fbpx
دراساتالشرق الأوسط

القواعد الأمنية وتطبيقاتها في الوكالة اليهودية

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

اتبعت المؤسسة الأمنية في الوكالة اليهودية عدداً من القواعد الأمنية في عملها الأمني، على مستويات العناصر، والقيادة، والجهات المعادية، ومن تلك القواعد:

أولاً: القواعد الأمنية على مستوى العناصر:

عملت المؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية على وضع قواعد أمنية لعناصرها ليسير العمل الأمني وفق منظومة أمنية متكاملة، منها:

أ) الرصد وجمع المعلومات:

في بداية عام 1930م، تم إعداد “ملفات” حول شخصيات عربية مهمة، وذات تأثير أو نفوذ، من فلسطين ومن البلاد العربية المجاورة، تمحورت المعلومات في ” الملفات” حول الشخص، ووضعه المالي، وأملاكه، وثقافته، ومدى أهميته، ومن هي الدائرة التي تحيط به، ونشاطه في المجال العام والوطني ودوره، وما أن انتهى عام 1930 م، حتى شملت الملفات 800 شخص عربي من فلسطين وشرق الأردن وسوريا والعراق ومصر واليمن[1]، كذلك احتوت الملفات حينئذ على 200 صورة لشخصيات وقادة عرب[2].

قامت المؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية بعمل ملفات للقرى العربية، فقد شملت معلومات عن طبوغرافية وجغرافية، وتخطيط القرى، ومعلومات حول المباني المركزية في القرى، وطرق الوصول إليها، ومعرفة مصادر المياه فيها[3].

نماذج من ملف القرى العربية:

1- قرية رَنتَّية (قضاء الرملة)[4]:

حسب الملف، أسست القرية قبل 600عام، وتبعد كيلوا متراً واحداً عن طريق اللد بتاح تكفا، وتبعد كيلوا متراً واحداً غرب سكة القطار، ويوجد في القرية بئر واحدة، وتنتشل نساء القرية الماء منه عن طريق مضخة وضعتها الحكومة البريطانية، وبيوت القرية ثلاثة أنواع: الأول: بيوت من الأسمنت والحديد المسلح، والثاني: وبيوت من حجارة وخشب وقرميد، والثالث: وبيوت من حجارة طين وهي قليلة في القرية، وتمتلك القرية 4500 دونم أراضي زراعية منها 550 دونماً مزروعة بالحمضيات، و100 دونم مزروعة بكروم العنب والزيتون، وباقي الأراضي بمزروعات مختلفة، والمنتج الزراعي جيد بشكل عام، وعدد السكان 650 من بينهم حوالي 140 ملاكاً ليس لهم ممتلكات بالقرية، وتتألف القرية من حمولتين، والعلاقات بينهما جيدة، ويوجد في القرية بقاله واحدة بسيطة، ولا يوجد مقهى، وفيها مسجد واحد وضعه جيد ونظيف جداً، ومدرسة يُعلم فيها معلم واحد، وعدد طلابها حوالي 50 طالباً من كافة الأجيال، يوجد في القرية عامل ولا يوجد موظفون في مؤسسات الحكومة البريطانية، في أحداث ثورة 1936-1939م، توقفت أعمال الزراعة كالخضروات وقتل شخص من القرية في طريق رأس العين[5].

2- إعداد ملفات عن المدن العربية:

أعدت الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية، ملفات للأحياء العربية في المدن المختلفة، إلى جانب ملفات القرى، كما تم إعداد ملفات لأقسام الشرطة ولمعسكرات الجيش البريطاني، واستخدمت تلك الملفات لتخطيط العمليات العسكرية، ولاحتلال قرى عربية، كانت العمليات العسكرية التي شنت على القرى تهدف أحياناً إلى الردع وأحياناً لمعاينة القرية، ولكن في معظم الحالات كانت تهدف إلى احتلال القرية واقتلاع وتهجير أهلها[6].

مع بداية الثورة الفلسطينية عام 1936م، عمل شيلواح على تنشيط شبكة عملائه في المناطق، حيث كانت تصل إليه كافة المعلومات التي يجمعها العناصر والعملاء المنتشرون في فلسطين وخارجها، وكانت التقارير تشتمل على علاقة العائلات بعضها البعض وطبيعة الخلافات بينهم، والحالة النفسية السائدة، ووضع المعنويات العام في كافة المعسكرات العربية، والإضرابات والمظاهرات والتنظيمات، ونوايا مهاجمة المستوطنات الصهيونية، فقام شيلواح بتحليل المعلومات ومعرفة مدى معيرها وصحتها[7] .

ويتضح مما سبق أن التقارير التي جمعها شيلواح قدرت الموقف الأمني للثورة الفلسطينية عام 1936م، وإنهاء الإضراب، وأن القيادة العربية لا يوجد لديها نية لتجديد الإضرابات.

بعد تعيين شيلواح في عام1937م، منسقاً بين الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، والمخابرات البريطانيةCID،وقسم البحث والمعلومات والدراسات الأمنية السياسية في القطاع العربي والصهيوني، ومن خلال مهمته صار بمقداره جلب معلومات شاملة وكانت ذات فوائد كبيرة، وكان يرسل معلوماته الأمنية والسياسية بشكل دوري، لدافيد بن غرويون، وموشيه شاريت، وضعهم في صورة الأحداث، ويرسل تقاريره حول خروج المفتي من القدس إلى لبنان ومن ثم إلى دمشق، وبذلك تم خلق مجموعات مضادة للمفتي وللثوار المناصرين له للقضاء على الثوار العرب[8].

لقد تم تنظيم “فرق السلام”[9]،من المعتدلين من السكان العرب، وتم نشرها في أماكن متعددة للتغلغل في أوساط ثوار المفتي، في تلك الفترة تم إرسال شيلواح إلى سوريا حسب تعليمات موشيه شاريت، لإجراء مقابلة مع الزعيم العربي لطفي الحفار[10]، حيث تم التفاهم على منع الهجوم على اليشوف الصهيوني في فلسطين، وتأمين الأمن والهدوء فيه[11]، ومن جانب آخر أراد شيلواح تعميق التعاون العربي – البريطاني – الصهيوني ضد المفتي، فالتقي بفخري عبد الهادي زعيم الثوار المعاديين للمفتي وعائلته، ومقرب لعائلة النشاشيبي، حيث حاول تعزيز التعاون، وقام بتقديم الأموال لفخري عبد الهادي لتقوية “فرق السلام”، وزيادة محاربة المفتي وأعوانه[12]، وذكر دانين:” لقد دعمنا وشجعنا “فرق السلام”، ووضعنا كل ثقلنا للتأثير على الشرطة البريطانية لتسمح لهم بالتحرك بحرية، ولقد ساعدناهم لإخفاء شخصياتهم الحقيقة عندما كانوا يتقدمون للإدلاء بالمعلومات”[13] .

كان شيلواح يرسل تقاريره للقيادة السياسية، بأن تقديراته تشير إلى أن المقاومة العربية لن تتوقف، وسيتم مهاجمة المستوطنات الصهيونية في فلسطين، وأن بريطانيا ليست لديها نوايا للدفاع عن المستوطنات، ويجب استغلال العلاقات السيئة بين قيادات المقاومة العربية؛ من أجل عدم مهاجمتهم لنا” كل واحد منهم يعمل لوحدة ويدعى أنه القائد الأعلى”، وزاد الخلاف بين أتباع الحسيني والنشاشيبي[14] .

واستطاع شيلواح أن يعزز التعاون مع البريطانيين ضد العرب، وزاد دعمه “لعصابات السلام”؛ لمحاربة المفتي ورجاله، وكان يلتقي بهم ويجمع منهم معلوماته عن المفتي ورجاله[15].

لعبت الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية دوراً مهماً في مسألة (التعاون المشترك العربي البريطاني الصهيوني) ضد المفتي، وبتوجيه من شيلواح في تلك الفترة تم نشر عدد كبير من العملاء في فلسطين من بينهم: رعاه، وحراس، وزبالين، وبائعي خضار، كافة المعلومات التي حصلوا عليها من مناطق الثوار تجمعت لدي شيلواح، وكان يرسلها كلها إلى القيادة السياسية وإلى قيادة الجيش البريطاني والمخابرات البريطانية للعمل ضد المقاومة[16].

بدأ العملاء في عام 1944م، بالتقاط صور فوتوغرافية للقرى وأحيائها ومحيطها، وجمعت تلك الوحدات الأمنية معلومات تاريخية، واقتصادية، وديموغرافية، وتعليمية، وزراعية، وعسكرية، وحول طبيعة كل قرية وتخطيطها، وتركيبتها السكانية، وحمائلها، وعائلاتها، وجمع معلومات عن مختار القرية وتوجهاته، وعن دور أهالي القرية مع الثورة، وماهية الأسلحة الموجودة بيد السكان في القرية، وأعدادها ومخابئها وأماكنها داخل القرية، وإذا ما كان فيها مواقع أثرية تاريخية، استخدمت تلك المعلومات لرسم صورة متكاملة لكل قرية وبلدة عربية، وخلال سنوات تجمعت لدي الوكالة اليهودية معلومات واسعة حول جميع القرى ومدن وبلدات فلسطين[17].

ب) الغطاء الأمني:

نظمت الشعبة العربية بالدائرة السياسية بالوكالة اليهودية الكثير من الجولات لعناصر استخباراتها في القرى الفلسطينية، تحت غطاء جولات مدرسية لاكتشاف معالم فلسطين، وضمت في الكثير من الأحيان إلى جانب العملاء سياحاً حقيقيين لا يعرفون شيئاً عن طبيعة المهمة، وفي حالات أخرى ضمت فتيات صهيونيات متطوعات لزيادة متانة التغطية وتمويه الأهداف الحقيقية [18].

في أحد المرات تنكر عميل تابع للقسم العربي بالدائرة السياسية بالوكالة اليهودية، على هيئة مصور صحفي عربي، وقضي نحو خمسة أشهر مع الثوار العرب، ووثق بآلة التصوير نشاطاتهم وتحركاتهم وأسلحتهم وتدريباتهم، وكان العميل يسرائيل نتاج، المصور المستعرب الأول، ترعرع في دمشق ، وأرسل عام 1947م، إلى مناطق الثوار متنكراً كمصور صحفي، وذكر نتاج :”جمعنا معلومات عن الأسلحة التي بحوزتهم وعن خططهم العسكرية”، وأضح أنه قدم نفسه للثوار على أنه مصور لصحيفتي فلسطين، واليوم، وكان يرسل الصور لقسم المعلومات، الذي كان يغطي عليه بإرسال قسم من الصور لنشرها في صحف عربية[19].

يرى الباحث أن القسم العربي بالدائرة السياسية بالوكالة اليهودية قد أجاد التغطية على عمل المصدر وذلك من خلال إقناع الثوار أنه مصور عرب، ولحبك التغطية بشكل أفضل كان القسم العربي يرسل بعض الصور التي يلتقطها للثوار للصحف العربية؛ حتى يتبادر أي شك فيه.

بدأ القسم العربي بالوكالة اليهودية في نهاية عام 1945م، باستخدام التصوير الجوي للقرى والبلدات العربية، ولمواقع ذات أهمية إستراتيجية، وثم استصدار تراخيص لطلعات جوية من سلطة الانتداب على أنها نشاط لنادى الطيران التابع للوكالة اليهودية، وعرضت تلك الطلعات في طلب الترخيص على أنها معدة للأزواج، وتحمل طابعاً رومانسياً[20].

