fbpx
اوروبا وامريكاترجمات

استراتيجية الأمن القومي الأمريكي–2022 (1)

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

في 12 أكتوبر 2022، أصدرت الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس جو بايدن “استراتيجية الأمن القومي” الأمريكي التي ترسم “رؤية لعالم حر ومنفتح وآمن ومزدهر، مع خطة شاملة لتحقيق هذه الرؤية، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في نفس اليوم. حيث يقول بيان الخارجية، “ليست هذه رؤيتنا فحسب، بل هي رؤية نتشارك فيها مع العديد من البلدان الأخرى التي تسعى إلى العيش في عالم يحترم المبادئ الأساسية لتقرير المصير وسلامة الأراضي والاستقلال السياسي؛ عالم تكون الدول فيه حرة في تحديد خيارات سياستها الخارجية؛ عالم يتيح حرية تدفق المعلومات ويحترم حقوق الإنسان العالمية ويعمل الاقتصاد العالمي فيه على أساس تكافؤ الفرص، ويوفر الفرص للجميع”.

ونظراً لأهمية الاستراتيجية في العمل البحثي، فقد قام المعهد المصري للدراسات بترجمة كامل النص وإتاحته للباحثين، على حلقات، وذلك على النحو التالي:

الحلقة الأولى، وتشمل مقـدمة الرئيس بايدن، وعرض إجمالي للاستراتيجية؛

الحلقة الثانية، وتشمل الجزء الأول من الاستراتيجية، تحت عنوان: المنافسة على ما هو قادم

الحلقة الثالثة، وتشمل الجزء الثاني من الاستراتيجية، تحت عنوان: الاستثمار في قوتنا

الحلقة الرابعة، وتشمل الجزء الثالث من الاستراتيجية، تحت عنوان: أولوياتنا العالمية

الحلقة الخامسة، وتشمل الجزء الرابع من الاستراتيجية، تحت عنوان: استراتيجيتنا حسب كل منطقة – بالإضافة إلى خاتمة الاستراتيجية.

ثم نقوم نننشر النص الكامل للاستراتيجية مع الخاتمة – بحيث تضم الحلقات الخمس مجتمعة في ملف واحد، لتيسير الاطلاع عليها.

وفيما يلي الحلقة الأولى، “استراتيجية الأمن القومي الأمريكي–2022 (1)”، على هذا النحو:

مقـدمة الرئيس بايدن لاستراتيجية الأمن القومي

منذ الأيام الأولى لرئاستي، جادلت بأن عالمنا يمر بنقطة انعطاف كبيرة. والأمر يتوقف على كيفية الاستجابة للتحديات الهائلة والفرص غير المسبوقة التي نواجهها اليوم في تحديد اتجاه عالمنا وبالتالي التأثير على أمن وازدهار الشعب الأمريكي لأجيال قادمة. وتحدد استراتيجية الأمن القومي لعام 2022 كيف ستقتنص إدارتي الفرصة التي يتيحها هذا العِقد الحاسم لتعزيز المصالح الحيوية لأمريكا، وتمكين الولايات المتحدة من التفوق على منافسيها الجيوسياسيين، والتصدى للتحديات المشتركة، ووضع عالمنا بكل عزم على الطريق نحو غد أكثر إشراقاً وأكثر تفاؤلاً.

وفي جميع أنحاء العالم، هناك حاجة كبيرة إلى القيادة الأمريكية كما كانت في أي وقت مضى. ولذلك فنحن في خضم منافسة استراتيجية لتشكيل مستقبل النظام الدولي. وفي نفس الوقت، فإن التحديات المشتركة التي تلقي بظلالها على الناس في كل مكان تتطلب مزيداً من التعاون العالمي وأن تضطلع الدول بمسؤولياتها في وقت أصبح فيه ذلك أكثر صعوبة. ولمواجهة ذلك، فستقود الولايات المتحدة العالم بقيمنا، وسنعمل بدأب جنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا ومع كل أولئك الذين يشاركوننا مصالحنا. ولن نترك مستقبلنا عرضة لأهواء أولئك الذين لا يشاركوننا رؤيتنا لترسيخ عالم حر ومنفتح ومزدهر وآمن. ومع استمرار العالم في السعي للتغلب على الآثار المستمرة لجائحة كورونا وعدم اليقين الاقتصادي العالمي، فلا توجد هناك دولة في وضع أفضل لقيادة العالم بقوة وإصرار من الولايات المتحدة الأمريكية.

