fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي 30 نوفمبر 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يتناول هذا التقرير أهم تطورات المشهد في شبه جزيرة سيناء خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر 2016، وذلك على النحو التالي:

 

أولاً: أهم الأحداث ودلالاتها:

بدء عودة بعض المهجرين، كان هذا هو التغير الرئيس في المشهد في تلك الفترة حيث سمحت قوات الجيش لأهالي حي أبو رفاعي جنوب الشيخ زويد بالعودة إلى منازلهم (الوطن)، ليتبعهم بعدها بيوم عودة سكان حي الترابين (الوطن)، ومن المتوقع أن يعود الأسبوع المقبل سكان حي السدرة والوحشي والعكور واطراف الظهير جنوب الشيخ زويد، وهى من الأحياء الملاصقة لحي أبو رفاعي من الناحية الشرقية، ودراسة فتح ميدان الشيخ زويد، وطريق “الشيخ زويد – رفح”، للسماح لأهالي أحياء أبو زرعي وأبو طويلة والهشة الدخول إلى بيوتهم بعيدا عن الطرق الالتفافية.

يأتي هذا بعد الحملة العسكرية المكثفة التي ما زالت تشنها قوات الجيش وإخلائها قسرياً للعديد من القرى والأحياء الفترة الماضية بالشيخ زويد ورفح. أما على صعيد تطورات العملية العسكرية، فمازالت قوات الجيش تأمن مناطق سيطرتها الجديدة وتشن عدة حملات ولكن بوتيرة أقل نظراً للسيطرة الميدانية لها على الأرض حالياً، ولقد قمنا برصد المشهد ودلالاته كالتالي:

 

ثانياً: تطورات الهجمات العسكرية:

قامت قوات الجيش بتاريخ 15 نوفمبر بإحكام الحصار على قرى البرث والجورة وشبانة والعرارجة والظهير، وقامت بعمل ارتكازات عسكرية مؤقتة قبل أن تقوم بإخلائها لاحقاً، وقد أحبطت قوات الجيش في هذا التاريخ محاولة اقتحام كمين الغاز بمنطقة السبيل بمدينة العريش، بسيارة مفخخة حيث تم إطلاق النار عليها وتفجيرها عن بعد دون خسائر (اليوم السابع)، ولكن هجوم آخر بتاريخ 24 نوفمبر بسيارة مفخخة أعقبه هجوم مسلح واشتباك مع قوة الكمين، نجح في قتل 8 مجندين ، وإصابة 10 آخرين وفق (المتحدث العسكري للقوات المسلحة)، وقد قامت جريدة (أخبار اليوم) بنشر أسماء القتلى والمصابين.

وكانت (وزارة الدفاع المصرية) قد نشرت بتاريخ 16 نوفمبر، عن رصد وتدمير بؤرة مسلحة بمنطقة “جهاد أبو طبل” بقطاع العريش، وقتل 5 مسلحين خلال تبادل لإطلاق النيران مع قوات المداهمة وتدمير سيارة دفع رباعي مسلحة، وتدمير مخزن لتكديس العبوات الناسفة والمواد شديدة الانفجار، وتفجير 3 عبوات ناسفة.

 

كما قامت قوات الجيش بتاريخ 18 نوفمبر، بإفشال هجوم على تبة الصوالحة المطلة على مدينتي الشيخ زويد ورفح وقتلت 24 مسلحًا وفق أحد المصادر الأمنية (الجزيرة)، وترجع أهمية التبة إلى أنها تكشف عدة مناطق عسكرية في شمالي سيناء إضافة إلى جزء من قطاع غزة.

ووفق الرصد لتطورات هجمات قوات الجيش في منطقتي رفح والشيخ زويد، نستطيع القول إنه من الناحية اللوجستية قد تم تكبيد المسلحين خسائر عالية، حيث استطاعت وحدات الجيش الدخول للكثير من المناطق التي لم تكن تستطيع دخولها سابقاً، كما تم تدمير العديد من الملاجئ والخنادق وأماكن التصنيع والإعاشة، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تكثيف العمليات العسكرية اتجاه قرية المهدية برفح ومحاولة إتمام السيطرة والتمشيط بقرية المقاطعة، مع تكثيف الحملات الأمنية بمنطقة شرق العريش.

وقد تم حصر خسائر القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء في تلك الفترة كالتالي: عدد 1 عملية قنص ضد كمائن وحواجز ثابتة لقوات الجيش، واستهداف واشتباك عدد 3 مرات، وعدد 2 عبوة تم تفجيرها في دوريات راجلة، وتدمير وإعطاب عدد 1 مدرعة، واغتيال خفير عيد سلامة حسين أبو أقرع 35 عامًا، بعد خطفه، ومقتل 13 فرد عسكري منهم 1 ضابط وفق ما تم رصده كحد أدنى في الخسائر، وإصابة 18 فرد أمن من قوات الجيش والشرطة بينهم عدد 1 ضابط في الإستهدافات المتفرقة.

