المرصد

تحليل اتجاهات الإعلام السعودي 23 يناير 2016

الملخص

كانت زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى المملكة العربية السعودية، ضمن جولة في المنطقة قادته إلى مصر، ثم إيران في نهايتها، هي الحدث الأبرز الذي ركزت عليه الصحف ووسائل الإعلام السعودية، بجانب تناول أحداث وقضايا باتت ثابتة في اهتمامات الإعلام السعودي.

ومن بين هذه القضايا، وأهمها، استمرار تداعيات دخول الاتفاق النووي الإيراني الغربي حيز التنفيذ، ورفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكذلك الأمم المتحدة، لعقوباتها عن إيران، بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تنفيذ طهران لالتزاماتها بموجب الاتفاق المبرم مع الغرب، في يوليو 2015م؛ حيث حذر الإعلام السعودي مما وصفه بـمغبة رفع العقوبات عن إيران، مع سلوكها الراهن في الإقليم.

ودعت صحف سعودية في الإطار، إلى البدء في الإعداد لمشروع نووي سلمي سعودي بعد رفع العقوبات من على طهران والتي ستجعل إيران حرة في التصرف ببرنامجها النووي خلال 15 عامًا، بحسب صحف سعودية.

و كان هناك إبراز لتصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئي، التي انتقد فيها حوادث الحرق والاعتداء على المنشآت الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، ووصْفه لها بأنها من الشيطان ولا تخدم الأمة الإسلامية.

وفيما يخص مصر، كان هناك بعض المواد المقالية التي اهتمت بتطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، مع قرب الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير. وبخلاف المواقع المحسوبة على التيار الصحوي؛ كانت النظرة الإيجابية، هي السمة الأساسية في الصحف اللندنية وتلك التي تصدر داخل المملكة.

إلا أنه ثمة قضية مستجدة، لها صلة بالأوضاع في مصر، ونظرة الإعلام السعودي لها، وهي الاضطرابات في تونس؛ حيث وصلت الاحتجاجات من القصرين إلى مختلف محافظات تونس، وكان تناول الإعلام السعودي لها، سلبيًّا، وتم فتح ملف الفوضى التي أدى إليها الربيع العربي، وكانت مصر واحدة من النماذج التي تم تداولها في هذا الصدد، وضرورة العمل على دعم الاستقرار فيها في مواجهة محاولات إثارة الفوضى مجددًا.

على المستوى الداخلي، كان حدث تولي الملك سلمان للعرش، قبل عام، من أهم معالم الأسبوع، بجانب السياسات الاقتصادية المستجدة على خلفية التراجعات الكبيرة في أسعار النفط، وإن كان لهذا الأمر ارتباطاتها الخارجية، بما في ذلك اتجاه إيران لرفع مستوى إنتاجها اليومي من النفط.

حدث الأسبوع: زيارة الرئيس الصيني للمملكة:

يمكن القول إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى الرياض، ضمن جولة إقليمية هي بمثابة حدث الأسبوع، ولكن ليس بالصورة التي قد يتخيلها البعض؛ في صدد أنها زيارة لرئيس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأنها – بالتالي – تدل على أهمية الدور الذي تلعبه المملكة، إقليميًّا ودوليًّا.

الإعلام السعودي عكس صورة أعمق بكثير من هذه الصورة، فمن خلال التقارير التي بثتها قناة العربية، وبعض مقالات الرأي في صحف الداخل السعودي؛ فإن الزيارة تكتسب أهميتها في إطار تصعيد حاصل للخطاب السلبي للإعلام السعودي ضد الولايات المتحدة؛ حيث يحملها الإعلام السعودي، وبالتالي الحكومة السعودية من الخلفية، مسؤولية التدهور الحاصل في الأوضاع الإقليمية، والمغزى لا يتعلق بـداعش والإرهاب فحسب؛ ولكن الأمر يرتبط بالأساس، بهاجس نظام آل سعود الأساسي في المنطقة، وهو إيران.

في السياق السابق، كان التركيز المهم من جانب الإعلام السعودي في تناوله لزيارة الرئيس الصيني، هو الاتفاق على بدء إنشاء محطة للطاقة النووية في السعودية.

 

أحمد التَّلاوي

باحث سياسي ومحرر إعلامي، بكالوريوس العلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1996، من مؤلفاته: إيران وصراع الأصوليات في الشرق الأوسط، دولة على المنحدر، أمتنا بين مرحلتين، الدولة والعمران في الإسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى