fbpx
دراسات

هل يمكن أن تكون إيران ملاذاً آمناً للإخوان المسلمين؟!

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

ارتبطت جماعة الإخوان المسلمين بعلاقات تاريخية مع النظام الإيراني الحالي الذي سيطر تماما على السلطة، بعد نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله الخميني عام 1979م في إسقاط الشاه محمد رضا بهلوي الذي حكم إيران بين عامي (1941ـ 1979)، ومن ذلك لقاءات أجراها قادة التنظيم الدولي للجماعة بالمعارضة الإيرانية في عدد من العواصم الأوروبية في أوج سلطة الشاه.(2)ومع وصول الدكتور محمد مرسي أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين ورئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة إلى الحكم في مصر في يونيو/حزيران 2012، لم تكن إيران على رأس قائمة الرابحين من صعوده بسبب قرارته المناهضة لإستراتيجيتها في المنطقة خاصة فيما يتعلق بموقفه من نظام الأسد والمسألة السورية، لكن المؤكد أنها كانت ولا تزال على رأس قائمة الخاسرين من عزله 3، وبالرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن الشريك الإستراتيجي الأمثل في تلك المرحلة لإيران، إلا أن مجرد وجود الدكتور محمد مرسي في قصر الاتحادية كان مواتياً لمصالح إيران في مصر والمنطقة(4)، وعلى الرغم من أن إيران حصدت بعض المكاسب التكتيكية المؤقتة والهامشية في سوريا وغزة من سقوط الدكتور محمد مرسي، إلا أنها منيت في الحساب الأخير بخسائر إستراتيجية وإقليمية ومعنوية تفوق بأشواط مكاسبها التكتيكية من عزله.(1)

أولاً: المحددات الحاكمة للموقف الإيراني من الإخوان المسلمين:

تبرز مجموعة من العوامل شديدة الأهمية والتي قد تساعد على فهم مستقبل علاقات جماعة الإخوان والنظام الحاكم في إيران في ظل عدد من التحديات الإقليمية التي تواجه الطرفين بضراوة أكثر من أي وقت مضى:

1ـ يعي النظام الإيراني أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين تاريخية وتتصف بالإستراتيجية على مر عقود التلاقي الفكري والأيديولوجي والسياسي بين الجانين، كما يحمد النظام الإيراني لقادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان كونهم أول من أيد قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني في مقر إقامته بضاحية نوفل لو شاتو بالعاصمة الفرنسية باريس قبيل نجاح الثورة كما كان قادة التنظيم الدولي للجماعة أول من هنأ الخميني بنجاح الثورة في طهران.(2)

2ـ أدركت إيران منذ البداية أهمية جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم دولي قوي ظل يعمل في مصر بطاقته القصوى وهو ممتد ومتشعب في عشرات الدول حول العالم، كما أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي نفسه يعد واحدا من المتخصصين الإيرانيين القلائل في شؤون جماعة الإخوان المسلمين ولأنه طليق في اللغة العربية، تحدثا وكتابة؛ فقد ترجم للقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب ثلاثة كتب قبل الثورة الخمينية ويحرص في كل رمضان على جمع عدد من القراء المصريين في منزله.( 3)

3ـ إن إيران الإسلامية ركزت في تعاطيها مع جماعة الإخوان على مفاهيمهما المشتركة في بناء الدولة ونظام الحكم الإسلامي وعزز ذلك المواقف المتطابقة لدى الجماعة وإيران في عدة مسائل منها مناهضة “الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة” واتفاقهما على أن “إسرائيل هي الشيطان الأصغر في المنطقة”.( 4)

4ـ تعتقد إيران أن مصر التي يوجد فيها مقر وثقل جماعة الإخوان، هي مركز القوة في العالم الإسلامي السني، لما تشكله من ثقل سكاني

وإرث حضاري وموقع جغرافي متميز (هو ما يبرر الدعوة التي نادى بها الدكتور فهمي الشناوي( 5) إيران إلى الاستفادة من تلك الأهمية).( 6)

5ـ هناك علاقة أيديولوجية قوية تربط بين الإسلاميين في كل من إيران ومصر، فهم يتشاركون في المشاعر المعادية لإسرائيل، ويدعمون حركة المقاومة الفسلطيينة (حماس) ( 7)، ويعتبرون أن الثقافة الغربية تشكل تهديداً عليهم في ظل التزامهم بحكم الشريعة.( 8) وهذا ما يفسر قول المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت في صيف 2013م، علي أكبر ولايتي( 9) في واحدة من جولاته الانتخابية إن الإخوان المسلمين هم الأقرب فكريا وعقائديا إلى إيران.

6ـ يتعامل الطرفان على اعتبار أن النظام الإيراني أقرب إلى النظام الحركى(10 ) وقد تولى زمام السلطة في طهران بعد الثورة التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، وبالتالي فإن العلاقات بين الإخوان كحركة وصلت إلى السلطة في مصر بعد ثورة، والخمينية كحركة وصلت هي الأخرى إلى السلطة بعد ثورة، يغلب عليها طابع التكافؤ من حيث أن الجانبين يقومان على أساس فكر التنظيم المستند على مبادئ دينية إسلامية تتعدى في جوهرها الحقيقي فكرة الدولة المحددة بسياج سياسية، وإن كان هناك اختلاف في المنطلقات الفكرية لكيفية بناء هذه الدولة.

