fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي: يونيو 2018

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

المشهد السيناوي: يونيو 2018

مقدمة:

تقرير شهري يقوم على توثيق وقراءة للأحداث الجارية في شبه جزيرة سيناء، وايجاد منظومة ربط توثيقية ترصد التطورات الأمنية والعسكرية والحقوقية والاقتصادية، وهذا عن طريق رصد  وتتبع يومي للعمليات العسكرية الجارية على الأرض وتطورها، مع احصاء رقمي حول خسائر القوات المسلحة المصرية والمسلحين، بالإضافة لرصد الوضع الحقوقي والإنساني المترتب على هذا المشهد، وقراءة ذلك وفق الاتفاقات والمشاريع الاقتصادية التي يعلن النظام المصري عنها في شبه الجزيرة التي تعاني من حصار وتعتيم اعلامي من قبل النظام العسكري الحاكم في مصر، وحظر التجوال الذي يتم تجديده كل ثلاثة أشهر، ونركز في تقرير شهر يونيو ليس فقط على رصد اهم التطورات الميدانية، بل على الربط بينها وبين المشهدين الاقتصادي والحقوقي والتأثيرات المتبادلة ودلالاتها، وهذا على الشكل التالي:

أولاً: التطورات العسكرية والأمنية

رسم بياني يظهر المقارنة بين الخسائر العسكرية بين طرفي الصراع خلال ستة أشهر وفق ما نشر من مصادر الطرفين

1- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق بيانات المتحدث العسكري:

وفق ما أعلنه المتحدث العسكري للجيش المصري وعبر بيان عسكري واحد فقط حول العمليات العسكرية خلال هذا الشهر عن قيام قوات الجيش بـ: (قتل 32 مسلح، واعتقال 12 بتهمة أنهم عناصر تكفيرية، واحتجاز 84 مشتبه به، واكتشاف وتدمير عدد (21) هدف بقطاع العمليات، وعدد 272 وكر ومنزل وعشه ومخزن، وعدد من السيارات، وتدمير عدد  15 عبوة ناسفة، إلى جانب العثور على العديد من المهمات العسكرية والأسلحة والذخائر والأجهزة الإلكترونية).

2- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية، وفق ما تم رصده من بيانات المسلحين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية:

وفق ما تم رصده من قبل المعهد المصري للدراسات في شهر يونيو 2018، فقد كانت خسائر قوات الجيش والشرطة كالتالي: (مقتل ما لا يقل عن عدد (11) فرد عسكري بينهم عدد (2) ضباط و (1) صف ضابط، بالإضافة لاغتيال مهندس مدني يعمل لصالح وزارة الداخلية المصرية، وإصابة عدد (6) عسكريين على الأقل بينهم عدد (3) ضابط، حيث يتم التكتيم من قبل النظام المصري بشكل متزايد عن حجم الخسائر المنشورة، وقتل عدد (5) من المواطنين بتهمة التعاون مع قوات الجيش والشرطة، وعلى مستوى الاشتباكات والهجمات والكمائن فقد شن التنظيم أكثر من (7) عمليات ضد قوات الجيش والشرطة، واستهدف الكمائن والقوات العسكرية والأمنية بعدد (2) هجوم على الأقل، وفجر المسلحون أكثر من (10) عبوات ناسفة مضادة للمدرعات والأفراد، وقد أسفرت العمليات عن تدمير/ اعطاب (8) آلية عسكرية)، وهذا وفق ما استطعنا تسجيله.

