fbpx
الشرق الأوسطدراسات

التطوّر الأمني لمنظمة الهاغاناة الصهيونية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

نتيجة لتصاعد هجمات الثوار العرب على المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين وظهور عجز منظمة هاشومير في مواجهتها تم حل منظمة هاشومير في عام 1920م؛ وأنشئت منظمة الهاغاناة في العام ذاته وطوّرت بناؤها التنظيمي من فترة لأخرى، وزاد اهتمامها تدريجياً بمتطلبات الأمن بهدف تحقيق أكبر درجة من القدرة على مواجهة الثوار العرب، ثم أصبح الهدف احتلال فلسطين، وطرد أهلها الأصليين منها.

أولاً: التطوّر التاريخي لمنظمة الهاغاناة:

دعا الصهاينة عَقب احتلال القوات العسكرية البريطانية كل فلسطين عام 1918م،إلى تشكيل قوة (دفاع)(1 )؛لحماية المستوطنات الصهيونية ، خاصة بعد الهجمات العربية على مستوطنات الشمال؛ فقرروا إنشاء لجنة(دفاع)الهاغاناة (2 )( 3)،ففي أواخر عام 1919م،قرر زئيف جابوتنسكي(4 ) إنشاء قوات (للدفاع الذاتي) تكون علنية، ومفتوحة للجميع، ومعروفة للسلطات، حتى لو أدى ذلك لاعتقال الكثير من أعضائها ؛لأن ذلك تأكيد للإعلان السياسي عنها، وانضم إليه عدد من القادة الصهاينة بنحاس روتبنرغ(5)، وموشيه شميلنكي(6 )، في الوقت الذي كانت المجموعة اليافاوية في (تل أبيب) كمجموعة (دفاع) سرية(7 )، وكان من بين أعضائها إلياهو غولومب( 8)،ودوف هوز(9 )،كما تكونت لجنة(دفاع) أخرى جاء أعضاؤها من صفوف منظمة هاشومير، وانتقلت تلك اللجنة للعمل في الجليل (للدفاع) عن مستوطناتها(10 ) .

قام جابوتنسكي وروتبنرغ بالتقرب من السلطات العسكرية البريطانية، وطالبا بمنح الهاغاناة الصفة القانونية وتزويدها بالأسلحة، وقد رفع الحاكم العسكري في القدس رونالد ستورز (Ronalld Storss ) تلك المطالب للسلطات البريطانية مبيناً خطورة الهجمات العربية المحتملة على الصهاينة، وما تسببه من إخلال بالأمن العام(11 ).

عارضت شخصيات صهيونية فكرة جابوتنسكي، الداعية إلى إعلام سلطات الانتداب بنشأة الهاغاناة، وقد عبر عن ذلك ديفيد بن غوريون عندما رأى تشكيل التنظيم سرياً؛ ليكون تحت قيادة صهيونية بحتة، تجنباً للتقلبات السياسية البريطانية المحتملة، وكي تبقى الإدارة العسكرية الصهيونية في تصرف المشروع الصهيوني بشكل كامل(12 ).

فشلت جميع المساعي الصهيونية لإقناع السلطات البريطانية بمنح الشرعية للهاغاناة، في حين انضم إلى تلك المنظمة قرابة 300عنصر صهيوني، خلال أسابيع، وبدأ تدريبهم على السلاح(13 ).

– الهاغاناة وأحداث مقام النبي موسى 1920م:

انتشر بتاريخ 18 شباط (فبراير) عام 1920م، خبر صدور تصريح بلفور(14 )، وإنشاء وطن (قومي) لليهود في فلسطين؛ لذا انطلقت في 27 شباط (فبراير) عام 1920م، مظاهرة عارمة في مدينة القدس، ضمت نحو أربعين ألف مواطن، وقدمت الجمعية الإسلامية – المسيحية في القدس احتجاجاً اختُتم برفض ” الهجرة الصهيونية التي نحن على استعداد تام لمقاومتها إلى آخر رمق من الحياة”(15 ).

تجددت في الرابع من نيسان(أبريل) عام 1920م، احتجاجات العرب مع قرب موعد احتفالات مقام النبي موسى عند المسلمين في القدس، التي تزامنت مع احتفالات عيد الفصح عند المسيحيين واليهود، وأدى الاحتكاك بين الطرفين لأحداث دامية، حيث قررت القيادة الوطنية الفلسطينية استغلال الحشد من الزوار المسلمين للقدس، وجعله موكباً تظاهرياً يعرب عن سخطه واحتجاجه ضد الصهيونية والسياسة البريطانية ( 16)،وتذكر رواية صهيونية أن جابوتنسكي وقيادة الهاغاناة، قررت استغلال احتفالات المسلمين، والتحرش بهم لإثارتهم، والزج بهم في أحداث دامية مفاجئة، وكان تنظيم الهاغاناة مستعداً لها(17 )، وليس أدل على ذلك من وجود وثيقة رسمية لخطة جابوتنسكي (للدفاع)عن القدس، وتقسيمه عناصر الهاغاناة إلى أربع سرايا، تقوم كل سرية بالدفاع عن عدة مناطق خارج البلدة القديمة، لاعتقاده بعدم إمكانية مهاجمة الحي اليهودي فيها، وتضمنت الخطة أمراً بقيام قائد كل سرية بتوزيع رجاله على الأحياء، وتعيين قادة ميدانيين للتفتيش ما بين الساعة الثامنة والنصف والعاشرة صباحاً، وأن تبقى السرية الرابعة تحت تصرف المركز ؛ ليرسل منها إمدادات عند الحاجة، وذلك عند وصول كلمة السر “أرسلوا مساعدة”، وأنه عند صدور كلمة “هدوء” فعلى الجميع الانسحاب، وكانت قيادة الهاغاناة في الوسط ليسهل اتصالها بالسرايا جمعياً، وإمداد المحتاجة منها بسرعة (18) .

عقب أحداث مقام النبي موسى، قامت السلطات البريطانية في نيسان (أبريل)عام 1920م، بحملة تفتيش، واعتقالات في صفوف العرب والصهاينة، واعتقل من الصهاينة جابوتنسكي وعدد من عناصر الهاغاناة(19 ).

قبل الإعلان عن ولادة التنظيم العسكري الجديد، تم ترتيب الأمر مع منظمة هاشومير لتحل نفسها، التي شكلت العمودي الفقري للتنظيم المزمع إقامته، وعقدت اللجنة الموسعة لمنظمة هاشومير في 8 1 أيار (مايو) عام 1920م، اجتماعاً في مستوطنة تل عدس(20 ) تمخض عنه القرارات التالية:

  1. حل منظمة هاشومير.
  2. يشكل أعضاء هاشومير النواة لتأسيس منظمة الهاغاناة.
  3. تعتبر الهاغاناة جزءاً من حزب أحدوت هفوداه(21 ).

وبذلك تم نقل شؤون الأمن من يد منظمة هاشومير إلى منظمة الهاغاناة(22 ).

بعد قرار إنشاء الهاغاناة في كِنيرت(23 ) بتاريخ 15حزيران(يونيو)عام 1920، بدأت عملية التنفيذ حيث قامت لجنة الهاغاناة بنشاط مكثف لتأمين قواعد (دفاعية شرعية) في مستوطنات الجليل، التي كان يسودها التوتر، وصادف ذلك وصول المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل(24 )عام 1920م؛ مما أدى إلى استهانة المستوطنين الصهاينة بعملية (الدفاع) معتمدين على السلطات البريطانية، وقام مسئولو الهاغاناة بجمع الأسلحة من المستوطنات ووضعها في مخازن خاصة، وقرروا إبقاء بعضها مع بعض المستوطنات للحراسة فقط ،وقرروا جمع مبالغ رمزية مقابل استخدامها، لكن تلك المستوطنات رفضت تلك المطالب حيث لم يثقوا بلجنة الهاغاناة( 25).

واجهت منظمة الهاغاناة مشكلة صعبة، وهي مسألة القوى التي ستُعتمد أثناء الطوارئ، ولكنها وجدت الحل في المهاجرين الجدد الذين بدأوا يصلون من روسيا، فقد تلقوا تدريباً جيداً، وتم عقد اجتماع بين ممثلين عنهم وعن هاشومير وأسسوا (كتيبة الدفاع والعمل)، ولم يذكروا اسم الهاغاناة لأسباب أمنية وبدأوا يدربونهم على السلاح وعلى معرفة البلد، وأصبحوا نواة حقيقية لمنظمة الهاغاناة( 26).

ويتضح مما سبق أن تأسيس منظمة الهاغاناة لم يأت نتيجة قرار اتخذته الإدارة الصهيونية الممثلة للتكتلات والتيارات السياسية الصهيونية جميعها، وإنما أتى نتيجة قرار اتخذه حزب ينتمي إلى الإدارة الصهيونية، وكان لذلك الواقع أثر كبير في مسار التطور المستقبلي للهاغاناة، فضلاً عن تبعاته على العلاقات بين التيارات المختلفة في اليشوف الصهيوني في فلسطين.

– الهاغاناة وأحداث هبة يافا عام 1921م:

في الأول من أيار(مايو)عام1921م، نظم حزب الموبسي ( (Mopsi الشيوعي الصهيوني تظاهرة غير مرخصة، انطلقت من تل أبيب إلى يافا، شارك فيها نحو 55 شيوعياً، كانوا يحملون العلم الأحمر(27 )،واصطدمت بتظاهرة أخرى قادها حزب أحدوت هاعفودا، وحصلت اشتباكات بين الطرفين اضطر على إثرها الشيوعيين اليهود اللجوء إلى حي المنشية في يافا، وعندما حاولت الشرطة تفريق الشيوعيين شمل ذلك سكان الحي من العرب، فثارت اضطرابات عامة(28 ).

ودار قتال بين الطرفين، فهجم العرب على دائرة المهاجرة الصهيونية الكائنة قرب المستشفى الفرنساوي في أول حي العجمي التي كانت تستعمل ملجأً للمهاجرين الصهاينة القادمين حديثاً، إلى أن تقوم المنظمة الصهيونية بإيجاد عملٍ لهم في المستوطنات الصهيونية(29 )، وتمكن العرب من قتل 13 صهيونياً، وجرحوا 24 آخرين ممن كانوا يقيمون فيه، وسرعان ما امتدت الاصطدامات إلى مناطق أخرى من فلسطين( 30) .

كانت أحداث أيار (مايو)عام 1921م، الاختبار الفعلي الأول للهاغاناة، لكنها كانت مخيبة لآمال الصهاينة بشكل عام( 31)، ونتيجة ذلك الفشل طالب المندوب السامي هربرت صموئيل الإدارة الصهيونية بحل منظمة الهاغاناة، مقابل التزامه بحفظ أمن المستوطنات، إلا أن زعماء الهاغاناة رفضوا ذلك( 32).

بدأ المندوب السامي هربرت صموئيل يعد خطة من شقين؛ لحماية المستوطنات الصهيونية، ولتصفية منظمة الهاغاناة، فقام بتزويد المستوطنات الصهيونية بصناديق أسلحة، وذخائر، فسلّم صندوقاً من الأسلحة لكل مستوطنة، (33 )،وأوضح أن تلك الأسلحة ستشكل رادعاً لهجمات العرب على المستوطنات، وهي كفيلة بالتصدي لحين وصول القوات العسكرية البريطانية( 34)، وفي 9 تموز (يوليو)عام 1921م، تم الموافقة على تشكيل الشرطة المتميزة، التي عمل فيها الصهاينة، وكانوا يعلمون لحساب منظمة الهاغاناة(35 ).

لما ساءت العلاقة بين الإدارة الصهيونية ومنظمة الهاغاناة ( 36)،بدأت السلطات البريطانية والإدارة الصهيونية مفاوضات سرية لتصفية الهاغاناة، وإقامة منظمة رسمية تحت إشراف الشرطة(37 ).

