يتناول هذا التقرير أهم التطورات التى شهدتها شبه جزيرة سيناء خلال الفترة من 16 إلى 23 أغسطس 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: حدث الأسبوع: المخطوفين من حماس
كان أهم أحداث هذا الأسبوع عرض قناة الجزيرة لصورة مُسربة من داخل أحد الأجهزة الأمنية المصرية، يظهر فيها شابان من قطاع غزة من أصل أربعة شباب في قضية المختطفين الأربعة (الجزيرة)، وكانت الحادثة قد وقعت بتاريخ 19 أغسطس 2015 حيث قام مسلحون بتوقيف حافلة أمنية مصرية عبارة عن سجن متنقل وبها رجال أمن بعد تحركها بحوالي 10 دقائق من معبر رفح ليصعد مسلحون ملثمون ويقومون بالنداء على أربعة أسماء من ركاب الحافلة وهم “ياسر زنون، عبد الدايم أبو لبدة، حسين الزبدة، عبد الله أبو الجبين” والذين كانوا من المفترض ترحيلهم إلى مطار القاهرة وضمان سفرهم خارج مصر للعلاج والدراسة، ولكن بدل من ذلك تم انزالهم من الحافلة واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وأنكرت السلطات المصرية علاقتها بالحادثة حينها ، ولكن إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة صرح حينها على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك قائلاً: “وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء (19 أغسطس 2015) حادث اختطاف أربعة مسافرين فلسطينيين أثناء سفرهم في حافلة الترحيلات التي تكون بحماية الأمن المصري في منطقة رفح المصرية بعد أن اعترض مسلحون الحافلة وقاموا باقتيادهم الى جهة مجهولة” (BBC).
وتحدثت وسائل الإعلام حينها عن أن المختطفين الأربعة يتبعون القوة البحرية الخاصة التى أنشأتها كتائب القسام وكان لها عملية بارزة في حرب غزة الأخيرة، وأن عملية الخطف جاءت في إطار تنسيق مصري اسرائيلي من أجل استخلاص معلومات حول تلك القوة وأيضاً في اطار الضغط على حركة حماس للكشف والإفراج عن الجنود الإسرائيليين التى أعلنت أنهم لديها، بل وتم حينها تناقل تصريحات نسبت إلى شيخ قبيلة الرميلات سلامة أبو رباع اتهم فيها جهاز المخابرات الحربية التابع للجيش المصري بتدبير حادث اختطاف باص ترحيل المسافرين الفلسطينيين (نون بوست).
وقد جاءت الصورة التي تسريبها ونشرها هذا الأسبوع، لتحسم التكهنات التى كانت تشير بمسئولية الإختطاف إلى جماعة ولاية سيناء، وهو الإتهام الذي لم يجد تأييد لدى الكثير من المتابعين لعوامل متعددة ومنها “أن المسلحين لم يقوموا بقتل أفراد الأمن المرافقين للحافلة وفرد الأمن بداخلها، أيضاً كان الخاطفين يحملون أسماء الشخصيات الأربعة المستهدفة، وهي أسماء لا تتوفر إلا لأجهزة الإستخبارات المصرية والجيش حيث أن الموافقة على المسافرين تتم عبر تلك الأجهزة، وكذلك مكان الاختطاف يقع تحت تحكم قوات الأمن المصرية المسيطرة عليه بشكل محكم، وأخيراً لكنة المختطفين والتى كانت قاهرية وليست سيناوية”.
أما عن المكان الإحتجاز الحالي فيحتمل أن يكون أكثر من مكان في ظل انتشار المقار الأمنية والإستخباراتية بمصر، وقد يكون إحدى الأماكن المحتملة هو سجن العازولي العسكري بمعسكر الجلاء بمحافظة الإسماعيلية حيث مقر قيادة معسكر الجيش الثاني الميداني المسئول عن مناطق شمال سيناء.
ثانياً: التطوارت الميدانية:
شهدت الفترة التي يتناولها التقرير عدداً من التطورات الأمنية، من بينها: تدمير وإعطاب عدد 4 مدرعة، 5 عمليات قنص ضد كمين ثابت لقوات الجيش، واشتباك مرة واحدة مع قوة للجيش، وحادثة اغتيال تؤدي لمقتل أثنين ضباط أحدهم جيش والآخر شرطة، ومقتل 6 أفراد عسكرين منهم 2 ضابط وفق ماتم رصده كحد أدنى في الخسائر، وإصابة 24 فرد أمن من قوات الجيش والشرطة منهم 4 ضابط و 2 صف ضابط، في الإستهدافات المتفرقة كحد أدنى في الخسائر.
2ـ تفقد صدقى صبحى ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار عناصر القوات المسلحة والشرطة بشمال سيناء، للوقوف على الحالة الأمنية ومتابعة إجراءات تنفيذ الخطط والمهام الأمنية التى تكلف بها قوات الجيش والشرطة للتعامل مع مناطق التمرد المسلح بسيناء (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة).
