fbpx
تقديرات

الحراك الثوري بعد نحو عام ونصف على فض رابعة

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مثّل يوم 14 أغسطس 2014 بداية مرحلة جديدة في نمط المواجهة بين رافضي الانقلاب والدولة. فأُعلن عن تكوين مجموعات شبابية جديدة تروج لاستهداف منشآت الدولة ورجال الشرطة. وتبنى بعضها بالفعل بعض العمليات النوعية التي واكبت ذكرى مذبحة رابعة.

وهي رسالة واضحة أن مجرد الاستمرار في التظاهر، وتلقي الضربات الأمنية قتلا واعتقالا …الخ، لم يعد خيارا مفضلا لدى قطاع من الشباب المنخرطين في الحراك الثوري منذ أكثر من عام. وتبدو بوادر الملل طاغية على رؤية قواعد التحالف والمجموعات الشبابية غير المؤطرة، (بعضها له ميول سلفية جهادية)، وجميعها يلح على اتخاذ خطوات أكثر جذرية، وتبني رؤى خارج الصندوق تكسر رتابة المشهد الراهن.

أولاً: استمرار التظاهر وملامح التصعيد

بصورة عامة لم تتوقف المظاهرات في أغلب أنحاء الجمهورية طوال تلك الفترة. وعلى الرغم من صعود منحنى التظاهر في بعض الفترات من حيث التنوع والعدد، وهبوطه في فترات أخرى، إلا أنه ظل الفعل الوحيد الذي يتمتع باستمرارية طوال عام كامل عقب فض الاعتصام رغم كلفته العالية في بعض الفترات. وبحسب الشهادات الميدانية فإن معدل المشاركة يكاد يكون ثابتا منذ فبراير الماضي، مع ملاحظة أن الإخوان وإن كانوا يمثلون عصب الحراك وقلبه الصلب إلا أنهم لا يمثلون أغلبية المتظاهرين.

مع طول الفترة، طوّر المتظاهرون تكتيكات التظاهر، تجنبا لمواجهات مباشرة مع آلة القتل الأمنية. فتجنبوا الميادين الكبيرة، والشوارع الرئيسية. كما توسعوا أكثر في تنظيم فعاليات شبابية سريعة، لها قدرة على التجمع والمناورة مع قوات الداخلية. وهو ما حقق قدرا مهما من البقاء في الشارع وإرهاق أجهزة الأمن.

في الجامعات، مثلت المظاهرات الطلابية ذروة الحراك الثوري خلال العام الماضي. فمن ناحية تميزت بقدر من التنوع تجاوزت فيه – بنسبة ما – استقطاب الشارع. ومن ناحية ثانية اتسمت بقدر كبير من التحدي والمواجهة. وهو ما قوبل بتعامل أمني عنيف. شمل اجراءات إدارية بفصل عشرات الطلاب، بالإضافة إلى الاعتقالات ومحاكمة عشرات الطلاب وحبسهم مدد طويلة.

لكن بداية العام الدراسي الجديد بعد أكثر من عام على فض رابعة حملت دلالات واضحة أن جذوة المناخ الثوري بين الطلاب لم تهدأ. شملت المظاهرات الجامعات الرئيسية، وكان من اللافت، بالإضافة إلى جامعات القاهرة والأزهر، أداء جامعات مثل جامعة المنصورة التي عانت ظروفا أمنية عصيبة ومازال أغلب قياداتها الطلابية قيد الاعتقال أو مطاردين، لكنها شهدت زخما لافتا ومفاجئا. أضف إلى ذلك بقاء الجامعات والمعاهد الخاصة على خريطة الاحتجاجات الطلابية.

يمثل كل ذلك رأس مال قوي لمجمل الحراك، شريطة ألا يتم استنزافه في مظاهرات متتالية وفقط، أو أن يغلب عليه الخطاب السياسي مقابل خطاب الحركة الطلابية الذي يمكنه استقطاب شرائح طلابية أوسع غير مسيسة (رفض الهيمنة الأمنية على الجامعات، حقوق الطلاب، اللائحة الطلابية …الخ).

ثانياً: مؤشرات التصعيد:

بالتوازي مع حركة التظاهرات المستمرة، منذ يناير 2014 وثمة اتجاه لممارسة بعض درجات العنف. لم يكن من المتوقع أن يتقبل الشباب أنباء التعذيب والاغتصاب (لشباب وفتيات)، فضلا عن استمرار عمليات القتل المباشرة وإن اختلفت حدتها من وقت لآخر، ثم يستمر بخيار التظاهر السلمي دون محاولة الدفاع عن النفس أو الانتقام.

تطور الخطاب من “سلميتنا أقوى من الرصاص” .. إلى “ما دون الرصاص فهو سلمية” .. إلى “ما دون القتل هو سلمية” .. إلى الحلقة التالية المنطقية: “الدفاع عن النفس”، و“النفس بالنفس”، و“من قتل يُقتل”. ربما لم يكن هذا خطابا رسميا مباشرا، لكنه كان خطاب الواقع الذي طوره الشباب المحتجون ميدانيا، أو روجوا له عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وبصورة عامة تميزت الأشهر التي تلت فض الاعتصام بأعمال يغلب عليها الطابع الانتقامي استهدفت في مجملها بلطجية تورطوا في قتل المتظاهرين، وواجهته الشرطة باعتقالات واتهامات بتكوين خلايا مسلحة، كما حدث في مدينة المنصورة ومدينة نصر وغيرها.