 

أثر الهجمات على مناطق المدنيين

قامت قوات الجيش بحملات تجريف لمزارع الزيتون بمنطقه المزرعة شرق العريش طوال تلك الفترة، حيث تقوم القوات بتجريف أشجار الزيتون والنخيل في تلك المنطقة تحت ذريعة احتمالية لجوء المسلحين للاختباء بها (الندوة للحقوق والحريات)، هذا بالإضافة لاكتشاف أهالي المناطق التي سمح لها بالعودة في الشيخ زويد أن منازلهم قد لحقت بها أضرار كبيرة وهُدم بعضها جراء القصف العشوائي لقوات الجيش والعمليات العسكرية.

وقد قام المسلحون في 20 نوفمبر 2016، باقتحام نقطة إسعاف بمنطقة الزهور، واستولوا على سيارة إسعاف كود ١١٨٨ وأدوات ومعدات أخرى تخص الإسعاف (اليوم السابع)، وقد عُثر عليها لاحقاً بشارع 26 يوليو بوسط مدينة العريش، بعد الاستيلاء على معداتها (أخبار). وكانت أبرز هجماتهم، هو هجوم كمين الغاز بمدينة العريش والذي أشرنا له سابقاً، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 8 مجندين، وإصابة 10 عسكريين بينهم ضابط برتبة نقيب.

على صعيد آخر قام مسلحون تابعون لولاية سيناء بتاريخ 18 نوفمبر، بإعدام “الشيخ/سليمان أبو حراز”، شيخ مشايخ الطرق الصوفية بمحافظة شمال سيناء، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، خصوصاً أنه لم يتم تبرير هذه العملية سوى بذكر لفظ أن الشيخ الذي تجاوز المائة عام هو وشيخ آخر اسمه/عبد المعطى أبو قطيفان، يعملان ككاهنين.

وكان “الشيخ/سليمان أبو حراز” قد تعرض أكثر من مرة للاختطاف وإطلاق سراحه، كان آخرها قبل شهر من منزله بالعريش، ثم اطلاق سراحه بعدها بـ 3 أيام، وقد أدانت مؤسسة الأزهر الحادثة (أخبار)، وعدد من الرموز الرسمية وغير الرسمية مثل أسامة الأزهري مستشار عبد الفتاح السيسي للشئون الدينية (اليوم السابع)، و“الداعية” الصوفي/الحبيب بن علي الجفري (الصفحة الرسمية).

 

ثالثاً: سيناء والكيان الصهيوني:

نصح الخبير العسكري الصهيوني أمير بوخبوط في موقع ويللا الإخباري، الجيش المصري بأن يكون أكثر يقظة تجاه مجريات المعركة التي ينتظر أن تستمر لسنوات (الجزيرة)، وقد ذكر موقع “أن آر جي” الصهيوني قيام طائرات استطلاع  الكيان الصهيوني بمهاجمة أهداف في قلب شبه جزيرة سيناء بموافقة عسكرية مصرية (الجزيرة)، بينما ذكرت الدبلوماسية الصهيونية السابقة لدى القاهرة “رون فرسمان ليندا” في مقال لها بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن النظام المصري لا يتعامل مع  الكيان الصهيوني كعدو، بل أشارت إلى وجود تعاون أمني وتنسيق استخباري بين تل أبيب والقاهرة بلغ ذروة غير مسبوقة منذ اتفاق السلام عام 1979، حيث وافق الكيان الصهيوني على تجاوز مصر لاتفاق كامب ديفيد في بعض مواده في شبه جزيرة سيناء لتمكين الجيش المصري من التعامل مع التهديد الذي تشكله الجماعات الإسلامية على جنوده (الجزيرة)، ولعل خير دليل على هذا ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت من مشاهد تصويرية لما قالت إنها عملية إحباط تهريب أسلحة من سيناء إلى غزة، ونقلها في نفس السياق عن ضابط  الكيان الصهيوني أن التنسيق مع مصر على أعلى مستوى في هذا الشأن (الجزيرة).

وفي اطار التخوفات الصهيونية من أية هجمات محتملة تنطلق من شبه جزيرة سيناء، أجرت البحرية ال الكيان الصهيوني مناورات واسعة النطاق في البحر الأحمر تحاكي فيه هجوماً من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، في شبه جزيرة سيناء ضد أهداف سياحية صهيونية في خليج إيلات، وشملت المناورات التدرب على إطلاق النار من القطع البحرية المختلفة وإحباط عمليات تسلل من جهة البحر فضلا عن عمليات إنقاذ وإجلاء لجرحى مفترضين (الجزيرة).

 

رابعاً: التطورات الاقتصادية

قالت هيئة الثروة المعدنية إنها ستقوم بطرح مزايدة عالمية للذهب في شهر ديسمبر المقبل، وستضم منطقة في جنوب سيناء وفق مصادر مسئولة بقطاع البترول والثروة المعدنية (اليوم السابع).

أما على صعيد السياحة، فما زالت عودة السياحة الروسية مجرد تصريحات، في الوقت الذي صارت منتجعات جنوب سيناء السياحية تعتمد بشكل رئيسي على السياحة القادمة من  الكيان الصهيوني، حيث استقبل معبر طابا البري 1200 سائح قادمين من منطقة إيلات، في طريقهم لمنتجعات طابا، ونويبع، ودهب، وشرم الشيخ، لقضاء إجازتهم (اليوم السابع).

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close