fbpx
تقديرات

مؤتمر جروزني وساحات التنافس السعودي ـ الإماراتي

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

تمهيد:

خلف مؤتمر “من هم أهل السنة والجماعة” الذي استضافته العاصمة الشيشانية جروزني، أغسطس 2016، موجة كبيرة من السخط والجدل، من جانب المملكة العربية السعودية وحلفائها على الجهات المنظمة والمشاركة في هذا المؤتمر وعلى رأسها شيخ الأزهر أحمد الطيب وعلماء دين آخرين من دول إسلامية وعربية.

الهجوم السعودي على المؤتمر جاء بسبب بيانه الختامي الذي اعتبر أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والمتردية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه مستثنياً السلفية والوهابية وجماعة الإخوان، الأمر الذي اُعتبر مؤشراً خطيراً على نوع جديد من محاولات الإقصاء للسعودية لاسيما وأن الحديث عن هوية المملكة السلفية الوهابية يعد من المحرمات عند بعض الأطراف.

محاولة إقصاء السعودية من المؤتمر جاءت مبكراً وقبل انعقاده عندما تم تجاهل علماء الفكر السلفي من هذا المؤتمر، وعدم تقديم دعوات للمشاركة فيه إلا أحد دعاة السعودية المغمورين، لإضفاء صبغة التعددية وتمثيل كل المذاهب الإسلامية، لكن ما حدث على أرض الواقع كشف غير ذلك1.

المتابع للشأن الخليجي يلمح أن هذا المؤتمر لا يخرج عن فكرة المناكفة والصراع السياسي بين منظمي هذا المؤتمر والداعمين له وبين المملكة العربية السعودية لما تمثله من ثقل سياسي وديني للعالم الإسلامي كونها مهد الدين الإسلامي وبها قبلة المسلمين، وعلى رأس الداعمين لهذا المؤتمر دون الإعلان رسمياً، هي الإمارات العربية المتحدة التي تحاول أن تلعب دوراً دينياً، وتسحب بساط الشرعية الدينية، من وجهة نظر البعض، من تحت أقدام السعودية، بعد منازعتها في دورها الإقليمي سياسياً.

سنحاول في هذه الورقة رصد وتحليل أبعاد هذا التنافس الصراع الجديد، ومحاولة أبو ظبي تقديم نفسها بديلا دينياً مقبولاً من الغرب الأميركية من خلال دعم الحركات الصوفية.

 

أولاً: أسباب الصراع:

1ـ الخلاف التاريخي بين السعودية والإمارات:

قامت فكرة توحيد إمارات الساحل الغربي للخليج عام 1971 بسبب العداء بين أبوظبي وبين المملكة العربية السعودية، بسبب قلق آل نهيان في تلك الفترة من توغل السعودية لأبعد من حدودها الشرقية واحتلال بعض الأماكن غرب إمارة أبوظبي، التي تُعد المنطقة الأكثر تكدساً بالبترول، ومن هنا جاءت فكرة الاتحاد من الإمارات الفقيرة الأخرى مثل رأس الخيمة والفجيرة وأم القوين وعجمان التي لا يوجد بها أية آبار بترول، فكانت فكرة الشيخ زايد في ذلك التوقيت تكوين دولة متحدة والاعتراف بها في الأمم المتحدة خوفاً من الاحتلال السعودي لها، والتنازل عن بعض آبار البترول في المناطق الحدودية السعودية مثل خور العديد وحقل شيبة مقابل استقرار الأوضاع بين الطرفين.

وبعد وفاة الشيخ زايد أحيت الإمارات الخلاف من جديد، ففي أول زيارة للشيخ خلفية بن زايد إلى الرياض عام 2004 أثار الاتفاقية متعللًا بأن الإمارات إنما وقَّعتها تحت ظروف قاهرة. ووصلت العلاقات إلى مرحلة سيئة خلال عام 2009م. وصفت الأزمة حينها بـ ” حصار سعودي بري” على الإمارات على خلفية الخلافات الحدودية وتصاعدت إلى مرحلة صعبة للغاية عام 2010 عندما أطلق زورقان تابعان للإمارات النار على زورق سعودي في خور العديد واحتُجِز اثنان من أفراد حرس الحدود السعودي. ولا زالت الحدود البحرية بين البلدين غير متفق عليها.

هذا الخلاف التاريخي والعداء بين البلدين لخصه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في أحد الوثائق المسربة عنه بقوله” الإمارات وقطر خاضتا حروبا ضد السعوديين، والإمارات خاضت 57 معركة ضد السعودية خلال الـ 250 سنة الماضية. السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء وإنما نحتاج لأن نتفاهم معهم فقط”2.

