المرصد

اتجاهات الإعلام السعودي 14 مارس 2016

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد السعودي، خلال الفترة من 5 إلى 11 مارس 2016م، من خلال ما نشرته وسائل الإعلام السعودية، حول الأوضاع الداخلية والخارجية في المملكة، والقضايا المصرية السعودية.

أولاً: حدث الأسبوع:

كانت مناورات “رعد الشمال”، وعروضها الختامية هي بمثابة حدث الأسبوع في الإعلام السعودي؛ حيث كانت محور اهتمام أكثر من 90% من مقالات الرأي في صحف الداخل، أيام الأربعاء 9 مارس وحتى الجمعة، 11 مارس 2016م، تنوعت مجالات اهتمام الصحف والمصادر السعودية بالمناورات، في الاتجاهات التالية:

1-حضور عدد من قيادات ورؤساء الدول العربية والإسلامية المشاركة في المناورات، للعروض الختامية لها، والنشاط الدبلوماسي والسياسي الذي قام به الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعودي، مع عدد منهم، وكان من بينهم رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، وقائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بينما لم يعقد جلسة ثنائية مع أمير قطر، الشيخ تميم.

2-التأكيد على أن المناورات؛ ليست رسالة حرب، وإنما هي رسالة قوة لردع “أعداء المملكة والأمة”؛ حيث كان من الملاحَظ أن خطاب الإعلام السعودي حرص في هذا الصدد على إظهار أن الرياض وسياساتها، والمناورات جزء من هذه السياسات، تمثل طليعة الأمة في التصدي للمخاطر التي تواجهها في الوقت الراهن، وأن هناك حالة من التأييد الواسع لمواقف وسياسات المملكة ().

3-التركيز على ضخامة المناورات، والتأكيد على أنها الأضخم في تاريخ المنطقة، سواء فيما يتعلق بعدد الدول التي تشارك فيها (قالت بعض المصادر السعودية إنها 34 دولة بينما في البداية كانت 20)، أو حجم القوات المشاركة فيها.

4-لم يخفِ الإعلام السعودي ربط المناورات بالمشروع الإقليمي الإيراني، وأنها مهمة لوقف طموحات إيران بالإضافة إلى قضية مكافحة الإرهاب، والذي يعتبره الكُتَّاب السعوديون من أهم المهددات التي تواجه “الأمن القومي السعودي والعربي والإسلامي”.

وفي هذا الصدد كان هناك اهتمام بنشر ما قاله الملك سلمان بن عبد العزيز حسابه الرسمي في “تويتر” في ختام المناورات؛ عندما قال: “فخورون هذا اليوم بتضامننا في #رعد_الشمال وأن يشاهد العالم عزمنا جميعاً على ردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب”.

وبالرغم من أن “العمق العربي والإسلامي” للمناورات كان أحد أهم إشارات الإعلام السعودي فيما يخص “رعد الشمال”؛ إلا أن قضية الأمن الخليجي كانت موجودة بكثرة في تناولات كُتَّاب الرأي في المصادر الداخلية والخارجية؛ حيث تم التأكيد على أن الإجراءات السعودية في المجالَيْن السياسي والعسكري، على المستوى الإقليمي؛ إنما هي لصيانة أمن الخليج بالدرجة الأولى. وهو ما بدا كذلك في مناقشات الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب؛ حيث كانت قضية الأمن الخليجي في صلب المناقشات، وفي البيان الختامي.

ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:

1-استمر الاحتفاء بالأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، ووزير الداخلية؛ حيث بدا وكأنه قد تم “استغلال” بعض الحوادث، مثل زيارته الأخيرة إلى فرنسا، وقبلها حضوره مؤتمر وزراء الداخلية العرب. وكان من بين ما كُتِبَ في هذا، مقالات خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة”، والذي كتب يوم 7 مارس ()، يقول: “الأمير محمد بن نايف شخصية أمنية غير عادية على مستوى العالم، ولا أحد يجهل دوره في مكافحة الإرهاب، وتعرض سلامة حياته لمحاولة القتل من الإرهابيين، وهذا ما وضعه في عين الاهتمام والتقدير من الدول المحبة للسلام”.

ومن ذلك الاهتمام بلقاءات الأمير محمد بن نايف، مع وزير الدفاع الماليزي الذي كان يزور المملكة على هامش المشاركة في ختام مناورات “رعد الشمال”، بالرغم من أن ذلك كان من صميم نشاط ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع.