7ـ إيران والإخوان في حاجة آنية ماسة إلى كل منهما الآخر، فبينما خرجت جماعة الإخوان من السلطة في مصر بشكل درامي بعد أن عزل قادة القوات المسلحة المصرية، الرئيس مرسي من السلطة في 3 يوليو/تموز 2013م، وشنت أجهزة الدولة كافة أعنف حرب دعائية تلقتها الجماعة في تاريخها وفقدت طليعة رموزها ونخبة شبانها بين معتقل وصريع في تلك الأثناء، تسبب لها ذلك في خسائر أساسية فادحة اضطرت معها إلى الاحتماء بالنظامين القطري والتركي لكنها كذلك في حاجة إلى توسيع دائرة الاحتماء الإقليمي، وهنا يمكن أن تبرز إيران كأحد حوائط الصد للجماعة، وإن كان برز عكس ذلك على الساحة اليمنية، مع توسع الحوثيين والاعتداءات التي قاموا بها وطالت الإخوان المسلمين.

8ـ يعتبر العقل الجمعي لدى قادة الإخوان المسلمين، النظام الإيراني مدين إلى جماعة الإخوان المسلمين بحلحلة معضلة العلاقات مع مصر، لا سيما وأن أول رئيس إيراني تطأ قدماه أرض مصر بعد 34 عاما من المقاطعة كان في فترة حكم رئيس من الجماعة، كما أن أول زيارة لرئيس مصري إلى طهران بعد الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م، كانت في ظل الرئيس نفسه.( 11)

9ـ يدرك اللاعب الإيراني أن سياسات طهران الإقليمية لا تحظى بالقبول اللازم لدى قطاعات شعبية ورسمية واسعة في البلدان العربية بسبب موقفها من الأزمة السورية والوضع الميداني في العراق وغير ذلك من الملفات الشائكة، لذلك هي في حاجة إلى تعزيز روابطها بجماعة لها حلفاء كثر على الأرض، داخل مصر وخارجها، رامية في ذلك إلى الحد من خسائرها الإستراتيجية من عزل الدكتور مرسي وموقفها المتردد وغير الواضح من بيان 3 يوليو/تموز 2013م، وما أعقبه من مواجهات بين السلطات المصرية والمواطنين المصريين الرافضين لإقصاء أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، إلا أن الممارسات على الأرض التي تقوم بها إيران في سوريا واليمن والعراق والبحرين قد تباعد بين الطرفين بدرجة كبيرة.

10ـ منيت إيران بخسائر لا يمكن تداركها بسهولة، بعد حملة العلاقات العامة الهائلة التي شنها السلفيون والأصوليون في مصر في الفترات الأخيرة وتصدير صورة نمطية عن الدولة الإيرانية باعتبارها تسعى للمد الشيعي في بلدان العالم العربي السنية، وهذا من شأنها كذلك أن يباعد بينها وبين الإخوان المسلمين، في ظل حرص الجماعة على الانفتاح على كل التيارات السياسية في المنطقة العربية، وخاصة تلك ذات المرجعية الإسلامية المعتدلة.

11ـ لدى جماعة الإخوان عدد كبير من القادة الميدانيين الشبان الذين فروا من مصر إلى الدول العربية الحليفة لنظام 3 يوليو/تموز 2013م، فور فض اعتصام رابعة مساء يوم 14 أغسطس/آب 2013م، ومنهم عدد كبير متواجد الآن في أبو ظبي والرياض والكويت والمنامة وعَمّان، مما يشكل عليهم خطورة بالغة في حالة معرفة السلطات في تلك العواصم بالأمر، لذلك فإن التحالف مع إيران، يمكن أن يدفع البعض للتفكير في اللجوء إلى إيران، إذا كان من الممكن أن توفر لهم مقرا آمنا بعيدا عن الملاحقات الأمنية.( 12)

12ـ تنسجم العقيدة التاريخية لدى كل من إيران والإخوان حول عدد من القضايا الثابتة في التكوين الأيديولوجي لدى كل منهما وعلى رأس ذلك الموقف من الغرب، ومن إسرائيل، ومن دعم حركات المقاومة في فلسطين وهو ما يسمح ببناء قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في حالة تفكير إيران في إيواء قادة جماعة الإخوان في داخل أراضيها، إذا تمت تسوية قضايا خلافية برزت وترسخت مؤخراً بين الطرفين في اليمن والعراق وسوريا والبحرين.

13ـ وجود مؤشرات عن حدوث لقاءات أجراها دبلوماسيون إيرانيون في مصر مع قادة الإخوان الموجودين في مصر للوقوف على إمكانية وآلية التعاون في تلك الفترة.( 13)

14ـ أن فكرة البديل الإيراني أمام رموز قادة جماعة الإخوان المسلمين اللاجئين لدى كل من قطر وتركيا، تنطوي على عدة مخاطر لا تخص الإخوان وحدهم بل تتعلق أيضا باللاعب الإيراني الذي يسعي آنيا إلى استخلاص موقف مصري مؤيد لتحركاته الإقليمية الإستراتيجية خاصة إزاء الملف السوري بالرغم من أن طهران كانت الطرف الأكثر خسارة من عزل الرئيس محمد مرسي في أعقاب التغيير الدرامي الذي وقع في القاهرة بين يومي 30 يونيو/حزيران و3 يوليو/تموز 2013م

15ـ أن وجهتي نظر القاهرة وطهران حول العمليات العسكرية الدولية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تكاد تكون متطابقة، إذ رفضت العاصمتان الانضمام إلى التحالف الدولي الذي يشن عمليات عسكرية على مناطق تمركز عناصر التنظيم المسلح في محافظات سوريا، وهي نقطة التقاء يمكن للاعب الإيراني ـ الذي يسعى عن كثب لاعادة العلاقات مع مصر ـ البناء عليها لتكوين تحالف ضمني غير معلن حول قضايا الأمن الإقليمي.( 14)

16ـ لدى إيران خبرة ـ قريبة زمنيا ـ في مسألة لجوء المعارضين المصريين إلى أراضيها، لاسيما بعد إيوائها عدد من معارضي النظام المصري إبان مقتل الرئيس المصري محمد أنور السادات 6 أكتوبر/تشرين أول 1981م بأسلحة عناصر من أفراد القوات المسلحة المتماهين مع الجماعة الإسلامية، ووصل الأمر إلى أن وفرت طهران ملاذا آمنا لأسر الفارين من ملاحقات نظام مبارك وما يزالون متواجدين حتى الآن بإيران بالرغم من امتعاض أجهزة الدولة المصرية من تلك السياسات.

17ـ يعد ملف إيواء إيران للإسلاميين المعارضين واحدة من أكثر القضايا الخلافية على مائدة العلاقات المصرية ـ الإيرانية الراهنة، مع إصرار النظام المصري على استعادة المطلوبين أمنيا والمتواجدين في إيران، فضلا عن بقايا الجهاديين اللاجئين إلى إيران بعد الحرب الروسية ـ الأفغانية في ثمانينيات القرن العشرين؛ ولذلك فإن تفكير إيران في إيواء قادة جماعة الإخوان المسلمين سينطوي على مخاطرة جادة وحقيقية في ملف محاولة استعادة العلاقات المقطوعة مع مصر منذ توقيع الرئيس السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978م. تكرر الأمر نفسه بعد اجتياح التحالف الدولي بقيادة أمريكية، أفغانستان(15 ) في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001م، وفرار الجهاديين المصريين المنضوين إلى تنظيم القاعدة مع القيادي الجهادي البارز أسامة بن لادن من أفغانستان عبر الحدود المشتركة إلى إيران واستقرارهم هناك أو تمكنهم بمساعدة السلطات من التسلل إلى العراق وباكستان وعدد من الدول ذات الحدود المشتركة.

ثانياً: الفرص المتبادلة:

المستوى الأول: الفرص التي يمكن أن تحصل عليها إيران من دعم الإخوان

1ـ تواجه السياسة الإيرانية عدة تحديات في المنطقة خاصة بعد الصعود السلفي غير المتوقع في أعقاب الربيع العربي(16 )، مما قد يدفعها للتقارب مع الإخوان كفرصة لبناء علاقة مع أحد أهم أطراف معادلة الإسلام السياسي في المنطقة، وتعود أهمية الإخوان من المنظور الإيراني إلى قدرتها النظرية في مصر على تحقيق مصالحة سنية ـ شيعية في آن، كما أن جماعة الإخوان المسلمين هي الطرف الأقل تشددا مع المسلمين الشيعة والأكثر مرونة في الإطار ذاته، وفي هذا السياق يمكن تذكر ما حدث للرئيس أحمدي نجاد في مشيخة الأزهر الشريف وما سمعه من هيئة كبار العلماء للدلالة على أن الإخوان كانوا وما يزالون هم التحالف الأكثر اتساقا مع السياسة الإيرانية في العالم الإسلامي.

2ـ إن المكسب التكتيكي الرئيس الذي يمكن أن يعمل عليه اللاعب الإيراني فيما يتعلق بإيجاد بدائل حيوية ومواتية أمام أعضاء جماعة الإخوان هو محاولة الضغط على القاهرة للتسريع من وتيرة إعادة العلاقات بشكل كامل، أو حتى السماح لطهران بمزاولة أنشطة على الأرض في القاهرة، في مقابل منع عناصر الإخوان من اللجوء إلى أراضيها، وهذا التفكير لو كان حقيقياً يمكن أن يشكل خطراً على أعضاء الجماعة، لأنه قد يؤدي إلى التعامل الإيراني معهم كطرف في معادلات التسوية، وبالتالي احتمالية تسليمهم للقاهرة.

3ـ في الوقت الذي برز فيه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسلح والذي يعد أحد التهديدات الرئيسية لنفوذ إيران الإقليمي يمكن من خلال توثيق الصلة بجماعة الإخوان إيجاد بديل أكثر تفاهما ووسطية لمعادلة الإسلام الوسطي بالفكر المتطرف الذي ينتهجه تنظيم الدولة، وبالتالي معادلة الأزمة مع إيران باعتبارها أحد الأعداء الإستراتيجيين في فكر تنظيم الدولة، وإحلال جماعة الإخوان بفكرها الإصلاحي محل فكر تنظيم الدولة القائم على التعامل المسلح مع لائحة الخصوم( 17).

4ـ تستطيع إيران من خلال إيوائها عناصر جماعة الإخوان المسلمين الفارين من مصر أن تعيد الضغط،ـ متعدد الأشكال، على السعودية التي تعد أحد أهم الداعمين لنظام 3 يوليو 2013م، ذلك أن مجرد إطلاق إذاعة أو محطة فضائية يهاجم من خلالها رموز الإخوان، التحالف الإقليمي المبني على أطلال رئاسة الدكتور مرسي أو حتى السماح لهم بالتحدث عبر وسائل الإعلام الإيرانية ومهاجمة الرياض يعني تشكيل طاقة ضغط مزعجة للنظام السعودي، كما سيمثل هذا وسيلة مواتية لحرف انتباه الرياض عن حشدها الإقليمي والإعلامي في مواجهة إيران. ولكنه في المقابل سيعرض رموز الإخوان ليكونوا لمخاطرة أن يكونوا ورقة مساومة لاحقا

5ـ يمكن لإيران أن تعيد إلى الأذهان مفهومها الكلاسيكي حول حاكمية الإسلام السياسي، وإقناع قادة حركة حماس (أحد روافد التنظيم الدولي للإخوان) بأن إيران ما زالت على عهدها مع الجماعات الإسلامية الأصولية، بعد أن فقدت الحركة نسبيا الثقة المطلقة التي كانت تضعها في إدارة طهران من خلال عدم إعلانها صراحة رفض عزل الدكتور مرسي.

6ـ بالرغم من صورة التعاون والتلاقي الإستراتيجي التي حرص الجانبان في طهران وأنقرة على أن تظل ثابتة في المنظور الذهني لسياسات إقليم الشرق الأدنى، إلا أن القضايا الخلافية الحادة ما زالت على الطاولة بين الجانين وأهمها: الموقف التركي من المسألة السورية، والتعاطي مع ملف الأكراد المسلحين على الحدود، وتستطيع إيران قضم قطعة من الكعكة التركية الإقليمية المتمثلة في سمعتها المتوهجة كدولة مدافعة عن الشرعية الدستورية في بلدان “الصحوة الإسلامية” بعد عزل الدكتور محمد مرسي، من خلال فتح أراضيها أمام قادة الإخوان الفارين من مصر بعد البيان العسكري الصادر عن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو/تموز 2013م.

المستوي الثاني: الفرص التي يمكن أن يحصل عليها الإخوان من وجودهم في إيران:

تشير القراءة المتأنية في العقلية التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين إلى أنها تستطيع القفز على كافة الحواجز الأيديولوجية المانعة لتلاقي الجماعات الدينية في كافة بلدان العالم الإسلامي، كما أنها تتمتع بالمقدرة غير المتكررة على عبور الموانع الفكرية والتنظيمية معا بين الجماعات ذاتها، وهو أمر جدير بالملاحظة في حال ما انتقل عدد من رموز الجماعة من الدوحة أو أسطنبول إلى طهران وعلى ذلك يمكن للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين أن يحقق، على نطاق واسع التأثير وشديد الفاعلية، عددا من المكاسب التكتيكية والإستراتيجية معا:

1ـ ممارسة الضغط على إدارة أوباما التي أبدت مواقف متميعة من إزاحة الدكتور محمد مرسي من السلطة، في بادئ الأمر، ثم أعلنت صراحة تعاونها الكامل واعترافها بالنظام الذي أعقب عزل مرسي، وهو ما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارته إلى مصر في نوفمبر 2013م، حيث أنهى الجدل حول الموقف الأمريكي من تغيير السلطة في مصر، ويمكن من خلال تلك الخطوة جعل القادة في البيت الأبيض يفكرون بجدية حول مساعدتهم للنظام المصري، ومحاولة درء مخاطر التحالف الإخواني – الإيراني، وتعد تلك المسألة مكسبا مزدوجا للجانبين الإخواني والإيراني، لاسيما بعد التعثر الشديد الذي يواجه مراحل المفاوضات النووية الإيرانية مع دول (5 + 1) مؤخرا( 18) وعدم التوصل إلى اتفاق شامل منذ توقيع الاتفاق الإطاري النووي في 24 نوفمبر/ 2013م، وحتى الآن.

2ـ يُمكِّن تواجد عناصر جماعة الإخوان المسلمين المحتمل في طهران، التنظيم الدولي للجماعة من إعادة المكانة الإستراتيجية لحركة حماس بوصفها الرافد المهم للتنظيم والذي يتخندق في مواجهة مباشرة مع إسرائيل وهي العدو المشترك لكل من طهران والإخوان وهو ما سيشكل ضغطا إضافيا على البيت الأبيض الذي سيسعى لتفادي مخاطر تلك العثرة مهما بلغ الأمر، ما سينعكس على علاقته بالنظام المصري الذي تستتبعه عدة إجراءات أقل تشددا مع أنشطة الجماعة في الداخل.

3ـ تعد إعادة العلاقات المصرية – الإيرانية في الوقت الحالي ضربة موجعة إلى جماعة الإخوان التي ستفقد كليا حليفا قويا مثل إيران، لو حدث ذلك، ما يعني أن مكسبا مهما في انتظار الجماعة حال اللجوء إلى إيران وهو قطع الطريق أمام إعادة تلك العلاقات التي تسعى لها إيران منذ قرابة عشرة أعوام بينما تتمنع مصر وتفرض شروطها على طاولة المفاوضات بين الجانبين.

4ـ مع عسكرة الثورة السورية Militarization التي اندلعت في 17 مارس/آذار 2011م، تراجعت مكانة إخوان سوريا بعد أن تصدر المشهد تنظيم القاعدة بشقيه: جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وهو ما أفقد الثورة السورية بريقها كواحدة من الثورات السلمية في بلدان الربيع العربي، كما أن خروج نظام بشار الأسد منتصرا من الحرب الدولية على تنظيم الدولة في مناطق العسكرتاريا السورية أدى إلى مفاقمة موقف إخوان سوريا الواهن أصلا. ويعد تواجد قادة الإخوان المحتملين في إيران فرصة مواتية لإبقاء الباب مفتوحا بشأن مكان لإخوان سوريا في معادلة المستقبل، باعتبار دمشق أحد أهم حلفاء طهران.

5ـ تعرضت جماعة الإخوان في مصر لعدد من الاتهامات التي تتعلق برؤيتها الإستراتيجية حيال العالم الإسلامي ككل، ومن خلال تواجد عناصرها في إيران يمكنها تصدير فكرة الرؤية الكلية للجماعة نحو العالم الإسلامي، بتياراته ومذاهبه المختلفة.

6ـ الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للتنظيم الدولي للجماعة هو إيجاد قناة اتصال مباشرة بين عناصر التنظيم الأم للجماعة المصريين، مع عناصر جماعة الدعوة والإصلاح( 19) الرافد الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأمينها العام عبد الرحمن محمد بيراني( 20) في إيران، وهي خاصية عدمتها جماعة الإخوان المسلمين على مدار الأشهر المنقضية بسبب تحفظ النظام الإيراني على إغضاب النظام في مصر والذي يستهدف إعادة العلاقات معه ساعيا في ذلك على قدم وساق، من خلال استقدام عشرات الوفود الإعلامية والسياسية والنخبوية والشعبية( 21) ومحاولة عدم إثارة نقاط الخلاف معه، لاسيما بعد إلقاء القبض على دبلوماسي إيراني يعمل في مصر بنهاية مايو/أيار 2011م، قالت السلطات المصرية إنه يعمل في أنشطة استخباراتية تضر بالمصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للبلاد، في كل من القاهرة وسيناء وأسوان.