 

2ـ تقديم الإمارات نفسها كقائد للعالم الإسلامي:

في إطار الصراع السياسي بين دول الخليج، حاولت الإمارات أن تكون لها شرعية دينية بداية على العالم في العربي ومن ثم يتم انتقالها إلى دول العالم الإسلامي، ففي تسعينيات القرن الماضي، تم الإعلان عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كأكبر احتفالية للقرآن للعالم وقد نجحت في خطف الأضواء كل عام في شهر رمضان من المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف في مصر ومن السعودية وإيران وأصبحت جائزة دبي أهم جائزة للقرآن الكريم في العالم.

أيضا قامت الإمارات بفكرة نشر الجمعيات الخيرية وأعمال الإغاثة الإنسانية في البلدان العربية والإسلامية من أجل تقديم نفسها “دولة الخير” والمنقذ للفقراء الذين يتعرضون للأزمات حول العالم وحاولت استغلال فكرة الأعمال الخيرية والتغلغل وسط المجتمعات الإسلامية الفقيرة ومزاحمة السعودية وقطر والكويت في هذا الاتجاه وتقديم نفسها قائد للعالم الإسلامي وداعم لأعمال الخير في كل بقاع الأرض.

 

3ـ تلقى الدعم السياسي والعسكري الغربي:

عقب أحداث 11 سبتمبر وحالة الهلع التي أصابت الأميركيين من الإسلام السلفي باعتبار أن أسامة بن لادن العقل المدبر لهذه الأحداث يعتنق هذا الفكر، سارعت الإمارات لاستغلال حالة الهجوم التي تعرضت لها السعودية في الغرب وحاولت لعب دور بارز على حساب الرياض في هذا الاتجاه، فقامت بوقف وتجفيف التمويل للحركات الإسلامية والجمعيات الخيرية التي كانت على أراضيها خشية الحاق الضرر بها من قبل الإدارة الأميركية، وقدمت نفسها للولايات المتحدة كحليف عسكري يمكن الاعتماد عليه في محاربة ما كان يعرف بالإرهاب في أفغانستان، وشاركت الإمارات في حرب 2001 واحتلال أفغانستان ولعبت دورا مخابراتياً وأمنياً مهماً لقوات التحالف في تلك الحرب3.

كما قدمت الإمارات نفسها بديلا عن الدول العربية والإسلامية في استقبال العائدين من سجن غوانتنامو في كوبا بعدما خططت إدارة أوباما لغلق هذا المعتقل “سيئ السمعة” فاستضافت الإمارات العشرات من العرب المعتقلين في غوانتنامو ووضعتهم في سجون خاصة في أبوظبي بحجة إعادة التأهيل والاندماج في المجتمع، ولكن كثير من المحللين يعتبرون أن الهدف الأساسي من تلك الخطوة هو تلقي الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة الأميركية وتغاضي المؤسسات الحقوقية الدولية كون أغلبها يدار من قبل واشنطن عن الانتهاكات التي تقع بحق الإسلاميين المعتقلين في الإمارات، وأيضا عن العمليات العسكرية التي تقوم بها الإمارات في بعض الدول الإسلامية مثل موقفها من التيارات الإسلامية، وكذلك  الحصول على معلومات استخباراتية من قبل العائدين من كوبا عن المقاتلين وعددهم في الدول العربية والإسلامية وقيادات التنظيمات الجهادية وغيرها من المعلومات المهمة التي تفيد الأجندة الإماراتية.

 

ثانياً: أدوات الصراع:

تعددت الأدوات والإجراءات التي اعتمدت عليها الإمارات العربية في إدارتها لهذا النمط الجديد من الصراعات، في تنفيذها للدور المنوط بها، ومن بين هذه الأدوات:

1ـ التوسع في إنشاء مراكز الأبحاث والتفكير:

أدركت الإمارات مبكراً دور القوة الناعمة في نشر الأفكار الخاصة بها، فعمدت منذ 1994 للاعتماد على مراكز الأبحاث، فأنشأت “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” والذي يعد أحد دعائم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الاستعانة بالمفكرين والباحثين من كل دول العالم باعتباره مركزاً للأبحاث والدراسات، لكنه في الأساس يعد مركز تفكير لحكومة أبو ظبي ومنه يتم إعداد الخطط والسياسات التي تقوم بها الإمارات. كما أنشأت الإمارات “مركز المسبار” لدراسة الحركات الإسلامية في 2007، والذي قام بالعشرات من الدراسات المتعلقة بالحركات الدينية الإسلامية، والتي تتمحور بالأساس حول السلفية والإخوان المسلمين والسرورية وغيرها من الحركات والأحزاب الدينية الإسلامية.

وبعد اندلاع الربيع العربي دشنت الإمارات عدة مراكز بحثية تقوم بترويج الفكر الصوفي وكان أبرزها مركز “هداية” ومركز “صواب”4 اللذين يتلقيان الدعم المباشر من قبل الولايات المتحدة الأميركية بإعتبار أنهما ينشران الفكر الوسطي البعيد عن التطرف5.

