fbpx
المشهد الإقليمي

تحليل اتجاهات الإعلام السعودي 14 فبراير 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

خلاصة التقرير:

كان أهم أحداث الأسبوع محل الاهتمام (بين 6 و13 فبراير 2016م) تصريح العميد ركن أحمد عسيري، نائب وزير الدفاع السعودي، والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي المقاتلة في اليمن، بشأن أن قرار التدخل البري السعودي في سوريا إنما هو “قرار لا رجعة فيه”، قبل أن يعلن أنه لا يزال هناك شهران يفصلان الرياض عن أية خطوة على الأرض، فيما أكدت دوائر الدبلوماسية السعودية، من الوزير عادل الجبير، وحتى مستوى الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع، على أن أي تحرك “لمكافحة الإرهاب” لن يؤتي ثماره إلا بالعمل الجماعي، مع التأكيد على أن تفعيل “التحالف الإسلامي” الذي أعلنته الرياض قبل فترة، سوف يكون هو أساس هذا التحرك.

هذه التفاصيل توضح حاكمية الملف السوري في تناول الإعلام السعودي، وصار الهجوم على روسيا، في ظل التطورات السورية، ودور موسكو في إطالة أمد الأزمة، بندًا يوميًّا في الإعلام السعودي، وخصوصًا فيما يتعلق بالجانب الإنساني.

كذلك كان الأسبوع المنصرم مجالاً لاهتمام الإعلام السعودي بالحرب في اليمن، في ظل تصعيد كبير في العمليات العسكرية الجوية والبرية على الأرض، من جانب الرياض، وحلفائها من القوات التي تدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، قادت إلى إنجازات لافتة على الأرض، لم تتحقق منذ أشهر طويلة، لكنها تبقى رمزية إلى حدٍّ كبير، في ظل عدم الاقتراب كثيرًا من العاصمة صنعاء، أو حسم قضية حصار تعز، المستمر منذ أشهر طويلة.

ليبيا، كان هناك كذلك اهتمام متزايد بها، في ظل اهتمام أمريكي وغربي مماثل، في وقت أبرزت فيه وسائل الإعلام السعودية، تصريحات قائد الانقلاب العسكري المصري، عبد الفتاح السيسي، أن أية معالجة لملف الإرهاب في ليبيا، يجب أن تتم بأيدي الليبيين أنفسهم، مع إبداء استعداد القاهرة لتزويد الجيش الوطني الليبي – تابع لجناح طبرق – بالسلاح والعتاد اللازم للمعركة المرتقبة في ليبيا.

كذلك تزايد الحديث عن ملف الفوضى في الشرق الأوسط، ومسألة تقسيم الكيانات المركزية في هذا الإطار، وبطبيعة الحال كان هناك حديث عن مصر والسعودية، وموضعهما في هكذا مخطط، وكذلك دور الإسلام السياسي فيه.

فيما يتعلق بتركيا، كان هناك تراجع في حدة الانتقادات مقارنة بالأسبوع الماضي، في ظل حاجة الرياض للموقف التركي في مسألة التدخل البري في سوريا، ولكن كان هناك اهتمام بإجراءات تركيا الأخيرة في حق اللاجئين السوريين في شمال حلب، وتم تفسير الأمر على أنه محاولة “متأخرة” من تركيا لفرض مطالبها المتعلقة بمنطقة عازلة في شمال سوريا.

فيما يتعلق بمصر، كان هناك اهتمام بإبراز مواقفها “الداعمة” لخطط الرياض في الإقليم في المرحلة الراهنة، والإعلان عن زيارة للملك سلمان بن عبد العزيز، إلى القاهرة، في الرابع من أبريل المقبل، قبل ثلاثة أيام فقط من القمة العربية الدورية المقررة في الرباط، والتي تم تأجيلها بطلب سعودي من نهاية مارس إلى السابع من أبريل 2016م.

الأوضاع الأمنية كانت هي الطاغية على التغطيات الداخلية فيما يخص اهتمامات الإعلام السعودية، في ظل تصاعد الهجمات على المساجد الشيعية، والأهداف الحكومية في مناطق شرق وجنوب المملكة، في إطار مرتبط بسياسات الرياض الخارجية، في سوريا واليمن بالأساس.

كما كان من اللافت المهم، تقليص مستوى الاهتمام الإعلامي بأنشطة الأمير محمد بن سلمان، بعد تزايد الانتقادات له، في الخارج، باعتبار تبنيه سياسة “مارقة” تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، وكذلك الحديث عن وجود صراع خفي على السلطة بينه وبين ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية.

حدث الأسبوع في الإعلام السعودي:

يمكن القول إن حدث الأسبوع في الإعلام السعودي هو التدخل البري في سوريا، وثمة بعض الأمور التي يجب التأكيد عليها في هذا الأمر، من خلال تصريحات المسؤولين السعوديين، والتي أكدت عليها وسائل الإعلام السعودية:

1. التدخل لن يكون فوريًّا، وإنما سوف يكون هناك الكثير من الأعمال التحضيرية له، ومن بينها حشد موقف عربي ودولي موحد حوله، وهو ما أكده وزير الخارجية، عادل الجبير بشكل لا لبس فيه.

2. التدخل لن يكون سعوديًّا أو قرارًا فرديًّا، وإنما سوف يكون في إطار إما التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، الذي أعلنت عنه الرياض سلفًا، أو في إطار التحالف الدولي الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم “داعش” في كل من سوريا والعراق.

3. التدخل يتم تحت ستار محاربة تنظيم “داعش”، ولم يتم ذكر النظام السوري فيه.

وفي هذا الإطار، تفاعلت العديد من التطورات التي حرص الإعلام السعودي على إبرازها، وعلى رأسها استمرار الطيران الروسي في أداء مهمته فوق المناطق الشمالية لسوريا، وما أدت إليه في صدد نزوح عشرات الآلاف من المواطنين السوريين إلى الحدود التركية، وسط حالة من الدمار الكامل في مناطقهم.

وبات من الواضح أن التحركات السعودية المحمومة في الوقت الراهن، إما لفرض وقفٍ لإطلاق النار، أو بدء حرب برية في سوريا، هدفها هو إجهاض المخطط السوري – الروسي الراغب في تأمين الحدود التركية – السورية قبل استئناف مفاوضات “جنيف 3″، وهو ما يعني منح النظام السوري مزايا أكبر عند التفاوض.

وقد جاء الإعلان عن التدخل البري السعودي في سوريا “ضد داعش”، بعد زيارة رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلوا، إلى السعودية، وذهب البعض إلى أن القرار السعودي، جاء “مدفوعاً” من طرف أمريكي، بوساطة تركية، من أجل جر نظام آل سعود إلى محطة أخرى لاستنزافه، وبالتالي إضعافه.

وهذا التحليل يقف عند نقطة شديدة الأهمية، وتتعلق بأن الدعم السعودي للنظام الانقلابي في مصر، يُعتبر أحد أهم معوقات “الربيع العربي” من وجهة نظر البعض، ومخطط “الفوضى الهدامة” وفق البعض الآخر، وبالتالي؛ فإن إضعاف النظام السعودي، يأتي على قائمة أولويات كلا الطرفين، حتى ولو كان أحدهما القوى الساعية للإصلاح والتغيير، والآخر من داعمي الفوضى الهدامة.

وفي المقابل يرى البعض أن التطورات على الأرض في الوقت الراهن في شمال سوريا، شديدة الخطورة على الثورة السورية؛ لأنه لو نجحت قوات بشار الأسد بالتعاون مع الأكراد في إغلاق كامل الحدود السورية أمام المعارضة المسلحة؛ لن يكون بشار في الأساس بحاجة إلى خوض مفاوضات “جنيف 3” في جولتها المقبلة، أو التفاوض من الأصل؛ لأنه سوف يكون بحاجة فقط إلى وقت لتصفية المعارضة السورية المسلحة بالكامل، وهو يملك كل الوقت ولا يعنيه أية مجازر يرتكبها نظامه والميليشيات التي تدعمه، أو الروس من الجو.

ويؤكد ذلك أن الروس في ميونيخ، عندما وافقوا على هدنة، وافقوا عليها فقط فيما يتعلق “بوقف الأعمال العسكرية” وليس وقف إطلاق النار، وأكدوا أنهم لن يوقفوا طلعاتهم الجوية التي يقولون إنها موجهة ضد التنظيمات الإرهابية، بينما هي تشمل المعارضة المسلحة بالأساس، كما أكدوا على أن الهدنة بحاجة إلى أسبوع لتثبيتها، وهي الفترة التي تحتاج إليها قوات الأسد وحلفاؤه على الأرض، لكي ينتهوا من عملياتهم الرامية إلى السيطرة الكاملة على تل رفعت، وبالتالي الاقتراب من إعزاز، آخر نقاط المعارضة في حلب.

وفي الإطار، أبرز الإعلام السعودي زيارة عادل الجبير إلى المغرب، والحرج الذي لاقته المطالب السعودية من الحكومة المغربية في صدد دعم خطط الحرب البرية في سوريا؛ حيث رفض المغاربة مناقشة هذا الأمر، مما دفع الرياض لطلب تأجيل القمة العربية إلى 7 أبريل، بدلاً من 29 مارس كما كانت مقررة، وربما -أيضًا – لإفساح المجال أمام الجهود السعودية في القاهرة وغيرها، من أجل حشد موقف عربي موحد في هذا الصدد.

في هذا الإطار، كان الموقف التركي محل اهتم الإعلام السعودي، والذي أكد على أن تركيا بدأت متأخرة للغاية في إجراءاتها الحالية لإقامة منطقة عازلة شمال سوريا. كما تمت الإشارة إلى التهديدات التركية الأخيرة التي أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بفتح حدود بلاده أمام موجات اللاجئين الجديدة، وإيصالها إلى الحدود الأوروبية، في حال استمرت الضغوط الأوروبية على تركيا لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، والذين وصل عددهم إلى مائة ألف.

الموقف الاستراتيجي العام المحيط بتركيا كذلك، كان له موضعه في اهتمامات الإعلام السعودي؛ حيث أشارت “العربية” والمصادر اللندنية على وجه الخصوص إلى المأزق الحالي المتمثل في سيطرة القوات الكردية على أجزاء كبيرة من شمال سوريا، في ذات الإطار الذي يشغله الأكراد في جنوب شرق تركيا.

وفي هذا الإطار، يجب التنويه إلى أن الولايات المتحدة كانت هي الفاعل الأساسي الذي قاد إلى ذلك الوضع من خلال قصر تسليحها المباشر على قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.

ولذلك حظيت تصريحات الإدارة الأمريكية الإيجابية عن أكراد سوريا، على انتقادات حادة من أردوغان، والذي اعتبر أنها علامة عداء أمريكية ضد تركيا.

ثانيا: القضايا الخارجية في الإعلام السعودي:

1-الاستعدادات السعودية للتدخل البري في سوريا، وحشد الإقليم والمجتمع الدولي، ومفاوضات ميونيخ في هذا الصدد، وما تمخض عنها من قرارات في صدد تثبيت هدنة ولدت ميتة بسبب الموقف الروسي الذي أصر على الاستمرار في العمليات الجوية.

2-أوضاع المدنيين السوريين تم توظيفها على الوجه الأكمل في الإعلام السعودي لخدمة رسالة الرياض السياسية؛ حيث تم توسيع نطاق إبراز معاناة السوريين في المناطق التي يهاجمها الطيران السوري.