3- العملية الشاملة سيناء 2018:

استمرت العملية الشاملة سيناء 2018 للشهر الخامس على التوالي بعد أن تم البدء فيها بتاريخ 9 فبراير، وكان تقييمنا وملاحظاتنا على العملية في الشهر الخامس كالتالي:

  • رغم مرور خمسة أشهر على انطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، فإنه لا يبدو في الأفق موعد محدد لانتهائها، حيث مازالت تجري مواجهات متقطعة بين بقايا أعضاء تنظيم ولاية سيناء في منطقة غرب رفح، في محاولة منهم لإبطاء عمليات تسريع تفجير المنازل وتجريف الأراضي الزراعية في المنطقة العازلة، في حين تتركز جهود قوات الجيش على استكمال اعمال تفجير وهدم المنازل وتجريف الأراضي الزراعة في المناطق التي تم اخلائها.
  • بدأت قوات الجيش في هذا الشهر الاستعداد لتنفيذ المراحل النهائية من المنطقة العازلة حيث ابلغت سكان منطقة أبو الحلو بجنوب مدينة رفح بالاستعداد للرحيل من منازلهم نظراً لأنه سيتم هدمها، ايضاً استهدفت قوات الجيش منطقة الشلالفة والتي تقع غرب منطقة أبوحلو، وهما منطقتين لم يكن للمسلحين أي تواجد بهما، ولكن يأتي تهجيرهما في ظل جهود النظام المصري في تفريغ المنطقة المحددة من المنطقة العازلة.
  • ركزت قوات الجيش في هذا الشهر على عزل مناطق جنوب مدينة الشيخ زويد عن بقية أجزاء المدينة بعد حصارها، وهذا من أجل التضييق على بعض عناصر التنظيم في تلك المناطق وفق رؤية الجيش.
  • مازلت خلايا التنظيم في منطقة غرب العريش قادرة على التسلل إلى الطريق الدولي وانشاء كمائن متحركة للبحث عن عسكريين أو أفراد تابعيين للجيش أو الشرطة المصرية أو متعاونين معهم، ولقد ظهر هذا في الكمين المتحرك الذي قام التنظيم بعمله بتاريخ 13 يونيو، حيث استطاع من خلاله قتل (العريف/ معاذ خالد أحمد رشاد “وفق بطاقة الهوية الخاصة به التي ظهرت في الصور التي نشرها التنظيم”، والمجند محمد البيلي محمد عياد، والمجند طه رضا أبوالمعاطي حبيب، والمجند محمد أحمد محمود، والمجند كريم إبراهيم عبدالفتاح مصباح)، ولم يعلن لمتحدث العسكري عن تلك الخسائر في بياناته الرسمية.
  • تزايد الإستهدافات الموجهة لأعضاء التنظيم من قبل الطائرات بدون طيار، مع وجود انباء عن مقتل أبو أسامة المصري وهو المتحدث الإعلامي سابقاً عن التنظيم والذي أعلن بيان اسقاط الطائرة الروسية، وللرجوع إلى انباء مقتله فهي ليست المرة الأولى حيث تسربت انباء سابقة عن مقتله اثر استهداف من طائرة بدون طيار بمنطقة وسط سيناء، لتبقى الأنباء دون تأكيد أو نفي حتى الآن، ولكن المؤكد أن التنظيم تعرض لخسائر مؤثرة نتيجة هجمات الطائرات بدون طيار خلال هذا الشهر، وهي هجمات وفق مصادر محلية تمت من قبل سلاح الجو الصهيوني مع توفير تغطية جوية من قبل طائرات مصرية، حيث تدخل الطائرات المصرية مكان الاستهداف بعد رحيل الطائرات الصهيونية، ولقد نشر منبر سيناء وهي مجموعة معادية للتنظيم على تطبيق تليجرام، أن تلك الهمات دفعت التنظيم إلى اعدام بعض عناصره بتهمة الخيانة، مع وجود انباء عن انشقاق اثنين يدعوان (البسوم، والقرم) وهم من القيادات الوسطي في التنظيم بمنطقة رفح لصالح المخابرات الحربية المصرية.
  • محاولات التنظيم شن هجمات مؤثرة على الارتكازات العسكرية بمنطقة رفح، ومن ضمنها محاولة اقتحام حاجز الصياح العسكري بمنطقة رفح، والتي فشلت.
  • استمرار ملاحظة غياب عمليات القنص التي كان التنظيم يعتمد عليها في فترة من الفترات، وهو ما يعطي عدة مؤشرات عن تأثر قدرة التنظيم في تنفيذ تلك العمليات نتيجة عدم قدرة أفراده على التحرك مثل السابق، ومقتل بعض كوادر التنظيم في العمليات الجارية، ووقع واكتشاف بعض نقاط تخزين الأسلحة.
  • سقوط بعد الكوادر التنظيم المختصة بتصنيع وزرع العبوات الناسفة، وها وفق صحف وصفحات موالية للنظام المصري، حيث أعلن موقع البوابة نيوز عن سقوط خلية من ثلاثة أفراد لزرع العبوات الناسفة بمدينة العريش، وخلية أخرى من سبعة أفراد بمنطقة القصاقصة برفح، وفق ما نشره اتحاد قبائل سيناء.
  • استمرار اعتماد جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية، وقوات الجيش المصري على سياسة التصفية الجسدية للمعتقلين الذين يعتقد انتمائهم للتنظيم، وهو ما ظهر بشكل واضح في حادثة تصفية أربع معتقلين بتاريخ 10 يونيو بعد اعتقالهم كرد على حادثة مقتل المهندس عماد البصيلي العامل في وزارة الداخلية في نفس اليوم.
  • عودة تشديد اجراءات الحصار الاقتصادي وتحديداً على المحروقات بعد انفراجة نسبيه، حيث تم الغاء السماح بتموين السيارات بالمحروقات كل اسبوعين، ليتم ومن منتصف الشهر تأجيل فتح محطات البنزين إلى أجل غير مسمى وفق التعليمات الأمنية.