 

2ـ دعم رجال دين وحركات وجماعات صوفية:

باعتبار أن الشخصيات والرموز الدينية ودعم الحركات الصوفية من أهم أدوات القوة الناعمة في الصراع، فقد اعتمدت الإمارات على هذه الأداة بشكل كبير، فبين الحين والآخر توجه الإمارات عشرات الدعوات لرجال دين يتبعون المنهج الصوفي مثل شيخ الأزهر أحمد الطيب ومفتي مصر السابق على جمعه ووزير الأوقاف الحالي محمد مختار جمعه6، والحبيب على الجفري من اليمن وبعض الشيوخ من المغرب والسودان وغيرها من البلاد الإسلامية، من أجل الترويج للفكر الصوفي الذ يحمله هؤلاء الشيوخ، ويتم إبعاد الشيوخ والعلماء أصحاب الأفكار المختلفة معهم كما حدث مع  عدد كبير من الدعاة حينما قامت وزارة الداخلية بإلغاء إقامات عشرات الدعاة الذين كانوا يعملون في وزارة الأوقاف الإماراتية وإبعادهم بسبب الخلاف في التوجهات الفكرية بينهم وبين “أبوظبي”.

لكن ثمة ملاحظة مهمة في طبيعة نظام الحكم في الإمارات فليست كل الإمارات السبعة التي يتكون من الاتحاد الإماراتي يعتنقون الفكر الصوفي، فهناك تباين في الأفكار مثلا بين إمارة الشارقة التي تعتبر قريبة من الفكر السلفي وبين أبو ظبي التي تعتبر الفكر الصوفي هو الفهم الصحيح للإسلام، لكن مكانة أبو ظبي السياسية والاقتصادية تدفعها أحياناً للضغط على حكام الإمارات الآخرين من أجل ترحيل بعض الشيوخ أو منع علماء معينين من القدوم إلى الإمارات.

 

3ـ القيام بعمليات عسكرية ضد الحركات السلفية والجهادية:

رغم عدم وجود أي عداء مباشر مع تلك الحركات أو مبررات للدخول في حرب معها بشكل مباشر، قامت الإمارات بالتدخل في أكثر من مكان عسكريا من أجل القضاء على تلك الحركات ففي 2001، شاركت في التحالف الدولي لما كان يعرف بالحرب على الإرهاب ضد تنظيم القاعدة وطالبان، ودعمت الإمارات فرنسا مالياً وعسكريا في الحرب التي خاضتها في مالي عام 2013 ضد الجماعات الجهادية هناك7، كما تشارك الإمارات بقوة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتعد ثاني أكبر مشاركة عربية بعد الأردن في هذا التحالف.

أيضا ليبيا لم تسلم هي الأخرى من التدخل الإماراتي العنيف ضد الجماعات السنية المسلحة التي تقاتل في بنغازي مثل جماعة أنصار الشريعة، والتي تعد العدو الأول لحليف الإمارات في ليبيا خليفة حفتر، وبجانب الدعم السياسي الذي تقدمه الإمارات لحفتر، استمر الدعم العسكري له في تلك المواجهات من خلال قصف بعض الأماكن التابعة لأنصار الشريعة بطائرات إماراتية، هذا بجانب الدعم اللوجيستي والمخابراتي لما يسمي “عملية الكرامة” التي يخوضها حفتر ضد الإسلاميين في ليبيا8.

 

4ـ إنشاء كيانات إسلامية جديدة:

بعد الانقلاب العسكري في مصر ودعم أبوظبي اللامحدود لنظام السيسي، برز دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي ويتخذ من الدوحة مقراً له، في مواجهة ممارسات السيسي وغيره من النظم الاستبدادية وقوى الثورات المضادة في المنطقة، وهنا شعرت الإمارات، أن الاتحاد العالمي يمثل لها أزمة سياسية ويقف حجر عثره في طريقها للقضاء على عدوها  اللدود لها وهو جماعة الإخوان المسلمين، فشرعت في تدشين كيانات دينية جديدة، تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام المنافسين لها، وبحكم أن في تلك التوقيت كانت العلاقات السعودية الإماراتية متوافقة فيما يخص التخلص من الإخوان، غضت الرياض الطرف عن تدشين مجلس “حكماء العالم الإسلامي” في أبوظبي، واعتبرت أن الخطوة لا تهددها.