منذ اللحظة التي أديت فيها اليمين الدستورية وتوليت منصبي، ركزت إدارتي على الاستثمار في المزايا الاستراتيجية الأساسية للولايات المتحدة. وقد أضاف اقتصادنا 10 ملايين وظيفة جديدة ووصلت معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها تقريباً. وعادت وظائف التصنيع بسرعة إلى الولايات المتحدة. فنحن نعيد بناء اقتصادنا من الأسفل إلى الأعلى ومن المنتصف باتجاه الخارج.

لقد قمنا باستثمارات يمتد أثرها لأجيال من أجل ترقية البنية التحتية لبلادنا وقمنا باستثمارات تاريخية في الابتكار لزيادة قدرتنا التنافسية من أجل المستقبل. ومرة أخرى، لا تجد الدول في جميع أنحاء العالم أي سبب على الإطلاق لعدم المراهنة على الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد قمنا أيضاً بإعادة تنشيط شبكة التحالفات والشراكات الأمريكية منقطعة النظير لدعم وتعزيز المبادئ والمؤسسات التي أتاحت الكثير من الاستقرار والازدهار والنمو على مدار الـ 75 عاماً الماضية. وقمنا بتعميق تحالفاتنا الأساسية في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وحلف الناتو الآن أقوى وأكثر اتحاداً مما كان عليه في أي وقت مضى، حيث نتطلع إلى استقبال حليفين جديدين قادرين هما فنلندا والسويد. ونحن نبذل المزيد من الجهود للربط بين شركائنا واستراتيجياتنا عبر المناطق المختلفة من خلال مبادرات مثل شراكتنا الأمنية مع أستراليا والمملكة المتحدة. ونعمل أيضاً على صياغة وسائل جديدة ومبتكرة للعمل المشترك مع شركائنا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما هو الحال في عملنا مع الاتحاد الأوروبي، ورباعية المحيطين الهندي والهادئ، والإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وشراكة الأمريكتين من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي.

فهذه الشراكات تعمل على تضخيم قدرتنا على الاستجابة للتحديات المشتركة ومواجهة القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على حياة مليارات من الناس. فإذا لم يكن الآباء يستطيعون إطعام أطفالهم، فلا شيء آخر يبدو مهماً بالنسبة لهم. وعندما تدمر الكوارث المناخية البلدان مراراً، فإن ذلك يقضي على جميع العقود الآجلة. وكما شاهدنا جميعاً، فعندما تتكاثر الأمراض الوبائية وتنتشر، فإن بإمكانها أن تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة وتتسبب في إيقاف العالم بأسره. ولذلك، ستواصل الولايات المتحدة إعطاء الأولوية لقيادة الاستجابة الدولية لهذه التحديات العابرة للحدود، جنباً إلى جنب مع شركائنا، حتى ونحن نواجه جهوداً متضافرة لإعادة تشكيل الطرق المختلفة التي ترتبط من خلالها الدول ببعضها البعض.

وفي معرض التسابق من أجل ضمان مستقبل عالمنا، فإن لدى إدارتي رؤية واضحة عن نطاق وخطورة هذا التحدي. فجمهورية الصين الشعبية تمتلك النية، وبشكل متزايد، القدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي لصالح نظام يحرف العمل في نطاق الساحة العالمية لصالحها، حتى مع استمرار الولايات المتحدة في الالتزام بإدارة المنافسة بين بلدينا بشكل مسؤول. لقد أدت حرب روسيا الوحشية وغير المبررة على جارتها أوكرانيا إلى زعزعة السلام في أوروبا وأثرت على الاستقرار في كل مكان، كما أن تهديداتها النووية المتهورة تُعرّض النظام العالمي لعدم انتشار الأسلح النووية للخطر. وتواصل الأنظمة المستبدة العمل ليلاً ونهاراً لتقويض الديمقراطية وتصدير نموذج للحكم يتسم بالقمع في الداخل والإكراه في الخارج.

وهؤلاء المنافسون يعتقدون خطأً بأن الديمقراطية أضعف من الاستبداد، لأنهم فشلوا في فهم أن قوة الأمة تنبع من صميم شعبها. فالولايات المتحدة قوية في الخارج لأننا أقوياء في الداخل. فاقتصادنا ديناميكي. وشعبنا مرن ومبدع. ولا يزال قوة جيشنا لا مثيل لها – وسوف نحافظ عليه دائماً على هذا النحو. وديمقراطيتنا هي التي تمكننا من إعادة تصور أنفسنا باستمرار وتجديد قوتنا.

لذلك، فإن الولايات المتحدة ستستمر في الدفاع عن الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، حتى مع استمرارنا في القيام بالعمل في الداخل للارتقاء بشكل أفضل للوصول إلى تحقيق تصور أمريكا المنصوص عليها في وثائق تأسيسنا. وسنستمر في الاستثمار في تعزيز القدرة التنافسية الأمريكية على مستوى العالم، وجذب الحالمين والمكافحين من جميع أنحاء العالم. وسوف نتشارك مع أي دولة تشاركنا إيماننا الأساسي بأن النظام القائم على القواعد يجب أن يظل أساس السلام والازدهار العالميين. وسنستمر في إثبات حقيقة أن القيادة الدائمة لأمريكا لمواجهة تحديات اليوم والغد، برؤية ووضوح، هي أفضل طريقة لتقديم المساعدة للشعب الأمريكي.

هذه إستراتيجية شاملة ترتكز على العالم كما هو اليوم، وترسم المستقبل الذي نسعى إليه، وتوفر خارطة طريق لكيفية تحقيق ذلك. ولن يكون أي من هذا سهلاً أو خالٍ من بعض الانتكاسات. لكنني على ثقة أكثر من أي وقت مضى بأن لدى الولايات المتحدة كل ما نحتاجه للفوز بالمنافسة في القرن الحادي والعشرين. فإننا نخرج دائماً من كل أزمة ونحن أقوى. وليس هناك شيء يفوق قدرتنا. لذا، فإنه يمكننا القيام بذلك – من أجل مستقبلنا ومن أجل العالم أجمع.

*****

ثانياً: عرض إجمالي للاستراتيجية

تحدد استراتيجية بايدن/هاريس –أول استراتيجية رسمية للأمن القومي الأمريكي تصدرها إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كمالا هاريس– كيف ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز مصالحها الحيوية مع السعي إلى ترسيخ “عالم حر ومنفتح ومزدهر وآمن”، مستفيدة من من جميع عناصر قوتها الوطنية للتغلب على منافسيها الاستراتيجيين، ومواجهة التحديات المشتركة، وتشكيل قواعد الطريق التي على أساسها سيتم تحقيق تلك الأهداف.

وبحسب بيان الحقائق الذي نشره البيت الأبيض في 12 أكتوبر حول استراتيجية الأمن القومي الأمريكي فإن: الاستراتيجية تستهدف بالأساس تحقيق المصالح الوطنية للولايات المتحدة، بما في ذلك: حماية أمن الشعب الأمريكي، وتوسيع الفرص الاقتصادية، وتحقيق القيم الديمقراطية والدفاع عنها كأساس لطريقة الحياة الأمريكية. ولتحقيق هذه الأهداف، تستهدف الاستراتيجية القومية:

– الاستثمار في المصادر والأدوات الأساسية للقوة والنفوذ الأمريكيين؛

– بناء أقوى تحالف ممكن من دول العالم لتعزيز نفوذنا الجماعي لتشكيل البيئة الاستراتيجية العالمية وحل التحديات المشتركة؛

– تحديث الجيش الأمريكي وتقويته حتى يكون على جاهزية تامة لمواجهة عصر المنافسة الاستراتيجية.

ويستمر البيان في إبراز أهم النقاط التي تناولتها استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، على النحو التالي:

التعاون في عصر التنافس

في السنوات الأولى من هذا العِقد الحاسم، سيتم تحديد شروط المنافسة الجيوسياسية (بين القوى الكبرى) بينما ستضيق بشكل كبير مساحة الفرص للتعامل مع التحديات المشتركة. لذلك لا يمكن التنافس بنجاح لتشكيل النظام الدولي ما لم يكن هناك خطة إيجابية يتم إعدادها لمواجهة التحديات المشتركة، ولا يمكن فعل ذلك دون إدراك مدى تأثير المنافسة المتزايدة على التعاون مع الدول الحليفة والتصرف وفقاً لذلك.

التنافس الاستراتيجي: إن التحدي الاستراتيجي الأكثر إلحاحاً الذي تواجهه الولايات المتحدة في سياق سعيها لضمان تحقيق “عالم حر ومنفتح ومزدهر وآمن” يأتي من طرف قوى تتبنى الحكم الاستبدادي جنباً إلى جنب مع سياسة خارجية رجعية.

وبحسب الاستراتيجية القومية الأمريكية- 2022، ستتنافس الولايات المتحدة بفعالية مع جمهورية الصين الشعبية، والتي تعتبرها “المنافس الوحيد الذي لديه النية والقدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي بشكل متزايد”. وفي نفس الوقت ستعمل الولايات المتحدة على “تقييد روسيا” التي تصفها بأنها “خطرة”.

وعلى الرغم من أن المنافسة الاستراتيجية عالمية، لكن الولايات المتحدة ستعمل على تجنب الوقوع في إغراء رؤية العالم فقط من خلال المنظور التنافسي، وستقوم بإشراك بعض الدول حسب شروطها الخاصة.

التحديات المشتركة: في الوقت الذي تجري فيه هذه المنافسة، يكافح الناس في جميع أنحاء العالم لمواجهة آثار التحديات المشتركة العابرة للحدود – سواء كانت تغير المناخ، أو انعدام الأمن الغذائي، أو الأمراض المعدية، أو التضخم. هذه التحديات المشتركة ليست قضايا هامشية وثانوية في الجغرافيا السياسية. لكنها في الحقيقة من صميم الأمن القومي والدولي ويجب التعامل معها على هذا الأساس.

نحن نبني أقوى وأوسع تحالف من الدول لتعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة هذه التحديات لتحقيق مصالح الشعب الأمريكي وكل الشعوب حول العالم.

ومن أجل الحفاظ على التعاون الدولي وتعزيزه في عصر التنافس هذا، سوف تتبع الاستراتيجية الأمريكية نهج المسار المزدوج. فمن ناحية، ستعمل الولايات المتحدة مع أي دولة، بما في ذلك الدول المنافسة، شريطة أن تكون مستعدة لمواجهة التحديات المشتركة بشكل بناء ضمن النظام الدولي وفي إطار القواعد التي يقوم عليها، وفي نفس الوقت العمل على تعزيز وضع المؤسسات الدولية. ومن ناحية أخرى، ستعمل الولايات المتحدة على تعميق تعاونها مع الديمقراطيات في إطار التحالف الذي أنشأته، مع تأسيس شبكة من العلاقات القوية والمرنة والمتبادلة الدعم مما يثبت أن الدول الديمقراطية يمكن أن تقدم يد العون لشعوبها والعالم أجمع.

الاستثمار في الداخل

لقد حطمت إدارة بايدن-هاريس الخط الفاصل بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية باعتبار أن قوة الولايات المتحدة في الداخل والخارج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً. حيث تتطلب منها تحديات العصر، بدءا من المنافسة الاستراتيجية إلى تغير المناخ، القيام باستثمارات تزيد من قوتها التنافسية وتعزز قدرتها على الصمود.

وتعتبر استراتيجية الأمن القومي أن الديمقراطية الأمريكية من صميم هوية الولايات المتحدة وأنها عمل دائم ومستمر. حيث يكرس نظام الحكومة سيادة القانون ويسعى جاهداً لحماية مبادئ المساواة والكرامة للجميع. وبينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة للارتقاء إلى مستوى المُثُل العليا التي تمثلها، ومعالجة أوجه القصور لديها ومعالجتها، فإننا ستلهم الآخرين في جميع أنحاء العالم لفعل الشيء نفسه.

وتعمل الولايات المتحدة على استكمال القوة الإبداعية للقطاع الخاص من خلال استراتيجية صناعية حديثة تقوم باستثمارات استراتيجية عامة في مجال القوى العاملة، والقطاعات الاستراتيجية، وسلاسل التوريد، لا سيما تلك التقنيات الحرجة والناشئة.

وفي إطار استراتيجية الأمن القومي، سوف “يساعد الجيش الأمريكي القوي في تعزيز وحماية المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة من خلال دعم الدبلوماسية، ومواجهة العدوان، وردع الصراع، وإظهار القوة، وحماية الشعب الأمريكي ومصالحه الاقتصادية.” حيث تقوم الولايات المتحدة بتحديث جيشها، وملاحقة التقنيات المتقدمة، والاستثمار في القوى العاملة الدفاعية لديها لجعل أمريكا في أفضل حال للدفاع عن وطنها، وحلفائها، وشركائها، ومصالحها في الخارج، وقيمها في جميع أنحاء العالم.

قيادتنا الدائمة

ستستمر الولايات المتحدة في القيادة بقوة وتصميم، والاستفادة من مزاياها الوطنية وقوة تحالفاتها وشراكاتها. ولطالما قامت بتحويل التحديات المحلية والخارجية إلى فرص لتحفيز الإصلاح وضخ دماء جديدة في الداخل. إن فكرة وجوب قيام الولايات المتحدة بمنافسة القوى الاستبدادية الكبرى من أجل تشكيل النظام الدولي تحظى بدعم واسع النطاق من كلا الحزبين في الداخل وبشكل متزايد في الخارج.

حيث تعد تحالفاتها وشراكاتها حول العالم أهم أصولها الإستراتيجية التي ستعمل على تعميقها وتحديثها لصالح أمنها القومي.

وتولي الولايات المتحدة أهمية كبيرة لتنمية الروابط الجامعة في التكنولوجيا والتجارة والأمن بين حلفائها الديمقراطيين وشركائها في منطقة المحيطين الهندي والهادي وأوروبا مع إدراك أنهم يعززون بعضهم البعض وأن مصير المنطقتين متشابك.

وتقوم الولايات المتحدة برسم ترتيبات اقتصادية جديدة تهدف لتعميق الشراكة الاقتصادية مع شركائها وتشكيل قواعد الطريق من أجل تحقيق تكافؤ الفرص وتمكين العمال والشركات الأمريكية – وتلك الشركات الخاصة بالشركاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم – من الازدهار.

وفي نفس الوقت الذي تعمل فيه على تعميق شراكاتها حول العالم، ستسعى الولايات المتحدة لتحقيق المزيد من الديمقراطية، وليس تراجعها، من أجل تشكيل معالم المستقبل؛ في ظل إدراك هشاشة جوهر الاستبداد، والقدرة المتأصلة للديمقراطية على تصحيح المسار بشفافية مما يمكِّن من الصمود والتقدم.

مشاركة مؤكدة

الولايات المتحدة قوة عالمية لها مصالح عالمية؛ وهي الأقوى في كل منطقة تكون بها بسبب مشاركتها واهتمامها بالآخرين؛ حيث تتبع أجندة إيجابية لتعزيز السلام والأمن وتعزيز الرخاء في كل منطقة تحل بها.

وبصفتها قوة المحيطين الهندي والهادئ، فإن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في ترسيخ منطقة مفتوحة ومترابطة ومزدهرة وآمنة ومرنة؛ وتستند هذه الطموحات على إدراك أن لدى الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة.

وفي ظل علاقة متجذرة في القيم الديمقراطية المشتركة، والمصالح المشتركة، والروابط التاريخية، تعد العلاقة عبر الأطلسي منصة حيوية تبني عليها الولايات المتحدة العديد من العناصر الأخرى لسياستها الخارجية. ومن أجل السعي لتنفيذ أجندة عالمية مشتركة بشكل فعال، تقوم الولايات المتحدة بتوسيع وتعميق الروابط عبر الأطلسي.

وبالنظر إلى أن نصف الكرة الغربي يؤثر بشكل مباشر على الولايات المتحدة أكثر من أي منطقة أخرى، فإنها ستواصل إحياء تلك الشراكات وتعميقها لتعزيز المرونة الاقتصادية والاستقرار الديمقراطي وأمن المواطنين.

ويُعتبر الشرق الأوسط الأكثر تكاملاً الذي يمكّن ويقوي حلفاء وشركاء الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز السلام والازدهار الإقليمي، مع تقليل متطلبات الموارد التي تعول فيها المنطقة على الولايات المتحدة على المدى الطويل.

أما بالنسبة لأفريقيا، فإن الديناميكية والابتكار والنمو الديموجرافي للمنطقة تجعل لها أهمية مركزية في معالجة المشاكل العالمية المعقدة.

*****

وبعد عرض مقدمة الاستراتيجية التي كتبها الرئيس بايدن، بالإضافة إلى عرض إجمالي للاستراتيجية، تعرض الحلقة القادمة من “استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 2022” الجزء الأول من الاستراتيجية، والذي جاء تحت عنوان: “المنافسة على ما هو قادم”.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close