fbpx
المشهد العسكري

تطورات المشهد العسكري المصري 1 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

أولا: مقدمة:

شهدت المؤسسة العسكرية خلال الفترة محل الرصد (من 23 إلى 29 فبراير 2016) عدة تطورات، يمكن تناولها على النحو التالي:

ثانيا: حدث الأسبوع:

كانت أهم أحداث المشهد العسكري خلال هذا الأسبوع الإعلان عن محاكمة عسكرية جديدة تعد هي الرابعة من نوعها (1)، بعد انقلاب 3 يوليو 2013ـ وكانت لثلاثة من ضباط القوات المسلّحة، بتهمة الانتماء لجماعة “الإخوان المسلمين”، والتخطيط للانقلاب على النظام الجمهوري في البلاد.

وأوضحت المصادر أن الضباط الثلاثة هم: ضابط في القوات البحرية برتبة مقدم، وضابطان بسلاح المشاة أحدهما ضابط احتياط. وأصدرت المحكمة العسكرية الثلاثاء (23/2/2016) حكماً بالمؤبد 25 عاما ضد اثنين منهم، فيما حكمت على الثالث (ضابط الاحتياط) بالسجن خمس سنوات. (العربي الجديد)

دلالات التوقيت:

يمكن الربط بين توقيت هذه الأحكام، وخطاب السيسي الأخير (24 فبراير 2016)، والذي تضمن لغة عصبية تهديدية، فسرها البعض بوجود انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية، وكذلك الربط بين هذه الأحكام وبين التقارير التي تشير بأن هناك حالة غضب شديدة داخل الجيش المصري وخصوصا على خلفية أحداث سيناء وتزايد عدد القتلى من الجيش المصري على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وتعدد زيارات وزير الدفاع المصري ورئيس أركانه محمود حجازي وعقد جلسات مكثفة مع ضباط وصف الضباط وجنود الجيوش والمناطق العسكرية المختلفة للاستماع لرؤيتهم لكيفية مواجهة هذه الأزمة، والتغلب على المشكلات التي تواجههم.

وقد راي بعض المحللون العسكريون ان حالة السخط الشديدة التي تتزايد داخل المؤسسة العسكرية وعلى أثرها تأتي هذه المحاكمات بسبب سياسة السيسي في الاعتماد على القوات المسلحة في كل الأزمات التي تحاصر البلاد، ضمن محاولات تجميل صورة النظام أمام الشعب وترسيخ فكرة أن العسكر هم وحدهم من يملكون العصا السحرية لرفع المعاناة. وانتقد المحللون مطالبات السيسي للجيش بأداء دور الحكومة وأجهزة الدولة المختلفة، مشيرة إلى أن فكرة تحميل القوات المسلحة مسئولية فشل السيسي أمر مقلق على الأمن القومي، في ظل عدم وجود أفق لحل الأزمات، لا سيما الاقتصادية. وهذا يرفع أيضا من حالة السخط المتزايدة بين الضباط تجاه الوضع الحالي.

وأيضا ربما تأتي هذه المحاكمات في ظل ما كشفته مجلة فورين بوليسي عن وجود صدع بين السيسي، ومؤسسة الجيش، ووصفت الحالة داخل المؤسسة العسكرية بحالة عدم ثقة، بل حسد، بين قيادات الجيش البارزة. وأنه بالإضافة إلى التوتر بين السيسي والجيش، فإن هناك انقساما بين القادة أنفسهم، الذين يظهرون حالة لامبالاة للقادة الأكبر منهم في اللقاءات مع المسؤولين الأجانب، وأنه ربما تكون هذه المحاكمات إفرازاً لما يدور بين القيادات والصراع الدائر فيما بينهم وان لكلا منهم رجاله داخل المؤسسة.

كذلك يثار احتمال أن هذه الأحكام وتسريبها للعلن في هذ التوقيت يأتي بهدف تخويف وتهديد لكل من ينتمي للمؤسسة العسكرية من أي محاولة تسب فى هذا الإتجاه أو مجرد تفكير فى محاولة إنقلاب أو مجرد انتقاد لقيادات المؤسسة العسكرية.

ثالثاً: أهم تطورات المشهد:

1ـ اللقاءات والزيارات:

– عاد إلى القاهرة محمود حجازي (رئيس الأركان) بعد زيارة رسمية إلى دولة الكويت، شارك خلالها فى فعاليات مؤتمر رؤساء أركان دول التحالف المنعقد بدولة الكويت(اليوم السابع).

– استقبل محمود حجازي اللواء محمد آدم أحمد قائد الجيش الصومالي والوفد المرافق له الذي زار مصر فى تلك الفترة (الشروق)

– وصل إلى القاهرة “خريستوفوروس فوكايديس” وزير الدفاع القبرصي فى زيارة لمصر تستغرق يومين يلتقي خلالها بعدد من المسئولين المصريين. (اليوم السابع)

صدقي صبحى (وزير الدفاع والإنتاج الحربي) يلتقي خريستوفوروس فوكايدس وزير دفاع جمهورية قبرص والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا، والتوقيع على برنامج التعاون المشترك فى مجال الدفاع.(بوابة الأخبار)

2ـ تدريبات ومناورات:

– شهد محمود حجازي رئيس الأركان إحدى المراحل الرئيسية للمشروع التكتيكي الذى نفذته إحدى الوحدات المدرعة بالمنطقة الشمالية العسكرية بإستخدام مقلدات الرماية، فى إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة(الأهرام)

