بين الأمن والجوع لماذا لا يثور الغلابة
تمهيد:
توقع بعض المفكرين اندلاع ثورة الجياع في بلاد الربيع العربي بعد فشل كل من التيارين المدني والإسلامي في التخلص من الدكتاتورية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما قد يدفع بالحلول المثالية جانبًا إلى الهوامش، ويبقي الحل الواقعي العملي في الصدارة؛ أي أن الجمهور لا بد وسيتملكه اليأس من فكرة الديمقراطية، ويتحرك بناء على مطالبه الواقعية قصيرة المدى، نحو مخازن الطعام، وبيوت الأغنياء، وممتلكاتهم، والمحال التجارية، وكل ما يمكن بيعه وتحصيل ثمنه، من أجل سد الحاجة، ودفع الظلم الاجتماعي-الاقتصادي، وهو ما قد يبدل البنية الاجتماعية تبديلا غير محدود.
وبرغم أن المجتمعات العربية الفقيرة، تتوفر فيها بواعث ثورة الجياع، من تفاوت كبير بين الفقراء والأغنياء، ورفع السلاح في وجه المطالبين بعدالة اجتماعية، وحماية الأنظمة للأغنياء، وزواج المال بالسلطة، فإن المجتمع العربي تتوفر فيه كذلك أركان تقليدية، تحافظ على الأسرة وبنية المجتمع الحالية، وترى الثورة على الحاكم كعصيان الأب، وبالتالي تعمل هذه التقاليد ككابح كلما ضغط الفقر على أمعاء الجياع من أجل التقدم نحو ثورتهم (1).
وهنا يأتي السؤال لماذا تهرب بعض الشعوب من الحرية وتختار القهر اختيارًا طوعيًّا، رغم أن الإنسان ولد يوم ولد ومعه حريته حقًا لصيقًا بإنسانيته، فإن تخلى عنها صار عبدًا لإنسان آخر لا يفضل عنه في أي شيء غير القهر والتسلط المكتسبين من الأعوان، الذين هم أيضا عبيد بقدر قربهم من المستبد الأول أو بعدهم عنه(2).
وعلى الرغم مما يعانونه من قهر وفقر، وعلى الرغم مما يتعرضون له من امتهان وإذلال، ورغم كل ما يشهدونه من انتهاكات ومضايقات، لماذا لا يثور الغلابة؟ (3)
سؤال وجهناه لعينة عشوائية، خلال الفترة من 2 إلى 11 نوفمبر 2016، وقبل المظاهرات التي دعت إليها بعض التيارات والشخصيات السياسية المصرية يوم 11 نوفمبر 2016، للوقوف على الأسباب التي تحول أو تحد من مشاركة من يوصفون بـ “الغلابة” في التظاهر ضد النظم الاستبدادية والتسلطية، رغم ما يتعرضون له من ممارسات قمع وقهر وانتهاك للحقوق والحريات.
وخلال الفترة التي تم خلالها الاستطلاع، تم استلام إجابات ٣٠٤ شخصاً من مختلف المهن والتيارات والمستويات الفكرية والاجتماعية، وتباينت إجاباتهم كالآتي: ٤٠٪ من أفراد العينة برروا ذلك بالمخاوف الأمنية، 20٪ برروا ذلك لافتقاد الغلابة المعرفة والوعي، و١٥٪ أرجعوا سكون الغلابة إلى مناخ الفقر والجوع والمرض الذي يعيشونه، و٢٠٪ عزوا ذلك الخنوع من قبل الغلابة لأسباب سياسية، في حين قال 1% إن الغلابة سوف يثورون، و٣٪ توجهوا بشتائم ضد الغلابة جراء صمتهم”.
والمحصلة أن إجابة أفراد العينة العشوائية انحصرت في ٥ حزم من الأسباب ذات أبعاد: أمنية، واقتصادية، وسياسية، ونفسية واجتماعية ومعرفية تتعلق بالوعي وفيما يلي تفاصيل تلك الحزم:
أولاً: التفسيرات الأمنية:
انحصرت المبررات الأمنية التي ساقها أفراد العينة لعدم ثورة الغلابة بين الجبن والخوف من الاعتقال والتعذيب وتجويع أسرهم وقتلهم، وفي ذات السياق يقول أحد المشاركين (من صعيد مصر): “إن الغلابة خائفون لا يثورون لكون أنهم يحملون جينات قوم فرعون وتعودوا على الذل والمهانة والعبودية، خد عندك مثلا الصعيد كله أيام ثورة يناير لم تتحرك محافظة منهم ولو بمظاهرة واحدة رغم الفقر الشديد وحياة العيشة الضنك التى كانت كفيلة أن تجعلهم يتحركون، ولكنهم جعلوا أنفسهم أموات وكأنهم يعيشون فى رفاهية ومازالوا يعيشوا في ذل العيش وضياع الكرامة، وعلى رأس تلك المحافظات سوهاج وأسيوط، وبها أعلى نسبة من البشر يعيشون تحت خط الفقر ومع ذلك لا حس ولا خبر. الأحرار فقط هم أصحاب التغيير وهم قلة”.
ويعزي أحد المشاركين من القاهرة عدم ثورة الغلابة للقبضة الأمنية. وعلى ذات المنوال تبرر إحدى المشاركات من القاهرة عدم ثورة الغلابة “لأنهم يخافون” وتقول الفقير “هو أصلا لا يكاد يجد قوت يومه، تخيل كمان لو اعتقل حال أهله هيبقى إيه؟”. وأضافت “بجانب أن الغلابة أصلا يتعرضون للتأديب بالضرب والقهر والخوف “. وتدخل مشاركة – موظفة – على الخط وترجع ذلك إلى “القمع الشديد والانشغال بالبحث عن لقمة عيش والتعود على الذل”. وتضيف: “الطبقة المتوسطة هي من تثور لا الراقية ولا المعدمة وهم في طريقهم لإبادة الطبقة التي تثور”.
ويرجع أحد المشاركين السبب في عدم الثورة إلى “الخوف بمفهوم متعدد من مستقبل أو من تعذيب أو اعتداء على أولادهم”. ويري آخر إن عدم ثورتهم “حفاظا على حياتهم من القتل وعلى أولادهم”. وقال ثالث: “عدم وجود حماية لهم إن خرجوا ضد النظام”. ويقول رابع ” لم يثر الغلابة عندما قتل فرعون أولادهم”. وتري خامسة – مدرسة – “الخوف من السلاح “هو السبب. وفي ذات السياق يقول مشارك سادس “الخوف من القتل والسجن والاغتصاب والتشريد والمطاردة “. وأوضح مشارك سابع: ” قالت لي سيده عجوز ركبت معي اليوم لأوصلها لأقرب مكان: اللي يعترض الجيش يضربه بالرصاص”.
ثانيا: الحزمة الاقتصادية:
عبر أفراد العينة الذين استطلعنا وجهات نظرهم حول مبررات عدم ثورة الغلابة لكون أنهم يعانون الجوع والفقر والمرض متجاهلين حديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: قال “عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهرًا سيفه”(4).
يقول أحد المشاركين من الأسكندرية، يعمل بقطاع البترول: “الفقر يولد الجهل، والجهل يولد عدم الإيمان بان الله هو الذي بيده الرزق والحياة، وبسبب كل ما سبق لا يثور الفقير الجاهل الخائف”. يقول آخر موظف بكلية الطب جامعة الزقازيق: “الفقير لم يذق طعم الغنى فلن يطلبه، والغني لا يريد تغيير ولا يثور، إلا الطبقة المتوسطة التي تمتلك بعض المبادئ الفكرية، ورسمت لها معالم طريق وتعرضت لهواء الحضارة عن طريق القراءة أو السفر”.
وتعزو إحدى المشاركات عدم ثورة الغلابة إلى سياسة “جوع كلبك يتبعك، تلك هى حكمة الطغاة، ويؤيدها شعب العبيد”. لكن مشارك آخر، محرر صحفي، يري بأنهم لا يثورون “لأنهم غلابة”. ويقول ثالث: “البطون الجائعة لا تملك خيار رفاهية الثورة”. ويري رابع إن “الفقر يولد الخوف والخائف لا يثور”. ويقول خامس: “باختصار شديد: الغلابة يثورون أو لا يثورون يتوقف على مفهوم (الغلابة): فالغلابة من منظور اقتصادي (مـادي بحت)، قد يثورون. الغلابة من منظور غياب الوعي، قد لا يثورون، غلابة غياب الوعي والمطحونين اقتصاديا لا يثورون. أما الغلابة اقتصاديا ولديهم قدر من الوعي فهؤلاء يثورون قطعـاً”.
ويستشهد مشارك خامس بالقران الكريم (إنهم كانوا قوماً فاسقين) ويضيف “عندما يكون عندك إعلامي فاسق وتاجر فاسق وقاضي فاسد ورجل دين فاسد فما شكل الإنسان الذي تعلم وتربي وباع واشتري وتعلم الخٌلق والقيم علي يد هؤلاء؟”. ويمضي موضحاً “عندما قالوا لمعاوية كن مثل أبي بكر، قال لهم كونوا مثل عمر وعلي وعثمان أكن مثل أبي بكر”.