– أهداف ومبادئ الهاغاناة:

صدر عام 1924م، دستور منظمة الهاغاناة الذي عّرفها بأنها “منظمة عسكرية سرية تهدف (للدفاع) عن اليشوف بواسطة المليشيا الشعبية، وأنها مفتوحة لكل صهيوني وصهيونية يبلغان من العمر سبعة عشر عاماً فما فوق، دون تمييز في الرؤى، أو النظرة الحزبية، أو الموقع”(38 )، وأن على رأس كل فرع (لجنة فرع) مكوّنة من سبعة أعضاء، يقوم المركز “اللجنة المركزيةِ” بتعيين خمسة منهم ويُضم العضوان الآخران بموافقة المركز، الذي يتم انتخابه مع مساعديه من بين أعضاء لجنة الفرع(39 ).

– مبادئ منظمة الهاغاناة:

أعلنت منظمة الهاغاناة في دستورها الذي نشرته عام 1924، مبادئ المنظمة، وهي:

  1. الاتصال الشعبي: القوة الأساسية للهاغاناة، جاءتها من الاتصال الوثيق مع الجماهير، ومن رضاعتها لقيم حركة العمل والاستيطان العاملة، ومن الهجرة السرية، ومن روح التطوّع والتضحية، ومن محبة شعب (إسرائيل)، والتمسك بأسس التربية الصهيونية، ومن الإخلاص للمشروع الصهيوني ومن طلائعية صهيونية مستمرة.
  2. الدفاع: بدأت فكرة الدفاع مع ظهور الحركة الصهيونية، وتبني قادة الاستيطان الجدد فكرة الحاجة للدفاع عن الاستيطان، وعن حياته وممتلكاته.
  3.  طهارة السلاح: واستخدامه فقط (للدفاع)، وعقاب المتهمين في الجرائم ومساعديهم.
  4. منظمة شعبية عامة: منظمة الهاغاناة منظمة (الشعب)(40 )؛ فهي مفتوحة للجميع دون تمييز(41 ).

– أهداف منظمة الهاغاناة:

  1. الدفاع عن اليشوف اليهودي في فلسطين، أفراداً، وممتلكات، وكرامة.
  2. الدفاع المشترك عن المشروع الصهيوني، والحقوق السياسية الصهيونية في (أرض إسرائيل).
  3. امتلاك السلاح والقوة.
  4. تجهيز قوة عسكرية مدربة من الأعضاء في المستوطنات والمدن(42 ).

– العضوية وشروطها في منظمة الهاغاناة:

اهتمت الهاغاناة باختيار عناصرها، واعتمدت مبدأ السرية في التنظيم، وأوضحت في دستورها، _ الذي أصدرته عام 1924م، أن كل صهيوني وصهيونية، بلغ السابعة عشرة من العمر فما فوق يمكنهم الدخول في الهاغاناة، ومنذ ذلك الحين بدأ التنظيم للأعضاء حسب ذلك الشرط، وكان التجنيد يتم كل عام في الأعياد أو الأيام المتوقعة للثورات، أو في كل مرة ترد فيها معلومات عن غليان بين العرب(43 ).

– الهاغاناة وأحداث ثورة البراق عام1929:

نظم المسلمون مظاهرة حاشدة في تاريخ 16 آب(أغسطس)عام1929م، ضمت حوالي ألفي شخص، بمناسبة احتفالهم بذكرى المولد النبوي، وتوجه المتظاهرون إلى ساحة البراق، وقلبوا طاولة الشماس، وأخرجوا الاسترحامات التي وضعها الصهاينة في شقوق الحائط،   ومزقوا ثياب الشماس(44 ).

وفي 17 آب(أغسطس)عام1929م، حدث شجار طعن فيه عربي صهيونياً في القدس، فمات، واتسع الشجار إثر ذلك؛ مما أدى إلى جرح 11 صهيونياً، و 15 عربياً، وعندما جاءت الشرطة ألقت القبض على 22 عربياً منهم 14 جريحاً، بينما لم تلقِ القبض إلا على صهيوني واحد، وسمحت للجرحى الصهاينة العودة إلى بيوتهم(45 ).

شعرت سلطات الانتداب بفشلها الأمني تجاه أحداث البراق عام 1929م؛ فقررت الحكومة زيادة شبكات المخابرات العسكرية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والتعاون مع أطراف صهيونية مؤثرة أمثال منظمة الهاغاناة، ومؤسسات أخرى(46 ).

كُلف قائد الجيش البريغادىر دوبي (Dubi )؛ بمهمة حفظ الأمن، فعمل على دراسة آلية حماية المستوطنات الصهيونية، وتجنيد مزيد من عناصر الشرطة، وتم تزيدوهم بأجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية؛ لتحسين قدرتها على الدفاع عن نفسها(47 )، ورخصت السلطات البريطانية السلاح للمستوطنين بحجة الدفاع عن النفس( 48)،وتم إدخال عدد من أعضاء وحدات الاتصالات والإشارة في الهاغاناة لسلاح الاحتياط البريطاني؛ للاستزادة في مجال الاتصالات والالكترونيات(49 ).

– الانشقاق في منظمة الهاغاناة:

تعرضت منظمة الهاغاناة لانتقادات شديدة ؛ بسبب فشلها في مواجهة ثورة البراق عام 1929م،، وطالب عدد من قادتها إلى تغيير هيكليتها، وطرق عملها، وكان إبراهام تهومي( 50)،من أبرز الدعاة لذلك(51 )، وقع الانشقاق داخل منظمة الهاغاناة في نيسان (أبريل) عام 1931م، وكان معه عدد من ضباط وعناصر الهاغاناة، وكوّنوا تنظيماً مستقلاً عرف باسم الهاغاناة( ب)،أو الهاغاناة الموازية، أو الهاغاناة القومية، أو(إتسل) (52 )، وظهرت العديد من المساعي لإعادة توحيد منظمتي الهاغاناة، ففي نيسان (أبريل)عام 1933م، كانت مساعي اللورد ميلشت، وعُرف باسم اتفاق ميلشت بفضل جهود اللورد البريطاني الصهيوني ميلشت( 53)،واستعداده لدعم المنظمة مالياً، والترويج لها في بريطانيا ( 54)،لكن ذلك المسعى فشل لعدة أسباب، أهمها: مهاجمة أعضاء الهستدروت مسيرة للبيتار في تل أبيب في 17نيسان(أبريل)عام1933م، وهم يرتدون قمصانهم البنية، والسترات العسكرية البارزة، واتهام التصحيحيين لبعض قادة الهاغاناة بتخطيط الهجوم، ومشاركة عدد من أعضائها فيه، واغتيال حاييم أرلوزوروف(55 ) رئيس الدائرة السياسية للوكالة اليهودية عام 1933م، واتهام عصبة الأشداء التصحيحية بذلك(56 ).

– الهاغاناة وثورة 1936-1939:

ظهرت بعد استشهاد الشيخ عز الدين القسام وحدة من المجاهدين بقيادة الشيخ فرحان السعدي(57 )، الذي استمر بمقاومته للبريطانيين، وفي 15نيسان (أبريل)عام1936م، اشتبكت تلك الوحدة مع عناصر من الصهاينة في طريق نابلس – طولكرم، وقتلت ثلاثة منهم، وفي اليوم التالي قتل الصهاينة اثنان من العرب قرب مستوطنة بتاح تكفا، مما أدى إلى اشتباكات بين العرب والصهاينة في يافا وتل أبيب قتل فيها ثلاثة صهاينة؛ ففرض نظام منه التجول في يافا وتل أبيب، وأعلنت حكومة الانتداب قانون الطوارئ(58 ).

واجتمعت القيادة العربية تحت إطار واحد فيما عرف” بالهيئة العربية العليا” ورفعت العديد من المطالب العربية للسلطات البريطانية، أهمها: إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومنع انتقال الأراضي العربية إلى اليهود، وإنشاء حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي(59 ).

وبذلك دخلت فلسطين في إضراب شامل استمر نحو ستة أشهر، وأصيبت فيه مظاهر العمل والنشاط التجاري والصناعي والتعليمي والزراعي والمواصلات في جميع المدن والقرى بالشلل.

جعلت أحداث عام 1936م، الهاغاناة أمام مشكلات جمة، لم يعرف اليشوف الصهيوني مثيلاً لها من قبل ؛ فلم تكن الهاغاناة مستعدة لمواجهة تلك الأحداث، فاستخدمت خلال السنة الأولى من الثورة الفلسطينية منهجاً أدى في نهاية المطاف إلى أن يسجل مكاسب عديدة في إطار التعاون العسكري الصهيوني البريطاني ؛ فقد اكتفت بسياسة ضبط النفس (الهغلغاة)(60 )،ودعت إلى (طهارة السلاح)العبري(61 )؛ومع ذلك لم تلتزم مجموعات الهاغاناة دائماً بتلك السياسة ؛ فكانت تقوم تصطدم مع الثوار الفلسطينيين خارج نطاق المستوطنات(62 )؛ إلا أن الهاغاناة سعت من خلال ضبط النفس إلى امتصاص العداء العربي قدر المستطاع، وكسب التأييد البريطاني لها( 63).

ظهرت في أوساط الصهاينة معارضة لسياسة ضبط النفس، وطالبت بالرد العنيف وإشعار السلطات البريطانية بإمكانيات الصهاينة وقدرتهم على الرد( 64)؛ لذلك جرت نقاشات مطولة في اليشوف الصهيوني والمنظمة الصهيونية (65 ) حول سياسة ضبط النفس(66 ) ؛لأنها أقوى سلاح في الحرب السياسية؛ فالرد سيعطي بريطانيا مبرر أن فلسطين تمر بحرب أهلية، الأمر الذي يجعل بريطانيا توقف الهجرة تماماً، لذلك سعوا قادة الصهيونية إلى انتهاج سياسة ضبط النفس(67 ).

اعترفت قيادة الهاغاناة إنها لم تكن تملك معلومات عن إمكانية بدء أحداث الثورة قبل حدوثها، وذكر شاؤول أفيغور(68 )أنه سافر قبل الثورة بشهر لأوروبا، ولم يكن يعلم أن الأمن في فلسطين على حافة الانهيار(69 )،وبدأ دور جهاز مصلحة المعلومات (هشاي)( 70) منذ اليوم الأول في الثورة الفلسطينية( 71).

لقد أثرت أحداث الثورة على مصلحة المعلومات بشكل سلبي، حيث قطعت العلاقات والاتصالات بين الصهاينة والعرب، مما أثقل كثيراً على عمل مصلحة المعلومات(هشاي)، فقد نجح العرب مرات عديدة بمفاجأة الصهاينة، وتسريب معلومات خاطئة للصهاينة من أجل خداعهم(72 ).

نتيجة لاتباع سياسة ضبط النفس جرت مفاوضات بين القيادة الصهيونية وسلطات الانتداب البريطاني، وتم تشكيل وحدات الحراس (النواطريم)،وذلك في عام 1936م،والتي ضمت أعدداً كبيرة من ضباط وعناصر الهاغاناة، الذين تلقوا تدريبات رسمية بريطانية وحملوا أسلحة بريطانية واستقلوا سيارات خاصة بهم، ولبسوا زياً بريطانياً، وأعطيت لهم الرخص تحت مسمى (غطاء الشرطة الإضافية الخفر)(73 )، وبذلك تحولت الهاغاناة من منظمة سرية إلى جهة رسمية علنية يعترف بها البريطانيون(74 )، وإيزاء تنامي فكرة سياسة ضبط النفس أسس إسحاق سادية(75 ) سرايا الميدان(فوس)، التي كانت تهدف للخروج من السياج وحماية المستوطنات من هجمات الثوار قبل أن يصلوا إليها، والقيام بدوريات استطلاعية، والقيام بعمليات خاصة، وكان ذلك في عام 1937م(76 ).

وفي عام 1938م، وافقت سلطة الانتداب على إنشاء وحدات الليل الخاصة التي اقترح إنشائها الضابط البريطاني الصهيوني أوردو ينغيت( 77)؛ بهدف حماية خط أنابيب البترول الموصل بين العراق وميناء حيفا، والذي كان في دائرة الاستهداف الدائم عند الثوار العرب، وقد شكل ينغيت وحداته من عناصر الهاغاناة، وقام بتدريبهم تدريبات خاصة، وقادهم ميدانياً بنفسه(78 ).

مما سبق يتضح أن منظمة الهاغاناة رغم إعلانها التزام سياسة ضبط النفس إلا إنها حققت مكاسب كبيرة في المجالين السياسي والعسكري، وقد أفادها ذلك في تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة الثوار العرب فيما بعد.

