fbpx
الحركات الإسلاميةتقارير

شباب الإخوان وفكر المواجهة: الأسباب والمآلات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد

ثَبَّتَتْ ثورةُ يناير إيمانَ شباب الإخوان المسلمين بمنهج “التغيير السلمي” الذي تبنته الجماعة خاصة بعد ما يُطلق عليه التأسيس الثاني في سبعينيات القرن الماضي؛ وإمكانيته في مصر، بالمقارنة بفكرة التيار الجهادي حول حتمية التغيير بالقوة المسلحة، ولم تشهد هذه الفكرة أي هزة حقيقية لدى شباب الإخوان المسلمين إلا مع حملة القمع الغاشمة التي تعرضوا لها بعد الإنقلاب العسكري، خاصة بعد مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وهي المذبحة الأبشع في تاريخ مصر الحديث، وفشل الإخوان في تطوير إستراتيجية فاعلة للتعامل مع الإنقلاب العسكري.

بالتأكيد لم يكن الحديث عن استخدام العنف بدرجاته المختلفة بعيداً عن دوائر الجماعة والدوائر القريبة منها كوسيلة للدفاع عن النفس ضد الهجمات العنيفة التي شهدتها مقرات الجماعة وحزب الحرية والعدالة؛ الذراع السياسي للإخوان المسلمين؛ في ظل اتهام الجماعة للشرطة بالتواطؤ وغض الطرف عن هذه الممارسات، لكن التزم المجموع الأكبر من الإخوان بتوجيهات ضبط النفس من القيادات العليا للجماعة.

في المحصلة النهائية يصعب أن نلاحظ قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة ما يمكن أن نطلق عليه هزة عنيفة أصابت شباب الإخوان المسلمين في إيمانهم بمنهج المقاومة السلمية، خاصة مع وجود أمل في قدرة الحشد الجماهيري على كسر الإنقلاب.

 

أولاً: بداية البزوغ

في أواخر عام 2013 وخاصة بعد فشل الحشد الجماهيري في تغيير الأوضاع على الأرض والعنف الشديد من النظام في مواجهة المظاهرات السلمية، بدأت مجموعات من شباب الإخوان ومؤيديهم؛ كمجموعات “أولتراس المظاهرات” وغيرها؛ في التفكير في استخدام وسائل نوعية، تحت مسمى “السلمية المبدعة”، للرد على عنف الشرطة المفرط في تفريق المظاهرات، وتطورت هذه المجموعات لما بات يعرف باللجان النوعية ( 1) والتي عملت على استهداف سيارات الشرطة والبنى التحتية كمحطات الكهرباء  ومقرات الشرطة والمحاكم بقنابل صوتية أو قنابل بدائية يدوية الصنع مع بداية عام 2014 تحت مسمى “كل ما دون الأرواح فهو سلمية” (2 ) .

في أثناء هذه الفترة ظهرت أيضا أصوات تدعو للانتقام، ممن ثبت تورطهم في الدماء من الشرطة والبلطجية، كصفحة “إعدام” على الفيسبوك التي ادعت أنها تمثل حركة فاعلة على الأرض تتكون من المئات في أوائل عام 2014 (3 ) .

واتسمت هذه الموجة الأولى بتطورها السريع غير المحسوب في أحيان كثيرة، وفوضويتها، وعدم الاهتمام الكبير بتأمين الأفراد، وسرية التنظيمات مما مكن أجهزة الأمن من احتواء هذه الموجة، ولكن سرعان ما ظهرت موجة ثانية أكثر عنفاً اتسمت بالمزيد من التنظيم والسرية.

وفي نهاية عام 2013 وبدايات عام 2014 استطاعت بعض القيادات العليا في جماعة الإخوان المسلمين وَصْلَ مفاصل الجماعة مرة أخرى والعمل على وضع رؤية مركزية لكسر الإنقلاب العسكري، وهو الوقت نفسه الذي شهد انحسار المظاهرات واتساع غضب شباب الإخوان المسلمين ومؤيديهم على منهج المقاومة السلمية، وهو ما أدى إلى تبني إستراتيجية أكثر تجاوبا مع طموحات الشباب الغاضب (4 ) ، وظهرت في أواخر العام 2014 وأوائل العام 2015 حركات مسلحة  كان من الواضح أنها تتكون في الغالب من شباب كان له علاقة تنظيمية وثيقة بالأخوان، كـ “المقاومة الشعبية” و”العقاب الثوري”، وبغض النظر عن علاقة هذه الحركات المسلحة تنظيميا بجماعة الإخوان المسلمين من عدمه؛ وهذه النقطة ليست محل حديثنا في هذه الورقة؛ إلا أنه كان من الواضح تماما تعاطي قطاع كبير من الجماعة إيجابيا مع هذه الحركات، خاصة القاعدة الشبابية للجماعة.

في منتصف عام 2015 ظهرت الأزمة الداخلية للإخوان بين “القيادة التاريخية” و”القيادة الجديدة” للجماعة، ومما أثير في تلك الأزمة تبني الجماعة خلال الفترة التي تصدرت فيها القيادة “الجديدة” العمل داخل الجماعة لمسار المسلح في مواجهة النظام (5 ) ، وهو ما أثار التساؤل حول مستقبل هذه الحركات المسلحة خاصة مع سيطرة القيادات التاريخية على الدعم المالي.