ولم تكن السعودية تعتبر نفسها معنية بهذا المجلس كونه جاء بالأساس أجل مناكفة الاتحاد العالمي بقيادة القرضاوي القريب من فكر جماعة الإخوان المسلمين، الذين كانت تعتبرهم الرياض في تلك الفترة عدوهم اللدود، ومن هنا جاءت فكرة غض الطرف عن اقتحام الإمارات مجال الدعوة الإسلامية، لكن مع التغير في علاقة السعودية بالإخوان المسلمين بعد وصول الملك سلمان للحكم في مطلع 2015، وبدء عملية عاصفة الحزم التي تقودها الرياض في اليمن بمساعدة التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين، بات مجلس حكماء المسلمين يلعب دوراً مناوئاً للسعودية9. وتعاظم هذا الدور على حساب السعودية وهو ما برز بقوة في مؤتمر “جروزني” الذي أثار استهجان السعوديين وغضبهم.

 

ثالثاً: دور الإمارات في مؤتمر جروزني:

رغم أن المؤتمر كان في العاصمة الشيشانية جروزني إلا أن الجهة المنظمة كانت “مؤسسة طابة”10 الإمارتية والتي يرأسها الداعية الصوفي الحبيب على الجفري، مما أثار علامات الاستفهام حول الجهة المنظمة لهذا المؤتمر وكذلك القائمين عليه، وهو ما أكد بشكل كبير على الدور الإماراتي في البيان الختامي الذي استبعد السلفية والوهابية والإخوان المسلمين من أهل السنة، فالميول الصوفية للمؤسسة المنظمة قد تدفع في اتجاه إخراج البيان في هذا الشكل، لكن ماذا عن الشق السياسي للمؤتمر وتداعياته على العلاقات بين الإمارات والسعودية.

إن تنظيم فعاليات المؤتمر في العاصمة الشيشانية يثر علامات الاستفهام الكثيرة حول العلاقة الوثيقة بين روسيا وبين الرئيس الشيشاني “رمضان قديروف” المعروف بقربه الشديد من فلاديمير بوتين، ومن ثم يأتي المؤتمر، من وجهة نظر البعض، في إطار منح قديروف شرعية دينية باعتباره من الرموز السنية وفي نفس الوقت يخرج البيان الختامي دون أن يوجه أي لوم لروسيا على دورها في سوريا.

بيان المؤتمر اعتبر أن السلفية، والتي تعتنقها أغلب الفصائل السورية المسلحة مفرخة للإرهاب، مما يعني أن إقامة المؤتمر بالأساس جاءت لأغراض سياسية وليست دينية، وبالتالي الخلاف في الأجندات في سوريا بين السعودية التي تقاتل نظام بشار الأسد بالوكالة، وبين الإمارات التي تدعم سياسياً الموقف الروسي في سوريا، وجاء هذا التجمع الديني ليعطي صبغة دينية لما يقوم به بشار الأسد ضد الجماعات المسلحة السنية في سوريا باعتبار إنهم ليسوا من أهل السنة.

وفي إطار سعي الإمارات لتوظيف كل المقدرات الممكنة لخدمة مشروعها السياسي والديني جاءت الدعوة لعدد كبير من رجال الدين المصريين وعلى رأسهم الأزهر الشريف لحضور هذا المؤتمر بقوة، وذلك لمكانته الدينية الكبيرة في العالم الإسلامي ولا سيما بين الدول الإسلامية غير العربية، وكذلك لكونه المنافس القوى للشرعية الدينية السعودية في العالم الإسلامي.

الحضور القوى لرجالات الأزهر الشريف أعطي المؤتمر شرعية كبيرة وساهم بشكل كبير في منح فعاليات المؤتمر قوة باعتباره المؤسسة الدينية الرسمية الأولى في العالم الإسلامي، وفي نفس الوقت لم تُقدم أي دعوات للجانب السعودي سواء من ناحية العلماء أو الدعاة مما يعني إبعاد السعودية عن ساحة المنافسة الدينية في هذا المؤتمر من ناحية، ورد الصاع للمؤسسات الدينية السعودية من ناحية ثانية.

كذلك حاولت الإمارات تصدير الأزهر وشيخه في الواجهة لكسب مزيد من الدعم الديني لفكرتها وفي نفس الوقت النأي بنفسها عن أي توتر قد ينجم عن هذا المؤتمر وهو ما حدث بالفعل، فعقب انتهاء المؤتمر انهالت ردود الفعل القوية من الجانب السعودي الرسمي مثل هيئة كبار العلماء وكذلك الردود الشعبية الكثيرة والبيانات التي أطلقها علماء دين من السعودية رفضاً لهذا المؤتمر ونتائجه على الأزهر وعلى نظام السيسي كون أن مشاركة مثل هذا الوفد لن تكون دون مباركة من السيسي، ومن ثم صدرت الإمارات أزمة جديدة لنظام السيسي مع السعودية، في إطار الصراع السياسي بين السعودية والإمارات على بسط الهيمنة والسيطرة على القاهرة11.