ولم تخلُ العلاقات بين الهاغاناة وسلطات الانتداب البريطاني في فلسطين، من فترات بالنزاع بين الطرفين وبخاصة أثناء اتساع المد الثوري الفلسطيني وتظاهر السلطات البريطانية بالاستجابة لبعض المطالب الفلسطينية مثلما حدث عندما أصدرت الكتاب الأبيض عام 1939م(79 )، في محاولة لتهدئة الثورة الفلسطينية كي تتفرغ للحرب العالمية الثانية من جهة، وتنال تأييد العرب بصورة عامة من جهة أخرى(80 ).

موقف الهاغاناة من الحرب العالمية الثانية:

رحبت الحركة الصهيونية، بإعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في عام1939م،وأعلنت الاستعداد لتقديم الدعم اللازم، حيث أعلن الدكتور حاييم وايزمان؛ رئيس المنظمة الصهيونية عن “دعم الصهاينة في فلسطين لمجهود الحلفاء” (81 ) ،كما أكد أن الحرب التي فُرضت على بريطانيا العظمى هي حربنا، وإننا لن نتوانَ في حال سُمح لنا بالمشاركة في تقديم كل المساعدات لبريطانيا وشعبه”(82 )، فقد وجهت اللجنة التنفيذية للوكالة نداءً للصهاينة في فلسطين، بالانخراط في وحدات يهودية من أجل قتال هتلر، وقد كشف بن غوريون عن نوايا الصهيونية الحقيقية بالنسبة للتجنيد منذ البداية، إذ طالب بوحدات يهودية منفصلة، ولم يطلب التجنيد مع جيوش الحلفاء، وبدأ فعلاً تسجيل المجندين الصهاينة ما بين سن(18-35)عاماً(( 83)،كما أعلن بن غوريون شعاره المعروف “سنخوض الحرب وكأن الكتاب الأبيض، غير موجود وسنحارب الكتاب الأبيض، وكأن الحرب لم تُعلن”(84 ).

أصدرت القيادة القطرية للهاغاناة أمراً في أيلول(سبتمبر)عام1940م، يقضي بانضمام عناصر الهاغاناة للجيش البريطاني ليسهموا في درء خطر الحرب، وتم تقديم الهاربين من الخدمة للمحاكمة، الذين كانت حجتهم في الهرب أنهم أقسموا يمين الولاء للهاغاناة وليس للجيش البريطاني، وبلغ عدد المتطوعين ثمانية آلاف متطوع، منهم ثلاثة آلاف من الهاغاناة(85 )

تبنى الصهاينة سياسة انتهاز الفرص، فرغم معارضتهم الكتاب الأبيض، إلا أنهم رأوا أن التعاون مع بريطانيا أفضل السبل لتحقيق أهدافهم، إذ دخل إلى فلسطين في تلك الفترة “وبشكل سري ” خمسة آلاف مهاجر، حيث كان مقرراً أن يدخل إلى فلسطين في تلك الفترة عشرون ألفاً(86 ).

وجدت القيادة الصهيونية نفسها أمام واقع صعب ومتناقض لذا كان عليها أن تبرر تصرفها أمام جمهورها، كما كان عليها أن تبرر السلوك البريطاني أيضاً، فرأت القيادة الصهيونية في الهجوم على ألمانيا النازية مبرراً في سياستها مع بريطانيا، وقد استمرت مهاجمة ضد الكتاب الأبيض خلال سنوات الحرب(87 ).

مع تصاعد هجمات الألمان، وتحقيقهم انتصارات على قوات الحلفاء في الشرق الأوسط، قررت القوات البريطانية الاستعانة بوحدات خاصة صهيونية؛ للقيام بمهمات خاصة خلف خطوط العدو في سوريا ولبنان والعراق، فتم التنسيق مع الوكالة اليهودية ومنظمة الهاغاناة، وبناءً على ذلك أنشئت الهاغاناة بتاريخ 19 أيار(مايو)عام 1941م، البالماخ، بسبب المخاوف من غزو ألماني لفلسطين، وتكونت قوة البالماخ من تسع مجموعات هجومية، ثلاث منها في الجليل الشمالي، وثلاث في مركز الجليل، واثنتان في الجليل الجنوبي، وواحدة في القدس، كان معظم رجال البالماخ من الكيبوتسات، وكانوا مسؤولين عن أعمالهم الزراعية، كما هم مسؤولين عن أعمالهم العسكرية، والتدريبات القتالية، وتنامت قوة البالماخ حتى أصبحت تتكون من عشرة فرق، لعبت دوراً مهماً خلال حرب عام 1948م( 88).

سمحت بريطانيا بتاريخ 18 أيلول (سبتمبر) عام 1943م، بإنشاء اللواء اليهودي، وأعلنت الإذاعة البريطانية في اليوم التالي، قرار وزارة الدفاع البريطانية، القاضي بذلك(89 ).

وفي 31 تشرين أول (أكتوبر) عام 1944م، تم رفع علم الصهاينة ذي الخطين الأزرقين، والأرضية البيضاء، وفي المنتصف نجمة داود، ووضع عناصر اللواء على الكتف رمز الوحدة المقاتلة، وهو عبارة عن نجمة داود باللون الذهبي على أرضية بيضاء، والحروف العبرية الثلاث (ح.ي.ل) اختصاراً لاسم اللواء(90 )( 91).

– أوضاع منظمة الهاغاناة ما بين 1945م-1948:

في الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية شنت الهاغاناة حرباً قوية على منظمة إتسل( 92)، كقوة معارضة لها، عرفت باسم (السيزون)؛ أي التصفية وتوصلت تلك الحرب حتى طالبت قيادة اليشوف الصهيوني ومجموعات مختلفة وقفها(93 ).

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصيبت منظمة الهاغاناة بخيبة أمل عندما أعلنت بريطانيا أن فلسطين لن تكون دولة يهودية،فاجتمعت قيادة الهاغاناة مع قادة إتسل وليحي( 94)، وتقرر بدء العمل ضد بريطانيا وأهدافها في فلسطين فيما عُرف باسم العصيان العبري(95 ).

– انضمام الهاغاناة إلى جيش (الدفاع):

بعد صدور قرار التقسيم بتاريخ 29تشرين ثانٍ(نوفمبر) عام 1947م، عن الأمم المتحدة، ساد التوتر فلسطين وبدأت الاشتباكات بين أهلها العرب، والصهاينة تطورت الاشتباكات بشكل سريع واندلعت الحرب التي عرفت بحرب عام 1948م، والتي أدت إلى سيطرة منظمة الهاغاناة وإتسل وليحي على نحو 78%من أرض فلسطين، وأعلنت ما يسمى الدولة الصهيونية(إسرائيل)،وفي 15مايو (آيار)عام 1948م، كانت الهاغاناة قد بلغت حداً من التنظيم والتسليح والإعداد سمح لها بأن تتحول إلى (جيش الدفاع الإسرائيلي)، فقد أصدر ديفيد بن غوريون إعلان قرار بحل الإطار التنظيمي للهاغاناة وغيرها من المنظمات العسكرية وحولها إلى (جيش الدفاع)، وشغل عدد كبير من ضباطها مناصب قيادية داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية الحديثة(96 ).

ثانياً: تطوّر البناء التنظيمي لمنظمة الهاغاناة:

تطوّر البناء التنظيمي لمنظمة الهاغاناة من فترة إلى أخرى خلال عملها ما بين 1920-1948م، وقد تأثر تطورها بعدة عوامل داخلية وخارجية.

– البناء التنظيمي للهاغاناة من(1920-1928م):

تكونت اللجنة المركزية لقيادة منظمة الهاغاناة من مجموعة مهاجري الهجرة الثانية، وضمّت كلاّ من ودوف هوز، إلياهو غولومب، يوسف هيخت(97 )، وشاؤول أفيغور، وعدد من قادة هاشومير، ودفع إلياهو صديقه يوسف هيخت فأصبح قائد تنظيم الهاغاناة(98 )،وتمحورت مهمة اللجنة المركزية في جمع الأموال، وشراء وتهريب السلاح، وتوزيعه، وإنشاء مخازن له، والإشراف العام على التنظيم(99 ).

حافظت الهاغاناة على السرية التنظيمية، ويقول إلياهو بن حور(100 ):” في عام 1923م، عُينت قائداً للخلية الأمنية في تل أبيب، وكنا ست أشخاص، أنيطت بنا مهمة الحفاظ على القواعد الأمنية المتبعة في أماكن التدريب، ولم أكن أعرف من هو القائد للفرع، وأعضاء المركز، ولم أكن أعرف حتى عن قيام المركز، وكنت أتحدث فقط مع أعضاء الخلية”(101 ).

يتضح مما سبق أن اللجنة المركزية كانت سرية، ولم يتم الإعلان عن قيامها، وأن التعيينات والترقيات كانت بسرية تامة، وكان التعامل في داخل التنظيم بالأسماء الحركية منذ البداية.

 – البناء التنظيمي للهاغاناة من(1930-1936م):

لم يتغير الوضع التنظيمي، أو القدرات البشرية والمادية للهاغاناة بعد انشقاق تهومي، وظلت منظمة الهاغاناة ضعيفة حتى نهاية عام 1932م، ولم يكن للقيادة مكتب رئيس خاص بها، ولا جهاز هاتف، وكان العمل يتم بالتطوّع، ولم يكن لهم جهاز استخبارات رغم الحاجة الماسة إليه( 102).

أنشأت الهاغاناة في عام 1933م، هيئة الأركان العامة، كهيئة دائمة، وتألفت من عدة دوائر وأقسام وهي:

أمانة الصندوق، ودائرة الإعلام، ودائرة الشبيبة، ودائرة الحراسة، ودائرة الاتصالات، وقسم التخطيط، وقسم التدريب، وقسم المشتريات “السلاح” ( 103).

استمرت في تلك الفترة العضوية في منظمة الهاغاناة بنفس الشروط المعلنة عام 1924م ( 104).

رغم اعتماد الهاغاناة مبدأ السرية في العمل، إلا أن حركات عناصرها كانت مكشوفة، فالقادة وعناصرهم كانوا معروفين جداً، ولو أرادت الشرطة السرية اعتقالهم، لأمكنها ذلك بسهولة(105 ).

– البناء التنظيمي للهاغاناة من(1936-1939م):

أرسلت القيادة القطرية في 17 تشرين ثانٍ (نوفمبر)عام 1938م، قرارات لجميع الكتل في البلاد، حيث تم تقسيم إحدى وعشرين كتلة إلى سبعة ألوية على النحو الآتي:

  • لواء القدس: ضم فرع القدس، والمستوطنات المحيطة به.
  • لواء الجنوب: من ريشون ليتسيون حتى النقب.
  • لواء السامرة: يمتد من هرتسيليا حتى زخرون يعكوف.
  • لواء تل أبيب: ضم الفرع تل أبيب وضواحيها، والمستوطنات المحيطة به.
  • لواء حيفا: يمتد من عتليت حتى جبّاتا(حانينا)(106 ) .
  • لواء السهول: من كفوتسات إيلوينم حتى طيرات تسفي(107 ) .
  •  لواء الشمال: مستوطنات غور الأردن، والجليل الأسفل، والجليل الأعلى، والجليل الشرقي(108 ).

– الوحدات المستحدثة من عام 1936-1939م:

سبق الحديث عن إنشاء منظمة الهاغاناة كلاً من: وحدات النواطريم عام 1936م، وسرايا الميدان (فوس)عام1937م، وحدات الليل الخاصة عام1938م، وقد أخذت كل من النواطريم وحدات الليل الخاصة العمل الرسمي البريطاني ساتراً لها،إلا إنها كانت ضمن التشكيلات الداخلية لمنظمة الهاغاناة .وإضافة إلى تلك الوحدات أنشئت منظمة الهاغاناة عدداً آخر من الوحدات الداخلية ؛لتتمكن من مواجهة الثورة الفلسطينية، أهمها:

1- وحدات العمال:

قررت اللجنة التنفيذية للهستدروت مع نهاية عام 1936م، إنشاء جبهة مساندة لنشاطات الهاغاناة عُرفت باسم (بلوغوت هابوعيل)، عملت تحت ستار مجموعات رياضية؛ لكنها كانت عوناً للهاغاناة، وحماية للعمال الصهاينة(109 ).

