تمهيد:
يتناول التقرير أهم تطورات المشهد الاقتصادي المصري خلال الفترة ما بين 30 مارس و6 أبريل 2016، وذلك على النحو التالي:
المستوى الأول: أهم التطورات الاقتصادية:
أولا: القطاع النقدي والمالي:
- كشف يحيى أبو الفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي أن البنك يتفاوض حاليا مع جهات دولية للحصول على قروض بالعملة الأجنبية لتعزيز السيولة الدولارية ومن بينها مؤسسات صينية، إلا أنه لم يحدد القيمة بعد. (اليوم السابع)
- أطلق بنك القاهرة منتجا جديدًا يحمل اسم “شهادة البريمو ستار”، بعائد سنوي يصل إلى 12.5% ويصرف شهرياً. (التحرير)
- خسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة في البورصة، نحو 22.31 مليار جنيه، خلال تعاملات الربع الثالث من العام المالي الجاري، من أول يناير وحتى 31 مارس 2016، حيث تراجع رأس المال من مستوى 429.79 مليار جنيه في بداية الفترة، إلى 407.48 مليار جنيه في نهاية الفترة. (الوطن)
- كشفت مصادر مطلعة بسوق الصرف عن كواليس لقاء محافظ البنك المركزي، والنائب العام وأكدت مصادر قضائية تقديم محافظ المركزي طلبا رسميا للنيابة العامة للتحقيق مع 15 شركة صرافة، نظرا لتسببها في ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، وتقديمه مستندات تفيد برفض هذه الشركات بيع الدولار، ما ساهم في ارتفاع سعره. (المصري اليوم)
- أعلن محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، عن طرح 20% من حصة “المركزي” في البنك العربي الإفريقي، بجانب 20% يطرحها الشريك الكويتي في البنك، و20% من أسهم بنك القاهرة في البورصة المصرية، في أواخر هذا العام وأضاف “عامر أنه سيتم بيع المصرف المتحد المصري لمستثمر إستراتيجي موضحًا أن هذه الإجراءات تأتي من أجل تقوية البورصة المصرية. (رصد)
- رفض عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج خصخصة الشركات شكلا وموضوعا وقال إبراهيم سنقف بالمرصاد لأي محاولات لبيع الشركات الباقية خاصة بعدما ذقنا مرارة الخصخصة وأضاف أن شركات النسيج تحصل على ١٠٠ مليون جنيه شهريا وذلك بسبب ما تعرضت له الصناعة خلال الفترة الماضية وسعى البعض في الداخل والخارج لتدميرها. (بوابة الأخبار)
ثانيا: قطاع المالية العامة:
- أصدر عبد الفتاح السيسي، قرارا جمهوريا بمنح معاشات استثنائية لـ 90 من ضباط الصف والجنود المتطوعين والمجندين السابقين بالقوات المسلحة والمستحقين عنهم. (الوطن)
- وزير العدل والنائب العام يبحثان زيادة رواتب القضاة (التحرير)
- قررت وزارة الأوقاف صرف 50% من رواتب جميع موفديها للخارج بالعملة الصعبة، و50% بالجنيه المصري، وذلك ترشيدًا لإنفاق النقد الأجنبي. وقال بيان رسمي أن ذلك سيطبق على جميع العقود الجديدة، وعلى جميع العقود القديمة عند تجديدها، علما بأن جميع عقود الموفدين تجدد سنويًا. (اليوم السابع)
- قال وزير المالية، عمرو الجارحيإن موازنة العام المالي المقبل افترضت سعرا للنفط عند 40 دولارا للبرميل وسعر الدولار عند 9 جنيهات. وأضاف أن الحكومة تستهدف عجزا في موازنة العام القادم بنسبة 9.9% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 11.5% متوقعة بنهاية العام المالي الحالي. كما قال مجلس الوزراء، في بيان له إنه وافق على مشروع موازنة العام المالي المقبل، وسيرفعه لرئيس الجمهورية تمهيدا لإرساله لمجلس النواب. كما وافق المجلس على خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2016/ 2017، ويستهدف مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2016/2017 تحقيق معدل نمو 5.2٪، مقارنة بمعدل نمو متوقع 4.6٪ خلال العام المالي 2015/2016. (أصوات مصرية)