ثالثاً: الاعتبارات السياسية:
ثمة شريحة ممن استطلعنا وجهات نظرهم ينسبون عدم ثورة الغلابة لأسباب سياسية متعددة، ممن بينها، وفقاً لآراء المشاركين:
1ـ تقول ربة منزل: “لا يثورون لأنهم لا يريدون أن يلدغوا من الجحر مرتين فالنخب تستخدمهم وقودا للثورات ويستفيدون بالمكاسب والتضحيات تكون لهم”.
2ـ يري مشارك آخر، ذلك الخنوع بأنه يعبر عن “فقدان الأمل في مكاسب ما بعد الثورة إلى جانب الجهل المتراكم لسنوات طويلة، والانشغال بالأمراض المتراكمة بسبب الفساد المستشري، والفقر المدقع الذي جعله يفقد الثقة فى نفسه ومن حوله وجعله يرضى بالواقع”.
3ـ يقول مشارك ثالث، محامي، إنهم يعرفون “إن من الإخوان للعسكر يا قلبي لا تحزن”. ويقول رابع: “لأن الفقير عندما يثور يري نتيجة ثورته يستثمرها النشطاء السياسيين وكل من له صله بالأعلام”. ويري محمد سعيد أن “الشعوب مغلوبة مقهورة.. وفي التاريخ.. قديمه وحديثه .. لا تثور الشعوب من تلقاء نفسها لا بد لها من يقودها .. ويوجهها .. ولذلك بعث الله الأنبياء .. للهداية.. والقيادة.. وتخليص الناس من عبادة العباد.. والعلماء هم ورثة الأنبياء.. وطالما أن من يسمُّون أنفسهم علماء.. اشتغلوا بنواقض الوضوء.. واعتزلوا الفتنة.. فمن يقوم للأمر ليقود الناس!”.
4ـ تري مشاركة رابعة أنه لو وجد الغلابة رؤية واضحة لما بعد الثورة وكان عليها اتفاق من قطاع كبير من القوى الثورية، قد يكون ذلك محفزاً قوياً لهم للثورة، خاصة إذا تضمنت علاقة متوازنة مع الجيش بمعنى ان لا تكون فيها صدام عنيف مع الجيش”.
5ـ يقول مشارك خامس: “لأنكم كلكم نظام ومعارضة تقولوا عليهم غلابه، يوم ما ينسوا إنهم غلابه سوف يثوروا والنظام عارف كده كويس”.
6ـ يُشخص مشارك سادس أسباب عدم ثورتهم بالقول: “الإجابة الأكاديمية هي أن كل المجتمعات ترسم على شكل مثلث. رأس المثلث وقاعه يتشابهون في كل المجتمعات فرئيس أو ملك وأغنياء أغنى دولة يعيشون تماما كما يعيش رئيس أو ملك، وأغنياء أفقر دولة وكذلك من يعيشون في قاع أغني دولة تماماً يعيش مثلهم من يعيش في قاع أفقر دولة، الفارق الذي يميز هذه الدول هو وسط المثلث أي الطبقة الوسطى التي تهالكت وتكاد تختفي في دول العالم الثالث، هذه الطبقة كلما اتسع تواجدها كلما كانت القدرة على التغيير في المجتمع أكبر وأسرع. والإجابة الفعلية يقولها تاريخ الإنسان ببساطة: لا الفقراء قادرون على تغيير شيء ولا الأغنياء يريدون تغيير شيء. والطبقة الوسطى الباقية في مجتمعاتنا العربية كأنها تلهث خلف رأس المثلث وكأنها تهرب من شيء (من القاع) الذي يقترب منها بسرعه عجيبة!! يعني الإجابة ببساطة هي خوف وأمل يساوي انتظار ممل” ربما يتغير قريبا!!”.
7ـ يقول مشارك سابع: “سوف يثورون، هي مسألة وقت ومحتاجين من يطلق صافرة البداية”.
8ـ يقول مشارك ثامن: “أعتقد لسويعات قليلة لو ربنا أكرم الشباب أن يكسروا هيبتهم قليلاً سترى النموذج الذي حدث عندنا بالمطرية 2015، مشهد يحتاج تحليل لماذا تكتل وتمترس حولنا الأهالي بهذا الشكل لثلاثة أيام متوالية”.
9ـ قال مشارك تاسع: “لأن القادة مسجونون”.
10ـ قال محمود حفظي: “لعدم وجود قائد يقودهم”.
11ـ قالت تالا أحمد “لأنهم لم يتعودوا على الثورة ولا يعرفونها، وكان معظم اعتمادهم على تلبية مطالبهم أن الإخوان يتكلمون، وينزلون فيقفوا يشاهدون ويحصلون على النتائج، وعندما حصلت ثورة يناير لم ينزلوا بكثرة إلا في أيامها الأخيرة، ولم يشارك الجميع، بل الذين عندهم نِسب وعى مختلفة، ووقف لهم الشعب الذي يشعر بالجوع الآن، وعندما تنحى المخلوع نزلوا إلى الشوارع يرقصون ويفرحون بنصر لم يفعلوه”.
رابعا: الاعتبارات النفسية والاجتماعية:
كشفت عينة من المشاركين في استطلاع الرأي، عن وجود مجموعة من الاعتبارات النفسية والاجتماعية التي يبررون بها عدم الثورة من جانب “الغلابة”، حيث يرون أن الشعب المصري تصيبه أمراض نفسية واجتماعية، تؤثر سلباً على مواقف قطاعات واسعة من الثورة والتظاهر، وممن ذلك:
1ـ يقول أحدهم: لا يثورون “لأننا شعب زبالة”.
2ـ عدم ثورتهم بسبب “حب الدنيا وكراهية الموت”.
3ـ “أسباب الثوران تختلف من إنسان لآخر فقد يثور البعض من أجل الاعتداء على العرض والبعض من أجل المال أو الأرض أو الدين أو الظلم وقد يثور البعض طلبا للحرية فليست الثورة خاصة بفصيل بعينه لظروف ألمت به، ولكن عوامل التربية وظروف التنشئة وترتيب الأولويات هي التي تحدد متى نثور ولأي حد نقبل بالتضحية لتحقيق الغايات”.
4ـ لا يثور الغلابة لأنهم “أولوا خاصية في الغلبان هو الإحساس بالدونية ومحادثة أنفسهم أنهم أقل بل ومغالبتها خال التطلع للأفضل، تفسير لمفهوم الرضا تم بثه بشكل خاطئ قد يكون متعمداً أو غير متعمد مع الهلع من فقد القليل الذي لا يكفيهم”.
5ـ عدم ثورة الغلابة بسبب “تربية الفساد وفساد التربية”.
6ـ “لأنه شعب. يخاف.. ولا يستحي”.
7ـ عدم ثورتهم: “لأنهم يعبدون القوة”.
8ـ لا يثورون لكون أنهم “اعتادوا على الظلم وأصبحوا لا يدركون أن هناك عدل يرقى بهم إلى مراتب أعلى، مثل العصفور المولود في قفص هو لم يعرف الحرية ليشتاق إليها”.
9ـ عدم الثورة يرجع إلى: “الجبن وقلة الضمير والخوف من الموت والاعتقاد بأنه لم يفعل خير فى دنيته وقلة الالتزام بالعقيدة الدينية”.
10ـ إنه “ميراث عبودية طويل بدأ من أيام الفراعنة، وتجذر فى الشخصية المصرية، لم تقطعه إلا فترات حرية قليلة والاستثناء الوحيد هو جيل الشباب، جيل المستقبل وقد كاد هذا الميراث يتقلص بعد ثورة 25 يناير ولكن الانتكاسة التي حدثت للثورة أحيت الميراث القديم، ومع الحكم العسكري وسياسة التجويع والتخويف والتركيع زاد هذا الميراث، وكل ما يمكن قوله إن الثورة القادمة ستكون في شكل انفجار مجتمعي وإن لم تكن هناك طليعة قائده تنظم حركة الثائرين فإن الأحوال ستزداد سوء “.
11ـ عدم الثورة لأنهم “فقدوا الأمل فى التغيير وخوف”.
12ـ التفسير “إنها طبائع شعب، فالشعب المصري تتم سرقته وإذلاله منذ حكم الفراعنة ولم يحركوا ساكناً، كان فرعون يستذلهم ويقتل أبناءهم ولم يفكروا في الثورة عليه، هو شعب عاطفي بطبعه، يميل للتعاطف مع المغلوب وإن كان المغلوب قبلها ضارباً ظالماً، شعب يخاف من جلاده ولا يخشى من يحترمه، يخاف الموت ويحرص على الحياة وإن كانت في مذلة، ولا تتغير هذه الصفات، إلا إذا ارتبطت بالوازع الديني والتربية الإيمانية، فرأينا جيش صلاح الدين وسيف الدين قطز، وغيرهم حينما يتم تربية الناس على الإسلام”.
خامساً: اعتبارات الوعي والمعرفة:
المجموعة الخامسة من الأسباب التي تطرق إليها من شارك في الاستطلاع، تتصل بقضايا الوعي والمعرفة، حيث تربط بين عدم ثورة الغلابة ونقص أو عدم الوعي، ومن بين هذه الآراء:
1ـ أن “الثورة تبدأ في العقل والروح”.
2ـ الغلابة لا يثورون “لأنهم لا يعلمون حقوقهم”.
3ـ “الوعي من يحرك الثورات لا الجوع أو الفقر”.
4ـ يقول أحد المشاركين: “لأن الغلابة تربوا على السمع والطاعة وعلى العبودية وهذا سببه الجهل بالإضافة إلى ما يسمى بالنخبة (الفاسدة) التي أباحت للديكتاتور ركوب ظهورهم، فالجهل والنخب الفاسدة القذرة هي السبب في تسكين آلام الغلابة”.
5ـ السبب أنهم “لا يمتلكون أدوات الثورة، وأهمها: الوعي السليم الذي يساعد على التمييز بين أصل المشكلة وتوابعها، ثم تحديد طرق الحل، ثم الأنسب منها لكل حالة”.
6ـ السبب أن “الشعب تم تجهيله لعقود، فإذا نال قسطا من التعليم، تأتي الحلقة الثانية بوضعه في المطحنة، بطالة وفقر وغلاء وأزمات اقتصادية وتأخر في الزواج، فإذا توفر القليل من ذلك كانت معركة الرزق وانكفائه علي جلب الرزق الذي يكفيه بالكاد، ليبحث عن مطحنة أخرى ليسد احتياجاته واحتياجات أسرته ويظل لديه هاجس فقد هذا الرزق، فيفضلون الكفاف من العيش على أن تظل العجلة، دائرة ولا يتحملون أن تقف للتطهير أو التفكير في احتمال لحياه أفضل، لقد تم تركيعهم بالفعل ليقبلوا بالدنية دائما”.
7ـ سبب عدم ثورة الغلابة “لأن قيمة الحرية لديهم أقل من قيمة الحياة، وقيمة الحياة لديهم، هي في أدني مستوياتها، حدود ما دون الكفاف، وتعني كسرة خبز واحدة تقيهم مجرد الموت، مع خطاب إعلامي وحملات توعية شديدة كانت في أوجها بعيد ثورة يناير، يتم زرع سمو قيمة الحرية شيئا فشيئا حتى يثور قبل الموت قليلاً، وليس أثناء الاحتضار من الجوع”.
8ـ أسباب عدم ثورتهم “عقود من التجهيل والتدجين بزرع الخوف والأنماليه”.
9ـ السؤال “كيف يثور ميت؟ يثور الإنسان بمقدار ما يعلم ويؤمن والناس فى مصر تعرضت لتجهيل مستمر كيف تطلب من شخص قضى من عمره أكثر من 40 عامًا، أن يغير مبدأه فى فترة وجيزة أعتقد أن الأمر محتاج وقت حتى تنضج الفكرة لدى الجيل الجديد”.
10ـ السبب “لأن تربيتهم لم تتم علي المبادئ المحترمة، كما أن الإعلام العسكري يتحرك بأسلوب نفسي اجتماعي لضمان عدم تفكير الناس الثورة.. تمكنوا من عقول الناس وشغلوهم بأمراضهم وأمراض أبنائهم”.
11ـ السبب: “طول عمرنا في قهر وذل وفقر وامتهان وانتهاكات ومضايقات، وعمرنا مع عملنا ثورة، شعب مقهور بطبعه”.
12ـ الأسباب: “الجهل رقم واحد ورقم عشرة. لأنهم لا يفهمون سياسة اقتصادية ولا سياسة اجتماعية ولا يعرفون حقوقهم أساسا علي الدولة وعلي الشرع كي يطالبوا به، وجهل ديني وخلط الفقر بالزهد وخلط التواضع بالذل وخلط عزة النفس بالتفريط في حقها في حياة كريمة محترمة، أكل سليم وعلاج سليم وتعليم صحيح ووسائل انتقال آدمية، خلط الرضا بقضاء الله بترك الحرامي ينهب ويسرق في مال الدولة، ظناً أنه ليس من ملكه الشخصي، خلط الرزق بعدم المساواة أو التقارب بين راتب واحد 2000 جنيه وثاني 50000 جنيه، يقوم بنفس العمل وبنفس المؤهل الدراسي”.
13ـ السبب أن “هذه تربية، واحنا لا تربية ولا دين ولا وعي ولا تعليم ولا عقيدة إسلامية صحيحة، إحنا نتاج 60سنه تخوين وكذب وتدليس وزور وتحقير لكل ما هو إسلامي وحقد وغل وكره لكل نجاح”.
إعلام العسكر والغلابة:
من خلال متابعتنا لوسائل إعلام الانقلاب، خلال الفترة التي تم خلالها استطلاع الرأي، نجدها تعزف على وتيرة واحدة ألا وهي أن المصريين لا يثورون لأن كيلو اللحمة بات ب ١٠٠ جنيه أو السكر ب ٢٠ جنيه أو وصول الدولار ل ٢٠ جنيه، إنما يثورون لأسباب سياسية تتعلق بامتهان كبريائهم الوطني وكرامتهم (5).
فلم يخرج المصريون ثائرين في ٢٥ يناير لأنهم كانوا جائعين، لكنهم ثاروا ضد الفساد والاستبداد وتغييب إرادتهم من قبل سلطة أرادت أن تجعل من البلد عزبة يتحكمون فيها كما يشاءون ويورثونها لأبنائهم (6).
