fbpx
ترجمات

إيران ـ بين المكاسب وإدارة الفوضى

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية دراسة لـ فالي نصر بعنوان: إيران بين الحُطام عن وضع إيران الحالي في المنطقة والمكاسب التي تجنيها الجمهورية الإسلامية من الاضطرابات الدائرة في الشرق الأوسط. وفي إطار نقل المعارف مع حفظ حقوق الملكية الفكرية قام المعهد المصري للدراسات (EIS ) بترجمة الدراسة على النحو التالي:

مكاسب طهران من الاضطرابات الدائرة في الشرق الأوسط

على مدى السنوات السبع الماضية، أدت الاضطرابات الاجتماعية والحروب الأهلية إلى تمزيق النظام السياسي الذي ظل مسيطراً على منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الأولى. وعندما تراجعت الأنظمة الاستبدادية الصلبة وتنحت جانباً، تعرضت مؤسسات الدولة التابعة لها لضربات وانكسارات، ورضخت لمصالحات وتسويات حتى من أجل إعادة ترسيم حدودها الوطنية. بينما وقعت سوريا واليمن في مستنقع الحروب الأهلية الدموية التي تفاقمت كثيراً بسبب التدخلات العسكرية الأجنبية. وكانت جماعة إرهابية مسلحة، وهي تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف كذلك باسم داعش) قد استولت على مناطق شاسعة من العراق وسوريا قبل أن يتصدى لها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ترى إدارة ترامب، وكذلك عدد من المراقبين والمسؤولين الآخرين في واشنطن والمنطقة، أن هناك جهة واحدة تقف بشكل رئيسي وراء تلك الفوضى في المنطقة: وهي “إيران”. وهؤلاء يؤكدون أن إيران قامت بتمويل الجماعات الإرهابية، وقدمت الدعم لدكتاتور سوريا، بشار الأسد، وساعدت المتمردين الحوثيين المناهضين للسعودية في اليمن. وفوق ذلك فقد وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب إيران بأنها “الدولة الأبرز في رعاية الارهاب في العالم” وأن لديها “خططاً شريرة للمستقبل”. كما عبر ترامب عن رفضه للاتفاق النووي الذي توصلت اليه إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى في عام 2015 ووصفه بأنه ” أسوأ صفقة على الإطلاق “. وكذلك رفض الرئيس الأمريكي التصديق على أن إيران تمتثل لشروط الاتفاق النووي معها. ووصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إيران بانها “التهديد الوحيد الدائم للاستقرار والسلام في الشرق الاوسط”. واتهم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إيران بأنها في “حالة من الهياج”.

ويبدو أن واشنطن تعتقد أن وضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الاوسط كفيل بإعادة النظام الى المنطقة كلها. ولكن هذا التوقع، في الحقيقة، مبنيٌ على فهم خاطئ للأسباب التي كانت وراء الانهيار الذي حدث للمنطقة منذ بداية الأحداث؛ حيث لم تكن إيران هي السبب في هذا الانهيار، ولن يؤدي العمل على مواجهتها إلى عودة الاستقرار في المنطقة كذلك. ليس هناك أدنى شك في أن العديد من الجوانب لتصرفات إيران في المنطقة تشكل تحديات خطيرة للولايات المتحدة الأمريكية. وليس هناك شك كذلك في أن إيران استفادت من انهيار النظام القديم في العالم العربي، الذي كان يضع حداً لها. ومع ذلك، فإنها تتبنى سياسة خارجية أكثر براجماتية عما يعتقده الكثيرون في الغرب. وعندما أظهرت إيران رغبتها في التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص برنامجها النووي، فإنها كانت في الحقيقة مدفوعة بحسابات واقعية من أجل تحقيق مصلحتها الوطنية، وليس طمعاً في نشر ثورتها الإسلامية في الخارج. ولن يستعيد الشرق الأوسط الاستقرار إلا إذا قامت الولايات المتحدة بمزيد من الجهود لإدارة الصراع واستعادة التوازن هناك. وسيتطلب ذلك نهجا محسوباً بدقة، بما في ذلك العمل مع إيران، وليس التصدي لها ومواجهتها.