- قال وزير التخطيط أشرف العربي، إن إجمالي الاستثمارات المستهدفة في موازنة العام المالي المقبل 2016/ 2017 يبلغ 530 مليار جنيه، منها 107 مليار جنيه استثمارات حكومية تمول الخزانة العامة منها 64 مليار جنيه. وتوقع العربي وصول الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.3 تريليون جنيه في 2016-2017 وقال إن “الحكومة ستحتاج إلى جذب استثمارات بقيمة 530 مليار جنيه”، أي أعلى بنسبة 16.5 بالمئة من المتوقع بنهاية العام المالي الحالي. (أصوات مصرية)
- أقر عبد الفتاح السيسى مشروعيّ الموازنة العامة للدولة وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2016/2017، وتم إرسال المشروعين إلى مجلس النواب. (أصوات مصرية)
- طالبت اللجنة البرلمانية المعنية بمناقشة البرنامج الاقتصادي للحكومة بضرورة أن تتضمن خطة الحكومة في المحور الاقتصادي مؤشرات واضحة للاقتصاد الكلي وتوقيتات زمنية محددة لتنفيذ البرامج. (أصوات مصرية)
- البرلمان يحصن نفسه. مجلس النواب يخالف الدستور بلائحته ويدرج موازنته “رقم واحد” ليكون “سيد قراره” فى أمواله. ويرفض الخضوع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات. ويعفى مكافآت النواب من الضرائب. (اليوم السابع)
- تحت عنوان “تحذير من طوفان غلاء جديد”، تفاصيل مناقشة مجلس النواب لقانون ضريبة القيمة المضافة بعد إقراره من رئاسة الجمهورية بسعر موحد 14%، وسط تحذيرات من ارتفاع الأسعار بنسبة 70%، والمطالبة بتطبيق القانون بالتدريج. (اليوم السابع)
- طرح البنك المركزي المصري، سندات خزانة بقيمة إجمالية تقدر بـ 3.750 مليار جنيه، وتبلغ قيمة الطرح الأول 750 مليون جنيه لأجل عام ونصف العام، وتبلغ قيمة الطرح الثاني 3 مليارات جنيه لأجل 3 سنواتومن المتوقع أن تصل قيمة العجز في الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجاري 240 مليار جنيه. (البوابة نيوز)
ثالثا: القطاع الخارجي:
- التقى ممثلون عن نحو 50 شركة أمريكية مع مسؤولين في الحكومة المصرية وفي القطاع الخاص في القاهرة للتعرف على فرص التوسع في أنشطة شركاتهم في السوق المصري.وقال بيان صادر عن السفارة الأمريكية إن اللقاء جاء خلال انعقاد المنتدى المصري الأول للتنافسية بتنظيم من مجلس الأعمال الأمريكي للتفاهم الدولي وبدعم السفارة الأمريكية في القاهرة. (أصوات مصرية)
- قفز عجز ميزان المدفوعات خلال النصف الأول من السنة المالية الحالية بنحو 240% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي ليبلغ نحو 3.4 مليار دولار، مدفوعا بتراجع إيرادات السياحة وصادرات مصر من النفط وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. (أصوات مصرية)
- أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تراجع الصادرات البترولية بنسبة 38.8% لتسجل فى ديسمبر الماضي 360.3 مليون دولار مقابل 588.9 مليون الدولار خلال الشهر المناظر من عام 2014، بينما ارتفعت الواردات البترولية بنحو 122.4% لتسجل 870 مليون دولار في ديسمبر 2015 مقابل 391.1 مليون دولار خلال ديسمبر 2014. (الشروق)
