fbpx
دراساتالشرق الأوسط

التطوّر الأمني للوكالة اليهودية وبنيتها الهيكلية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

اهتمت الحركة الصهيونية بوجود تمثيل رسمي لها في فلسطين وخارجها؛ لتمثيل الصهاينة ويهود العالم، فكان إنشاء الوكالة اليهودية التي كان لها دور فاعل في جميع التطورات السياسية والأمنية في فلسطين، وقد تطوّرت بناؤها التنظيمي مع الوقت، كما اهتمت – فيما اهتمت- بالناحية الأمنية، فكان لها جهازها الخاص بذلك.

أولاً: التطوّر التاريخي للوكالة اليهودية:

1- تأسيس الوكالة اليهودية:

نشأت الفكرة الأولى التي تدعو إلي إنشاء الوكالة اليهودية في المؤتمر الصهيوني الأول[1] في بازل عام 1897م، وقد قُدمت ذلك الاقتراح الفئات والشخصيات المشاركة في ذلك المؤتمر[2]، ويقول ثيودور هرتزل في كتابه (دولة اليهود) أن فكرة إقامة الدولة اليهودية سيتحقق من خلال إنشاء هيئة عامة ستسمى جمعية اليهود، وكذلك وجود شركة يهودية وهي مؤسسة إنتاجية اقتصادية[3]، فقد تمثلت الجمعية اليهودية في المنظمة الصهيونية، وأما الشركة اليهودية فقد تطورت فكرتها حتى صارت هيئة سياسية تنفذ تخطيط المنظمة الصهيونية الخاصة بإنشاء(الوطن اليهودي) وأطلق عليه اسم الوكالة اليهودية[4]، وكانت بمثابة الساعد التنفيذي للحركة الصهيونية واسمها الحقيقي المنظمة الصهيونية – الوكالة اليهودية[5].

بدأت الجهود الصهيونية في أعقاب تصريح بلفور تعمل على تشكيل جهاز ينوب عن الصهاينة في تسهيل إنشاء (الوطن القومي) وأطلق على ذلك الجهاز “اللجنة الصهيونية[6] إلي فلسطين”، وقد بذلت المنظمة الصهيونية جهوداً كبيرة ومتشعبة استغرقت نحو عشر أعوام حتى استطاعت إنشاء الوكالة[7]، وأسفرت تلك الجهود الصهيونية عن قبول بريطانيا بتشكيل تلك اللجنة لتعمل جنباً إلي جنب مع الإدارة البريطانية في حكم فلسطين، وقد حرص حاييم وإيزمان على توسيع اللجنة عند تأسيسها، فاتصل بزملائه في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وإيطاليا، وتم تشكيل اللجنة من 12 عضواً إضافة إلي عضوين من الحكومة البريطانية، ثم ازداد العدد فأصبح في عام 1920م، مائة عضو، وغدت تلك اللجنة بمثابة حكومة داخل الحكومة الفعلية لفلسطين[8]، ومارست عملها بموافقة من قبل الحكومة البريطانية، وعلم عصبة الأمم وقد استمرت في عملها حتى تم إنشاء الوكالة اليهودية[9].

وضعت اللجنة الصهيونية مطالبها وأرسلتها إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919م، وطالبت الموافقة على إنشاء مجلس يهودي وتغيير اسمه إلى وكالة يهودية[10]،وعملت الحكومة البريطانية على تنفيذ ذلك المخطط الذي وضعه وإيزمان، فحولت فلسطين إلى إدارة مدنية بدلاً من الحكم العسكري، وعينت هربرت صموئيل البريطاني الصهيوني مندوباً سامياً لفلسطين[11].

عقب موافقة مؤتمر سان ريمو[12] المنعقد في نيسان (أبريل) عام 1920م، على وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني[13]، سارعت بريطانيا والحركة الصهيونية إلى الحصول على موافقة عصبة الأمم المتحدة على صك الانتداب؛ ليكون بمثابة تصديق دولي ورسمي لذلك القرار، وتم ذلك في 24 تموز (يوليو) عام 1922م، فأعطي الصك الضوء الفعلي لتأسيس الوطن (القومي) اليهودي، واقترح إنشاء الوكالة اليهودية، ودعت المادة الرابعة منه حكومة فلسطين إلي الاعتراف “بوكالة يهودية-كهيئة عمومية، تشير وتعاون في إدارة فلسطين، في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، مما يؤثر في إنشاء (الوطن القومي اليهودي)، ومصالح المستوطنين اليهود في فلسطين تساعد وتشترك في ترقية فلسطين، تحت سيطرة حكومتها دائماً[14].

فرضت المادة السادسة على حكومة الانتداب، أن تعمل بالاتفاق مع الوكالة على تقوية “استيطان اليهود المكثف في الأراضي الزراعية” بينما سمحت المادة الحادية عشرة بأن تتفق معها “على أن تقيم أو تستثمر – الأعمال والمصالح العمومية وترقي موارد فلسطين الطبيعية، حيث لا تتولي الحكومة تلك الأمور مباشرة بنفسها”، أما الهدف من إقامة تلك الوكالة كما جاء في المادة الرابعة من صك الانتداب فكان “الحصول على معونة كل اليهود غير الصهيونيين الذين يبغون المساعدة في إنشاء الوطن (القومي اليهودي)[15]، وذلك بضم مثل أولئك اليهود إلي تلك الوكالة وتنشطهم ضمن أطرها، على الرغم مما جاء في الصك ، لم يكن الصهاينة بحاجة إلي إنشاء الوكالة اليهودية، إذ أن المادة الرابعة من الصك كانت قد نصت على أن “يعترف بأن المنظمة هي الوكالة – ما دامت الدولة المنتدبة ترى أن نظامه وتأليفها يجعلانها صالحة ولائقة لذلك[16].

وقد اعترفت بريطانيا بأنها تعاملت مع لجنة معينة من المنظمة كأنها الوكالة اليهودية المشار إليها في الصك وتعاملت معها على ذلك الأساس[17]؛ فشكلت الوكالة اليهودية حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني، فقد تولت متابعة شؤون منظمة الهاغاناة العسكرية، ونجحت في إنشاء الجامعة العبرية في عهد المندوب السابق الصهيوني البريطاني هربرت صموئيل عام 1925م[18]،فأراد حاييم وإيزمان استغلال التسهيلات التي منحتها حكومة المنتدبة للصهاينة، فأجري مباحثات عدة مع مجموعة ضمت ممثلي منظمات يهودية غير صهيونية، وفي عام 1924م، وتم وضع صياغة أولية لدستور الوكالة (الموسعة)[19].

2- مهام الوكالة اليهودية:

لقد تمثلت مهام الوكالة في عدة نقاط، أهمها: تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وجعل الأراضي في فلسطين ممتلكات يهودية كاملة، وتأسيس منشئات زراعية قائمة على الأيدي اليهودية العاملة، ونشر اللغة والثقافة العبرية.

يوضع الكيرين هايسود تحت تصرف الوكالة، ويبقي على وضعه القانوني، غير أن مديريه سوف يعينون عن طريق مجلس الوكالة، أما الكيرىن كايميت، يستمر على انفصاله، ولن تتغير علاقته بالمنظمة الصهيونية[20].

وأشار وإيزمان أنه يجب وضع ثلاث نقاط هامة في البرنامج العام للوكالة على النحو الاتي:

أ-أن يكون هناك أراضي احتياطية تكفي مساحتها لتمكين حركة الاستيطان والتقدم بنسق وانتظام.

ب- رعاية المستوطنات السابقة الإنشاء.

ث- وضع (العمل اليهودي) على أسس مؤكدة، ويجب أن تبذل كل الجهود من أجل تقوية الوضع الاقتصادي للعامل الصهيوني، وتزويده بقدر الإمكان بسوق يخدم خبرته في الزراعة والصناعة[21].

3- تطوّر المساعي لتوسيع الوكالة اليهودية

أرادت الحركة الصهيونية أن تلائم نفسها مع صك الانتداب بتشكيل وكالة يهودية موسعة تمثل اليهود من صهاينة وغير صهاينة، مما سيهيئ لها قبولاً سياسياً بريطانياً ودولياً أفضل، وقد رأت في ذلك فرصة لتوسيع دائرة نفوذها وتمثيلها لليهود في العالم بإدخال عناصر يهودية مؤثرة، لكنهم غير منتمين للحركة الصهيونية مما سيؤدي بدوره إلي مشاركتهم في المشروع الصهيوني فيصبحون صهاينة من الناحية العملية كما أن ذلك سيمكنها من امتصاص أية معارضة يهودية للحركة الصهيونية إلي جانب تجنيد أموال أثرياء اليهود[22]؛ فعقدت لجنة العمل في المكتب المركزي للمنظمة الصهيونية في تشرين أول (أكتوبر) عام 1923م، اجتماعاً لمناقشة اقتراحاً بتوسيع الوكالة اليهودية، وقد قدم مستر فايول نيابة عن اللجنة التنفيذية أفكاراً مستوحاة من قرارات المؤتمر الصهيوني الثالث عشر[23] التي دعت إلي توسيع الوكالة اليهودية، بحيث تضم إلي مجلسها الأعلى ولجانها عدداً من اليهود الممولين والبارزين في العالم، ومن غير الصهاينة بالذات[24].

وقد نصت المقترحات على تكوين مجلس للوكالة تتمثل فيه: المنظمة الصهيونية، والكيرىن هايسود[25]، والمنظمات اليهودية العالمية، والمؤتمرات اليهودية التي عقدت في مختلف البلدان للنظر في توسيع الوكالة[26].

لقيت فكرة توسيع الوكالة اليهودية معارضة عنيفة أثناء المؤتمر الصهيوني الثالث عشر عام 1923م، واعتبرها البعض هدماً لشعبية المنظمة الصهيونية وتدميراً لشخصيتها الديمقراطية، فيما رأي مندوب حزب أحدوت هاعفوداه في المؤتمر أن تجربة إشراك غير الصهاينة (تجربة فاشلة)، كما أعلن أحد أعضاء الهستدروت في الجلسة العاشرة للمؤتمر معارضته لفكرة توسيع الوكالة، وقال: “أن المنادين بذلك تسيطر عليهم أوهام أوحت إليهم أن الإمدادات اليهودية سوف يتسع نطاقها من خلال توسيع الوكالة”[27]، ووصل الأمر بالمعارضين لتوسيع الوكالة وخاصة جابوتنسكي إلى الانشقاق عن الوكالة وتأسيس المنظمة الصهيونية الجديدة[28].

عقدت لجنة العمل الصهيونية في تموز(يوليو)عام 1924م، جلسة مغلقة لمناقشة مسألة توسيع الوكالة، وقد دافع أحد الأعضاء عن فكرة التوسيع وطالب بإحلال كلمة يهودية بدل صهيونية كدلالة على أن (الشعب اليهودي) كله قد تحمل مسئولية بناء فلسطين[29]، فحظي وإيزمان بتأييد لموقفه من قبل أكثرية الصهيونيين والعموميين وحزب هابوعيل هاتسعير[30]، وكان معه عدد من أنصاره الداعين إلى توسيع الوكالة اليهودية من أجل ضم عناصر جديدة من اليهود غير الصهاينة[31]، وكانت حماسة وإيزمان لتوسيع الوكالة اليهودية تعود لعدة اعتبارات منها:

  • تعزيز مركز الصهاينة عند إجراء المفاوضات مع الدول الأجنبية ومستوياتها عن طريق جهاز كالوكالة اليهودية أقرته عصبة الأمم.
  • المصادر المالية الإضافية التي ستعود على المنظمة من اشتراك اليهود غير الصهيونيين في الوكالة.
  • سرعة التنفيذ التي تكتسبها النشاطات الصهيونية، جراء اشتراك اليهود البارزين في العالم، والذين يشغلون مراكز رسمية وحساسة في الوكالة اليهودية الموسعة.
  • اقتناع وإيزمان بأن التعاون مع غير الصهاينة سوف ينتهي بكسبهم إلى صفوف الصهيونية ومبادئها[32].كانت الملامح الرئيسية للإعلان عن الوكالة اليهودية الموسعة في المؤتمر الصهيوني الخامس عشر عام 1927م[33][34]، تمثل في دفع عجلة تأسيس(الوطن القومي اليهودي) في فلسطين، وفقاً لما جاء في تصريح بلفور وصك الانتداب وأن تقوم الوكالة اليهودية الموسعة بأعباء الوكالة اليهودية وأن تعمل على: تشجيع الهجرة، ونشر اللغة العبرية والثقافة اليهودية، وحيازة الأراضي كملكية أبدية للشعب اليهودي، وتوظيف العمال اليهود بواسطة الوكالة اليهودية وتحت إشرافها، ويوضع الكيرىن هايسود، تحت تصرف الوكالة ويتم تعيين مديريه عن طريق مجلس الوكالة[35].