الأمر عادي فوق ما تتصور

يقلل السياسيون والمحللون في الغرب، في أحيان كثيرة، من حرص طهران على مصالحها وطموحاتها لحساب اهتماماتها بالزخم الثوري. ويتهمون إيران بأنها أحرص على السعي وراء “قضية” أكثر من الحرص على وضعها كدولة. فعلى الرغم من أن هناك بالتأكيد متشددين أقحاح في طهران، فإن لديها أيضاً العديد من السياسيين الأكثر واقعية، واعتدالاً، والأكثر حرصاً على التعامل مع الغرب. نعم، في السياسة الداخلية يخوض المعسكران حرباً شعواء ضد بعضهم البعض، ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن هناك توافق كبير في الآراء حول الضرورات الوطنية ومصالح الأمن القومي. وقد كان هذا التوافق هو السبب وراء توقيع إيران للاتفاق النووي ثم تنفيذه.

ويرى بعض المراقبين أن استخدام إيران للميليشيات والمتمردين في الخارج اليوم، يشبه إلى حد كبير الوضع الذي كان عليه الاتحاد السوفييتي أو الصين في ذروة حماستهما الثورية. وتنظر الولايات المتحدة إلى إيران كقوة لا تتوانى في استخدام كل ما لديها من وسائل لإرباك النظام القائم وزرع الفوضى. وقد قال وزير الدفاع ماتيس في جلسة الإقرار في الكونجرس إن هدف إيران هو “توسيع نفوذها الشرير، وإعادة تشكيل المنطقة حسب رؤيتها”.

ولكن السياسة التي ينتهجها قادة إيران الآن هي أقرب إلى سياسة روسيا والصين في الوقت الحالي منها إلى سياستهما في العصور الثورية السابقة. وأصبحت إيران بذلك أقرب إلى سياسة مراجعة المواقف، منها إلى الانطلاق كقوة ثورية، تماماً مثل روسيا والصين الآن. وهي تواجه نظاما إقليميا يستهدف استبعادها. وعلى الرغم من أن الأساليب التي تنتهجها إيران غالبا ما تتحدى بها القواعد الدولية، ولكنها في الوقت نفسه تهدف إلى خدمة مصالحها الوطنية حتى وإن تعارضت سياستها مع مصالح الولايات المتحدة. إن رؤية إيران حول السياسة الدولية الآن لا تتأثر كثيراً برؤية “لينين” و”ماو” قدر ما تتأثر بسياسة “فلاديمير بوتين” و”شي جين بينغ”. وتمثل القومية الدافع الأساسي المحرك لها وليس الحماس الثوري.

ما يميز نظرة إيران الحالية لا يعود فقط إلى الثورة الإيرانية في عام 1979 ولكن يرجع أيضا إلى سلالة بهلوي، التي حكمت البلاد على مدى العقود الخمسة التي سبقت الثورة هناك. كان محمد رضا بهلوي، الشاه الأخير، يتطلع إلى أن تسيطر إيران على الشرق الأوسط من خلال امتلاك القدرة النووية والحفاظ على التفوق العسكرية والسيطرة الكاملة على الخليج الفارسي. وعلى الرغم من أن الجمهورية الإسلامية تخلت عن هذه النزعة القومية بعض الوقت لصالح طموحات أخرى أيديولوجية. لكنها أخذت في التصاعد من جديد على مدى العقد والنصف الماضيين. واليوم، يستشهد قادة إيران بالأساطير القومية القديمة عندما يريدون التعبير عن إخلاصهم للمثل الإسلامية. وتمتلك إيران، مثلها في ذلك مثل روسيا والصين، ذكريات حية عن ماضيها وقت أن كانت امبراطورية؛ وبالتالي فإن لها تطلعات لأن تصبح قوة عظمى في إطار تلك الذكريات. ومثل روسيا والصين كذلك، ترى إيران أن النظام الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة يشكل حاجزا يقف حجر عثرة في طريق طموحاتها.

هذه الطموحات القومية تأتي جنبا إلى جنب مع الاهتمامات الأمنية الوطنية الأكثر إلحاحاً. وتشكل القوات الإسرائيلية والأمريكية أخطاراً واضحة على إيران في الوقت الحالي. فقد تسبب غزو أمريكا لأفغانستان والعراق في نشر مئات الالاف من القوات الامريكية على الحدود الإيرانية. لكن طهران اقتنعت بأنه من الغباء ان تفكر في إمكانية إعاقة الجيش الامريكى في ميدان المعركة من خلال القوات الإيرانية. فرأت إيران أن الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة وليس القوات الإيرانية المباشرة هي ما يمكنه التصدي للغزو الأمريكي ودفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب. فشرعت في ذلك بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من الغزو الأمريكي للعراق. لذلك فان استخدام إيران لهؤلاء المسلحين الذين يعتمدون عليها في التدريب والأسلحة في قتل وإصابة الالاف من الجنود الامريكيين خلال الحرب على العراق يساعد على تفسير الكراهية الشديدة التي تبديها إدارة ترامب تجاه إيران حالياً.