- قال بيان لوزارة التموين والتجارة الداخلية إن شركة “بنده العالمية -مصر” والتي تأسست كشركة تجزئة سعودية عام 1978 فازت بمناقصة لإقامة سلسلة تجارية غذائية بمحافظة القليوبية. وبحسب البيان، ستقام السلسلة على قطعة أرض بمدخل مدينة قها بمحافظة القليوبية، تبلغ مساحتها 5199 مترا مربعا.(أصوات مصرية)
- أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن توقيع عقد الاتفاق التجاري بين شركة أرامكو السعودية وهيئة البترول لتوريد كميات من المنتجات البترولية خلال 5 سنوات. ويأتي هذا الإتفاق بعد أن تم توقيع عقد التمويل للاتفاقية بين هيئة البترول والصندوق السعودي للتنمية على هامش اجتماع المجلس التنسيقي للبلدين الذي عقد بالرياض الشهر الماضي.(أصوات مصرية)
- أكدت وزيرة الاستثمار داليا خورشيد على ضرورة تشكيل فريق عمل لبحث كل مشكلات الشركات السعودية في مصر، وأصدرت توجيهات بسرعة التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية لحل وتذليل العقبات التي تواجه مشروعات تلك الشركات. (أصوات مصرية)
- طالب الدكتور عادل رحومة رئيس الاتحاد العربي للمجتمعات العمرانية الجديدة بتثبيت دعم الصادرات في الموازنة العامة الجديدة للدولة وهو 3.5 مليار جنيه كما هو في الموازنة الحالية ولا يتم زيادته إلى 5.1 مليار جنيه كما هو مقترح في ظل عجز الموازنة الذي بلغ حدودا خطيرة. (بوابة الأخبار)
- تسلمت الحكومة المصرية من دولة الإمارات العربية المتحدة حتى الآن 12 مشروعاً ضمن حزمة المشاريع التنموية التي تم تنفيذها في 23 محافظة ومن جانبها، أشادت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، بمواقف دولة الإمارات المساندة لمصر في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بإنجاز مشاريعها التنموية. (بوابة الأخبار)
- أعلنت الشركة السعودية المصرية للتعمير عن وضع حجر الأساس لمشروعها الجديـــــد “الرياض سيكون” المقام على مساحة 68 فداناً بالقاهرة الجديدة باستثمارات تتراوح بين 2.8 إلى 3 مليار جنيه وقال محمد بن حمود المزيد مساعد وزير المالية بالمملكة العربية السعودية إن الشركة تؤكد رغبتها في ضخ المزيد من الاستثمارات بالسوق المصري. (بوابة الأخبار)
- سجلت شركة مصر للبترول، تراجعًا بنشاط تموين الطائرات بالوقود، بنحو 30%؛ وذلك بسبب ركود حركة الطائرات في المطارات المصرية، وفقًا لرئيس شركة “مصر للبترول”، المهندس محمد شعبان وأشار إلى أن حصة “مصر للبترول” في تموين وقود النفاثات، كانت تسير بمعدل 3 آلاف طن يوميًا، وتراجعت إلى أقل من 2000 طن يوميًا. (رصد)
رابعا: القطاع الحقيقي:
- قالت شركة دلتا للإنشاء والتعمير، إن محكمة الإسكندرية الاقتصادية رفضت الدعوي المقامة ضد الشركة من بعض المساهمين بها لفرض الحراسة. (مباشر)
- مستثمرون: نمو الصناعة المصرية مرهون بالقضاء على البيروقراطية. (مباشر)
- قال خالد حنفي، وزير التموين إن إجمالي قيمة مبيعات شركات القطاع العام خلال فترة الأوكازيون الشتوي التي بدأت من 8 فبراير واستمرت شهر ونصف بلغت 39 مليون جنيه. (أصوات مصرية)
- مصر تفقد أسطولها البري لنقل البضائع بسبب المديونيات والخسائر حيث يوجد 60 شاحنة فقط في حالة سيئة، هي كل ما تبقي من أسطول نقل البضائع البري لشركة النقل المباشر بعد أن كان قوامه 700 شاحنة وقتما تأسست الشركة عام 1963.(أصوات مصرية)
