fbpx
ورش ومحاضرات

حمادي الجبالي: المشهد التونسي والتطورات الراهنة

 

استضاف المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، في محاضرة فكرية، عقدت بمقر المعهد، الخميس 26 يناير، الدكتور حمادى الجبالي رئيس وزراء تونس السابق، وذلك للحديث عن تجربة حركة النهضة التونسية في الحكم خلال السنوات الماضية، وأهم تطورات المشهد التونسي في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

والدكتور حمادي الجبالي، هو سياسي ومهندس وصحفي تونسي، ولد عام 1949، وتولى منصب رئيس الوزراء في تونس في ديسمبر 2011 بعد فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي 2011، وانتهت فترة ولايته رئيسًا للوزراء في مارس 2013، بعد أن قدم إستقالته على إثر رفض الأغلبية المتمثلة في حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية مبادرته بتشكيل حكومة تكنوقراط. ثم استقال من منصب الأمين العام لحزب حركة النهضة في مارس 2014، ثم انسحب من الحركة في ديسمبر 2014، وعين عضواً في نادي مدريد لرؤساء الدول والحكومات السابقين.

ومن أهم الأمور التي أكد عليها، في ندوته بالمعهد المصري للدراسات، قال الدكتور حمادي:

1ـ استقلت من الأمانة العامة للنهضة لعدم إتفاقي على منهجية إدارة الحركة، ثم قدمت إستقالتي لعدم إتفاقي مع الخيارات الخارجية، والآن انا مستقل بعد أن قدمت إستقالتي من التنظيم وليس من المشروع، ولا يوجد قدسية للتنظيم فهو وسيلة عمل ليس أكثر.

2ـ علينا أن نتجاوز الشعارات إلى المقاصد التي هي أهم، ونتجاوز الإنحصار في الإستقطاب الأيديولوجي والهوية بين إسلام ولا إسلام، مجتمعاتنا فيها محبة للهوية وللإسلام، ولسنا في حاجة الى فتح جديد فالمجتمع في عمقه عربياً مسلماً وليست المشكلة في الهوية وصراع هوية.

3ـ طبيعة الصراع في المجتمع والإستقطاب الحاصل ليس بين مشروع إسلامي ولا إسلامي، ولكن بين مشروع الحريات والديمقراطية والعدالة وحكم الشعب وحل مشاكل الناس، وبين فريق آخر من الإستبداد والفساد، هذا هو الصراع الحقيقي وليس صراع الهوية الذي استدرجنا فيه بجدارة.

4ـ هناك حالة من الخوف من ضياع المشروع الإسلامي، وعلينا ان نتحلى بالثقة في وعد الله عز وجل والإنتباه الى قانون السببية وقانون المرحلية، وهو التغيير والتحول في النفوس والذي يحتاج الى جهد ووقت طويل.

5ـ النقد الذاتي أو الفكر النقدي يغيب عن الحركات الإسلامية وما نحتاجه الآن هو النصح والكلام المباشر وعدم الدخول في معارك مع التنظيم.

6ـ إذا لم تجد مقعداً للمشاكس في مجلس إدارة أي مؤسسة، فاعلم أن المؤسسة تسير في الطريق الخاطيء.

7ـ قيادات الحركات الإسلامية تتبرم من النقد الذاتي والمصارحة، وهناك نوعان من القيادات، من يكون ويصعد قيادات أخرى، ونوع آخر يفرغ القيادات من حوله.

8ـ دور القائد يتلخص في التخطيط الإستراتيجي والإستشراف والمتابعة والتصعيد القيادي، ولابد للقائد من توقع سيناريوهات الهزيمة والإنسحاب في الوقت المناسب وهذا دور القيادة.

9ـ حركة النهضة تعج بالنخب والقيادات والقدرات ومع ذلك لم تشهد النهضة تطوراً تنظيمياً وسياسياً.

10ـ ليست وظيفة التنظيم هي تكديس الطاقات والإمكانيات وحشد الأعداد، وإنما المعيار في نجاح الحزب أو الحركة أو التنظيم هو قوة تأثيره في المجتمع في كل المجالات وليس بالكم والعدد.

11ـ أين العقل المفكر سؤال لا يغيب عنك في مشروعك. وهل هناك مركز لتقييم تجاربنا العربية الآن؟ سؤال ماذا جرى في بلادنا يحتاج إلى إجابة، والمفارقة أن المراكز البحثية الغربية يعرفون عنا ما لا نعرفه نحن عن أنفسنا.

12ـ نحتاج الى مدرسة ومؤسسة لتكوين القيادات وتدريبها وإثقالها.

13ـ إفتقدنا للإستراتيجية ومن ثم افتقدنا التخطيط وتحديد سلم الأولويات، فهل يمكن ان نحدد سلم أولوياتنا الآن؟

14ـ علينا الإنتباه من الخلط بين الحزب والدولة، وما هي المرجعية التي سوف نحتكم إليها في هذا التوقيت، الحركة ومؤسساتها أم الحكم ومؤسساته؟

15ـ مراكز القوى ومراكز الإدارة والنخب هي التي تهيمن على السلطة وتتسبب في الإستبداد، والسؤال كيف نأخذ السلطة من تلك المراكز والنخب وتوزيعها على الشعب.

16ـ تقاس درجة الديمقراطية في المجتمع بتوزيع السلطة على النسيج المجتمعي، والخطأ الكبير هو التخلي عن مطالب الشعب والسعي لإرضاء النخبة.

17ـ لسنا ناطقين باسم الإسلام ولسنا ظل الله في الأرض، وعلينا أن نحيد المساجد عن الصراعات السياسية، وعلينا ان نقدم للشعب برنامج للحل نوضحه ونلتزم به، وليس شعار الإسلام هو الحل فقط، وتجربة النهضة تحتاج إلى تقييم موضوعي، وليس الترويج التي تقوم به النهضة الآن على نجاح تجربتها الظاهري مقارنة بتجارب أقرانهم في الثورات الأخرى

18ـ مطالب الثورة ما زالت قائمة وأسبابها قائمة وربما أكثر من قبل، ولا يوجد تناقض بين قيم الحرية والعدل وبين الإسلام، فهي قيم أصيلة في الإسلام، ويمكن أن تمثل الأرضية الفكرية التي يمكن أن ننطلق منها وتمثل أرضية مشتركة.

19ـ أي جيش عربي قائم حالياً لن يرضى بوصول إسلاميين للحكم(1).

———————————

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close