4- هجمات الطائرات بدون طيار:

شهد هذا الشهر نشاطاً مكثفاً للطائرات بدون طيار في مناطق العمليات في شمال شرق سيناء، وفي أوقات متفرقة وتحديداً في مناطق جنوب الشيخ زويد وجنوب رفح، وتتنوع عمليات الاختراق الجوي ما بين الرصد والمسح الجوي أو القصف والانسحاب سريعاً، وقد تميزت أعمال هذا الشهر بقيام الطيران الحربي المصري بالتغطية على تلك الإستهدافات حيث تصل الطائرات الحربية المصرية إلى مناطق الاستهداف بعد انسحاب الطائرات الصهيونية، لتقوم في بعض الأحيان بإعادة قصف نفس الأهداف، ويمكن تقسيم أنواع الاستهداف خلال هذا الشهر إلى ثلاثة أنواع.

  • ضد تنظيم الدولة: حيث شهدت قرى المقاطعة وشيبانة وياميت، خلال هذا الشهر عمليات قصف صاروخي استهدف اعضاء في التنظيم، مع وجود انباء عن مقتل عدد من الأعضاء الفاعلين في التنظيم نتيجة تلك الإستهدافات.
  • ضد مهربي السلاح: حيث شهدت أيام 26 و27 يونيو حيث شهدت عمليات استطلاع جوي مشترك (صهيوني/مصري) بمناطق جنوب رفح حيث من المعروف عن وجود نشاط تهريب بها لصالح قطاع غزة، ثم قيام طائرة بدون طيار باستهداف سيارة تهريب، يرجح انها كانت تنقل معدات سيتم تهريبها لداخل القطاع.
  • ضد مهربين السجائر والمخدرات: حيث ذكرت مجموعة منبر سيناء على تطبيق تليجرام، عن حدوث قصف صاروخي استهدف عدد من سيارات التهريب بمنطقة الصرف الصحي جنوب رفح، مما اسفر وفق روايات محلية عن مقتل أحد المهربين ويدعي سليمان أبو شلوف، مع تفسير البعض لهذا الاستهداف أنه يأتي خدمة لبعض رجال الأعمال الداعمين لنظام السيسي (ويقصد بهم مجموعات رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، والدلح، والشاعر).