وفي أحد الطلعات الجوية كان عميل وعميله يعتليان طائرة، بملابس أنيقة وفاخرة، توحي بأنهما في شهر عسل، وبعد أن تنطلق الطائرة، يبدأ بالتقاط الصور للقرى العربية، كما استصدرت الوكالة التراخيص لطلعات جوية ذات طابع علاجي لمن يعانون من مرض الربو، وأرفق الطلب بتوصية من طبيب[21].

استخدمت وحدات جمع المعلومات الطائرات لتصوير القرى وللالتفاف حول قرار حظر الطيران الذي فرضه الانتداب البريطاني، وابتكرت وسائل لإخفاء التصوير في الطائرات، وكان للنساء أدوار مركزية في تنفيذ المهمات[22].

وذكر أحد الضباط المشاركين في وحدات جمع المعلومات عن القرى العربية، أن المجموعات كانت تدخل متنكرة، كمجموعة سياح؛ فكان استخدام آلة تصوير أمراً عاديا، حيث يعتبر حمل الكاميرا خلال الرحلة أمراً غير لفت للنظر، ويؤكد أن العملاء كانت لديهم تعليمات بالامتناع والتقاط صور لهم ولزملائهم، وإذا ما كان يحصل ذلك لظروف ما طلب منهم طمس معالم العميل في الصورة[23].

ويتضح مما سبق أهمية الإجراءات الأمنية التي كانت تتبع في التمويه في جمع المعلومات والحفاظ على الساتر الأمني الذي يعمل من خلاله العميل.

ثانياً: القواعد الأمنية على مستوى المؤسسة الأمنية:

اتبعت المؤسسة الأمنية في الوكالة اليهودية العديد من القواعد الأمنية لتنظيم العمل الأمني فيها، منها:

أ) التدريب:

عقد القسم العربي العديد دورات لتأهيل وإعداد العملاء، حيث بدأ العمل باستخدام مجندين في سلاح البرية، وكانت مهماتهم الأولى في منطقة بيسان[24]، ويضيف الجنرال موشي غرانشيسكي[25] (غورن) من خريجي دورة التأهيل الأولى، كيف أنهم جلسوا ساعات طويلة على تله تشرف على قرية العريدس؟[26]، وهي واحدة من أربع قرى اختيرت كنموذج للقرى العربية، استخدمها المرشدون في الدورة للتعريف بطبيعة المهمات والمعلومات المطلوبة عن كل قرية وكيفية الحصول عليها[27].

ب) تحليل ودراسة المواقف الأمنية:

عمدت الدائرة السياسية بعد قيام الثورة الفلسطينية عام 1936م، لدراسة معمقة أعدها دانين، وتوصل فيها إلى أهمية دور الروابط الريفية واعتبرها عاملاً مهماً في قيام الثورة، وخلص بأن مستوى التدريب الفني والعسكري عند العرب كان غير مرتفع وخبرتهم بالأسلحة الحديثة، شبه معدومة، مما ممكن جهاز المعلومات الصهيوني- عبر عملائه-، من تجميع معلومات دقيقة لنوعية الأسلحة والذخائر المستخدمة من قبل الثوار؛ مما جعل هناك تصور لردود الثوار، وبيّن – من خلال- الدراسة أنه يجب الإلمام بأساليب المقاومة وتجمعاتها، وهجومها، ودفاعها، وتمويلها، وقدرتها على الصمود أمام إغراء الرشوة، ومدى جديتها وصلابتها، أو ميل المقاوم الفلسطيني للتخلي عن رفيقه في محنته، ومدى تأثير الصراعات الاجتماعية عليه، ودرجة استعداده للتخلي عن قائدة، وما سبل الوصول إلى الثوار، وما هو الأسلوب الأنجح لإيذائهم[28].

ت) التعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى:

قامت الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، بعد اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936م، بزيادة التعاون مع الضباط البريطانيين الجُدد الذين جاءوا إلى فلسطين؛ لمعالجة الأمور الأمنية، والحصول على معلومات، عينت الدائرة شيلواح، رجل ارتباط مع الضباط البريطانيين، وزادت من علاقات شيلواح مع قيادة الجيش البريطاني، والشرطة السرية، وشرطة الانتداب، وكافة العناصر البريطانية التي اهتمت بمسألة قمع أحداث الثورة[29].

ثالثاً: القواعد الأمنية على مستوى الجهات المعادية:

استخدمت المؤسسة الأمنية في الوكالة اليهودية قواعد أمنية عدة في عملها ضد العرب وجهات معادية أخرى، ومن تلك القواعد:

أ) التجنيد:

اعتمدت الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية على المعلومات من خلال تجنيد عملاء من العرب الفلسطينيين، ولعب عزرا دانين دوراً خطيراً في تجنيد بعض العملاء العرب خصوصاً من القرى العربية المجاورة للمستوطنات الصهيونية[30]، وخاصة من العائلات التي عُرفت بتورطها في بيع الأراضي للصهاينة، وكان يتم استغلالهم في تقديم المعلومات، حيث كان دانين يقوم بتقديمها على شكل تقارير منقحة ومكتوبة للدائرة السياسية ؛ لذا ساهم دانين في فترة الثورة الفلسطينية في وضع أسس المعلومات الأمنية عن العرب وتفسيرها واستخدامها في مواجهة العرب[31].

ب) الاختراق:

أدرك حاييم وإيزمان أن دمشق بات، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مركزاً مهماً للنشاط القومي العربي ولفعاليات الحركة الوطنية الفلسطينية، التي كانت تلعب دوراً مهماً في النشاط السوري العام والقومي العربي في دمشق،وبعد إعلان استقلال سوريا، قام حاييم وإيزمان في أيلول (سبتمبر)عام 1919 م، بإرسال الدكتور شلومو بلمن إلى دمشق[32].

أوكل وإيزمان للدكتور شلومو بلمن القيام بمهمتين، كانت المهمة الأولى: علنية حيث عمل الدكتور شلومو بلمن ممثلاً غير رسمي للمنظمة الصهيونية لدى الملك فيصل في دمشق[33] أما المهمة الثانية: فكانت سرية حيث كلفه وإيزمان القيام بالتجسس على ما يدور في دمشق والأراضي السورية لصالح وإيزمان و”مكتب المعلومات” التابع إلى “اللجنة الصهيونية” في القدس[34].

دأب شلومو بلمن، في نشاطه التجسسي في دمشق، على جمع المعلومات وإرسالها إلى حاييم وإيزمان و”اللجنة الصهيونية” في القدس بصورة منتظمة، وشمل عمله التجسسي جملة واسعة من القضايا، كان أبرزها : العلاقات بين الجنرال “اللنبي” ولورانس من ناحية والملك فيصل من ناحية أخرى، والرسائل التي كان يرسلها فيصل إلى دمشق أثناء مكوثه في باريس لحضور مؤتمر السلام، العلاقات السورية الفرنسية، والعلاقات السورية البريطانية، ونشاطات الأحزاب والجمعيات السورية والفلسطينية والعلاقات في ما بينها، ونشاطات الجمعيات السرية، والتجنيد للجيش السوري، ومتابعة الصحافة السورية. الخ[35].

وقد لاحظ شلومو بلمن ازدياد الانتقادات الموجهة إلى الملك فيصل بخصوص موقفه المهادن للصهيونية، واقترح بلمن على وإيزمان، شراء صحف سورية ورشوة أصحاب صحف وصحفيين ونشيطين سوريين من أجل أن يتحولوا من معادين ومعارضين للصهيونية إلى مؤيدين وداعمين لها، أما بخصوص نشاط شلومو بلمن العلني، كممثل غير رسمي لوإيزمان والمنظمة الصهيونية لدى الملك فيصل في دمشق، فقد تابع العلاقات وتطوراتها بين فيصل ووإيزمان وأجرى الاتصالات وأوصل رسائل وإيزمان إلى الملك فيصل، وأجرى مفاوضات طويلة حول منح المنظمة الصهيونية قرضا إلى حكومة فيصل التي كانت تعاني من أزمة مالية خانقة.[36]

وتمحورت المفاوضات حول شروط القرض وضمانات استعادته والثمن السياسي الذي سيقدمه الملك فيصل وحكومته مقابل القرض، حيث طالب وإيزمان أن يؤيد الملك فيصل وحكومته المطامع الصهيونية في فلسطين من هجرة واستيطان وإنشاء (وطن قومي يهودي (في فلسطين[37].

كتب شلومو بلمن أثناء عمله التجسسي في دمشق 15 تقريراً مفصلاً بالغة الفرنسية، وموجودة في الأرشيف الصهيوني المركزي في مدنية القدس[38].

علاوة على الجاسوس بلمن في دمشق، كان لوإيزمان، في تلك الفترة، جاسوس صهيوني آخر في بيروت هو الصحفي جاك قالمي، الذي بدأ العمل لصالح وإيزمان والمنظمة الصهيونية في نيسان (أبريل)عام 1920م، وقد زود جاك قالمي وإيزمان بالمعلومات حول الأوضاع في لبنان وسوريا وحول العلاقات الفرنسية العربية، وعمل جاك قالمي منسقاً بين “اللجنة الصهيونية” في القدس والسلطات الفرنسية في لبنان.[39]

كما استعان حاييم وإيزمان و”اللجنة الصهيونية” في القدس بالصحفي كاليف الذي قام بتزويد وإيزمان و”اللجنة الصهيونية” في القدس بمواقف الصحف السورية وتغطيتها لأحداث فلسطين وتطورات الأحداث في سوريا[40].

أدركت قيادة الوكالة اليهودية أهمية كل من لبنان وسوريا للثورة في فلسطين، وتابعت عن كثب توجهات رأي النخب والرأي العام في البلدين، واهتمت جداً بالصحافة اللبنانية والسورية أثناء الثورة عام 1936-1939م، وبذلت جهوداً كبيرة للتأثير عليها، ففي كانون ثانٍ (يناير) عام 1937م، اجتمع كل من إلياهو ساسون وإلياهو أبشتاين مع وديع تلحوق؛ محرر في صحيفة (الإنشاء) السورية، في فندق أمية في دمشق، وبحثا معاً إمكانية أن يقوم بنشر مقالات في الصحافة السورية تشرح المشروع الصهيوني في فلسطين، وقد تمخض عن ذلك الاجتماع موافقة وديع القيام بذلك الدور، شريطة أن تزوده الوكالة اليهودية بمواد معتدلة[41].

وبعد أن عاد إلياهو ساسون ورفيقيه من دمشق إلى القدس، أرسل إلياهو أبشتاين إلى وديع تلحوق مقال بعنوان “العلاقات الاقتصادية بين فلسطين وسوريا مبنية على أرقام ووقائع معتدلة كل الاعتدال في أسلوبها ومبناها”، ورجاه أن يقوم بنشرها في صحيفة الإنشاء، أو في إحدى الصحف الكبرى في دمشق، وطلب منه أن يرسل للوكالة اليهودية ثلاثة أرباع الكمية، وأخبره أنه سيرسل له قريباً مقالات أخرى، وأعلم إلياهو ابشتاين وديع تلحوق أنه لكم الحرية في إدخال قلمكم على المقالات وجعلها عند الضرورة ملائمة للنشر في الجرائد السورية بدون أن يحصل لكم بسبب ذلك أيت متاعب[42].

بعد تفاقم الأوضاع في فلسطين عام 1937م، شدد إلياهو ساسون على أهمية دور الصحافة اللبنانية والسورية في التأثير على الرأي العام في البلدين؛ ففي بداية تشرين ثانٍ (أكتوبر) عام 1937م، ذكر إلياهو ساسون أنه: “رأي بأم عينيه الناس وهم يركضون وراء بائعي الصحف ويختطفون الصحف كي يقرؤوا الأخبار حول الوضع في فلسطين”، وأضاف أن اهتمام الجمهور اللبناني بالوضع في فلسطين يفوق بكثير اهتمامهم بمعركة الانتخابات للبرلمان اللبناني التي كانت تجري في تلك الأيام[43].

بعد متابعة إلياهو ساسون للوضع في سوريا والأحداث الجارية في تلك الفترة والنزاعات القائمة في سوريا بسبب رفض فرنسا المصادقة على الاتفاقية الفرنسية-السورية، وبعد تحليله للوضع في سوريا قدم إلياهو ساسون خطة للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، اقترح فيها أن تقوم الوكالة اليهودية بجملة من الخطوات لكي تؤثر علي الوضع في سوريا كالتالي:

1- الاتصال مع باريس وحثها للضغط على الحكومة السورية لتقوم بوقف الدعاية المناهضة للصهيونية في الصحف السورية.

2- نشر مقالات في الصحف السورية، كل يوم تقريباً، تدعم الأطروحات الصهيونية المركزية إزاء الوضع في فلسطين وسوريا.

3- حث باريس على عدم المصادقة على الاتفاقية الفرنسية-السورية، فمن شأن ذلك أن يرغم الحكومة السورية أن تضبط نفسها تجاه القضية الفلسطينية من ناحية، وأن يزيد من معارضة الشعب السوري للحكومة من ناحية أخرى، مما يقود إلى إضعاف الحكومة السورية وإضعاف اهتمام السوريين بالقضية الفلسطينية.

4- إثارة مسألة لواء الاسكندرونة في الصحف ونشر المقالات حوله، ونشر جميع الخطب التي ألقاها القادة السوريون حول لواء الاسكندرونة في كتيبات لكي ينصب اهتمام السوريين بلواء الاسكندرونة ويكفون عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وأضاف ساسون أن توجد في حلب معارضة قوية ضد الحكومة والتي يمكن استغلالها بسهولة، وأن صحف حلب ستكون على استعداد لنشر مقالات تهاجم الحكومة السورية والكتلة الوطنية؛ لإهمالها مسألة لواء الاسكندرونة.

5- إثارة الصحف الانجليزية وحثها على مهاجمة حكومتي سوريا وفرنسا لأنهما تسمحان للصحافة السورية وللسوريين التدخل تدخلاً فعلياً في قضية فلسطين[44].

فقام القسم العربي بالدائرة السياسية بالوكالة اليهودية بشراء عدد من الصحف العربية في عام 1938م، ويذكر إلياهو ساسون: “أنه علاوة على عملية نشر المقالات في الصحف العربية، قام القسم العربي بعملية أخرى تفوق أهميتها نشر المقالات، وشراء الصحف العربية في سوريا ولبنان، نجحنا في صيف عام 1938م في شراء خمس صحف ثلاث في بيروت واثنتين في دمشق، وكان بإمكاننا شراء عدد آخر من الصحف، ولكن لم تكن لدينا الميزانية المطلوبة، لذلك اضطرنا إلى وقف العلاقة، بعد وقت قصير مع الصحف التي كنا قد اشتريناها”[45].

كانت وظيفة الصحف التي قامت الدائرة السياسية بشرائها أن تنشر المقالات والأخبار التي كانت تزودها بها الوكالة اليهودية، والامتناع عن نشر مواد الطرف الآخر المعادية للصهيونية ومواد الدعاية الأجنبية والتقريب من وجهات النظر العربية والصهيونية، وإدانة المقاومة العربية في فلسطين، واتخاذ موقف مؤيد للصهيونية في كل ظاهرة سياسية[46].

علاوة على شراء الصحف والمقالات المدسوسة، أصدر القسم العربي في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية منذ بداية عام 1938م، نشرة “إخبارية صهيونية”، وكانت تصدر خمس مرات في الأسبوع ويطبع منها 300 عدد ترسل إلى الصحف المهمة، والوزارات، والقيادات في سوريا ولبنان والبلدان الأخرى، كما أصدر القسم العربي في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية كتيبين في بيروت في صيف عام 1938م، وبأسماء عربية مستعارة، دار موضوعهما حول (البركة الاقتصادية) التي جلبها الصهاينة إلى فلسطين والمقاطعة العربية للمنتجات الصهيونية في فلسطين، وكذلك نشر القسم العربي عدة مرات، آلاف المنشورات باللغة العربية تحت أسماء عربية مستعارة، ضد المقاومة الفلسطينية، وزعت تلك المنشورات مرات عديدة في سوريا ولبنان وعواصم عربية أخري[47].

نشر مقالات مدسوسة في الصحف العربية:

كثفت الوكالة اليهودية نشر مقالاتها في الصحف السورية في بداية تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1937م، فقد أرسل إلياهو ساسون إلى عميل الوكالة اليهودية الصحفي ع.ع ثلاثة مقالات لنشرها، وتم نشرها في صحيفتين دمشقيتين، والثالث في صحيفة الدستور في حلب، وأثار المقال الذي نشر في صحيفة الدستور بتاريخ 3 تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1937م، ضجة كبيرة في حلب، فقد جاء في المقال المدسوس على شكل افتتاحية في الصفحة الأولى أخذ عنواناً رئيساً: “نحن أولي بلجنة دفاع عن سورية من لجنة دفاع عن فلسطين وباقي الدول العربية، وأن ينصرف السوريون وهم في حالتهم الحاضرة المليئة بالفقر المدقع والاضطراب والاختلافات والتحزبات إلى معالجة المشكلة الفلسطينية وغيرها، وهم على ما هم عليه من تفكك وخور؛ فذلك فضلاً عن أنه يؤخرهم عن تدارك أمرهم الذي قد يؤدي إلى الهلاك والدمار، فهو يؤدي إلى الهزأ منهم والاستخفاف بهم من جانب الأجانب الطامعين، فنحن والحالة هذه أولي بلجنة دفاع عن سوريا منا عن لجنة دفاع عن أيت بقعة من بلاد العرب العزيزة ولا نظن أن عاقلاً مهما بلغ من التهور والتطرف يترك باب داره مفتوحاً أمام عصابات اللصوص المحدقة به من كل صوب، ويهب لمساعدة جاره المنكوب بدوره بهؤلاء اللصوص”[48].

ونشرت الدائرة السياسية في بيروت ودمشق، في كانون أول (ديسمبر)عام1937 م،28 مقالاً مدسوساً في 11 صحيفة بثمن 1،75جنياً فلسطينياً للمقال الواحد [49].

بعد عودة إلياهو ساسون إلى القدس اجتمع مع موشيه شاريت، الذي أبلغه أمرين مهمين، هما:

  1. أن ميزانية الدائرة السياسية للوكالة اليهودية لا تسمح باستمرار نشر المقالات في الصحف السورية واللبنانية بوتيرة مرتفعة.
  2. نشر 28 مقالاً خلال أحد عشر يوماً هو وتيرة عالية وبالضرورة يثير الشكوك ويقود إلى كشف المقالات المدسوسة.

وبناءً على ما سبق قرر شاريت الموافقة على نشر مقالين فقط أسبوعياً في الصحف اللبنانية والسورية[50].

أثار قرار شاريت امتعاض إلياهو ساسون وأنه لن يستسلم، فقد أرسل ساسون رسالة مطولة إلى شاريت يشرح فيها الأسباب المهمة التي توجب استمرار نشر المقالات في الصحف السورية واللبنانية بوتيرة عالية، وليس مقالين في الأسبوع كما قرر شاريت، وبعد أن أشار إلى التحديات المهمة التي تواجهها الصهيونية من النواحي الأمنية والسياسية، وإلى “الدعاية الفلسطينية المكثفة” في الصحف السورية واللبنانية، أكد ساسون على ضرورة الاستمرار في نشر المقالات، وعارض قرار شاريت، وأورد العوامل والأسباب لإقناعه للعدول عن قراره، وفي ختام رسالته طلب منه إعادة النظر في قراره[51].

في أعقاب رسالة ساسون إلى شاريت، وبعد أخذ ورد بينهما، تخلى شاريت عن موقفه السابق والقاضي بنشر مقالين اثنين فقط في الأسبوع في الصحف اللبنانية والسورية، وعلى أثر ذلك، قدم إلياهو ساسون، في أواخر كانون أول (ديسمبر) عام 1937م، قدم له برنامج عمل وضح في مقدمته أن تأثير تلك المقالات على النخب والرأي العام في سوريا ولبنان لن يظهر على الفور، وإنما سيتضح تأثيرها بعد عام أو على الأقل بعد نصف عام، شريطة أن تستمر عملية نشر المقالات بثبات وانتظام[52].

ومن أجل تحقيق ذلك اقترح إلياهو ساسون، بناءً على تجربته ومعرفته بأصحاب ومحرري الصحف السورية واللبنانية وعلاقاته معهم، وأخذاً بعين الاعتبار مدى انتشار الصحف؛ نشر المقالات المدسوسة في سبع صحف، ثلاث صحف منها سوريا، هي: “فتى العرب” و”الإنشاء” و”الأيام”، وأربع صحف، لبنانية هي: “صوت الأحرار” و”بيروت” و”لسان الحال” و”النهار”[53].

وأشار ساسون أنه عند الحاجة أو عند عدم القدرة في نشر المقالات في أي من الصحف المذكورة ؛ فإنه سيستعمل صحفاً أخرى، وأضاف أنه من الأفضل نشر مقالات أكثر في الصحف السورية من الصحف اللبنانية؛ ولكن الصحف السورية، وفق معرفة وتجربة ساسون، تدقق جداً في مضمون واتجاه المقالات، وفي بعض الأحيان ترفض نشرها حتى مقابل ثمن مرتفع، وأعاد ساسون ذلك إلى اهتمام الصحف السورية بما أطلق عليه “البرستيجا” وإلى علاقاتها مع القيادات الفلسطينية الموجودة في سوريا ولبنان، وإلى الدعم المالي الذي كانت تحصل عليه من الحكومة السورية ومن حكومات أجنبية، ولكنه ذكر أن الصحف اللبنانية وخاصة الصحف المذكورة أعلاه، أكثر انتشاراً في فلسطين والبلاد العربية الأخرى من الصحف السورية، وأضاف أن ” بعض الصحف اللبنانية معنية لأسباب سياسية واقتصادية، بوقف المقاومة في فلسطين وبالحرب ضد الدعاية الأجنبية وبتطور المشروع الصهيوني”[54].

ورأي ساسون، في برنامج عمله، أن تكون وتيرة النشر مقال واحد في الأسبوع في كل صحيفة من الصحف السبعة، أي 28 مقالاً في الشهر، واعتقد ساسون أن تلك الوتيرة ليست مرتفعة، خاصة في ضوء “نشاطات المفتي الحاج أمين الحسيني والدعاية الأجنبية”، وأضاف أن تلك الوتيرة تمكن الوكالة اليهودية من معالجة مواضيع مختلفة، وتستجيب إلى مطالب الصحف المالية وتبعد الشبهات عن صحيفة أو صحيفتين إذا ما انفردتا في نشر المقالات[55].

وبناءً على تجربته السابقة رأى ساسون ضرورة رصد 60 جنياً فلسطينياً في الشهر لدفعها للصحف المذكورة مقابل نشر المقالات، وأنه ينبغي استغلال المقالات وإعادة نشرها في الصحافة الإنجليزية والأوروبية والإشارة لها في “وكالة الشرق”، ومن أجل نجاعة العمل وإغنائه ومناقشة مواضيع المقالات، اقترح ساسون عقد اجتماع أسبوعي بين كبار جهاز المخابرات التابع للوكالة اليهودية يشارك فيه بالإضافة له كل من إلياهو ابشتاين وآهرون حاييم كوهين[56].

يتضح من تقارير إلياهو ساسون أنه واصل نشر المقالات المدسوسة في الصحف السورية واللبنانية وحاول توسيع عدد الصحف التي ينشر بها المقالات.

لم تكن المبادرة لنشر مقالات مدسوسة مؤيدة للصهيونية في الصحافة اللبنانية والسورية تأتي دوما من جانب الوكالة اليهودية؛ ففي العديد من الحالات جاءت المبادرة من أشخاص من سوريا ولبنان ؛ ففي رسالة بعثها إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت يتضح أن الصحافي م. ن، بادر واتصل بالوكالة اليهودية بغرض نشر مقالات مؤيدة للصهيونية في الصحف السورية واللبنانية، وذكر ساسون في تلك الرسالة: “اجتمعت اليوم وفق تعليماتك مع م. ن. وتحدثت معه حول اقتراحه نشر مقالات في صحف بيروت ودمشق”، وقدم م. ن. في ذلك الاجتماع، بعد تلقيه توضيحات وتوجيهات من إلياهو ساسون، اقتراحا إلى الدائرة السياسية للوكالة اليهودية بنشر 75 مقالا مؤيدا للصهيونية، كل ثلاثة شهور، في أربع صحف ؛ ثلاثٌ منها في بيروت “النهار” و”الأحوال” و”الحديث” وواحدة في دمشق “الاستقلال”، وطلب م. ن، في اقتراحه أن يتقاضى جنيهين فلسطينيين مقابل كتابة ونشر كل مقال والحصول على مبلغ 12 جنياً فلسطينياً مع انقضاء كل دورة ثلاثة شهور[57]، وتضمن اقتراحه نشر المقالات باسم هيئات تحرير الصحف المذكورة أو باسم صحافيين معروفين، وأن تعالج المقالات مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، تحددها له الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، كل أسبوع، ويضيف إلياهو ساسون: “أنه وعد م. ن، أن يعطيه جوابا من شاريت خلال أيام قليلة، وقبل مغادرة م. ن. القدس، وتظهر تقارير أخرى أن م. ن. باشر العمل وفق الصيغة التي اتفق حولها مع إلياهو ساسون ولكن بوتيرة نشر أقل”[58].

أما بخصوص الصحافة في لبنان اقترح إلياهو ساسون في رسالته إلى برنارد جوزيف؛ نائب رئيس الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، إرسال رسالة شخصية إلي رئيس الجمهورية اللبنانية أميل أده، ولفت انتباهه إلى ما تنشره الصحف اللبنانية وإلى ردود فعلها الشديد على ما يجري في فلسطين، وأن يعرب جوزيف في رسالته عن أمله “أن تقوم الحكومة اللبنانية التي حافظت خلال كل الفترة على حيادها تجاه القضية الفلسطينية، بالطلب من الصحافة اللبنانية الكف عن التدخل في القضية الفلسطينية[59].

زار دافيد يلين، أحد مسئولين الدائرة السياسية القاهرة، وثم تبعه الكولونيل فريدريك كيش رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، والتقي كل منهما مع المسئولين في مصر، مع قادة الطائفة اليهودية فيها، ووفق تقرير كيش، حققت زيارتهما النتائج التالية:

أولاً: تنظيم مجموعة من اليهود المصريين للقيام بنشاطات في الصحافة المصرية من أجل مواقف مناصرة للصهيونية.

ثانياً: مصادرة الحكومة المصرية كراسات مناهضة للصهيونية التي نشرت في مصر.

ثالثاً: تنظيم مجموعة من العملاء للعمل لصالح جهاز مخابرات الوكالة اليهودية[60].

وخلال الحرب العالمية الثانية، أراد رئيس وزراء مصر النحاس باشا تكوين وحدة سياسية عربية، ففي آيار(مايو) عام 1943م، أرسل إلياهو ساسون رئيس الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية تقريراً حول أهمية خطة النحاس باشا، وحول الأهمية التي تتصدرها مصر في النشاطات الدولية العربية، ولقد اعتبر ساسون مؤتمر الإسكندرية الذي دعي إليه النحاس باشا لتكوين وحدة عربية ستكون له أبعادٌ كبيرة على قضية فلسطين[61].

عقد المؤتمر في أيلول (سبتمبر)عام 1944م، فقام القسم العربي في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، بإرسال مبعوثيه من العرب والصهاينة، وعلى رأسهم رؤوفين شيلواح لمتابعة ما يحدث في القاهرة والإسكندرية، ولقد أرسلوا تقارير حول كافة التحركات العربية في مصر، وخصوصاً المبعوث الفلسطيني للمؤتمر موسي العلمي إلى الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، وخلال أيام المؤتمر تابع أعضاء القسم العربي التطورات والنقاشات في الإسكندرية، ومتابعة الصحف العربية والمحلية وردود أفعال السكان[62].

مؤتمر الإسكندرية أبرز أهمية مصر ودورها المركزي في السياسية العربية، ومسألة فلسطين، فقد أرسل أحد العملاء العرب الذي يعمل لصالح القسم العربي للوكالة اليهودية تقريراً خلال انعقاد المؤتمر يوضح فيه أن تدخل مصر في القضية الفلسطينية سوف يتزايد، وأن مصر ستلعب دوراً مهماً في المستقبل في تلك القضية، وأنه يجب البدء بالعمل على تحييد مصر، عبر نشاطات سياسية واقتصادية واجتماعية سرية، وقد اهتمت الوكالة اليهودية بشكل فعال مع ذلك التقرير، وقررت تفعيل دور الصهاينة في مصر في الأروقة السياسية، وقصر الملك فاروق، وتقوية العلاقات مع قنصل مصر في فلسطين محمد فوزي، والذي حل بعده عبد المنعم مصطفي وتم العمل على تجنيدهما لصالح الدائرة السياسية للوكالة اليهودية[63].

ومنذ عام 1945م، أصبحت مصر مركز اهتمام الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، ولقد تم تفعيل شبكة من العملاء العرب مع مصر، وإلى جانبهم شبكة سرية تابعة للوكالة اليهودية ؛ فاهتم القسم العربي في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية بالدرجة الأولى بنشاطات الفلسطينيين داخل مصر، حيث تم إرسال عدد من العملاء من فلسطين لمراقبة الوفود التي تخرج من فلسطين إلى مصر، ونقل كافة تحركاتها إلى فلسطين، وتم التركيز على علاقة الفلسطينيين بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والكشف عن التعاون بينهما خصوصاً في إرسال السلاح لفلسطين، أو إرسال مجموعات المتطوعين ومحاولة إنشاء مجموعات للجماعة في فلسطين، فصارت جماعة الإخوان المسلمين أحد أهم بؤر الاهتمام للقسم العربي في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، حيث تم الكشف عن نية جماعة الإخوان المسلمين إرسال السلاح والمتطوعين إلى فلسطين عبر صحراء سيناء لمساعدة الثوار الفلسطينيين؛ ولأجل تلك المهمة أرسلت الوكالة اليهودية إلى مصر رجل الاستخبارات عكف عيني[64]، الذي كان رئيس القسم السياسي والعربي في هشاي بمدينة القدس[65].

خلال فترة انعقاد مؤتمر الإسكندرية عام 1944م، تم الاهتمام بجمع المعلومات عن كافة الشخصيات العربية التي حضرت للمؤتمر، أدق تفاصيلهم الشخصية، رواتبهم، وأملاكهم، وعلاقاتهم، ومواقفهم، خلال تلك المعلومات تم الحصول على مستندات مهمة من المؤتمر، ومن القمم العربية وبروتوكولاتها التي أقيمت في مصر، ودول عربية أخرى، حيث تم متابعة رئيس القمة العربية عزام باشا، وسفرياته ولقاءاته بالقيادات العربية، والحصول على معلومات حول ميزانية القمة العربية، وبنيتها الإدارية، ومخططاتها المستقبلية خصوصاً فيما يتعلق بفلسطين[66].

أحد أهم انجازات إلياهو ساسون في تلك الفترة في القاهرة، تجنيد الصحافية بولند هرمر[67]، وكانت تلقب “بنكول”، التي استطاعت خلال فترة قصيرة وبمهاراتها الصحفية اختراق الأروقة السياسية المصرية، وخصوصاً قصر الملك فاروق، واستطاعت تكوين علاقات مهمة مع سياسيين بارزين في مصر، وتجنيدهم والحصول منهم على معلومات مهمة، وتم تخصيص راتب شهري لها، وتمكنت من نقل معلومات مهمة من داخل الأروقة السياسية المصرية حول القمة العربية، والمواقف اتجاه القضية الفلسطينية، والقضايا الاقتصادية، وتمكنت من مقابلة عدة شخصيات مهمة في مصر من المحامين والسياسيين والقادة وكان أبرزهم الملك فاروق، وقامت بإنشاء علاقات حسنة مع بلاط الملك في مصر، ومع شخصيات بريطانية مركزية في مصر[68].

كما وجندت الدائرة السياسية الصحفي الصهيوني جوهان كمحي من أصل بريطاني، الذي استطاع مقابلة عدد من الشخصيات المهمة في مصر مثل علي ماهر باشا، والنقراشي باشا، ونقل معلومات مهمة عن مواقفهم تجاه قضية فلسطين وسوريا[69]،ومصدر آخر للمعلومات اعتمد عليه القسم العربي في نشاطاته السرية، كان الضابط البريطاني الكبير في شرطة القاهرة، ريتشارد جليسن، رئيس البوليس السري في القاهرة، وعمل مع الوكالة اليهودية مقابل المال[70].

أن الاهتمام بمصر وأحزابها وما يحدث فيها، صار المجال الأهم والأكثر تركيزاً للدائرة السياسية للوكالة اليهودية عام 1948م، حيث تم تخصيص 50% من إجمالي المصروفات تلك الدائرة للعمل في مصر من أجل إعداد الشبكات وعملاء لمتابعة ما يحدث في مصر[71].

ت) بث الخلافات والتضليل:

أسهم قسم العربي في الدائرة السياسية بالوكالة اليهودية في إثارة الخلافات وتفجير الصراعات وبث الفرقة في الصف العربي، مستخدمة مختلف الوسائل، ومعتمداً على الرشوة تارةً، وتضليل المعلومات تارة أخرى، فمثلاً:

كانت تُدفع الأموال لمجموعات من العرب المضربين لكي يعودوا للعمل أثناء الإضراب الذي عم فلسطين عام 1936م، وتم تزوير منشورات باللغة العربية تحمل تواقيع منظمات لا وجود لها على أرض الواقع مثل: “منظمة سواقي فلسطين الوطنيين”، وكان ذلك المنشور يوجه النقد للقيادة الوطنية ويحاول تشويه سمعتها، وإيجاد شرخ بينها وبين قاعدتها الشعبية، وحصل القسم العربي بالدائرة السياسية على مراسلات بين شخصيات عربية بارزة مثل: عوني عبد الهادي زعيم حزب الاستقلال، حيث استغلت لدراسة الأوضاع السياسية في الجانب العربي[72].

حاول القسم العربي تشويه العمل الوطني الفلسطيني المسلح، بالتنسيق والتعاون مع الانتداب البريطاني في فترة الثورة الفلسطينية عام 1936م، فاتهمت بعض الجماعات المسلحة بأنها حفنه من اللصوص والقتلة (مثل جماعات العرانيط – أبو جلدة)[73]، لإيقاع الشك والخوف في صفوف الشعب، وغذى القسم العربي الصراع بين قيادات الثورة من الريف الفلسطيني، والنخب العائلية في المدن الفلسطينية؛ مما أدى إلى رحيل عدد كبير من تلك العائلات إلى خارج فلسطين[74].

اتبعت الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية قاعدة الاختراق؛ فتطبقها في مجال الإعلام للدول العربية؛ فأسست الدائرة السياسية للوكالة اليهودية وكالة أبناء الشرق باللغة العربية، في كانون ثانٍ (يناير) عام 1934م، مؤسسها ناحوم فيلنسكي[75]، وسجلت رسمياً في القاهرة تحت مسمي وكالة الشرق- شركة تلغرافية لإذاعة الأنباء السياسية والاقتصادية والمالية، ومنذ إنشاء (وكالة الشرق)، ظلت الوكالة اليهودية تزودها بالمواد الصهيونية الدعائية الإعلامية لنشرها وتوزيعها على الصحف الصادرة في البلدان العربية[76].

وطالبت قيادة الوكالة وكالة الشرق بأخذ الحيطة والحذر وإخفاء العلاقة بينهما كلياً، والتظاهر بالحيادية وإبراز الأرقام والحقائق بخصوص تطوّر المشروع الصهيوني، وذلك؛ لكيلا تتعرض وكالة الشرق للمقاطعة من قبل الصحافة العربية.

طالب رئيس الدائرة السياسية موشية شاريت وكالة الشرق قائلاً لهم:” علينا إغواء ونيل رضا الصحف العربية بتزويدها أخباراً مثيرة وحيوية تتعلق بما يحدث في عالم الشرق الأوسط السياسي، ولكن عندما نكون معنيين تحويل موضوع ما إلى موضوع مثير فأنك ستقوم بذلك بحذر وتكتيك”[77].

وضع حاييم فيلنسكي نصب عينيه هدفاً سياسياً كبيراً، منع قيام جبهة عربية موحدة ضد الصهيونية، من خلال شق شرخ واسع بين الحركة الوطنية الفلسطينية والأقطار العربية، وجعل مصاعب أمام الحركة الوطنية، وفي ضوء ازدياد التعاطف مع الشعب الفلسطيني، اقترح حاييم فيلنسكي شن حملة إعلامية في الصحف العربية لخلق انطباع عن الصهيونية في الرأي العام العربي، مغاير ومنافض لماهيتها ولأهدافها، وإظهارها وكأنها تحب السلام وتسعي لتحقيقه[78].

واقترح َحاييم الشروع بهجوم سلام كبير وذلك عبر نشر مقالات في الصحافة الصهيونية في فلسطين تدعو إلى السلام مع العرب لتقوم وكالة الشرق بترجمتها ونشرها في الصحافة في الأقطار العربية[79]، واعتقد حاييم أن تلك الحملة يتوجب أن تتوجه إعلاميا ً ليس إلى الفلسطينيين وإنما إلى البلدان العربية التي يمكن أن تتأثر بها وكذلك إلى الدوائر الأوروبية المهتمة بفلسطين[80].

استمر نشاط وكالة الشرق سنوات طويلة زرعت خلالها المعلومات الرامية إلى الإساءة الوطنية الفلسطينية، وإلى خلق وتغذية الصراعات العربية – العربية، وإلى غرس أوهام حول سعي الصهيونية إلى تحقيق السلام، واستخدم العديد من قادة الوكالة اليهودية صفة مراسلي وكالة الشرق، وفي مقدمتهم إلياهو ساسون، وفي زياراتهم الكثيرة للعواصم العربية في تلك الفترة، للتغطية على عملهم التجسسي ضد العرب[81].

ث) تهريب المهاجرين:

استخدمت المؤسسة الأمنية للوكالة اليهودية التهريب في جلب المهاجرين الصهاينة، فاتبعت عدة طرق، منها:

1- التهريب عبر الطريق البرية:

تركزت جهود الهجرة على (إنقاذ) الصهاينة من مخيمات الاعتقال النازية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية (1939م-1945م)، فدخل بعض المهاجرين بتصاريح حسب حصص الكتاب الأبيض لعام 1939م، والغالبية العظمي دخلوا فلسطين ضمن الهجرة السرية، عن طريق البر والبحر من أوروبا والشرق الأوسط بما يخالف أوامر الحكومة البريطانية[82]،وكانت طريقة التهريب البرية عن طريق الحدود، وقام بها اليهود والعرب (البدو) وكان التهريب عبر طريق سوريا ولبنان، والأردن، ومصر، فقد تم نقل (1350) مهاجرا ًيهودياً عبر سوريا[83].

ضاعفت مؤسسة الهجرة (ب) (الموساد) نشاطها للهجرة السرية في الدول العربية وتمكنت من نقل حوالي 3500 مهاجر عن طريق التسلل البري، وكان معظمهم من سوريا ولبنان والباقون من العراق وإيران ومصر، ولقد أولت السلطات البريطانية رعاية خاصة لصد الهجرة السرية البرية التي تدفقت عبر الحدود اللبنانية والسورية إلى المستوطنات الشمالية[84].

اهتمت الهاغاناة بالعراق، وأرسلت مبعوثين من طرفها لتشكيل شبكات تابعة للهاغاناة، وأبرز هؤلاء المبعوثين (أفيغور)، الذي نسَّق مع منظمة (شباب الإنقاذ) وتم تشكيل فرع للهاغاناة في بغداد، وتم تسليح الأعضاء، ففي عام 1942م، أرسلت هشاي ثلاثة من قادتها للعراق للتخطيط لعمليات هدفها افتعال (اعتداءات) على اليهود وترويعهم لدفعهم للهجرة إلي فلسطين[85]، وقد استفادت الهاغاناة من مطلقة يهودية في مصر هي (يولندا جياني) في تهريب آلاف اليهود من المغرب وتونس وليبيا ومصر، بواسطة تزوير وثائق السفر ودفع رشوات وتجنيد عملاء[86]، وكان شلومو هيلل المسؤول عن تهجير يهود العراق، قد اتفق مع شركة لبنانية على نقل اليهود من العراق إلي لبنان بصفتهم سياحاً، مقابل 25 ليرة فلسطينية عن كل شخص، فوافقت الشركة[87]، وكان دام رام قائد الهاغاناة في العراق قد غادرها في نيسان (أبريل)عام 1946م، حتى وصل مردخاي بن تسور في كانون أول (ديسمبر) عام 1946م، ونشَّط المنظمة[88].

2- التهريب عبر البحر:

بعد 9 تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1938م، عندما أطلق شاب يهودي النار على الدبلوماسي الألماني فون راث في باريس، قرر الموساد (ب)، القيام بأعمال انتقامية ضد اليهود؛ لإجبارهم علي الهجرة إلي فلسطين، وفي آذار (مارس) عام 1939م، غادرت برلين الدفعة الأولى إلى يوغسلافيا في طريقها إلى فلسطين، كما استخدمت رومانيا كبلد نزول، وأقيم فيها مكتباً لإدارة لهجرة السرية، واستخدم اليهودي النمساوي سترومز لتنفيذ التعليمات، حيث التقي مع بارجيلاد لترتيب الأمور، وفي تموز(يوليو)عام 1939م، تم إرسال شحنة من المهاجرين السريين عبر البحر المتوسط والبحر الأسود من هولندا عبر الأطلسي[89].

اعترض الأسطول البريطاني في 22 تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1940م، في حيفا سفينتي بسفيك وميلوس، اللتين كانتا محملتين بحوالي( 1800) مهاجراً وعند عدم مقدرة الطاقمين استصدار التصاريح أمرت الوكالة اليهودية أفراداً من الهاغاناة بتعطيل السفن؛ لمنعها من الرجوع، لكن الهاغاناة أخفقت في إتمام المهمة بالشكل المناسب ؛ مما أدى إلي غرق (250) مهاجراً، ولإخفاء الحقيقة، أعلنت الوكالة اليهودية أن المهاجرين فضلوا الانتحار على أن يغادروا فلسطين، وقد خفت حدة التوتر لدي الرأي العام اليهودي عند سماح القوات البريطانية للناجين بالعبور إلي فلسطين[90].

في 25 تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1940م، سمع ركاب سفينة أتلنتك المحتجزين صفارة إنذار وأمر المسافرون بالقفز في الماء بعد دقائق غرقت السفينة بفعل الانفجار، وقتل (240) مهاجراً إضافة إلى عشرات رجال الشرطة البريطانية؛ مما أثار غضب السلطات البريطانية وإدارتها وقد سُمح للناجين دخول فلسطين على سبيل الرأفة بهم[91].

أوقفت السلطات البريطانية في أواخر تشرين ثانٍ (نوفمبر) عام 1940م، ثلاث سفن تحمل على متنها 3642 مهاجراً، ونقلت نصفهم إلى سفينة الركاب (باتريا) ؛ تمهيداً لإبعادهم إلى إحدى الجزر التي تحتلها بريطانيا في جنوب أفريقيا؛ فاستاءت الهاغاناة والوكالة اليهودية ، وسعتا لإبقاء المهاجرين فقررتا منع الإبحار، ولو كلف الأمر إغراق أو إعطاب السفينة، وكلفت الهاغاناة مائير مريدور؛ أحد كبار ضباط الهاغاناة بإعطابها، فغرس متفجرات موقوتة في السفينة، وحدث الانفجار مما أدى إلي غرق السفينة و267 مهاجراً في السفينة، بعد أن تصور هؤلاء الركاب أن الانفجار نجم عن غارة جوية على الميناء، فهرعوا إلى الغرف الداخلية، فوجدوا الماء يتدفق عليهم من الثقوب التي أحدثها الانفجار، فماتوا غرقاً[92].

أما سفينة أستروما فقد كانت تقل (769) مهاجراً التي أبحرت من رومانيا في 8 تشرين أول(أكتوبر)عام 1941م، وصلت عرض البحر مقابل فلسطين، لكن السلطات البريطانية أجبرتها على الرجوع إلى الميناء الذي انطلقت منه، وواجهت السفينة مشاكل، فقد توقف محركها عن العمل، فقامت سفينة جر بسحبها، لكنها غرقت وهي في عرض البحر، وغرق من كانوا على ظهرها، ويذكر إسحاق شامير: “أن انفجاراً حدث بداخلها، وغرقت بكل من فيها باستثناء شخص واحد”[93]، وكان غرقها في شباط(فبراير)عام 1942م [94].

تولي موشيه بن أشير في عام 1941م، مهمة تشكيل جهاز سري للاستخبارات في مصر لحث اليهود على الهجرة إلى فلسطين، وأبحرت من الإسكندرية أول سفينة من المهاجرين اليهود، وجند أشير عدداً من الضباط البريطانيين، واستفاد منهم في تهجير فتيات يهوديات بواسطة عقود زواج وهمية[95]، وفي عام 1943م، وساهم ديفيد هاميرى في تكوين استخبارات بالإسكندرية، وعيَّن على رأسه اليهودية روث كانيفر؛ فأنشأت شبكة لتزوير الجوازات وتأشيرات المرور، وسَّهل ذلك في تهجير اليهود من مصر إلى أوروبا ومنها إلي فلسطين[96].

ازدادت الهجرة السرية خلال الأشهر الأولى من عام 1946م، فقد نقل 1889 مهاجراً وبعد مماطلة الحكومة البريطانية في تنفيذ توصيات اللجنة الأنجلو أمريكية[97]، وصلت إلى فلسطين في أيار (مايو) 3 سفن هجرة سرية، نقلت 2680 شخصاً، وفي تموز (يوليو) وصلت 3 سفن أخرى نقلت 4179 شخصاً[98]، وفقاً لإجمالي إحصاءات (مؤسسة الهجرة ب)، فقد أبحرت 65 سفينة في الفترة ما بين 1945-1948م، من بلدان هي ايطاليا، وفرنسا، واليونان، ويوغسلافيا، وبلغاريا، ورومانيا، والجزائر، والسويد[99]، وبعد فترة العصيان العبري تم جلب 52 ألف مهاجر سري، إلى جانب 48 سفينة منعتها السلطات البريطانية من الوصول للشواطئ الفلسطينية، وأرغمتها على التوجه إلى قبرص لإفراغ حمولتها في مخيمات اعتقال مؤقتة هناك[100].

كان من أشهر المآسي التي نشرها الصهاينة وأذاعوا بها: حادثة أربعة سفن تحمل مهاجرين يهود وهي: باتريا (Patria)، وأستروما (Stroma)، باسفييك (Pacific)، وميلوس (Milos)[101].

فقد حملت باتريا عدداً كبيراً من المهاجرين السريين، ووصلت ميناء حيفا، وقد رفض البريطانيون السماح لهم بالرسو على شاطئ حيفا، وقبل أن تبحر تلك السفينة في خط العودة غرقت في ميناء حيفا بسبب انفجار ضخم وقع فيها، وادعي الصهاينة أن أولئك اللاجئين قد انتحروا لأنهم منعوا من الدخول إلى فلسطين، لكن الحقيقة أن ذلك الانفجار قد دبرته منظمة الهاغاناة[102].

نجحت سفينة (هبوتسيم) “المقتحمون” في الرسو على شاطئ تل أبيب في 4 كانون أول (ديسمبر) عام 1947م، وأنزلت 182 مهاجراً نقلوا على ظهرها من بيروت ودفع شلومو هيلل الأجرة لربانها اللبناني[103].

ج) زرع المصادر البشرية:

رومانيا

وصل إلى رومانيا في عام 1938م، كلٌ من روث كليجر[104]، ويوسف باربال بمساعدة رجل يوناني خبير بالشؤون البحرية كان يلقب بــــ (هاشمان)، وصارت رومانيا مسرحاً لعمليات الهجرة السرية، والتي من خلالها تحول إليها كل عملاء الموساد بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث كان يتواجد فيها (850) مهاجراً، وبعد وصول الجيوش الألمانية إلى رومانيا قتل أحد مساعدي (روث) وتم تهريبه روث للخارج؛ فتلاشت الهجرة السرية تدريجياً من أوروبا نهاية عام 1941م، وعاد عملاء الموساد إلى تل أبيب لمناقشة النشاط المستقبلي (للموساد)، حيث كان القرار التوجه إلى البلدان المجاورة سوريا، ولبنان، والعراق، وشمال أفريقيا، ومصر[105]

فينا:

احتلت ألمانيا فينا وصل إليها يهود افريئيل[106]، لتنظيم عملية نقل اليهود إلى فلسطين، وأقام علاقات مع الموساد في جينيف، وعقد بارجيلاد في عام 1941م، صفقة مع المخابرات البريطانية لبيعهم سفينة (ماريا) ليغلقوا بها (مصب الدانوب) بـ 15 ألف جنيهه وأن تنقل حمولة مهاجرين إلى فلسطين، ولكنها قامت برحلتين فقط[107].

بولونيا (بولندا):

جرت محاولات لتهريب يهود بولونيا من آسيا الوسطي عبر إيران عن طريق (بارجيلاد) وكانت أهم مشاكل الموساد المال ولذلك الغرض، توجه إلياهو غولومب قائد الهاغاناة إلى الولايات المتحدة وتوجهت (روث كليجر) إلى مصر، ونجحت في مهمتها في الإسكندرية، واستطاعت الاستعانة بأحد ضباط الاستخبارات الفرنسية في الشرق الأوسط، واستعملت حقيبتها الدبلوماسية كوسيلة الاتصال الرئيسة مع قيادة الموساد في تل أبيب ومصر[108].

اسطنبول:

استأنفت مؤسسة الهجرة (ب)(الموساد) نشاطها الأوروبي عبر مقر قيادتها الجديد في اسطنبول وتوجه إليها كلٌ من يهود افريل، بارجيلاد، تيدي كوليلك، ليفي شوارتز، ومن هناك أرسلوا المبعوثين إلى البلقان؛ لتنظيم الحركات اليهودية السرية، وتنظيم استئناف الهجرة، وبمساعدة (250) جندياً من يهود تلك البلدان، حيث انزلوا خلف خطوط الألمان في: (ايطاليا، يوغسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، بلغاريا، رومانيا، بولونيا) وبمساعدة أنصار التشيك)[109].

نشاطات بريشا

بدأ الروس بعد استسلام الرايخ الألماني في 6 أيار (مايو) عام 1945م، يحررون نزلاء المعسكرات في مناطق ألمانيا والنمسا حيث كان يتجمع 98 ألف مهاجر، وفي أوروبا بدأت مؤسسات الدولة تعود إلى عملها، وأعاد الروس إلى ألمانيا 15 ألف يهودي، واتخذت بريشا من باريس مقر قيادة لها وكلفت كلٌ من أفرايم ديكل، وبلكام كافتي للإشراف على المركز القيادي في براغ، حيث أصبحت تشيكوسلوفاكيا نقطة التجمع للهجرة اليهودية من أوروبا الشرقية، ومنها يتم الوصول إلى مرافئ البحر المتوسط ايطاليا، وفرنسا، ويوغسلافيا، عبر طرق وأوراق وتأشيرات متعددة، وقد زودت السلطات التشيكية (بريشا) بتسعة قطارات وأعطيت بريشا الصفة الشرعية لنشاطاتها مع تقديم معسكرات وتجهيزات، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية توجه يهود أفريل إلى يوغسلافيا، ووجد المساعدة من البوليس اليوغسلافي (أوبتاه) الذي منح (بريشا) التسهيلات ومعسكراً بالقرب من (زغرب)[110].

الفرع فرنسا

وصل شماريا زاميرىت إلى فرنسا، وتسلم القيادة في مرسيليا، بينما تواجد في باريس كلٌ من (شفيد، وأفريل، وبارجيلاد، وبينو، وروث)، وقدم الفرنسيون معسكر تجمع في مرسيليا، وبالتنسيق مع الكولونيل (آرنيست ويت) لبدأ النقل من ألمانيا تجاه مرسيليا[111].

الفرع ايطاليا

بدأ يهودا أرزاي يعمل في إيطاليا عام 1945، انطلاقاً من ميلانو وكان مبعوثاً للهاغاناة، وتولي مركز القيادة الميداني (للموساد)، واستخدم الجيش البريطاني والسرية اليهودية 461 كغطاء لنشاطاته بل وتمت سرقة المؤن والتجهيزات من معسكرات البريطانيين ببطاقات مزورة، كما أقام شبكات لاسلكية في أوروبا وربط اتصالاً مع قيادته في تل أبيب، وأشرف على الحصول على السفن، وتنظيم عملية الهجرة وتسلمت (ادا سيرىن) مهمة الاتصال بالسلطات الايطالية، كما تولى جنود البالماخ قيادة السفن[112]، وبعد قرار بريطانيا عام 1946م، بسحب الوحدات اليهودية (461-462) إلى شمال أفريقيا أنشأ ارزاي ومساعدة نائبته (ادا سيرىن) وحدة عسكرية وهمية تتبع الجيش البريطاني في ميلانو سميت بوحدة 421[113].

واستأجر أرزاي السفينة (فيد)، كأكبر سفينة حصلت عليها الموساد، والتي كان من المقرر إبحارها في يوم4 نسيان (أبريل)عام 1946م، ولكن تم حجز السفينة 33 يوماً في الميناء لاسبيزيا، وأضرب ركاب السفينة عن الطعام، واستغلت تلك القضية دعائياً لصالح الموساد وضد بريطانيا، وكانت نقطة انعطاف في الهجرة السرية حيث أبلغ مبعوثو (الموساد)، تنظيم إيجار عدة سفن في نفس الوقت، ونقل الركاب من سفينة إلى الأخرى في الأميال الأخيرة الثلاثة عن الساحل[114].

قبرص

أعلنت بريطانيا سياستها بشأن الهجرة السرية في الأسبوع الأول من آب(أغسطس)عام 1946م،فقد بنيت معسكرات في قبرص لنقل المهاجرين السريين الذين يقبض عليهم، ففي آب(أغسطس) عام 1946م، جرت أول عملية ترحيل إلي قبرص، في تموز(يوليو)عام 1947م، كان ما يزال 80 ألف مهاجراً صهيونياً، في معسكرات أوروبا، وجاءت عملية سفينة(الخروج من أوروبا عام 1947م)[115]، والتي انطلقت من جنوب فرنسا تحمل4230 مهاجراً من أوروبا الشرقية والغربية، وأشرف عليها (شاماريا زاميرىت) مبعوث الموساد في الجنوب الفرنسي، وقد حصل على تأشيرات كولومبية، وبتدخل بريطانيا لدي فرنسا- تم منع السفينة من الإبحار وأبحرت عنوة، وبعد معركة على السفينة أمام الشواطئ الفلسطينية، توجهت السفينة إلى ميناء حيفا وتم إخلاء حمولتها إلى 3 سفن، وتم إعادتهم إلى ألمانيا التي انطلقوا منه، ورفضت فرنسا وكولومبيا استقبالهم، وأعيدوا إلى معسكراتهم في ألمانيا عام1947م[116].

ح- التعاون مع المخابرات البريطانية:

فتحت الوكالة اليهودية المجال في التعاون مع المخابرات البريطانية في بداية عام 1940م،من خلال ذلك التعاون استطاعت الوكالة اليهودية شراء سفينة (دراين) من المخابرات البريطانية، وقدمتها للهجرة ب(الموساد) لاستخدامها في تهريب المهاجرين الصهاينة، جميع العلميات المشتركة بين المخابرات البريطانية والوكالة اليهودية التي تم تنفيذها رجال البالماخ، بواسطة، والوحدة( د) في المخابرات البريطانية (M.O.4.SOE)،،وهي وحدة خاصة في المخابرات البريطانية، كانت لها علاقات قوية مع قيادات الحركة الصهيونية، وبتلك العلاقات، تم التوصل لإنشاء مكتب التحقيقات في يافا بتاريخ 15تموز(يوليو)عام 1940م،، الذي يحقق مع المهاجرين الصهاينة، الذين هاجروا وهربوا من الدول التي تحت السيطرة الألمانية، ومن خلال ذلك المكتب توصل البريطانيين والوكالة اليهودية، على معلومات كثيرة لخدمة الحملات العسكرية ضد ألمانيا، وكما تم معرفة الوضع النفسي والمعنوي للسكان في الدول التي تسطير عليها ألمانيا، أعمال ذلك المكتب حازت على شكر وإعجاب القيادات البريطانية، من خلال المكتب تم التحقيق مع 4400مهاجر، وتم إعداد 1786ملف [117].

كانت إدارة المكتب تابعة للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، لقد كان المكتب فوائد من الناحية الصهيونية على محورين هما: الأول إثبات قدرة الصهاينة على المشاركة بجانب بريطانيا في الحرب، وقدرتهم على التعاون المشترك في مجال الاستخبارات، الثاني: أن تلك المعلومات جمعت، وبشكل ذاتي ومستقل، وأصبحت أرشيفاً، تم استخدامه كواجهة في كافة العلميات التي نفذت فيما بعد ضد ألمانيا في دول أوروبا في الفترة ما بين 1943-1944، في عام 1944م، تقرير إغلاق مكتب المعلومات بشكل نهائي [118].

خ- إنشاء شبكات عملاء في الدول العربية:

في آب ( أغسطس ) عام 1940م، قررت الوكالة اليهودية وبالتعاون مع المخابرات البريطانية، إرسال عملاء من الصهاينة الذين هم من مواليد الدول العربية المتواجدين في فلسطين، ويجيدون اللغة العربية ؛ ومن المهام المكلفين بها، هي : دراسة الوضع النفسي والرأي العام في الدول العربية، والبحث عن عملاء ألمان، وكشف مصادر تهريب السلاح، ومعرفة حركة الجيش، وأماكن مخازن السلاح، وأقاموا علاقات مع كثيرة مع العرب، لجمع المعلومات، وبث الإشاعات بين السكان العرب، التقارير التي كانت تصل مع العملاء تسلم لشيلواح، ثم يقوم بتسليهما للقيادة في الوكالة اليهودية لدراستها والاستفادة منها في العمل ضد العرب[119].

د- إنشاء شبكات لاسلكي في الدول العربية:

عرض جهاز المخابرات البريطانية على الوكالة اليهودية في عام 1942م، إنشاء شبكة ببث لاسلكي في فلسطين، وسوريا، لاستخدامها في نقل المعلومات بشكل مركزي، إذا تم احتلال فلسطين على يد الجيش الألماني، وتم إيكال المهمة إلى موشيه ديان، الذي اقترح في 15آب(أغسطس)عام 1941م، إنشاء محطة في عدة مناطق في فلسطين، وكل محطة يتم إرادتها وتشغليها ما بين 3-4 عملاء يقومون بتوفير المعلومات وتزيدوها للمخابرات البريطانية، عبر البث اللاسلكي، بريطانيا وافقت على الخطة بتاريخ 2أيلول(سبتمبر)عام 1942م،وطالبت الوكالة اليهودية من المخابرات البريطانية إجراء دورة تدريبية لـ20 عنصر، في مجال التخابر ونقل المعلومات عبر اللاسلكي، وبدأت الدورة في 29 أيلول(سبتمبر)عام 1942م،واستمرت شهرين، حيث شارك فيها 23 عنصر، تعلموا من خلالها كيفية استقبال الاشارات وبثها عبر اللاسلكي، وصارت الشبكة تعرف باسم الشبكة البريطانية لموشية ديان، أو شبكة موشية ديان[120].

أقيمت محطات اللاسلكي في القدس، وتل أبيب، والخضيرة، وحيفا، وتم الاستفادة من تلك الشبكة في عمليات إنزال المهاجرين الصهاينة في 1943-1944م، وعلى الرغم من ذلك؛ إلا الشبكة تم حلها في عام 1942م، حين ابتعد الخطر الأماني عن الشرق الأوسط[121].

خلاصة

مما سبق يتضح أن الوكالة اليهودية والأفرع الأمنية التابعة لها عملت في كل تجاه وبكل الوسائل الممكنة في سبيل تحقيق المشروع الصهيوني؛ وذلك من خلال إضعاف العرب والتعرف على مصادر القوة والضعف عندهم، والعمل على تشويه أفكارهم، وتخفيف معاداتهم للصهيونية، كما عملت على تهجير أكبر عدد مكن من الصهاينة إلى فلسطين، رغماً عن بريطانيا التي كانت قد وصلت إلى فكرة الخوف من وصول عملاء صهاينة إلى فلسطين عبر الهجرة اليهودية، لتنفيذ ذلك قامت الوكالة اليهودية باتباع العديد من القواعد الأمنية على مستويات متعددة، فعلى مستوي العناصر كانت يتطلب منهم رصد وجمع المعلومات عن العرب والقرى الفلسطينية، أما على مستوى المؤسسة، فكانت تقوم بتدريب العناصر على العمل الأمني، وتدرس المعلومات الواردة إليها من العناصر لدراسة المواقف الأمنية، أما على مستوى الجهات المعادية فاستخدمت اسلوب التجنيد العملاء من بعض العرب والفلسطينيين، واختراقات الصحافة العربية وخاصة أثناء ثورة 1936م،من خلال نشر مقالات مدسوسة في الصحف العربية، وقامت بث الخلافات وتضليل المعلومات، كما زرعت العديد من المصادر البشرية في الدول الأوربية لتجهير الصهاينة لفلسطين[122].


الهامش

([1]) محارب، عبد الحفيظ: هاغاناة إتسل ليحي، ص230؛ وثيقة رقم 4158 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي.

([2]) وثيقة رقم 4158 S25-، من الأرشيف الصهيوني المركزي.

([3]) يهودا، بافار: دبلوماسية وسرية في السياسة الصهيونية(بالعبرية)، ص 120.

([4]) قرية فلسطينية، من قرى قضاء الرملة انتدابياً، وفي عام 1596م، كانت تابعة لناحية الرملة / لواء غزة، تم احتلالها من الصهاينة في حرب عام 1948. (عراف، شكري: المواقع الجغرافية في فلسطين، ص444).

([5]) وثيقة رقم 3886/ Z4بعنوان تقارير حول العائلات الفلسطينية، الأرشيف الصهيوني.

([6]) محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص 23؛ روغيل، نقديمون: في الصهيونية(بالعبرية)، ج8، ص294.

([7])آشر ، جاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص45.

([8]) آشر، جاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص59.

([9]) تم إنشاء ” فرق السلام” بتوجيه وتمويل من استخبارات سلاح الجو البريطاني، مقابل أن تقوم تلك الفرقة بتقديم معلومات حول أماكن الثوار، وبالفعل تم اغتيال أحد أبزر قادة الثورة وهو محمد عبد الرحيم الحاج محمد علي على يد الجيش البريطاني بعدما تلقي معلومات عن تحركاته من قبل أحد قادة فرق السلام. (بلاك، ايان، موريس، بيتي: حروب إسرائيل السرية، ص63).

([10]) لطفي الحفار: هو لطفي بن حسن بن محمود الحفار ولد لطفي الحفار عام 1885 في دمشق، وتلقى المعارف الابتدائية والثانوية في المدارس الرسمية، ثم حصل على دروس خاصة في العلوم الاجتماعية والاقتصادية والمالية وحين أعلنت جمعية الاتحاد والترقي الدستور العثماني عام 1908، برزت جمعية العربية الفتاة وكان لطفي الحفار أحد أعضائها ومن أشهر خطبائها، عند دخول الفرنسيين سورية كان الحفار يعمل في التجارة، وكانت له جولات في الميادين الاقتصادية والمالية ولمع نجمه حين أبدى رأيه الجريء في موضوع الاتفاقات الجمركية التي عقدت بين السلطة الفرنسية وحكومة فلسطين ، شارك مع بعض الشباب بتأسيس جمعية «النهضة العربية» التي كانت سرّية في عام 1906، هدفها تحرير الوطن من الحكم العثماني، وبدأ بنشر مقالات في جريدتي «العرب» و«لسان الحال» تناول فيها موضوعات اجتماعية يحثّ القرّاء فيها على طلب العلم والعمل به، ويهاجم التعصب والجمود. تزوج عام 1911 بدمشق وأنجب خمس بنات وولداً واحداً، وتوفي عام 1968. (الموسوعة العربية: العلوم الإنسانية، مج8،367).

([11]) ديكل، أفرايم: نشاطات جهاز المعلومات (هشاي)(بالعبرية)، ص67.

([12]) لفن، أسا: هشاي؛ مخابرات الهاغاناة، ص78.

([13]) بلاك ، ايان، موريس، بيتي: حروب إسرائيل السرية، ص36.

([14]) سرور، عبد الناصر: العلاقات الأمنية بين الانتداب والصهيونية، ص219.

([15])آشر ، جاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص60.

([16]) آشر، جاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)،ص60.

([17]) ليف- عامي، شلومو: في الصراع والتمرد(بالعبرية)، ص 187.

([18]) الأحمد، نجيب: فلسطين تاريخاً ونضالاً، ص 268.

([19]): www.jewishagency.org (موقع الوكالة اليهودية – ملفات القرى العربية بالعبرية).

([20]) إيفن، شموئيل، قرانيت، عاموس: طائفة الاستخبارات الإسرائيلية (بالعبرية)، ص25.

([21])www.hagana.org.il (موقع الهاغاناة- سياح الهاغاناة حين يتنكر المخبرين، بالعبرية).

([22]): www.jewishagency.org (موقع الوكالة اليهودية – ملفات القرى العربية بالعبرية).

([23]) www.hagana.org.il (موقع الهاغاناة- ملفات القرى العربية بالعبرية).

([24]) بيسان: مدنية فلسطينية واقعة على ملتقي طرق مهم، طريق الغور والقادمة من الغرب في مرج ابن عامر، وهي ذات تربة خصبة ومياه وفيرة تصل إليها من عيون جالود غرباً، الأردن. (عراف، شكري: المواقع الجغرافية فلسطين، ص420).

([25]) أحد ضباط منظمة الهاغاناة، ومن مشاركي في وحدات الهاغاناة في التصدي للثوار العرب أثناء الثورة الفلسطينية عام 1936-1939م. (جابر، أحمد: إسرائيل إرهاب عنصرية، ص14).

([26]) قرية العريدس: أقيمت على بقعة قرية حداثا الكنعانية، يمر وادي عبدس إلى الشرق منها، وادي قريقع عند السوافير، وتقع ونحو 13 كم شرقي مجدل عسقلان، على ارتفاع 75م، عن سطح البحر. (عراف، شكري: المواقع الجغرافية فلسطين، ص467).

([27]) www.hagana.org.il (موقع الهاغاناة- سياح الهاغاناة حين يتنكر المخبرون، بالعبرية).

([28]) لفن، أسا: هشاي؛ مخابرات الهاغاناة، ص59.

([29]) آشر، جاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص53.

([30]) جابر، أحمد: إسرائيل إرهاب عنصرية، ص 19.

([31]) سرور، عبد الناصر: العلاقات الأمنية بين الانتداب والصهيونية، ص230.

([32]) صبري، بهجت: فلسطين خلال الحرب العالمية الأولي، ص250.

([33]) غلبير، يوآف: مخابرات الاستيطان 1918-1947م(بالعبرية)، ص296.

([34])روغيل، نقديمون: في الصهيونية(بالعبرية)، ج8، ص296.

([35]) محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص121.

([36]) روغيل، نقديمون: في الصهيونية(بالعبرية)، ج8، ص308.

([37]) محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص121.

([38]) محارب، محمود: المخابرات الصهيونية بدايات التجسس على العرب، ص122.

([39]) وثيقة رقم Z4-1336، من الأرشيف الصهيوني، بعنوان رسالة إلى وإيزمان، بتاريخ 29 نيسان (ابريل) عام1920م.

([40]) وثيقة رقم S25/9907، من الأرشيف الصهيوني، بعنوان رسالة قالمي إلى وإيزمان بتاريخ 6 حزيران (يونيو)عام 1920م.

([41]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة في، ص120.

([42]) وثيقة رقم 22229/ 25 بعنوان رسالة إلياهو ابشتاين إلى وديع تلحوق بتاريخ 24 كانون أول (يناير)عام1937م، الأرشيف الصهيوني.

([43]) وثيقة رقم 22229/ 25 بعنوان رسالة إلياهو ابشتاين إلى وديع تلحوق بتاريخ 24 كانون أول (يناير)عام1937م، الأرشيف الصهيوني.

([44]) ساسون، إلياهو: الطريق إلى السلام(بالعبرية)، ص78.

([45]) وثيقة رقم22210/ S25 بعنوان تقرير إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت في القدس، بتاريخ 19/ 7/ 1938م.

([46]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة في، ص125.

([47])وثيقة رقم22210/ S25 بعنوان تقرير إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت في القدس، بتاريخ 19/ 7/ 1938م.

([48]) محارب ، محمود: المقالات المدسوسة، ص123.

([49])وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 22/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([50]) وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 22/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([51]) وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 29/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([52]) وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 29/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([53]) وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 22/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([54]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة، ص 124.

([55]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة، ص 125.

([56])وثيقة رقم22179/ S25 بعنوان رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 22/12/1937م، الأرشيف الصهيوني.

([57])وثيقة رقم5568/ S25، رسالة إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت، بتاريخ 13أيار (مايو)عام 1938م، الأرشيف الصهيوني.

([58]) وثيقة رقم22835/ S25، رسالة بعنوان دافيد لوزيه إلى إلياهو ساسون، بتاريخ 19/7/1038م، الأرشيف الصهيوني.

([59]) ساسون، إلياهو: الطريق إلى السلام(بالعبرية)، ص80.

([60]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة، ص118.

([61]) يوآف، غلبير: نشاطات القسم السياسي في الوكالة اليهودية (بالعبرية)، ص24.

([62]) يوآف ، غلبير: نشاطات القسم السياسي في الوكالة اليهودية (بالعبرية)، ص25.

([63]) دروزة ، محمد عزت: القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، ج 2، ص69.

([64]) إيفن، شموئيل ، قرانيت ،عاموس: طائفة الاستخبارات الإسرائيلية(بالعبرية)،ص26.

([65]) يوآف ، غلبير: نشاطات القسم السياسي في الوكالة اليهودية (بالعبرية)، ص25.

([66]) دروزة ، محمد عزت: القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها، ج 2، ص77.

([67]) بولندا هارمر: وهي صحافية مصرية صهيونية، من أصول يونانية، عملت مراسلة لعدة صحف أجنبية، جندها إلياهو ساسون للعمل براتب مع جهاز المخابرات التابع للدائرة السياسية للوكالة اليهودية في القاهرة في عام 1945م، واستغلت مهنتها الصحافية ومظهرها في اختراق النخبة السياسية المصرية والعديد من النخب العربية في القاهرة، وخاصة تلك النخب العاملة في الصف الأول في جامعة الدول العربية، وأصبحت لعدة سنوات من أهم المصادر الاستخبارية للوكالة اليهودية في القاهرة، اعتقلتها السلطات المصرية بعد اندلاع حرب عام 1948 م، لعدة شهور، ويبدو أن علاقاتها بالنخبة المصرية العليا خدمتها، فأطلق سراحها ثم غادرت مصر إلى باريس في الثلث الأول من تشرين أول (أكتوبر)عام 1948؛ فاستأنفت عملها مع إلياهو ساسون، وفدت إلى فلسطين المحتلة في عام 1952.(وثيقة رقم70/3771، من الأرشيف الصهيوني بعنوان رسالة إلياهو ساسون رقم 45 من باريس في 16/10/1948).

([68]) يوآف ، غلبير: نشاطات القسم السياسي في الوكالة اليهودية (بالعبرية)، ص24.

([69]) إيفن، شموئيل، قرانيت، عاموس:طائفة الاستخبارات الإسرائيلية(بالعبرية)،ص28.

([70]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة في، ص120.

([71]) يوآف ، غلبير: نشاطات القسم السياسي في الوكالة اليهودية (بالعبرية)، ص26.

([72]) بلاك، ايان، موريس، بيتي: حروب إسرائيل السرية، ص30.

([73])جماعات العرانيط – أبو جلدة: مؤسسها أحمد المحمود الملقب ب) أبو جلدة(ولد في قرية طمون نابلس، اعتقلته القوات البريطانية بعد قتله ثلاثة من أقربائه بسبب خلاف على أرض في قريته وحكم عليه بالسجن المؤبد لكنه تمكن من الفرار، وكان أبو جلدة يقدِّس الأرض ويعتبرها أثمن ما في الوجود، وكوّن مع «العرميط» -صالح أحمد المصطفى- وهو من قرية بيتا جنوب نابلس، مجموعة شنت عمليات عدة ناجحة ضد القوات البريطانية والمنظمات الصهيونية.(أبو غريبة ، بهجت :في خضم النضال العربي الفلسطيني ،ص46).

government: A Survey of Palestinian, V0l.1., P45. Palestinian, ([74])

([75]) لم يعثر الباحث على تعريف بشخصيته.

([76]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة، ص118.

([77]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة، ص119.

([78]) وثيقة رقم3135/ S25 بعنوان رسالة فيلنسكي إلى ابشتاين، بتاريخ 15/12/1939م، الأرشيف الصهيوني.

([79]) وثيقة رقم3135/ S25 بعنوان رسالة فلينسكي إلى موشية شاريت بتاريخ بتاريخ 15/12/1939م، الأرشيف الصهيوني.

([80]) محارب، محمود: المقالات المدسوسة في، ص121.

([81]) وثيقة رقم22210/ S25 بعنوان تقرير إلياهو ساسون إلى موشيه شاريت في القدس، بتاريخ 19/ 7/ 1938م.

(4) The council of restoration and preservation of historic sites in Israel, www.us-israel.org.

(5) Esco Foundation for Palestine, (Author), Palestine: A study of Jewish, Arab and British Policies, P. 680.

Siker, Martin: The pangs of the messiah, P. 161 ([84])

Marlow, John: The Seat of Pilate, P. 171. ([85])

Dunner, Joseph: The republic of Israel, P. 57; ([86])

عمار، نزار: الاستخبارات الإسرائيلية، ص40.

([87]) عبد العزيز، هشام: النشاط الصهيوني في العراق، ص55.

([88]) السوداني ، صادق: النشاط الصهيوني في العراق، ص 165.

([89]) رون، تسفنج: البريطانيون والهجرة(بالعبرية)، ص67.

([90]) أفنري، إسحاق: تمرد الهجرة، خطة بن غوريون(بالعبرية)، ص46؛ طنوس، عزت: الفلسطينيون ماضٍ مجيد، ص261.

([91]) نمري، دافيد: الهجرة مخاطر واحتمالات(بالعبرية)،108.

([92])عبوشي ، واصف: فلسطين قبل الضياع، ص302-303؛ فولفانزون، أبرهام: دافيد بن غوريون(بالعبرية)، ص33.

([93]) السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص302.

([94]) مردخاي، ناؤور: الهجرة ب؛ باتريا وستروما(بالعبرية)، ص39

([95]) سعد، إلياس: الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة 1882-1968، ص34.

Lucus, Noah: The modern history of Israel, P. 196. ([96])

([97]) لقد سمحت اللجنة الانجلو أمريكية بإدخال 1000ألف يهودي بشكل عاجل، وإصدار قوانين جديدة تستند إلى سياسة حرة في بيع الأراضي وإيجارها والانتفاع بها. (حلاق، حسان: فلسطين في المؤتمرات العربية والدولية ،183).

([98]) بن يهودا ، شوحط : النضال من أجل الأمن والاستقلال(بالعبرية)،ص128.

([99]) السنوار ، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص389.

([100]) محارب ، عبد الحفيظ : هاغاناة،إتسل ، ليحي، ص 277.

[101]( Marlow, John: The Seat of Pilate, P. 171 ; Lucus, Noah: The modern history of Israel, P. 197.

([102]) مردخاي، ناؤور : الهجرة ب؛ باتريا وستروما(بالعبرية)،ص61؛

Marlow, John: The Seat of Pilate, P. 171.

([103]) محارب ، عبد الحفيظ : هاغاناة،إتسل ، ليحي، ص 275.

([104]) روث كلير: صهيونية رومانية الأصل، وكانت المرأة الوحيدة التي تعمل في الموساد آنذاك.

([105]) سالم ، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص30.

([106]) يهود افريئيل: ولد في النمسا عام 1917م، وفد إلى فلسطين عام 1939م، نشط في مؤسسة الهجرة ب (الموساد)، ساهم في شراء أسلحة من تشيكوسلوفيا، توفي عام 1980. (منصور، جوني: معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية، ص41).

([107]) ديكون، ريتشارد: الموسَّاد جهاز الموت الدامي، ص 46.

([108]) عمار، نزار: الاستخبارات الإسرائيلية، ص40.

([109]) سالم، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص31.

([110])سالم ، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص32.

([111]) عمار، نزار: الاستخبارات الإسرائيلية، ص41.

([112]) مركوفسكي، يعكوف: الوحدات البرية الخاصة للبالماخ (بالعبرية)، ص45.

([113])سالم ، وجيه، خلف، أنور: الوجه الحقيقي للموساد، ص33.

([114])مركوفسكي، يعكوف: الوحدات البرية الخاصة للبالماخ (بالعبرية)، ص46.

([115]) أكبر سفينة يمتلكها الموساد، وسميت لاحقا الاكسودس أو الخروج من أوروبا عام 1947.

([116]) بوعنز، ناحوم: معسكرات الإبعاد (بالعبرية)، ص45.

([117]) بوآر، يهودا: دبلوماسية وعمل سري في سياسة الصهيونية(بالعبرية)، ص 98-100.

([118]) آشر، حاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص73.

([119]) بوآر، يهودا: دبلوماسية وعمل سري في سياسة الصهيونية(بالعبرية)، ص 103.

([120]) السنوار، زكريا: منظمة الهاغاناة، ص276.

([121])آشر ، حاجي: مؤسسة رجل واحد (بالعبرية)، ص73؛ بوآر، يهودا: دبلوماسية وعمل سري في سياسة الصهيونية(بالعبرية)،ص 104.

([122]) الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close