 

رابعاً: دلالات المؤتمر:

بعيداً عن الجدل الذي خلفه تنظيم المؤتمر وأحقية أيا من الأطراف في الانتماء إلى أهل السنة والجماعة، فإن نتائج المؤتمر دفعت في اتجاه اتهام الفكر السلفي الوهابي بتوليد وتفريخ العنف في كل دول العالم ومن ثم إلصاق هذه التهمة للدول المعتنقة لذات الفكر وعلى رأسها السعودية، التي تتعرض لهذه الاتهامات منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، وكثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة من خلال محاولة بعض النواب في الكونجرس الأميركي إصدار قرار حول مسؤولية النظام السعودي عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، والمعروف بقضية الأوراق السرية12.

كذلك الحديث يأتي في ضمن استغلال حالة الحرب الدائرة الآن من كل القوى العالمية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، التي تدعي اعتناقها للفكر السلفي، ومن ثم يصبح كل من يعتنق هذا الفكر يصنف في قائمة الفكر الداعشي، ومن هنا يبرز وجود المبرر القوي من القوى العالمية بالبحث عن بديل يمثل فكراً إسلامياً وسطياً ينبذ العنف يتم دعم مشروعه ومحاولة فرضه على الدول الإسلامية، وتكون  الإمارات هي المرشح الأقوى كونها تدعي اعتنقاها لهذا الفكر، المتمثل في الفكر الصوفي، ودعمها عشرات الجماعات الصوفية في العالم العربي والإسلامي.

 

يضاف لهذا البعد عدد من الأبعاد والدلالات الأخرى التي عكسها تنظيم المؤتمر، ومن ذلك:

1-تطور العلاقات الروسية الإماراتية:

إن دعم الإمارات لهذا المؤتمر في بلد تابع تاريخياً وسياسياً لموسكو، من شأنه أن يزيد من التعاون بين البلدين بشكل كبير خاصة مع حاجة روسيا الملحة لتغيير فكر المسلمين الراديكاليين في دول القوقاز والتوجه نحو الإسلام الصوفي الذي لا يمثل خطورة على موسكو، خاصة وأنها في حربها ضد الشيشان كان العدد الأكبر من المقاتلين يتبعون الفكر السلفي والذي حقق رواجاً كبيراً بين المسلمين في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً، وكان له دور في التأثير الكبير على عدد المقاتلين الروس في صفوف داعش13.

 

2-الوضع في سوريا:

تحاول الإمارات استغلال حالة الخلاف السعودي الروسي فيما يخص الملف السوري، لأن كل طرف منهما يقف على الجانب الآخر من موقف منافسه، ودفعت الإمارات في اتجاه زيادة التصعيد بين موسكو والرياض كون أن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف هو حليف موسكو المقرب، كما أن تنظيم هذا المؤتمر في جروزني يمنح قديروف شرعية دينية، أيضا الدعم الإماراتي جاء في إطار تحسين العلاقات وتعظيمها مع روسيا الاتحادية، باعتبار أن عدد كبير من المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية من القوقاز، ودائما تتم الإشارة إلى اعتناقهم الفكر السلفي الوهابي. وكون أن يخرج البيان الختامي للمؤتمر على هذا النحو، فإن ذلك يعد خطوة لاسترضاء روسيا على حساب السعودية.

 

3-تصعيد التوتر في العلاقات المصرية السعودية:

بعد ساعات من صدور البيان الختامي للمؤتمر شن سعوديون حملة شرسة على مؤسسة الأزهر المصرية وعلى شيخها أحمد الطيب، وتقديمه باعتباره المسؤول الأول عن نتائج هذا المؤتمر، كما طالت الانتقادات عبد الفتاح السيسي، كون أن المشاركة المصرية في هذا المحفل لم تحدث ما لم يوافق السيسي عليها. هذا الانتقادات الحادة التي أطلقها السعوديون أثارت حفيظة الأزهر الذي خرج ببيان من أجل تبرئه ساحته من اتهامات الدعاة السعوديين، وهذا التراشق بين مؤسسات سعودية ومصرية، يصب في صالح الإمارات التي تحاول أن تبعد الرياض عن القاهرة، والتي تعتبرها أبو ظبي غنيمتها الكبرى ولا تسمح لأي طرف أن ينازعها فيها، كونها الداعم الأول والأهم لعبد الفتاح السيسي في نجاح انقلابه العسكري حتى الآن، كما أن المصالح الإماراتية في مصر ستتأثر بشكل مباشر إذا ما تم تقارب حقيقي بين مصر والسعودية.

ولعل ما يدلل على انزعاج الإمارات من أي تقارب حقيقي بين السيسي والسعودية، ما حدث عقب زيارة الملك سلمان للقاهرة في أبريل 2016، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية، كان أبزرها اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، وقيام الإمارات بإرسال وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين أمنيين وسياسيين واقتصاديين إلى مصر قبل مغادرة الملك سلمان للقاهرة، وهو ما اعتبره البعض رسالة من الإمارات بأن مصر خط أحمر غير مقبول الانفراد بها بعيداً عن الإمارات.