ثالثاً: التهديدات المتبادلة:

المستوي الأول: التهديدات والمخاطر التي يمكن أن تواجه إيران

على العكس من المصالح التي يمكن أن تحققها طهران من جعل إيران ملاذا آمنا لعناصر جماعة الإخوان المسلمين الفارين من مصر في أعقاب عزل الدكتور محمد مرسي 3 يوليو/تموز 2013م، يمكن كذلك أن تواجه مخاطر حقيقية فيما يتعلق بإسراتيجيتها الإقليمية والدولية معا:

أن مجرد الخوض في هذا المجال سيجعل الطريق معبدا أمام كافة العوائق التي من شأنها تحسين صورة إيران لدى النظام المصري وحلفائه الخليجيين، وسيجعل الإنفاق غيرد المحدود الذي بذلته الخزانة العامة الإيرانية لتلطيف الأجواء مع المصريين يذهب سدى.

بذلت إيران جهدا كبيرا في السنوات الأخيرة التي أعقبت ثورات الربيع العربي لإعادة العلاقات المقطوعة مع مصر وأنفقت في ذلك أرقاما كبيرة على المستويين السياسي والدبلوماسي، وتنطوي فكرة إتاحة الأراضي الإيرانية أمام عناصر الإخوان الفارين من مصر على مخاطرة حقيقية وجادة مع الشريك المصري المحتمل في ظل تنامي موقف الرئيس بشار الأسد في سوريا وغض الطرف المصري، المنشغل في أزماته الداخلية، عن دمشق ما من شأنه إتاحة الفرصة للاعب في القاهرة للضغط على دمشق وهو ما سوف يعود بالضرر الفادح على إيران التي ستعدم بديلها المحتمل حال تعرض حلفائها في دمشق لأية فاقة في المستقبل القريب.

ستكون إيران أمام معضلة حقيقية وهي أنها على الرغم من تفاقم أزماتها مع جيرانها الخليجييين إلا أن استشعارهم الخطر من إيوائها عناصر التنظيم الدولي للجماعة الفارين من مصر سيجعلهم يتصرفون بحزم حيال تلك المعضلة، ما من شأنه خفض احتمالات التسوية السياسية وجعلها عند حدها الأدنى مع عواصم كل من الرياض وأبو ظبي والمنامة والكويت.

داخليا يمكن لإيران على المدى القريب مواجهة تصعيد من جانب الجماعات السنية المسلحة المتمركزة في مناطق حدودية خاصة أولئك المتواجدون في محافظة سيستان بلوشستان والتي تتمركز فيها عناصر تنظيم جماعة جند الله السني المسلح، مستندة في ذلك على وجود ظهير سني في قلب العاصمة بالرغم من التنافر النوعي والكيفي الفكري بين الجماعتين.

شيعيا يمكن أيضا أن يؤدي النشاط السني المحتمل الذي تقوده عناصر جماعة الإخوان المسلمين إلى إزعاج آيات الله والجماعات الشيعية المتشددة في الداخل، خاصة بعد أن تمكن السنة مؤخرا من بناء قرابة 1600 مسجد في عدد من المحافظات، ما سيمثل مدا سنيا ناعما في البلاد ذات الأغلبية الشيعية.

المستوي الثاني: التهديدات والمخاطر التي يمكن أن تواجه الإخوان

انطلاقا من الشعبية الجارفة التي اكتسبتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر على مدار تاريخها والتي عززت من تواجدها على الأرض بوصفها أقوى القوى السياسية على الساحة منذ الإطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك في 11 فبراير/شباط 2011 والتي تمثلت في فوز مرشحي الجماعة بأغلبية حاسمة في انتخابات مجلس الشعب نوفمبر/تشرين ثاني 2011م، ثم أغلبية مماثلة في انتخابات مجلس الشورى يناير/كانون ثاني 2012م، ثم فوز أحد قادتها بانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران 2012م، ثم عزله بعد عام من توليه السلطة وتعرض الجماعة لضربات سياسية موجعة يمكن من خلال تواجد عناصرها المحتمل في إيران أن تواجه عددا من المخاطر والتهديدات، منها:

مع الصعود السلفي، وشن السلفيين حرباً دعائية على الدولة الإيرانية، وترسخ مقولة أن “إيران دولة عدوة للإسلام السني”، فإن ارتباط الإخوان بإيران يمكن أن ينال من المزيد من صورتها لدى المصريين في ظل الآلة الإعلامية الكاسحة التي يسيطر عليها العسكر.

مع عزل الدكتور محمد مرسي وتكوين التحالف الوطني لدعم الشرعية، وغلبة التيارات الإسلامية على تكوينه، فإن التقارب مع إيران يمكن أن يعرض التحالف للخطر والمزيد من التفكيك.

قد يؤدي وجود عدد من عناصر الإخوان في إيران إلى خفض مستوى وشكل الدعم التركي للجماعة بالرغم من العلاقات الآنية المستقرة نسبيا بين أنقرة وطهران، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان ورئيس وزرائه أحمد دواود أوجلو قد يكون لهما رأي آخر؛ لأن الخطة المحتملة قد تؤدي لسحب جانب من البساط من تحت الأقدام التركية، وهي واحدة من المكاسب الإيرانية التي عدت في خانة مكاسبها المحتملة من لجوء عناصر الجماعة الفارين من مصر إلى أراضيها.