 

ثانياً: الهجرة إلى الأفكار الجهادية

لم تكن هجرة شباب الإخوان المسلمين إلى تبني أفكار المواجهة المسلحة مقتصرا على الشق “الثوري” (6 ) فحسب، ولكنه شمل أيضا تحول شرائح من شباب الإخوان إلى تبني الفكر الجهادي التقليدي الذي يمثله تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، بل وانخرطت مجموعات من شباب الإخوان تقدر بالآلاف في كلا التنظيمين سواءا في سوريا أو في غيرها (7 ) .

 

1: الأسباب:

يُمكن أن نرجع هذا التحول المهم الذي أصاب شرائح كبيرة من شباب جماعة الإخوان المسلمين لسببين رئيسيين: قمع الدولة الرهيب ضد الجماعة، وفشل قيادات الجماعة التاريخية في تطوير خطاب وإستراتيجية فاعلة ضد الإنقلاب. لكن عاملاً ثالثاً في غاية الأهمية يبدو حاضراً بقوة، وهو: السيولة الفكرية داخل الجماعة، فلا يمكن لأعضاء الجماعة من خلال رصد تاريخ الجماعة وأدبياتها حسم الجدل حول المسار الذي تتبناه الجماعة للتغير، هل هو مسار إصلاحي تدريجي يتجنب الصدام الصفري مع الحكومات؟ أم هو مسار إصلاحي يمكنه تبني مسار “المفاصلة الصفرية” في بعض الأوقات؟ ومثل هذا العامل مرتكز مهم في تحول شباب الإخوان لتبني أفكار المواجهة المسلحة مع الدولة من داخل بنية الجماعة واعتباره المنهج الأصيل للإخوان واعتبار القيادات والأعضاء الذين يرفضون هذا المسار خارجين عن المنهج الأصيل للجماعة.

 

2: ظروف التحول نحو فكر المواجهة

ارتكزت الموجة الأولى “العمل النوعي” على توجه عام تُبَيِّنُه بوضوح مقولتا “السلمية المبدعة” و”كل ما دون الأرواح فهو سلمية”، وكما ذكرنا سابقا اتسمت هذه الفترة بالفوضوية إلى حد كبير مما مَكَّنَ  الدولة من احتوائها. في خلال هذه الفترة لا نستطيع رصد فروقات كبيرة بين شباب الإخوان المسلمين؛ الأغلبية الكاسحة كانت غاضبة منخرطة في المظاهرات على الأرض وغاضبة على قيادات الإخوان، ولكن انهيار الهيكل الإداري للجماعة أدى للامركزية كبيرة في إدارة الجماعة مما مكن الشباب من أداء دور أكبر على الأرض كان لا يمكن تخيله في ظل أوضاع الجماعة الطبيعية، وهو ما أدى إلى تبني الغالبية من شباب الإخوان طرح إمكانية إصلاح التنظيم من الداخل وفقا لرؤاهم وتصوراتهم، بصيغة أخرى عملت المظاهرات على الأرض وانهيار الهيكل الإداري كعاملين رئيسيين في احتواء شباب الإخوان الغاضب تحت استراتيجية تتجنب الصدام المسلح الصريح.

فشلت الموجة الأولى، وصحب فشلها ثلاثةُ عوامل مؤثرة: تراجع حدة المظاهرات، وازدياد كبير في الملاحقات الأمنية، والتقدم الكبير الذي حققه تنظيم الدولة في العراق. هنا وُلِدت “اللحظة المفصلية” في ظهور فروقات واختلافات داخل شباب الإخوان المسلمين، فبدأ يظهر شباب مؤيد لتنظيم الدولة وخطابه، وتبنى جزء آخر من الشباب ضرورة  العمل المسلح ضد النظام تحت راية الإخوان أو قريبا منها.

مع تبني القيادة “الجديدة” لإستراتيجية أكثر تجاوبا مع غضب شباب الجماعة ضد المسار السلمي المتبع في مواجهة الإنقلاب، بدأت تظهر في الأفق حركات مسلحة تحمل خطاب قريب من خطاب الإخوان وهو ما قابله شباب الجماعة بتأييد كبير.

بعد ظهور أزمة القيادة في جماعة الإخوان للعلن في منتصف 2015، انطلاقا من اختلافات حول الإدارة والرؤية، بدأ انقسام الجماعة إلى فريقين: المنتسبين للقيادة “التاريخية” يرون عدم تأهل مصر للمقاومة المسلحة وأن هذا المسار يتعارض مع منهج الإخوان المسلمين، بينما  المنتسبون للقيادة “الجديدة” يرون وجوب الإعداد للمواجهة المسلحة وفقا لما اعتبروه المنهج الأصيل للجماعة التي حادت عنه بعد تأسيسها الثاني حسب رأيهم. ثم كان ظهور هذه الأزمة للعلن لحظة مفصلية ثانية نتج عنها فروقات واختلافات أخرى بين شباب الإخوان المسلمين بين مؤيد لرؤية القيادة الجديدة ومؤيد لرؤية القيادة التاريخية.