وترى إيران أيضاً أن العالم العربي يُشكل لها تهديداً مباشراً. فمنذ عام 1958، عندما أطاحت الثورة العراقية بالنظام الملكي العراقي، وحتى عام 2003، شكل العراق تهديداً مستمراً لإيران. وتسهم ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، التى استمرت ثمانى سنوات في الثمانينات، في تشكيل نظرة إيران إلى العالم العربى. فكثير من كبار القادة الإيرانيين الآن هم من قدامى المحاربين في تلك الحرب التي ضم خلالها العراق أراضي إيرانية إليه؛ بعد أن استخدم النظام العراقي آنذاك الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية، وأثاروا الرعب في المدن الإيرانية من خلال استخدام القذائف الصاروخية. ومنذ عام 2003، وبعد خفوت النزعة الانفصالية للأكراد في العراق وسوريا، أدى تزايد التوترات الشيعية / السنية في جميع أنحاء المنطقة إلى تعزيز التصور بأن العالم العربي يشكل تهديداً لأمن إيران.

كما تشعر إيران بالقلق خوفاً من ان تتعرض لمواجهة مع أعدائها التقليديين. ففي عام 2016، ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، أنفقت إيران ثلاثة في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على تسليح جيشها، بنسبة أقل من تلك التي أنفقتها المملكة العربية السعودية (10 في المائة) وإسرائيل (6 في المائة) والعراق (5 في المئة) والأردن (4 في المائة)، مما يضع إيران في المرتبة الثامنة في الشرق الأوسط من حيث الإنفاق الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. وفي عام 2016، أنفقت السعودية 63.7 مليار دولار على الدفاع، أي خمسة أضعاف ما أنفقته إيران (12.7 مليار دولار).

وللتغلب على هذا العائق، تبنت إيران استراتيجية “الدفاع للأمام” (المتقدم). وهذا يشمل دعم الميليشيات الصديقة والمجموعات المتمردة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حماس وحزب الله، وكلاهما يهدد حدود إسرائيل. وتُعتبر الوحدة العسكرية الإيرانية الأكثر فتكا هي فيلق القدس، وهي جزء من الحرس الثوري الإسلامي المكلف بتدريب وتجهيز هؤلاء الوكلاء. وقد أثبت حزب الله على وجه الخصوص بأنه حليف فعال لإيران ، حيث حقق حالات فريدة من النجاح العسكري العربي ضد إسرائيل. ففي عام 2000، أجبر حزب الله القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، وفي عام 2006، صدت الهجوم الإسرائيلي هناك واستنزفت قواته.

ويتشابه هذا المنطق مع ما تهدف إليه إيران من وراء برنامجها الصاروخي بعيد المدى (والبرنامج النووي قبل التوصل إلى اتفاق 2015). حيث تعتزم طهران أن تكون هذه البرامج مظلة وقائية لقواتها على الأرض، وهي الاستراتيجية التي نجحت في استخدامها باكستان في مواجهة الهند. وكانت إيران قد وافقت على تجميد برنامجها النووي؛ حيث أنه مع وجود برنامج صاروخي متطور تماما، لا تستطيع أي دولة حتى لو كانت أقوى بكثير من إيران أن تهاجمها أو تهاجم وكلاءها دون أن تواجه انتقاما مدمرا منها.

محاطة بالفوضى

إذا كان سلوك إيران يبدو أكثر تهديدا اليوم عما كان عليه في السابق، فإن ذلك لا يرجع إلى أن إيران أصبحت أكثر رغبة في مواجهة أعدائها وزرع الشقاق بينهم عما كانت عليه من قبل، ولكنه يرجع إلى التغيرات الجذرية التي شهدها الشرق الأوسط على مدى العقد والنصف الماضيين. فقد ولى النظام العربي الذي اعتمدت عليه واشنطن لعقود من الزمن في إدارة الشؤون الإقليمية والحد من قدرة إيران على المناورة. ووقعت في المنطقة سلسلة من الأحداث، بدءا من غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وتُوجت باندلاع الثورات العالم العربي، والاضطرابات الاجتماعية التي أطاحت ببعض الحكام، وضربت مؤسسات الدولة، وأثارت الفتن العرقية والطائفية التي تطورت في بعض الحالات إلى حرب اهلية شاملة.

وقد أدى عدم الاستقرار، من نواح كثيرة، إلى تعزيز القوة والنفوذ لإيران نسبياً في جميع أنحاء المنطقة. ومع ضعف عدد كبير من مراكز القوة الأخرى، فإن طهران تبدو الآن أكثر نفوذاً من ذي قبل. ففي العراق، تعمل إيران من خلال مجموعة من القوى السياسية الكردية والشيعية، وتبني التحالفات، وتشكل الحكومات، وتسوي النزاعات، وتقرر السياسات. ونتيجة لذلك، فإن العراق يتأثر كثيراً بإيران أكثر من أي دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي سوريا، جمعت إيران مقاتلي حزب الله مع متطوعين شيعة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لإنشاء قوة عسكرية فعالة، استخدمتها لشن حرب على المعارضة هناك. ومع تنامي قوة بشار الأسد في الحرب الأهلية، ازداد نفوذ إيران كذلك في دمشق. أما في اليمن، وبكلفة قليلة جدا، تمكنت إيران من إغراق السعودية وحلفائها في حرب مكلفة، وتحويل الموارد السعودية بعيدا عن العراق وسوريا.

وعلى الرغم من ذلك، فإن عدم الاستقرار في المنطقة تسبب أيضا في تعرض إيران لتهديدات جديدة. فالرأي العام في العالم العربي أصبح ينتقد بشدة دعم إيران لنظام الأسد في سوريا. ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي في عام 2012، فقد هبطت شعبية إيران في العالم العربي إلى 25 في المائة بعد تورط إيران المباشر في النزاع السوري، وذلك بعد أن كانت أعلى من 75 في المائة في عام 2006. وأدى الصعود الكبير لداعش، ضد الشيعة وضد إيران، إلى تحريك مقاومة سنية كبيرة ضد النفوذ الإيراني هناك. لكن المصير الذي صارت إليه داعش أكد من جديد أهمية مبدأ الدفاع المتقدم الذي كانت قد تبنته طهران. فلولا وجود إيران العسكري وقوة شبكتها من الحلفاء والعملاء في العراق وسوريا، لاجتاحت داعش على الفور دمشق وبغداد وأربيل (عاصمة كردستان العراق) قبل أن تصل إلى حدود إيران نفسها. وعلى الرغم من أن أعداء إيران يتبنون استراتيجية أخرى تتمثل في دعم الجماعات العسكرية غير الحكومية في محاولة ضد قوات النظام هناك، إلا أن نتائج ذلك النهج لم يؤدي إلى النتائج المرجوة منه: فكلما صعد العالم العربي من الوعيد والتهديد ضد إيران، كلما كانت أكثر تصميما على استمرار البقاء وزيادة النفوذ لها على الأرض.

كما ساهم السياق الإقليمي الجديد من زيادة خطر الصراع المباشر بين إيران والولايات المتحدة أو حلفائها العرب. لكن قادة إيران يشعرون الآن أنهم يمتلكون التفوق من حيث القوة النفوذ هناك. لقد خرجت إيران من معركة داعش أقوى كثيراً عما كانت عليه من قبل. وقام الحرس الثوري الإيراني بتدريب وتنظيم الشيعة العراقيين الذين واجهوا داعش هناك، والشيعة المتطوعين الذين جاؤوا إلى سوريا من بلاد بعيدة مثل أفغانستان للقتال لصالح إيران وبشار، بالإضافة إلى قوات الحوثيين التي تقاتل الحكومة الموالية للسعودية في اليمن، وميليشيات حزب الله اللبنانية. كل هذه الجماعات الشيعية الموالية لإيران تمثل قوة لا يستهان بها. ومن المؤكد أنهم سيساهمون بقوة في تشكيل بلدانهم الأصلية بعد انتهاء القتال من خلال الانغماس في السياسة المحلية هناك، مما سيرسخ من نفوذ إيران في العالم العربي. وطبقاً لذلك، فلن تستطيع الدول العربية السنية بعد ذلك إدارة المنطقة بمفردها.

وقد أدى تزايد حدة التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية خلال العام الماضي، وتصعيد إدارة ترامب ضد إيران، وحظر الإدارة الأمريكية دخول المواطنين من عدة بلدان ذات أغلبية مسلمة إليها، بما في ذلك إيران – أدى ذلك إلى ظهور ردة فعل قومية تجاه ذلك. ومع ذلك، فإن التحدي الذي تبديه إيران تجاه الولايات المتحدة يقابله قلق من جانبها حيال التهديدات المتزايدة من العلاقات الأميركية السعودية التي تم تنشيطها بين البلدين من جديد. وكانت التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية قد تصاعدت منذ توقيع إيران للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ولكن منذ أن تولت إدارة دونالد ترامب مقايد الأمور، تحولت العلاقات بين البلدين تحولاً كبيرا. ففي مايو 2017، حذر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، من أن معركة النفوذ في الشرق الأوسط يجب أن تنتقل إلى “داخل إيران”.