- أظهرت نتائج أعمال شركة حديد عز انخفاض مبيعات المجموعة بنحو 14% خلال العام الماضي لتصل إلى 16.6 مليار جنيه مقابل 19.4 مليار جنيه في عام 2014. وقلصت الشركة خسائرها خلال العام الماضي بنحو 40%، حيث بلغ صافي خسارتها نحو 418 مليون جنيه، مقابل خسارة بنحو 696.6 مليون جنيه في 2014. ويتبع شركة حديد عز 3 شركات هي العز الدخيلة للصلب، والعز لصناعة الصلب المسطح، ومصانع العز للدرفلة. (أصوات مصرية)
- أمين عام نقابة الصيادلة لـ«الشروق»: حصة الدولة من سوق الدواء 4% ومئات الأدوية اختفت بعد ارتفاع الدولار. (الشروق)
- قال رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس إدارة مجموعة كليوباترا للسيراميك، إن أزمة الدولار وارتفاع سعر الغاز يهددان بتسريح مليون عامل بصناعة السيراميك، ولابد من تخفيض الغاز أسوة بمصانع حديد عز. (القاهرة)
- قالت شركة الدلتا للسكر، إن “عام 2015 يعتبر من أصعب السنوات التي قابلت صناعة السكر خاصة سكر البنجر في مصر”. وأرجعت الشركة ذلك، في محضر جمعيتها العمومية إلى انخفاض أسعار السكر المستورد مما جعل 2015 سنة عسيرة على تلك الصناعة. (أصوات مصرية)
- قالت وزارة البترول إنها بدأت إجراءات تنفيذ خطوط الغاز في العاصمة الجديدة. وأضافت أنها بدأت أيضا في إجراءات تنفيذ محطات إمداد الكهرباء الثلاث المنفذة بمعرفة شركة سيمنز في بنى سويف والبرلس والعاصمة الجديدة. وقال وزير البترول، طارق الملا، على هامش رئاسته لأعمال الجمعية العامة للشركة
- المصرية للغازات الطبيعية جاسكو، إن التكلفة الاستثمارية لهذه المشروعات حوالي 3 مليارات جنيه. (أصوات مصرية)
خامسا: أخرى:
- رفعت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مقدم حجز وحدات الإسكان الاجتماعي لمحدودي الدخل، إلى 9 آلاف جنيه في الإعلان الذي طرحته الوزارة حيث كان مقدم الحجز في إعلانات الوزارة السابقة يبلغ 5 آلاف جنيه. (مصر العربية)
- شهد عبد الفتاح السيسى والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مراسم توقيع ست اتفاقيات ومذكرات للتعاون المشترك. (أصوات مصرية)
- شن رجل الأعمال نجيب ساويرس أعنف هجوم على نظام عبد الفتاح السيسي، ووجه انتقادات لاذعة للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد. قائلا: “الوضع صعب اصحوا بقي” (عربي21)
- نجيب ساويرس: الجيش محرك لا مستحوذ على الاقتصاد. ولا ولن استثمر في قطر وتركيا وأرفض المصالحة مع الإخوان (مصراوي)
المستوى الثاني: دلالات التطورات الاقتصادية:
1ـ بيان الحكومة والزيادة السكانية:
كشف بيان الحكومة عن تحميل مشاكل مصر لزيادة عدد السكان فقد قال رئيس الوزراء في عرضه بيان الحكومة بمجلس النواب: “وما زلنا نواجه تحديات ومصاعب تتمثل في الزيادة الكبيرة في السكان وصعوبة الوفاء بمتطلباتها والتي تمثل تحديا رئيسيا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، فى ظل ارتفاع عدد سكان مصر من 77 مليون نسمة فى عام 2009 إلى 90 مليون نسمة فى 2015 على مساحة جغرافية لا تتجاوز 7٪ من إجمالي مساحة مصر ، بمعدل زيادة سنوية اقترب من 2٫6٪ سنوياً وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم، حيث يعادل ثمانية أضعاف نظيره فى كوريا الجنوبية وأربعة أضعاف نظيره فى الصين. وفى ظل تراجع الخدمات وتأخر تطويرها بما يتناسب مع العصر لعقود طويلة، تبددت آثار تلك الزيادة السكانية فى ارتفاع نسب الأمية ومعدلات الفقر ونسب البطالة وكفاءة الخريجين مقارنة بما يحتاجه سوق العمل.