4- توسيع الوكالة اليهودية:

عُقد في يوم الحادي عشر من تشرين ثانٍ(نوفمبر)عام1929م، في مدينة زيوريخ بالنمسا، المؤتمر الصهيوني السادس عشر[36]، تقرر فيه توسيع الوكالة اليهودية بأغلبية 230 صوت ضد 30 صوت، وامتناع 4 من التصويت وغياب 46 عضواً[37]، وبعدها بثلاثة أيام تم الإعلان رسمياً عن توسيع الوكالة[38].

نص دستور الوكالة على أن يكون عدد أعضاء المجلس 24 عضواً يوزعون مناصفة بين الصهيونيين المختلفة حسب نسب قواها في المؤتمرات الصهيونية، في حين يعين الممثلون غير الصهيونيين، والذين يختارون من 26 بلداً معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية[39]، يتم اختيارهم جغرافياً حسب عدد السكان اليهود في كل دولة، وأحياناً حسب نفوذهم في تلك الدولة[40].

من خلال إنشاء الوكالة اليهودية الموسعة، فقد تم استقطاب عناصر يهودية شهيرة ليسوا أعضاءً في المنظمة مثل البريطاني هربرت صموئيل وغيره ممن كان يتبوؤون مناصب اقتصادية سياسية وعلمية كبيرة ممن لم يكن بإمكانهم الانخراط في الحركة الصهيونية، لذلك كان بقاؤهم في أماكنهم إفادة للمشروع الصهيوني[41].

بعد مرور نحو شهر على تأسيس الوكالة اليهودية الموسعة عام 1929م، أرسل سكرتير المنظمة الصهيونية مذكرة بتاريخ 16 أيلول (سبتمبر) عام 1929م، إلي وزارة المستعمرات البريطانية مرفقة بنسخة عن دستور الوكالة، طالباً فيها الاعتراف بها بموجب المادة الرابعة من صك الانتداب، وأجابت الوزارة برسالة إلي المنظمة الصهيونية، بتاريخ 6 آب (أغسطس) عام 1930م، وأوضحت فيها أنها كانت قد اعترفت فعلاً، – مع حكومة فلسطين- بالوكالة اليهودية منذ تأسيسها، ولكن بما أنه يبدو أن المطلوب اعتراف رسمي وخطي، فان الوزارة تؤكد اعتراف الحكومة البريطانية بالوكالة اليهودية كما طمأنت الوزارة في رسالتها تلك المنظمة الصهيونية، بأنه في حال حل الوكالة اليهودية فان الحكومة البريطانية ستعود إلي الاعتراف بالمنظمة الصهيونية باعتبارها الوكالة اليهودية، كما كانت قبل تأسيس الوكالة[42].

أصبحت الوكالة اليهودية بمرور الوقت في مركز يمكنها من تحدي السلطة المنتدبة، وحصلت على ما تريد من تشريعات وإجراءات، كما كانت الوكالة وبموافقة السلطة المحتلة والحكومة البريطانية ذاتها، حكومة داخل حكومة تتمتع بسلطات واسعة، وحملت السلطة المنتدبة على سن القوانين واتخاذ الإجراءات التي من شأنها خدمة مصالح (الوطن القومي)[43].

5- موقف الوكالة اليهودية من الكتاب الأبيض لعام 1930م:

عارض الصهاينة الكتاب الأبيض لباسفيلد[44]، وقاموا بشن حملة منظمة وعنيفة ضده[45]، فوصفه وإيزمان أنه لا يتمشى مع بنود صك الانتداب، ويعارض السياسة البريطانية في فلسطين، واحتجاجاً عليه قدم وإيزمان استقالته من الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية”[46]؛ لأنه رأى في الكتاب الأبيض لباسفيلد “اقتراحاً بريطانياً بأن يدفع (يهود فلسطين) ثمن ذلك الفشل، واستقال معه اللورد ميلشت، رئيس مجلس الوكالة اليهودية، وفيلكس واربورغ ؛ عضو اللجنة الإدارية للوكالة”[47]؛ للضغط على الحكومة البريطانية، لإلغاء الكتاب الأبيض لعام 1930م[48].

ويتضح مما سبق أن رفض وإيزمان الكتاب الأبيض ومعه بعض من كبار الوكالة اليهودية، يرجع إلى أن الكتاب الأبيض أراد وضع بعض القيود على الهجرة اليهودية، وعملية شراء الأراضي من العرب، ويعتبر ذلك من وجهة نظر الصهاينة إعاقة للمشروع الصهيوني، الرامي إلى إنشاء وطن (قومي لليهود) في فلسطين.

6- موقف الوكالة اليهودية من لجنة بيل[49]:

استقبلت الأوساط الصهيونية المشروع بمشاعر مختلطة، فبين الإغراء بإقامة دولة يهودية، ولو على جزء من الذي كانت تعده (“الوطن القومي اليهودي”)، وبين الخشية من أن يكون ذلك نهاية المطاف بالنسبة للمشروع الصهيوني، انقسمت الآراء داخل الوكالة اليهودية، وفي التجمعات الصهيونية العامة، ودار نقاش حاد بشأن ذاك الاقتراح الجذري[50].

كان حاييم وإيزمان، ودافيد بن غورويون، وموشيه شاريت من بين مؤيدي التقسيم بشكل أو بآخر، فكان وإيزمان أول من لمّح إلى إمكانية موافقة الصهاينة على فكرة تقسيم فلسطين إلى نظام كانتونات[51]،وذلك عندما أعلن للجنة التحقيق الملكية، خلال الجزء السري من شهادته أمامها يوم 23 كانون أول (ديسمبر)عام 1936م،أنه سيكون على استعداد لدراسة الاقتراحات المتعلقة بذلك النظام، في حال تقديمها، بعناية فائقة[52]،وبعد مرور أسبوعين على إدلاء وإيزمان بشهادته تلك، طُرح عليه مشروع تقسيم فلسطين؛ أي قبل نحو نصف عام من تبّنيه رسمياً، في اجتماع مغلق مع أعضاء لجنة التحقيق، كان قد عُقد في القدس في 8 كانون ثانٍ (يناير)عام1937م، حيث أعرب عن موافقته على المشروع[53].

وبعد نحو شهر تقريباً استكملت المباحثات في اجتماع آخر، عُقد بين وإيزمان والبروفيسور ريجينالد كوبلاند (Coupland Reginald)، وأعلن وإيزمان بعد الاجتماع للمستوطنين: “لقد أرسينا اليوم أسس الدولة اليهودية “، وقد حبّذ وإيزمان فكرة التقسيم، لأنه “رأى في تأسيس دولة يهودية إمكانية حقيقية للوصول إلى تفاهم مع العرب”[54]، وقد سأل أحد الزعماء اليهود المتدينين حاييم وإيزمان قائلاً : “هل تريدون أن نقيم دولة يهودية ضمن الحدود التي تخالف الحدود التي منحنا إياها الله؟ فرد وإيزمان بقوله: “إن الله منحنا أرضاً ولم يعين لنا حدوداً”[55].

أما بن غوريون، فقد عارض بشدة مشروع التقسيم في بداية الأمر، وتلميح وإيزمان لإمكانية قبول نظام الكانتونات، لدرجة دفعته إلى تقديم استقالته من رئاسة الوكالة اليهودية احتجاجاً؛ لأن ذلك القبول يعني، ضمناً التخلي عن هدف تحويل اليهود إلى أكثرية في فلسطين، غير أن تلك المعارضة لم تكن إلا من قبيل التنافس بين الرجلين، في محاولة مبكرة من بن غوريون لتولي قيادة الحركة الصهيونية بدل وإيزمان، الذي رد على الانتقادات التي وجهت إليه بقوله: ” قد اختار الصهيونيون قائداً ليقودوه، لا ليقودهم”[56].

أما موشيه شاريت، فكان على عكس وإيزمان، وبن غوريون، فلم يكن عملياً، من المقتنعين بمحاسن التقسيم، أو إمكانية تنفيذه؛ لاعتقاده أن ثورة عربية لا مثيل لها ستنشب ضده، ستضطر بريطانيا إلى التخلي عنه[57]؛إلا أن شاريت كان على قناعة، أنه من خلال تدعيم قوة الصهاينة في فلسطين فقط، يمكن الوصول إلى تفاهم مع العرب، لكن شاريت لم يعارض المشروع بحد ذاته، وذلك بسبب عدم وجود أي خيار آخر، وأنه إذا فشل سيواجه الصهاينة وضعاً أكثر سوءاً، حيث سيبقى نظام الانتداب قائماً وتتجه بريطانيا إلى فرض القيود على النشاط الصهيوني في فلسطين[58].

وصلت الخلافات في وجهات النظر بين الصهاينة من مؤيد للتقسيم ومعارض له، إلى ذروتها عشية افتتاح المؤتمر الصهيوني العشرين [59][60]، وانتهى المؤتمر إلى أن “مشروع التقسيم الذي تقدمت به اللجنة الملكية لجنة بيل غير مقبول “، لكنه خوّل “اللجنة التنفيذية صلاحية الدخول في المفاوضات للتحقق من الشروط التي عرضتها حكومة جلالته لإنشاء الدولة اليهودية المقترحة”، وأنه “ليس للجنة التنفيذية أثناء قيامها بتلك المفاوضات، أن ترتبط بشيء، سواء أكان ذلك باسمها أو بالنيابة عن المنظمة الصهيونية، ولكن إذا أسفرت المفاوضات عن ظهور مشروع مقرر لإنشاء (دولة يهودية)، وجب أن يعرض المشروع على مؤتمر ينتخب من جديد لاتخاذ قرار بشأنه[61].

7- موقف الوكالة اليهودية من الكتاب الأبيض لعام 1939م:

نشرت الوكالة اليهودية بياناً يوم صدور الكتاب الأبيض جاء فيه: “إن الكتاب الأبيض يتنكر لحق (الشعب اليهودي) في إقامة (وطنه القومي) في فلسطين، وأن بريطانيا تتآمر لتصفية ذلك (الوطن)، وتسليمه لقادة الثورة، لكن عناصر الصهاينة الذين أعطوا دليلاً ساطعاً على قوتهم وصلابتهم في تأسيس (الوطن القومي اليهودي)، يعرفون كيف يدافعون عن الهجرة اليهودية، (والوطن القومي اليهودي)، (والحرية اليهودية)[62]، ولما علم بن غوريون بوضع حد للهجرة اليهودية من خلال الكتاب الأبيض هاج جداً، وهدد بالتدمير الكامل لبريطانيا[63].