2-الضربات الأمنية المتلاحقة كانت محل اهتمام الصحف السعودية في الداخل، وكذلك قناة “العربية”، وكان أهم الحوادث المرصودة مقتل عدد من “الإرهابيين، يوم الخميس 10 مارس، والقبض على آخرين متهمين بقتل العسكري بدر حمدي الرشيدي، بإحدى قرى حائل، وتعود أهمية هذه الواقعة، هي أنها حالة نادرة من نوعها التي تُقدم فيها مجموعة من “الإرهابيين” بقتل أحد أقاربهم من المنتمين إلى المؤسسة العسكرية والأمنية.

3-كان هناك اهتمام بخطاب الإسلام السياسي، وتفنيده، وهو ما بدا من الواضح، من خلال مقالات مماثلة متزايدة الفترة الماضية، وكأنه أصبح بناء على توجيهات من السلطات السعودية، وكان أهم الاتهامات الموجهة هذا الأسبوع لجماعات الإسلام السياسي، فقدان هذه الجماعات لبرنامج عمل مستقبلي عملي، والاقتصار على التنظير ().

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1-الملف اليمني:

كان هناك اهتمام كبير في وسائل الإعلام السعودية بالتطورات الجديدة الحاصلة على الأرض، والتي تشير إلى أن هناك قرارات سياسية اتُّخذت بضرورة حسم معركة “تعز”؛ حيث استطاعت القوات الموالية للرئيس منصور هادي، الاستيلاء على مقر جامعة “تعز”، والتقدم على أكثر من محور حول المدينة، حتى نجحت مساء الجمعة، 11 مارس، في فك الحصار عنها بالكامل وفق وسائل إعلام سعودية.

كما كان هناك اهتمام بإبراز جهود الرياض في مجال العمل الإنساني، مع توضيح ميداني للكيفية التي يعمل بها طيران التحالف العربي الذي تقوده الرياض في الأجواء اليمنية، والمناطق المحظور عليه التعامل معها عسكريًّا لطبيعتها المدنية.

مع بيان الترتيبات الأمنية الجديدة على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن، لتأمينها، وصفقة التبادل التي تمت مع الحوثيين؛ حيث تم الإفراج عن عريف سعودي، مقابل سبعة من أسرى الحوثيين كانوا لدى الرياض.

2-الملف السوري:

في الملف السوري، كان هناك اهتمام بأكثر من تطور، كثيرُ منها يتصل بنشاط المبعوث الدولي، “ستيفن دي ميستورا”، ومن بينها إعلانه أن هناك انتخابات رئاسية في سوريا بعد 18 شهرًا، وأن هناك صيغة فيدرالية مطروحة كحل للأزمة السورية. كما اهتمت وسائل الإعلام السعودية بتصريحات للكرملين تراجع فيها عن تأييد الفيدرالية، بعد أزمة مع إيران، التي أكدت أنها ترفض أي حديث عن تقسيم سوريا، لكن لم ينفِ ذلك استمرار الإعلام السعودي، بكل أطيافه، في الهجوم على روسيا ودورها في سوريا.

كما برز الاهتمام باستئناف المفاوضات، بمشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، كان كذلك محل اهتمام الإعلام السعودي، وكان هناك تركيز في هذا الصدد على مطالب للخارجية الروسية لدي ميستورا، بضم الأكراد لمفاوضات “جنيف-4” في 14 مارس.

3-الملف التركي:

كانت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، إلى طهران الأسبوع الماضي، محل انتقاد في الصحف والمصادر السعودية، في ظل الأزمة الحالية بين الرياض وطهران، وفي ظل الآمال التي كانت تعلقها الرياض على الموقف التركي في التحالفات التي تحاول أن تبنيها الرياض ضد إيران في الوقت، في المنطقة.

الهجوم الأكبر تلقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي وُصفت سياساته في بعض المصادر اللندنية، بأنها أقرب إلى سياسات هتلر، ولم تكن الزيارة التي قام بها أوغلو إلى إيران، هي مصدر النقد الرئيسي، وإنما تم استغلال مجموعة من الحوادث الأخرى التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة، مثل مصادرة الحكومة لصحيفة “زمان” المعارضة، والتعامل الخشن من جانب الشرطة التركية مع المحتجين على هذا القرار.

