fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

شهد شهر مارس 2016 تطورات سريعة على المشهد السيناوي من الناحية العسكرية والإقتصادية والإجتماعية والحقوقية، وكانت أبرز التطورات في شهر مارس على النحو التالي:

المستوي الأول: أهم التطورات التي شهدتها سيناء:

أولاً: من الناحية الحقوقية

رصد مركز الندوة في تقريره عن شهر مارس 2016، عدد من الإنتهاكات بشكل تفصيلي قسمها كالتالي:

1ـ الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

توثيق تعرض 8 مدنيين للاختفاء القسري واستمرار الاحتجاز التعسفي للطفل أنس حسام الدين بدوي، وتركزت الحالات المرصودة في مناطق العريش والشيخ زويد ورفح.

2ـ القتل خارج إطار القانون

– قيام قوات الجيش المصرية بقتل 19 مدني بينهم سيدة، و6 أطفال، وجنين، ومعاق واحد، وتراوحت الحالات ما بين التصفية والقتل العشوائي.

– إصابة 7 مدنيين ” 3 سيدات، 3 أطفال، رجل”، جراء إطلاق النار والقصف العشوائي لقوات الأمن المصرية.

3ـ الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية:

تعددت مظاهر الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية في سيناء خلال شهر مارس 2016، ومن مظاهر ذلك: حرق عشش للأهالي بمنطقة حي الرسم بمدينة رفح في 1 مارس. تجريف مزارع الزيتون التابعة لعائلة أبو راحيل بمنطقة رفح. هدم مقبرة ومسجد بمنطقة حي زعرب بمدينة رفح، و3 حالات قصف عشوائي لـ “مدرسة بمنطقة حي الرسم برفح، منزل ومبنى حكومي بقرية العكور بجنوب الشيخ زويد”. وإخلاء قسري لبعض سكان منازل حي الصفا بجنوب مدينة العريش بذريعة قربها من كمين الصفا.

وكذلك تفتيش النساء بشكل مهين على حاجز كمين الريسة التابع للجيش النصري شرق مدينة العريش، حيث تتعرض نساء البدو هناك لتفتيش غير لائق حيث يأمرهم الجنود بالضرب بأيديهم على بطونهم وصدرهم، وسط غضب من هذه التصرفات التي لا تراعي القيم الإسلامية والأعراف البدوية، وعدم الاستجابة لتوفير امرأة لتفتيش النساء إن تطلب الأمر ذلك.

4ـ تحريض إعلامي:

اقترحت نائبة بمجلس النواب “آمال طرابية” إخلاء سيناء كلها وتحديداً رفح والشيخ زويد والعريش، لمدة من 3 ل 4 شهور للقضاء على الإرهاب، فيديو.

ثانياً: من الناحية العسكرية:

أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري قتل مجموع (71) فرد والقبض على (43) مشتبه به، بينما كانت خسائر قوات الجيش والشرطة طبقاً لرصدنا بالمعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية كالتالي: قتل عدد 44 فرد أمن من الجيش والشرطة بينهم 8 ضباط على الأقل، وإصابة 43 فرد من قوات الجيش والشرطة على الأقل بينهم ضباط، وهذه الأرقام تقريبية وفق ما تم رصده فقط. فقد واختفاء 1 ضابط و1 مجند من قوات الشرطة نتيجة هجوم كمين الصفا ولم يستدل على مكانهما. عدد 11 عمليات استهداف قوات راجلة بعبوات متفجرة. عدد 6 استهداف وكمائن واشتباك مع قوات للجيش أو الشرطة. عدد 2 عملية قنص لأفراد من الجيش. عدد 35 تفجير وإعطاب وتدمير آليات ومدرعات متنوعة، بينهم 2 مدرعة M113 و2 دبابة M60A3 و1 كاسحة ألغام نوع MRAP. الاستيلاء على عدد 2 آلية عسكرية تركتهم قوات الجيش وفرت.

كان من الممكن اعتبار شهر مارس أقل حدة من شهر فبراير لولا الحملة العسكرية على مناطق جنوب رفح وجنوب الشيخ زويد والتى هدفت للحد من قوة المسلحين والتى فشلت حتى في إقامة كمين دائم في منطقة البرث، وبالتزامن مع هذا عززت ولاية سيناء من عملياتها في منطقة وسط شمال سيناء في إطار التوسع العملياتي وتخفيف الضغط على مناطق تمركزها الرئيسي وتشتيت القوات العسكرية بتوسيع دائرة مسرح العمليات.

جاء هذا في ظل حالة تذمر نتيجة استمرار تكتيك الدفع بقوات مشاة راجلة في بعض أماكن العمليات وهو ما انعكس على ارتفاع خسائر تلك القوات وزيادة عدد العبوات التشظية التي تستهدف تلك المجموعات، وفي هذا الإطار حرصت الآلة الإعلامية لولاية سيناء على تصوير هذا في إطار الحرب النفسية وهو ما ظهر في فيديو وكالة أعماق الإخبارية لقيام أفراد من قوات الجيش المصري بنقل إمدادات الطعام والذخيرة بطرق بدائية عن طريق عربة بدائية تجر باليد بجنوب رفح.

أيضاً أظهرت ولاية سيناء حرصها على إنفاذ القانون في المناطق المتواجدة بها وظهر ذلك في تقرير مصور نشروه عن قيام رجال الحسبة والشرطة الإسلامية بضبط نباتات مخدرة “البانجو” وكميات من السجائر، ثم القيام بإتلافها.

وبتاريخ 9 مارس أعلنت الولاية تصديها لحملة عسكرية جنوب مدينة العريش كان هدفها هدم منازل المواطنين وقامت بتفجير عربية همر والتصدي للحملة وإرجاعها.

وبتاريخ 13 مارس قامت ولاية سيناء بجلد أحد عناصرها وسط سوق البرث جنوب مدينة رفح، وجعلوه يعتذر لمواطن يدعى “شتيوي” في الخمسينات من عمره، كان المقاتل قد أجبره على النزول من سيارته تحت تهديد السلاح، وبعد ان اعتذر عنصر ولاية سيناء للمواطن أمام الجميع وتم جلده أمام العامة، قال قائدهم للمواطن ان المحكمة الشرعية حكمت له بمبلغ 10 آلاف جنية، وقاموا بإعطائه المبلغ، وغادروا المكان.

وبالتزامن مع تلك الأحداث كانت قيادات الأمن الوطني “أمن الدولة” تلتقي مع شيوخ ورموز منطقة بئر العبد غرب سيناء من اجل الاتفاق على كيفية الإبلاغ عن أماكن تواجد المطلوبين للجهات الأمنية والعمل على حفظ الأمن بمناطقهم.

كما قامت قوات حفظ السلام الدولية MFO باخلاء مفاجئ لعدد من نقاط بمناطق شرق شمال سيناء بمنطقة رفح، وقوات الجيش قامت بالتمركز في النقاط المخلاة.

وكانت أبرز الأحداث الميدانية في شهر مارس هي:

1ـ تطوير أساليب العبوات الناسفة واستدعاء أساليب عسكرية استخدمها الجيش المصري قديماً في حقبة حرب الإستنزاف، حيث تم زرع عبوتين ناسفتين مكشوفتين تم إبطالهما ونقلهما لداخل معسكر الجيش لتنفجر وتؤدي لمقتل 10 أفراد من الجيش المصري بينهم ضابط برتبة مقدم وهو مسئول المعسكر بعد انفجار العبوتين الناسفتين داخل معسكر ساحة رفح، فين حين أعلن موقع أخبار اليوم عن مقتل 5 مجندين فقط وإصابة 10 آخرين وأن هذا كان نتيجة سقوط قذيفة هاون، والتكتيك المستخدم يعتمد على تفعيل العبوة عند إبطالها.

2ـ الهجوم على كمين الصفا بمدينة العريش وقتل 16 من أفراده من بينهم 3 ضباط وعريف والإعلان عن فقد ضابط ومجند، ووزارة الداخلية المصرية تعترف بخسائرها، وكانت متوالية الأحداث كالتالي:

  • البداية بتزايد أهانة النساء السيناوية على حواجز الأمن بمدينة العريش وتحديداً نساء البدو، ومطالبات شعبية وقبليه للأجهزة المعنية في سيناء  يوم 15 مارس بالتدخل ووقف الانتهاك الذي تتعرض له النساء عند حاجز الريسه شرق العريش تحديداً.
  • عناصر مسلحة مجهولة تجبر سيارة حكومية تابعة لمشروع المحاجر بشمال سيناء، على إيقاف السيارة وتركها وسط الطريق بالعريش ليسرقوها ويلوذوا بالفرار لجهة مجهولة يوم 16 مارس.
  • قوات الأمن تقتل المواطن “محمد فايز ابوعكر” 21 عام أثناء مروره بشكل طبيعي على حاجز الريسه بطلقة قناص. وروايات تتحدث أنه لم يلتزم بطابور السيارات.
  • يوم 17 مارس فيديو خاص لسيناء 24 من أمام حاجز الريسة شرق مدينة العريش والذي يشهد انتهاك صارخ في حق نساء سيناء ويقوم به ضباط وجنود الكمين بتفتيش مخزي للنساء، وقد عجزت عباءات شيوخ ورموز القبائل في وقف هذا الانتهاك كما تخاذل كل أعضاء مجلس الشعب أيضا عنه.
  • يوم 19 مارس ولاية سيناء تعلن قيام مقاتليها بشن هجوم على كمين الصفا بدء بتقدم أحد مقاتليها بسيارة مفخخة ليفجرها على الحاجز ثم اقتحام الحاجز بمجموعة انغماسيين وقتل أكثر من 10 فراد من الأمن بينهم ضباط واغتنام أسلحتهم وعتادهم، وتعلن عن أن سبب هذه العملية هو إهانة نساء المسلمين وتفتيشهن بشكل مخزي على الحواجز الأمنية.
  • وزارة الداخلية المصرية تعلن عن مقتل من 15 فرد من قواتها في كمين الصفا بينهم 3 ضباط “2 نقيب، 1 ملازم أول” وعريف شرطة و11 مجند، وفقد ضابط واثنين مجندين من قواتها، تم العثور على جثة أحد المجندين لاحقاً، ليصبح المفقودين هم النقيب محمد عبد الرحيم القلاوي من قوة قسم ثاني العريش والمجند محمد أحمد.

2ـ إعلان المتحدث العسكري للجيش المصري عن ضبط أكبر شحنة متفجرة للمسلحين، وينشر فيديو يبين قيام قوات الجيش الثالث الميداني بضبط سيارة نقل محملة بكميات كبيرة من المواد المتفجرة خلال كمين عسكري بوسط سيناء.

3ـ فشل محاولة الجيش بفرض سيطرته على منطقة وسط شمال سيناء وتحديداً في منطقة البرث، بعد استطاعته فرض وجود مؤقت في تلك المنطقة، وهذا بعد سماح الجانب الإسرائيلي للطائرات المصرية بالإلتفاف من فوق رفح الفلسطينية حسب شهود عيان يوم 24 مارس، وهو ما تأكد يوم 25 مارس بإعلان المتحدث العسكري المصري بأن من قام بتلك الغارات هي طائرات الجيش المصري، وكانت العمليات استمرت بدأت يوم 24 مارس وانتهت بانسحاب يوم 30 مارس من كمين منطقة البرث حديث الإنشاء.

ثالثاً: التطورات الإقتصادية:

بدأ شهر مارس بمداخلة هاتفية  للسيسي مع عمرو أديب، وعد خلالها عبد الفتاح السيسي المصريين بتحويل سيناء إلى مدينة متكاملة خلال عام ونصف من الآن، وأنه كلف أسامة عسكر بتطوير سيناء، واتبع هذا التصريح تأسيس شركة وطنية للاستثمار بسيناء برأس مال 10 مليارات جنيه، ومقر الشركة الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء بحي المساعيد بالعريش، ويضم مؤسسو الشركة “بنك الاستثمار القومي، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة والجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء, محافظة شمال سيناء.

وبعد تلك التصريحات قامت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي بالتوقيع على إتفاقية مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء، وجزء من الأموال مخصص لإنشاء طريق محور التنمية بشمال سيناء وأربعة وصالات فرعية.

ثم أصدر عبدالفتاح السيسي قرارا جمهوريا بالموافقة على إعادة تخصيص قطعة أرض من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة بمساحة 72 فدانا و20 قيراطا و6.01 سهماً ناحية رأس سدر محافظة جنوب سيناء، وفقا للخريطة وجدول الإحداثيات المرفقين لصالح القوات المسلحة، وذلك نقلا من الأراضي المخصصة للأنشطة السياحية، ونشر القرار في الجريدة الرسمية، ونصت المادة الثانية من القرار على أن تؤسس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وجهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة شركة مساهمة مصرية تتولى تخطيط وإنشاء وتنمية المناطق الشاطئية المذكورة، وتكون قيمة الأراضي من حصة جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة فى رأسمالها بعد تقدير قيمتها بالاتفاق مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ونصت المادة الثالثة على أن تحتفظ القوات المسلحة بالمواقع العسكرية الواقعة داخل المساحة المذكورة واللازمة لشؤون الدفاع عن الدولة.