وتزامنت تلك الحملة مع دعوات مستمرة للتظاهر والثورة علي السيسي حيث خرج قائد الانقلاب يهدد الثوار بأن “الجيش يستطيع الانتشار في مصر خلال 6 ساعات”. وهو ما دفع البعض للتساؤل: “الجيش الذي سينتشر في كل أنحاء مصر خلال 6 ساعات، يا ترى من أعداؤه؟ إثيوبيا ولاّ إسرائيل ولاّ مين؟ هل تعرفون أعداءكم أيها المصريون؟ (7).
الغلابة وتفسير الصهاينة:
تحت عنوان “السيسي هو السبب” دافعت الصحف الصهيونية عن السيسي وقالت “الموضوع أكبر مِنْ 9/10، 11/11، 12/12، كُلها ظواهر مًخططة ومَرسّومة، ومِدعوّمة ومدفّوعة الأجر، لكي يجعلوا الشعب دائِمًا في حالة تَرقُب وخَوف وعدم استقرار، الهدف مِنها زعزعة الثِقة في مِنْ يقود البلد، الهدف مِنها شَحن الناس بشكل مُستمر بسبب مَشاكِلهُم الاقتصادية والاجتماعية، الهَدف مِنها أن الناس يَصِلوُن إلى درجة الغليان فينفجِروُا ويطيحون بالسيسي”.
ومضت الصحيفة الصهيونية تقول: “يا مصريين أنتم فُقتُم كل دول العالم المُتقدمة، في عدد الإجازات التي تأخذُونها علي مدي العام، وتتذمرون بأنكم تُعانون من المشاكل الاقتصادية، وتعيشون في فقر مُدقع، يا مصريين.. متي ستُنتِجُون وأنتُم في إجازات مُعظم أيام العام؟!”.
واختتمت بالقول “سَمِعنا عن بلد فقيرة جدًا اسمها “هايتي” أصابها إعصار مُنذُ بضعة أسابيع، دَمَر البلد وقتل وأصاب المئات، هؤلاء الفُقراء ازدادوا فقرًا وتشرُدًا وجوعًا، هل يجب عليهم أن يثوروا على رئيسهُم؟ (8).
القوي السياسية وثورات الغلابة:
في معسكر النخبة السياسية المعارضة للانقلاب أعلنت عن هيئة تأسيسية لجمعية وطنية مصرية تستهدف توحيد الصف في ظل التشتت والتضيق الذي تعانيه المعارضة المصرية في الداخل والخارج على أمل وضع نهاية للانقلاب الذي تتعرض له مصر منذ أعوام (9).
وعبّر زعيم حزب “غد الثورة”، أيمن نور، عن أمله في أن يتم الإعلان رسميا عن الجمعية الوطنية المصرية، التي يعتزم معارضون مصريون تأسيسها خلال الفترة المقبلة، قبل حلول الذكرى السادسة لثورة يناير، عقب الانتهاء من أعمالها التحضيرية(10). وفي بيان وقع عليه عدد من رموز السياسيين المصريين بالخارج، المعارضون منهم لحكم “عبد الفتاح السيسي”، والرافضون بالجملة لـ”الانقلاب العسكري”، دعت الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية المصرية، تحت التأسيس، كل من وصفتهم بشرفاء مصر للقيام “بواجبهم في رفع أصواتهم بضرورة رحيل السلطة الحالية”(11).
وفي ذات السياق تبرأ الدكتور محمد البرادعي من الانقلاب وتورطه بالدماء، وفيما يبدو انه محاولة منه للحاق بالركب أصدر بياناً من 13 نقطة يوم الثاني من نوفمبر/ 2016 تحدث فيه عن ملابسات الانقلاب على محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب بالبلاد في الثالث من يوليو/تموز 2013، وكيف استقال من منصبه بسبب فض اعتصام “رابعة” الذي خلف آلاف القتلى والجرحى(12).
الغلابة .. هل الظروف مواتية؟
إن الظروف الآن تتجه للتهيؤ أمام الغلابة وغيرهم، بعد أن ثبت لهم أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومن معه يمضون بمصر نحو الخراب في شتي المجالات، في ظل تنسيق استراتيجي متواصل مع الكيان الصهيوني عكسته مقالات كبار المحللين والكتاب ووسائل الإعلام الإسرائيلية، ومؤخرا اعتبر وزير الإسكان الإسرائيلي “يوآف غالنت”، في تسريب صوتي كشفته صحيفة هآرتس، أن إسرائيل محظوظة بأن السيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر، واستعادتها من أيدي الإخوان المسلمين(13).
وهو الأمر الذي دفع بالفرقاء أن يسعوا لتوحد شركاء ثورة ٢٥يناير ٢٠١١، من أجل إنقاذ الوطن، هذا التوافق الذي لاحت بوادره في الأفق، خاصة وأن من المبررات التي يسوقها البعض أن عدم الوفاق هو السبب في عدم خروج المصريين إلى الشوارع بالشكل الذي يسقط نظام السيسي كما حدث مع مبارك في ثورة ٢٥يناير من عام ٢٠١١ بهدف استرداد الديمقراطية ومؤسسات الثورة التي هدمها الانقلاب.
ثورات الجياع بين الكوابح والدوافع:
في دراسة أعدها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة (14)، ذكر أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تعرقل اندلاع أو نجاح “ثورات الجياع” في دول عربية عدة، منها: انتهازية بعض القوى السياسية الداعمة للتحركات الثورية، والتخوف من سياقات الفوضى الإقليمية، على نحو ما تُشير إليه أوضاع الفوضى المدمرة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق بعد تحول الحراك الثوري إلى صراعات مسلحة بين قوى داخلية تدعمها أطراف إقليمية وقوى دولية، ولا توجد مؤشرات راهنة على تسوية هذه الصراعات، بل تتجه لمزيد من التعقيد، وتشير حسابات النتائج إلى أن المفاضلة بين الأوضاع الحالية والأوضاع المتوقعة بعد الثورة تصبح في صالح الأولى، والذاكرة الجمعية التاريخية السلبية، على خلفية تجارب مثل العشرية السوداء في الجزائر، والمفارقة بين الدعوات الاحتجاجية والأوضاع الميدانية، وتعاظم قبضة الأجهزة الأمنية، ودعم اقتصاديات الصراعات الداخلية المسلحة، ووجود “اقتصاديات موازية” غير رسمية: حيث تفوق هذه الاقتصاديات في أهميتها، في بعض الأحيان، شبكة الأمان الاجتماعي التي تقدمها الحكومات لمواطنيها، وغياب الخيارات البديلة لنظم الحكم القائمة.
ولكن في مقابل هذه الكوابح فإن شروط حال توفرها يمكن أن تتحول الأزمة الاقتصادية إلى تغيير سياسي(15):
1ـ ارتفاع سقف الطموحات والمطالب الاقتصادية والاجتماعية في مختلف البلدان العربية التي شهدت ثورات شعبية منذ 2011، والذي لم يصاحبه الأداء المناسب من جانب مختلف الحكومات التي جاءت (مصر، تونس)، والتي واجهت انتقادات لاذعة لفشلها في تلبية مطالب الشارع في تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية، خاصةً في ضوء عجز النظم المختلفة في فترة ما بعد الثورات في المنطقة العربية عن صياغة رؤية اقتصادية واضحة تتمايز عن السياسات والرؤى التي تبنتها النظم السابقة.
2ـ تُمثل الأداة الأمنية آلية أساسية للضبط والسيطرة للحيلولة دون تحول الأزمات الاقتصادية إلى موجات احتجاجية وثورية مهددة للنظم، مع وجود حدود لقابلية هذه الأداة للتوظيف، لكن على الرغم من أن استخدام القوة للسيطرة على الغضب الشعبي قد يؤتي نتائجه من حيث حالة الترهيب التي يُحدثها، ويُضعف بها قدرة الشارع ورغبته في الخروج؛ إلا أنه على العكس قد لا يكون الحل الملائم خاصة لفترات طويلة، فاستخدام العنف من جانب الحكومة قد يُؤدي إلى الإقلال من شعبيتها وشرعيتها، ومن ثمَّ زيادة إمكانية المجتمع الثورية.
من ناحيةٍ أخرى، فإن الإفراط في استخدام القوة والعنف للسيطرة على الشارع يكون مجهدًا ومكلفًا، خاصةً في ظل طبيعة التحديات والظروف الأمنية التي تعيشها العديد من البلدان العربية (مثل: مصر، وتونس، والجزائر)، من حيث استمرار الأعمال الإرهابية التي تستهدف رجال الجيش والشرطة، بالإضافة إلى استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
3ـ أن زيادة حدة الانقسامات بين النخب الحاكمة والمعارضة مع قوة الأخيرة يزيد احتمالات تحول الأزمات الاقتصادية لمصدر تهديد للنظم. وبصفة عامة، اتسم المجتمع السياسي في العديد من بلدان الثورات العربية بقدر كبير من الانقسام، وتصاعد حدة الاستقطاب ما بين التيارات السياسية والدينية.