3-الموقف العسكري في اليمن كان محط اهتمام الكثير من المصادر السعودية، وبدا من الأخبار المتداولة في هذا الإطار أن هناك ما يشبه العجلة السعودية المستجدة على المشهد العسكري، بما يؤشر إلى رغبة سعودية في حسم الموقف في اليمن قبل التفرغ للموقف السوري. ومن بين ذلك أنه تم إبلاغ المؤسسات الإغاثية والحكومية الإقليمية والدولية، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بمغادرتها، في صنعاء وضواحيها، باعتبار العمليات القادمة، وهو ما كان محط انتقادات من جانب أوساط حقوقية عدة في العالم الخارجي؛ حيث يشير السلوك السعودي إلى أن الرياض وحلفاءها لا يعبأون بالمدنيين في هذه المناطق.

4-كانت التصريحات الأمريكية والغربية المتواترة بشأن التدخل العسكري في ليبيا، محل اهتمام كذلك من جانب الإعلام السعودي، وتم وضع هذه التصريحات في إطار “يدعم” المرامي السعودية في صدد عملية عسكرية برية في سوريا.

كما كان هناك اهتمام إخباري الطابع ببعض التطورات الخاصة بتنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، ويبدو أن الاهتمام بهذا الملف دوليًّا، يتعلق بحالة من التربص بما سوف تسفر عنه الأمور في هذا الصدد، لاعتبار أمرَيْن، الأول مصير خليفة حفتر، عند اختيار وزير الدفاع في الحكومة الجديدة؛ حيث إن مصير حفتر يعطل بالفعل مصير منصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة؛ حيث لا يحوز قبول الكثير من الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية، بينما يريد آخرون فرضه كوزير للدفاع.

الأمر الثاني أن وجود حكومة موحدة في ليبيا، سوف يكون له أبلغ الأثر في تسهيل الشق السياسي والقانوني لأي تحرك عسكري في ليبيا، باعتبار الصفة التمثيلية الجامعة للحكومة.

5-الهجوم على إيران كما هو الحال، كان ملفًّا تقليديًّا، ولكن كان من الملاحظ تراجعه هذا الأسبوع، ربما لإفساح المجال أمام إبراز حجم الدور الروسي في دعم النظام السوري، وفي مسألة جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.

6-الحرب على “داعش” في العراق، كانت ملفًّا مثيرًا للجدل بالنسبة للإعلام السعودي، فبينما هو يدعم السياسة الرسمية للرياض في هذا الموضوع، موضوع محاربة “داعش” في سوريا، لم يكن الإعلام السعودي متحمسًا لما يتم في هذا الصدد باعتبار أنه علامة نجاح لحكومة علي العبادي المدعومة من إيران في بغداد، كما أنه يتم بتعاون وثيق ما بين الأكراد والحكومة العراقية، فيما أن الحليف العتيد للرياض – تركيا – ينظر إلى الأكراد باعتبارهم أعدى أعدائه.

7-فيما يخص ملفات الربيع العربي الأخرى كان هناك اهتمام بالأوضاع في تونس، باعتبار التطورات الأخيرة التي شهدتها، في الذكرى الخامسة لاندلاع ثورة الياسمين وهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

8-قضية أسعار النفط تراجعت بعد الارتفاعات الطفيفة الأخيرة في الأسعار، وطغيان أخبار الحرب البرية في سوريا، والحسم العسكري في اليمن، على تفكير الرياض، بل كان من المستغرب أن تعلن وسائل الإعلام السعودية عن رفع الرياض لمستوى إنتاجها من النفط لكي يتجاوز حاجز العشرة ملايين برميل يوميًّا، في خطوة تستهدف روسيا بالأساس، في ظل المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد الروسي.

ثالثاً: القضايا الداخلية في الإعلام السعودي:

– الأمر الملاحَظ على التغطيات الإعلامية الداخلية، هو تراجع في مستوى “إبراز” نشاط الأمير محمد بن سلمان، بالرغم من أنه خلال الأسبوع المنصرم، كان على موعد مع العديد من اللقاءات العربية والدولية، داخل وخارج المملكة، إلا انه يبدو وكأنه كان هناك مردود للتقارير الغربية بشأن وجود صراع سلطة في المملكة، وانتقاد أداء الأمير محمد بن سلمان نفسه، ودوره في السياسة الإقليمية.

رابعاً: القضايا المصرية في الإعلام السعودي:

1-كان الإعلان عن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة، أحد أهم العناوين التي اهتم فيها الإعلام السعودي بالشأن المصري، ولكن لم يكن الرضا كاملاً عن مواقف القاهرة فيما يتعلق بالاندفاع السعودي المحموم إزاء الخيار العسكري البري في سوريا. وظهر ذلك في التغطيات المكثفة لوسائل الإعلام السعودية للمواقف التي خرجت من الإمارات في هذا الصدد، بينما لم تحظَ القاهرة بنفس التأكيدات في مواقفها على دعم الموقف السعودي، حيث خرجت عناوين الصحف القومية المصرية تبرز التصريحات الروسية والسورية التي تحذر من هذه الخطوة.

كما أن مصادر إعلامية سعودية عدة أشارت إلى عدم حزم القاهرة لموقفها بعد من هذا التحرك السعودي المستجد، وما تناولته وسائل إعلام مصرية في صدد أن القاهرة لن تبارك الخطوة السعودية، في المقابل، وعلى المستوى الرسمي، جرى إبراز تصريحات لقائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي بشأن متانة العلاقات بين القاهرة والرياض.

2-فيما يتعلق بوضع مصر في إطار الأزمة الإقليمية الراهنة، كان هناك تقييم إيجابي في الإعلام اللندني لـ “الجهود” التي قامت بها مصر للتصدي لمخطط الفوضى الهدامة الراهن في المنطقة، والتأكيد على أن مصر “عصية” على التقسيم، أو السقوط في هذا المخطط.

3-فيما يخص الإخوان المسلمين في مصر، نشرت “الشرق الأوسط” اللندنية يوم 9 فبراير، مقالاً بقلم محمد مصطفى أبو شامة، يعيب فيه على موقف الإخوان المسلمين خلال الأزمة التي اندلعت بين الرياض وطهران، بعد إعدام نمر النمر، والاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية في إيران، في يناير 2016.

المقال انطلق من هذا الموقف الذي كانت الجماعة قد أصدرت فيه موقفَيْن متباينَيْن من الأزمة، إلى التشهير بالإخوان، والقول بأنهم جماعة مصلحية وأكثر باطنية في سياساتها من إيران!

4-الشأن الاقتصادي المصري كان محل اهتمام لدى الإعلام السعودي، وخصوصًا أزمة مصر من العملة الصعبة، بعد إعلان شركة جنرال موتورز وغبور أوتو عن توقف مؤقت لأنشطتهما في مصر، في مجال تجميع السيارات، بسبب عدم قدرة الشركتَيْن على الوفاء بالتزاماتهما من العملة الصعبة، في ظل تشديد البنك المركزي المصري لإجراءاته في مجال توفير العملة الصعبة في الأسواق.

5-عُقدت في الرياض ندوة عن العلاقات السعودية المصرية التركية، شهدت جدلاً واسعًا بين مقدمي أوراق العمل حول قضايا العلاقات بين البلدان الثلاثة وتفاعلاتها في قضايا الإقليم، ولاسيما ما يخص الموقف من إيران والأزمة في سوريا.

وكانت فاعليات الندوة التي نظمتها “عكاظ”، ونشرتها بالكامل، فرصة مهمة للاطلاع على دقائق الوضع فيما يخص الموقف من مصر وتركيا والإخوان المسلمين في السعودية، بعيدًا عن المجاملات الرسمية وأضواء الكاميرات.