تزامن هذا مع استمرار تدهور ملف السياحة في جنوب سيناء والتى وصلت إلى إغلاق نحو 70 فندقا فى شرم الشيخ، فى ظل نسب إشغالات لم تتجاوز 20 % خلال الأشهر الخمسة الماضية، وتصريحات الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة الذي أوضح فيها أن روسيا تنتظر عودة السياحة البريطانية لمصر حتى تقرر موقفها فلا يصح أن تعلن روسيا عن عودة رحلاتها رغم سقوط طائرتها وبريطانيا مازالت تحظر حفاظا على مواطنيها لحين الانتهاء من مراجعة إجراءات تأمين المطارات المصرية.

المستوي الثاني: دلالات التطورات التي شهدتها سيناء:

أولاً: دلالات التطورات الميدانية:

ـ رسمياً منطقة وسط سيناء أصبحت منطقة عمليات عسكرية بين الجيش والمسلحين، بدء وصول العمليات لبعض المناطق الإستراتيجية بمنطقة وسط سيناء كمنطقة “الجدي”، وإيقاع عدد من القتلى في صفوف الجيش المصري بل ونشر صور لبدل عسكرية كاملة تم الحصول عليها، مما سيترتب عليه تطور عملياتي مستقبلي.

ـ استمرار الإعتماد على القوات الراجلة في بعض مناطق العمليات وعدم توفير مدرعات لها.

ـ جهاز الأمن الوطني “أمن الدولة” بدء التحرك الرسمي والمعلن في منطقة بئر العبد لمنع امتداد التمرد المسلح لها، وهذا وقد رصدنا في هذا التقرير سابقاً دلالات على ذلك رصدناها منذ تولية مدير أمن شمال سيناء الجديد.

ـ نجاح استخباراتي للمسلحين في عمليات اغتيال أفراد الأمن بزي مدني واستهداف المتعاونين مع الأجهزة الأمنية.

ـ فشل عمليات الجيش الأخيرة في منطقة البرث رغم التعاون العسكري الواضح بين الجيشين المصري والإسرائيلي والتنسيق.

ـ مثل ما نشرته ولاية سيناء من توثيق لهجومها على كمين الصفا بمدينة العريش فضيحة للرواية الرسمية التي أعلنت عن استهدافه بقذائف الهاون فقط وأن قوات الأمن استجابت سريعاً لإنقاذ قوة الكمين حيث أظهر عكس ذلك، كما أظهر عكس ما قالته الولاية في بيانها الأول من أن الكمين هوجم في البداية بسيارة مفخخة، حيث اظهر الفيديو ان الكمين تم الهجوم عليهم من أفراد يركبون سيارة ربع نقل ليقفوا عند مدخل الكمين ويبدوا في الإشتباك مع قوة الكمين قبل ان يسيطروا على الكمين ويطاردوا أفراد الشرطة ويصفوهم ثم يقومون بتحميل الأسلحة وينصرفون.

ـ كشف التقرير المسرب على موقع ديبكا الإسرائيلي عن محاولة النظام المصري الاستعانة بقوة متخصصة أمريكية في سيناء، وهي تقارير تحتاج لتحليل أشمل حول إمكانية ذلك خصوصاً في ظل وجود تنسيق مصري إسرائيلي.

يأتي هذا في ظل محاولة النظام المصري العمل على ملف سيناء عل ثلاثة محاور:

1-إخفاء حقيقة خسائره وضعف قواته بإيهام أن معظم القتلى من الشرطة دائماً وأن القتلى يسقطون نتيجة عبوات ناسفة أو قذائف هاون وليس اشتباكات مباشر تنهزم فيها قواته العسكرية، وهذا حفاظاً على روحه المعنوية داخلياً ومجتمعياً وأيضاً لعدم تعزيز الروح المعنوية للكتلة الغاضبة في المجتمع مما قد يشكل خطر بتزايد اندفاعها في هذا الطريق.

2-محاولة استغلال العمليات التي تحدث في سيناء للمدارة على تدهور الأوضاع الإقتصادية وصنع حالة ذهنية في المجتمع أن الدولة المصرية في خطر نتيجة ملف الإرهاب كما حدث في أواخر الثمانينات والتسعينات.

3-العمل على تفعيل نقاط قوة النظام كشريك أقليمي ودولي في مكافحة الإرهاب، وهو ما تمثل في استضافة مصر لمؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وسط تحديات تواجه تلك الدول في مواجهة حركات التمرد الإسلامية والجماعة الجهادية.

ثانياً: دلالات التطورات الإعلامية:

1ـ التهويل من حجم خسائر المسلحين وخصوصاً من جريدة أخبار اليوم الرسمية بشكل فاق العدد لمعلن على صفحة المتحدث العسكري للجيش المصري الذي لم يبرهن على أعداد القتلى مما يدفعنا للتساؤل حول تلك الأعداد في ظل عدم قدرة منظمات حقوق الإنسان على التحرك على الأرض بشكل جيد وتوارد الأدلة على قيام الجيش بتصفية بعض من يعتقلهم.

2ـ تنامي حالة القلق بين السلطات المصرية من حجم الاهتمام على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والتفاعل مع أهالي سيناء ضد قصف الجيش وهو ما ظهر في ردة فعلهم في محاولة شيطنة بعض الصفحات المتخصصة في الشأن السيناوي، ووصف ما تم بأنه صراخ للإرهابيين نتيجة نجاحات القوات المسلحة، تزامن هذا مع ما رصدناه من قيام موقع “البوابة نيوز” بنشر خبر مفاده أن الجيش المصري يواجه مجموعات مسلحة تابعة للكيان الإسرائيلي، وكتب الموقع في نهاية الخبر عبارة “زود ده للخبر”، وهو ما يظهر التوجيه العسكري المباشر لهذه المواقع، وما يتم نشره فيها.

ثالثاً: دلالات التطورات الحقوقية:

1ـ تزايد رعونة مقاتلي الجيش والشرطة لحد أمر نساء شمال سيناء بالخبط على بطونهم أثناء مرورهم بالكمائن بالإضافة للقتل والقصف العشوائي، في الوقت التذي تقوم فيه ولاية سيناء بمعاقبة أحد أفرادها بالجلد بسبب قيام أحد جنودها بإنزال رجل كبير في السن من سيارته بعنف وتدفع غرامة 10 آلاف جنيه للرجل كتعويض صدر بناء على حكم شرعي لصالحه.

2ـ أدت الإنتهاكات العسكرية لخلق حالة حشد على مواقع التواصل المجتمعي تجاه هذه الانتهاكات في سيناء وهو ما برز في حملة #متضامن_مع_سيناء و#قتلوا_الجنين وهي تحركات من الممكن أن تتطور في المستقبل أكثر.

رابعاً: دلالات التطورات الاقتصادية:

1ـ استمرار تدهور السياحة بمنطقة جنوب سيناء، ومحاولة التعويض بالسياحة الخليجية في ظل انخفاض حركة السياحة ل 350 ألف سائح شهرياً وتغيير مستهدف وزارة السياحة من 15 مليون سائح ل 9 مليون سائح.

2ـ فشل محاولات إعادة السياحة الروسية مالم تقوم بريطانيا أولاً بإعادة السياحة الخاصة بها بعد مراجعتها لملف الأمن في المطارات المصرية.

3ـ توظيف الدعم السعودي في ملف تنمية سيناء ليصب لصالح مؤسسات الجيش وهو ما تبلور بتأسيس شركة وطنية للاستثمار بسيناء برأس مال 10 مليار جنيه، قبل أن تقوم الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي بالتوقيع على إتفاقية مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار لتنمية سيناء، تزامن هذا مع تخصيص السيسي جزء من أراضي الدولة لصالح القوات المسلحة مقدارها 72 فدانا و20 قيراطا و6.01 سهم ناحية رأس سدر محافظة جنوب سيناء، على أن يتم الدخول بها بمشروعات سياحية مشتركة يكون فيه رأس مال الجيش هو القيمة المالية لتلك الأراضي.

4ـ ارتبط ملف الدعم السعودي لسيناء بزيارة ملك السعودية لمصر ومسألة إعادة ترسيم الحدود البحرية، وتوقيع اتفاق بين النظام العسكري والسعودية، تنازل لها بموجبه عن جزيرتي تيران وصنافير.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close