 

خامساً: مؤتمر جروزني ومسارات العلاقات السعودية ـ الإماراتية:

في إطار الاعتبارات السابقة، تبرز عدة مسارات لمستقبل التنافس السعودي ـ الإماراتي، من بينها:

الأول: نجاح مخطط الإمارات بالكامل في إزاحة السعودية عن قيادة العالم الإسلامي:

يقوم هذا التصور على تمكن الإمارات من تحقيق هدفها الأساسي وإنجاح مشروعها الديني ومن ثم إزاحة السعودية عن قيادة العالم الإسلامي، من خلال العمل على عدة محاور سياسية ودينية وخيرية وزيادة دعم الحركات والأحزاب الصوفية في الدول الإسلامية وخاصة الدول غير العربية والتي تنتشر فيها الأفكار الصوفية بشكل كبير. ويتوقف على نجاح هذا التصور انشغال السعودية بالملفات الداخلية ووجود صراع داخل البيت السعودي ومن ثم يتراجع دور السعودية خارجياً، فتلعب الإمارات على ملء الفراغ الذي تتركه حالة التراجع السعودي.

 

عوامل نجاح هذا السيناريو:

1-الاهتمام المتزايد بهذه الفكرة من قبل الحكومة الإماراتية، وتسخير كل الطاقات السياسية والاقتصادية والعلاقات الخارجية في نجاح هذا الملف، في ظل تنامي حالة الغضب من السعودية في عدد من البلدان الإسلامية بسبب مواقفها التي ينصب أغلبها على معاداة الإسلاميين، لاسيما بعد الربيع العربي والذي ساهمت السعودية بجزء كبير في إجهاضه.

2-التعاون الإماراتي الإيراني في الجوانب الاقتصادية قد يتحول إلى تعاون سياسي في هذا الأمر لاسيما في ظل حالة العداء الشديدة بين الرياض وطهران التي وصلت لأوجها هذا العام بامتناع إيران عن مشاركة مواطنيها في الحج بعد حادث التدافع الذي أودى بحياة الآلاف بينهم عدد كبير من الإيرانيين، ويمكن أن يكون هناك تعاوناً بين أبو ظبي وطهران في هذا الملف.

3-التقارب الكبير بين الإمارات ومصر ممثلة في الأزهر الشريف قد يكون أحد العوامل المساعدة على نجاح هذا التصور لمكانة الأزهر في قلوب ملايين المسلمين عبر العالم، كما أنه من السهل الآن على الإمارات الاستعانة بعدد من شيوخ الأزهر الذين تربطهم علاقات مع مسؤولين إماراتيين مثل أحمد الطيب شيخ الأزهر والمفتي وغيرهما.

 

عوامل فشل السيناريو:

1-رغم حالة التراجع التي تمر بها السعودية على المستوى الإقليمي والدولي والهجمة الشرسة على الفكر الوهابي من مؤسسات حقوقية واستخباراتية غربية، لا تزال المكانة الدينية للسعودية في قلوب ملايين المسلمين راسخة كونها أرض الحرمين وقبلة الشعائر الدينية السنية ولا يمكن منازعتها في ذلك، على الأقل خلال المرحلة الراهنة.

2-عوامل القوة التي تستند عليها الإمارات لا تمكنها من لعب هذا الدور، فلا هي دولة تتمتع بمقومات القيادة الروحية أو الاقتصادية أو الديمغرافية، فعدد مواطنيها لا يتجاوز 11% من عدد سكانها البالغ نحو 8.4 ملايين نسمة، بينهم 950 ألف مواطن فقط، كما هناك ثمة بوادر لخلافات إماراتية داخلية، بين حكام أبو ظبي وحكام الإمارات الأخرى بسبب المواقف السياسية التي قامت بها الإمارات مؤخراً على يد محمد بن زايد مما تسبب في حالة من الغضب والسخط على الإمارات.

ومن خلال ما سبق سيصبح من الصعب تحقق هذا السيناريو.

 

السيناريو الثاني: نجاح جزئي للمشروع الإماراتي:

يقوم هذا التصور على أن الإمارات لا يمكن لها أن تطيح بالدور السعودي بالكامل لكنها ستحقق بعض المكاسب من خلال الكيانات الدينية التي أنشأتها مثل مجلس حكماء المسلمين، وغيرها من المؤسسات التي أطلقتها مؤخراً لاسيما في ظل حالة الدعم المالي الكبير المقدم من أبو ظبي للحركات والجماعات الصوفية التي بالأساس تعادي الفكر السلفي والوهابي ومن ثم بالتبعة تعادي النظام السعودي.