3ـ صدقى صبحى وزير الدفاع، ومحمود حجازى رئيس أركان يلتقيان بالفريق أول / جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية والوفد المرافق له ، الذى يزور مصر حالياً، لمناقشة تطورات الأوضاع التى تشهدها المنطقة والجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب، وأشاد قائد القيادة المركزية الأمريكية بما تبذله مصر وقواتها المسلحة فى مكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء(الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة)
4ـ فجر مسلحون مقر المخابرات العامه المصرية بمنطقة القسيمة في وسط سيناء (سيناء24) (اليوم السابع)
5ـ قام ضباط إسرائيليون بالإتصال بعدد من سكان المنطقة الحدودية شمال شرق سيناء، وسؤالهم “لماذا مازلتم متواجدين في المنطقة وهي منطقة عمليات مسلحة؟لماذا لم ترحلوا مثل غيركم من السكان،لمن يميل الناس حولكم للجيش المصري أم لداعش، والتحذير من التعامل مع أي شخص مسلح وان كان من أقاربهم”، وقد لوحظ معرفة ضابط الإتصال الإسرائيلي معلومات عن الأهالي، وقد قام اثنين من رموز القبائل بإبلاغ الجيش بما يحدث من إتصال لضباط الموساد، دون أى ردة فعل أو تحرك (سيناء24)
6ـ مجهولون يفجرون بئر مياه، بمنطقة بئر بدا بمركز الحسنة بوسط سيناء، بعبوة ناسفة، دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية من اهالى المكان، البئر يقع بجوار محطة مياه بئر بدا وتم افتتاحه منذ عامين بتكلفة تقدر بنحو 5 ملايين جنيه، بطاقة 25 م3 / ساعة، لري وزراعة 20 فدانًا بالمنطقة (الوطن)
7ـ تنظيم «بيت المقدس» يقتل 2 من عناصره بإطلاق النار عليهم، بدعوى تسريبهما معلومات عن مصنع أسلحة ومتفجرات تم قصفه من قبَل قوات مكافحة الإرهاب بمنطقة بلعا (الوطن)
8ـ اغتيال الملازم أول محمد عبد الرازق من قوات أمن شمال سيناء، أثناء سيره وسط مدينة العريش، بطلق نارى فى الرأس (اليوم السابع)، ثم لاحقاً ينشر أيضاً عن مقتل النقيب “محمد محمود الزملوط” دفعه 2012 شرطة (سيناء24)، ليتضح لاحقاً أن الضابط الأول “الملازم محمد عبد الرازق” هو ضابط بالجيش وليس بالشرطة فيما يتبع الضابط الثاني جهاز الشرطة، وأن الضابطين صديقين وأن عناصر مسلحة قطعوا الطريق على السيارة التي كان يستقلها الضابطين، وأطلقوا النار عليهما من أسلحه آلية (سيناء24)
ثالثاً: التطورات السياسية:
1ـ نشر موقع إماراتي بياناً نسبه لـ “ولاية سيناء” يقول إن الولاية اختارت قائدا لها يدعى الشيخ عبدالله خلفاً لـ “أبودعاء االنصاري” الذي أعلنوا عن مقتله في نفس البيان، وبعد ساعات من تداول البيان نشر معرف غير رسمي لـ ولاية سيناء على التليجرام تحذير من حساب على تويتر قال أنه ينقل أخبار وبيانات كاذبة، وأرفق صورة هذا الحساب والذي بدا فيها البيان المتداول، في إشاره منهم لعدم صحة البيان المنشور على الموقع الاماراتي، والذي نقلته عنه المواقع المصرية وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير (سيناء24)
2ـ وزيرة التعاون الدولى تزور مركز بئر العبد غرب سيناء، للتعرف على أبرز التحديات التي تواجه المواطنين بمحافظة شمال سيناء (سيناء24)
رابعاً: التطورات الاقتصادية:
1ـ اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء يستقبل الوفد الأمني الروسي القادم لبحث إجراءات تأمين السياح وتوفير الخدمات بمدينة شرم الشيخ، وذلك بعد أن قام الوفد بزيارة لمدينة الغردقة وتفقد المقاصد السياحية التى يتردد عليها السياح الأجانب وخاصة الروس، وشرح اللواء أحمد كامل طايل مدير أمن جنوب سيناء الخطة الأمنية ومدى مراقبة شرم الشيخ بأكملها بكاميرات المراقبة البالغ عددها اكثر من 400 كاميرا وكذلك الأكمنة ومدى تطويرها واتباع اجراءات التفتيش للمارة بسياراتهم الكترونيا لإحكام سيطرتها الامنية ومدى تأمين السياح منذ لحظة وصولهم عبر المطار حتى مغادرتهم شرم الشيخ، بالاضافة الى خطة أخلاء نزلاء الفنادق فى حالة وجود حريق وكيفية تأمينهم (الأهرام)، يذكر أن الوفد قد تفقد سابقاً الحالة الأمنية بمطار شرم الشيخ، لإعداد تقرير مفصل بها، تمهيداً لاستئناف عودة السياحة الروسية (اليوم السابع)