– واصلت عناصر الجيش المشاركة فى التدريب المشترك “رعد الشمال” في السعودية، الأنشطة والمهام التدريبية المشتركة بالتعاون مع القوات السعودية وقوات درع الجزيرة بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية. (موقع وزارة الدفاع المصرية)

3-بيانات وتصريحات:

-أعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكري نجاح الجيش الثالث الميداني في ضبط كمية كبيرة من المتفجرات تكونت من (عدد (9) جوال من المواد المتفجرة بإجمالي وزن 55 كجم تستخدمها عناصر تنظيم الدولة في تصنيع العبوات الناسفة وعدد 305 طابات دانات أنواع وعدد 3 أسطوانة حديدية تستخدم كعبوات ناسفة وبندقية آلية وأخرى نصف آلية». (المصري اليوم)

– صدق وزير الدفاع صدقي صبحي على الإعلان عن قبول دفعة جديدة من المتطوعين اعتبارا من أول مارس 2016، كما صدق على الإعلان عن قبول دفعة جديدة من خريجي الجامعات بالكلية الحربية دفعة مايو 2016 والتى تشمل الدفعات 109 أطباء و74 مهندسين و62 مختلط والدفعة 104 رئيسات تمريض (الأهرام)

4-التسليح:

– رفعت مصر واردتها من الأسلحة بنسبة 37% خلال الـ 5 أعوام الماضية، في الوقت الذي سجلت واردات الأسلحة العالمية إلى البلدان الواقعة في منطقة الشرق الأوسط صعودًا دراماتيكيًا خلال الفترة ذاتها، مع ارتفاع واردات المملكة العربية السعودية بنسبة 275%خلال الفترة من العام 2011 وحتى 2015، قياسًا بـ الفترة من 2006-2010. هذا ما خلص إليه أحدث التقارير الرسمية الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام المعروف اختصارا بـ “سيبري”. (مصر العربية)

5ـ أحداث وقضايا:

– نشر موقع (والا) الإخباري العبري أن أعدادا كبيرة من المسلحين نجحت خلال الأسابيع القليلة الماضية فى عبور الأنفاق من قطاع غزة إلى سيناء، والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية بهدف محاربة الجيش المصري، وأن الجيش المصري على علم بتنامى تلك الظاهرة، ويحاول إيقافها.(الشروق)

– أكدت وزارة الدفاع البريطانية، أن هناك خطة جديدة لتعزيز الدعم للقوة المتعددة الجنسيات والمراقبين المتواجدة في سيناء لمراقبة تطبيق اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. وذكرت أن ما يقرب من 100 جندي من سلاح المهندسين البريطاني سيصلون في مارس الحالي إلى سيناء لتوفير الدعم الهندسي لبعثة حفظ السلام متعددة الجنسيات. (بوابة الأهرام)

رابعا: خلاصات واستنتاجات:

-الربط بين زيارة رئيس الأركان الأمريكي إلى إسرائيل (الخميس 3 مارس 2016) وزيارته لمصر الأسبوع الماضي، وبين ما يحدث داخل أراضي سيناء والخسائر المتلاحقة التي تنالها قوات الجيش المصري علي يد قوات تنظيم الدولة الإسلامية وأيضا بما ذكره موقع (والا) العبري حول عبور أعدادا كبيرة من المسلحين من قطاع غزة إلى سيناء. وبالتالي وجود تنسيق مشترك بين الأطراف الثلاثة (أمريكا، مصر، الكيان الصهيوني)، وقوات حفظ السلام المتواجدة فى سيناء والتي صرحت الولايات المتحدة أنها من الممكن أن يضاف إلى مهامها مهام أخري نتيجة التدهور الأمني فى سيناء. وأيضا إعلان بريطانيا أن هناك خطة جديدة لتعزيز الدعم للقوة المتعددة الجنسيات والمراقبين المتواجدة في سيناء. وأن ما يقرب من 100 جندي من سلاح المهندسين البريطاني سيصلون في مارس الحالي إلى سيناء.

– شهدت الفترة التي يتناولها التقرير نشاطاً عسكرياً وسياسياً مكثفاً لرئيس الأركان محمود حجازي الذي شارك في إجتماعات رؤساء الأركان فى الكويت، ثم عقد مباحثات بالقاهرة مع رئيس أركان الجيش الصومالي، ثم شهد إحدى المراحل الرئيسة للمشروع التكتيكي للوحدات المدرعة بالمنطقة الشمالية العسكرية، بجانب لقائه بالسفير السعودي بالقاهرة.

———————————————

الهامش

(1) كانت أولى هذه القضايا المتعلقة بإصدار أحكام تراوحت بين المؤبد، و15 و10 أعوام سجن على 26 ضابطاً في القوات المسلحة، إضافة إلى اثنين من قيادات جماعة “الإخوان المسلمين”، هما أمين حزب “الحرية والعدالة” في محافظة الجيزة حلمي الجزار، وعضو مكتب الإرشاد في الجماعة محمد عبد الرحمن المرسي، والثانية لثلاثة من الضباط بتهمة قتل السيسي عن طريق تفجير طائرته أثناء أحدي زيارته الخارجية وقد حكم فيها بالإعدام على المتهمين وقد ذكرت تقارير أن هذه القضية قد يصل المتهمون فيها إلي 80 ضابط برتب مختلفة، والثالثة للعقيد طيار متقاعد هاني شرف القيادي بحزب البديل الحضاري، على خلفية اتهامه بـ”الانضمام إلى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، واحتفاظه بوثائق عسكرية سرية من شأنها الإضرار بمصالح الوطن” وقد حكم علية بالسجن المخفف 6 أشهر.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close