ولم تعد إيران في مأمن من أنواع الهجمات الإرهابية التي ضربت العواصم العربية والغربية. ففي يونيو الماضي، هاجم مسلحون وانتحاريون من تنظيم داعش مبنى البرلمان الإيراني وضريح المرشد الأعلى ، روح الله الخميني، مما أسفر عن مقتل 18 شخصا. وقد دفع الشعور بالخطر من التهديدات التي تدور حول البلاد الكثير من الإيرانيين إلى قبول منطق سياسة الدفاع المتقدم. وخلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية، كان حكام إيران يبذلون جهداً كبيراً لعدم إبراز حجم المشاركة الإيرانية في الحرب، وحتى في إخفاء الخسائر الإيرانية في الأرواح. أما الآن، فقد اختلف الوضع وأصبحوا يحتفلون بقتلاهم علنا ​​على أنهم شهداء.

وخلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أواخر ديسمبر وأوائل يناير، أطلق بعض المتظاهرين شعارات تنتقد تورط إيران في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية. وقال المتظاهرون ان سياسة الدفاع الامامى (المتقدم) ادت الى استنزاف الموارد في تلك الصراعات على حساب الاحتياجات الملحة للناس في الداخل. وقد أكد المحتجون آنذاك على أن تبني التوجهات القومية والحد من التدخلات الخارجية كفيل بتقليل هذه الكلفة الاقتصادية العالية. وعلى الرغم من الانتقادات العلنية لهذه السياسات، فإن الأمر لا يمكن أن يصل إلى حد الانهيار الداخلي بسبب توسيع نفوذها في الخارج. ومع أن الإيرانيين يتشككون في طموحات حكومتهم الإقليمية، إلا أنهم لا يشككون أبداً في ضرورة الدفاع عن الدولة ضد أي أخطار. فهم قلقون من التهديد الذي يشكله المتطرفون السنة للمدن المقدسة الشيعية في العراق وسوريا، بل وأكثر من ذلك فإنهم يتخوفون من تهديدهم لإيران نفسها. وعلى أية حال، فإن هذه الانتقادات والاحتجاجات لم تؤثر على الحكام في إيران. فقد صرح العديد منهم أن هناك أيادي أجنبية وراء تلك الاحتجاجات. وفضلاً عن ذلك فهم مقتنعون تماماً بأنه لا سبيل إلى التراجع، بل إنه يجب على إيران أن تظهر قوتها ونفوذها من خلال حماية مناصريها في الشرق الأوسط.

من التفاوض إلى المواجهة

كان رد فعل إدارة أوباما تجاه النظام المتفكك في الشرق الأوسط هو ابتعاد الولايات المتحدة تماماً عن هذه الحالة من عدم الاستقرار الذي لا ينتهي في المنطقة. وفي مفارقة واضحة للسياسة الاميركية التي سبقت عهد أوباما، فقد رفضت الولايات المتحدة إبان حكمه التدخل في الحرب الاهلية في سوريا، وتجاوزت الاستراتيجية القديمة كذلك عندما أبرمت اتفاقاً حول البرنامج النووي لإيران. وهذا ما أثار غضب العالم العربي وأدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية، ولكنه بالنسبة الولايات المتحدة أدي إلى تقليل نسبة التهديد بتوريطها في مستنقع المنطقة في الوقت الذي كانت تسعى للخروج منها.

وأدى نجاح الاتفاق النووي إلى قيام الولايات المتحدة بإعادة صياغة علاقتها مع إيران. واستنتج حلفاء أمريكا من العرب أن واشنطن لن تلتزم بعد ذلك بالعمل على الحد من توغل إيران في المنطقة، وشعروا بالقلق من أنها بذلك ستبتعد عنهم تماماً، خصوصاً بعد موافقة طهران على الاتفاق النووي.

وعلى الرغم من كل هذه التوقعات، فإن الولايات المتحدة آنذاك لم تغير بشكل جذري نهجها تجاه المنطقة. وسعت إدارة أوباما حينها إلى طمأنة العرب من خلال توقيع صفقات أسلحة كبيرة مع البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وشعر مؤيدو الاتفاق النووي في طهران بخيبة أمل: فقد تخلت البلاد عن ورقة هامة كانت في يدها لتجد الفجوة العسكرية الكبيرة بينها وبين أعدائها الإقليميين تتسع بعد عقد هذه الصفقات. وفي عام 2015، أبدت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها للمرة الأولى استعدادهم لاستخدام هذا التفوق العسكري، مع تأثيره المدمر، في اليمن – وهي إشارة لم تخطئها إيران التي ردت عن طريق مضاعفة قدراتها الصاروخية.

وبعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، انقلبت الإدارة الأمريكية على الاتفاق النووي مع إيران، وتحولت سياستها إلى نظام التحالف الأميركي العربي القديم، وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية باعتبارها حليفها الأكبر هناك. وقد تكون الصفقة مع إيران متعثرة الآن فقط ولم يتم نقضها بعد، ولكن الشيء المؤكد هنا هو أن الانفتاح في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة قد انتهى تماماً، وأصبحت العودة إلى سياسة الاحتواء (الدبلوماسي) التي كان يتبناها أوباما شديدة الصعوبة. وغاب عن الساحة دولتان رئيستان في المنطقة: فقد أصبحت العراق وسوريا في حالة من الضعف والانكسار جعلتهما غير قادرين حتى على السيطرة على أراضيهما، وحكمتهما حكومات أقرب إلى إيران منها إلى حلفاء الولايات المتحدة من العرب. وكانت سوريا والعراق تشمل معظم بلاد الشام، وساهمت كلتاهما في فرض النظام على الطوائف والعرقيات والقبائل المتناحرة لعدة عقود هناك. وظلت الدولتان منذ الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى مصر والمملكة العربية السعودية، بمثابة أعمدة النظام العربي. وكان العراق، على وجه الخصوص، ما بعد عام 1958، بمثابة الدرع ضد نفوذ إيران، والرمح الموجه تجاه الجمهورية الإسلامية.

ويعكس موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تراجعها الكبير عن قيادة العالم. وليس لدى الولايات المتحدة الآن القدرة على نزع المكاسب التي حصلت عليها إيران، أو حتى على ملء الفراغ الذي خلفته وراءها بعد تخليها عن المنطقة من جديد. وقد ظهرت مؤشرات تراجع السياسة الأمريكية في المنطقة بوضوح شديد خلال استفتاء كردستان العراق العام الماضي. فعلى الرغم من أن واشنطن دعت الأكراد إلى عدم إجراء الاستفتاء، فإنها لم تتمكن من وقفهم عن إجرائه؛ وبعد أن تم التصويت من أجل الاستقلال، لم تستطع القيام بدور كبير في إدارة الأزمة التي نتجت عن ذلك. وفي المقابل، استطاعت إيران أن توقف شبح المواجهة بين بغداد وأربيل، والتي كانت مرشحة للتحول إلى صراع مفتوح. وأرغمت طهران كذلك الزعماء الأكراد إلى التراجع عن فكرة الاستقلال، والتخلي عن السيطرة على مدينة كركوك المتنازع عليها؛ ووصل الأمر أيضاً إلى فرض إجراء تغيير في قيادة حكومة إقليم كردستان.

ولم تقف المملكة العربية السعودية، الحليف العربي الرئيسي للولايات المتحدة، مكتوفة الأيدي. فقد نجحت هي كذلك في حشد الرأي العام العربي السني في مواجهة تدخل إيران في سوريا وبقية العالم العربي. وفي الفترة بين عامي 2013 و 2016، استطاعت السعودية مع قطر وتركيا الحد من نفوذ إيران وحلفائها في سوريا من خلال دعم مختلف جماعات المعارضة المناهضة للأسد. إلا أن هذا الجهد لم يستمر طويلاً. فسرعان ما حدثت قطيعة بين السعودية من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى، وأفلت بذلك نظام الأسد من قبضة المعارضة السنية في سوريا. وفي اليمن، وقف الحوثيون في وجه القوات العسكرية الكبيرة للتحالف الذي تقوده السعودية.

ولا تزال إيران تشعر بالقلق إزاء الوضع الجديد الذي آلت إليه السعودية. حيث يقوم ولي العهد محمد بن سلمان بشن حرب في اليمن وقام بفرض عزلة على قطر وحاول حتى ان يرغم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة في نوفمبر الماضي. وخلافاً لمن سبقوه، فقد أظهر بن سلمان رغبته في لعب دور في العراق، من خلال استمالة بعض السياسيين العراقيين الشيعة، بمن فيهم زعيم الميليشيا المتشدد مقتدى الصدر. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية ستواجه صعوبة في مواصلة هذه الاستراتيجية العدوانية تجاه إيران. حيث أن هناك ملفات كثيرة تشغل ولي العهد السعودي مثل إدارة الملف الصعب لخلافة والده، الملك سلمان، وتنفيذ برنامج طموح لعمل إصلاحات اجتماعية واقتصادية، في الوقت الذي يظهر فيه مواجهة إيران.

كما لا تشعر إيران بأنها معزولة كما تريد لها واشنطن وحلفاؤها. حيث قادت المملكة العربية السعودية في يونيو الماضي تحالفا من أربعة دول عربية لفرض مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر، عقابا لها على تواصلها مع إيران، كما اتهمتها بدعم جماعات إرهابية، ومؤازرة تنظيم الإخوان المسلمين السني. لكن الجهود التي تم بذلها لعزل قطر لم تؤد إلا إلى مزيد من التقارب مع إيران، حيث وفرت لطهران نافذة على الشواطئ الجنوبية للخليج الفارسي.

كما أضرت خطوة المملكة العربية السعودية تلك بعلاقاتها مع تركيا. حيث يرتبط حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة بعلاقات مع الإخوان المسلمين، وللدولة التركية طموحها الخاص في قيادة العالم السني. كما أن الرؤية الأمريكية – السعودية للنظام الإقليمي لا تعكس مصالح تركيا وطموحاتها. وقد عجل هذا كله بتوجه تركيا نحو إيران وروسيا والتمحور معهما. وقد استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انهاء خلافاته مع طهران وموسكو، وإقامة شراكة مع الدولتين من أجل إدارة الأحداث في سوريا. وكان هذا المحور الجديد قد ظهر بشكل واضح في نوفمبر الماضي عندما انضم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحانى في سوتشى لمناقشة تقرير مصير سوريا. وبينما كانت التوترات تتصاعد بين إيران والولايات المتحدة كانت روسيا ترسخ أقدامها في الشرق الأوسط الذي بدأ بالفعل منذ عام 2015 عندما تدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية نيابة عن نظام الأسد. وقد اعتاد المسؤولون الامريكيون على التقليل من شأن اهتمام موسكو بسوريا واستبعدوا احتمال ان تتمكن روسيا من بسط نفوذها وتوسيع نطاق انتشارها في المنطقة. لكن الواقع يقول إن روسيا أصبحت الآن هي المتحكم الرئيسي في مصير سوريا. ومع تطور دورها ليمتد إلى ما بعد سوريا، أصبحت روسيا الوسيط الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمكن أن يتحدث معه الجميع.

في الحقيقة، لم تتمكن روسيا من تحقيق هذه المكاسب بدون إيران. فقد أعطى التواجد الإيراني على الأرض الفرصة لروسيا أن تنجح في سوريا. وفي أفغانستان وآسيا الوسطى والقوقاز، عملت إيران وروسيا معا بشكل وثيق لمواجهة نفوذ الولايات المتحدة. وترى الدولتان انهما قوى كبيرة على خلاف مع التحالفات الامريكية التى أُنشئت لاحتوائها. وتدرك روسيا قيمة إيران من أجل تنفيذ طموحاتها الأوسع. فإيران تحتل موقعاً جغرافياً مهماً، وهي دولة غنية بالطاقة ويبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، ولها شبكة من الحلفاء والوكلاء الذين يمتدون عبر الشرق الأوسط، وكلهم خارج نطاق نفوذ الولايات المتحدة. وهذا يجعل إيران بمثابة الجائزة بالنسبة لبوتين، الذي يتوق إلى التنافس مع الولايات المتحدة في كل مكان حل فيه.

ومن خلال العمل معا في الحرب الأهلية السورية، أقامت الجيوش والمخابرات الإيرانية والروسية علاقات وثيقة مع بعضها البعض، الأمر الذي سيساعد إيران على تحمل الضغوط الأمريكية في المستقبل. وفي العام الماضي، عندما أظهرت الولايات المتحدة تراجعاً عن الاتفاق النووي ومارست ضغوطا متزايدة على إيران، ظهر توافق كبير في الآراء داخل طهران حول إقامة علاقات أوثق مع روسيا. وتتطلع إيران الى زيادة حجم التجارة مع روسيا وشراء اسلحة متطورة منها لمواجهة ارتفاع الانفاق العسكري داخل الكتلة التي تقودها السعودية. بل إنها قد توقع اتفاقاً دفاعياً مع روسيا يتضمن التعاون العسكري والاستخباراتي الوثيق يشمل السماح لروسيا باستخدام القواعد العسكرية الإيرانية وهو ما كانت تعارضه إيران في الماضي. وقد تؤدي السياسة الأميركية في النهاية إلى تمكين روسيا دون التقليل من نفوذ إيران.