الضيوف كان من بينهم وزير الخارجية المصري السابق، الدكتور محمد كامل عمرو، والمستشار التركي أرشد هرمزلو، والسفير اليمني مصطفى النعمان، والدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي السابق، الذي طالب الضيوف والمحاضرين بإعلان المواقف “الملتبسة” من مصر وتركيا، حيال سوريا وإيران.

كان اللافت في الندوة الهجوم الذي شنه الأكاديمي القطري، الدكتور عبد الحميد الأنصاري، على موقف تركيا من مصر؛ حيث وصف مواقف أنقرة بـ “الانتهازية وليست البراغماتية السياسية” كما وصفها هرمزلو خلال فعاليات الندوة.

أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور خالد الدخيل، تحدث خلال الندوة عن “تردد تركيا في الموضوع السوري، وعلاقته بالتردد الأمريكي حتى سيطرت روسيا على سورية وتحولت تركيا إلى هدف”.

السفير اليمني مصطفى النعمان، تناول تاريخ التيارات الدينية في اليمن، وخصوصًا الإخوان المسلمين، وحمل عليهم وقال إنهم “استخدموا الدين لأهداف سياسية حتى تكررت التجربة مع الحوثيين الذين وجدوا الدعم والمساندة من إيران، لتحقيق حلم تحويل اليمن المدني إلى مشروع تابع للولي الفقيه”.

والجداول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه الحزمة من القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1)

القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1)

الجدول رقم (2)

القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2)

الجدول رقم (3)

القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3)

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي في الغالب، بالرغم من المواقف الرسمية المداهنة لأنقرة، باستثناء المواقع الصحوية.

2. إيران: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي، مع توسيع في تناول ملف الأحواز والانتهاكات التي تتم في حقهم.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي، واتهامات لها بالمسؤولية عن التدهور الراهن في الشرق الأوسط، وبالسماح لروسيا بالتدخل على هذا النحو، وبتشجيع إيران على مخططاتها الهدامة في المنطقة.

4. روسيا: استمرار في التصعيد السلبي، وتوسيع في استغلال الأزمة الإنسانية واللاجئين من أجل المزيد من التشهير بكل من روسيا والنظام السوري.

5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: استمرار في المواقف السلبية، باستثناء المواقع الصحوية.

6. مصر: محايد أو إيجابي بحسب المصدر، باستثناء المواقع الصحوية.

سادساً: أهم الاستنتاجات:

1. تدخل العلاقات المصرية – السعودية فترة اختبار كبير خلال الأسابيع القادمة، ما لم تتراجع الرياض عن قرارها بالتدخل العسكري في سوريا؛ حيث ستواجه القاهرة تحدي المشاركة في مثل هذه العمليات مع تحسبها لعلاقاتها مع روسيا، ورغبتها في الضغط على تركيا عبر البوابة السورية.

3. في الفترة الراهنة تم غلق ملف العلاقات المصرية – التركية بشكل مؤقت مع انشغال الرياض بعدد من الملفات المستجدة، كما في موضوع سوريا، وكما في السعي إلى الحسم في اليمن الفترة المقبلة.

4. من المرجح أن تقود السياسات السعودية الراهنة إلى أزمة في العلاقات العربية، فما تسعى إليه الرياض، قد يصطدم بمعارضة كبيرة في الجامعة العربية من جانب دول المغرب العربي والعراق وسوريا بطبيعة الحال، مع عدم حسم دول الخليج لموقفها بعد من موضوع المشاركة البرية ضد “داعش” في سوريا، وهو ما سوف يكون محلاً لسجالات عدة خلال القمة العربية المقبلة، المقررة في الرباط، ولذلك، من المنتظر انخفاض التمثيل خلالها.

5. الإعلام السعودي في هذه المرحلة يعكس أوضاعًا مضطربة في الرياض، وهذا يرتبط بالنهج الجديد في السياسة الخارجية السعودية وما تواجهه من تحديات.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close