2ـ صرح خالد فودة أن خالد العناني، وزير الآثار، وافق على تخصيص مبلغ 200 مليون جنيه من وزارة الآثار لترميم المتحف، لدعمًا للسياحة بالمدينة (الوطن) كما أعلن فودة، الموافقة على تخصيص قطعة أرض مساحتها 5000 متر مربع لصالح الشركة الوطنية للبترول التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بهدف إقامة أول محطة غاز طبيعي في شرم الشيخ، وأن لجنة من التخطيط العمراني قامت بتسليم الأرض إلى الوطنية للبترول تمهيدا للبدء في العمل بها وتشغيلها خلال 6 شهور على الأكثر (الوطن)
3ـ العميد جمال مهدى مدير مديرية الطرق والكبارى بمحافظة جنوب سيناء يصرح ببدأ العمل فى إنشاء مديرية للطوق والكبارى بمدنية طور سيناء على مساحة 3000 متر وبتكلفة 7 ملايين جنيه بتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حيث تم تسليم الموقع لها (اليوم السابع)
خامساً: التطورات الحقوقية:
1ـ استمرار منع مرور الأغذية والأدوية، تجاه مناطق الشيخ زويد ورفح، وذلك عند كمين الريسه شرق مدينة العريش (سيناء24)
2ـ إبراهيم أبو شعيرة، عضو مجلس النواب بالشيخ زويد ورفح، يصرح بإنه تواصل مع مسئولين أمنيين بالعريش من أجل تخفيف الإجراءات على الأهالي القادمين من مدينتي الشيخ زويد ورفح، بكمين الريسة شرق العريش، وقال أنه لن يتم التحفظ إلا على المتورطين من الشباب بالمدينتين، وسيتم وضع آلية تسمح للتجار بإدخال البضائع التي تحتاجها المدينتين، فيما سيتم تأجيل دخول مواد البناء والأدوات الزراعية والأدوية حتى تهدأ الأوضاع، وأنه سيتم لاحقاً إدخال جميع البضائع ولكن للتجار الذين يحملون تراخيص وسجلات تجارية فقط، يأتي هذا في ظل استمرار منع كمين الريسة شرق العريش لليوم الثالث على التوالي دخول أغلب البضائع باتجاه المدينتين، واحتجاز العديد من الشباب للاشتباه، وهو ما أحدث حالة من الغضب لدى الشباب المتعاون مع القوات الأمنية (الوطن)، يأتي هذا في ظل ارتفاع اسعار المواد الغذائية داخل مدينتى الشيخ زويد ورفح نتيجة هذا المنع.
3ـ أهالى قرية الوادى بطور سيناء يعانون من نقص الخدمات الأساسية، حيث يعيش ألاف البدو فى قرية الوادي بطور سيناء، ويعانون من رفض السيارات المخصصة من قبل مجلس المدينة للعمل كـ”سرفيس” بين مدينة الطور والقرية للعمل بسبب بعد المسافة والبالغة 10كيلو متر، وبسبب عدم رصف الطريق وظلامة ليلا، بالإضافة إلى إن الوحدة الصحية يوجد بها طبيب واحد وأحيانا غير متواجد ولايوجد سيارة إسعاف وأطباء متخصصين، كما يطالب الأهالي بتقنين أوضاعهم وتمليك المنازل وتوفير المياه وإنشاء بيوت بدوية للشباب وإعادة تشغيل المخبز الموجود بالقرية والمغلق منذ عامين (اليوم السابع)
دلالات التطور:
1ـ شكل تسريب صورة محتملة لاثنين من المختطفين الفلسطينين الأربعة من داخل احدى مقار الإحتجاز الأمنية المصرية، إعادة احياء لقضية المختطفين الأربعة، وجاء التسريب من قبل أهالي المختطفين ليرفع الحرج عن حركة حماس في اطار مناورة سياسية هدفها نقل القضية لغرف التفاوض مرة أخرى بعيداً عن ضوء الإعلام للبحث في كيفية انهاء تلك الأزمة، وكيفية استخلاص أكبر عدد من المميزات للجانب المصري والفلسطيني وحل الأمر بشكل لايحرج الجانب المصري.
2ـ جاءت زيارة صدقي صبحي وزير الدفاع ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية للقوات في شمال سيناء في اطار دعم الروح المعنوية والقتالية لهذه القوات، ولكن تزامن مع تلك الزيارة استهداف لمدرعتين لقوات الجيش والشرطة في نفس اليوم، ثم تفجير مبني تابع للمخابرات كان قد تم اخلائه سابقا، لتنجح ولاية سيناء من لفت انظار وسائل الإعلام لهذه العملية في اطار الحرب النفسية بين الطرفين.
3ـ تزايد دقة عمليات القنص، وهو ما يؤشر إلى ارتفاع كفاءة المسلحين نتيجة التجربة المستمرة، ولكن لايمكن التعويل على هذا في ظل عامل الخسائر البشرية في محاولة القضاء على المسلحين، واعتماد طرفي المعركة في سيناء أكثر على الشق الأمني والإستخباراتي في الرصد وجمع المعلومات والإستهداف، وهو مايظهر في عمليات الأغتيال التى يقومم بها المسلحون، وعمليات الإستهداف بالطائرات بدون طيار التى يقوم بها الجيش المصري و الإستخبارات الإسرائيلية.