هذا السيناريو قد يكون قابل للتحقق ولكن بنسبة قليلة، لكون أغلب المسلمين في العالم لا يتفقون بشكل كبير مع التدين الصوفي والذي يعتبرونه مليئاً بالمغالطات والبدع، ومن هنا يصعب تحقق هذا السيناريو بالكامل.

 

السيناريو الثالث: استمرار حالة الصراع:

ويقوم على أن حالة التدافع بين السعودية والإمارات في هذا الملف ستظل مستمرة كون كل من الأطراف الفاعلة لديه رغبه وقوة كبيرة في الاستمرار في مشروعه ولن يتخلى عنه، ومن هنا تظل حالة الصراع بين الطرفين مستمرة، وسيصبح هذا الصراع سبباً في توتر العلاقات بين السعودية والإمارات ومن ثم ينسحب على كل الملفات بين البلدين، كون أن السعودية تعتبر أن الاقتراب من مزاحمتها على قيادة العالم الإسلامي أمر لا يمكن قبوله وستحاربه بكل الطرق، ليس فقط في مواجهة الإمارات ولكن في مواجهة كل المشروعات التي ترى فيها منافساً لها في ذلك، مثل المشروع التركي ومشروع الإخوان.

ومع حالة الإصرار الإماراتي على المضي قدماً في هذا الملف، فإن هذا يدفع في تجاه استمرار التدافع والصراع مع السعودية، باعتبار أن الإمارات تعتبر هذا الملف من مصادر قوتها، كما أنه سيكون ضامن كبير لاستمرار الدعم الغربي والأوروبي لها في مشروعها في المنطقة، كون أن نموذج الإسلامي الصوفي يعد نموذجاً مقبولاً بشكل كبير من القوى العالمية.

يعد هذا السيناريو الأقرب للتحقق بشكل كبير للاعتبارات التي تم ذكرها سابقاً.

 

السيناريو الرابع: حسم السعودية للصراع:

يفترض هذا السيناريو أن المملكة العربية السعودية ستحسم هذا الملف بالكامل لحسابها وستقضى على فكرة منازعتها من الناحية الدينية، وتستند في ذلك إلى عدة مبررات منها: أنه لا توجد مقدسات إسلامية إلا في السعودية كما أنها تنفق المليارات سنوياً على العمل الخيري والإسلامي، كما أن شبكة العلاقات الإسلامية التي تربطها بدول محورية مثل تركيا وباكستان وإندونيسيا ودول إسلامية إفريقية يجعل حسم هذا الصراع لصالحها أمراً يمكن تحقيقه، لاسيما وأن الخصم هو الإمارات الذي لا يتمتع بأية مقومات روحية أو دينية مثل السعودية.

هذا السيناريو أيضا رغم وجاهة مبرراته لكنه يظل صعب التحقق، باعتبار العلاقات بين الدول قائمة بالأساس على المصالح والصراع ويمكن أن يكون حلفاء السعودية اليوم خصومها غداً والعكس، كما أن الطرف الأخر والمتمثل في الإمارات لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات السعودية لإحكام سيطرتها بالكامل على هذا الملف.

 

خاتمة:

خلال الربع قرن الماضي، وتحديداً منذ أزمة الخليج الثانية (الغزو العراقي للكويت)، لعبت الإمارات عدة أدوار إقليمية وبرزت بشكل كبير في عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والخيرية، مما شجعها على لعب دور ديني أيضا على حساب المملكة العربية السعودية، كونها تمثل لها خصومة سياسية وتاريخية لا يمكن أن يتم تجاهلها من قبل المهتمين بالشأن السياسي.

الدعم الذي تنتظره الإمارات سياسياً واقتصادياً جراء قيامها بهذا الدور من قبل القوى الغربية التي تعتبر أن السعودية هي المصدر الأول للإرهاب والتطرف في المنطقة العربية بسبب دعهما للفكر السلفي والوهابي سيدفع أبو ظبي إلى التمترس خلف هذا الهدف ومحاولة تحقيقه مهما كلفها ذلك.

وفي المقابل فإن السعودية لن تقبل بأي حال أن تخسر مكانتها الدينية باعتبارها أهم مصادر شرعية حكم آل سعود ومن ثم لن تقف ساكنة أمام ما تقوم به الإمارات في هذا الاتجاه ولعل الهجمة الشرسة على مؤتمر الشيشان من قبل رجال دين محسوبين على نظام الحكم في السعودية يوضح هذا الموقف.

ومع هذا التناقض في لمواقف والتعارض في السياسات، يمكن القول أن الصراع بين البلدين لن يُحسم قريباً، وحتى في حال نجاح السعودية في تحقيق تفوق جزئي للمعركة في بدايتها، فلن يكون ذلك بالنسبة للإمارات المحاولة الأخيرة بل ستستمر في هذا الصراع الذي قد تكون مجرد أداة في القيام به، في ظل توافقه مع رغبات شخصية ونزعات ذاتية واعتبارات تاريخية لدى حكامها في هذه المرحلة (14).