نتج عن لقاء الوكالة اليهودية، واللجنة التنفيذية للهستدروت واللجنة الوطنية، ظهور ثلاث تيارات حول آلية مواجهة الكتاب الأبيض، وتزعم الرأي المعتدل حاييم وإيزمان، والمتشدد دافيد بن غوريون، وتيار آخر بقيادة د. سيلفر[64] يدعو لعدم مواجهة السلطات لئلا يصبح اليشوف والهاغاناة متورطين في أعمال غير مرغوب فيها[65]، وتوصلت قيادة اليشوف إلي وضع خطة لمواجهة الكتاب الأبيض.

8- خطة الوكالة اليهودية (للدفاع) في فترة الحرب العالمية الثانية:

وضع الياهو غولومب خطة في مارس(آذار)عام1942م، وتبنتها الوكالة اليهودية، وشكلت أرضية التفاوض بين الدائرة السياسية بالوكالة، والقيادة البريطانية في فلسطين، وقد استندت الخطة على الافتراضات التالية: احتلال النازيين لفلسطين ممكن، والهجوم ليس كأي هجوم نازي على بلاد أخري؛ لأن معناه إبادة اليشوف، وحماية فلسطين تخص الصهاينة أكثر من بريطانيا؛ لأن فقدانها لا يعني انتهاء الإمبراطورية البريطانية، لكن فقدان اليشوف سيضع حداً للمشروع الصهيوني، ويجب على بريطانيا أن تمكّن الصهاينة من المشاركة بكل قوتهم في الحرب على فلسطين. اليشوف الصهيوني سيبذل روحه في تلك المعركة أكثر من أي (شعب آخر)، حماية فلسطين حيوية لبريطانيا، وإذا نُظّم اليشوف، ودُرب وسُلّح كما ينبغي؛ فسيشكل قوة فاعلة في تلك المعركة، وربما قوة حاسمة[66].

وبناء على ذلك طالب شاريت برفع مستوى وحدات اللواء اليهودي وزيادة التجنيد للجيش بعشرة آلاف مجند، وتحويل سلاح الخفراء (النوطريم) إلى قوة عسكرية وتدريبية وتسليحه بشكل يناسب هدفه في (الدفاع) عن فلسطين، لكن غاليلي تساءل عن الدور التنفيذي للهاغاناة، وأوضح أن خطة الوكالة تجاهلت ذلك الدور، وجعلت (الدفاع) في أيدي البريطانيين مع أشراك اليشوف الصهيوني فيه[67].

اجتمعت لجنة الماباي ولجنة الهستدروت في أبريل (نيسان)عام 1942م، وتبنتا خطة التجنيد الشامل للوكالة وفي أبريل (نيسان)عام 1942م، وتم إقرار الخطة من اللجنة التنفيذية الصهيونية المصغرة[68]).

9- دور الوكالة اليهودية في تشكيل اللواء اليهودي:

سعت الوكالة اليهودية منذ بداية الحرب العالمية الثانية، إلي تشكيل جيش صهيوني، له شعار وعلم صهيونيين، لكن السلطات البريطانية رفضت ذلك، ولم تتوقف مطالبة الوكالة اليهودية، ودفعت بعناصر الهاغاناة للانضمام لوحدات الجيش البريطاني المختلفة، كخطوة لتحقيق اللواء اليهودي[69])، في 20 كانون الثاني (يناير) عام 1943م، التقي شيلواح مع الجنرال ماك كريرى، رئيس الأركان في قيادة الشرق الأوسط في القاهرة، واقترح عملية تجنيد 500 عنصر بواسطة الوكالة اليهودية، ويتم تسللهم للبلدان الأوروبية الخاضعة للاحتلال الألماني؛ ليكونوا نواة لمجموعات (مقاومة يهودية)، تساعد القوات البريطانية لكن الجنرال كريرى تملص من طلب، وبعد أسبوع طرح درف يوسيف الأمر ثانية، على أن تكون القوة مكونة من 100-500 رجل كوماندو، يتم إنزالهم في بولندا بجانب المعتقلات، وفي أول شباط (فبراير) عام 1943م، عرض شاريت الفكرة أمام وزير الحرب البريطاني جيمس غريغ، لكن قيادة الأركان في القاهرة نظرت للمطالب الصهيونية بسلبية تخوفاً من الإضرار بالأمن الداخلي في فلسطين، بسبب إقامة قوة يهودية مدربة تكون نواة للمقاومة والمعارضة للبريطانيين بعد انتهاء الحرب[70]، لكن المساعي الصهيونية تواصلت، وفي صيف عام 1943م، وافقت بريطانيا على إقامة القوة لتسهيل عمليات تهريب طياري الحلفاء الأسري في البلقان، وشمال ايطاليا، وللقيام بأعمال تخريب والعمل على تهريب اليهود من تلك البلدان[71].

أرسل رئيس وزراء بريطانيا تشرشل[72] رسالة إلى حاييم وإيزمان أبلغه أن حكومته تستعد لمناقشة مشروع واقعي حول تكوين قوة يهودية مقاتلة[73]، وفي 18 أيلول (سبتمبر) عام 1943م، وافقت الحكومة على إنشاء اللواء اليهودي (المقاتل)، وقد تكون اللواء من 5358 جندياً من الوحدات اليهودية المتطوعة، للعمل لخدمة أسلحة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية[74]، وأُلحق اللواء بالجيش الثامن البريطاني، بعد أن تلقي تدريباته في برج العرب قرب الإسكندرية في تشرين أول(أكتوبر) عام 1944م[75].

10- موقف الوكالة اليهودية من تصريح بيفن:

رفضت الوكالة اليهودية المشروع لأنه لم يتضمن صراحة إقامة دولة يهودية، ولأنه قضى بحل الوكالة اليهودية، حيث تقدم موشيه شاريت عن الوكالة اليهودية بمقترحات مقابلة تتضمن إعلان إقامة دولة يهودية في “منطقة كافية ” من فلسطين، لأن المناطق المخصصة لليهود حسب مخطط الحكم الذاتي الإقليمي غير كافٍ للتوسع المستقبلي لليهود[76].

في 28 تشرين ثانٍ (نوفمبر)عام 1945م، أعلن بن غوريون في بيان قائلاً: “إننا لا نريد أن نموت، إننا نؤمن أن لنا حقاً في أن نعيش أفراداً، كأمة مثلكم أيها الإنجليز، ومثل باقي الأمم، لكن هناك أشياء أعز من الحياة، إننا مستعدون أن نُقتل في سبيل أن نأتي إلى هنا؛ لنبني؛ ومن أجل حق استقلال دولتنا”[77].

11- دور الوكالة اليهودية في اللجنة الأنجلو أمريكية:

بعد مشاورات بين الحكومتين البريطانية والأمريكية، أُعلن في لندن وواشنطن عام 1945م، عن تشكيل اللجنة الأنجلو أمريكية، التي أشار إليها أرنست بيفن، وزير الخارجية البريطاني في 13 تشرين ثانٍ(نوفمبر)عام1945م[78]، فقد قبلت الولايات المتحدة دعوة بيفن على أن تكون شروط اختصاص اللجنة ما يلي: فحص ودراسة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تترتب عن مشكلة الهجرة اليهودية، والاستيطان وأوضاع القاطنين هناك. فحص وضع اليهود في بلدان أوروبا، حيث إنهم كانوا من ضمن ضحايا النظام النازي، الاستماع لآراء ممثلي العرب واليهود حول المشاكل القائمة في فلسطين، عمل توصيات لحكومة جلالته وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتلبية الحاجات الضرورية للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة[79].

وقد تألفت اللجنة من ستة أعضاء أمريكيين وستة من بريطانيين حيث وكان من بين الأعضاء عدد من المتعاطفين مع فكرة إقامة الدولة الصهيونية[80].

بادر حاييم وإيزمان بالاتصال بأعضاء اللجنة، وعرض كل ما لديه من تقارير أمام اللجنة، كانت الوكالة اليهودية قد أعدتها مسبقاً، وقد تجاوب أعضاء اللجنة معها، وكما استمعت اللجنة إلى بن غوريون وموشي شاريت نيابة عن الوكالة اليهودية، ونوقشت مسألة التقسيم فاقترح ممثلاً عن الوكالة حدود الدولة الصهيونية، على أن تتمتع تلك الدولة بالاستقلال التام، بحيث يكون لها علم صهيوني، وجيش ويكون لها ممثلون في الأمم المتحدة[81].

12- موقف الوكالة اليهودية من قرار التقسيم رقم (181) عام 1947 م:

قدمت الوكالة اليهودية عدة مذكرات إلى اللجنة الخاصة الدولية المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم أوفدت كلاً من بن غوريون وأبا هيليل سيلفر، وموشيه شاريت وعمانويل نيومان، فاستمعت اللجنة الأولى في اجتماعها الخمسين في 8 أيار(مايو) عام 1947 م إلى بيان ألقاه سيلفر أشار فيه إلى اقتناع الوكالة بجدوى اهتمام هيئة دولية بمشكلة فلسطين، وادعى أن الوكالة اليهودية مفوضة بموجب صك الانتداب للتحدث باسم يهود العالم أجمع في أمور) الوطن القومي اليهودي)، وأوضح أنه بينما الوطن القومي لا يزال تحت التأسيس، فإن المجتمع الدولي يتطلع إلى استكمال الهجرة اليهودية في فلسطين وخلق الدولة اليهودية فيها[82].

في 29 تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1947 م، صدر قرار التقسيم رقم (181)، وجرى التصويت على القرار، فكان 33 صوتاً لصالح قرار التقسيم، و13 صوتاً ضده، وامتنع 10 أعضاء عن التصويت، وبذلك تم الحصول على ثلثي الأعضاء[83].

ما أن وصلت أخبار قرار التقسيم مسامع اليهود في فلسطين، حتى نظمت احتفالات في اليشوف الصهيوني، وتوجهت المظاهرات إلى القدس اتجاه مقر الوكالة اليهودية حيث رفع المتظاهرون العلم الصهيوني، وقد استقبلت غولدا مائير[84] ورئيس الإدارة السياسية للوكالة وبعض أعضاء لجنتها التنفيذية تلك المظاهرات وقالت غولدا مائير “:إن التعبير عن مشاعر )يهود فلسطين)[85] ويهود العالم في هذه اللحظة ضرب من المستحيل، لقد عملنا من أجل هذه اللحظة وكان أملنا معلقاً عليها، فضحينا من أجلها وكان يحدونا الأمل في أن تتحقق، فلنا الآن أن نعبر عن مشاعرنا”. كما أدلى رئيس الوكالة اليهودية ديفيد بن غوريون ببيان جاء فيه: “إن قرار الأمم المتحدة يعيد بناء دولة (الشعب اليهودي (ذات السيادة في جزء من (موطنها القديم) بإجراء تاريخي مقسم بالعدل يعوض على الأقل جزءاً من الحكم الجائر الذي تعرض له) الشعب اليهودي) منذ 1800 عام[86]، وأن القرار يمثل نصراً معنوياً عظيماً ويحقق مبدأ التعاون الدولي من أجل السلام والعدل في العالم كله”[87].

وقامت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية بعقد اجتماعاً بمناسبة تقسيم فلسطين، أعلنت بعده البيان التالي:

“إن الغرض الرئيس لاجتماعنا يتمثل في رغبة) يهود فلسطين) في البحث عن السلام وتصميمه بشكل يحقق تعاوناً مثمراً مع العرب، ونحن نناشد الجماهير العربية ألا تسمح بأن يساء توجهها فتتخذ أية إجراءات عنيفة كما نناشد الشعب اليهودي ألا يسمح بارتكاب أفعال غير مسؤولة”[88].

يتضح مما سبق أن الوكالة اليهودية ساهمت مساهمة فاعلة في جميع التطورات السياسية والأمنية التي مرت بها فلسطين منذ نشأتها وحتى نشوب حرب عام 1948م.

ثانياً: تطوّر البناء التنظيمي للوكالة اليهودية:

تألف البناء التنظيمي للوكالة اليهودية من عدة مستويات ودوائر، أهمها:

1- المجلس العام:

يجتمع مرة في العام وعدد أعضائه 340 عضواً تعين المنظمة الصهيونية نصفهم (170) عضواً، ويُعين النداء الصهيوني الموّحد في الولايات المتحدة 30% (102) عضواً، ويُعين الصندوق التأسيسي الكيرىن هايسود 20% (68) عضواً؛ أي أن دافعي التبرعات صاروا مساوين للصهاينة، ويتلقى المجلس العام التقارير من مجلس الحكام (الأمناء) ويقرر السياسات الأساسية ويستعرض الاحتياطات والبرامج ويناقش الميزانية وينتخب الرئيس وأمين الصندوق[89] .

2- مجلس الحكام (الأمناء):

عدد أعضائه 62 عضواً بنفس نسبة تمثيل المجلس، ويدير شؤون الوكالة ويوجه نشاطاتها، ويُعين لجنة الميزانية والمالية وكل اللجان الأخرى (مثل لجان حملات التبرع، والاستيعاب، والتعليم، والإسكان، والتصنيع الريفي، والتخطيط بعيد المدى، وتقرير مراقب الحسابات، والأصول والديون)[90].

3- اللجنة التنفيذية:

عدد أعضائها 13 عضواً وهم رئيس اللجنة (رئيس المجلس العام) ورئيس مجلس الحكام وأمين الصندوق، ورؤساء أقسام الهجرة والاستيعاب وهجرة الشباب والتوفيق الريفي، ورئيس النداء اليهودي الموحد (الكيرىن هايسود)، وأربع أعضاء من مجلس الحكام (ممن يعينون من قبل المنظمة) ويوجد ثلاثة أعضاء بصفة مراقبين، واللجنة مسؤولة عن الأعمال اليومية للوكالة، وخاضعة لرقابة مجلس الحكام[91].

– دوائر الوكالة اليهودية:

1- دائرة الهجرة واستيعاب المهاجرين:

تعتبر من أكبر وأهم الدوائر، وتقوم بتشجيع الهجرة وتنظيمها، وتقدم المساعدة للمهاجرين وكما تعمل على توفير القروض لهم، ولها مكاتب منتشرة في أنحاء العالم الغربي[92].

2- دائرة هجرة الشباب:

أسست عام 1934م، بحجة إنقاذ الأطفال الصهاينة من النازية فقد اهتمت تلك الدائرة بنقل الناجين من النازية إلى فلسطين، واهتمت بتدريب وتعليم أبناء المهاجرين الجدد وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لهم[93].

3- دائرة الاستيطان الزراعي:

من المهام الأساسية لها بناء المستوطنات الزراعية وتزويدها بالخدمات الاجتماعية والاقتصادية[94].

4- دائرة الشباب والطلائع:

تنحصر مهمة تلك الدائرة بين الشباب اليهودي خارج فلسطين، وتمارس نشاطها بين أكثر من 200 منظمة صهيونية ويهودية، وتنظيم الدورات والرحلات إلى فلسطين للترغيب فيها[95].

5- دائرة التعليم والثقافة:

تتولي مسألة التعليم ثلاث دوائر، اثنتان تتبعان منظمة الصهيونية، تتولي أولاهما موضوع التعليم اليهودي العام، بينما تتولي الثانية التعليم اليهودي الديني، وتنحصر مهام الاثنتين بين أعضاء الجماعات اليهودية خارج فلسطين، أما الدائرة الثالثة تعمل في إطار الوكالة اليهودية، وتخصص 80% من ميزانيتها لمؤسسات التعليم في فلسطين، أما باقي الميزانية فيخصص للمشروعات التعليمية الخاصة بالجماعات اليهودية في الخارج[96].

6- دائرة التنظيم:

تعمل بالتعاون مع المنظمات الصهيونية بالخارج، وذلك من أجل زيادة التعاون مع الأحزاب الصهيونية، ومسؤولة عن متابعة أعمال الهيئات الحاكمة في المنظمة والوكالة، ومسؤولة عن تنفيذ قراراتها[97].

ثالثاً: تطوّر المؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية[98]:

لقد تطوّرت المؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية بين الفينة والأخرى، خلال فترة عملها.

التطوّر التاريخي للمؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية:

أولى حاييم وإيزمان أهمية قصوى للعمل الأمني والتجسس على العرب، وبذل جهوداً كبيرة في أعقاب الحرب العالمية الأولى لإقامة مؤسسات أمنية صهيونية في فلسطين، أهمها:

1) مكتب المعلومات:

بعد مشاورات ومداولات عديدة بين حاييم وإيزمان، وأعضاء “اللجنة الصهيونية” في القدس، وكان من بينهم زئيف جابوتينسكي، قررت “اللجنة الصهيونية” في القدس، في نهاية عام 1918م، تأسيس “مكتب المعلومات” كمؤسسة تابعة لها[99])، وحددت “اللجنة الصهيونية” مهاماً لذلك المكتب أهمها: دراسة أوضاع الشعب العربي الفلسطيني وجمع المعلومات عنه والتجسس عليه، وكان الهدف السياسي المباشر، عند تأسيس “مكتب المعلومات”، جمع المعلومات ووضعها تحت تصرف “اللجنة الصهيونية” في القدس والقيادة الصهيونية؛ لكي يتمكن القادة الصهاينة من دحض أية “ادعاءات” تأتي من قبل بعض القادة البريطانيين المعادين للصهيونية أو من رجال الإدارة البريطانية، حول عظمة المقاومة العربية لتصريح بلفور؛ الأمر الذي قد يؤثر على تغيير السياسة البريطانية من التصريح[100].

وكلفت “اللجنة الصهيونية” في القدس ليفي إسحاق شنيئرسون، أحد أبرز النشيطين السابقين في شبكة “نيلي”، بتأسيس ورئاسة “مكتب المعلومات”[101]، وعندما تسلم منصبه ومهامه جند شنيئرسون إلى “مكتب المعلومات”، العديد من ذوي الخبرة في العمل السري، وخاصة ممن كانوا في شبكة (نيلي)، وافتتح شنيئرسون مقراً لـ “مكتب المعلومات” في مدينة يافا، وعمل “مكتب المعلومات”، حتى بداية عام 1920م، حيث انتقل المقر إلى مدينة القدس[102].

وبعد تجنيد العديد من الموظفين والعملاء في أنحاء عديدة من فلسطين باشر “مكتب المعلومات” عمله برصد تحركات الشعب الفلسطيني وجمع المعلومات حوله وحول أملاكه وأراضيه، وحول أهم التطورات والتغيرات في صفوفه، وقد أولى “مكتب المعلومات” أهمية قصوى لرصد ومراقبة ومتابعة نشاطات الحركة الوطنية الفلسطينية، التي باشرت بتنظيم صفوفها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وخاصة نشاط الجمعيات الإسلامية – المسيحية والمؤتمرات الوطنية والفعاليات السياسية المختلفة ونشاطات النوادي العربية سواء السياسية أو الثقافية، ومن خلال تحريه عن القيادات الفلسطينية، فتح “مكتب المعلومات” “ملفات” للشخصيات والقيادات الفلسطينية العليا وللنشيطين الميدانيين البارزين، وفتح “ملفات” للعديد من العائلات الفلسطينية الكبيرة في مناطق متعددة من فلسطين[103]،وأجرى العديد من الدراسات عن مناطق متعددة في فلسطين؛ عن سكانها، وأملاكهم، واهتم بالعشائر العربية في النقب وذلك في سياق برنامج طموح لمسح كل فلسطين، لم يتم إلا جزءٌ منه[104]،وأولى “مكتب المعلومات” اهتماماً خاصاً بكبار ملاك الأراضي سواء كان هؤلاء الملاك من العرب الفلسطينيين أو من العرب في خارج فلسطين، وتحسس نقاط الضعف فيهم كي يتمكن من ابتزازهم، وبلغت ميزانية مكتب المعلومات في سنة عمله الأولى، في عام 1919م، 1528 جنيه إسترليني، وجاء ذلك من صندوق خاص، نظمه أساساً حاييم وإيزمان، وليس من الميزانية المخصصة إلى “اللجنة الصهيونية” التي أقامت وأشرفت على “مكتب المعلومات[105]

عمل “مكتب المعلومات” منذ تأسيسه على تقديم الخدمات الأمنية إلى سلطات الانتداب البريطاني وأجهزته المتعددة؛ فقد ترجم “مكتب المعلومات” إلى الإنجليزية الأخبار والتقارير التي كانت تصله، والمتعلقة بوجود السلاح بأيدي الفلسطينيين أو بفلسطينيين مطلوبين لسلطات الانتداب البريطاني، وما شابه ذلك، وسلمها مباشرة وبدون تأخير إلى قسم التحقيقات الجنائي في الشرطة البريطانية الـ CID.، وبعد فترة قصيرة من تأسيسه، أخذ مكتب المعلومات، مع ارتفاع وتيرة النضال الوطني الفلسطيني، يقدم تقريراً أسبوعياً إلى مكتب المندوب السامي البريطاني في فلسطين وإلى الإدارة الصهيونية في لندن؛ لتقوم بدورها بتسليم التقرير إلى وزارة الحربية البريطانية[106].

سعى حاييم وإيزمان إلى الحصول على تقارير ومعلومات أمنية من “مكتب المعلومات” لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية السياسية، وأثناء زيارته إلى فلسطين عام 1919م، التي كانت تنتفض ضد بريطانيا والصهيونية، وكان وإيزمان لا يتجول في فلسطين إلا برفقة حارسين أحدهما رئيس “مكتب المعلومات” شنيئرسون[107]، وأصدر وإيزمان تعليماته إلى رئيس “مكتب المعلومات” بإدارة حرب سياسية بين صفوف العرب الفلسطينيين، ولتحقيق ذلك ألقى وإيزمان على “مكتب المعلومات” ست مهام، هي:

  1. إثارة الفتن والمشاكل بين العرب؛ المسيحيين والمسلمين.
  2. شراء صحف عربية معادية للصهيونية والعمل على إقناعها أن تؤيد الصهيونية.
  3. السعي لشراء بعض “الوجهاء” في منطقة نابلس وذلك بهدف العمل ضد الحركة الوطنية الفلسطينية الناشطة في مدينة نابلس، وكذلك تكليف هؤلاء “الوجهاء” بواسطة الرشاوي أو التزييف أو كليهما، بجمع “مؤيدين” يطالبون بالانتداب البريطاني على فلسطين وتطالب أيضاً بالهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة نادٍ يكون مقراً لمن يؤيد التعاون مع الصهيونية.
  4. العمل على إقامة تحالف مع شيوخ شرق الأردن والسعي لضعضعة علاقتهم مع سوريا وإحباط دعمهم للحركة الوطنية الفلسطينية والحصول منهم على ” مؤيدين ” للصهيونية والهجرة الصهيونية والانتداب البريطاني.
  5. السعي لإقامة علاقات مع شيوخ البدو في النقب في محاولة لعرقلة العلاقات المتنامية بينهم وبين قادة الحركة الوطنية الفلسطينية.
  6. العمل على إقامة نوادٍ مشتركة لليهود والعرب بغرض نشر الأفكار والدعاية الصهيونية من ناحية وللتحريض على الحركة الوطنية الفلسطينية وقيادتها من ناحية أخرى[108].

حاول “مكتب المعلومات” تنفيذ المهام التي ألقاها عليه وإيزمان، وقد رتب مكتب المعلومات اجتماعاً لوإيزمان مع أحد “الوجهاء” من مدينة نابلس، التي كان لها دور ريادي في النضال الوطني الفلسطيني، وقد منح حاييم وإيزمان ذلك الخائن ألف جنيه إسترليني مقابل تنظيم وشراء (ذمم) تدعم الصهيونية والهجرة الصهيونية والانتداب البريطاني على فلسطين[109].

اتصل “مكتب المعلومات” بعدد من الشيوخ في شرق الأردن ودعاهم لمقابلة وإيزمان في أريحا من أجل إقامة تحالف مع الصهيونية، ولبى تلك الدعوة عشرة من أهم الشيوخ في شرق الأردن[110]، ولم يتمكن حاييم وإيزمان من الوصول إلى أريحا بسبب اندلاع المظاهرات الفلسطينية والاشتباكات بين الفلسطينيين من ناحية والصهيونيين من ناحية أخرى، كما ونظم اجتماع آخر لوإيزمان مع عدد من شيوخ النقب في السادس من نيسان (ابريل)عام1919م، في مستوطنة “رحوبوت”؛ لكن لم يتمكن وإيزمان من حضور ذلك الاجتماع لانشغاله في الصدامات التي كانت جارية ذلك الأسبوع في مدينة القدس، وقد بلغت تكاليف الاجتماعين اللذين لم يحضرهما وإيزمان 260 جنياً استرلينياً صرفها “مكتب المعلومات” بين رشاوي ومصروفات إضافية وسفر، وأنفق “مكتب المعلومات” مبالغ كبيرة أخرى لإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس وأماكن أخرى من فلسطين، وأنفق “مكتب المعلومات” مبلغ 125 جنياً إسترلينياً في شراء صحيفة عربية في مدينة يافا وتغير محررها من أجل جعل تلك الصحيفة وسيلة إعلام صهيونية[111]

إغلاق مكتب المعلومات:

ساهمت مجموعة من العوامل إلى دفع رئيس “اللجنة الصهيونية” دافيد ايدر[112] إلى إغلاق “مكتب المعلومات” ووضع حد لنشاطه، كان أهمها:

  1. الصراع السياسي والمؤسساتي داخل تجمع المستوطنين والمهاجرين الصهيونيين في فلسطين حول السياسة تجاه العرب وحول المؤسسة الصهيونية التي ينبغي أن تتولى مسؤولية متابعة “المسألة العربية”.
  2. النقص في الأموال في ظل تحمل “اللجنة الصهيونية” أعباء مالية جديدة؛ بسبب ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين وما يتطلبه ذلك من أموال لاستيعاب المستوطنين الجدد.
  3. ابتعاد وإيزمان وتوقفه عن ضخ المال إلى “مكتب المعلومات”.

أبلغ رئيس “اللجنة الصهيونية” في القدس دافيد ايدر قراره في العشرين من آب (أغسطس)عام 1920م، بإغلاق “مكتب المعلومات” إلى رئيس “مكتب المعلومات” شنيئرسون، وقد رفض شنيئرسون، في بادئ الأمر، قبول القرار وطالب أن يستمر “مكتب المعلومات” في العمل إلى أن يتسنى له مقابلة وإيزمان ليطلعه على أهمية استمرار وجود مؤسسة المخابرات، ولكنا دافيد ايدر، أصرَ على موقفه وأخبر شنيئرسون أن عليه إغلاق المكتب وإنهاء عمله وتسليم كل المواد التي بحوزة مكتب المعلومات والتي تراكمت خلال سنتي عمله إلى ” اللجنة الصهيونية” في القدس[113]، وبذلك انتهي عمل مكتب المعلومات بعد أن جمع معلومات مهمة وأعد ملفات خطيرة لخدمة المشروع الصهيوني.

2) السكرتاريا العربية:

أنشأت “اللجنة القومية للمجلس الملّي اليهودي في فلسطين” في عام 1922 م، مؤسسة تابعة لها أطلقت عليها اسم “السكرتاريا العربية” وتعني بـ “المسألة العربية” وبكل ما يتعلق بالسياسة الصهيونية والعمل الصهيوني الأمني تجاه العرب، وعينت حاييم كالفاريسكي[114]رئيسا لـ “السكرتاريا العربية” [115].

سعى كالفاريسكي إلى تجنيد دعم عربي للمشروع الصهيوني بواسطة تقديم الرشاوى والقروض، وأن انجازاته في المجال كانت محدودة للغاية[116]، لم تعمر “السكرتاريا العربية” طويلاً، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: النقص في المال والصراعات التي كانت دائرة بين المؤسستين “القوميتين” الناشطتين تجمع المهاجرين والمستوطنين اليهود في فلسطين وهما “اللجنة القومية” و”الإدارة الصهيونية” في القدس، وقد قاد هذان العاملان علاوة على إقرار نظام الانتداب البريطاني نهائياً على فلسطين في عام 1922م، واستتباب الهدوء في فلسطين، إلى حل “السكرتاريا العربية” في عام 1923م[117].

استخدم “المكتب العربي” في عمله التجسسي في العديد من الحالات صحافيين صهيونيين يعملون في صحف أجنبية، من أجل جمع المعلومات حول العرب؛ فعند اندلاع الثورة السورية في عام 1925 م، أرسل “المكتب العربي” الصحافي جرشون اجرونسكي (اغرون)، مراسل صحيفتي الغارديان البريطانية وكريستيان ساينس مونيتور الأميركية، مرتين إلى سورية، وخلال زيارته التقى غرشون أغرونسكي مع القيادات في سوريا ثم قدم تقريراً مفصلاً إلى”المكتب العربي” والقيادة الصهيونية[118].

3) المكتب الموحد للمؤسسات اليهودية في فلسطين:

تكونت مجموعة عوامل قادت رئيس الدائرة السياسية “للإدارة الصهيونية” في القدس، فريدريك كيش[119]، إلى إقالة حاييم كالفاريسكي في كانون ثانٍ (يناير) من عام 1928 م، من منصبه وحل “المكتب العربي” التابع “للإدارة الصهيونية” في القدس، وكان من أهم العوامل الهدوء النسبي الذي شهدته الحركة الوطنية الفلسطينية في أواسط العشرينيات، وازدياد النقد من جهات صهيونية عديدة على أسلوب عمل كالفاريسكي وكثرة الحديث عن تبذير كالفاريسكي الأموال على الرشاوى التي يقدمها للعرب بدون تحقيق الأهداف المرجوة، في وقت كانت الحركة فيه الصهيونية في أمس الحاجة للأموال لاستيعاب موجات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين[120].

لم يمض عام على إقالة حاييم كالفاريسكي حتى عاد كيش ودعا “الخبير الوحيد” كالفاريسكي إلى العودة على عجل من باريس إلى القدس ليعيد بناء ويرأس “المكتب الموحد ” المختص بالتجسس على العرب، فقد شهد عام 1929 م، حدثين مهمين، هما: توسيع الوكالة اليهودية، وثورة البراق عام 1929م[121].

على أثر اندلاع ثورة البراق عام 1929 م، في فلسطين، صار واضحاً للمؤسستين “القوميتين” في اليشوف اليهودي ( “الوكالة اليهودية” و”اللجنة القومية”) أن عمل ونشاط كل منهما في ” المسألة العربية ” على حدة، هدر للطاقات؛ لذلك قررت قررتا في أواخر تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1929م، توحيد جهودهما وإقامة “المكتب الموحد للمؤسسات اليهودية في فلسطين”، ولكي يكون ذلك الاتفاق شاملاً لجميع شرائح تجمع المستوطنين والمهاجرين الصهاينة في فلسطين، اتفقت “الوكالة اليهودية” و”اللجنة القومية”، على التعامل والتعاطي مع كل ما يتعلق بالعرب والسياسة تجاههم والتجسس عليهم من خلال “المكتب الموحد” فقط، وعينتا فريدريك كيش، ممثل الوكالة اليهودية ورئيس دائرتها السياسية رئيساً “للمكتب الموحد”، ويتسحاق بن تسفي ممثل “اللجنة القومية” نائباً لرئيس “المكتب الموحد”[122].

بعد إقامته وتعيين حاييم كالفاريسكي مديراً له، اختار “المكتب الموحد” مقراً جديداً في القدس، منفصلاً عن مقري “الوكالة اليهودية” و”اللجنة القومية”؛ ليتسنى استقبال عملائه بدون إثارة الشبهات، وظل “المكتب الموحد” يعمل وفق الصيغة التي تأسس بموجبها حتى كانون ثانٍ (يناير) عام 1931م، و انسحب مندوبو “اللجنة القومية” من “المكتب الموحد” في بداية عام 1931؛ فانفردت الدائرة السياسية للوكالة اليهودية في إدارته والإشراف عليه[123].

وضع “المكتب الموحد” عند إقامته برنامج عمل واسع وطموح شمل الأهداف التالية:

  1. الحصول على معلومات، بصورة منتظمة، حول ما يحدث في صفوف العرب، في الصحافة العربية، في المؤسسات والأحزاب والجماعات العربية في فلسطين.
  2. جمع وتنظيم معلومات إحصائية حول جميع القضايا المتعلقة بحياة العرب ودراسة أثر النشاط الصهيوني على حياة العرب الاقتصادية والثقافية.
  3. تحضير المواد الضرورية لشرح الأهداف والأساليب اليهودية لدوائر عربية.
  4. إقامة علاقات مع عرب لا يعارضون النشاط الصهيوني في فلسطين، ومساعدتهم في تنظيمهم وفي نشاطاتهم.
  5. التعامل بشكل خاص مع الفلاحين ومع مشاكلهم الاقتصادية.
  6. معالجة المسائل العالقة بخصوص مواقف الصهاينة والعرب في المجالس البلدية.
  7. تطوير علاقات (ودية) بين المستوطنات الصهيونية والقرى العربية.
  8. إقامة علاقات مع الصحافة العربية في فلسطين والبلاد العربية المجاورة وتزويدها بالمواد.

ومن أجل تحقيق أهداف “المكتب الموحد” المتعلقة بجمع المعلومات عن العرب والتجسس عليهم واستقطاب وتنظيم عملاء عرب من فلسطين والبلاد العربية الأخرى، أنشأ “المكتب الموحد” بداخله جهازاً أطلق عليه “خدمة المعلومات” [124].

كان جهاز “خدمة المعلومات” صغيراً للغاية، وأسسه حاييم كالفاريسكي وعمل معه نفر قليل من الأشخاص كان أبرزهم أهرون حاييم كوهين ويوسف حسون وهو يهودي من مواليد فلسطين، أنيط بالأول: إعداد “ملفات” حول الشخصيات والنشطاء العرب، أما الثاني: فكان مسؤولاً في “خدمة المعلومات” عن ملف الصحافة العربية وقد أنيط به إعداد تقرير دوري حول القضايا التي تنشر في الصحف العربية، ذات الصلة بالاهتمام الصهيوني[125]،واستند يوسف حسون في إعداده التقرير الدوري على جميع الصحف العربية الصادرة في فلسطين وعلى أهم الصحف العربية الصادرة في البلاد العربية المجاورة لفلسطين، حيث اشترك المكتب الموحد بها، وكان التقرير الدوري من أوائل النشرات الداخلية التي توزع بصورة محدودة على المسؤولين القياديين الصهيونيين[126].

استعان “المكتب الموحد” و”خدمة المعلومات” التابعة له، في جمع المعلومات حول العرب بدافيد تدهر[127]،الذي جمع المعلومات عن النشاطات السياسية التي تدور في مصر المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وأخذ يرسلها إلى المكتب الموحد وأرسل دافيد تدهر العديد من التقارير حول نشاطات اللجنة”السورية الفلسطينية” في مصر وحول أبرز نشطائها وعلاقاتهم مع الشخصيات الوطنية المصرية، وجمع وأرسل دافيد تدهر معلومات وصور حول الصحافة العربية في مصر ودورها ومدى انتشارها ومواقفها ومعلومات متنوعة تتعلق بأصحابها ومحرريها[128].

اعتمد “المكتب الموحد” و”خدمة المعلومات” التابعة له على مجموعة متنوعة من المصادر في جمع المعلومات، كان جزء منها علنياً وآخر سرياً، وشملت مصادر المعلومات، وكانت مصادر المعلومات ما يلي:

  • الصحافة العربية في فلسطين؛ فقد اشترك المكتب الموحد في جميع الصحف العربية الصادرة في فلسطين وحلل محتوياتها.
  • الصحافة العربية الصادرة في البلاد العربية المجاورة، حيث اشترك في أهم الصحف العربية في البلاد المجاورة لفلسطين.
  • العملاء العرب سواء في فلسطين أو في البلاد العربية.
  • الصهاينة في فلسطين الذين كانت لهم علاقات اقتصادية أو اجتماعية مع العرب.
  • الصهاينة الذين كانوا يعملون في أجهزة الدولة المنتدبة في فلسطين وخاصة أجهزة الشرطة والإدارة.
  • اليهود في الدول العربية المجاورة وخاصة في سوريا ولبنان ومصر والعراق.[129]
  • التصنت على المحادثات الهاتفية للعديد من قادة النضال الوطني الفلسطيني، من خلال التصنت على تلفونات القدس بواسطة موظفين صهاينة[130].

4) الدائرة السياسية:

تأسست الدائرة السياسية التابعة للوكالة اليهودية في القدس عام 1923م، وتُعني بالمسألة العربية وبكل ما يتعلق بالعمل الصهيوني الأمني تجاه العرب، ترأس فريدريك كيش الدائرة السياسية في القدس منذ عام 1922م، وعين فريدريك كيش، الذي لم يكن يتحدث العربية ولا العبرية، حاييم كالفاريسكي، مديراً ل “المكتب العربي”[131]، وقاد كل من فريدريك وحاييم كالفاريسكي العمل الأمني والتجسس الصهيوني ضد العرب حتى عام 1931م[132].

على أثر فرض الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1922م، شهدت فلسطين في المرحلة الممتدة من عام 1923م-1928م، هدوءاً في النضال الوطني الفلسطيني، وتمحور عمل “الدائرة العربية” برئاسة حاييم كالفاريسكي في تلك المرحلة في مراقبة ومتابعة النشاط الوطني الفلسطيني العام، وفي محاولة الوقوف على تجاه تطورات الحركة الوطنية الفلسطينية، ومتابعة الأوضاع في البلاد العربية المجاورة لفلسطين، واستخدمت الدائرة العربية في عمله التجسسي في العديد من الحالات صحافيين صهيونيين يعملون في صحف أجنبية، من أجل جمع المعلومات حول العرب[133].

أقامت الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين جهاز مخابرات كانت غايته جمع المعلومات عن الأقطار العربية، وإقامة علاقات متشعبة مع النخب العربية في الأقطار المجاورة لفلسطين، بما في ذلك تجنيد عملاء من بين صفوفهم للعمل لمصلحة الوكالة اليهودية[134].

شهدت الدائرة السياسية تطوراً ملحوظاً في نشاطها تجاه العرب بعد تولي حاييم ارلوزوروف رئاستها في عام 1931م، على أثر استقالة فريدريك كيش؛ فمنذ أن ترأس الدائرة السياسية أولي حاييم ارلوزوروف، أهمية كبيرة للسياسة الصهيونية تجاه الأقطار العربية، وسعى إلى بناء جهاز مخابرات حديث، ليشكل أداة فعالة في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية لتحقيق أهدافها[135].

توجه حاييم أرلوزورف إلى جيل الشباب فاستقطب موشيه شاريت وعينه سكرتيراً للدائرة السياسية للوكالة اليهودية، ثم استقطب رؤوفين شيلواح، عندما كان طالباً في قسم الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية بالقدس، وأرسله إلى بغداد، في عام 1931م، لمدة عام، بهدف التجسس على العراق، كما جند ارلوزوروف الطالب الياهو ابشتاين (ايلات) عشية سفره إلى بيروت لإكمال تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت، ليقوم بنشاط تجسسي في لبنان وسوريا وليقدم تقريراً أسبوعياً للدائرة السياسية عن الأوضاع في البلدين[136].

جرت الغالبية العظمي من لقاءات الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية وجهاز المخابرات مع النخب العربية، طوال فترة الانتداب البريطاني في العواصم والأقطار العربية، إذ كانت الحدود حينئذ مفتوحة بين فلسطين والأقطار العربية المجاورة، وقد جرت تلك الاجتماعات واللقاءات بسرية تامة، بطلب من النخب العربية وذلك لان الرأي العام العربي كان يعتبر أن الاجتماعات تجلب الخزي والعار لمن يقوم بها من النخب العربية، وينعتهم خاصة بعد اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936-1939م، بنعوت سلبية مثل التواطؤ مع الصهيونية والعمالة لها[137].

5) مؤسسة الهجرة (ب) (Mossad le Aliyah Bet)”الموساد”[138]:

أ) التطوّر التاريخي للمؤسسة الهجرة(ب):

أنشأت الحركة الصهيونية ما أسمته الهجرة (ب)، بحجة أن بريطانيا خانت عهودها للصهاينة، ولم تسمح للصهاينة الراغبين في الهجرة إلي فلسطين بدخولها، واستأجرت منظمة الهاغاناة سفناً صالحة للإبحار لنقل آلاف المهاجرين اليهود من أوروبا إلي فلسطين دون إذن بريطانيا[139].

أسست في عام 1937م، أثناء اجتماع عقده الصهيونييون العماليون في تل أبيب، وحضره كل من بيرل كاتزنلسون، والياهو غولومب، وقد تقرر إنشاء لجنة خاصة يُعهد إليها أمر تنظيم عمليات الهجرة السرية، وأصبحت تُعرف بلجنة الهجرة السرية (Mossadle Aliah Bet) (الموساد)، وقد اتخذ دعاة الهجرة السرية من الأحداث في أوروبا حجة لتبرير موقفهم، واتخذت لجنة الهجرة” الموساد” من باريس مقراً لها، وتم توزيع المبعوثين الصهيونيين علي العواصم العربية، ومعظم بلاد شرق أوروبا، ومع نهاية عام 1938م، دخل فلسطين أكثر من ألف صهيوني بطرق سرية تحت إشراف عملاء الموساد، ومع صدور الكتاب الأبيض في 17 أيار (مايو) عام 1939م، ضاعف عملاء الموساد جهودهم لإدخال المزيد من الصهاينة إلي فلسطين، وقد قام “الموساد” خلال الحرب العالمية الثانية(1939-1045)، بتوسيع نشاطه فشمل الدول العربية، وفي الأشهر الستة ما بين تموز (يوليو) وكانون أول (ديسمبر) عام 1945م، أرسل الموساد إلي فلسطين 12 سفينة حملت 4400 مهاجر سري[140].

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وحتى إقامة الدولة الصهيونية (إسرائيل) عام 1948م، كانت طريقة الهجرة السرية هي الطريقة العامة للهجرة وقد وقعت 66 عملية هجرة سرية عن طريق البحر[141].

ب) البناء التنظيمي للمؤسسة الهجرة (ب):

بعد استقرار مقر مؤسسة الهجرة (ب)”الموساد” في باريس، قامت بتشكيل شعب وحدات للمؤسسة تمثلت في التالي:

  • هابالا (الهجرة): وكانت تركز نشاطها على تهجير اليهود إلى فلسطين.
  • بريشا (الهروب): وقد أعطت قيادة المؤسسة في باريس الأولوية لهذه الشعبة التي اهتمت بمساعدة اليهود وتسهيل عملية نقلهم إلي المناطق البعيدة عن سيطرة النازيين.
  • ريخش: والتي كلفت بشراء الأسلحة الحربية وإيصالها إلى اليهود الموجودين في فلسطين وقد تواجد مكتب عملياتها في يوغسلافيا وايطاليا.
  • التدريب العسكري: وأنيط العمل العسكري بمنظمة الهاغاناة[142].

كما مكَّنت شبكة اللاسلكي التي تربط (المؤسسة) وشبكاته ومبعوثيه في أوروبا وبين قيادة الهاغاناة في فلسطين من استقبال القوارب وإنزال حمولتها بشكل سريع[143].

6) تشكيل اللجنة الأمنية:

كُلّف ديفيد بن غوريون في المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين[144]المنعقد في كانون أول (ديسمبر)عام 1946م، برئاسة اللجنة الأمنية، فبدأ يعمل على إعداد دراسة تهدف إلى تقليص مكانه القيادة القطرية للهاغاناة، وربط منظمة الهاغاناة مباشرة باللجنة الأمنية التابعة للوكالة اليهودية، التي كانت تجتمع مرة كل شهر لسماع التطورات الأمنية، ومناقشتها، دون أن تكون لها صلاحيات تنفيذية، وكان يسرائيل غاليلي رئيس القيادة القطرية للهاغاناة يشارك في معظم جلسات اللجنة الأمنية، ويقدم تقريراً عسكرياً يجيب عن أسئلة أعضاء اللجنة، ويعرض أمامهم الموضوعات الواجب اتخاذ قرارات فيها[145].

كانت اللجنة الأمنية تتخذ قرارات في عدة مجالات أهمها: الخطوط الأساسية للأمن، والبنية الاقتصادية للمنظمة الهاغاناة، وأنواع التشكيلات المسلحة، وحجمها وتنجيدها بين الفترة وأخري، وبرامج التسليح، والعضوية في المنظمة، والرقابة المالية، وتعيين أعضاء القيادة القطرية، وغير ذلك من القضايا المهمة[146].

خلاصة:

مما سبق يتضح أن الوكالة اليهودية بدأت عملها الأمني قبل إقرار وجودها في صك الانتداب عام 1922م، وذلك من خلال تأليفها أجهزة أمنية عملت ضمن البعثة الصهيونية إلى فلسطين، فكان مكتب المعلومات التي قام بتجنيد العديد من الموظفين والعملاء في أنحاء عديدة من فلسطين، كما ورصد تحركات القيادات الفلسطينية، وجمع المعلومات عن أصحاب الأراضي، ونتجة لضائقة مالية تم إغلاق المكتب، وتشكل فيما بعد السكرتاريا العربية، والتي تعني بالمسألة العربية، وبكل ما يتعلق بالسياسة الصهيونية والعمل الأمني الصهيوني، ولم تدم طويلاً نتيجة لصراعات الصهيونية الداخلية، فتكون مكتب المؤسسات الصهيونية الموحد التي قام بجمع المعلومات عن العرب، والتي أصبحت فيما بعد الوكالة اليهودية، ثم أنشئت الدائرة السياسية التي ضمت الدائرة العربية كما ساهمت في رعاية المؤسسات الأمنية لخدمة المشروع الصهيوني، كما أسست في عام 1937 مؤسسة الهجرة (ب) (الموساد) لتجهير الصهاينة من الدول العربية والأوروبية، وكما تم في عام 1946م، تشكيل اللجنة الأمنية لترسم الخطوط الأمنية العريضة لحركة الصهيونية في فلسطين [147]).

الهامش

[1] المؤتمر الصهيوني الأول: عقد في مدنية بازل في 29-31آب(أغسطس) عام 1897م، حيث طرح هرتزل في ذلك المؤتمر مشروعة الذي صار يحمل اسم مشروع بازل، وجري انتخاب لجنة تنفيذية مكونة 15 عضواً، ولجنة إدارية مصغرة مكونة من خمسة أعضاء، وأعلن هرتزل أمام ذلك المؤتمر أن الهدف الأساس (وضع حجر الأساس للبيت الذي سيكنه (الشعب اليهودي) في المستقبل)، معلناً فيه أن الصهيونية هي عودة إلى اليهودية قبل العودة إلى (بلاد اليهود).(منصور، جوني : معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية،ص452).

[2] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، ص415.

[3] هرتزل ، ثيودر: الدولة اليهودية، ص11.

[4] سليم ، محمد عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص120.

[5] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة المصطلحات والمفاهيم الصهيونية، ص 433.

[6]اللجنة الصهيونية : شُكلت من ممثلي اليهود في كل من بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكانت برئاسة حاييم وإيزمان، كما انضم للبعثة أورمسبي غور(Ormsby Gore )، نيابة عن الحكومة البريطانية، وصلت البعثة الصهيونية إلى القاهرة، في 21آذار (مارس)عام 1918م، واستقبلتها السلطات العسكرية البريطانية، استقبالاً رسميا وفي 10 نيسان (أبريل) من العام نفسه، وصلت إلى فلسطين، فزارت القدس ويافا وتل أبيب، وقابلها العرب بمظاهرات معادية، الأمر الذي أدى إلى تخوف الإدارة العسكرية من تطور المظاهرات إلى ثورات ضده فعملت الإدارة العسكرية البريطانية على تخفيف مخاوف العرب، عن طريق عقد اجتماعات ولقاءات جانبية بين حاييم وإيزمان وبعض أعيان القدس في مقر الحكومة البريطانية في القدس.( صبري، بهجت : فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها، ص248؛

Marlow, John: The seat of Pilate, An Account of the Palestine Mandate, P. 67).

[7] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص148.

[8] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص16-19.

[9] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص24-26.

[10] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص198؛ عايد، خالد: التوسعية الصهيونية، ص552.

[11] بسيسو ، فؤاد: الاقتصاد العربي في فلسطين، ص 616؛

Duner, Joseph: The Republic Of Israel,p.38.

[12]مؤتمر دولي عقده الحلفاء الغربيون و(اليابان) المنتصرون على ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، في مدينة سان ريمو الإيطالية في نيسان (أبريل)عام1920 م؛ لبحث مصير السلطنة العثمانية، ورسم معالم معاهدة صلح مع تركيا المهزومة في الحرب؛ ول تقاسم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا، وتجزئته وفق خطة سايكس –بيكو السرية الاستعمارية؛ ولإضفاء الشرعية الدولية على ذلك التقسيم، وعلى تصريح بلفور البريطاني للحركة الصهيونية؛ لإقامة وطن(قومي) يهودي في فلسطين. (الكيالي، عبد الوهاب: موسوعة السياسة، ج 3، ص 107).

[13] مهاني ، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص 65؛ إسرائيل، إعراف: هجرة واستيعاب (بالعبرية)، ص149؛

Quigley,John: Palestine And Israel, p16.

[14] مهاني ، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص66.

[15] زقوت، ناهض: وثائق القضية الفلسطينية، ج1، ص237-240؛

Horwitz, Dan, & Lissak, Moshe:Origins Of The Israel Polity,p.45.

[16] مهاني ، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص66.

Sicker, Martin: The Pangs of The Messiah, p.79; Ellis, Hary: Israel &The Middle East, p.97. [17]

[18] النتشة، رفيق، وآخرون: تاريخ فلسطين، ص 56.

[19] مهاني، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص67.

[20] الأحمد ، نجيب: فلسطين تاريخاً ونضالاً، ص 170؛ سليم، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص89.

[21] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص89.

[22] جريس، صبري: السياسة الصهيونية القضية الفلسطينية، ص387.

[23] المؤتمر الصهيوني الثالث عشر: عقد في كارلسباد بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1923م، حيث أقر فيه مشروع افتتاح الجامعة العبرية في القدس، واقترح وإيزمان في المؤتمر توسيع الوكالة اليهودية، وذلك الاقتراح رفض خوفاً من إزالة الطابع الديمقراطي للحركة الصهيونية عن طريق ضم متبرعين وأرباب أموال. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية، ص453؛ تلمي، إفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص407).

[24] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص36.

[25] الكيرين هايسود: أنشئ عام 1920م،إبان مواجهة الحركة الصهيونية لمشكلة تمويل مشروعها الاستيطاني في فلسطين ، بعد تصريح بلفور ، وقد تضمن قرار إنشائه التزام كل يهودي أيا كان موقفه من الصهيونية بدفع ضريبة سنوية بحد أدني معين للمساهمة في (إقامة وطن قومي لليهود) في فلسطين، وفي عام 1921م، سجل الصندوق كشركة بريطانية، ويعتبر الممول الأساسي لنشاطات الوكالة اليهودية في فلسطين في مجالات الاستيطان والتعليم ، والأمن وشراء الأسلحة، والهجرة الغير شرعية بعد قيود بريطانيا عليها عام 1940م.( المسيري، عبد الوهاب: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية،ص242؛ Keren Hayesod, www.us-Israel.org).

[26] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص 36.

[27] أبو حلبية، حسن: تاريخ الأحزاب العمالية الصهيونية، ص128؛ سليم، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص213؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص43.

[28] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة المصطلحات والمفاهيم الصهيونية، ص433.

[29] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص36.

[30] هابوعيل هاتسعير: حزب صهيوني للعمال، هدفه تجسيد الصهيونية وخلق مجتمع صهيوني عامل، واحتلال العمل في المستوطنات والمدن وإحياء الثقافة العبرية، أسس في بتاح تكفا عام 1905م، من قبل حركة تسعيري صهيون، في عام 1908م، وجه أعضاء الحزب نداء للشبان اليهود في الخارج للهجرة إلى أرض فلسطين، وتطبيق الصهيونية عملياً في جميع المجالات وخاصة الزراعة وأسس الحزب ومعه حزب أحدوت هعفوداه نقابة العمال العامة الهستدروت. (تلمي، افرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص149).

[31] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص28.

[32] تيم ، سعيد: النظام السياسي الإسرائيلي، ص26-27.

[33] المؤتمر الصهيوني الخامس عشر: عقد في بازل 30 آب (أغسطس)عام 1927م، وجري فيه التباحث في تعقد الهجرة الرابعة وتعرض المهاجرين الصهاينة إلى أزمات اقتصادية كبيرة أثرت على مجري حياتهم. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية، ص453؛ تلمي، افرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص407).

[34] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص200.

[35] تيم ، سعيد: النظام السياسي الإسرائيلي، ص28.

[36] المؤتمر الصهيوني السادس عشر: عقد في زيوريخ في سويسرا عام 1929م، ودرس موضوع الهجرة الصهيونية الخامسة إلى فلسطين، وأثرها على الأوضاع الاقتصادية لصهاينة فلسطين وفي نهاية جلسات المؤتمر تقرر عقد أول اجتماع للوكالة اليهودية الموسعة. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية، ص453؛ تلمي، افرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص407).

[37] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص201.

[38] السنوار ، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص90؛ سليم، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص88.

[39] المسيري ، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج6، ص333.

[40] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص201-202.

[41] تيم ، سعيد: النظام السياسي الإسرائيلي، ص32.

[42] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص202.

[43] مهاني ، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص68.

[44] الكتاب الأبيض (كتاب باسفيلد الأبيض): أصدر ا اللورد باسفيلد وزير المستوطنات البريطاني الكتاب الأبيض في عام 1930م، على إثر ثورة البراق عــام 1929م، وقد أرسلت الحكومة البريطانية لجنة شو لتقصِّي الحقائق حول أسباب تلك الثورة، وجاءت هذه الوثيقة لتشير إلى أن إعلان تصريح بلفور والانتداب البريطاني في فلسطين كليهما يتضمنان نوعين من الالتزامات الملقاة على عاتق الحكومة البريطانية الأول :منها يتعلق بكفالة إنشاء وطن (قومي لليهود) في فلسطين، والثاني: يتعلق بموقف غير اليهود، وقد رفضت الوثيقة وجهة النظر القائلة بأن إنشاء وطن(قومي لليهود) هو الواجب الأساس لنظام الانتداب البريطاني.(المسيري، عبد الوهاب : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ،ج6،ص 234 ).

[45] أفيغور،شاؤول: مع جيل الهاغاناة(بالعبرية)، ص18.

[46] خلة ، كامل: فلسطين والانتداب البريطاني، ص329؛ ليف، عامي، شلومو: في الصراع والتمرد (بالعبرية)، ص41.

[47] مهاني ، على: العلاقات الصهيونية البريطانية 1918- 1936 م، ص84؛ عبوشي، واصف: فلسطين قبل الضياع، ص 124؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص214؛ سليم، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص148.

[48] طربين ، أحمد: فلسطين في عهد الانتداب، ص 1027.

[49] لجنة بيل: لجنة تحقيق شكلتها الحكومة البريطانية في آب (أغسطس) عام 1936م، بغرض دراسة الأسباب الأساسية للقيام الثورة الفلسطينية عام 1936 م، وبحث كيفية تنفيذ صك الانتداب على فلسطين والتزامات بريطانيا تجاه كل من الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة، كما طلبت الحكومة من اللجنة تقديم توصيات بشأن شكاوى الفلسطينيين والصهاينة عن طريقة تنفيذ الانتداب، وقد ضمت اللجنة 6 أعضاء برئاسة اللورد بيل الذي شغل منصب وزير شئون الهند، وصلت اللجنة إلى فلسطين في عام 1936م، واستمر عملها 6 أشهر عقدت خلالها 46 اجتماعاً منها 31 اجتماعاً علنياً واستمعت إلى 40 شاهداً يهودياً، أما الفلسطينيون فقد قاطعوا أعمال اللجنة في بداية الأمر ثم تغيَّر الموقف فيما بعد، وقد أدلى بشهادته أمامها مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني.(المسيري، عبد الوهاب : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية،ج6،ص 254 ).

[50] شوفاني، إلياس: الموجز في تاريخ فلسطين السياسي، ص471.

[51] مقدادي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص42.

[52]جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج 2، ص343؛

Peel commission; the Israeli foreign Ministry, www.us-israel.org.

Marlow, John: The seat of Pilate, P. 130. [53]

[54]جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج 2، ص343

[55]الأحمد، نجيب: فلسطين تاريخاً ونضالاً، ص266؛ مقدادي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص43.

[56]جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج 2، ص343.

[57] مقدادي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص44؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج 2، ص343.

[58] مقدادي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص44.

[59] المؤتمر الصهيوني العشرين: عقد في زيوريخ بتاريخ 3-16آب (أغسطس)عام1937م، وبحث اقتراح في الحكومة البريطانية، إرسال لجنة ملكية للبحث حول فلسطين، وطرح توصياتها على الحكومة، وخاصة فكرة تقسيم فلسطين. (منصور، جوني : معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية،ص453).

[60]خلة، كامل: فلسطين والانتداب البريطاني، ص 690-691.

[61] الأحمد، نجيب: فلسطين تاريخاً ونضالاً، ص261؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج 2، ص346-347.

[62] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص401؛ خلة، كامل: فلسطين والانتداب البريطاني، ص740-741؛ محارب، عبد الحفيظ: هاغاناة، اتسل، ليحي، ص 72.

[63] السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص 222.

[64]ولد في ليطا عام 1893 م، هاجر إلى الولايات المتحدة وأصبح أحد كبار الحاخامين المصلح ين الذين أيدوا الصهيونية، شغل عدة مناصب كبيرة منها : رئيس الهستدروت الصهيونية في أمريكا، ورئيس اللجنة الأمريكية الصهيونية لأوقات الطوارئ، ورئيس إدارة الوكالة اليهودية في فلسطين، وعمل على بلورة السياسة الصهيونية المعادية لبريطانيا خلافاً لرأي حاييم وايزمان و مؤيديه، توفي في أمريكا عام 1963 م، أطلق اسمه على كفار سيلفر وعلى مؤسسة تربوية في عسقلان وعلى شوارع في المدن الإسرائيلية .( تلمي، أفرايم ومناحيم : معجم المصطلحات الصهيونية، ص 318 ).

[65] بيغن، مناحيم: في العمل السري(بالعبرية)، ج1، ص209؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص 222؛ عبد الحفيظ، محارب: هاغاناة، اتسل، ليحي، ص 75.

[66] غيلبر، يوآف: مساداة؛ خطط الدفاع عن أرض إسرائيل (بالعبرية)، ص56-57.

[67] السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص232.

[68] غيلبر، يوآف: مساداة؛ خطط الدفاع عن أرض إسرائيل(بالعبرية)، ص58.

[69] آشر ، حاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص77-80؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص251.

[70] ديان، موشية: مذكراتي، ص67.

[71] السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص252.

[72] تشرشل: شغل ونستون تشرشل منصب رئيس وزراء بريطانيا عام 1940واستمر فيه خلال الحرب العالمية الثانية وذلك بعد استقالة تشامبرلين. استطاع رفع معنويات شعبه أثناء الحرب حيث كانت خطاباته إلهاماً عظيماً إلى قوات الحلفاء. كان أول من أشار بعلامة النصر بواسطة أصبعي السبابة والوسطي، بعد الحرب خسر الانتخابات عام 1945م/ وصار زعيماً للمعارضةِ ثم عاد إلي منصب رئيس الوزراء ثانيةً في 1951م، وأخيراً تَقَاعد في 1955.(الموسوعة العربية، العلوم الإنسانية، مج 6، ص446).

[73] محارب ، عبد الحفيظ: هاغاناة، اتسل، ليحي، ص92.

[74] الحوت ، بيان: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، ص416؛ جبارة، تسير: دراسات في تاريخ فلسطين الحديث، ص215.

[75] سويد، ياسين: الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ص420؛ المسيري، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص254؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص420.

[76]المرعشلي، أحمد: الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، ص 491.

[77]Sicker, Martin: The pangs of the messiah, P. 185.

[78] عدوان، عاطف: دراسات في القضية الفلسطينية، ص190؛ مؤسسة الدراسات الفلسطينية: فلسطين تاريخها وقضيتها، ص89.

[79] الأحمد، نجيب: فلسطين تاريخاً ونضالاً، ص308؛ النحال، محمد سلامة: فلسطين أرض وتاريخ، ص169؛ عبوشي، واصف: فلسطين قبل الضياع، ص332-333؛

The Anglo-American committee of inquiry, www.us-israel.org.

[80] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص598.

[81] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص598-599.

[82]عبوشي، واصف: فلسطين قبل الضياع، ص 348.

[83]مقدادي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص121، مؤسسات الدراسات الفلسطينية: فلسطين تاريخها قضيتها، ص106.

[84] غولدا مائير: ولدت في كييف في أوكرانيا عام 1898م، وهاجرت مع أسرتها لي الولايات المتحدة ، حينما كانت تبلغ من العمر 8أعوام، درست في كلية إعداد المعلمات في ميلوكي ، انضمت من صباها لحزب بوعالي تسيون، وفدت إلى فلسطين عام 1921م،انخرطت في العمل السياسي في الهستدروت العامة ، ثم في الوكالة اليهودية، واختيرت سكرتيرة لمجلس العاملات في اللجنة التنفيذية، عام 1928م، انتخبت رئيسة للدائرة السياسية بالوكالة اليهودية ، وصارت رئيسة وزراء في عام 1969، توفيت عام 1978.(جوني ، منصور : معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية،397-398).

[85] يرى الباحث أن هذا مصطلح مغلوط، فهو يشمل الصهاينة الذين وفدوا عبر موجات الهجرة العلنية والسرية خلال عشرات السنيين ما بين 1881-1947م، إنما هم يهود فلسطين ، مع أنهم وفدوا من بقاعٍ مختلفة من الأرض .

[86] يرى الباحث أن مقوله بن غوريون هذه صورة من صور اختلاق التاريخ القديم لليهود في فلسطين؛ لأنه قبل حوالي 1800عام منذ تصريحه انتهي الوجود الرسمي اليهودي في فلسطين، لكنا وجودهم في الأصل كان بعد وجود الكنعانيين (أهل البلد الأصليين) بحوالي 2000عام.

[87]Riech, Bernard: Arab-Israel conflict and conciliation, P. 20.

[88]Ben-Gurion, David: Rebirth and density of Israel, P. 199.

[89] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص255.

[90] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص256.

[91] سليم ، عبد الرؤوف: نشاط الوكالة اليهودية في فلسطين، ص90.

[92] المسيري، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج6، ص257.

[93] جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص190.

[94] www.jafi.org.il (موقع الوكالة اليهودية- هيكلية الوكالة).

[95] www.jafi.org.il (موقع الوكالة اليهودية- هيكلية الوكالة).

[96]. www.jafi.org.il (موقع الوكالة اليهودية- هيكلية الوكالة).

[97]. www.jafi.org.il (موقع الوكالة اليهودية- هيكلية الوكالة).

[98] انظر ملحق (7).

[99] شفيط، يعقوب: يوسف دفيدسكو، أرواق من يوميات التجسس عام 1918م(بالعبرية)، ص185.

[100] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص117.

[101] شفيط، يعقوب: يوسف دفيدسكو، أرواق من يوميات التجسس عام 1918م(بالعبرية)، ص185.

[102] غلبير ، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص25.

[103] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص116.

[104] غلبير، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص25؛ محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص117.

[105] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص117.

[106] غلبير ، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص14.

[107] غلبير ، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص32.

[108] دينور، بن تسيون: تاريخ الهاغاناة(بالعبرية)، ج1، ص664؛ محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، مج المستقبل، ص119.

[109] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص119.

[110] صبري، بهجت: فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، ص 249.

[111] غلبير، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص34.

[112] دافيد ايدر: ولد في لندن عام 1865م، وهو محلل نفسي وطيب، في عام 1918م، دعاه حاييم وإيزمان للانضمام معه في اللجنة الصهيونية، ويكون ممثلاً عن اليهود في الجيتو، لعب دوراً مهماً في إدارة المفاوضات مع الإدارة العسكرية في فلسطين، وساعد المهاجرين الصهاينة، ونشط فيما بعد في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، وتوفي عام 1935م. (David Raziel, www.us-Israel.org).

[113] غلبير، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص39. ودينور، بن تسيون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج1، ص664.

[114] حاييم كالفاريسكي: ولد في بولندا عام 1868م، وهاجر إلى فلسطين عام1895م، عمل مديراً للمستوطنات التي كان يدعمها البارون روتشيلد، اكتسب خبرة كبيرة في إدارة المستوطنات، وكيفية السيطرة على الأراضي العربية، وكيفية التعامل مع العرب وطرق خداعهم، يجيد اللغة العربية، ويوصف في الأدبيات الصهيونية بالخبير الصهيوني بالمسألة العربية. ( محارب، محمود: المخابرات الصهيونية ، ص120).

[115] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص123.

[116] وثيقة رقم 4380 S25 -من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان تقارير حاييم كالفاريسكي.

[117]غلبير ، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)،ص53.

[118] وثيقة رقم 3847 – 25 S، من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان تقرير اجرونسكي إلى كيش حول زيارته إلى سوريا في 6 كانون الثاني (يناير) عام 1926م.

[119] فريدرك كيش: قبل رئاسته للدائرة السياسية “للإدارة الصهيونية” في القدس، خدم فريدريك كيش في الجيش البريطاني، واشترك أثناء خدمته هذه كضابط مخابرات في البعثة البريطانية لمحادثات مؤتمر السلام في الأعوام 1919-1921، وبعد استقالته من رئاسة الدائرة السياسية “للإدارة الصهيونية” في القدس بعدة سنوات عاد والتحق بالجيش البريطاني في العام 1939، وترقى إلى رتبة بريغادير، ولقي مصرعه في العام 1943 ،اثر صعوده على لغم في الأراضي التونسية أثناء الحرب العالمية الثانية.( محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ع257،ص119 ).

[120] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص124-125.

[121] صبري، جريس: تاريخ الصهيونية، ج2، ص201؛ وثيقة رقم 9115 S25- ، من الأرشيف الصهيوني المركزي

[122] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص125.

[123] وثيقة رقم 9115 S25- ، من الأرشيف الصهيوني المركزي.

[124] وثيقة رقم 3554 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان تقرير حول نشاطات المكتب في عام 1930م.

[125] وثيقة رقم 3554 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان تقرير حول نشاطات المكتب في عام 1930م.

[126] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص127.

[127] دافيد تدهر: صهيوني ولد في يافا في عام 1897 م، وعمل ضابطاً في الشرطة البريطانية في القدس منذ عام 1921 م، وحتى عام 1926م، ثم سافر إلى مصر ليعمل “محققاً خاصاً”.( وثيقة رقم 3263 S25-،من الأرشيف الصهيوني المركزي ،بعنوان نشاطات دافيد تدهر ).

[128] وثيقة رقم 3263 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان نشاطات دافيد تدهر.

[129] محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص128.

[130] وثيقة رقم 22329 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي، بعنوان تقارير التصنت على الهيئة الإسلامية العليا.

[131] سيتم الحديث عنه بالتفصيل في المبحث الثاني من هذا الفصل إن شاء الله.

[132] محارب، عبد الحفيظ: هاغاناة، إتسل، ليحي، ص45.

[133] محارب، محمود: المقالات المدسوسة في الصحف اللبنانية والسورية، ص125.

[134] محمود، محارب: المخابرات الصهيونية بداية التجسس على العرب، ص118.

[135] محارب، عبد الحفيظ: هاغاناة، إتسل، ليحي، ص40.

[136]آشر، حابي: مؤسسة رجل واحد(بالعبرية)، ص45.

[137] محارب، عبد الحفيظ: هاغاناة، اتسل، ليحي، ص41.

[138] انظر ملحق رقم (8).

[139] سعد، إلياس: الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة، ص 34؛

Siker, Martin: The pangs of the messiah, P. 161

[140] حسين، عبد الرحيم: النشاط الصهيوني، ص92-93؛ وزارة الدفاع، مؤسسة الدراسات الفلسطينية: القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني، ص136-139.

[141]The council of restoration and preservation of historic sitesin Israel, www.us-israel.org.

[142] سالم، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص28.

[143] سالم، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص28.

[144] المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين: عقد في بازل في الفترة الواقعة ما بين 9-24 كانون الأول (ديسمبر) عام 1946م، وتناول فيه قضية الهجرة غير المشروعة، والمواجهة السياسية والعسكرية للبريطانيين في فلسطين، وأقر المؤتمر إقامة دولة يهودية، ورفض مشروع موريسون بتقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق واحدة عربية وأخري يهودية وثالثة بريطانية، وتكون كلها خاضعة لحكم بريطانيا. (منصور، جوني: معجم المصطلحات الصهيونية، ص453).

[145] دينور بن تسيون، وآخرون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج2، ص1326.

[146] السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص365.

[147] الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close