قد يتسبب هذا اللجوء في مشكلة لأعضاء التنظيم الدولي في تلك الدول التي تشهد صعودا متناميا للسلفيين، خاصة في تونس والمغرب والكويت وسورية ولبنان، التي تلعب فيها عناصر الجماعة أدوارا فائقة الأهمية من حيث التنظيم والدعم السياسي واللوجيستي، وقد حظت التطورات والديناميكيات الداخلية للحركة السلفية في كل من تونس والكويت على وجه الخصوص بأهمية متزايدة في غضون الأعوام القليلة المنقضية التالية للربيع العربي، وخطورة ذلك تتمثل في أن السلفية الكويتية والسلفية التونسية نجحتا على نحو لافت في توثيق علاقاتهما بالجماعات والتنظيمات السلفية في الدول العربية الأخرى، وأسفر ذلك عن حدوث شبكة تفاهم بين السلفيين في معظم البدان التي يتمع فيها الإخوان بتواجد ملموس، ما من شأنه إيجاد ذريعة لكسب السجالات السياسية والدينية لصالح السلفيين على حساب الإخوان في تلك الدول؛ انطلاقا من تحالف التنظيم الدولي للجماعة مع دولة متموضعة في وضع العداء المذهبي مع غالبية روافد التيار السلفي في العالم الإسلامي السني.

من الواضح أن هناك محوراً في المنطقة تقوده إيران، يضم معها كل من النظام السوري والنظام العراقي وحزب الله والحوثيين في اليمن، وأطراف هذا المحور الآن في حالة خلاف استراتيجي مع جماعة الإخوان وغيرها من الحركات السنية، المعتدلة منها والمتطرفة، وهو ما يقلل كثيرا من إمكانية تحقيق أي تفارب في المدى المنظور بين إيران والإخوان، خاصة وأن هذا المحور يعمل على:

إنهاء الثورة في سوريا واستعادة السيطرة وتثبيت نظام الأسد.

استعادة النفوذ الشيعي في العراق، وإنهاء سيطرة تنظيم الدولة على مساحات واسعة من أراضيه، وتزعم العالم الشيعي وقيادة الأقليات الدينية في المنطقة، مما يعزز من عناصر قوة إيران ونفوذها.

تعزيز وضع حزب الله في لبنان، ومواجهة الضغوط التي يتعرض لها بسبب مشاركته بالقتال في سوريا.

توسيع مساحات النفوذ في مناطق جديدة في المنطقة، وخاصة في اليمن والبحرين.

تعزيز قوة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وتوجيه الدعم المالي والعسكري لها، ومحاصرة حركة حماس، وتشويه صورتها لموقفها من الثورة السورية.

وتأتي كل الممارسات والإجراءات في إطار سعي إيران للدفاع عن نفوذها في مواجهة الربيع العربي ومقاومة أية امكانية لبروز قطب عربي سني منافس لها. وهو ما يتعارض وأهداف وتوجهات جماعة الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وهذا التعارض من شأنه تقليل فرص التقارب بين الطرفين أو التعاطي مع إيران، من جانب الإخوان، على أنها يمكن أن تشكل حاضنة ولو مؤقتة لعناصر الجماعة، رغم كل التحديات التي تواجهها الجماعة في المرحلة الراهنة، عبر العديد من الدول، سواء بعد الانقلاب العسكري في مصر، وانتصارات الحوثيين في اليمن، والانقلاب العسكري في ليبيا، وممارسات الأسد في سوريا، وسياسات السعودية والإمارات والكويت المناهضة للجماعة.

رابعاً: برنامج تنفيذي: توصيات مقترحة لطرفي التفاعل (إيران، الإخوان)

من خلال استعراض العلاقات الإيرانية – الإخوانية وتحديد نقاط الربح والخسارة لدى كل من الطرفين يمكن استخلاص أن كلا من طرفي التفاعل في حاجة آنية ماسة للطرف الآخر رغم تعدد نقاط المخاطر والتهديد التي تكتنف تلك العلاقات مع احتمال أن تكون إيران ملاذا آمنا لعناصر جماعة الإخوان المسلمين الفارين من مصر بعد بيان عزل الرئيس مرسي 3 يوليو/تموز 2013م، بالإضافة إلى أن كلا الطرفين لم يقدم تصورا شاملا عن شكل علاقته بالطرف الآخر.. وبناء على ذلك توصلت الدراسة إلى عدد من التوصيات يمكن إجمالها فيما يلي:

البحث عن آلية مناسبة للتواصل والتفاهم بشأن الملفات الشائكة ذات الصلة الجوهرية بعلاقة كل من الطرفين بالآخر من ذلك العلاقات المركبة للتنظيم مع الحلفاء السلفيين والعلاقات المركبة لإيران مع الحلفاء الإقليميين، والأخذ في الاعتبار تموضع الحليفين الإقليميين للإخوان: أنقرة والدوحة.

إشراك الأطراف العربية الفاعلة التي تربطها علاقات جيدة مع الجانبين في التوصل إلى صيغة تحفظ للطرفين خط حماية أهدافه الإستراتيجية والحد من مخاطر بناء تحالف نوعي في المرحلة الراهنة وأفضل طرف يحقق تلك الغاية هو اللاعب القطري.

على الإدارة السياسية في طهران إدراك أن قضية رموز جماعة الإخوان المسلمين أخلاقية في المقام الأول، ذلك أن تسييس عمليات الملاحقة الأمنية لرموز الجماعة وتقنينها دون دليل على تورطهم في عمليات عنف هو من قبيل المقايضة غير المطلوبة في تلك الفترة حفظا لصورة إيران لدى عناصر الجماعة وحلفائها.

توطيد العلاقات بين المؤسسات المتناظرة لدى كل من إيران والإخوان، فعلى سبيل المثال يمكن للطرفين أن يقيما علاقات جيدة بين أفرع الدعوة والإرشاد في الجماعة مع الحوزة العلمية في قم لتعزيز نقاط التقريب المذهبي وتلك الخطوة ستكون مهمة في المستقبل فيما يتعلق بتجنب المخاطر سالفة الذكر.

