تقارير

التسلل العسكرى الناجح قواعد وإجراءات

في الحروب التى يغيب عنها التكافؤ في القوة العسكرية بين طرفين، يلجأ الطرف الأضعف إلى إستخدام سبل جديدة ومباغته وبأدوات غير مكلفة؛ من أجل تحقيق عدة أهداف أهمها حماية المجموعات العسكرية، والتزود بالسلاح، وتوجيه ضربات مباغتة للعدو. علما أن هذا الأسلوب لم يكن جديداً في العلوم الحربية، فهو أسلوب تكتيكي إستخدم من قبل؛ وتحديداً أثناء الثورة الفيتنامية ضد الأمريكان. والثوار الشيشانيين ضد الروس وكذلك الفصائل الفلسطينية المقاومة قديماً في الساحة اللبنانية والآن في غزة. وقبل التطرق لتفاصيل عمليات التسلل يجب أن نحدد ما المقصود بعملية التسلل؟ وعلى الرغم من أن هناك العديد من التعريفات إلا أن أشمل التعريفات وأدقها “هي عملية الإقتراب من العدو من خلال إتباع تحركات مخفية يقوم بها المجموعات المناهضة بحث لا يسمعها ولا يراها العدو”. لذا تكمن أهمية التسلل أنه عنصر رئيسي في تحقيق المباغتة والمفاجئة. وبالتالي تسهيل المهمة وإنجاحها .

 

أولاً: دوافع التسلل

الدافع العام للتسل يتمثل في تدريب ﺍﻟقوة المقاتلة المتسللة ﻋﻠﻰ ﻤﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴدان ﻭإﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ لديها والتعرف على الثغرات التى يعاني منها العدو وسبل إستخدام ﺍلأﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﺎﺗﺮ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، ﻭإﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍأﻓﻀﻞ لمباغته العدو.

أما الدوافع الخاصة تتمثل في لجوء المقاتلين إلى إستخدام أسلوب التسلل في العمليات العسكرية في حال تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف العدو وذلك من خلال (الهجوم على مواقع العدو العسكرية الثابتة والمتحركة، أو في حال تخطيط وتنفيذ كمين على طرق العدو وإنتظاره لضربه). وكذلك لعبور المناطق الحدودية وخطوط التماس. حيث تعد السيطرة على منطقة حدودية منفس رئيس لأي قوة عسكرية، ومن هنا فإن أي قوة عسكرية ترغب في الإستمرار بمقاومتها عليها أن تسيطر على منطقة حدودية.

يقول القائد الياباني ” جيفون ساسل” بأن السيطرة على نقطة قرب الحدود أفضل من السيطرة على العاصمة في الكثير من الأوقات. كما يجب في حال تردد المجموعة العسكرية المسلحة على المواقع السرية الخاصة بهم. والتي لا تريد أن يكتشفها العدو. (كأماكن تخزين الأسلحة، أماكن إختفاء المطاردين، أماكن وضع الخطط). أن يتم اتباع التسلل كوسيلة مثلى. وأخيراً في حال خططت مجموعة أو فرد لإستطلاع مناطق العدو وجمع المعلومات من الأفضل أن يتبع أسلوب التسلل.

 

تنفيذ تسلل عسكري ناجح:

من أجل تنفيذ تسلل ناجح في المناطق الإستراتيجية الحيوية أو المناطق الخطرة والقريبة من العدو يمكن ذلك عبر وسيلتين الأولي (كتم الأصوات) بحيث لا تصدر المجموعة المتسللة أي صوت يلفت نظر العدو ويكشفها. أما الوسيلة الثانية هي (إخفاء التحركات) حيث لا يراها العدو أثناء التقدم نحوه أو أثناء عبور المناطق التي يشرف عليها، وذلك على النحو التالي:

 

1: كتم الأصوات:

يعتبر كتم الأصوات هي العملية الأصعب والأهم في أي عملية تسلل عسكري ومع ذلك يجب التغلب عليه ويكون ذلك من خلال:

  • انتقاء الألبسة والأحذية المناسبة التي لا تصدر صوتاً خلال الحركة (فالملابس المصنوعة من النايلون تصدر صوتا أثناء المسير وكذلك الملابس الواسعة وملابس الجينز).
  • تفقد العتاد وربطة جيداً بحيث لا يصدر صوتاً أثناء التحرك. (وذلك من خلال الإعتماد على دروع صدرية سميكة وجديدة.
  • إختيار خط السير المناسب للتسلل من خلال تجنب إصطدام بالصخور والأشجار. وهذا يتطلب من المقاتل التحرك بثقة ودون إرباك قدر المستطاع؛ ويفضل معرفة سابقة في المكان جيداً. من حيث طبيعة الأشجار وتساقط الأوراق، فشجر التين واللوز تتساقط أوراقها في فصل الخريف وتصدر صوتا قويا أثناء المسير عليها. بينما أوراق الأشجار الصنوبرية (كالسرو) لا تصدر أصواتاً. وكذلك عنصر إختيار الأرض التي لا تترك أثراً عند المسير عليها فهو عنصر بالغ الأهمية. كالأنهار والجداول التي تساعد على تمويه الأصوات لأن صوت جريان المياه يغطي على صوت المسير. والوديان والأنهار تشكل فواصل في خطوط سير القوات المتسللة. كما يجب إختيار الأماكن التي يكون السير فيها عكس إتجاه الريح كونه يقلل من وصول الأصوات للعدو. وفي حال الكثبان الرملية الكثيفة فإن أفضل طرق المشي هو المشي بطريقة غرس وجهه القدم، ” بمعني المشي على طرف القدم وغرسها في الرمل” وهذا النوع من المشي في غاية الأهمية لسببين، الأول مشي الغرس يكون فيه حجم أثر القدم أصغر من الحجم الطبيعي، إضافة إلى وسيلة المشي بالغرس كفيلة بدفن نصف الحفرة التى تركتها كل خطوة إرجع الشكل (1). أخيراً يجب تجنب الممرات الإجبارية والأماكن التى تصلح للكمائن.

 

الشكل رقم (1)

يوضح الطريقة المفضلة للمشي على الكثبان الرملية ” طريقة غرس القدم”

  • لا يجوز أن يكون أحدا من المنفذين يعانون من أمراض – برد إنفلونزا-لأن العطس والسعال من الأمور التى من الممكن الإستهتار بها الا إنها مكلفة جداً في علوم التسلل، ففي الصراعات التى كانت تجري في السودان قبل انفصاله عام 1991م قتل ما يقارب 40 عسكري سوادني نتيجة للعطس.

 

2ـ اختيار الوقت المناسب للتحرك:

من حيث الوقت أي يوم من الشهر وأي ساعة من الليل وذلك في حال كان التسلل ليلاً وذلك حسب وضع القمر (أن يكون بدر أو محاق) وفي أي ساعة من الليل سيطلع وفي أي ساعة سيغيب. أما نهاراً يجب مراعاة عامل الشمس بحيث تكون الشمس في وجه العدو أثناء التسلل إليه فتصعب رؤيته للمجموعة المتسللة؛ على العكس فإنها تسهل من رؤية المتسللين للعدو. أما من حيث الطقس فإنه يعد العامل الأهم للمتسللين والمزعج لأي قوة عسكرية نظامية في العالم بغض النظر عن قوتها العسكرية.

فالرياح، الثلوج، الأمطار، الضباب، البرد، الحر، الغبار، يسهل على القوة المتسللة الإختفاء؛ وكذلك صوت الريح والمطر تغطي على أصوات تحركات المتسللين. ومن هنا فإن فصل الشتاء يعد من أفضل مواسم التسلل، فالمتغيرات المصاحبة لفصل الشتاء تعد عاملا معيقا للآليات العسكرية، ويكفي هنا الإشارة أن القوات الالمانية هُزمت من روسيا في الحرب العالمية الثانية بفضل الثلوج.

وكذلك في حال الحر الشديد جداً والتى يلجأ فيها الجيش للإحتماء في خيمه؛ مما يقل من إمكانيات الرقابة كما أن كاميرات التصوير لا تأتي بجودة عالية في الحرارة الشديدة. وتعد المناطق الغبارية: كرياح الخماسين في الصيف أو الضباب عوامل في غاية الأهمية للتموية. إلا أنه هناك نقطة ” في غاية الأهمية ” يجب التنبه لها وهي أن يحرص كافة أفراد القوى المتسللة عدم وجود قطع معدنية براقه (لامعة) في ملابسهم تعكس الضوء لأطراف أخري سواء كان التسلل في الليل أو النهار.

 

3ـ إخفاء التحركات (التمويه):

هذا يعد علما مستقلا بذاته وله تشعبات كثيرة تحتاج إلى دراسة مستقلة لمحاولة الإلمام بها، ومن فنون التمويه، إختيار (اللون) فاللون الأسود لليل؛ وللصحراء لها ألوانها المناسبة، أما شكل المتسلل فتعد من الأخطاء الجسيمة التى تقع بها القوى المتسللة؛ فالغالبية العظمي من القوى القتالية في منطقة الشرق الأوسط تحاول أن توجد لنفسها شكلاً محدداً كإختيار شكل خاص بهم “كاللحي”، و”الصندل” بدلا من الحذاء وهي في غالبها إشارات مجانية يقدمها المتسلل إلى العدو. ومن هنا يجب إختيار شكل قريب من سكان المنطقة في حال كانت المنطقة المراد التسلل به سكانية. أو قريب من شكل العسكري الرسمي في حال القرب من مناطق عسكرية.

 

شكل (2) يوضح طرق التخفي

خط سير القوة المتسللة:

  • مشية الإحتراس والتيقظ: وتستخدم في المناطق التي تصلح للكمائن والتي يتوقع فيها المتسللين بوجود العدو فيها، أو حين الاقتراب من العدو. وفي هذه المشية تكون البندقية بوضعية التسديد، وتتبع فوهة البندقية حركة العين (توجيه البندقية للمكان الذي ننظر إليه).
  • السير العادي: يتبع المقاتل هذه الطريقة عندما يكون بعيداً عن نار ونظر العدو وأبراجه. وذلك لوجود حواجز صناعية أو طبيعية وهي تكون في حالة الأمن المطلق.
  • السير المنحني: يؤخذ هذا الوضع عندما يكون المقاتل وراء حاجز قليل الإرتفاع لكي يحتمي فيه، أو بين الأشجار لكي يرى أمامه ويكون شكل هذه المشية الظهر منحني بشكل يحجبه عن أنظار العدو. على أن تكون القدمان في إتجاه مستقيم للأمام، فإن إنحراف الأصابع نحو ناحية أو أخرى يجعلها تصطدم بما يحيط بها من عوائق. ويجب أن تكون الركبتان مثنيتين قليلاً في إسترخاء. أما الأهم هو أن يقوم المقاتل المتسلل برفع القدم تماماً من على الأرض في كل خطوة، وألا تلامس أي جزء من الأرض في إنتقالها. وعندما تهبط القدم، يجب أن تهبط بالكعب في الأرض المعشوبة، وبالمشط إذا كانت الأرض صخرية.

كما يجب على المقاتل المتسلل أن يتبع تدريبات دقيقة وإحترافية كالتدريب على كيفية إنتقال ثقل الجسم إلى القدم ببطء حتى لا تتكسر ما يكون تحت القدم من أغصان فتحدث صوتاً يكشف مكان المتسلل، كما يجب على المقاتل المتسلل أن يوازن جسمه على أحد القدمين قبل أن يرفع الأخرى لتنقلها إلى مكان آخر. وبذلك إذا حدثت له أي مفاجأة فيمكنه أن يتسمر مكانه فيصبح كالتمثال في أي وضع تكون فيه. وعلى المقاتل المتسلل أن يحافظ على أن تظل الأيدي ثابتة أثناء السير فلا تتأرجح. وأن يركز عقله في مواضع وضع القدم على الأرض.

  • سير القرفصاء: ويطلق عليها مشية (البطة) يشبه هذا الوضع سير البطة، الأيدي مرتكزة على الأرض أو على الفخذين. وتصلح للسير بين المزروعات الصغيرة كالقمح والشعير؛ وبجانب السواتر الصناعية أو الطبيعية التي يكون ارتفاعها أقل من متر. ويمكن إتباع سير الحبو “يشبه وضع حبو الأطفال” بدلا من سير القرفصاء.
  • الزحف: يلجأ المقاتل إلى الزحف عند وجود حاجز منخفض للغاية أو عند اجتياز خط الأفق، أو عند وجود نيران. وهناك عده أنواع للزحف منها:
  • الزحف البطيء: يستعمل في الأماكن الضيقة أو في حال القرب الشديد من العدو، وللأسف حالة الإرباك التى يصاب بها غالبية المتسللين الغير مدربين جيدا يجعلهم يستخدمون الجري كوسيلة هروب من العدو؛ على الرغم أن المطلوب علميا هو العكس تمام ” الزحف ببطء”.
  • زحف التمساح: وتستخدم في الأماكن المكشوفة للعدو والتي تكون النباتات فيها قصيرة جداً أو خلف السواتر قليلة الإرتفاع. أو في حال التعرض للنيران أو لاجتياز خط الأفق. حيث ينبطح المقاتل ويلاصق كل جسمه على الأرض. على أن يقدم اليد اليمنى والرجل اليسرى إلى الأمام ثم يشد على ساعديه وركبته اليسرى ليسحب جسمه متصلباً إلى الأمام للتقدم أو إلى الخلف للإنسحاب، مستعيناً بأصابع قدميه.
  • زحف الجنب: يستعمل عند نقل الجرحى والذخائر.
  • زحف الأفعى: ويستخدم حين يكون الشخص مكبل اليدين.
  • زحف الظهر: ويستخدم في المناطق التي يتوقع فيها الخطر قادم من أعلى.

 

أخطاء يقع بها المتسلل:

من الأخطاء الشائعة التي تُفشل علميات التسلل بعيداً عن أهداف ونوع التسلل. فإن التراخي والتهاون يعد المسبب الأول للفشل. كما يعد سوء التعامل مع الحيوانات أو الطيور أثناء التسلل عاملا آخر لفشل التسلل، وكذلك غياب خطة الرجوع الآمن والإنسحاب في أي طارئ. لذا فإن العلوم العسكرية توصي في حال تنفيذ أي عملية تسلل بالآتي:

  • اليقظة وعدم التهاون مع أي شئ كان صغيراً كان أم كبيراً، ولكم مثال غصن الشجرة الناشف الملقى على الأرض قد يسبب فشلا لعمليات تسلل وليكن القياس على ذلك.
  • ليكن لعملية التسلل أكثر من طريق يمكن إستعماله في حالة الطوارئ، ولا تزحف في أماكن السير المناسب وعليك أن تفكر بما يفكر به العدو واتبع الإتجاه المعاكس لتفكيره بغض النظر عن سهولته أو صعوبته؛ فهناك من إختبأ داخل معسكر العدو يومين ولم يكشف أمره؛ لأنه كان من الخيارات المستبعدة لدي قوات العدو.
  • أثناء التسلل قيم كل مرحلة قبل الإنتقال للمرحلة الثانية. ويجب التأكد من سلامة المراحل السابقة. ومن الأفضل إستغلال الضوضاء للتقدم (رياح، خرير ماء، أصوات محركات لدى العدو).
  • في حال تم إكتشاف المتسلل وتأكد من ذلك وإن كان لا بد من إقتحام المخاطر والمجازفة فعلى المقاتل المتسلل أن يبادر ولا يتردد وألا ينتظر العدو أن يبادر. وتذكر أن أي خطاً في نهاية التسلل قد يضيع كل تعب المتسللين ويفشل عملهم وخططهم ويعرضهم للخطر.

 

التسلل الليلي:

في الغالبية العظمي من عمليات التسلل العسكرية بعيداً عن أهدافها ومقاصدها يكون الليل هو التوقيت المحبب للمقاتل المتسلل سواء من الناحية النفسية والتى يشعر من خلالها المتسلل بالامان أكثر من النهار. إنطلاقا من قاعدة في علم النفس العسكري “من لا اراه لا يراني”، وأيضا نتيجة لحالة السكون التى توفر له حرية حركة أكبر بعيداً عن مراقبة المواطنين العامة. خاصة إذا كان الغرض من التسلل هو القيام بزرع عبوات ناسفة.

 

إلا أن التسلل الليلي له العديد من الضوابط التى يجب مراعاتها وهي:

  • في البداية يجب على الفرقة المقاتلة المستللة التعرف على المنطقة جيداً في النهار قبل إستخدامها للمسير ليلاً.
  • عند الإنتقال من مكان مضاء على مكان مظلم يجب أن يكون الانتقال تدريجي، لأن الانتقال المفاجئ يجعلك لا ترى في الظلام بتاتا.
  • في الظلام يكون الإعتماد على حاسة السمع أكثر من النظر ومن هنا يفضل أن يكون المقاتل المتسلل من المناطق الريفية وألا يكون من المدن المزدحم، فالرجل الريفي يتمتع بنقاء سمع أفضل بكثير من سكان العواصم والمدن الكبري المملوءه بالضجة.
  • أثناء التسلل الليلي يجب على المقاتل المتسلل أن يتبع إستراتيجية “الكمون” الهدوء المطلق بين الفترة والآخرى والإنصات من أجل إكتشاف إن كان هناك أعداء قريبين منه أم لا.
  • على المقاتل المتسلل ألا يحدق بالأشياء طويلاً لأنه سيشعر أنها تتحرك، وإذا اشتبه المتسلل بشيء، عليه أن يحفظ مكانه وحفظ المسافة التي بينه وبين أي شيء ثابت كالشجرة مثلاً، وأن لا يحدق بها طويلا وتركها لفترة ثم إعادة النظر إليها مرة أخري ومن ثم ليقدر المسافة بينه وبين الشجرة هل زادت أم نقصت أم بقيت كما هي.
  • لأن العيون في حد ذاتها عدسات يمكن أن تلمع في حال الضوء الخافت لذا يفضل النظر للأشياء بزاوية 45 درجة وليس مباشرة.
  • عند سماع المتسلل لصوت مشبوه يجب عليه الكمون والاستماع جيداً ولتحسين الاستماع يجب فتح الفم، ووضع أكفف اليد خلف الآذن ثم تدوير الرأس مع الأكف بهدوء حتى يصل إلى اتجاه الصوت فإنه سيبدو واضحاً نسبة للاتجاهات الأخرى. أما إذا أراد المقاتل المتسلل أن يتأكد من إقتراب السيارات أو الدبابات والاليات العسكرية السيارة الأخري يمكنه التنصت على الطريق من خلال وضع الأذن على الطريق والتسمع، وكذلك الحال بالنسبة للسكك الحديدية لمعرفة قدوم القطار.
  • إذا كان الغرض من التسلل هو الإشتباك مع قوات العدو فإنه ينصح بإستخدام الطلقات النارية العادية والإبتعاد عن إستخدام الطلقات الخطاطة “المضيئة” لأنها سوف تحدد مكان المتسلل بكل سهولة، كما يجب عند الرماية ليلاً أن يقوم الرامي بتغير مكانه بين الحين والاخر. لأنه من المتوقع أن تخرج بعض الشرارات من فوهة البندقية تحدد مكان الرامي للعدو. أما الطلقات الخطاطة يستخدمها الرامي ليلاً فقط في حال طلب النجدة والإمداد من مجموعة الحماية التابعة لهم.

 

خلاصة

القوة المتسللة يجب أن تحصل على جلسات تدريبية جادة، ومما يؤكد على ذلك ان إستراتيجية التسلل الآن أصبحت مقتصرة على الوحدات الخاصة ” الكوماندوز”. الا أنه ما يميز المجموعات المسلحة في عمليات التسلل يتمثل أن قناعة المتسللين وإيمانهم بأهدافهم يكون أكبر بكثير من الأهداف التى يتمتع بها أي جيش نظامي في العالم.

فما ذكر بهذا التقرير تفاصيل علمية يعلمها العديد من الضباط والجنود المقاتلة، إلا أن الفارق هنا هو معدلات القناعات والإستهتار، فالقناعة بالهدف ولماذا أقاتل؟ هو من يعزز فرص قوة على اخري. أما الاستهتار وهو سمة عامة بين جيوش العالم النظامية تشكل الفرصة الحقيقية لضرب اي عدو مهما علا شأنه. وبإمكان قراءة تجارب المقاومة العراقية في حربها للأمريكيين في مدينة الفالوجة والتى تعد تجارب في غاية الأهمية، كما يجب التذكير بأن فتية فلسطينيين أعمارهم ما بين 18-22 نجحوا أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014م، من التسلل براً وبحراً لمسافة تزيد عن 6 كيلو متر والإشتباك مع العدو الإسرائيلي داخل مواقعه العسكرية لخمس ساعات متواصلة على الرغم بأن الجيش الاسرائيلي من أقوى جيوش العالم. وهناك العديد من النماذج التى يمكن قراءتها والإستفادة منها(1).

—————————————-

الهامش

(1)الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى