه، يجب أن لا تعود الخلافات بين الحكومات بالظلم على شعبينا الشقيقين” (الأناضول).

وأضاف: “يتعين علينا زيادة صداقاتنا مع الدول المطلة على البحر المتوسط والبحر الأسود، وضرورة أن نُقلل من أعدائنا”، مبيناً أن ذلك مهم للغاية لمستقبل شعوب تلك الدول. وأردف يلدريم أن “التصريحات المتزنة الصادرة من مصر جيدة، وينبغي أن تأتي تبعات لتلك التصريحات”، مؤكداً في الوقت نفسه أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واضح فيما يتعلق بمصر.

ومن ناحية أخرى وفي حوار مع قنصل تركيا بالإسكندرية أجرته (اليوم السابع) صرح سردار بالانتابه أن “هناك خبرا جيدا للأشقاء المصريين هو عودة واستئناف الخطوط الجوية التركية إلى مطار شرم الشيخ بداية من 10 سبتمبر المقبل بكامل قوتها، وذلك عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وهى الخطوط الجوية الأجنبية الأولى التى بادرت باستئناف الطيران من جديد إلى شرم الشيخ لأهمية هذه المدينة، وسعدت بهذا الخبر بعد إبلاغى به مدير مكتب الخطوط الجوية التركية”.

وفيما يتعلق بتصريحات السيسي بأن مصر تعطي “وقتًا” لتركيا لمراجعة موقفها وتصويب تصريحاتها، فإن ذلك يشير إلى عدم استعجال الجانبين في تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إرجاع العلاقات السياسية إلى خلفية المشهد، ويبدو أن الوقت ربما يكون كفيلاً بذوبان مزيد من الجليد في الفترة المقبلة وفتح الطريق نحو مزيد من قنوات الاتصال بين الجانبين على الصعيد الاقتصادي، وربما تظل الملفات السياسية الشائكة بعيدة عن الحوار وعدم التطرق إليها فيما يبدو أنه اتفاق شبه ضمني بين الجانبين (1).

————————–

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close