وهو النهج الذي يروجه النظام العسكري ليس جديدا فهو نفس النهج الذى روجه من قبل حكام العسكر منذ عهد عبد الناصر حتى عهد السيسي، رغم وجود عشرات النماذج الدولية عن كثافة ونمو سكاني أضعاف مصر، ولكنها استخدمت ما لديها من قوة عاملة في بناء نهضتها فعلى سبيل المثال اليابان -التي بلغت صادراتها بجودتها الآفاق- تفتقر إلى الموارد الطبيعية ولكنها أجادت استخدام مواردها البشرية فمساحتها تبلغ 380000 كيلو متر مربع ( أي ما يمثل نحو 38% من مساحة مصر) ونسبة 20% من الأراضي اليابانية غير قابلة للاستغلال على الصعيد الاقتصادي وبقية الأرض تشكلها الجبال، وعدد سكانها يتسم بالكثافة حيث يبلغ 118000 مليون نسمة (أي أكثر مرة ونصف تقريبا عما هو عليه في مصر) ومع ذلك وصلت إلا ما وصلت إليه.
2ـ عجز ميزان المدفوعات ومزيد من أزمة الدولار:
قفز عجز ميزان المدفوعات خلال النصف الأول من السنة المالية الحالية بنحو 240% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي ليبلغ نحو 3.4 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى تفاقم عجز ميزان المعاملات الجارية لأكثر من الضعف، مسجلا 8.9 مليار دولار في النصف الأول من السنة المالية 2015-2016 مقارنة مع 4.3 مليار دولار العام الماضي. حيث انخفضت الصادرات السلعية بنحو 26%، وتراجعت إيرادات السياحة بنسبة 32.5% في ظل انخفاض عدد الليالي السياحية بنحو 28.3%، وتراجعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنحو 10.6%. كما تراجعت إيرادات قناة السويس بنحو 7.9%. وإن ارتفع صافي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر بنحو 500 مليون دولار حيث ارتفع إلى 3.1 مليار دولار، مقابل 2.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، مدفوعا بزيادة صافي التدفق للداخل للاستثمارات الواردة لتأسيس الشركات أو زيادة رؤوس أموالها كما ذكر البنك المركزي المصري.
وإن كان الواقع يكشف أن جزءا من تلك الاستثمارات تمثل في شراء المصريين بالخارج لأراضي طرحتها الدولة بالداخل فضلا عن أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تركز أساسا في قطاع البترول وقد أعلنت شركة ايني عن اتجاهها لتصفية استثماراتها في حقل ظهر للغاز. كما أوقفت شركي “بي جي” عملها في مصر خلال الربع الثالث أيضا لعدم الوصول لاتفاق مع الحكومة المصرية حول السعر المحدد للغاز المستخرج.
وكل هذا عكس مدى عمق الأزمة الاقتصادية في مصر لاسيما أزمة الدولار التي تتسم موارده بالانخفاض المستمر، كما أن اتجاه الحكومة لرفع سعر الدولار في الموازنة إلى تسعة جنيهات بعد أن رفعته من قبل من 7.45 جنيه إلى 8.25 جنيه يعكس الاتجاه المتنامي والذي لن يتوقف في الأجل القريب في سعر الدولار وما ينتج عن ذلك من زيادة في الأسعار لاسيما أسعار الغذاء والدواء.
3ـ قطاع السياحة مزيد من التردي:
قررت جمعية السياحة الإيطالية بتعليق رحلاتها ووقف جميع أنشطتها مع مصر، حتى يتم التوصل إلى حقيقة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، ويأتي هذا القرار بعد أن فشلت وزارة السياحة في جعل مصر ضمن خمسين دولة أوصت بورصة برلين بزيارتها، كما يمثل ضربة للسياحة المصرية، خاصة وأن السياحة الإيطالية لمصر احتلت المركز السادس ضمن أكثر عشر دول إيفادا للسائحين إلى مصر خلال العام الماضي، والثالثة بين الدول الأوروبية، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ويكشف الوضع السياحي المتردي عن سوء إدارة الدولة التي فشلت في تحقيق الأمن للمواطنين والوافدين، فقد تراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 32.5% خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، من يوليو إلى ديسمبر 2016، في ظل انخفاض عدد الليالي السياحية بنحو 28.3%. حيث بلغت الإيرادات السياحية عن تلك الفترة 2.7 مليار دولار بعدد 38.3 مليون ليلة سياحية.