ومع تطور الأزمة وسيطرة القيادة التاريخية على الجزء الأكبر من جسد الجماعة وتمويلها، دخلت موجة المواجهة المسلحة وتنظيماتها القريبة من الإخوان في تحدٍ كبير، يمكن رصده من خلال اختفاء حركتي “المقاومة الشعبية” و”العقاب الثوري” لأشهر قبل تدشين تنظيمي “حسم” و”لواء الثورة”، مما مَثَّل نقطة مفصلية أخرى في انقسام شباب الإخوان المؤمن بفكر المقاومة، إلى مؤمن بإمكانية العمل المسلح تحت مظلة الإخوان تحت قيادة ما تسمى “القيادة الثورية” للإخوان أو قريبا منها، وآخرين غير مؤمنين بهذه الإمكانية.

بالطبع لا يمكننا حصر ظهور القسم الأخير من الشباب غير المؤمن بإمكانية العمل المسلح تحت شعارات الإخوان وأدبياتهم على هذه الفترة فقط، بل يمتد ظهورهم إلى قبل ذلك خاصة بعد انكسار موجة “العمل النوعي”، ولكنها انحسرت نوعا ما مع ظهور الموجة الثانية ثم انفجرت مرة أخرى مع التحدي الذي واجهها، سواءا تحدي الأزمة الداخلية للإخوان أو تحدي الضربات الأمنية.

 

3: التنظيمات المقصودة للشباب المهاجر إلى المواجهة

من خلال رصد العمل العنيف خلال السنوات الأربع الماضية يمكننا رصد ثلاث تيارات أساسية جذبت شباب الإخوان المؤمن بضرورة المواجهة العنيفة:

(أ) تنظيم الدولة الإسلامية: ظهر بقوة على السطح بعد نجاحاته الميدانية الواسعة في العراق وسوريا، وولاية سيناء هي الفرع المصري للتنظيم.

(ب) تنظيم القاعدة: وهو تنظيم تاريخي كما هو معروف، ولكن بعد احتلال أفغانستان ومقتل زعيمه أسامه بن لادن يذهب العديد من الباحثين إلى عدم وجود التنظيم بشكل حقيقي وصلب، ولكن يتمثل وجوده عبر فروع ترتبط بالتنظيم بروابط فكرية وروحية بالأساس، وهي وجهة النظر التي تتبناها هذه الورقة، مما يعني أننا عندما نتحدث عن تنظيم القاعدة نتحدث عنه باعتباره رابطة روحية وفكرية أكثر منه رابطة تنظيمية صلبة. وقد ظهر على السطح بعد الإنقلاب العسكري تنظيمان أعلنا بيعتهما لتنظيم القاعدة صراحة أو ضمنيا كـ “أجناد مصر” (8 ) و”المرابطين” (9 ) . وتنظيما الدولة والقاعدة تنظيمان عابران للحدود ولهما أجندة جهادية سلفية واضحة.

(ج) تنظيمات العمل النوعي المسلح: مثل “المقاومة الشعبية” و”العقاب الثوري” سابقا ثم “حسم” و”لواء الثورة” حاليا، وتعتبر هذه التنظيمات تطورا للجان العمل النوعي التي شهدتها موجة المواجهة العنيفة الأولى، وبغض النظر عن كون هذه التنظيمات تنظيما واحدا من عدمه إلا إنه من الواضح تماما أنها تنظيمات متقاربة للغاية لدرجة أنه لا يمكن الإلتفات إلى فوارق حقيقية بينها، وهي تنظيمات تقدم نفسها كامتداد لثورة يناير ومُدافِعَة عنها، ولا تقدم نفسها كتنظيمات عقدية بشكل جذري أو عابرة للحدود  ويرتكز خطابها على مواجهة النظام في مصر وهو ما يبينه المتحدث بإسم لواء الثورة في حوار له على إحدى الصفحات الداعمة لهذه التنظيمات (10 ) ، والجسم الأكبر والمهيمن على هذه التظيمات هو شباب اتصل تنظيميا بالإخوان المسلمين.

 

ثالثاً: أنواع وأقسام التحول إلى المواجهة

وفقا لما سبق نستطيع تقسيم شباب الإخوان المسلمين المتحول لفكر المواجهة العنيفة للشرائح الآتية (11 ) :

1. المؤمنون بتنظيمات العمل النوعي المسلح: وهي شريحة ترى إمكانية العمل تحت مظلة الإخوان المسلمين، أو التعاون معها، أو العمل تحت شعاراتها واستراتيجياتها الكبيرة، وإن اختلفت بشدة مع بعض التوجهات والسياسات والقيادات؛ لكن في المحصلة النهائية ترتبط هذه الفئة بروابط، نفسية على الأقل، مع جماعة الإخوان المسلمين، وترى أن الفكر الجهادي متجذر في أفكار الإخوان المسلمين، ويستشهدون بوجود النظام الخاص في عصر الإمام البنا وكتابات الأستاذ سيد قطب، ويرون أن التراجع عن هذا الفكر يمثل تراجع عن المنهج الأصيل للجماعة. باختصار تقدم هذه الفئة نفسها كممثلة للفكر الأصيل للإخوان المسلمين الذي تم التراجع عنه خاصة بعد التأسيس الثاني.

2. المؤمنون بتنظيم الدولة الإسلامية: وهي شريحة تتكون، في الغالب، من شباب صغير محب للإخوان المسلمين التحق بهم قبل أو بعد الثورة أو قبل الانقلاب، ولم يتشبع فكريا وروحيا بأفكار وروابط الإخوان؛ وهذه الفئة سرعان ما أظهرت غضبا متزايدا على سياسات الإخوان وأفكارها، وانفتحت على الخطاب الفكري والإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية، خاصة مع شرعية الإنجاز الضخمة التي قدمها التنظيم في العراق وسوريا.

3. المؤمنون بتنظيم القاعدة: وهي شريحة ترى عدم إمكانية العمل تحت شعارات الإخوان وقضيتها وفي ذات الوقت تعارض تماما تنظيم الدولة لغلوه الشديد، وظهرت هذا الشريحة بقوة في الآونة الأخيرة بعد تراجع زخم تنظيمات العمل النوعي المسلح إثر الأزمة الداخلية للإخوان والضربات الأمنية المتلاحقة، وقد انفتحت هذه الفئة على تنظيرات السلفية الجهادية، خاصة تنظيرات أبو مصعب السوري، مما أنشأ لديها تحفظات على خطاب تنظيمات العمل النوعي المسلح لعدم ارتكازه على العقيدة كمنطلق رئيسي حسب وجهة نظرهم.

4. المترددون: وهي فئة غير مؤيدة نظريا أو منتمية عمليا لأي من الفصائل أو التيارات الفاعلة على الساحة المصرية أو الإقليمية وما زلت مترددة وتبحث وتتقلب آراؤهم وأمزجتهم وفقا لعوامل مركبة ومتداخلة وبصورة شديدة التباين في بعض الأحيان، من إيمان بضرورة العمل المسلح إلى القبول بطرح تسوية مع النظام تمكن المعتقلين من الخروج من السجون. وتتميز غالبية هذه الفئة بوجه عام برفض تنظيم الدولة لغلوه وتشدده حسب وجهة نظرهم وخاصة بعد الهزائم الميدانية الواسعة التي مني بها التنظيم، وفي نفس الوقت منفتحة على أدبيات القاعدة وأدبيات الإخوان الجهادية.

 

رابعاً: التمييز بين تنظيمات العمل النوعي والتنظيمات الجهادية

يمكننا بسهولة التفرقة بين شباب الإخوان المؤمن بضرورة المواجهة المسلحة باختلاف تقسيماته وشباب الجماعة المتحول لفكر تنظيم الدولة من خلال الخطاب والأفكار التي يتبناها كلا الفريقين، ولكن من الصعب للغاية تمييز الشباب المؤمن بضرورة المواجهة المسلحة سواءً المؤمنين بتظيمات العمل النوعي المسلح وأولئك المؤمنون بتنظيم القاعدة نظراً لانفتاح كل منها على تنظيرات السلفية الجهادية وأدبيات الإخوان الجهادية ورفضهم لمنهج الغلو الذي يتبناه تنظيم الدولة، ولذلك وضعنا عدة معايير لتسهيل التمييز بين هذين الفئتين (12 ) :

المعيار الأول: مظلومية الإخوان: ينطلق الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح من مظلومية الإخوان في مصر كمنطلق رئيسي في تبني توجهها العنيف في مواجهة النظام، ويظهر ذلك جليا في خطاب تلك التنظيمات ( 13) ، في مقابل الشباب المنحاز لتنظيم القاعدة الذي يعتبر هذه المظلومية دافعا لهم للهجوم على الإخوان وتبيين عوار منهجهم.

المعيار الثاني: التفاعل مع القضايا الوطنية: وهو معيار مهم في التفريق بين الفئتين، فبينما لا تجد شريحة الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح حرجا في تبني القضايا الوطنية (14 ) واعتبار نفسها إمتدادا لثورة يناير كما يتضح من مسميات ومواعيد الإعلان عن انطلاق هذه التنظيمات وخطابها ( 15) ، وكذلك لا تهتم كثيرا بقضية تكفير أشخاص بعينهم داخل النظام (16 ) ؛ نجد الشباب المؤمن بتنظيم القاعدة يؤمن بمركزية القضية العقدية وتكفير النظام ورموزه، ويؤمن بضرورة تبني خطاب عقائدي واضح ومباشر بغض النظر عن نظرة الجماهير لخطابه.

المعيار الثالث: الموقف من الديموقراطية: تتبنى شريحة الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح خطابا معتدلا تجاه الديموقراطية، فبالرغم من عدم تبنيها للديموقراطية في خطابها، إلا أنها لا تعتبرها كفرا وتعتبرها منتجا بشريا يحتاج للتقويم (17 ) ، ويظهر هذا أيضا من اعتبار ما حدث من إنقلاب عسكري في مصر على د. محمد مرسي انقلابا على رئيس انعقدت له بيعة شرعية وهو رئيس جاء عبر صناديق الإقتراع (18 ) ، على عكس الشباب المؤمن بتنظيم القاعدة الذي يرى الديموقراطية كفرا.

المعيار الرابع: الموقف من تجربة حماس: يرى الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح  تجربة صعود حماس كمثل أعلى يجب الإحتذاء به وتعتبر أدبيات حماس من المرتكزات الأساسية عند هذه الشريحة (19 ) ، بينما يرى الشباب المؤمن بتنظيم القاعدة تجربة حماس كدليل على الإنحراف الإخواني، أو في أحسن الأحوال تجربة عليها الكثير من المآخذ.

المعيار الخامس: الموقف من استهداف المدنيين الغربيين: لا ترى شريحة الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح في المدنيين الغربيين محل استهداف بتاتا (20 ) ، بينما لا ترى شريحة الشباب المنحاز للقاعدة إشكالية في استهدافهم لجني الأموال مثلا، وإن كان من تحاورنا معهم يرفضون قتلهم عكس توجه القاعدة الشرعي (21 ) .

المعيار السادس: الموقف من الأقلية المسيحية: تتبنى الشريحتان خطابا معاديا تماما للقيادات الكنسية التي ساندت بقوة الإنقلاب والمجازر التي حدثت في مصر، ولكن يقف الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح موقفا رافضا لاستهداف المدنيين المسيحيين باعتباره محرم شرعا (22 ) ، على عكس الشريحة المنحازة للقاعدة التي لا ترى حرجا شرعيا في استهدافهم وإن كانت اختلفت أراء الشباب الذين حاورناهم حول الأهمية الإستراتيجية في استهدافهم حاليا ( 23) .

 

خامساً: مستقبل الهجرة إلى أفكار المواجهة:

نركز في رسم السيناريوهات المحتملة لتطور فكر المواجهة المسلحة لدى جزء مهم من شباب الإخوان المسلمين على المشهد المصري بالأساس، ونقسم كل شريحة من الشرائح التي سبق ذكرها إلى: المؤيدون نظرياً (وهم من يحجمون عن المشاركة الفعلية سواءا بسبب الخوف، أو عدم الإقتناع الكامل بأداء وقوة التنظيمات العاملة على الأرض، أو حتى صعوبة الوصول لأي منها، أو عدم اقتناعه بجاهزية الوضع في مصر للعمل المسلح حاليا) والمنتمون عملياً (وهم من اندرجوا فعليا في تنظيمات تمارس المواجهة).

 

الأولى: شريحة الشباب المؤمن بتنظيمات العمل النوعي المسلح:

وهى الجزء الأكبر من  شباب الإخوان المتحول لفكر المواجهة المسلحة، وتنقسم هذه الشريحة لقسمين:

1. الشباب المؤيد نظريا: تعتبر أقرب التيارات المرشحة نظريا لجذب هذه الشريحة هي تنظيمات العمل النوعي المسلح إذا ما استطاعت تجاوز أزماتها الكبيرة المتمثلة أساسا في التمويل والتدريب والملاحقات الأمنية، واستطاعت في ذات الوقت تطوير خطاب أيدولوجي واضح يستطيع جذب هذه الشريحة الأهم على الإطلاق بالنسبة لتلك التنظيمات، وطورت من نفسها حتى تصبح تنظيمات قوية ومؤثرة لها شرعية إنجاز معتبرة، وترجع أفضلية هذا التيار في جذب هذه الشريحة لعامل انكشاف هذه الشريحة أمام هذا التيار، فقد جمعها في وقت من الأوقات تنظيم الإخوان المسلمين، فتعتبر عملية تجنيد الشباب من هذه الشريحة مهمة أسهل بالمقارنة بباقي التيارات؛ ويرجع العامل الثاني لتبني هذه الشريحة خطاب يتبنى أفكار وخطاب هذه التنظيمات بالفعل.

في حال فشل تنظيمات العمل النوعي المسلح في تطوير نفسها بشكل جاذب لهذه الشريحة، واختفت تحت وقع الضربات الأمنية وهو أمر وارد، فسيكون أمام هذه الشريحة إحدى خيارين:

الأول: الإنحياز لتنظيمات السلفية الجهادية ويأتي في المرتبة الأولى التيارات المتصلة بتنظيم القاعدة باعتبارها تقدم خطاب سلفي جهادي أقل غلوا من طرح تنظيم الدولة يستطيع جذب هذه الشريحة، ولكن تظل المعضلة الأهم أمام التيارات المتصلة بالقاعدة هو تطوير عملها في مصر بشكل يسمح لها بالتواجد الحقيقي والمؤثر على الأرض، بعد الضربة التي وجهت للتنظيم بمبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك الضربات الأمنية المتلاحقة للتيارات القريبة أو المتصلة به كأجناد مصر والمرابطين.

وتأتي في المرتبة الأخيرة المرشحة لجذب هذه الشريحة ولاية سيناء، خاصة مع تراجع شرعية الإنجاز للتنظيم في معقله الرئيسي في العراق وسوريا، ولكن بالرغم من ذلك يمكن أن يصبح التنظيم الخيار الأوحد لدى هذه الشريحة في حال فشل التياران المنافسان له في التواجد القوي على الأرض.

الثاني: التراجع عن فكرة ضرورة العمل المسلح، ولو مؤقتا، خاصة تحت الضغط الأمني، وسياسة التوسع في التصفية الجسدية، وعدم ظهور بوادر ضعف على النظام؛ أو توصل القيادات “التاريخية” لحل مرضي مع النظام وهو ما يعد أمرا مستبعدا في الوقت المنظور.

ومن المرجح وفقا للمعطيات الحالية أن يبقى الجزء الأكبر من هذه الشريحة على حاله في دائرة التأييد النظري على الأقل في المدى القريب .

2. المنتمون عمليا: انخرطت أغلب تلك الشريحة في الموجة الأولى من العمل النوعي “نصف المسلح”، وتواجه هذه التنظيمات، وبالتالي تلك الشريحة، تحديات كبيرة تتمثل في تطوير خطاب أيدولوجي وتصور إستراتيجي واضح، وقدرة تنظيمية فاعلة وعصية على الاختراق، بالإضافة إلى أزمة التمويل والتدريب في ظل ملاحقة أمنية شرسة وانقسام القاعدة الإخوانية حول مسار المواجهة المسلحة بعد الأزمة التنظيمية الطاحنة التي شهدها التظيم.

تتكون هذه الشريحة في الغالب من المطاردين والمطلوبين أمنيا بشدة، مما يجعل خيار الرجوع عن المسار الذي سلكته صعبا للغاية، وهو ما يجعل أمام تلك الشريحة ثلاثة خيارات أساسية:

1. تطوير العمل المسلح ضد النظام تحت مظلة تنظيمات العمل النوعي المسلح: ويواجه هذا الخيار التحديات والمصاعب التي ذكرناها سابقا.

2. الاندماج مع تنظيمات السلفية الجهادية داخل مصر: في هذه الحالة سيكون التنظيم الأقرب لهذه الشريحة هو تنظيم القاعدة، باعتباره الحالة الأقل غلوا من تنظيم الدولة الإسلامية؛ ولكن على أرض الواقع فشل تنظيم القاعدة في التواجد المؤثر على الأرض، ولكن ليس من المستبعد أن يظهر التنظيم بشكل فاعل مرة أخرى، وسيعتبر وقتها؛ في حال قدم خطابا يستطيع به جذب هذه الشريحة إليه، رقما مهما للغاية في المشهد المصري.

3. الخروج خارج مصر سواءا بغرض الإنخراط في حالات “جهادية” أخرى أو بغرض الهروب فقط: ويواجه هذا الخيار إشكاليتين أساسيتين؛ الأولى: وهي نفسية بالأساس، حيث يصعب على هذه الشريحة ترك  ميدان العمل في مصر، وهو ما يعتبرونه في أحيان كثيرة خيانة لدماء الشهداء ومعاناة المعتقلين. والثانية: ضبابية المشهد الإقليمي مع تراجع الثورة السورية بشدة أمام النظام السوري، ووجود رغبة إقليميمة وعالمية في تحجيم ظاهرة “الجهاد” العابرة للحدود، مما يجعل خيار السفر بغرض الإنخراط في إحدى التجارب الجهادية صعبا.

تعتبر الخيارات الثلاثة واردة وممكنة، ونستطيع رصدها جميعا خلال الأعوام السابقة؛ فمثلا تحدثت إحدى الصفحات المؤيدة للقيادة الجديدة أثناء اشتعال الأزمة مع القيادة التاريخية عن سبع مجموعات من تنظيمات العمل النوعي المسلح بايعت تنظيم الدولة في مصر (24 ) ، وخرجت مجموعة بالفعل خارج مصر، وأكمل الباقي طريق العمل المسلح تحت مظلة تنظيمات العمل النوعي المسلح.

لا نستطيع ترجيح خيار عن آخر بشكل حاسم نظرا لضبابية المشهد الحالي إقليميا وداخليا، ولكن نظرا للمعطيات الحالية يعد الخيار الأول هو الأرجح  للعدد الأكبر من هذه الشريحة على الأقل في المدى القريب، ولكنه يعد الخيار الأصعب في ذات الوقت.

 

الثانية: المؤمنون بفكر تنظيم الدولة

ظهرت هذه الشريحة بقوة مع صعود التظيم في العراق وتمدده بعد حالة الإحباط الشديدة التي تلت مجزرتي رابعة والنهضة وفشل الإخوان في تطوير إستراتيجية مواجهة فاعلة، وكذلك حالة التسطيح التي بدت واضحة في التعامل مع ظهور التظيم داخل المحاضن التربوية للإخوان، ثم بدأت هذه المجموعة تشهد تزايدا أقل، بالمقارنة ببداية ظهورها، خاصة مع دخولها في مواجهة مع الفصائل الجهادية الأخرى في سوريا وتصنيفها من الأغلبية كتيار يغلب عليه الغلو والتشدد، وفي النهاية تشهد هذه المجموعة حاليا ثباتا أو حتى انحسارا بسبب تراجعها الكبير في محاضنها الأساسية في سوريا والعراق، وتنقسم هذه الشريحة إلى قسمين:

1. المؤيدون نظريا: تعتبر هذه الشريحة تربة خصبة للتجنيد لصالح تنظيم الدولة، خاصة مع فشل أجهزة الأمن المصرية في هزيمة التنظيم في سيناء، ومع إمكانية تركيز التنظيم جهوده في مصر بعد تراجعه الكبير في  مناطق نفوذه الأساسية، واحتمالية رجوع عدد من الشباب الذي انتمى للتنظيم في هذه المناطق إلى مصر، ومن المستبعد أن تمثل هذه الشريحة شريحة تجنيد ممكنة لتنظيمات العمل النوعي المسلح أو القاعدة.

2. المنتمون عمليا: انتمت هذه الشريحة بالفعل لتنظيم الدولة في سوريا أو العراق أو مصر، وتقدر هذه المجموعة ببضعة آلاف حسب بعض التقديرات (25 ) .

وبما إن التحدي الأهم أمام التنظيم حاليا هو إيجاد إستراتيجة جديدة للتعامل مع الهزائم التي مني بها، وفشل إستراتيجته “باقية وتتمدد”، ما يجعل مصر إحدى المناطق المرشحة لتركيز التنظيم جهوده بها في المستقبل، وبالطبع ستكون مجموعة الشباب المتحولة للتنظيم عمليا مرتكزا هاما للتنظيم سواءا في التجنيد أو العمليات في سيناء وخارجها.