مع اقتراب ذكرى فض رابعة، تصاعدت عمليات حرق واستهداف محولات الكهرباء أو أعمدة شبكات المحمول، وبلغت ذروتها يوم 14 أغسطس 2014 باستهداف منشآت حكومية صغيرة (مباني أحياء بالقاهرة)، وحرق أتوبيسات نقل عام وعربات قطار في الصعيد، وقطع طرق رئيسية في القاهرة والدلتا بعدد قياسي على مدار اليوم. وسُجلت حالتين لاستيلاء متظاهرين على مدرعات جيش، (بني سويف والسويس).

أغلب هذه العمليات تبنتها مجموعتان أعلن عنهما في ذكرى فض رابعة: «حركة المقاومة الشعبية – مصر»، و«مجموعة حلوان». الثانية تمكنت قوات الشرطة من القبض عليها بسبب أخطاء ساذجة. أما الأولى فاختفت تماما!

القيام بعمليات صغيرة من هذا النوع يمثل تهديدا مباشرا للسلطة القائمة ويرهقها إلى صورة بعيدة، ومن الصعب (إذا تم تبنيها على مستوى واسع) أن تتمكن الدولة من اجهاضها نظرا للانتشار الهائل على مستوى الجمهورية لتلك الأهداف واستحالة تأمينها.

غير أن تبعات ذلك شعبيا يستحق الالتفات إليه؛ فتفجير محول كهرباء، أو أحد أعمدة الضغط العالي يترتب عليه فورا انقطاع الكهرباء عن منطقة أو قرية بالكامل (وعلى سبيل المثال: تسبب استهداف محولات كهرباء في المنيا إلى انقطاع الكهرباء عن 22 قرية حسب صحف مصرية). قد تكون هذه المناطق عرضة أصلا لقطع التيار الكهربائي لتخفيف الأحمال، لكن الفارق الآن أن بعض السخط أو كله لن تتحمله الدولة وستلقي تبعاته على الإخوان/التحالف/الإرهابيين ….الخ.

وقد أعلنت مجموعة شبابية جديدة عن استهداف ما وصفته بـ“مصادر تمويل الإرهاب في مصر”، وحددت أول أهدافها بالمصالح الإماراتية باعتبار أن دولة الإمارات هي الداعم الرئيس للانقلاب، ونشرت شريط فيديو لاستهدافها أحد أفرع بنك أبوظبي الوطني بشارع الهرم بإطلاق أعيرة نارية. لكنّ هذه العمليات لم يظهر بعد مدى تأثيرها، كما أنها لم تمثل ظاهرة واسعة بعد.

ثالثاً: تقديرات ونتائج:

1ـ يمكن القول أن الحراك الثوري خلال عام ونصف استطاع الحفاظ على بقاء جذوة الرفض قائمة، واستمر مشهد الطعن في شرعية النظام القائم هو عنوان الوضع في مصر. لكن الحراك لم يتمكن من تعطيل إجراءات وخطط سلطة الانقلاب، وأكمل نظام يوليو 2013 إجراءات فرض الأمر الواقع.

2ـ لا يجب أن يترك أمر تطور الحراك الثوري واتخاذه خطوات جديدة، لتفاعل الأحداث واتجاهات بعض المجموعات الشبابية. فمشكلة الحراك الميداني الراهن أنه يبدو وكأنه يتحرك بلا استراتيجية محددة متفق عليها، وهو ما تلمسه من تكرار سؤال واحد، حتى من المتحمسين المشاركين في التظاهرات منذ عام: ماذا بعد؟ إلى أين نتجه؟ فليس من الممكن أن تمضي بلا استراتيجية سوى انتظار فشل الخصم “ذاتيا”.

3ـ الحراك الراهن في جزء منه يأتي كرد فعل على ممارسات السلطة، وفي جزء آخر يرتكز على مشاعر وعواطف الانتقام والرفض أو حتى الحُلم والأمل. وهي وإن كانت مبررات مفهومة ومعتبرة لكنها ليست بالضرورة كافية لتحقيق نصر أو تطويره بصورة تجعله أكثر قدرة على التأثير، وهو الوضع الناجم عن عدة أسباب:

(أ) لا توجد قيادة واضحة للحراك الثوري العام. صحيح أن التحالف الوطني يمثل مظلة لأغلب الكيانات السياسية الرافضة للانقلاب، قبل انسحاب الوسط والوطن، لكن التحالف نفسه لا يضع نفسه كقيادة للحراك الثوري. المطلوب هو خلق قيادات ميدانية ذات طابع “شعبي” خاصة وأن نسبة معتبرة من المحتجين لا تعنيهم توجهات التحالف أو مواقفه. هنا يبرز تحدي يتمثل في ضمان توحد جبهة الثوار على خيارات محددة، سواء التصعيد أو غيره.

(ب) التقدير الحقيقي والدقيق لمستوى “الحالة الثورية” في اللحظة الراهنة يحتاج مراجعة. بصورة عامة لم تلمس الثورة من وعي المصريين إلا ربما كتلة لا تتجاوز 4 – 5 مليون، هم من شاركوا بالفعل في الثورة، وحملوا همها، ثم لم تجد الثورة دعما مستمرا من قطاعات شعبية واسعة، بل سرعان ما اعتبرت الثورة تهديدا حتى أن مرشح الثورة المضادة الصريح خسر انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل. ودون الخوض في تفاصيل معلومة، يصبح التساؤل عن مدى الايمان الشعبي بالثورة، وبالتالي الاستعداد للتضحية وتحمل تكلفتها، محل سؤال مهم، لأن الحراك الثوري لا يجب أن يكون منفصل عن المزاج الشعبي العام، وإلا ستتم محاصرته شعبيا قبل حتى أن تواجهه الدولة.

(ج) لم يتطور خطاب الحراك الثوري بمستوى تطور الأحداث وتغير الظروف. مازال العنوان الرئيسي هو رفض الانقلاب واستعادة الشرعية. يعكس ذلك مطلبا مبدئيا، لكنه يتجاوز تغير الواقع الداخلي وتغير نظرة الخارج للشأن المصري، ومن ثم يتحول الحراك مع الوقت إلى مثالية لا يمكنها أن تلقى صدى في ظل الحقائق التي تم فرضها بلغة القوة والواقع. لا يتعلق الأمر هنا بتقديم تنازلات، ولكن بطرح خطاب ثوري يتجاوز عقدة “الانقلاب”، وهو خطاب سيحقق كل أهداف كسر الانقلاب عمليا.

4ـ عندما يكون العنوان الرئيس هو “إسقاط الانقلاب، سيعني ذلك بالضرورة لدى الكثيرين أن البديل هو ما قبل الانقلاب، وهو ليس بديلا جاذبا أو مقبولا في ظل اخفاقات التجربة وقدر التشويه غير المسبوق الذي تعرضت له. أما الترويج لمواجهة حكم بوليسي أمني، ومواجهة الفساد والفشل الاقتصادي، والدعوة لبناء نظام حكم جديد يتسم بالعدالة والكفاءة والشراكة …الخ، ربما يكون أكثر منطقية وواقعية.

رابعاً: البدائل والسيناريوهات

البديل الأول: استمرار الاحتجاج السلمي:

قد يفضي تقدير مدى تبلور حالة ثورية حقيقية تتميز بالتنوع والانتشار الأفقي والرأسي في المجتمع، ولا تعتمد فقط على جمهور الجماعة والمتعاطفين معها، قد يفضي ذلك إلى إدراك أننا بحاجة لمزيد من الوقت، ومن ثم يكون من الضروري تكريس جزء معتبر من طاقة الحراك لتوعية الجماهير، وتبني رسائل إعلامية دقيقة ومتدرجة لتحقيق مزيد من الحشد والتعبئة، وهو ما يتطلب تجاوز حالة الفشل الإعلامي التي تمثل نقطة ضعف كبيرة يعاني منها الحراك الثوري.

توطين النفس على أن المواجهة ليست قصيرة، وأن استراتيجية تحقيق مكاسب نوعية صغيرة تتراكم مع الوقت، بالتوازي مع اخفاقات الانقلاب التي تتراكم مع الوقت، ستوصل الحراك في لحظة ما إلى تكوين كتلة حرجة قادرة على الفعل بصورة أكثر حسما وتأثيرا.

خلال أكثر من عام و نصف حافظت حركة التظاهر على معدل شبه يومي على المستوى العام يتم فيه توزيع المجهود على المناطق والمدن الرئيسية، وهو ما حقق استمرارية مهمة خلال عام، غير أن الاستعداد لمواجهة طويلة نسبيا يتطلب التفكير في استراتيجية بديلة تعتمد على حشد الطاقات واستنفارها على هيئة موجات متتالية، يتخللها مساحة زمنية للاتقاط الأنفاس.

البديل الثاني: التصعيد

إن توسيع رقعة المواجهة واتخاذها طابعا أكثر عنفا يتطلب بداية توسيع القاعدة الجماهيرية المشاركة ميدانيا؛ لأن قرار التصعيد يجب أن يكون شعبيا، كما يتطلب بلورة بديل سياسي متماسك وله بنية متنوعة تمثل انعكاس لأطياف المجتمع الرافضة لحكم العسكر.

لكن التصعيد فيما يبدو ليس قرارا يمكن اتخاذه أو تأجيله في ظل قرار مجموعات شبابية بالفعل لكسر رتابة المشهد، والقيام بعمليات نوعية، وهنا قد يكون من المفيد استهداف ضبط هذه العملية وليس الوقوف ضدها، لأن من قرروا ذلك لن توقفهم في الغالب توجيهات، فتكون عملية الضبط هدفها تقليل الآثار الجانبية التي قد تصيب الحراك في مجمله.

وبناء على تقييم المحاولات السابقة، فإن ضبط هذا المسار يتطلب الآتي:

1. أن يظل الخط العام للحراك الثوري سلميا، يوظف أدوات الاحتجاج السلمي (التظاهر-الاعتصام-الاضراب في الجامعات- الامتناع عن دفع فواتير الكهرباء ….الخ).

2. لا يجب استهداف مرافق خدمية تؤثر على حياة المواطن، (الكهرباء مثلا) لأنها تستعدي الغاضبين على الدولة وتوجه غضبهم تجاه الثوار. وفي المقابل توجيه الضربات للبنية الداعمة للانقلاب، سواء مصالح رجال العمال المقربين، أو مرافق الشرطة (السيارات الرسمية مثلا).

3. اتباع آليات لامركزية هي الوسيلة الأكثر نجاعة للتخلص من قبضة الأمن. حيث يتم الإعلان عن تلك الأهداف عبر صفحات وهمية، ويتم توجيه المجموعات التي اتخذت قرار مسبقا إليها بدلا من القيام بعمليات تضر ولا تنفع، مع نشر ثقافة المقاومة المدنية لتجنب الأخطاء الساذجة التي وقعت فيها المجموعات التي تم القبض عليها بسهولة.

4. يؤثر في الدولة تعطيل عمل أجهزتها، أو استنزاف مواردها أكثر من استهداف ضابط شرطة أو أي مسؤول. المقاومة المدنية لا تتطلب بالضرورة التساهل مع مسألة حمل السلاح واستخدامه. التجارب تؤكد أن السلاح لا يجب حمله إلا في حالة واحدة: أن تحمله لتنتصر. أما الاستنزاف والمقاومة المدنية وإرهاق الدولة وإفشال أدائها فلا يتطلب التورط في هذه المخاطرة التي لها تبعات تمس الحراك الثوري كله، فضلا عن أن عملية ضبط أدائها دائما تبوء بالفشل.

خامساً: نماذج و تصورات عملية ومقترحات للنظر:

أولاً: تصور لمليونية لدعم ثورة الطلبة( 2):

لقد نقل تحالف دعم الشرعية المظاهرات الى المدن النائية والقرى والأحياء الضيقة لتجنب بطش الشرطة والبلطجية بعد مذبحتى رابعة والنهضة. وقد نجحت هذه المظاهرات الصغيرة فى المحافظة على المد الثورى، وانهاك الشرطة واستنزاف الانقلاب إقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً وإفشال قانون منع التظاهر وعدم قبول المجتمع الدولى للأمر الواقع أو الانقلاب فى الوقت الذى قللت الخسائر بين الثوار. غير أن المظاهرات فى المناطق النائية لا تلقى بالتغطية الاعلامية الكافية من وسائل الاعلام الداعمة للانقلاب أو حتى المستقلة، ولا تحظى بإهتمام كبير من المجتمع الدولى ومؤسساته، ولا تؤثر كثيراً على مفاصل الاقتصاد المصرى ومراكز صنع القرار المتواجدة فى القاهرة لكونها العاصمة.

كما أن البداية القوية لانتفاضة الجامعات تشير الى مدى التذمر الذى يحمله الشعب تجاه الانقلاب ولاسيما بعد زيادة أسعار الوقود والكهرباء وتقنيين دعم المواد التموينية وزيادة أسعار الأسمدة والأسمنت ومحاربة الباعة الجائلين. ؟؟كما زادت المعارضة بين أساتذة الجامعات بسسب عسكرتها وفرض قانون تنظيم الجامعات. لذلك أقترح تنظيم مليونية يزحف فيها الثوار، ولاسيما الطلبة، من كافة المحافظات الى القاهرة بهدف دعم ثورة الطلبة فى الجامعات.

بعض الاقتراحات للحشد للمليونية:

1. دعوة طلبة كل الجامعات الاقليمية الى السفر للاشتراك فى مليونية فى القاهرة لدعم الحراك الطلابى والمنادة باستقلال الجامعات ورفض عسكرتها والافراج عن المعتقليين وتعويض الضحايا،

2. العمل مع أساتذة الجامعات لحشد الطلبة لهذه المليونية

3. إصدار تعليمات لكل الشعب بالمشاركة بنصف قوتها فى هذه المليونية

4. زيارة أهالى الطلبة المعتقليين والشهداء وحثهم على المشاركة فى المليونية

5. حث طلبة المدن الجامعية فى المناطق النائية على المشاركة فى المليونية لأن أحد أهدافها الضغط على الحكومة لتسريع التسكين فى المدن الجامعية.

6. حث طلبة المدارس الثانوية والاعدادية على المشاركة فى المليونية مع توفير المواصلات والمصروفات اللزمة لغير القادريين

7. حث المطارديين أمنياً على المشاركة فيها مع نصيحتهم باتخاذ الحيطة والحذر مثل تجنب أطراف المسيرات.

8. التنسيق مع الحركات الطلابية ولا سيما طلاب ضد الانقلاب بأن ترسل كل جامعة وفود وأفواج من الثوار الى القاهرة ويكون لكل جامعة ومدرسة أعلامها والبانر الخاص بها وعليه إسمها.

9. تتجمع المليونية فى ساحات حول جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر بالتوازى مع مظاهرات طلابية داخل أسوار الجامعات

10. عمل حملة على القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعى سواء بالجوال أو الحاسوب.

11. دعوة الأساتذة المفصوليين والأساتذة الداعميين للشرعية وكافة أساتذة الجامعات للمشاركة فى المليونية.

12. حث الحركات العمالية والنسائية ومرضى الكبد والعاطليين عن العمل والباعة الجائليين وأهالى سيناء وأهالى الصعيد على المشاركة على أن يرفعوا بانارات تعبر عن كل فئة أو محافظة.

النتائج المتوقعة من هذه المليونية:

1. سوف تكون المليونية دعماً معنوياً كبيراً للطلبة بالتحامها مع الحراك الطلابى وطلبة المدن الجامعية والطلبة المعتقليين و الأساتذة.

2. يتوقع أن تلقى المليونية تغطية اعلامية كبيرة نظراً لوجود وسائل الاعلام العالمية فى القاهرة ووجود دبلوماسيين ومكاتب الشركات والمؤسسات الدولية.

3. يتوقع أن تحظى المليونية بتعاطف دولى كبير لأنها تدافع عن استقلال وحرمة الجامعات.

4. ربما يضطر الانقلابيون الى توقيف حركة القطارات وغلق الشوارع مما يعطى اشارة سالبة للسياح والمستثمريين الأجانب والدول الداعمة للانقلاب والمؤسسات الدولية والحقوقية. غلق الطرق وتوقيف حكة القطار هو أكبر دليل على فشل الانقلاب. فبعض السفارات الأجنبية كانت تغلق أبوابها بسبب غلق الشوارع المؤدية لميدان النهضة عقب الانقلاب.

5. ربما تساهم المليونية فى امتداد ثورة الى الطلبة الى المدارس

6. سوف تساهم المليونية فى إجهاض محاولات محلب شق صفوف الطلبة والتفاوض مع بعضهم.

7. سوف تثبت قدرة التحالف على الحشد وتصدره لقيادة الثورة وتجهض أى محاولات لتكوين كيانات بديلة أو موازية للتحالف.

8. سوف تستفيد المليونية من طلاب الجامعات الثائرييين سواء كانوا من داعمى الشرعية أو التيارات الأخرى.

9. سوف تستفيد المليونية من غضب عشرات الآلاف من طلبة المدن الجامعية الذين لم يتم تسكينهم بعد.

10. أتوقع أن تجذب المليونية طلبة مدارس الثانوية والاعدادية نظراً لتطلعاتهم لأنهم سيزوروا جامعة لأول مرة فى حياتهم. ويجب الترويج لهذه المليونية على أنها رحلة شبه ترفيهية وعلمية وتثقيفية أكثر منها مشاركة سياسية.

11. ربما تجب المليونية أهالى وإخوان طلبة جامعات القاهرة ولاسيما إذا تمكنوا من زيارة أبنائهم المغتربيين فى القاهرة.

ثانياً: مليونية فى حقول ومزارع مصر دعماً للفلاح(3):

أعتقد أن تنظيم أسبوعاً ومليونية وسط الحقول والمزارع دعماً للفلاح فكرة جديرة بالدراسة. كان الفلاحون والعمال عماد الثورات على مر التاريخ. ومن الملاحظ أن النسبة العظمى من الفلاحيين لا يجيدون القراءة والكتابة. كما أن معظمهم لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى. كما ان نسبة كبيرة منهم متأثريين بوسائل الاعلام التقليدية التى يديرها العسكر.

وفى نفس السياق، أصدرت سلطات الانقلاب بعض الاجراءات المضرة بالفلاح. ومن هذه الاجراءات رفع أسعار الأسمدة، ومنع تصدير الأرز، وعدم شراء القطن بأسعار منصفة ومنع من أبويه أميين من الالتحاق بالسلك القضائى. أضف الى ذلك، كثير من الاجراءات والممارسات المجحفة بالفلاح على مدى ستين عاما.

لقد نجحت استراتيجية تنظيم مظاهرات صغيرة فى القرى والأحياء الضيقة والأماكن النائية فى المحافظة على الزخم الثورى. وكان إخوان الجامعات لهم برنامج يركز على زيارة المحبيين من زملائهم فى الجامعة زيارتهم فى قراهم للتواصل معهم ودعوتهم. ويمكن إستنساخ هذه الفكرة مرة أخرى فى مليونيات التحالف.

لذلك أعتقد أن تخصيص أسبوع من المظاهرات دعماً للفلاح سوف يكون له فوائد كبيرة. وأقترح عنوان هذه الأسبوع ” رفقاً بالفلاح” أو شعار مناسب. وبالاضافة الى المظاهرات الصغيرة المعتادة فى المدن والأحياء يمكن تنظيم مظاهرة يزحف فيها الثوار من طلاب الجامعات ومن المدن والقرى الى الريف لدعم الفلاح وقضاء يوم معه فى حقله وتناول الغذاء معه ومساعدته فى الحصاد وتقديم بعض الهدايا الخفيفة أو توزيع بعض الصدقات أو زكاة المال على الفقراء منهم. وأعتقد أن مثل هذه المليونية تتصف بالآتى:

1. تعتبر هذه المليونية نوع من التغيير ومحاولة للوصول لأهم شريحة فى مصر وهى الفلاحيين.

2. معظم فلاحى مصر بعيديين عن وسائل الاعلام التقليدى أو الجديد ربما بسبب قضائهم معظم اليوم فى الحقل أو بسبب قلة الامكانيات أو عدم الاهتمام. لذلك فإن الحوار المباشر معهم وقضاء وقت كافى معهم وربما تقديم بعض المساعدات الخفيفية فى الأعمال الحقلية والهدايا أو المشروبات أو الأغذية الخفيفة كل كذلك يتعبر من أهم وسائل إشعال الثورة فى المزارع.

3. يمكن تشجيع الثوار على شراء الخضروات الطازجة ومنتجات الألبان والدواجن من الفلاح دعماً له وحمايته من السماسرة والوسطاء والمحتكريين. وأثناء عملية شراء يمكن الحديث والحوار معهم عن أهداف الثورة. كما يمكن توثيق ذلك ونشرها عن طريق وسائل الاعلام.

4. يمكن أن تشكل لجان من الأطباء للكشف على الفلاحيين فى الحقول وإعطائهم بعض النصائح والارشادات الصحية والأدوية بخصوص الأمراض الشائعة والممارسة الصحية للفلاحة، وامراض الشيخوخة والبلهاريسيا والكبد وغيرها.

5. يمكن تشكيل لجنة من المهندسيين الزراعيين الداعميين للشرعية لتقديم الارشادات اللازمة للفلاح.

6. يمكن تشكيل لجنة من الأطباء البيطريين لتقديم الاستشارات الطبية مجاناً للفلاحيين والكشف على حيواناتهم.

7. يمكن ضم بعض الفلاحيين الى برامج دعم الاخوان أثناء الجولة او المليونية، مع مراعاة السرية والحفاظ على شعورهم. كأن يحاول أحد الثوار أن يأخذ منه ميعاد لزيارته فى البيت للتعرف عن قرب عن أحواله.

8. يفضل لسكان المدن وطلابها ان ينسقوا مع أقرباء وأصدقاء لهم فى القرى ويزوروهم ويحاولوا مساعدتهم فى الأعمال الحقلية وشراء منتجاتهم الزراعية حتى تعم الفائدة ويكون هناك فرصة أخرى للتواصل سواء بالتليفون أو الفيسبوك أو تبادل الزيارات.

9. يجب على أنصار التحالف فى كل قرية أن يحددوا بعض الفلاحيين الأولى بالدعم والرعاية حتى يعطوا الدعم لمن يستحقه. فمثلاً، يمكن تحديد بعض الفلاحيين الفقراء أو كبار السن الذين يحصدون المحاصيل فى هذا اليوم حتى يتم مساعدتهم. وبالمثل فى عملية شراء المنتجات الزراعية من الفلاحيين.

10. يصدر تعليمات للقنوات الداعمة للشرعية بالتركيز على تحليلات وحوارات حول ظلم العسكر للفلاح، ودور هذه المليونية فى تشجيع السياحة الريفية، ورؤية الرئيس مرسى لدعم الفلاح، وخطط التحالف المستقبلية لدعم الفلاح، وحرمان أبناء الفلاحيين من دخول سلك القضاء، والجيش، والشرطة، والوظائف العليا.

11. يفضل أن تكون المليونية يوم جمعة ويا حبذاً لو نظمت صلاة جمعة فى المزارع والحقول النائية وتبث الخطبة بثاً حياً على احدى القنوات الفضائية.

12. يمكن تحديد الفلاحيين الأشد فقراً وتقديم الزكاة والصدقات لهم، مع تجنب عدم جرح مشاعره أمام الناس.

يمكن ان يعلن التحالف بياناً يشيد فيه بالفلاح ويدين ظلم العسكر له وحرمان أبنائه من الوظائف العليا بسبب الوساطة ويعلن فيه عن خطة للنهوض بالفلاح تشمل تشكيل كتائب لمساعدته فى الحصاد والزراعة، وتقديم الشتلات والأشجار المثمرة والبذور، وتنظيم قوافل طبية سواء للفلاح أو لحيواناته، وتقديم إرشاد زرعى له، وتقديم برامج تدريبية وترفيهيية وعلاجية للفلاحيين وأبناءهم، وشراء المنتجات الزراعية من الفلاحيين وترويج منتجاته لقطع الطريق على المحتكريين والسماسرة عملية زيارة الرئيس للفلاحيين وخطبتهم فيهم أثناء حصاد محصول القمح العام الماضى ، وغيرها.

ثالثاً: مقترحات ميدانية لتفعيل الحراك:

في سعيه لتطوير الحراك الميداني أعلن منسقو “تحالف الشباب المصرى لرفض الانقلاب”، عن مجموعة من المحاور التي يمكن النظر فيها وكيفية تطبيق المناسب منها لطبيعة المرحلة الرهنة، ومن ذلك:

1ـ تكوين غرف عمليات مركزية ولامركزية بالقاهرة والمحافظات لتوجيهات العمل المباشر وتحديد نقاط اتصال بين المجموعات وبعضها، وتكوين مجموعات عمل داخل الجامعات والمدارس هدفها تكوين حراك يهدف الى تفعيل دور التحالف داخل تلك النقاط .

2ـ لجان المحافظات، تتكون منسق المحافظة وهو المسئول عن رفع تقارير اللجنة الاعلامية واللجنة الجماهيرية، والتنسيق بين الحركات الشبابية، وتكوين مجموعات خاصة بالتحالف مهما كان عددها، ويقدم منسق المحافظة تقريرا مفصلا عن الحركات والمجموعات النوعية الموجودة داخل المحافظة مع امكانية كل حركة أو مجموعة من الانضمام للتحالف وتقييم ذلك بنسبة مئوية، كما يقدم المنسق العام تقريرا دوريا عن الحركات والمجموعات التى انضمت للتحالف وعن مدى قبول الفكرة فى صف الشباب وعدد الأفراد الفردية التى انضمت للتحالف.

3ـ استهداف رجال الأعمال الفاسدين المؤيدين للانقلاب عن طريق: حصر أعدادهم وخريطة انتشارهم وانتشار مصالحهم، من خلال لجنة يتم تخصيصها لهذا الأمر، ثم إطلاق حملات لمقاطعة منتجاتهم ، وتوضيح حقوق وواجبات العمال في هذه الشركات، وتوضيح أضرار الاستمرار في التعاون معهم، وتبني حملة لاختراق حساباتهم البنكية ومواقعهم الرسمية، مع التأكيد على أن ضرب مصالح رجال الأعمال سيساعد في كسر الفنانين والاعلاميين والبلطجية الذين يستأجرونهم.

سادساً: توصيات وإجراءات تنفيذية:

1ـ لا ينبغي على الحراك أن يظل أسيرا لدائرة الفعل التي يسمح بها النظام (ضمنيا) دون قدرة على امتلاك زمام المبادرة. كذلك لا ينبغي أن يظل أسيرا لفعل وحيد (هو التظاهر) تحت دعوى أنه لا بديل آخر. دائما ثمة بدائل أخرى، حتى وإن كانت قليلة.

2ـ الرهان على سقوط السلطة القائمة اقتصاديا من تلقاء نفسها غير مجدٍ، فالسيسي يعتمد على حلفاء أكثر سخاءا وإصرارا على بقاء السلطة القائمة.

3ـ إن النجاح الحقيقي للحراك الآن هو يتمثل في قدرته على اكتساب أنصار جدد، خاصة وأن قاعدة الانقلاب الشعبية تشهد تراجعا مستمرا، لكنه دائما يصب في المساحة الرمادية الحائرة، أو مساحة اليأس والانسحاب. وتحقيق ذلك يتطلب تجاوز الخطاب الأيديولوجي تماما، خاصة وأنه لا يؤثر إلا في المؤيدين فقط. وضرورة الرجوع إلى خطاب الثورة الذي رفع “مبادئ” و”قيم”، الحرية والكرامة والعدالة، ولم يعلي من أي شعارات أيديولوجية أو حزبية.

4ـ من بين الإجراءات التي يمكن أن يساهم الأخد بها في تفعيل الحراك الميداني ورفع الكفاءة النوعية للأداء الثوري وفتح الطريق للحسم:

• ربط إستراتيجية الثورة بوسائلها، فإذا كانت الإستراتيجية هي الإستنزاف، فالوسائل لا بد أن تستنزف النظام فعلاً، وليس أن تكون تسجيل حضور أو إظهار إحتجاج فقط!

• لا بد للحراك الثوري أن يهين النظام، ويظهره أمام نفسه وشعبه والعالم في صورة العاجز، المغلوب على أمره، غير القادر على السيطرة.

• يجب أن تكون كل فاعلية ثورية عبارة عن صفعة جديدة ترسخ في ذهن الجميع أن النظام عاجز عن حفظ الأمن كما هو عاجز عن تقديم الخدمات الحكومية للشعب، ليزيد السخط الشعبي أكثر كلما شعر بعجز وفشل وفساد النظام أكثر، لندخل في دائرة مفرغة تنتهي بإنفجار شعبي.

• أكبر خطأ أن نسعى لأهداف ومعارك ضخمة من البداية، بل الصحيح هو أن نبدأ بأهداف سهلة ونحقق انتصارات مبكرة، مثلاً: أن يقوم الثوار بإقتحام مجلس مدينة مستعملين ما دون الرصاص من وسائل الهجوم، ويكون الهدف وضع صورة الرئيس مرسي أو علم رابعة أعلى المبنى أو في المكتب الرئيسي له ، وتصوير ذلك ، ثم الإنصراف قبل حضور الأمن، لتبدأ عملية إقتحام أخرى في مكان حكومي آخر ، ثم تصور وتنشر لإذلال حكومة الإنقلاب وإظهارها في صورة العاجز عن السيطرة، وإنهاك قواتها في مطاردة الثوار في كل أنحاء القاهرة أو الجمهورية بدلاً من التمركز في ميدان التحرير أو رابعة. هذه الإنتصارات السريعة السهلة ترفع معنويات الثوار وتدربهم على فنون الإقتحام لترتفع الكفاءة تدريجياً بالخبرة، ويرتفع معها القدرة على الإقتحام كمّاً وكيفاً، وكلّما زادت الإنتصارات كلّما إنجذب الناس للثورة، لأن الناس تنجذب للقوي القادر على الإنجاز.

• يجب أن يكون الإقتحام مفاجئا وخاطفا، لا ينبغي أبداً أن يذهب الثوار لأماكن يعلم الأمن مسبقاً أنّهم سيذهبون إليها، فينظم نفسه وينشر قنّاصته ليصطادوا الثوار فور وصولهم.

• الأصل في حرب اللاعنف هو الهرب من الخطر وليس مواجهته، تذكّر أن هدفك هو إذلال النظام وليس مواجهته في معركة غير متكافئة، إذا انكشفت العملية، اهرب فوراً، وخيرها في غيرها.

• يجب أن تكون المسيرات صغيرة نسبياً وتتحرك لأكثر من هدف في نفس الوقت.

• لا يجب حصر الحراك في الإقتحام بل يمكن أن تتم عمليات أخرى مثل قطع طرق، أو رسم جرافيك ثوري على مباني حكومية مشهورة الخ، القصد هو إذلال النظام بعمليات مفاجئة خاطفة تهينه وتظهره في صورة العاجز الفاشل الضعيف.

• تعرف على المنطقة التي سيكون فيها الحراك الثوري جيداً جداً، اعرف الناس والشوارع، مطلوب أن تكون خبيراً في هذه المنطقة، أحصل على خريطة للمكان، إقرأها قبل النوم وراجعها في الصباح، وكرر المراجعة حتى تحفظها جيداً. إذهب الى المنطقة قبل الأحداث الثورية واربط ما بين الواقع وما بين الخريطة التي في ذهنك.

• يجب أن يكون الثائر خفيف الحركة، يعرف مخارج المنطقة ومخابئها جيداً جداً، وعنده تصور ذهني كامل للفاعلية ولخطة للهروب أولاً، وخطة الإختباء ثانياً إن عجز عن الهروب.

• وجود عيون ثورية وظيفتها مراقبة تحركات الشرطة أثناء الفعاليات الثورية وتحذير الثوار للإنصراف في الوقت المناسب، كما يجب أن تراقب هذه العيون شبكات التواصل لمعرفة أي التحولات الكبرى تستدعي تغيير مسار الفاعلية.

• تكوين فريق إعلامي مع كل فاعلية ثورية يوثق الحدث، وينشر رسائل الإستنجاد عند اللزوم.

• تكزين مجموعة من الثقات عندهم قدرة على التخطيط وتحليل الأحداث عن بعد، ينظروا في المعلومات الواردة من المواقع المختلفة، ويقرأوا تطورات المشهد الكلّي من أعلى ، وينشروا توصياتهم على العموم، لتلتقطها العيون الثورية وتتفاعل معها حسب الحاجة.

• تقديم رواية واحدة للأحداث، يوثقها الميدانيون، ويحللها المنظّرون، ليجمعوا عليها جميعاً، هذا وحده من أقوى وسائل كسب الرأي العام.

• إقامة جهاز مخابرات ثوري، تشكله مجموعات صغيرة من الثوار في مناطق سكنهم وعملهم، وظيفتهم أولاً أن يعرفوا أهل منطقتهم جيداً ليعرفوا إجابات الأسئلة الآتية: من هم أعداء الثورة الفاعلين في المنطقة؟ ما هي دوافعهم؟ هل يمكن جذبهم للثورة بنفس الدوافع التي جعلتهم يحاربوا الثورة؟ من هم البلطجية؟ وهل منهم من يمكن كفاية شرّه عن طريق دعوته الى الله أو مساعدته في إيجاد فرصة عمل تغنيه عن البلطجة؟.

وثانياً، توزيع كل فرد في عمله، الطبيب والمهندس والمدرس والمحاسب و الزراعي والصناعي والتاجر والحرفي ، كل هؤلاء يجب أن يوثّقوا مظاهر الفساد والفشل ليتم نشرها بين الناس. بل كل ثائر يجب أن يعمل كصحفي متحرك معه كاميرا لتوثيق أي مظاهر فساد أو فشل تظهر له.

• لا بد من رفع الثقافة الحقوقية لأعلى مستوى ممكن، فكلما زادت معرفة الحقوق، كلما زادت القدرة على رصد إنتهاكاتها وتوثيق هذه الإنتهاكات.

• لا بد أن يكون هناك فريق ردع ثوري، دوره توثيق جرائم ضباط الشرطة والبلطجية الذين يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض، ونشر صور هؤلاء المجرمين مع إدلة إدانتهم وعناوين سكنهم وعملهم، مع الفتوى يأنّ دمّهم هدر بسبب جرائمهم، وأن من إستطاع قتلهم فليقتلهم، ولا سبيل لرفع أسماءهم من قائمة الإعدام إلّا بإعلان توبة على الملأ، هذه التوبة ترفع إسمهم من قائمة الإعدام، مع الإحتفاظ بالحق في محاكمتهم بعد سقوط الإنقلاب. مجرد الإعلان عنهم سيرهب الباقين، ولو قتل واحد منهم فسيرهبهم ويردعهم ذلك أكثر، وكذلك يجب ان تستمر وتنتشر عمليات تحرير الحرائر من أقسام الشرطة لتكون سمت عام للثورة، وليعلم المجرمون أن الدماء والأعراض خط أحمر من يستهين به ويتخطاه يعرض نفسه لخطر شديد.

• أن يتمّ إستغلال وقت الهدوء الثوري في بناء الشبكات الثورية وكسب أنصار جدد للثورة، يجب أن يستقر في الضمير العام أن حل المشكلات التي نعاني منها جميعاً هو أن تعود البلاد لأصحابها ليرعوها حق رعايتها، لا أن تكون أسيرة في يد عواجيز العسكر الفاسدين الفاشلين.

• لا بدّ للحرائر من أن يؤسسن خطاباً مقاوماً يناسب النساء، خطاباً يلاحظ دوافعهنّ ويعرف كيف يحركها، كما يجب عليهنّ ان يعملن بإستمرار وبحكمة على كسب متعاطفات جدد للثورة من خلال دائرة معارفهنّ من الجيران والزميلات في العمل أو الدراسة.

• علي الثائر أن يتهيأ نفسياً لكل الاحتمالات لأنّ هذه مغامرة يتحمل فيها مخاطر الإعتقال أو الإصابة أو القتل، لذلك يجب أن يكون مؤمن بقضيته وموقن أنه صاحب حق ويحتسب كل ذلك في سبيل الله والوطن.

 

————————————-

(1) الأراء الواردة في هذه الدراسة لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، ولكن تعبر عن وجهة نظر كاتبها

(2) رؤية مقدمة من الدكتور عبد الناصر عبد العال.

(3) رؤية مقدمة من الدكتور عبد الناصر عبد العال.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close