الدفع باتجاه إبرام اتفاق ضمني يحفظ الحق القانوني للطرفين وفق معايير القانون الدولي حيث يتيح القانون الدولي لكل شخص يتمتع بأهلية قانونية حق اللجوء السياسي إلى دولة ما (وفقا للمادة الرابعة عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) بشرط أن يكون مضطهدا في بلده، كما يلزم القانون ذاته اللاجئ باحترام كافة القوانين الداخلية للدولة اللاجئ بها.

الهامش

—————-

(1) الأراء الواردة في هذه الدراسة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري، ولكن تعبر عن وجهة نظر كاتبها،/ وهذه الآراء تقدم وجهة نظر يمكن أخذها في الاعتبار في التقييم الشامل للعلاقة مع إيران

( 2) كان رجل الأعمال المصري المقيم في سويسرا يوسف ندا هو سفير التنظيم الدولي للإخوان في هذا المضمار وقد استأجر طائرة خاصة ضم فيها نخبة من قيادات الجماعة والتنظيم الدولي في مصر وعدد من الدول الأخرى وذهبوا إلى طهران لتهنئة الإمام الخميني بنجاح ثورته وإزاحة الشاه كشرطي في المنطقة يعمل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يوسف ندا مسؤولا عن الاتصال بإيران حتى قبل نجاح الثورة وقد كوّن وفدا إخوانيا دوليا والتقى بالخميني في باريس بمجرد أن ذهب إلى أبو الحسن بني صدر هناك، بهدف تدعيمه، وكان من ضمن الوفد راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة بتونس، وحسن الترابي من السودان، وعدد من أعضاء التنظيم من لبنان. / المصدر: أبو النور، محمد محسن، بحث بعنوان العلاقات المصرية ـ الإيرانية بين الإقبال والمراوغة، صدر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث ضمن كتاب إيران والإخوان توظيف الدين لمصلحة السياسة، طـ1، صـ93، أغسطس/آب 2013م.

(3 ) المرجع السابق، صـ97.

(4 ) من حوار لمحمد محسن أبو النور مع جريدة الحياة الجزائرية، نشر في عدد يوم الأحد 23 يونيو/حزيران 2013م الصفحة الحادية عشرة.

(5 ) فهمي الشناوي، طبيب مصري متخصص في المسالك البولية تشيع في مرحلة متقدمة من شبابه وهو معروف بقربه من الحكومة الإيرانية وقد عالج الخميني بعد نجاح الثورة من مرض ألم به في الجهاز البولي. المصدر/ جمع الباحث المعلومات من مصادر متفرقة

(6 ) يقول الشناوي أنه في يوم ما ستجد الثورة الإسلامية في إيران السؤال عينه معروضاً عليها للإجابة: هل تفوز برضى مصر؟ فتكون لها الغلبة وتنطلق عالميّاً كقوة دولية كبرى، أم تفقد مصر؟ فتظل محصورة توصف مرّة بأنها مجرد ثورة داخل الفكر الشيعي، ومرة بأنها ثورة جنس الفرس فقط. إن عملية اختراق الحصار العربي إنما تبدأ من مصر، وعملية السباحة عبر المحيط العربي إنما تبدأ من مصر، لا لأهمية مصر بين العرب وحسب؛ ولكن للأهمية الإستراتيجية لمصر في اللعبة الدولية، ولأنه إن مالت مصر مال العرب، ولأن اكتساب مصر أسهل من اكتساب الحرب الدائرة الآن (في إشارة إلى الحرب العراقية ـ الإيرانية)”. المصدر/ الشناوي، مصطفى، أهمية مصر للثورة الإيرانية، نقلا عن: يار، عباس خامة، إيران والإخوان المسلمين، مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث والتوثيق، بيروت، ط1، صـ23، 1997م.

( 7) برز هذا فى الزيارة التي قام بها وفد رفيع المستوى من حركة حماسإلى طهران، في ديسمبر 2014. و قد جاءت هذه الزيارة لتصلح من العلاقات بين الجانبين بعد فترة من الفتور بعدما لم تقدم ايران أي دعم أثناء العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة في صيف 2014.

( 8) Khalaji, Mehdi, The Enduring Egypt – Iran Divide, Project Syndicate, December 31, 2012.

( 9) علي أكبر ولايتي هو عضو في البرلمان الإيراني في دورته الأولى، ووزير خارجية إيران بين عامي 1981 ـ 1997م، وهو أصولي مقرب من المرشد الأعلى على خامنئي ويعمل حاليا مستشاراً له لشؤون السياسة الدولية، وهو عضو في المجلس الثقافي الأعلى للثورة، وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام ويعتبر أحد الأعضاء الثلاثة لائتلاف الأصوليين في الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 14 يونيو/حزيران 2013م. المصدر/ الموقع الرسمي لقناة العالم الإيرانية ومجلة المجلة السعودية.

(10 ) جميع رؤساء إيران منذ نجاح الثورة في عام 1979م، حتى الآن يجب أن يتوافر فيهم شرط الإيمان بفضل الإمام الخميني وكونه المؤسس للدولة الإسلامية كقاعدة وضعها مجلس صيانة الدستور لاعتماد المرشحين للرئاسة وهو المجلس المخول بالموافقة على المرشحين للانتخابات الرئاسية. /الباحث.

( 11) زار الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي طهران في أغسطس/آب 2012م، لإلقاء كلمة مصر في افتتاح مؤتمر دول عدم الانحياز وهي أول زيارة لرئيس مصري لإيران على الإطلاق بعد انقطاع العلاقات في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية 1979م، كما زار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مصر في فبراير/شباط 2013م، للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي أيضا أول زيارة لرئيس إيراني بعد انقطاع العلاقات.