 

الثالثة: المتحولون لفكر تنظيم القاعدة

1. المؤيدون نظريا: وهي مجموعة أصبحت متبنية لفكر تنظيم القاعدة، وتراه وسطا بين غلو تنظيم الدولة وتهاون الإخوان حسب  وجهة نظرهم، وهذه المجموعة تعد بالتأكيد تربة خصبة لدعايا التنظيم لتجنيدها في محاولاته للرجوع للعمل في مصر، وتعتبر هذه الفئة في الوقت نفسه جمهورا محتملا لتنظيمات العمل النوعي المسلح في حال فشل تنظيم القاعدة في التواجد في مصر، وطورت هذه التظيمات خطابا عقائديا أكثر راديكالية، بجانب شرعية إنجاز على الأرض. ومن المستبعد توجه هذه الشريحة لتأييد فروع تنظيم الدولة في مصر بعد ما حدث من خلافات كبيرة بين التنظيمين وصلت للتكفير والإقتتال.

2. المنتمون عمليا: وهي مجموعة من الشباب تحولت فعليا للعمل مع فروع تنظيم القاعدة في سوريا أو ليبيا أو مصر، وتقدر بالمئات ( 26) ، وتعد هذه المجموعة مرتكزا هاما بالتأكيد في محاولات التنظيم للتواجد في مصر مرة أخرى سواءا من خلال التجنيد أو العمليات.

 

الرابعة: المترددون

وهي الشريحة التي لم تحسم رأيها نهائيا بعد في ضرورة العمل المسلح ضد النظام، والإنحياز لإحدى التيارات العاملة على الأرض، وإن كان الملاحظ في غالبية هذه الشريحة رفضها لتنظيم الدولة وانفتاحها على تنظيرات السلفية الجهادية وأدبيات الإخوان الجهادية، والجزء الأكبر من هذه الشريحة هو الجزء الآمن من مطاردات النظام. وفق المعطيات الحالية فإنه من المرجح انخراط هذه الشريحة أكثر في حياتها  اليومية والمتابعة من بعيد انتظارا لتحولات مهمة في المشهد.

 

خاتمة

تُرجح هذه الورقة استمرار العمل المسلح  في مصر لإستمرار أسبابه، وخاصة بعد التطورات الإقليمية الأخيرة في العراق وسوريا وليبيا، مما سيجعل مصر إحدى المناطق المرشحة للعمل المسلح مستقبلا.

وقد ركزت هذه الورقة على المشهد المصري من زاوية شباب الإخوان المسلمين المتحول لتبني فكر المواجهة المسلحة، وجادلت بأن ظاهرة شباب الإخوان المتحول لفكر تنظيم الدولة إلى أفول، ورصدت المساحة المتزايدة التي يحتلها تنظيم القاعدة حاليا في عقول هذا الشباب،  ومن ثم رشحت تنظيم القاعدة  لأخذ دور أكبر في انجذاب شباب الإخوان  إليه مستقبلا، مما يطرح فرصة للتنظيم؛ الرابطة الفكرية والروحية وليس ضروريا التنظيمية الصلبة؛ للتواجد في مصر مرة أخرى وربما بشكل أقوى.

وتجادل هذه الورقة في أن تنظيمات العمل النوعي تواجه تحديا ضخما في التواجد وتطوير أدائها في ظل أزمة تمويل خانقة وملاحقة أمنية شرسة، ولكنه من المستبعد على المدى القريب على الأقل اختفاء تلك التنظيمات تماماً (27 )

—————–

الهامش

(1 )  بمعنى أنها كانت تمتلك تسليحا خفيفا للغاية يستخدم في أضيق نطاق مما يصعب معه وصفها بالمسلحة.

(2 )  مختار عوض ومصطفى هاشم، تصاعد التمرد الإسلامي في مصر، مركز كارنيجي، 21 أكتوبر 2015.

( 3) مصطفى هاشم وأحمد عويس، «مولوتوف» «إعـدام» «ولـع» «أجناد مصر».. أبرز حركات «العنف» الجديد، صحيفة الشروق المصرية، 8 إبريل 2014.

(4 ) عمار شرف، أزمة القيادة داخل الإخوان المسلمين: وجهات نظر متباينة وثقة مفقودة، إضاءات، 27 سبتمبر 2015. نقلا عن رسالة للدكتور محمد كمال بعثها للصف حصل عليها الكاتب من مصادر خاصة.

( 5) نفس المصدر.

(6 )  اخترنا مصطلح “الثوري” لأن من يتبنى هذا المسار يقدم نفسه كإمتداد لثورة يناير ومدافع عنها كما سنبين لاحقا، وللتفريق بين هذا المسار والمسار الجهادي التقليدي.

(7 )  أسامة الصياد ومحمود العناني، في الطريق من رابعة إلى سوريا: كيف يذهب شباب الإخوان إلى “الجهاد”، إضاءات، 1 سبتمبر 2016.

( 8)  تم نشر تسجيل صوتي للتظيم يبايع فيه تنظيم القاعدة وتم حذفه بعد نشره بدقائق. انظر: تصاعد التمرد الإسلامي في مصر، مصدر سابق.

(9 )  ظهر فيديو على اليوتيوب للضابط المفصول من الجيش المصري هشام عشماوي يعلن فيه عن تدشين تنظيم جديد يحمل اسم المرابطين وبدأه بكلمة لأيمن الظواهري مما اعتبر بيعة ضمنية لتنظيم القاعدة. انظر: من هو هشام عشماوي أمير المرابطين في مصر، نون بوست، 23 يوليو 2015.