حان الوقت للحديث

استنادا إلى فهم مشوه لأسباب الفوضى في الشرق الأوسط، فإن سياسة إدارة ترامب تجاه إيران قد تقودها إلى دوامة كبيرة لا نهاية لها. إن الافتراض بأن الولايات المتحدة وشركاءها العرب يستطيعون تحييد إيران بسرعة وبدون ألم، وأن ذلك سيجلب الاستقرار في المنطقة، يُعتبر خطأ خطيراً. ففي الوقت الراهن، لا تملك الولايات المتحدة قوات كافية في الشرق الأوسط للتأثير على التطورات في العراق أو سوريا، ناهيك عن قمع إيران. وحين يدرك ترامب حجم التكاليف العسكرية المطلوبة لمثل هذه المواجهة، فإنه بالتأكيد سيكون مجبراً على النكوص عن هذه المغامرة العسكرية عالية الكلفة، حيث أن هذه التكاليف ستأتي بالتأكيد على حساب قضايا أخرى أكثر إلحاحاً، مثل ملف مواجهة كوريا الشمالية وردع الصين وروسيا. كما يجب ألا تُعول واشنطن كثيراً على حلفائها الإقليميين، حيث لا يمكنهم طرد إيران من العالم العربي، كما أنهم لن يستطيعوا حتى ملء فراغ النفوذ الذي ستخلفه إذا هم فعلوا ذلك. بالإضافة إلى أن اندلاع أي نزاع إقليمي سيجبر حتما الولايات المتحدة على التدخل هناك.

وحتى لو قامت الولايات المتحدة بحشد الموارد اللازمة لوضع إيران تحت السيطرة، فإن ذلك لن يحقق الاستقرار، حيث إن إيران تشكل عنصراً لا غنى عنه في أي نظام دائم ومستقر في الشرق الأوسط. ولن تؤدي المواجهة العسكرية إلا إلى تشجيع طهران على إنفاق مزيد من الأموال على الدفاع، مما سيؤدي إلى مزيد من التدخل الإيراني ومزيد من عدم الاستقرار. وقد تؤدي المواجهة إلى إضعاف دول مستقرة مثل البحرين والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة، وقد تؤدي أيضاً إلى دفع دول ضعيفة، مثل العراق ولبنان، إلى الانحدار إلى حالة من الفوضى والعنف على غرار ما حدث في ليبيا واليمن في السنوات الأخيرة. والأهم من ذلك أنه على الولايات المتحدة أن تتصدى للأزمات الإنسانية ومواجهة الجماعات الإرهابية التي قد تبدأ من حيث انتهت داعش.

وبدلا من تصور نظام إقليمي قائم على تحييد إيران، فإن على الولايات المتحدة أن تعزز رؤية للشرق الأوسط تشمل بين طياتها إيران. وينبغي على إيران أيضاً أن تقتنع بأنه من الأفضل لها أن تعمل مع واشنطن وحلفائها عن أن تعلق آمالها على نظام إقليمي مدعوم من روسيا.

ولتحقيق ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى سياسة تعتمد بشكل أكبر على الدبلوماسية وبشكل أقل على القوة. وعلى واشنطن أن تجد طرقا للحد من التوترات عن طريق إشراك إيران بشكل مباشر في قضايا المنطقة، وأن تكمل من حيث توقف الاتفاق النووي. كما ينبغي أن تشجع إيران والمملكة العربية السعودية على التعاون لحل الأزمات الإقليمية، بدءا بالأزمة في سوريا والأزمة في اليمن.

واستثماراً للثقة التي تضعها المملكة العربية السعودية الآن في إدارة ترامب، فإن على الولايات المتحدة أن تقوم بما فشلت إدارة أوباما في القيام به: وهو قيادة جهد دبلوماسي دولي للتوسط في صفقة إقليمية من شأنها إنهاء الصراعات وخلق إطار للسلام والاستقرار، حيث لا ينبغي أن تترك هذه المهمة لروسيا. نعم، سيكون هذا الجهد صعبا، خاصة وأن واشنطن فقدت كل المكاسب الدبلوماسية التي ترتبت على الاتفاق النووي مع طهران. ولكن البديل – وهو تصاعد المواجهة – لن يؤدي إلا إلى دفع الشرق الأوسط بشكل أكبر إلى حالة من الفوضى. (1).

—————

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
المصدر
فورين أفيرز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close