4ـ قد يلعب السياق الإقليمي دورًا مهمًّا في التأثير سلبًا في تطور الحركات الثورية، فالانتكاسات التي تعرّضت لها العديد من الدول العربية -مثل ليبيا وسوريا واليمن- تُقلل من الحافز أمام تجدد الموجات الثورية في المنطقة، خاصةً في ضوء الأوضاع المتدهورة التي تُعاني منها هذه الدول، والتي تصل إلى حد وقوعها في نطاق الدول “الفاشلة”، وفقدان السلطة المركزية السيطرة على أراضيها، والتي أصبحت مرتعًا لتدخل أطراف خارجية، وسيطرة الجماعات المتشددة المسلحة على أجزاء منها، وصولا إلى التخوف من تفكك تلك الدول أصلا إلى دويلات أصغر حسب الانتماءات العرقية والقبلية.
ويفرض السياق الإقليمي المضطرب آثارًا اقتصادية شديدة السلبية، سواء من خلال الارتفاع الكبير في تدفقات اللاجئين من هذه الدول إلى دول الجوار، وما تفرضه تلك التدفقات من ضغوط هائلة على البنى التحتية والاقتصادية لدول الجوار، بالإضافة إلى عودة عدد كبير من العاملين في تلك الدول إلى بلدانهم الأصلية، ويُمثل ذلك خسارة للتحويلات التي يقدمها هؤلاء العاملون من جهة. كما أن العودة المفاجئة لتلك الأعداد الكبيرة تزيد من الضغط على أسواق العمل. أضف إلى ذلك انخفاض العائدات من السياحة نتيجة تعقد المشهد الأمني في هذه الدول والمنطقة ككل.
خلاصة
مهما كان حجم الكوابح التي تواجه الغلابة، على جميع النظم السياسية أن تعي الدرس جيداً، وأن تدرك أن الخطر ليس بعيداً عنها، وأن الضغط الشديد على شعوبها يولد الانفجار، وأن هناك طاقة قصوى يستطيع أن يتحملها المواطن، وأن مستوى معينا من زيادة الأسعار وسياسات التقشف لا يمكن تحمله، وفي لحظة ما يبدأ الانفجار بلا مقدمات، وأنه مهما امتلكت الحكومات من أدوات قمع وبطش وعلا صوت الرصاص الذي بحوزتها فإن صوت الشعوب هو الأعلى، خاصة إذا ما تعلق الأمر بلقمة العيش والبطون الجائعة (16).
——————————-
الهامش
(1) كريم الصياد، ثورات الجياع في الفكر العربي المعاصر، موقع البديل، الأحد 21 ديسمبر, 2014، الرابط، تاريخ الزيارة، 13/11/2016
(2) محمد جعفر، لماذا تهرب شعوبنا من الحرية؟، ساسة بوست، ٣ – ١١-٢٠١٦
(3) تم توجيه السؤال لعينة عشوائية على شبكة التواصل الاجتماعي (facebook) يوم ٢ نوفمبر ٢٠١٦ وتم فتح الباب للإجابة حتى التاريخ المحدد للتظاهر، والذي عرف باسم ثورة الغلابة “11/11”.
(4) كيف عالج الإسلام مشكلة الفقر – الشريعة والحية يوسف القرضاوي – الجزيرة
(5) إبراهيم عيسى – القاهرة والناس – ٥ -٨ -٢٠١٦
(6) محمد الباز، الجائع المصري لا يثور، يبحث فقط عمن يطعمه، موقع البوابة نيوز، 9/9/2016.
(7) ما هو مغزى سرعة انتشار الجيش في 6 ساعات بمصر- موقع قناة العالم، هل يخاف السيسي من “ثورة الغلابة”؟!
الثلاثاء 27 سبتمبر 2016
(8) ليديا يؤانس، السيسي هو السبب، إسرائيل اوف تايمز – ٧-١١-٢٠١٦
(9) عبد الرحمن يوسف ولقاء حول مستجدات الوضع المصري، قناة الجزيرة، نوفمبر 2016 م
(10) أيمن نور يتحدث لـ“عربي21” عن المستقبل – ٦- ١١- ٢٠١٦
(11) أحمد البنهاوي، الجمعية الوطنية المصرية تدعو إلى رحيل السيسي، بوابة الحرية والعدالة، 4/11/2016
(12) الجزيرة نت – بيان الدكتور محد البرادعي
(13) وزير إسرائيلي: محظوظون بحكم السيسي لمصر، الجزيرة نت – ٣٠-٥-٢٠١٦
(14) انعكاسات مضادة: كوابح اندلاع “ثورات الجياع” في المنطقة العربية، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الثلاثاء 01 نوفمبر 2016.
(15) د. رانيا علاء الدين السباعي، متى تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى موجة انتفاضات شعبية؟، مركز المستقبل، الأحد, 06 نوفمبر, 2016
(16) مصطفى عبد السلام، ثورات جياع… هل بدأت الشرارة؟، العربي الجديد، عدد 16 مايو 2016.