( 10)  انظر: حوار صلاح الدين يوسف المتحدث باسم “لواء الثورة”، صفحة “مصريون مع المقاومة” على فيسبوك، 28 أغسطس 2017م.

(11 )  نعتمد في هذا التقسيم على مشاهدات ومتابعة متراكمة خلال السنوات الفائتة لشباب الإخوان المسلمين، وعبر الإحتكاك والتواصل المباشر والمتابعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

( 12) اعتمدنا في رصد أراء الشريحة المنحازة لتنظيمات العمل النوعي المسلح على خطاب تلك التنظيمات بالأساس باعتبارها ممثلة لهذه الشريحة حيث أن مجموعة من هذا الشباب هو من خلق هذه التجربة ولا تتعارض أراء الشباب المنحاز نظريا لهذه التنظيمات عن هذا الخطاب بشكل واضح، بينما اعتمدنا في رصد أراء الشباب المنحاز لتنظيم القاعدة على متابعات وحوارات مع عدد منهم باعتبار أنهم محل الدراسة وليس تنظيم القاعدة نفسه

( 13) راجع فيديوهات وبيانات تنظيمات العمل النوعي المسلح كحسم ولواء الثورة عبر صفحتيهما على تويتر، فمثلا: تقدمت صور لقيادات إخوانية صفتها أجهزة الأمن منهم القيادي البارز د. محمد كمال إصدار نذير الهلاك للواء الثورة، واعتبار استهداف لواء الثورة مركز لتدريب قوات الأمن بالغربية ثأرا لمحاصرة الأمن لقرية البصارطه.

(14 )  انظر مثلا: البيان الإعلامي لحركة “حسم” (15 يوليو 2017) لنعي عضوها: أحمد محمد سويلم، حيث يقول البيان بأن الشهيد “أحب وطنه وبني وطنه وتراب وطنه” وهي لغة خطاب مختلفة عن خطاب السلفية الجهادية؛ وانظر بيان حركة حسم (2 يوليو 2017) بمناسبة الذكرى الرابعة للانقلاب العسكري، وقد تناول قضايا اقتصادية كارتفاع الدين، وقضية التنازل عن تيران وصنافير.

( 15)  انظر مثلا: الحوار مع المتحدث الإعلامي بإسم لواء الثورة، مصدر سابق؛ وانظر تغريدة على الحساب الرسمي لحركة حسم (17 يوليو 2017) تحدد فيها العدو بأنه “الثورة المضادة”.

(16 )  ورد في حوار المتحدث باسم “لواء الثورة” قوله: “ينبغي التأكيد أن ظاهر نص حديث النبى صلى الله عليه وسلم المذكور آنفا: “إلا أن تروا كفرا بواحا” فيه مندوحة عن الجدل حول إسقاط حكم الكفر على أشخاص بعينهم داخل النظام، وإنما الذي يعنينا هو ارتكاب العمل نفسه وظهوره لنا، وهو مايوجب العمل لخلع النظام وكفه عن جرمه”.

( 17) في نفس الحوار السابق أيضا: “الديمقراطية أفضل للأمة من الاستبداد، لكنها ليست مشروعنا وليست نهاية التاريخ ولا أفضل مايمكن أن يصل إليه العقل البشري. والأمة ستكون يوما ما بحاجة إلى تفعيل قيم نظامها الشوري الإسلامي في آليات ونماذج عملية تعبر عن هذا النظام المتفرد وليس اقتباسا حرفيا من أى نظم نشأت في سياقات حضارية مغايرة”.

(18 )  انظر كتاب فقه المقاومة الذي أعدته اللجنة الشرعية في الفترة التي تصدرت فيها القيادة “الجديدة” العمل في الجماعة.

( 19)  متابعة وحوارات مع عدد من الشباب من هذه الشريحة.

( 20)  راجع بيان حركة حسم (25 مايو 2017) والموجه للأجانب في مصر والمنشور باللغة الإنجليزية، حيث يؤكدون أنهم لا يستهدفون المدنيين الغربيين، ولاحظ جملة “نحن المقاومة ولسنا إرهابيين”، وهو خطاب بعيد تماما عن لهجة خطاب القاعدة والسلفية الجهادية بشكل عام.

(21 )  إسلام المراغي، واغادوعو: ما هو حكم استهداف السياح، إضاءات، 24 يناير 2016.

(22 )  انظر: بيان لواء الثورة (9 إبريل 2017) تعقيبا على استهداف كنيستين بالمنيا والإسكندرية.

(23 )  تجدر الإشارة في النقطتين الأخيرتين إلى أن من حاورناهم وتابعناهم من الشباب المنحاز لتنظيم القاعدة، هو من قسم الشباب القريب نظريا وليس من المنتمين عمليا للقاعدة والتي قد تكون تغيرت الكثير من أرائهم وانطباعاتهم السابقة التي تشربوها من خلال التربية الإخوانية المتحفظة جدا في سفك الدماء.

( 24)  الرابط

( 25)  أسامة الصياد ومحمود العناني، في الطريق من رابعة إلى سوريا: كيف يذهب شباب الإخوان إلى “الجهاد”، مصدر سابق.

(26 )  المصدر السابق

(27 ) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية “.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close