4ـ الخصخصة وبيع ما تبقي من أصول:
أعلن محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، عن طرح 20% من حصة “المركزي” في البنك العربي الإفريقي، بجانب 20% يطرحها الشريك الكويتي في البنك، و20% من أسهم بنك القاهرة في البورصة المصرية، كما ذكر أنه سيتم بيع المصرف المتحد المصري لمستثمر إستراتيجي.
وبرر عامر التوجه لخصخصة تلك البنوك بأنه أن من أجل تقوية البورصة المصرية، كما ربط من قبل وصول الدولار إلى أربعة جنيهات حينما تكون البورصة قوية، ولكن الواقع يؤكد أن التوجه نحو الخصخصة من خلال بيع الأصول هو بهدف المساهمة في سد عجز الموازنة، وتنفيذ تعليمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بذات الخصوص للحصول على مزيد من الاقتراض.
5ـ عزل جنينة ولوبي الفساد:
جاء قرار السيسي في 28 مارس بعزل المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، ليعكس قوة لوبي الفساد وحمايته من قبل النظام العسكري في مصر، فقد سن السيسي قرارا بقانون في 9 يوليو 2015 يجيز له إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية، وقد استغل تصريحات جنينة بتقدير تكلفة الفساد بمصر ما بين عامي 2012-2015 بنحو 600 مليار دولار، وعمل السيسي على تشكيل لجنة تنفيذية لتراقب عمل جهاز رقابي وكشفت مخالفات جسيمة في تلك الجهات التنفيذية وفي مقدمتها وزارة العدل والداخلية والمالية، بل تدخلت النيابة لتحقق في الأمر ومنع النائب العام النشر في القضية حتى لا يفند المستشار جنينة تقرير لجنة السيسي ويكشف عن المستور في أجهزة الفساد في مؤتمر صحفي كما خطط. وحينما جاء السيسي برئيس لهذا الجهاز الرقابي جاء بالمستشار هشام بدوي المعروف بفساده القضائي الذي عينه نائبا من قبل نائبا للمستشار جنينة.
وكل هذا يعكس مدى تغلل الفساد في النظام الإنقلابي وإدارته بصورة منظمة ممنهجه وخوفه من أي طريق للإصلاح، وتم عزل المستشار هشام جنينة بعد يوم واحد من بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس الوزراء شريف إسماعيل في مجلس النواب وأكد فيه أنه لن يتهاون مع الفساد وسيعمل مع مجلس النواب والأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد.
6ـ ساويرس والعسكر مصالح مشتركة:
شن نجيب ساويرس، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر العام السنوي لحزبه المصريين الأحرار، هجوما على نظام عبد الفتاح السيسي، ووجه انتقادات لاذعة للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد. واستنكر الدعوة التي أطلقها السيسي بالتبرع لمصر بجنيه كل يوم، قائلا إنهم يطالبوننا بأن نصبح على مصر بجنيه بينما هناك ملايين تهدرها أجهزة الدولة بدون داع. كما وصف البرلمان بأنه ولد ميتا ووجه كلامه للحكومة قائلا “اصحوا بقي”.
ثم عاد ليدافع عن العسكرة الاقتصادية فقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “الجيش محرك لا مستحوذ على السوق … فالجيش في نهاية الأمر يستخدم القطاع الخاص في كل المشاريع التي توكل مهامها له”. لكنه أعرب عن قلقه من احتمال أن يؤثر ذلك على مهمات الجيش الأساسية وهي الدفاع عن البلاد. كما طالب بالخصخصة وذكر صراحة أن إلغاء قانون ازدراء الأديان على رأس أولويات أجندته التشريعية، وفي الوقت الذي أعرب فيه عن تأييده لرفض الدولة للمبادرات التي قدمت لها للتصالح مع جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: “يجب أن نسأل أنفسنا: هل من مصلحة مصر أن يحدث تصالح مع من قتل ودمر وفجر وأرهب وأضر بالاقتصاد؟”. فقد أعرب عن تأييده للتصالح مع رجال الأعمال الهاربين، واصفا ذلك بـ “المبدأ الجيد”.