2- الجدناع (جدود نوعار عبري):

أنشأت الهاغاناة عام 1936م، كتائب مساندة لها تضم شباب تتراوح أعمارهم بين 14-17عام، وكانت مهمتهم القيام أعمال الاتصالات والإشارات، والاسم اختصار لعبارة (جدود نوعار عبري)، وكانت بدايتهم في تل أبيب، ثم امتدت لجميع المناطق في فلسطين( 110).

3- سلاح الشعب( حيل هاعام):

جرت في عام 1936م، في تل أبيب محاولة تشكيل لواء سلاح الشعب؛ فتم تنظيم 17 كتيبة تضم كل واحدة 700شخصاً، وقام مدربو الهاغاناة بتدريبهم في دورات سُميت(يابانية)( 111).

4- الحرس المدني (همشمار هازراحي):

أنشأ في عام 1938م، في تل أبيب، لمساعدة البلدية أوقات الطوارئ في مجالات الدفاع المدني، والحفاظ على الأمن والنظام والاجتماعات الشعبية(112 ).

يرى الباحث أن تطور هيكلية التنظيم في تلك الفترة 1936-1939م، جاء نتيجة أحداث الثورة الفلسطينية، التي جعلت الهاغاناة تطوّر من وحداتها وأقسامها.

– البناء التنظيمي للهاغاناة من(1939-1945م):

واجهت منظمة الهاغاناة الثورة الفلسطينية 1936-1939م، بالتعاون مع سلطة الانتداب البريطاني، واستفادت من ذلك، وعند بدء الحرب العالمية الثانية سعت منظمة الهاغاناة لتطوير ذاتها، بما يناسب الحرب، فأقامت عدداً من الدوائر منها هيئة الأركان العامة، ودوائر التخطيط والتنظيم، الدائرة الفنية، دائرة الإشراف، دائرة التوجيه، وقد أفرزت عن تلك الدوائر العاملين في القيادة العامة، والموجهين القطريين، وقادة الألوية أو القطاعات، وقادة الوحدات القتالية من فرق وكتائب(113 ).

هيئة الأركان العامة:

تقاسمت دوائر هيئة الأركان العامة للهاغاناة الوظائف والمهام التالية:

  • المكتب الفني: مهمته جمع الخرائط ودراستها، وتصنفيها، وإعداد مشروعات التحصينات، والمباني العسكرية، والإشراف على شبكة الاتصالات الخاصة بالتنظيم.
  • مكتب رئيس هيئة الأركان: مهمته استلام تعليمات القيادة القطرية، وأوامرها، وتوزيع المهام المراد تنفيذها لكافة الأقسام، ونقل أوامر القيادة القطرية إلى قادة الألوية والتنسيق بينهم.
  • مكتب التخطيط والتنظيم: مهمته إعداد المشاريع للهيكل التنظيمي للهاغاناة، وتنظيم الوحدات العسكرية، وتحديد مدى قوتها وأسلحتها، ودراسة المشكلات الاستراتيجية والتكتيكية، إعداد الخطط الدفاعية البديلة، وتقديم مشروعات الاستيطان، وتعبيد الطرق.
  • مكتب التدريب: مهمته إعداد خطط التدريب لمختلف الوحدات، والعمل على توحيدها، وإدارة المدارس العسكرية والدورات التدريبية لجميع أعضاء الهاغاناة، وطبع الكتب والمجلات، وإعداد المرشحين لتولي المناصب القيادية للمنظمة.
  • مكتب المراقبة: اطلاع رئيس الأركان على مستوى تدريب الوحدات وبيان المشكلات القائمة، وضرورة الإسراع في حلها، والقيام بزيارات لمختلف الوحدات والمنشآت التابعة للهاغاناة، وإعداد تقارير عنها لرئيس الأركان( 114).

– البناء التنظيمي للهاغاناة من(1945-1947م):

تأثرت هيكلية الهاغاناة في الفترة الواقعة 1945-1947م، بعدة أمور، أهمها انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبدء حركة العصيان العبري، وما صاحبها من طبيعة العلاقة مع إتسل وليحي، ومع سلطة الانتداب البريطاني من ناحية أخرى، وكذلك تأثرت بالتطوّرات السياسية التي انتهت إلى صدور قرار التقسيم عام 1947م(115 ).

وقد أصبحت البنية التنظيمية لمنظمة الهاغاناة في تلك الفترة، على النحو الاتي:

1- القيادة القطرية:

تعاقب في الفترة ما بين 1945-1947م، على رئاسة القيادة القطرية كلٌ من موشية سنيه(116 )الذي قدم استقالته في أيلول (سبتمبر)عام 1946م، فعُيّن زئيف شيفر( 117)، قائماً بأعمال رئيس القيادة القطرية، وظل في منصبه حتى حزيران (يونيو)عام 1947م، حين حل مكانه يسرائيل غاليلي(118 )، واستمر في منصبه حتى قيام الدولة الصهيونية عام 1948م(119 ).

قُسّمت القيادة القطرية إلى أربع دوائر، ويرأس كل دائرة شخصان، يمثلان الهستدروت والأوساط المدنية وهي:

الدائرة الأولى: الصناعة العسكرية والتسلح، والدائرة الثانية: التعيينات والعمليات، والدائرة الثالثة: الإعلام والشبِيبة، والدائرة الرابعة: القضايا المالية والشئون الاقتصادية(120 ) .

2- هيئة الأركان العامة:

ضمت هيئة الأركان العامة عدة شُعب ودوائر، أهمها:

دائرة أمانة الصندوق، ودائرة الإعلام، ودائرة الشبيبة، ودائرة الحراسة، ودائرة الاتصالات، وقسم التخطيط، وقسم التدريب، وقسم شراء السلاح، وقسم العلوم( 121).

تقرر في تشرين ثانٍ (نوفمبر)عام 1947م، إجراء تعديلات على بنية هيئة الأركان العامة، بحيث تلائم متطلبات الجيش النظامي المقاتل؛ فتم تحويل مكاتب ودوائر الهيئة إلى خمس شُعب على النحو الآتي:

  • شعبة العمليات: وضمت دائرة العمليات، والتخطيط، والاستخبارات.
  • شعبة التدريب: وضمت التدريب، والإعلام، وجهاز التربية البدنية.
  • شعبة المستودعات: وضمت الاقتصاد، والتسليح، والتخزين، البريد العسكري.
  • شعبة القوة البشرية: ضمت الخدمات الطيبة، خدمات المدفوعات، الشرطة العسكرية.
  • الشعبة المالية: بدلاً عن الدائرة المالية(122 ).

يتضح مما سبق أن منظمة الهاغاناة عندما كانت تقوم بإعداد الهيكلية وضعت لها هدفاً واضحاً هو قيام (الدولة)، واتضح ذلك من خلال التركيبة النهائية لمنظمة الهاغاناة في الفترة السابقة.

ثالثاً: تطوّر المؤسسة الأمنية في الهاغاناة.

1) التطوّر التاريخي لهشاي:

لم تكن أوضاع منظمة الهاغاناة في بدايتها تسمح لها بإنشاء جهاز أمني متخصص ومتفرغ، فقد كانت تعتمد على نشاط بعض الأفراد ممن لهم خبرة في ذلك المجال، ومنذ الأيام الأولى لقيامها كان لديها بعض الأشخاص من الذين تخصصوا في جمع المعلومات، ففي القدس مثلاً: كان أهرون كوهين عميلاً لها، فقد تغلغل بين صفوف العرب على صعيد الاجتماعات، حتى أنه وصل لشرقي الأردن، ويرتدي الملابس العربية في كثير من الأحيان، فكان يبدو عربياً(123 ).

وبعد أحداث ثورة البراق عام 1929م، فاجأت الأحداث اليشوف الصهيوني، حين هاجم الثوار المستوطنات، وتبين أن الهاغاناة لم يكن لديها أية من المعلومات، خصوصاً حول استعدادات العرب، الأمر الذي أدى إلى إنشاء جهاز أمني لمنظمة الهاغاناة، يكون قادر على جمع المعلومات عن العرب وقراهم (124 )؛وسُمي هشاي اختصار الأحرف الأولى من “هشيروت يديعوت ” ؛ أي خدمة مصلحة المعلومات(125 )، وكانت مهمته الأساسية تقديم التحذير المسبق، قبل أي هجوم من جهة العرب على الصهاينة(126 ).

عندما تولى حاييم أرلوزورف عام 1931م، رئاسة الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية، وتولي دوف هوز رئاسة الدائرة السياسية والعربية بالهستدروت، وتعاونا مع موشيه شاريت( 127) الذي كان سابقاً سكرتير الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية، ورأوا ضرورة إيجاد استخبارات صهيونية للمرحلة القادمة(128 )،وفي عام 1933م،كان مبادرة الهاغاناة والوكالة اليهودية بإقامة شعبة استخبارات في المدن الكبرى، وتم تعيين شاؤول أفيغور رئيساً لتلك الشعبة، وقرر أفيغور تجهيز مجموعة مخبرين في الهاغاناة للقيام بجمع المعلومات، وتغطية أخبار المناطق(129 )، وعرض أفيغور الأمر على عدد ممن يثق في كفاءتهم، وشكّل جهاز أمن، يديره رؤوفين شيلواح(130 )،وأصبح مسئولاً عن مخابرات الهاغاناة بعد عودته من مهمته الأمنية في العراق(131 ).

وعمل في قيادة أفرع هشاي كل من: إلياهو إيلات(132 ) الذي كان يعمل في أوساط الفلاحين والبدو، وأهارون حاييم كوهين(133 )، الذي كان يعمل في القدس، وأفرايم ديكل(134 ) في تل أبيب والجنوب، وآباحوشي( 135) في حيفا، وعمانويل يلن في شمال فلسطين، وحاييم شتورمان(136 ) في سهل مرج بن عامر، ويوسف فين في وادي الأردن، وموشيه بتسلتون في طبريا(137 ).

وقد شهد عمل جهاز مصلحة المعلومات (هشاي) في بدايته، ضعفاً للأسباب التالية:

  • تكليف أشخاص لجمع المعلومات في الأوساط العربية من غير المؤهلين المحترفين فكانت المعلومات التي تجمع تصب معظمها في تفسيرات غير صحيحة للنشاط العربي.
  • عدم إعطاء مجال الاستخبارات، الدعم المالي الكافي، وبالتالي عدم تفريغ أناس أصحاب خبرة لهذا المجال والاعتماد على العمل التطوعي الذي لم يكن يكفي للقيام بالمهام الاستخبارية(138 ).

ويمكن القول إن عام 1933 م، بدأت فيه الانطلاقة الحقيقية للعمل الاستخباري بصورة منظمة، وبداية عمل مصلحة المعلومات (هشاي) وفق معايير مهنية متوسطة، وذلك للأسباب التالية:

  • بدأت تتبلور فيه النظرة القومية للنضال العربي، وبدأت تقوده قيادات شابة على أسس منظمة، مثل الحاج أمين الحسيني مفتي القدس، وعوني عبد الهادي رئيس حزب الاستقلال.
  • ظهور عز الدين القسام ودورة في التعبئة السياسية والجماهيرية، وكذلك ظهور القيادات الشابة من الريف الفلسطيني في خلايا مسلحة لمهاجمة المصالح البريطانية والصهيونية.
  • تسلم فيه النازيون الحكم في ألمانيا وبدأت الهجرة اليهودية من ألمانيا إلى فلسطين بشكل مكثف؛ مما أثار حفيظة العرب وتخوفهم.
  • حدثت أزمات داخلية وانشقاقات في اليشوف الصهيوني، بدأت تهدد بانقسامه، وكان من أخطرها اغتيال حاييم أرلوزوروف رئيس الدائرة السياسية للوكالة اليهودية عام 1933م.

يتضح مما سبق أن مصلحة المعلومات (هشاي) قد تطورت خلال تلك الفترة السابقة نظريتين في الأمن الصهيوني ؛ الأولى تقوم على أساس العمل الاستخباري القائم على البحث عن المعلومات، ومع التأكيد على توسيع مجالها ومصادرها وتنويعها بغية استخدامها في إطار الزمان والمكان المناسبين، وتبني أدائها على العمل الميداني بشكل أساس، وخزن المعلومات حتى يحين الوقت المناسب لها، أما الثانية فتعتمد على التفكير ومحاولة فهم الأوضاع السائدة والمسارات من خلال الأبحاث، والتعامل مع المعلومات بصورة منهجية، فتبني نشاطها على العمل المكتبي، وزيادة التخيل والتحليل، وتوقع ما يمكن أن يحدث.

رغم أن النشاط الاستخباري الصهيوني قد بدأ خلال فترة الثلاثينيات وفق أسس مهنية إلى حد كبير مع بداية عمل عزرا دانين، إلا أنه أصابه قصوراً واضحاً في الأمور التالية:

    • اهتمام الشعبة السياسية للوكالة اليهودية بتطوير العلاقات مع العرب والبريطانيين وغيرهم على حساب جمع المعلومات.
    • عدم وجود ترابط وتعاون مؤسسي بين مناطق وتيارات العمل الأمني في حيفا والقدس وقلقليه، وتل أبيب، وعمل كل واحد منهم بصورة منفردة، بالإضافة إلى أن أساليب عملهم، والنظريات الأمنية التي كانوا يتبعونها مختلفة، وكذلك زيادة الصراعات والتنافس بين قادة الأجهزة في المناطق المختلفة.
    • عدم تخصيص أموال كافية للعمل، فقد تراوحت المبالغ التي كان يتسلمها دانين شهرياً، بين 6 جنيهات في بداية عمله و36-45 جنيهاً في عام 1939م، ولم يكن هو نفسه يتقاضى راتباً إلا في نهايات عام 1939م، وكان طيلة الفترة السابقة يعمل متطوعاً.
    • لم يكن هناك جهاز يعمل في مجال تصنيف المعلومات وإعدادها واستخلاص النتائج منها وحفظها وأرشفتها، وفي أحسن الأحوال كانت تلك المعلومات توثق وفقاً للمنطقة التي وردت منها.
    • ضعف المهنية على مستوى العاملين الميدانين، وعدم وضوح الأهداف بشكل جيد ( 139) .

2) أهداف جهاز هشاي:

جمع المعلومات: عن سلطة الانتداب البريطاني على المستوى الأمني والعسكري والسياسي والمدني، وكل خطط الحكومة، وتحركاتها السياسية والعسكرية، وكل ما يخص الاستيطان الصهيوني في نشاطات السلطات البريطانية، وجمع المعلومات: عن كافة المنظمات العسكرية الصهيونية السرية، وبالتحديد إتسل وليحي، وجمع المعلومات: عن التحركات العربية، شخصيات قومية، رجال مقاومة، والاهتمام بالمستوى العربي عموما، داخل وخارج فلسطين(140 ).

3) الهيكلية الأمنية للهاغاناة(141 ):

اتسمت الهيكلية الأمنية لمنظمة الهاغاناة بين الفترة والأخرى بالتطوّر على النحو الآتي:

أ) البناء الأمني للهاغاناة من 1920-1936:

اعتمدت منظمة الهاغاناة في تلك الفترة على عدد من العملاء الصهاينة في جمع المعلومات، ففي القدس كان إلياهو أبشتاين، ورؤفين شيلواح، وأهارون كوهين، وكان إسحاق بن تسفي ممثلاً عن اللجنة القومية ويجلب المعلومات للهاغاناة، وكانت الدائرة العربية التابعة للوكالة اليهودية مصدراً للمعلومات التي تصل لمنظمة الهاغاناة كما كان حراس المستوطنات مصدراً مهماً في جمع المعلومات(142 ) .

ب) دوائر مصلحة المعلومات (هشاي) 1937-1942م( ):

تكونت هيكلية المؤسسة الأمنية لمنظمة الهاغاناة في تلك الفترة من ثلاث شعب مهمة، شعبة التجسس المضاد (ران)، وشعبة تعقب المهاجرين،وشعبة الدائرة العربية التابعة لهشاي(144 ).

– شعبة مكافحة التجسس: كان يطلق عليها (ران) وهي اختصار للكلمات العبرية (ريغول نيقدي)؛ أي التجسس المضاد، وكانت مهمة الشعبة تعقب المشتبه بتعاونهم مع السلطات البريطانية ضد منظمة الهاغاناة واليشوف الصهيوني، وتفتيش البيوت، وعند ثبوت الأدلة على المتورط بالتجسس، كان رئيس الشعبة يرفع تقريراً للقيادة القطرية للهاغاناة، للقيام بعمل اللازم ضده (145 )، كما أنشئت شعبة مكافحة الجواسيس الألمان والإيطاليين كفرع خاص فيها لتعقب المهاجرين الجدد الذين وصلوا من البلدان الخاضعة للحكم النازي، وإيطاليا، وبعد فترة قصيرة أوقف الفرع، بعد أن تبين عدم صحة الشكوك التي يروّجها البريطانيون بأن النازيين يحاولون تسريب جواسيس بين المهاجرين اليهود(146 ).

– الدائرة العربية: أنشئت في يونيو(حزيران)عام 1940م،برئاسة عيزرا دانين( 147)،التي اهتمت بتأسيس أرشيف عن التركيب الاجتماعي للمدن والقرى الفلسطينية، وتفاصيل عن الزعماء العرب، والعمل على إقامة شبكات من المخبرين العرب( 148) .

– شعبة مكافحة المنشقين: مختصة في جمع المعلومات عن منظمة إتسل وليحي، وترجع أهمية الشعبة بعد اكتشاف مصلحة المعلومات التابعة لإتسل تعمل في التجسس ضد الهاغاناة وسلاحها(149 ).

ت) الهيكلية الأمنية للهاغاناة 1942-1945:

بعد صدور الكتاب الأبيض لعام 1939 م، أدرك الصهاينة ضرورة الاعتماد على النفس، وتطوير قدراتهم دون الاعتماد على الجانب البريطاني الذي أصبح عقبة أمام الأطماع الصهاينة في فلسطين.

وكان الصهاينة يدركون أن هناك ضعفاً في الأداء الاستخباري عندهم رغم التطورات التي حدثت فيه بعد عام 1936م، والذي تمثل بشكل أساس في عدم وجود قيادة مركزية لذلك العمل، فقاموا بعدة إجراءات وفعاليات لتطوير الأداء، أهمها:

  • اتخاذ قرار عام 1941 م، بدمج المخابرات التابعة لهيئة الأركان العامة، مع المخابرات التابعة للوكالة لتشكيل الشعبة العربية التابعة لهشاي، ويقول أحد القادة أن ذلك التغيير ضمن تزويد للهاغاناة باحتياجاتها العسكرية والاستخبارية ومنحها إمكانية لتوجيه هشاي نحو احتياجاتها ومطالبها في المنطقة العربية.
  • أحداث تطوير في شعبة مكافحة التجسس حيث عينت مسئولين قطريين في خمسة مناطق هي (الجنوب- حيفا- الجليل والشمال- القدس- تل أبيب) ثم تطوير وحدة التحقيق من خلال إضافة أحد الخبراء الصهاينة النمساويين إليها.
  • توحيد أذرع العمل الأمني في ذراع واحد، وبناء على ذلك تم تشكيل مخابرات قطرية موحدة ضمت (الشعبة السياسية في الوكالة، هشاي في الهاغاناة، أذرع أمن أخرى لليشوف).
  • توسيع مجال العمل الاستخباري حيث ضم شعب المنشقين، والعرب، والبريطانيين، والوشاة اليهود في آن واحد.
  • الإشراف على المرشحين الصهاينة للعمل في الشرطة البريطانية وفق معايير الولاء والاستعداد للتعاون(150 ).

وبناءً على ما سبق كلّف رئيس القيادة القطرية للهاغاناة موشيه سنية عام 1942م، يسرائيل عامير(151 )،بتسلم قيادة هشاي كجهاز أمني موحد، وفي آذار (مارس)عام 1942م، تم توحيد قيادتي (ران) و(هشاي)بشكل كامل، وفتح مكتب رئيس التنظيم الموحّد في تل أبيب، وحمل اسم مستعاراً هو (اللجنة من أجل الجندي)(152 )،وأعد عامير هيكلية الجهاز الموحّد على النحو الآتي:

  • الشعبة العامة: تهتم بمعالجة قضايا السلطة وعمليات المبادرة الخاصة التي تقوم بها هشاي.
  • الشعبة اليهودية: تعالج قضايا المنشقين (إتسل، ليحي).
  • الشعبة الشيوعية: تتابع العلاقات مع الحزب الشيوعي في فلسطين مع موسكو.
  • الشعبة العربية: تقوم بجمع المعلومات عن العرب، والتركيز على جميع النشاطات العربية(153 ).

ومع ذلك بقي نوع من الضبابية فيما يتعلق بتبعية (هشاي) وفيما إذا كانت خاضعة للهاغاناة أم للوكالة اليهودية، وأنه رغم التطوير فإنه لم يتم تحديد قنوات القيادة والتنسيق.

ث) الهيكلية الأمنية للهاغاناة عام 1946:

تكونت المؤسسة الأمنية لمنظمة الهاغاناة عام 1946م، في ثلاثة دوائر رئيسة، هي: الدائرة العربية برئاسة زلمان زليفسْون، والدائرة السياسية وكانت مرتبطة بالوكالة اليهودية برئاسة: بوريس غوريئيل، والدائرة الداخلية برئاسة أيسر هرئيل(154 )، وكانت إدارة مصلحة المعلومات(هشاي) في عام 1946م، تحت إشراف الوكالة اليهودية ومنظمة الهاغاناة؛ فالمشرف على إدارة مصلحة المعلومات رؤوفين شيلواح من الوكالة اليهودية، ورئيس إدارة مصلحة المعلومات دافيد شاليتئيل، ونائب رئيس إدارة مصلحة المعلومات أيسر بئيرى(155 ).

4) الوحدات الأمنية الخاصة في البالماخ:

قام البالماخ بتشكيل عدد من الوحدات الأمنية الخاصة، أهمها(156 ):

  • الدائرة العربية: شكّلت لمساعدة الحلفاء في سوريا ولبنان، بالتجسس والتخريب، وكانت تعمل في أوساط السكان في عمق الأراضي السورية، حيث لا يستطيع البريطانيون الوصول إليها، وكان أعضاء تلك الوحدة يتكلمون العربية (157 ).
  • دائرة الجوالين: مهمتها إعداد ملفات معلومات تفصيلية عن القرى الفلسطينية البعيدة جداً عن أي نقطة استيطان، وذلك بالتعاون مع مصلحة المعلومات(هشاي)(158 ).
  • الدائرة الألمانية: أقيمت في عام 1942م، عندما كانت القوات الألمانية تهدد فلسطين من ناحية مصر، وكان الهدف تحضير قوة صهيونية من ذوي الشعر الأشقر، والعيون الزرقاء، ومجيدي اللغة الألمانية، للتدريب كأنهم ألمان، وإعدادهم للانخراط في صفوف الألمان، إذا احتلوا فلسطين( 159).
  • الدائرة البلقانية: أقيمت عام 1944م، بهدف إرسال عناصرها إلى البلقان للقيام بأعمال تخريبية ضد الألمان(160 ).
  • المستعربين: لقد تم تشكيل وحدة المستعربين التابعة للبالماخ وعملت في سوريا ولبنان تحت اسم القسم العربي من وحدات البالماخ، ولقد كانوا يجلسون بين الناس، ولا يعرف الناس سرهم، وفي مهماتهم كانوا يخرجون مرتدين الكوفية أو الطربوش، ويتكلمون العربية ويصنعون القهوة العربية، ويغنون الأغاني العربية، وكانوا يعملون في مجال مسح النعال في دمشق، والتجارة في بيروت، تصليح البوابير في نابلس، دفن الأموات في العراق، وبيع اللحوم في حيفا، والبيع المتجول في غزة(161 )، وكان هدفها التغلغل في أوساط الفلسطينيين، وأهالي سوريا ولبنان، للحصول على معلومات عن أوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقيام بعمليات اغتيال في أوساطهم(162 ).