ويذكر أن صحيفة نيويورك تايمز كانت قد نشرت في شهر فبراير 2018 عن تنفيذ سلاح الجو الصهيوني العديد من الهجمات بطائرات بدون طيار داخل الأراضي المصرية بموافقة النظام المصري الحالي، ولقد نشرت أيضاً مجلة نيويوركر الأميركية هذا الشهر (يونيو 2018) عن تدخل عسكري إماراتي بغطاء جوي إسرائيلي في شبه جزيرة سيناء، حيث قام ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بنشر قوات إماراتية في سيناء لتدريب ودعم القوات المصرية بمساعدة من طائرات حربية إسرائيلية، وبالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية.

5- ميلشيات النظام المحلية:

استمرار الميلشيات المحلية التابعة لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وموسى الدلح، بدعم قوات الجيش في تحركاتها الموسعة في منطقة جنوب رفح، حيث تشهد المناطق التي لم يسجل بها تواجد لمسلحين تنظيم الدولة، بدء الاستعداد لإخلائها استعداداً لهدم المنازل بها، وتستغل تلك الميلشيات الدعم المقدم لها من قبل النظام المصري في فرض قوتها وسطوتها على السكان المحليين، مع تكثيف انشطة التهريب الخاصة بهم لتحقيق أعلى أرباح ممكنة، مع اقصاء أي منافسين محليين لهم عبر الإبلاغ عن انشطتهم.

6- تأثير تغيير المشهد السياسي في قطاع غزة على المشهد السيناوي:

يستمر هدوء الأوضاع نتيجة توسع المنطقة العازلة لتشمل جميع الحدود المشتركة وبعمق يمنع أي اتصال قد يشكل تهديد حتى الآن، ولكن وباستقراء المشهد، والنظر إلى ما حدث من تفريغ وإقامة المنطقة العازلة بمنطقة رفح المصرية، ثم النظر إلى الوضع السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وآلية حصار القطاع، وربط هذا مع التغييرات الدولية والإقليمية، ستظهر لنا مؤشرات قوية أن تفريغ المنطقة العازلة يتم من أجل أهداف سياسية قادمة، ولا يمكن هنا اغفال ما ذكرته صحيفة هارتس الصهيونية، عن توجه وفد من حركة حماس لزيارة  القاهرة للتشاور مع مسؤولي المخابرات المصرية حول خطة مصرية لتخفيف القيود على الحركة مع إنشاء منطقة تجارية حرة مشتركة بين مصر وقطاع غزة.

7- تقاطع المشهد الصهيوني مع شبه جزيرة سيناء:

يستمر دعم النظام الصهيوني للنظام المصري في شبه جزيرة سيناء، ولقد كان أبرز مظاهر هذا التعاون خلال هذا الشهر، هو عمليات الاستطلاع والقصف الصهيوني المنفذة داخل الأراضي المصرية خال شهر يونيو في أيام (2، 11، 13، 14، 20، 25، 27).

ثانياً: التطورات الحقوقية

شهد هذا الشهر بدء الاستعداد لإخلاء المناطق الأخيرة من المنطقة العازلة بمدنية رفح حيث ابلغت قوات الجيش المصري سكان منطقة أبو الحلو بالاستعداد لإخلاء منازلهم من أجل هدمها، واستمرت سياسة التصفية الجسدية هذا الشهر من قبل قوات الجيش المصري وجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية كان أبرزها ما حدث بتاريخ 10 يونيو من اعتقال 4 مواطنين بمدينة العريش ثم تصفيتهم بعدها بنطاق دائرة قسم ثالث العريش والإعلان بأنهم قتلوا في اشتباك مسلح، وبشكل عام استمر انخفاض حدة الانتهاكات في شهر يونيو 2018 مقارنة بشهر فبراير من حيث معدل الانتهاكات المعلنة، وشهد هذا الشهر عمليات قصف جوي مكثف قال السكان المحليون انها تمت من قبل طائرات “اسرائيلية”، ويعد تكرار هذا الأمر بشكل مستمر تم توثيقه مسبقاً على وجود موافقة من قبل النظام المصري على انتهاك سيادة الأراضي المصرية من قبل طائرات أجنبية تقوم باستهداف مواطنين مصريين وممتلكات مصرية، وبشكل عام فلقد استمرت الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين خلال هذا الشهر من قبل قوات الجيش والمسلحين بمختلف انتماءاتهم، وقد رصدنا في هذا الشهر وعبر وحدتي الرصد الميداني والإعلامي بـ مركز الندوة للحقوق والحريات انتهاكات قوات الجيش والشرطة المصرية والمسلحين بحق السكان المدنيين، على الوجه التالي:

أ: محاكمات غير عادلة:

  • استمرار الاعتقال السياسي للكثير من أبناء محافظة شمال سيناء، مع قيام السلطات العسكرية بإطلاق سراح 45 مواطن منهم من سجن العازولى العسكري في الإسماعيلية.
  • استمرار تجديد حبس كل المتهمين في القضية رقم ١٣٧ لسنة ٢٠١٨ جنايات شمال القاهرة العسكرية، دون النظر في الانتهاكات التي تعرضوا لها من تعذيب واخفاء قسري.
  • استمرار الحبس الاحتياطي للطفل/ مهدي حماد سلمي عليان 14 عاما، على ذمة القضية رقم 357 جنايات شرق العسكرية لسنة 2016، وهذا بعد اخفائه قسرياً عقب اعتقاله من منزله بقرية زراع الخير غرب مدينة العريش بتاريخ 4 يونيو 2016.

ب: التعذيب والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

  • استمرار تعرض الطفل/ عبدالله ابو مدين عكاشة، الطالب بالصف الاول الإعدادي بالأزهر، للاختفاء القسري منذ قيام قوات النظام المصري باعتقاله بتاريخ 28 ديسمبر 2017 من منزله بمدينة العريش، حيث قامت قوات الأمن باقتحام المنزل في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وقاموا بحمله وهو نائم، بعد الاعتداء بالضرب على والدته، ثم القيام بتكسير محتويات المنزل وسرقة مبلغ 4 آلاف جنيه .
  • وفق ما تم توثيقه ميدانياً وما نشر في وسائل الإعلام المحلية وبيانات المتحدث العسكري، فقد تم اعتقال عد (23) مواطنين بتهمة انهم يحملون فكر “تكفيري”، واحتجاز وتوقيف عدد أكبر من (370) مواطن.

ج: القتل خارج إطار القانون

  • قيام قوات الجيش المصري وميلشيات محلية متحركة معها بقتل وتصفية 33 شخص، بدعوى أنهم عناصر مسلحة أو تكفيرية.

  • رصد ميداني لمقتل الطفل/ عبد الله ابن عبد العزيز محمد فراج ابو التوم 7 أعوام ، نتيجة طلقة قناص للجيش المصري بحي الكوثر بمدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء.
  • مقتل ثلاثة مواطنين نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم اثناء سيرها على الطريق الدائري بمنطقة العريش.
  • قيام مسلحون بقتل ستة من المواطنين بتهمة التعاون مع قوات الشرطة والجيش، ووفاة أحد المصابين في مجزرةة مسجد الروضة متأثراً بجراحه.

د: الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية

  • تسجيل عدد لا يقل عن (25) حالة إطلاق نيران عشوائي وقصف جوي ومدفعي طال بعضها مناطق سكنية تم تهجيرها أو مازال يقطنها مدنيين.
  • استمرار حرق وتدمير ممتلكات المواطنين في مناطق الشمال الشرقي من محافظة شمال سيناء، حيث تقوم قوات الجيش بتدمير ممتلكات المواطنين المهجرين والنازحين بدعوى أن تلك الممتلكات يتم استخدامها من قبل العناصر المسلحة، وقد أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري عن تدمير ومصادرة عدد من السيارات، وعدد (272) منزل وعشه ومخزن في شمال سيناء، وكنا قد رصدنا واظهرنا في تقارير سابقة ادلة على كذب المتحدث العسكري واثبات تعمد قيام قوات الجيش بإتلاف وتدمير ممتلكات لا علاقة لها بالتمرد المسلح الجاري بمنطقة شمال سيناء.
  • استمرار قيام قوات الجيش المصري بأعمال تجريف الأراضي الزراعية وتدمير المنازل بمناطق رفح، وبعض مناطق جنوب الشيخ زويد والعريش.
  • استمرار قيام قوات الجيش المصري قوات الجيش المصري بالتضييق على المواطنين في الحصول على المحروقات من محطات الوقود بمناطق محافظة شمال سيناء، حيث وبعد السماح بالتزويد السيارات وبالمحروقات بكميات محددة كل اسبوعين، تم تأجيل فتح محطات الوقود من منتصف الشهر وإلى أجل غير مسمى، ووفق بيان رسمي من محافظة شمال سيناء فإن التأجيل جاء بعد اجتماع موسع مع القيادات الأمنية بالمحافظة، ولقد أدت الأزمة إلى اضطرار المواطنين لنقل مرضاهم إلى المستشفيات ومنها مستشفى العريش عبر عربات الكارو.

  • انقطاع التيار الكهربائي، عن مدينتي رفح والشيخ زويد بشكل متكرر.
  • انقطاع المياه عن عدة مناطق بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء بشكل متقطع طوال شهر يونيو، ومن المناطق التي شهدت معاناة شديدة منطقة أبى صقل والمدينة الشبابية.
  • استمرار انقطاع شبكات المحمول الثلاثة بمدينتي الشيخ زويد ورفح، مع رفض الشركات اصلاح أبراج المحمول المتوقفة منذ أكثر من عام.
  • قطع شبكات الاتصال المحمول والأرضي وشبكات الإنترنت بشكل متكرر لمدد زمنية مختلفة طوال الشهر، على مختلف مناطق محافظة شمال سيناء.

ثالثاً: التطورات الاقتصادية والتنموية:

أ – تطورات المشاريع الاقتصادية:

لا يمكن فصل واقع التنمية في شبه جزيرة سيناء عن المشاريع الإقليمية التي يجري الإعداد لها في المنطقة من مشروع نيوم السعودي، ومشاريع تصدير الغاز المصرية الصهيونية، والمشاريع المتعلقة بما يطلق عليه “صفقة القرن”، وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة (Haaretz ) الصهيونية أن زيارة وفد من حركة حماس للقاهرة جاءت للتشاور مع مسؤولي المخابرات المصرية حول خطة مصرية لتخفيف القيود على الحركة مع إنشاء منطقة تجارية حرة مشتركة بين مصر وقطاع غزة، ولقد شهد شهر يونيو زيارة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، رئيس لجنة تنمية وإعمار سيناء، واللواء أحمد جمال الدين مستشار رئيس الجمهورية للأمن ومكافحة الإرهاب، واللواء شوقي رشوان، رئيس الجهاز الوطني لتنمية سيناء، لمدينة العريش ومدينة الشيخ زويد ضمن زيارتهم إلى محافظة شمال سيناء، وهو ما أراه زيارة تفقدية ميدانية لتفقد التقدم الحادث في المنطقة العازلة برفح والحرم الآمن حول مطار مدينة العريش، ومشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها في بعض المناطق، ولقد حرص النظام المصري على تقنين عمليات التهجير القسري لجميع سكان المنطقة العازلة، عبر صرف تعويضات صورية نظير منازلهم وأراضيهم التي لا يملكون حق اختيار الرحيل أو البقاء فيها، ولقد تم فتح اعتماد اضافي بمقدار 1.8 مليار جنيه بموازنة العام الجاري 2017/2018 لصالح حساب تعويضات أهالي محافظة شمال سيناء، وأخيراً فيما يخص محافظة شمال سيناء فلقد شهدت هذا الشهر اعلان خطة لتطوير ملاحة سبيكة بشمال سيناء ومناقصة عالمية لاستغلالها، حيث تستهدف شركة النصر للملاحات، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، لتعظيم الاستفادة من ملاحة سبيكة، وبحسب الموازنة التخطيطية للشركة، فإنها تسعى إلى إنتاج 63 ألف طن من الملاحة بنسبة 53% فقط من طاقتها الإنتاجية، وأن الشركة تنتظر هدوء الأوضاع  حتى يتم طرح مناقصة عالمية لاستغلال المحلول المر من الملاحة.

أما فيما يتعلق بمحافظة جنوب سيناء، فلقد اعلن هذا الشهر عن عدة مشاريع، كالتالي:

  • إنشاء 5 محطات لتحلية مياه البحر لتحقيق الاكتفاء المائي بجنوب سيناء، لتحقيق الاكتفاء المائي خلال عام 2023-2027، وستكون الأولى بمدينة رأس سدر بطاقة 10 آلاف متر مكعب يوميًا، والأخرى لخدمة مدينتي أبورديس، وسانت كاترين بطاقة 10 ألاف متر مكعب يوميًا، وتوسيع محطة شرم الشيخ من 30 ألف متر مكعب إلى 60 ألف متر مكعب، وتوسيعات بمحطة نبأ لتصل إلى 6 آلاف متر مكعب، بالإضافة إلى توسيع محطة طابا إلى 5 آلاف متر مكعب، وذلك خلال مرحلتين الأولى يتم الانتهاء منها عام 2023 والمرحلة الثانية خلال عام 2027.
  • تطوير مطار شرم الشيخ بتكلفة 800 مليون جنيه، حيث سيتضمن التطوير  أعمال تصميم وتوريد وتركيب المنظومة الأمنية بالمطار، بالإضافة إلى تطوير مبنى الركاب رقم 2 بصالتي السفر والوصول في المطار، مما سيؤدي إلى ارتفاع قدرة المطار الاستيعابية من خمسة مليون سائح إلى عشرة مليون سائح في العام. ويلاحظ بشكل عام تركز مشاريع إنشاء ورصف الطرق بمحافظة شمال سيناء، ومشاريع الشرب والصرف الصحي بمحافظة جنوب سيناء.

ب – حقيقة الواقع الميداني في التنمية على المواطن:

المتابع لتصريحات عبد الفتاح السيسي ووزرائه والمسئولين المصريين حول التنمية في شبه جزيرة سيناء بشكل عام وفي محافظة شمال سيناء بصفة خاصة، فإنه يظن أنه وبمجرد عبوره لقناة السويس فإنه سيدلف إلى واقع يناسب تصريحاتهم، إلا أن العكس هو ما يحدث، وهو ما يمكن استعراضه كالتالي:

– يعاني السكان في بعض مناطق العريش (1) (2) بشكل عام ومدينة الشيخ الزويد بشكل خاص، من انقطاع المياه بشكل مستمر رغم انفاق مليار و366 مليون على مشروعات المياه، وفق الأرقام الرسمية المعلنة من قبل محافظة شمال سيناء عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.

– استمرار قطع شبكات الاتصالات المحمولة في مدينتي الشيخ زويد ورفح، منذ أكثر من عامين، مع وعود من المسئولين كل فترة بقرب إصلاحها.

تدمير المصالح الاقتصادية للمواطنين في محافظة شمال سيناء عبر مجموعة من اجراءات الحصار الاقتصادي التي أدت إلى زيادة معدلات البطالة والفر والنزوح من المحافظة، حيث وبعد انفراجه نسبية في مسألة السماح بتموين السيارات بالوقود بكميات قليلة، إلا انه ومن منتصف شهر يونيو تم الغاء القرار إلى أجل غير مسمى وفق التعليمات الأمنية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أكبر لأسعار المحروقات في السوق السوداء، وارتفاع أسعار المواصلات حتى صار من المعتاد أن تجد أسرة تنقل مريض لها إلى مستشفى العريش عبر عربة كارو، أيضاً لجأت طبقة العمال والحرفيين إلى بيع أثاث منازلهم للحصول على أموال لإطعام أسرهم، في ظل توقف الأعمال نتيجة اجراءات الحصار المفروضة على المحافظة من قبل قوات الجيش المصري، والتي أدت إلى أغلاق مئات الورش والمصانع، وتدمير آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية. (* ).


(* ) الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close