( 12) كانت الجماعة قد استشعرت القلق البالغ في الأيام الأخيرة لاعتصامي رابعة والنهضة، على طليعة القادة الميدانيين الشبان في المحافظات، والذين قاموا بجهد كبير في التصدي لأفراد العصابات المسلحة (البلطجية) الذين كانوا يعترضون المسيرات التي تلت عزل مرسي، وعمدت الجماعة على توفير الحماية لهم بعد معلومات وردت إلى المقطم بأن هؤلاء القادة الميدانيين الشبان والذين لا يتجاوز متوسط أعمارهم 30 عاما مطلوبين أمنيا خاصة أنهم معروفين لدى الأجهزة الأمنية المصرية بسبب تاريخهم في العمل التنظيمي بالجامعات؛ لذلك وفر التنظيم الدولي لهم جميعا فرص عمل في العواصم الخمس المذكورة وحصل كل واحد منهم على تأشيرة دخول إلى الدولة في الأيام الأولى من شهر أغسطس 2013م، وفور فض الاعتصام توجهوا جميعا إلى مطار القاهرة وقطعوا تذاكر سفر إلى ملاذاتهم المرتبة سلفا. المصدر/ جمع الباحث المعلومات من جولات ميدانية ومصادر خاصة.

( 13) في صباح 15 إبريل/نيسان 2013م، استدعت الخارجية المصرية، رئيس بعثة رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مصر مجتبي أماني على خلفية اجتماعات متكررة أجراها ثلاثة من أعضاء البعثة ويحملون جوازات سفر دبلوماسية بعدد من كوادر جماعة الإخوان في القاهرة ومحافظات أخرى. المصدر/ بيان لوزارة الخارجية منشور على الموقع الرسمي للوزارة ونقلته وكالات الأنباء.

(14 ) أخبار نشرتها وكالات الأنباء نقلا عن مسؤوليين أمريكيين وإيرانيين ومصريين. ويمكن مطالعة الأخبار التالية:

http://www.almasryalyoum.com/news/details/521947

http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?Serial=1686778

( 15) بدأ الغزو الدولي على أفغانستان بقيادة أنجلوـأمريكية بعد أقل من شهر على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001م، وتحديدا في فجر السابع من أكتوبر/تشرين أول 2001م، ما تمخض عنه إسقاط نظام طالبان وإحلال نظام حامد كرزاي محله. المصدر/ إيشنوالد، كورت، 500 يوم.. أسرار وأكاذيب في الحرب علي الإرهاب نقلا عن هاجر دياب، الأهرام المسائي، عدد 19 سبتمبر/أيلول 2012م.

( 16) “الصحوة الإسلامية” هو التعريف الإيراني الرسمي لما جرى في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن في الأيام الأخيرة من عام 2010م، والأشهر الأولى من عام 2011م، وتستخدم الإدارة الإيرانية هذا الاصطلاح دون غيره بديلا للربيع العربي أو ثورة الياسمين أو غيرها من المرادفات ووصل الأمر أن دشن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي موقعا على الإنترنت باسم: الصحوة الإسلامية. المصدر/ الموقع الرسمي لآية الله خامنئي على الإنترنت: http://www.leader.ir / ويمكن كذلك مطالعة الخبر التالي منشور على موقع قناة العربية: الرابط

(17 ) في المقابل يري البعض أن إن سياسات الأنظمة الموالية و التابعة لإيران في المنطقة كانت أكبر دواعي ازدياد و تمدد تنظيم الدولة: الممارسات الظالمة من نظام المالكي و استهداف السنة، ممارسات و مذابح نظام الأسد، و في اليمن يعطي تمدد الحوثيين فرصة لتقوية تنظيم القاعدة لمواجهة النفوذ الحوثي، فلماذا لم تفكر إيران في هذا من قبل

(18 ) دول (5 + 1) هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تضم كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا، وفي بعض الاصطلاحات تتم الإشارة إلى تلك الدول بصيغة (3 + 3) أي: الدول الأوروبية الثلاث الكبرى (ألمانيا ـ بريطانيا ـ فرنسا) بالإضافة إلى الدول الثلاث صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية ـ روسيا ـ الصين).

(19 ) أنشأت جماعة الإصلاح والدعوة في إيران في أعقاب نجاح الثورة عام 1979م، على يد مجموعةٍ من الدعاة السنة في طهران وغيرها من المدن، وكان المنظر الحقيقي والأب الروحي للجماعة هو الشيخ ناصر سبحاني، الذي قضى في سجون النظام الإيراني، وللجماعة وجودها ورموزها في كل المحافظات التي يقطنها أهل السنة في إيران وتمارس نشاطاتها بالتنسيق مع النظام مبتعدة عن محاولة تسنين الشعية الإيرانيين. المصدر/ جمع الباحث المعلومات من مصادر مختلفة من بينها موقع الجماعة على الإنترنت: http://www.islahweb.org /.

( 20)  ولد بيراني بمحافظة كرمنشاه الإيرانية عام 1954م، وحصل على بكالوريوس العلوم الشرعية فى جامعة طهران، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة النيلين، ويتولى منصب أمين عام الجماعة منذ عام 1991م. المصدر/ موقع الجماعة على الإنترنت، سبقت الإشارة إليه.

(21 ) دعت إيران عددا كبيرا من الشخصيات الإعلامية والسياسية والنخبوية في وفود ضمت صحفيين وأطباء وفنانين وأهالي شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون ثاني 2011م، وبلغ عدد المصريين الذين زاروا إيران في الفترة ما بعد 11 فبراير/شباط 2011م، وحتى نهايات 2014م، قرابة 2000 شخص. المصدر/ جمع الباحث أعداد الوفود وأعداد الأشخاص في كل وفد في الفترة التي تمت الإشارة إليها وتوصل إلى تلك النتيجة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close