 

5) وحدة الفجر (هشاحر):

تم تشكيل هيئة جديدة في عام 1943م، لجمع المعلومات، تحت اسم وحدة (هشاحر)، والتي تم تشكيلها من السرية (ج) التابعة للبالماخ، وتم إدخال الوحدة في دورة تدريبية سرية للغاية في إحدى القرى العربية، واتسعت صفوفها في عام 1944م، وكُلفت بجمع معلومات في الأوساط العربية واستعانت بها (هشاي) في عمليات كثيرة(163 ).

لقد تم تقسيم رجال وحدة هشاحر إلى ثلاثة أنواع من الجواسيس:

  • المؤقتون: الذين تم الاعتماد عليهم في النشاطات لمرة واحدة، وكانت نشاطاتهم لا تعتمد على التعاون والتواصل مع السكان العرب أو حتى الحديث معهم، في تلك المهمات ذات الوقت القصير كان على عناصرها أن يتصرفوا بهدوء ويظهروا بمظهر العربي، دون لفت الانتباه.
  • أصحاب المهمات لمدة 3 شهور(السواح): وذلك من أجل تنفيذ أهداف أو مهمات محدودة، مثل الحصول على معلومات حول شيء ما، تصفية شخص معين أو الحصول على معلومات حوله، وكانت تتطلب تلك المهمات التحرك والتواجد في المكان باستمرار.
  • المجهزون: الذين كانوا مخصصين للمهمات بعيدة المدى، والتي تتطلب المكوث في المجتمع العربي، والتمركز فيه، وذلك من خلال تكوين قاعدة أو أساس زرع متعاونين والتوصل لأهداف طويلة المدى قد تحتاج إلى سنوات(164 ).

تميزت وحدة هشاحر في مجال إعداد المستعرب ليكون رجل الاتصال للصهاينة داخل المناطق العربية، ويتم الاعتماد عليه دون غيره، وكان يتم إعداده على الحذر والكتمان، والسرية، والقدرة على حماية نفسه؛ لذلك كانت الوحدة أقوى من أي قسم في البالماخ( 165).

ومما سبق يمكن تلخيص نشاطات وحدة (هشاحر) في فلسطين بالتالي:

  • اختراق المجموعات والثوار العرب، وتحديداً أماكن تواجدهم وتركيزهم في المدن والقرى.
  • الكشف عن خطط التخريب والهجوم التي خططتها الثوار العرب ضد اليشوف الصهيوني.
  • تم تدمير مواقع عسكرية بريطانية وأماكن ومبانٍ ومساكن كانت تستخدم كمراكز للثوار العرب.
  • تم إعداد عمليات كشف وتهيئة لأي قرية عربية، كانت ستهاجم من قبل الهاغاناة، من خلال تحديد الطرق والمداخل، والمخارج والأراضي والعوائق الطبيعية والصناعية، لتسهيل عملية الاختراق.

خلاصة:

يتضح مما سبق أن منظمة الهاغاناة منذ نشأتها لم يكن لديه القدرة في مواجهة العرب وذلك لقلة المعلومات الواردة إليها قبل عام 1936، وتغير ذلك الأمر بعد أحداث الثورة الفلسطينية حيث قامت المنظمة بتشكيل جهاز أمني متخصص في جمع المعلومات عن الثوار العرب ؛ مما ساعد على هجوم البريطانيين والصهاينة على أماكن تجمع الثوار العرب، واستطاعت المنظمة تطوير هيكليتها التنظيمية بين الفنية والأخرى، والتي ارتبطت بالتغيرات السياسية، التي شكلت فيما بعد القاعدة الأساسية التي أسس عليها جيش(الدفاع) الصهيوني بعد قيام الدولة الصهيونية (إسرائيل)، كما سعت منظمة الهاغاناة منذ تشكليها لبناء هيكلية أمنية، تمحورت في دوائره متعددة ؛ لتقوم بجمع المعلومات عن العرب والبريطانيين والتنظيمات الصهيونية المعارضة لها، وقد تطوّرت تلك الهيكلية بتطوراتٍ داخلية مرت بها الهاغاناة، والوحدات الضاربة لها (البالماخ)، كما تأثرت بالتطورات السياسية والأمنية التي مرت بها فلسطين ما بين 1920م،و1948م (166 ).


الهامش

1 يرى الباحث أن مصطلح(الدفاع)عند الصهاينة، مصطلح مغلوط فهو (اعتداء)على أصحاب البلاد الأصليين، وليس دفاعاً، فهم مجموعة من المحتلين الذين احتلوا فلسطين، واستخدموا هذا المصطلح للتغطية على أعمالهم الإجرامية ضد أهلها العرب.

2 الهاغاناة: اختصار لاسم منظمة الدفاع الصهيونية في فلسطين وكانت أكبر ذراع عسكري لليشوف الصهيوني، والوحيدة التي كانت تخضع لسلطة اللجنة القومية. (بدر، حمدان، تاريخ منظمة الهاغاناة، ص 32 ).

3Lucas ،Noah:The Modern History Of Israel ،p.168.

4 زئيف جابوتنسكي: ولد في روسيا عام 1880م، أديب وصحفي ومؤسس الصهيونية التصحيحية ورئيسها، وعمل على تشكيل كتائب عبرية، وتوفي عام 1940. (تلمي،أفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات ، ص187؛

: Making of modern Zionism ، P.159). Shlomo ، Avineri ،

5 بنحاس روتبنرغ: ولد في رومانيا عام 1879م، مؤسس شركة الكهرباء في فلسطين، شارك في تنظيم جيش (الدفاع) عن النفس في القدس، ارتقي قي الحركة الصهيونية مواقع كثيرة، وأصبح بعد ثورة البراق عام 1929م، رئيس المجلس القومي، توفي عام 1942م، في القدس. (تدهار، دافيد، موسوعة اليشوف وبناته(بالعبرية)، ج 5، ص 327 ).

6 موشيه شميلنكي: ولد في كييف-أوكرانيا عام 1874م، هاجر إلي فلسطين عام 1891م، واستقر في مستوطنة رحوبوت، نشر العديد من المقالات الأدبية والنقدية في عدد من الصحف العبرية في فلسطين، توفي عام 1953م. (منصور، جوني، المؤسسة العسكرية في إسرائيل، ص 78 ).

7 بدر حمدان: منظمة الهاغاناة، ص 34-33 ؛ أفيغور، شاؤول: مع جيل الهاغاناة (بالعبرية)، ص146-147؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص 38 .

8 إلياهو غولومب: أحد مؤسسي الهاغاناة، ولد في بولندا عام 1893م، ووصل إلى يافا عام 1909م، درس في كلية هرتسيليا، عمل في الزراعة والحراسة، وانضم لمنظمة هاشومير، وفي عام 1921م،استدعي لتنظيم الدفاع عن يافا، توفي عام 1945م.(تلمي، أفرايم، معجم المصطلحات، ص 94-93 ؛

Eliyahu Golomb: www.US-Israel.org).

9 دوف هوز: ولد في مدنية وارسو عام 1894م، هاجر إلى فلسطين عام 1906م، وأنضم للجيش التركي في الحرب العالمية الأولي (1914-1918م)، وعُين في نقابة العمال العامة (الهستدروت)، قتل في حادث سير مع زوجته وابنته عام 1940م. (عيلام، يغال: ألف يهودي في العصر الحديث، ص 167-168).

10 بن يهودا، شوحط: النضال من أجل الأمن والاستقلال(بالعبرية)، ص52؛ صالح، محسن: القوات العسكرية والشرطة، ص241-242.

11Sickrm ، Martin: Pangs of The Messiah ،p19.

12 الخالدي، وليد: بناء الدولة اليهودية، ص74؛ مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص 18؛

Lucus ، Noah: The Modem History of Israel ،p.169.

13 ليف – عامي، شلومو: في الصراع والتمرد (بالعبرية)، ص 16.

14 صدر تصريح بلفور عن وزير خارجية بريطانيا أرثر جميس بلفور في 2تشرين ثانٍ(نوفمبر)عام1917م، وسمى باسمه، حيث وعد فيه الصهاينة بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.

(Friedman ، Isaiah: Balfour Declaration ،Encyclopedia Judaica ، vol. 3 ، p85-89.)

15 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص41؛ بدر، حمدان: تاريخ منظمة الهاغاناة، ص35.

16 عبد الظاهر، محمود: الصهيونية وسياسة العنف، ص 142؛ طربين، أحمد: فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، ص1005.

17 بن يهودا، شوحط: النضال من أجل الأمن (بالعبرية)، ص53-55.

18 ليف – عامي، شلومو: في الصراع والتمرد (بالعبرية)، ص16؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص43.

19 عميكام، بتسلال، وآخرون: الإنعاش في ظل البريطانيين (بالعبرية)، ج5، ص49؛ مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين،ص121؛

Kedour ،Elie ، & Haim ،Sylvia-G: Zionism & Arabim in Palestine & Israel ،p.2.

20 تل عدس: تقع جنوبي إكسال في مرج بن عامر، وكانت من قري المرج التي باعها آل سرسق المسيحيون اللبنانيون لليهود في شباط (فبراير)عام 1909م. (عراف، شكري: المواقع الجغرافية في فلسطين، ص423).

21 أحدوت هفوداه:حزب صهيوني ، تبني مفهوم الاشتراكية الإنتاجية (العملية)، أسس في بتاح تكفا عام 1919م، وانضم للاتحاد العالمي لعمال صهيون ، وأصبح عضواً في الهستدروت الصهيونية، وفي عام 1923م، انضم للحزب العمالي الدولي الثاني ،ثم توحد مع حركة العامل الشاب “هابوعيل هاتسعير”، وأنشأ حزب ماباي عام1930 م، وكانت الفكرة الأساسية في برنامج الحزب توحيد العمال لبلورة مصيرهم المشترك.( تلمي، أفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية ،ص18-19؛ أبو حلبية ، حسن: تاريخ الأحزاب العمالية الصهيونية،ص88؛

Ahdut Ha Avodah ، www.US-Israel.org).

22 بن يهودا، شوحط: النضال من أجل الأمن والاستقلال(بالعبرية)، ص58؛ محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات المسلحة، ص26.

23 كِنيرت: مستوطنة صهيونية، تقع في الغور الفلسطيني إلى جنوب بحيرة الحولة، على انخفاض 212م عن سطح البحر. (عراف، شكري: المواقع الجغرافية في فلسطين، ص117-118).

24 هربرت صموئيل (1870-1963): يهودي صهيوني بريطاني ،تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وانضم إلى الحزب الليبرالي، وتدرج في الوظائف إلى أن أصبح وزيراً في الحكومة البريطانية، تبنى الفكرة الصهيونية عام 1914م ،عندما رأى أنها تخدم المصالح  البريطانية في المنطقة العربية، فقد عُين أول مندوب سامٍ في فلسطين عام 1920، وقد ساعد في النشاط الاستيطاني الصهيوني على مستويات عديدة، من بينها: الاعتراف بالمؤسسات السياسية الصهيونية في فلسطين، والاعتراف باللغة العبرية كإحدى اللغات المحلية في فلسطين، وقد زاد عدد المستوطنات الصهيونية في عهده من 44 إلى 100 مستوطنة.(

Herbert Louis Samuel; www.us -israel.org.

25 بدر، حمدان: تاريخ منظمة الهاغاناة، ص36.

26 ليف – عامي، شلومو: بالنضال والتمرد (بالعبرية)، ص20.

27 الهنيدي، سحر: التأسيس البريطاني للوطن القومي، ص 163 .

28 خلة، كامل: فلسطين والانتداب البريطاني، ص 257 ؛ مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين، ص130.

29 عميكام، بتسلال، وآخرون: الإنعاش في ظل البريطانيين(بالعبرية)ج5، ص .51

30 ناؤور، مردخاي، وجلعادي، دان : أرض إسرائيل في القرن العشرين (بالعبرية ( ، ص 257 ؛ مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين، ص 131.

31 بن يهودا،شوحط: النضال من أجل الأمن (بالعبرية)،ص59.

32 بدر، حمدان: منظمة الهاغاناة،ص 39.

33 الهندي، سحر: التأسيس البريطاني للوطن القومي، ص176؛

Lucus ، Noah: The Modem History of Israel ،p.170.

34 الهندي، سحر: التأسيس البريطاني للوطن القومي، ص177

35 وزارة الدفاع: الشرطي العبري(بالعبرية)، ص96؛ مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص123؛ مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص20.

36 محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات الصهيونية، ص29؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص141؛ مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص20.

37 طربين، أحمد: فلسطين في عهد الانتداب، ص1005؛ وزارة الدفاع: الشرطي العبري(بالعبرية)، ص60.

38 تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)،82؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص 64.

39 محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات المسلحة، ص27؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص64؛ منصور، جوني: المؤسسة العسكرية، ص37.

40 يرى الباحث أن مصطلح الشعب مغلوط؛ لأن الصهاينة الذين تم جلبهم من بقاعٍ مختلفة من العالم ليسوا شعباً، وإنما تجمعاً صهيونياً على أرض فلسطين.

41 تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)، ص82-83؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص64-65.

42Pail ،Meir:From Hashomer To The Israel ،www.us-israel.org.

43 بن يهودا، شوحط:النضال من أجل الأمن والاستقلال(بالعبرية)،ص58؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة ،ص66.

44 الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، ص 202 ؛ صالح، محسن: القوات العسكرية والشرطة، ص 286 .

45 مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين، ص138؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة الصهيونية، ص 92 ؛ الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، ص 203 .

46 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص115.

47 صالح، محسن: القوات العسكرية والشرطة، ص399.

48 وزارة الدفاع: الشرطي العبري(بالعبرية)، ص96.

49 مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص125؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص114.

50 إبراهام تهومي: ولد في مدنية أوديسا في روسيا عام 1903م، وفد إلى فلسطين سراً عام 1923م، وعمل في تعبيد الطرق، وأصبح نائباً لقائد فرع الهاغاناة في القدس عام 1925م، ثم قائداً للفرع نفسه 1925م، انشق عن منظمته عام 1931م، ثم عاد إليها عام 1937م، توفي عام 1990. (قادة )بالعبرية)، www.etzel.org ؛أبو جلهوم، سامي: الحركة الصهيونية التصحيحية، ص80).

51 ناؤور، مردخاي، وجلعادي ، دان: أرض إسرائيل في القرن العشرين (بالعبرية)،ص62؛

Sicker ، Martin: Pangs of The Messiah ،p.108.

52 مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص125؛ منصور، جوني: المؤسسة العسكرية، ص32؛

Sicker ، Martin: Pangs of The Messiah ،p108-109.

53 ميلشت:صهيوني بريطاني، كان رئيس منظمة همكابي الرياضية العالمية.(جريس،صبري: تاريخ الصهيونية،ج2،ص310).

54 محارب، عبد الحفيظ:العلاقات بين التنظيمات الصهيونية، ص39؛ جريس،صبري: تاريخ الصهيونية،ج2، ص310؛ مهاني ،علي: العلاقات الصهيونية البريطانية،ص126.

55 حاييم أرلوزوروف: سياسي صهيوني، ولد في أوكرانيا عام1899م، وتلقى تعليمه في ألمانيا، وفد على فلسطين عام 1924م،عُين في عام 1931م،رئيساً للدائرة السياسية بالوكالة اليهودية ، وقتل في عام 1933م.( عيلام،يغال: ألف يهودي في التاريخ الحديث ،ص62-63).

56 محارب، عبد الحفيظ: الهاغاناة إتسل ليحي، ص40.

57 فرحان السعدي: ولد في قرية المزار من أعمال قضاء محافظة جنين شمال فلسطين في منتصف القرن التاسع عشر، وتلقى علومه في كتّاب القرية ومدرسة جنين الابتدائية، إلا أنه كان مولعاً في شبابه بتلقي الدروس الدينية في المساجد، والاجتماع مع العلماء ورجال الدين، فأضفت عليه نشأته الدينية والعلمية مهابة واحتراماً في بيئته، ولما احتل الإنجليز فلسطين كان يعرف بين الناس بالشيخ فرحان ،وكان الساعد الأيمن للشيخ القسام في ثورته ثم واصل جهاده حتى ألقى القبض عليه ونفذ فيه البريطانيون حكم الإعدام وهو صائم رغم بلوغه الثمانين من عمره ، وذلك في عام 1937م.( الكيالي،عبد الوهاب ، وآخرون: موسوعة السياسة،ج4،ص234).

58 مؤسسة الدراسات الفلسطينية: فلسطين تاريخها وقضيتها، ص68.

59 مؤسسة الدراسات الفلسطينية: فلسطين تاريخها وقضيتها، ص68.

60 سياسة ضبط النفس(الهغلغاة): كانت تستند على الاكتفاء بالدفاع عن النفس، والامتناع عن القيام بردود فعل هجومية ضد العرب، والانتقام، والبعد عن قتل العرب الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالهجمات دون تمييز، وسعت الهاغاناة من خلال تلك السياسة إلى تقليص جبهة العداء العربي قدر المستطاع، والعمل على التواصل مع العرب في المجالات الحيوية. (السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص175).

61 مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص144؛ محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات الصهيونية، ص44؛ تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)، ص80.

62 محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات الصهيونية، ص44؛ مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص144.

63 أرون، الحنان: أحداث 1936-1939م؛ عبر سياسة واستيطانية (بالعبرية)، ص53.

64 عميكام، بتسلال، وآخرون: أزدهار وأحداث دامية (بالعبرية)، ج6، ص96-97.

65 الصهيونية العالمية: أسسها ثيودر هرتزل عام 1897م، وتعد تجسيداً للحركة الصهيونية العالمية، ولها فروع في معظم دول العالم، ويدعمها اليهود في كل العالم. (شريف، حسين: المفهوم السياسي لليهود عبر التاريخ، ج1، ص328).

66 بدر،حمدان: منظمة الهاغاناة،ص63.

67 محارب، عبد الحفيظ: العلاقات بين التنظيمات الصهيونية، ص45-46؛ عميكام، بتسلال، وآخرون: أزدهار وأحداث دامية (بالعبرية)، ج6، ص96؛ للمزيد أنظر: السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص256.

68 شاؤول أفيغور: ولد في لاتفيا 1898م، هاجر لفلسطين عام 1912م، كان ناشطاً في شئون العمل والاستيطان والأمن، من أوائل المستوطنين في مجموعة طبريا، عُين ممثلاً لأحدوت هاعبوداه في اللجنة القطرية للمنظمة الهاغاناة، أصبح مديراً للمخابرات وأعمال التجسس في العشرينات، في عام 1939م، قاد الموساد، توفي عام 1978م. (مهاني، علي: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص95).

69   لفن، أسا: هشاي؛ مخابرات الهاغاناة، ص38-39.

70 سيتم دراستها تفصيلاً في هذا الفصل إن شاء الله.

71   بدر ، حمدان: مخابرات منظمة الهاغاناة، ص65.

72 بدر، حمدان: مخابرات الهاغاناة، ص65.

73 تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)، ص86.

74 عميكام، بتسلال، وآخرون: أزدهار وأحداث دامية(بالعبرية)، ج 6 ، ص 106 .

75 إسحاق سادية: ولد في بولندا عام 1890، وخدم في الجيش الروسي أثناء الحرب العالمية الأولي، ونال وسام تقدير، وهاجر إلى فلسطين عام 1920م، ومن أبرز مؤسسي كتيبة العمل، توفي عام 1952. (تلمي، أفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص434).

76 شرائيل، باروخ، وآخرون: موسوعة كارتا (بالعبرية)، ص1119؛ بن يهودا، شوحط: النضال من أجل الأمن (بالعبرية)، ص97؛

Lucus ، Noah: The modern history of Israel ، P. 181.

77 أوردو ينغيت: ولد لأسرة اسكتلندية عام 1903م، عاش في الهند ، واهتم بدراسة الكتاب المقدس ، وانهي دراسته في الأكاديمية العسكرية في ويلز عام 1923م، عُين برتبة ملازم ثانٍ في المدفعية، خدم في الجيش بالسودان ، كان مسؤولاً عن الحراسة على حدود مع الحبشة، تعلم اللغة العربية ، نقل إلى فلسطين للعمل مع المخابرات أثناء الثورة الفلسطينية ، وأسس وحدات الليل الخاصة عام 1938م، ثم طُرد من فلسطين ،ومنُع من العودة إليها ، قتل في بورما عام 1944م.( تلمي ،أفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية ،ص172؛ شرائيل ،باروخ ،وآخرون: موسوعة كارتا (بالعبرية)،ص517؛

Lucus ، Noah: The modern history of Israel ، P. 180).

78 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص194؛ جريس، صبري: تاريخ الصهيوينة، ج2، ص371-372؛ للمزيد أنظر: السنوار ، زكريا: أوردو وينغيت، ودوره في تطوير القدرات العسكرية الصهيونية،287.

79 الكتاب الأبيض: أصدرت الحكومة البريطانية في 17أيار(مايو)عام 1939م، الكتاب الأبيض الذي أعلنت فيه بريطانيا سياستها في محاور ثلاثة ، الأول : الحكم الذاتي ، حيث أن هدف الحكومة البريطانية أن تقدم خلال 10 سنوات دولة فلسطينية مستقلة ، والثاني: الهجرة ، تكون خلال 5 سنوات التالية للكتاب ، بمقدار ما يزيد عدد الصهاينة في فلسطين ، ما يقرب من ثلث مجموع سكان فلسطين، وإدخال 75ألف مهاجر صهيوني خلال الخمس سنوات التالية، والثالث: الأراضي: حيث أنه لا يوجد بعض المناطق أي مجال لانتقال الأراضي من الصهاينة إلى العرب ، في حين لا بد من وضع قيود على انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود في بعض المناطق الأخرى ، ورفض العرب واليهود ذلك الكتاب، وأعلنت بريطانيا تمسكها به ؛ولكن الحرب العالمية الثانية جعلته حبراً على الورق.(الكيالي، عبد الوهاب وآخرون: موسوعة السياسة ،ج5،ص45؛ المؤسسة الدراسات  الفلسطينية ، فلسطين تاريخها قضيتها،ص80-81).

80 منصور، جوني: المؤسسة العسكرية، ص 36.

81Amos ، Perlmuter: Military and Politics in Israel fance cass and comp ، P. 33.

82Sicker ، Martin: The pangs of the messiah ، the troubled birth of the Jewish state ، P. 151.

83 مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص78

84 مائير، جولدا: حياتي، ص 131 ؛ رفيف، موشيه: إسرائيل في الخمسين(بالعبرية)، ص20.

85 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص229.

86Lucus ، Noah: The modern History of Israel ، P. 199

87 مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص81 ;

Yigal ، Allon: Shield of Davied ، Weiden field and Nicolson ، P. 109.

88 مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص176؛

The Palmach ، www.us-israel.org.

89Michael ، Cohen: Palestine retreat ، P. 123.

90Kirk ، G.: Middle East in the war ، P. 331.

91 للمزيد، انظر: مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص91-98؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص235-243.

92 اختصار لاسم أرغون تسفائي ليئومي؛ أي المنظمة العسكرية القومية، ستتم دراستها لاحقاً.

The Irgun Zevai Lomy ، www.us-israel.org).

93 مقدداي، إسلام: العلاقات الصهيونية البريطانية، ص193-198.

94 ليحي: منظمة صهيونية سرية في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني، شكلها أبراهام شتيرن عام 1940 م، والمعروف بلقب ) يائير ( ، ستتم دراستها لاحقاً. (تلمي، أفرايم ومناحيم: معجم المصطلحات الصهيونية، ص 245 ).

95   السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص326.

96 منصور، جوني: المؤسسة العسكرية، ص 36.

97 يوسف هيخت: ولد في روسيا، وهاجر لفلسطين عام 1914م، وعمل في الزراعة ثم تطوع في الكتيبة العبرية، شارك في سرقة السلاح من مخازن الجيش البريطاني، في نهاية الحرب العالمية الأولي، وأحداث عام 1929. (إلياهو، بن حور: الخروج من السياج(بالعبرية)، ص 46).

98 ناؤور، مردخاي، جلعادي، دان: أرض إسرائيل في القرن العشرين (بالعبرية)، ص258؛ إلياهو، بن حور: الخروج من السياج(بالعبرية)، ص 46.

99 عميكام، بتسلال، وآخرون: أزدهار وأحداث دامية(بالعبرية)، ج 5، ص 51؛ ناؤور، مردخاي، جلعادي، دان: أرض إسرائيل في القرن العشرين (بالعبرية)، ص258.

100   إلياهو بن حور: ولد في روسيا عام 1879م، تجند كضابط في الجيش البريطاني عام 1914م، ترأس المتطوعين للفيلق العبري، ألف كتاب الخروج من السياج بالعبرية. (israel.org – www.us    Eliyahu; ).

101 إلياهو، بن حور: الخروج من السياج(بالعبرية)، ص40-41.

102 جريس ، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص309.

103 سويد، ياسين: الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ص486؛ دينور بن تسيون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج1، ص515-516.

104 تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)، ص93.

105 السنوار،زكريا: منظمة الهاغاناة، ص129.

106 جبّاتا: تقع غربي مدينة الناصرة على نحو 150م تقريباً عن سطح البحر،وأطلق عليها الصهاينة حانينا.( عراف ، شكري: المواقع الجغرافية في فلسطين ،ص424).

107 طيرات تسفي: مستوطنة صهيونية تقع على القرية الفلسطينية فاغور قرب خربة الحميدية، وكانت مسؤولة عن خط المياه من برك سليمان إلى الحرم القدسي. ( عراف ، شكري: المواقع الجغرافية في فلسطين ،ص481).

108 جريس، صبري: تاريخ الصهيونية، ج2، ص374؛ دينور بن تسيون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج2، ص1029.

109Sachar ، Howard: Aliyah The Peoples of Israel ،p.255.

110 تلمي، أفرايم، معجم المصطلحات، ص89؛ شرائيل، باروخ، وآخرون: موسوعة كارتا (بالعبرية)، ص297.

111 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص200؛ تلمي، أفرايم: مَنْ وما؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)، ص203.

112 تلمي،أفرايم: مَنْ وما ؛ في الدفاع والصراع (بالعبرية)،ص137.

113 كتسبورغ، نتنال، وآخرون: أرض الاستيعاب الموحدة 1939-1947 (بالعبرية)، ج7، ص50؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص259.

114 دينور بن تسيون، وآخرون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية) ، ج1،ص227-228.

115 غيلبر ، يوآف: لماذا فككوا البالماخ(بالعبرية)،ص28.

116 موشية سنيه: ولد في بولندا عام 1909م، تعلم الطب في جامعة وارسو، عُين سكرتيراً الهستدروت في بولندا في الفترة ما بين 1935-1939، وعضواً في إدارة الوكالة اليهودية عام 1945م، في عام 1946م، استقال من منظمة الهاغاناة، توفي عام 1973م. (عيلام، يغال: ألف يهودي في التاريخ الحديث، ص373).

117 زيئف شيفر: ولد في رومانيا عام 1906م، وفد إلى فلسطين عام 1925م، كان من مؤسسي كيبوتس شفاييم الواقع شمال تل أبيب، توفي عام 1984في مدنية القدس. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات، ص285).

118 يسرائيل غاليلي: ولد في أوكرانيا عام 1910م، ومن زعماء حركة العمال الصهيونية، وفد إلى فلسطين عام 1914م، مع والديه، ومن مؤسسي حزب مباي، انضم للهستدروت عام 1941م، وفي عام 1947م، عُين رئيساً للجناح الإقليمي للهاغاناة (عيلام ، يغال: ألف يهودي في التاريخ الحديث،ص139).

119Cohen ، Avner: Israel &The Bomb ،p.435.

120 دينور بن تسيون، وآخرون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج2، ص1251؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص361.

121 دينور بن تسيون، وآخرون: تاريخ الهاغاناة (بالعبرية)، ج2، ص1251-1253.

122 سويد ، ياسين: الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ص489؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص364.

123 حمدان، بدر: المخابرات الإسرائيلية، ص64.

124 يوسي، ملمن، دان،رفيف:جواسيس ليسوا حكاماً(بالعبرية) ،ص22

125 يوسي، ملمن، دان، رفيف: جواسيس ليسوا حكاماً(بالعبرية)، ص22؛ موشيه هار، دافيد: تطور منظمات الدفاع السرية(بالعبرية)، ص46.

126 موشيه هار، دافيد: تطور منظمات الدفاع السرية(بالعبرية)، ص46.

127 موشيه شاريت: ولد في أكروانيا عام1894م، استقرت عائلته بالقرب من قرية عربية من السامرة، حيث تعرف على طبيعة الحياة العربية و أطباع العرب، في عام 1908م، انتقلت عائلته إلى يافا، ذهب لإكمال دراسته في الآستانة، وفي عام 1931م، استدعي لترؤس الجناح السياسي في الوكالة اليهودية ، قاد المفاوضات مع السلطات البريطانية أثناء أحداث 1936-1939م،ودعا لحماية المستوطنات الصهيونية، خلال الحرب العالمية الثانية دعا للتطوع في الجيش البريطاني.( عيلام،يغال: ألف يهودي في التاريخ الحديث ، ص501؛

Moshe Sharett ، www.us-israel.org.).

128   السنوار ، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص115.

129   لفن، أسا: هشاي؛ مخابرات الهاغاناة، ص24.

130 رؤوفين شيلواح: بدء العمل في شبكة المخابرات التابعة لسلاح الجو الملكي “البريطاني”، كسكرتير لرئيس الاستخبارات في سلاح الجو، وتواصل مع مجلة” فلسطين “بوسط” حتى يصبح مراسلاً لها في بغداد، في سلاح الجو البريطاني كان مبعوثاً لدوف هوز قائد الهاغاناة في تلك الفترة 1932-1934م، ونقل له معلومات مهمة في مجال الأمن، لعب رؤوفين شيلواح دورا هاما في تأسيس وبلورة أجهزة المخابرات الإسرائيلية وقد رأس جهاز الموساد بعيد إقامة “إسرائيل”.( آشر، حاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)،ص41-42).

131   آشر، حاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص42.

132 إلياهو إيلات: ولد في روسيا، وفد إلى فلسطين عام 1924م، اهتم بالدراسات الإسلامية، وأقام علاقات مع زعماء ومثقفين عرب. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات، ص80)

133 أهارون حاييم كوهين: ولد في ألمانيا عام 1911م، وفد إلى فلسطين عام 1930م، درس الحقوق في ألمانيا. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات، ص365).

134 أفرايم ديكل: ولد في روسيا عام 1903م، كان منتسب إلى جمعية أحباء صهيون، قدم إلى فلسطين في عام 1931ام، وبدأ العمل في ميناء حيفا عتالاً، وانضم للمنظمة الهاغاناة، وكان المسئول عن أمن الهاغاناة(هشاي) في تل أبيب والمنطقة الجنوبية، وشارك في جمع المعلومات ضد العرب. (أفرايم، ديكل: موسوعة اليىشوف وبناته، إلياهو كروز (بالعبريـــة)،ج5،ص2241www .tidhar.tourolib.org). ).

135 آبا حوشي: ولد في أوكرانيا عام 1898م، وفد إلى فلسطين عام 1920م، كان من مؤسسي كيبوتس بيت الفا في الهستدروت، وفي عام 1926م، انتقل للعمل السياسي، توفي عام 1969م. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات، ص219).

136 حاييم شترومان: ولد في أوكرانيا عام 1891م، وفد على فلسطين عام 1906م، وتعلم في المدرسة الثانوية الداخلية في حيفا، انتقل للعمل في مستوطنة سجرة مع وافدي الهجرة الثانية، وانضم إلى منظمة الحارس، وعمل في عدة مستوطنات، وبعد الحرب العالمية الاولى أسس كتيبة العمل (جدود هاعفودا) على اسم يوسف ترومبلدور في طبريا عام 1920م (تدهار، دافيد: موسوعة اليشوف وبناته، حاييم شترومان (بالعبرية)، ج 8 ، ص 3067 ، (www.tidhar.tourolib.org ).

137 إلياهو، بن حور: الخروج من السياج(بالعبرية)، ص67.

138 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص22-23.

139 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص23-25.

140 يوسي، ملمن، دان، رفيف: جواسيس ليسوا حكاماً(بالعبرية)، ص22-23؛ موشيه هار، دافيد: تطور منظمات الدفاع السرية(بالعبرية)، ص46.

141 انظر الملحق رقم (3).

142 سالم، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص15.

143 انظر الملحق رقم (4).

144 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص25.

145 بدر، حمدان: مخابرات الهاغاناة، ص66؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة،ص292.

146 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص68؛ آشر، حاجي: مؤسسة رجل واحد(بالعبرية)، ص75؛ بدر، حمدان: مخابرات الهاغاناة، ص66.

147 عيزرا دانين: صهيوني، عمل في مجال المخابرات في بداية عام 1936م، وكان ينشط في القرى العربية، ويقيم معهم علاقات مباشرة ووطيدة، ويخرج للتحري عن المعلومات بنفسه ليتأكد من صحتها. (لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص39).

148 عمار، نزار: الاستخبارات الإسرائيلية، ص9؛ الأيوبي، الهيثم، وآخرون: الموسوعة العسكرية، ج1، ص65.

149 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص70؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص292.

150 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص77-87.

151 يسرائيل عامير: ولد في بولندا عام 1903م، هاجر لفلسطين عام 1923م، وانضم للهاغاناة، وفي عام 1937م، عُين مديراً لصناعة العسكرية(تعس)، ومديراً لخدمة المعلومات في الهاغاناة هشاي عام 1942م، في عام 1947-1948م، كان قائداً لمدنية القدس ، وبعد حرب عام 1948م،عُين قائداً لسلاح الجو،ثم رئيساً لقسم الأيدي العاملة حتى عام 1968م….( السنوار ،زكريا: منظمة الهاغاناة،ص211).

152 بدر، حمدان: مخابرات الهاغاناة، ص66؛ السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص295.

153 لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص80-81.

154 أيسر هرئيل: ولد في بيلاروس، ووقع في اسر الصهيونية، وأنظم إلى هاشومير(الحارس)، في عام1920م، حصل إذن من الحكومة الانتدابية بالهجرة إلى فلسطين، وانضم إلى كيبوتس في هرتسليا، بعد إندلاع الحرب العالمية الثانية انضم لمنظمة الهاغاناة، ثم خدم بعد ذلك في مجال الاستخبارات. (عيلام، يغال: ألف يهودي في التاريخ الحديث، ص186). لفن، أسا: مخابرات الهاغاناة، ص28.

155 أيسر بئيرى: ولد في بولندا عام 1901م، وفد إلى فلسطين، وانضم إلى كتيبة العمل، واستقر في مستوطنة كفر جلعادي، وعُين قائداً لهاغاناة في المستوطنة، وتولي مناصب عديدة في الهاغاناة، ومنها: قائداً للاستخبارات العسكرية تولها في عام 1948م، تورط في عمليات استخبارية وتصفيات أخرى، حكم عليه بالإعدام، إلا أن تاريخه في مجال الاستخبارات غفر له. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات، ص85). سالم، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص22.

156 للمزيد، انظر: كتسبورغ، نتنال، وآخرون: أرض الاستيعاب الموحدة، (بالعبرية)، ج7، ص56-65.

157 بدر، حمدان: منظمة الهاغاناة، ص194.

158 السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص227.

159 المسيري، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص144.

160 كتسبورغ، نتنال، وآخرون: أرض الاستيعاب الموحدة، (بالعبرية)، ج7، ص63.

161 بدر، حمدان: مخابرات الهاغاناة، ص76؛ درور، تسفيكا: مستعربين البالماخ (بالعبرية)، ص75؛ لفن، أسا: هشاي؛ مخابرات الهاغاناة، ص125.

162 المسيري ، عبد الوهاب: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص144.

163   مركوفسكي، يعكوف: الوحدات البرية الخاصة للبالماخ (بالعبرية)، ص41.

164   درور، تسفيكا: مستعربين البالماخ (بالعبرية)، ص72-73.

165    . ) www.hagana.co.il موقع الهاغاناة – البالماخ) (بالعبرية).

166 الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close