——————————–

الهامش

(1) 18 منظمة إسلامية ترفض “بيان غروزني”، العربي الجديد، سبتمبر 2016، الرابط

(2) 6 ملفات تخبرك عن الخلاف المستتر وراء التحالف السُّعودي الإماراتي، ساسة بوست، يونيو 2015، الرابط.

(3) جنرال أمريكي يكشف دور الإمارات في حرب أفغانستان، مفكرة الإسلام، يناير 2014، الرابط

(4) صواب.. مركز إمارتي لمواجهة داعش، سكاي نيوز عربية، يوليو 2015، الرابط

(5) أطلق وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد قرقاش، ووكيل وزارة الخارجية الأميركية للديبلوماسية والشؤون العامة ريتشارد ستنجل، في أبو ظبي في الثامن من يوليو 2015، «مركز صواب» للتراسل الإلكتروني، وهدفه دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد تنظيم “داعش”. وجاء في بيان صدر في أبو ظبي، أن “مركز صواب” يتطلع إلى إيصال أصوات ملايين المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم، ممن يرفضون ويقفون ضد الممارسات الإرهابية والأفكار الكاذبة والمضلّلة التي يروّجها أفراد التنظيم. وسيعمل على “تسخير وسائل الاتصال والإعلام لتصويب الأفكار الخاطئة ووضعها في منظورها الصحيح، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة، التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروّجها أصحاب الفكر المتطرف”، كما سيتصدّى المركز من خلال تواصله مع الجمهور عبر الإنترنت، لمواجهة وتفنيد الادعاءات الكاذبة والتفسيرات الدينية الخاطئة التي ينشرها أفراد تنظيم داعش، إضافة إلى تواصله مع مجتمعات الإنترنت التي غالباً ما تكون فريسة سهلة لدعاة هذا الفكر”. وسيتعاون المركز مع حكومات المنطقة والعالم، بما في ذلك حكومات 63 بلداً مشاركاً في التحالف الدولي ضد داعش، وسيعمل مع عامة الناس والمؤسسات والشركات والشباب، لدحض عقيدة داعش التي تقوم في جوهرها على الكراهية والتعصب، وإبراز ونشر القيم الحقيقية للدين الإسلامي، التي تقوم على الاعتدال وتدعو إلى التسامح والانفتاح”.

وأوضح قرقاش أنه من خلال التصدّي لمشكلة التطرف على شبكة الإنترنت، سيكون لمركز صواب دور مهم وفاعل في تحقيق ودعم الاستقرار والأمن في المنطقة ككل، كما سيشكّل بداية لاستعادة الفضاء الإلكتروني وتطهيره من المتشدّدين وفكرهم المتطرف”. وأشار ستنجل إلى أن الولايات المتحدة تقدّر عالياً شراكتها مع دولة الإمارات في مكافحة التطرف، مشدداً على أن مركز صواب سيظهر لتنظيم داعش وغيره من المنظمات المتطرفة، أن المسلمين المعتدلين في كل مكان يرفضون مثل هذا الفكر البغيض وهذه الممارسات الوحشية، وأنهم يشتركون مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، في دعمهم وتطلّعهم إلى مستقبل يسوده الاعتدال والتسامح، الرابط

(6) شيخ الأزهر: الإمارات تدعم كل توجهاتنا في تصحيح صورة الإسلام، صحيفة البيان الإماراتية، مايو 2016، الرابط

(7) العلاقات الإماراتية-الفرنسية ومبررات دعم الحرب في مالي، مركز الجزيرة للدراسات، يناير 2013، الرابط

(8) أحمد عمارة، ماذا تفعل الإمارات في ليبيا، ساسة بوست، نوفمبر 2015، الرابط.

(9) مجلس حكماء المسلمين يختاره حكام الإمارات، موقع نون بوست، يوليو 2014، الرابط

(10) للإطلاع على مؤسسة طابة وهيكلها الإداري الرابط

(11) عبدالباري عطوان، مؤتمر غروزني خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة من السعودية وزيادة عزلتها في العالم الإسلامي وتثبيت تهمة الإرهاب بالفكر الوهابي، صحيفة رأي اليوم، 2 سبتمبر 2016، الرابط

(12) الكونغرس الأمريكي ينشر الصفحات السرية من تحقيق 11 سبتمبر عن العلاقات المزعومة للسعودية، موقع “سي إن إن”، يوليو 2016، الرابط

(13) مغازي البدراوي، الإمارات: خطوة جديدة في العلاقات الروسية – الخليجية، مجلة آراء حول الخليج، يوليو 2014، الرابط

(14) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close