موقع “إيلاف” السعودي الذي يتم بثه من لندن، تناول السلوك التركي تجاه الأكراد في جنوب البلاد، وفي شمال سوريا، وموقف تركيا من ملف اللاجئين، و”الصفقة” الأخيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في هذا الصدد؛ حيث صور الموقع ما جرى بأنه صفقة تركية للحصول على مقابل من الأوروبيين لوقف هجرة السوريين التي باتت ملفًّا سياسيًّا وأمنيًّا مؤرِّقًا للقادة الأوروبيين.

4-إيران وأزمة “حزب الله”:

احتفت الصحف والمصادر السعودية، على الشاشات والمواقع الإلكترونية للقرار الذي تبناه مؤتمر وزراء الخارجية العرب، باعتبار “حزب الله” اللبناني، منظمةً إرهابية، والذي اتُّخذ بأغلبية كبيرة، وتحفظ للعراق ولبنان فقط. وقبل القرار، كان الموقف واضحًا في المصادر السعودية؛ حيث “حزب الله”، هو سبب كل مشكلات المنطقة، بعد “معلومات” عن تورطه في الأزمة اليمنية، بعد سوريا، كما حرصت المصادر السعودية على أن تؤكد على التضامن الخليجي والعربي والإسلامي مع الرياض في إجراءاتها لمحاصرة الحزب.

فيما يتعلق بتطورات المشروع الإيراني في المنطقة، كان هناك تركيز على الأخبار المتعلقة بموقف طهران من أطروحة الفيدرالية في سوريا، وبدء روسيا في توريد صواريخ دفاعية متقدمة إلى إيران، والتجارب الصاروخية التي أجراها الحرس الثوري الإيراني، والتي رأها الإعلام السعودي، علامة على التصعيد.

كما استمر الاهتمام بنتائج الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في إيران لاختيار برلمان ومجلس خبراء جديدَيْن، وفوز التيار الإصلاحي في طهران ومناطق أخرى، ودعوة آية الله العظمى، علي خامنئي، مجلس الخبراء لاختيار بديل له كمرشد للثورة الإيرانية، بعد تفاقم مرض السرطان لديه.

4-الإسلام السياسي والربيع العربي:

في هذا الملف، تفاعل هجوم كبير على الإخوان المسلمين، بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان أهم ما تم صب سهام النقد عليه، هو راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، وحركة “حماس”، فقد كان هناك هجوم واسع على تصريح الغنوشي الذي قال فيه إن دور “حزب الله” في سوريا “إشكالي، ومحل أخذ ورد”، ورفض دعوات الرياض لاعتباره منظمة إرهابية ().

التركيز الرئيسي في الهجوم على الغنوشي كان من خلال تناول جرائم إيران في المنطقة، والنظام السوري في الأزمة الحالية في سوريا، والحديث عن أن إقران “حزب الله” بالمقاومة ضد إسرائيل ليس بالأمر السليم بالمطلق؛ حيث قال طارق الحميد، إن سياسات “حزب الله” ضد إسرائيل، لم تجلب سوى الخراب للبنان! ()

واتسع نطاق الهجوم على الحركة الإسلامية، حتى شمل حركة “حماس” التي لا تخفي علاقاتها مع طهران في الوقت الراهن.

فيصل العساف، كتب في “الحياة” اللندنية، بتاريخ 8 مارس، مقالاً بعنوان: “أين «حماس» من قوائم الإرهاب؟“، انتقد فيه الحركة واتهمها بالمتاجرة بشعارات القضية الفلسطينية، مثل القدس والأقصى، واتهم “حماس” بالمشاركة في جرائم إيران في المنطقة، ونحا إلى الحديث عن الوضع في مصر، ودور حماس في توتيره منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وفي إطار متصل؛ وفيما يتعلق بالربيع العربي ودوله، كان هناك اهتمام كثيب في الإعلام السعودي، بالتطورات الأمنية التي وقعت في مدينة بنقردان التونسية، والتي حاولت بعض المجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش” التي تسللت من ليبيا قبل فترة إلى المدينة، من أجل السيطرة عليها. واستغلت بعض الأوساط الإعلامية السعودية هذه الحادثة من أجل التأكيد على “صوابية رؤية المملكة” و”أهمية التصدي للخطر الإرهابي الذي يواجه الجميع”، وما إلى ذلك.

رابعاً: القضايا المصرية في الإعلام السعودي:

1-كان هناك الكثير من الاهتمام في الصحف والمصادر السعودية عامة، بزيارة السيسي إلى حفر الباطن، وامتلأت الصحف السعودية في الداخل بصوره وهو يجلس بجوار الملك سلمان، سواء خلال العمليات الختامية للمناورة “رعد الشمال”، أو في جلسة المحادثات الثنائية التي تمت بين سلمان وبين بعض القادة السياسيين الحاضرين للحفل الختامي للمناورة. ورددت بعض المصادر السعودية أن هناك إمكانية لعقد لقاء بين السيسي والشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، ولكن ذلك لم يتم.

– الحدث الثاني، كان يتعلق بترشيح مصر لوزير خارجيتها الأسبق، أحمد أبو الغيط، لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتحفظات القطرية على الموضوع، وفق مواقف أبو الغيط السابقة خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة، في العام 2008/2009م، والتي وضعت الدولة المصرية في موقف معادي للمقاومة، بعد مشاركتها في حصار القطاع.

وكانت نبرة الانتقاد للموقف المصري أعلى في المصادر الصحوية لإصرار القاهرة على موضوع ترشيح أبو الغيط، كما أبرزت تصريحات وزير الخارجية القطري الجديد، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي أشار إلى أنه على أبو الغيظ تغيير مواقفه السابقة، في إشارة لما وقع خلال الحرب الصهيونية على غزة، والتي كان لأبي الغيط ولقاءاته مع نظيرته الإسرائيلية في ذلك الوقت، تسيبي ليفني، دورًا كبيرًا في دعم الموقف الإسرائيلي خلال الحرب.

3-أبرزت المصادر الإخبارية، وكذلك الصحوية، بدء البرلمان المصري الجديد إعداد مشروع قانون جديد من شأنه منع النساء من ارتداء النقاب في الأماكن العامة والمكاتب الحكومية. وكان تأييد النائبة آمنة نصير، أستاذة العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، لهذا القانون محل نقاش كبير في المصادر الصحوية السعودية، بعد تذرعها بأن الحجاب في الواقع كان من “التقاليد اليهودية التي سادت في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام”، وأن القرآن الكريم “ذكر الحجاب كغطاء للرأس ولم يذكر ضرورة لبس النقاب”.

4-أزمة الدولار في مصر، كانت محور اهتمام صحف ومصادر سعودية، عامة وصحوية، وخصوصًا لدلالاتها في صدد فشل السياسات الاقتصادية للنظام الانقلابي الحاكم حاليًا في مصر.

5-في إطار متابعة بعض المصادر السعودية، اللندنية والصحوية، للإعلام المصري، كان هناك اهتمام ببعض ما كتبه الصحفي الموالي للانقلاب، عادل حمودة، في صحيفة “الفجر”، في عددَيْ 3 و10 مارس 2016، حول مشكلات سد النهضة، ونجاح إيران في تحويل 40 ألف مصري، ومن بينهم المئات من المصريين الذين يعملون في الخليج، إلى المذهب الشيعي، مستغلةً حبهم لـ “آل البيت”، بجانب حاجتهم إلى المال، وتسهيل العلاقات الخاصة بفتوى إباحة زواج المتعة.

6-ضمن المتابعات الخاصة بالإعلام المصري كذلك، استمر حدث وفاة محمد حسنين هيكل، في التفاعل في الإعلام السعودي؛ حيث كان التركيز الأساسي في المواقع الصحوية، على الدور الذي لعبه هيكل كـ “مؤرخ” في تبديد الذاكرة السياسية العربية من خلال عدم حيادتيه، ورؤيته للأمور من خلال المنظور الناصري ().

7-اهتمت وسائل إعلام سعودية باستنكار الأزهر الشريف، الجمعة 11 مارس، ممارسات “حزب الله” اللبناني وميلشيات الحشد الشعبي الطائفية في العراق (الموالية للحكومة)، ورفض الأزهر تصريحات مؤيدة لهما من جانب وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، بعد يوم واحد من لقاء جمع بين الجعفري وبين شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب.

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي متصاعد، باستثناء المواقع الصحوية.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة، حزب الله والنظام السوري: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.

3. الولايات المتحدة: استمرار في التصعيد في الخطاب السلبي.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.

5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد في المواقف السلبية

6. مصر: محايد أو إيجابي بحسب المصدر.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

سادساً: الاستنتاجات:

1. كان لموقف بعض الأطراف المحسوبة على الإخوان المسلمين دور مهم في المزيد من التوتر في العلاقات بين الرياض وبين الإخوان المسلمين، وعلى الإثر بدأت حملة ضخمة في الإعلام السعودي ضد الإخوان المسلمين، شملت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وبدأ الإعلام السعودي الحكومي في ترديد ذات النغمة المتعلقة بدعم الإخوان للإرهاب ومشروعات تفكيك المنطقة.

2. هناك شكل من أشكال التحسن في العلاقات بين مصر والسعودية، وبدا ذلك في حفاوة استقبال السيسي في حفر الباطن، ودور السعودية في تهيئة الأجواء للتصويت لصالح أبو الغيط في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالرغم من أن قطر طرحت تأجيل التصويت بشكل ذكي كان يمكنه تغيير الموقف الخليجي، وهو التأجيل لمدة شهر لأجل طرح مرشح خليجي للمنصب، مثلما قدمت السودان مرشحها، وهو وزير خارجيتها السابق، مصطفى عثمان إسماعيل.

وتبدو الرياض في الوقت الراهن، رغم الخلافات مع مصر في الكثير من الأمور، حريصة على احتواء مصر والعمل على عدم توسيع هوة الخلافات بينهما، مما يقلل من إمكانية اندفاع السياسات المصرية تجاه دعم إيران وحلفائها في المنطقة.

3. هناك في المقابل – وربما كان ذلك أحد عوامل دعم التحسن في العلاقات بين مصر والسعودية – تباعد في المواقف بين الرياض وأنقرة، على هامش الزيارة التي قام بها أحمد داوود أوغلو إلى طهران الأسبوع الماضي، والتي رتبت بعض المواقف المشتركة بين طهران وأنقرة فيما يتعلق بالملف السوري، بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين البلدَيْن في المجال الاقتصادي، وهو ما يخالف تمامًا سياسات الرياض التي تبغي المزيد من العزلة في المواقف بين طهران وبين الإقليم.

4. تعاني الرياض في الوقت الراهن من بعض الفشل في تحالفاتها الإقليمية؛ حيث خرجت منها تركيا بالفعل، وتباعدت المسافات بينها وبين بعض الأطراف المنتمية إلى الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية الأخرى، بسبب عدم حسم الرياض لمواقفها منها؛ هل هي إرهابية، أم عامل إسناد ضد إيران، وبالتالي؛ فقد صارت أقرب إلى مواقف النظام المصري في هذه المرحلة، وهو ما بدا خلال مناورات “رعد الشمال”، التي شارك فيها الجيش المصري بمستوىً عالٍ من القوات، وبدا في ترحيب الملك سلمان بالسيسي، في مقابل تباعد في مستوى المقابلات بينه وبين أمير قطر.

—————————————

الهامش

() أيمن الحماد، رسالة قوة لا نذير حرب، افتتاحية “الرياض”، 11 مارس 2016م، الرابط. وعبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ، درس في الوحدة الإسلامية، “الرياض”، 11 مارس 2016م، الرابط

()، خالد بن حمد المالك، ولي العهد في باريس (1-3-)، “الجزيرة”، 7 مارس 2016م، الرابط

() الحريمي ناصر، التحديث والمستقبل في خطاب الجماعات الإسلامية، الرياض، 11 مارس 2016م، الرابط

() حمد الماجد، “حزب الله وضبابية الغنوشي”، الشرق الأوسط، لندن، 8 مارس 2016م، الرابط.

() طارق الحميد، الغنوشي و”حزب الله”. إنه الإرهاب، “الشرق الأوسط” اللندنية، 8 مارس 2016م، الرابط

() خالد النجار، خالد: أعلام وأقزام. محمد حسنين هيكل (1) أو هيكل بين الصحافة والتأريخ، الرابط، وأعلام وأقزام. محمد حسنين هيكل (2) أو هيكل بين الصحافة والتأريخ، الرابط، موقع الإسلام اليوم.

 

أحمد التَّلاوي

باحث سياسي ومحرر إعلامي، بكالوريوس العلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1996، من مؤلفاته: إيران وصراع الأصوليات في الشرق الأوسط، دولة على المنحدر، أمتنا بين مرحلتين، الدولة والعمران في الإسلام

اعمال اخرى للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى