تحليل اتجاهات الإعلام السعودي 5 ديسمبر 2015
موجز عام:
من بين أهم معالم الأسبوع المنصرم الذي يغطيه هذا التقرير على مستوى الحدث السعودي الداخلي والإقليمي، وفيما يخص التقاطعات مع ملفات العلاقات المصرية – السعودية، قرار وزارة التعليم السعودية بإعادة التأكيد على قرار قديم صدر قبل سبع سنوات، بشأن سحب كتب عدد من رموز الإخوان المسلمين، من مكتبات المدارس السعودية، وهو ما أعاد طرح سؤال العلاقات المتقاطعة بين الإخوان المسلمين، ومصر والسعودية.
كذلك شهد الأسبوع المنصرم لقاءات بين ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، الأمير سلمان، وبين كل من وزير دفاع الانقلاب، صبحي صدقي، ورئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، ضمن أولى جلسات مجلس التنسيق المصري – السعودي الذي تم تأسيسه على هامش زيارة قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، إلى السعودية، ضمن القمة العربية – اللاتينية الرابعة، التي عقد في الرياض قبل أسبوعَيْن.
على المستوى الخارجي، كانت الأزمة بين روسيا وتركيا، بعد إسقاط تركيا للقاذفة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية، وتفاعلات الأزمة السورية بشكل عام، على رأس اهتمامات الإعلام السعودي. وشمل ذلك إعدادات المملكة من أجل استضافة اجتماعات للمعارضة السورية، وتأكيد المملكة على موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد.
فيما يخص الأزمة التركية – الروسية، ظهرت أصوات، حتى في الصحافة اللندنية المعارضة على طول الخط للإسلاميين؛ ظهرت أصوات تنادي بضرورة تبني موقف خليجي موحد داعم للأتراك في الأزمة مع موسكو، والتي تتصاعد يومًا بعد يوم، في إطار إعادة تموضع للسياسة الإقليمية الخليجية، في ظل المستجدات التي تفرض نفسها، في سوريا، وفي الملف الإيراني الإقليمي.
إقليميًّا، وبشكل تقليدي جاء ملف اليمن، وقضية مكافحة الإرهاب، والسياسات الخارجية الإيرانية، كذلك ضمن الاهتمامات.
على المستوى الداخلي كانت القصص المتفاعلة، تتعلق بـ”جهود” الحكومة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومن بين ذلك قرارات وزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، فيما يتعلق بـ”ضبط” المنابر والمواد المقروءة التي يتلقاها المواطنون والنشء الجديد في المساجد والمدارس وغير ذلك.
الأزمة الراهنة في سوق النفط، انعكست على الحوارات والتحقيقات، وكذلك التقارير الإخبارية والتحليلية الموسعة، سواء في قناة “العربية”، أو في الصحف اللندنية والتي تصدر في داخل المملكة على حد سواء، وخصوصًا بعد ظهور تقارير عدة من البنك الدولي وغيره من المؤسسات الدولية الكبرى، تتعلق بتدهور أوضاع الاقتصادات الخليجية والعربية الريعية، وخصوصًا المملكة والجزائر وسلطنة عُمان، بسبب تراجع أسعار النفط، واتجاه هذه الدول نحو تبني سياسات تقشف لسد عجز موازناتها، قد تقود لمشكلات سياسية بسبب احتجاجات شعبية متوقعة، مع كون الأولى هو خفض الإنفاق الحكومي الضخم.
المواقع والصفحات التابعة للتيار الصحوي كانت أكثر اهتمامًا بالشأن الداخلي المصري؛ حيث تناولت بالاهتمام الكثير من الأمور المتعلقة بالجولة الثانية من المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية، والأوضاع الأمنية والاقتصادية في مصر، وسياسات السيسي، والمشكلات العامة التي تواجه المواطن المصري، وعلى رأسها انتهاكات الشرطة، وما قد تقود إليه من احتجاجات شعبية على غرار ما جرى ما قبل وأثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م.
نظرة إحصائية وموضوعية على التقرير:
يتناول التقرير الفترة بين 28 نوفمبر، و4 ديسمبر 2015م.
القضايا البارزة في تناولات الإعلام السعودية وكثافة التغطية:
1. على المستوى السياسي الخارجي:
– التوتر القائم بين تركيا وروسيا، كان هو المسيطر على تناول الإعلام المقروء والمرئي السعودي فيما يخص القضايا الخارجية، خصوصًا بعد فرض روسيا لعقوبات اقتصادية واسعة على تركيا، مثل وقف مشروع “ترك ستروم” للغاز الطبيعي، وتقييد عمل الشركات التركية في روسيا، ومنع أو تقييد استيراد بعض السلع الغذائية والصناعية التركية.
والبداية، يوم 30 نوفمبر، مع مقال بقلم هاني وفاـ في صحيفة “الرياض” السعودية توقع فيه أن يكون للتوتر الروسي – التركي، أصداء بعيدة على الصراعات في سوريا والمنطقة.
ويقول الكاتب:
“التوتر التركي الروسي لن يقف عند هذا الحد حسبما أرى، ستكون له تبعاته السلبية بالتأكيد خاصة في ظل اختلاف التوجهات، وسنرى آثار هذه الأزمة منعكسة على الاجتماع المقبل حول سوريا (فينا 3) الذي شهد بالفعل اختلافات بين المعسكرين مع وضد الأسد، فكيف سيكون الحال والأزمة التركية الروسية لا زالت قائمة وستلقي بظلالها على الاجتماع بالتأكيد سيزيد ذلك من تعقيد الأمور دون أدنى شك”.
أما يوم 1 ديسمبر، فقد نشرت جريدة “الوطن”، مقالاً بعنوان “شكرا إردوغان”، للكاتب حمد المانع، حث فيه على تدعيم العلاقات السعودية – التركية، وقال فيه المانع:
“الظرف الذي تمر به المنطقة، وحالة الاستقطاب الشديدة التي يمر بها العالم، يفرضان تعميق الروابط بين بلدينا الكبيرين من أجل مواجهة ما يضطرب به محيطنا الإقليمي من عواصف سياسية، تحوم بشدة حول حدود بلدينا، وتبحث عن ثغرة لتمر منها إلينا حتى تنال من وجودنا ومقدراتنا واستقرارنا”.
وأضاف أن:
“عزم الجمهورية التركية على الدخول في علاقة استراتيجية مع المملكة، يحقق أهداف البلدين، ويحقق التوازن المطلوب داخل الأمة الإسلامية التي تنظر إلى البلدين الكبيرين بوصفهما مركزي ثقل كبيرين يمتلكان القدرة والإرادة والرغبة المشتركة في إحداث هذا التوازن، وإلجام أي طرف يسعى نحو أي مغامرات سياسية من شأنها أن تزج بالمنطقة في أتون صراعات سيخرج الجميع منها خاسرين”.
يوم 3 ديسمبر، نشر داوود الشريان، في زاويته “أضعف الإيمان”، في صحيفة “الحياة” اللندنية، مقالاً غرَّد فيه خارج هذا السرب؛ حيث انتقد بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي طالب عموم المسلمين بـ”وجوب دعم اقتصاد تركيا بكل الوسائل المتاحة، والوقوف معها وتأييدها بكل ألوان الدعم والتأييد”.
كما انتقد فيه تصريحًا للدكتور وصفي أبو زيد عضو الاتحاد، قال فيه لـ”الجزيرة.نت”، إن “العلماء ينظرون إلى الصراع الدائر الآن بين روسيا وتركيا، إضافة إلى المصالح والبقاء والوجود، إلى البعد العقدي والديني، فهو الأساس الذي ينبني عليه أي صراع. وما يدور الآن بين روسيا وتركيا منطلقه عقدي، وخير شاهد على هذا ما قاله بوتين من أن أردوغان يريد أسلمة تركيا”.
يوم 4 ديسمبر، وتحت عنوان “الأزمة الروسية ـ التركية ودول الخليج”، نشرت “الشرق الأوسط”، مقالاً للدكتور خالد فيصل الفرم، قال فيه:
“روسيا لن ترد عسكريًا أو تهاجم تركيا أو الدول الداعمة للقضية السورية، مثل السعودية أو قطر أو غيرهما من الدول الخليجية والعربية، وما يقال حول ذلك تخرصات انفعالية، ولكن الرئيس الروسي بوتين، بخلفيته الاستخباراتية، سيعمل على زعزعة تركيا من خلال الدعم الروسي – الإيراني للأكراد والعلويين، وتعظيم الخسائر الاقتصادية لتركيا. كما أن القرار التركي في إسقاط الطائرة الروسية سينعكس سلبًا على الأزمة السورية، فحجم الخسائر حاليًا أكبر من حجم الأرباح بالمعنى الاقتصادي والسياسي، والأمور مرشحة للتفاقم، في ظل إدراك تركيا أن أي اعتذار ستقدمه سيترتب عليه استحقاقات قانونية، لجهة التعويضات الاقتصادية، والتعهدات السياسية، وسيكون له تداعياته الداخلية، أما روسيا فإنها مضطرة لفعل ما يؤكد استردادها لكرامتها المثلومة من قبل الأتراك لا غيرهم.
لا شك أن تركيا دفعت روسيا لتحدٍ غير مسبوق، ولكن في خضم الأزمات تبرز ثمة فرص، رغم تصعيد الخطاب السياسي بين الرئيسين، مما يدفع المنطقة لمزيد من الاستقطاب والانقسام الإقليمي، ويشكل ارتدادات كبيرة على الإقليم، وعلى الأزمة السورية، وأيضًا على منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تشهد حاليًا تحديات متعددة على جبهات عدة.
هذه الأزمة تستدعي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توحيد أجنداتها، وأولوياتها، وبناء أجندة إقليمية برغماتية، بعيدًا عن المجاملات، وسياسة «اللاموقف»، خصوصًا في ظل الانسحاب الأميركي من المنطقة، وخروج العراق وسوريا وقليلاً مصر من منظومة الأمن العربي الاستراتيجي.
– تلى ذلك التطورات الخاصة بالملف السوري، بعد موافقة كلٍّ من البرلمانَيْن البريطاني والألماني، على المشاركة في الحرب على تنظيم “داعش” في سوريا، جوًّا، والنشاط الروسي في الأجواء السورية، والجرائم التي ترتكبها القوات الجوية الروسية ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
– قرار رئيس الوزراء العراقي علي العبادي، برفض قدوم قوات أمريكية خاصة لبلاده، بعد تهديد ميليشيات شيعية باستهدافها، حاز جانبًا مهمًّا في تناول الإعلام السعودي، عراقيًّا كذلك، كان هناك اهتمام باستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز، لمسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراقي.
– الحرب في اليمن، في ظل تقارير عديدة عن انتهاكات تقوم بها القوات السعودية والعربية العاملة جوًّا، كانت ضمن اهتمامات الإعلام السعودي، وخصوصًا مع شيوع تقارير عن انسحاب القوات الإماراتية من الحرب، وضعف النتائج المتحققة على الأرض منذ بضعة أسابيع.
ولذلك زادت الأخبار التي تتناول نتائج العمليات الجوية على ميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح، وكيف أنها مؤثرة وكذا، مع تعطل العمليات البرية بالكامل تقريبًا.
– أعمال العنف الإرهابية وغير الإرهابية التي غزت أوروبا والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، وآخرها حادث سانت برناردينيو، كانت ضمن اهتمامات الإعلام السعودي كذلك، مع تضاعف وتيرة الترويج لـ”الخطر الإرهابي”.
– اللافت كذلك في القضايا الخارجية أن عادت الانتقادات إلى السياسات الأمريكية، إلى بؤرة اهتمام الصحف والبرامج الحوارية على قناة “العربية”؛ حيث إن تفاعل الأزمة الروسية – التركية الراهنة، قاد إلى استنتاجات سعودية عدة، بحسب تحليل مضمون أجرته “فرانس 24” للإعلام السعودي، من أنه لولا السياسات الأمريكية الخاطئة في المنطقة، وفي الملف السوري، ما كانت روسيا وإيران قد استطاعتا فرض موقفيهما من الأزمة السورية.
ضمن اهتمامات الإعلام السعودي الأمريكية كذلك، الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومواقف المرشحين المحتملين للحزبَيْن الكبيرَيْن في الولايات المتحدة من قضايا المنطقة والإسلام والمسلمين، بعد نبرة عنصرية متصاعدة من المرشحين الجمهوريين تجاه العرب والمسلمين، والمهاجرين السوريين والعرب الآخرين.
2. على المستوى الداخلي:
– بدأت صحف سعودية تولي اهتماما بالانتخابات البلدية التي تشارك فيها المرأة للمرة الأولى
وقالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها يوم 3 ديسمبر، إن:
“اللافت في الانتخابات البلدية التي تخوض غمارها المرأة السعودية كناخبة ومرشحة هي الجدية والثقة وعزمها الذي بدا واضحاً منذ وقت مبكر”.
“صوّتوا لتحقيق مطالبكم ولا تعزفوا عن المشاركة ثم تطالبوا بالتقدم والتطوير، شاركوا في التصويت وأعطوا أصواتكم لمن يستحق فهي مسؤوليتكم”.
– الاقتصاد السعودي وأداءه، كان على رأس الأولويات في إطار مساعي الإعلام السعودي الحكومي إلى طمأنة المواطنين من أن أزمة الأسعار الحالية في أسواق النفط، لن تنعكس على رفاهته.
– هناك تصاعد كبير ولافت للغاية في تناول الصحف الداخلية التي تصدر في المملكة، لأخبار وأنشطة الأمير محمد بن سلمان، على حساب تراجع لأخبار ولي العهد، الأمير محمد بن نايف.
وهنا نشير إلى تقارير للمخابرات الأفغانية والأمريكية والألمانية، نشرتها وسائل إعلام غربية وعربية، قالت إن هناك سياسة أكثر اندفاعية من جانب المملكة في قضايا المنطقة، يقودها الأمير محمد بن سلمان، من أجل توطيد مركزه الداخلي، في إطار صراع سلطة مع ولي العهد.
– قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وكيف تخدم بعض المشروعات الإقليمية، مثل النشاط الإيراني، والحرب الروسية الحالية في سوريا، فكر “داعش”، وكيف يمكن مواجهة ذلك.
القضايا المصرية الأهم محل الاهتمام والاتجاهات العامة نحوها:
– الحدث المصري – السعودي الأهم، كان الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي المصري- السعودي، في العاصمة الرياض، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل؛ حيث تم التوقيع على محضر اجتماع تضمن الاتفاق على تشكيل فرق عمل لمساندة المجلس في إنهاء مراجعة المبادرات ومشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية المنبثقة عن “إعلان القاهرة”، الموقع في 11 نوفمبر الماضي، وأن تستكمل اللجان المشتركة القائمة أعمالها وتنهي مهماتها، وذلك خلال المدة والبرامج الزمنية المقررة.
وبحسب تقارير الإعلام السعودي عن الاجتماع، فإن الجانبَيْن اتفقا على وضع حزمة من الآليات التنفيذية في المجالات “العسكرية” والاقتصادية والسياسية. يُشار في ذلك إلى أن أهم بنود “إعلان القاهرة”، تضمنت تطوير التعاون العسكري، والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، والعمل على جعلهما محوًرا رئيسيًّا في حركة التجارة العالمية، وتكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشروعات مشتركة، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين.
– الانتخابات التشريعية المصرية التي أنهت آخر جولاتها، كانت على رأس التغطيات الإخبارية، كما اهتمت مصادر فضائية سعودية بقضية مستقبل العلاقة بين السلطة والبرلمان، ومصير القوانين التي أقرها السيسي، بعد بدء جلسات مجلس النواب الجديد، والمقرر في العشرين من ديسمبر الجاري.
– نشرت بعض المواقع السعودية تقارير عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في نوفمبر 2015م، أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في سبتمبر 2014م، بلغ 3.011 مليون طن، وتراجع في سبتمبر 2015م، إلى 2.686 مليون طن، أي أن قيمة التراجع بلغت 325 ألف طن خلال فترة المقارنة، بنسبة 10.7%. أما عن وضع الاستهلاك في مصر من الغاز الطبيعي، فقد بلغ الاستهلاك في سبتمبر 2014م، نحو 2.962 مليون طن وارتفع في سبتمبر 2015م، إلى 3.071 مليون طن، أي أن الاستهلاك زاد بنحو 109 ألف طن، وبنسبة زيادة تصل إلى 3.6%.
والقراءة الأولية للفارق بين كميات الإنتاج والاستهلاك للغاز الطبيعي بمصر، قد لا توحي بوجود مشكلة كبيرة، ولكن الحقيقة التي تظهر حجم المشكلة في مصر، أن هذه الكميات المنتجة من الغاز الطبيعي بمصر، تواجه تحديين.
حصة الشريك الأجنبي والتي تصل إلى نحو 40%.
التزامات مصر السابقة بعقود تصدير لعقود طويلة الأجل.
وهذين الأمرين يمنعان مصر بشكل كبير من التمتع بحصتها من إنتاج الغاز، على الرغم من ضآلة حجم الإنتاج مما يجبرها على استيراد الغاز الطبيعي، للوفاء بمتطلبات الصناعة، وكذلك احتياجات المنازل والاستخدامات غير الصناعية الأخرى.
وفي نوفمبر الماضي، تم الإعلان عن بدء التوقيع على مذكرة تفاهم بين شركة “دولفينوس” الخاصة المصرية، ومالكي حقل “لوثيان” الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وفي هذا الإطار، وبعد أن كانت مصر تصدر الغاز الطبيعي لدولة الاحتلال منذ منتصف التسعينيات، ستصبح مصر هي من تستورد الغاز في عام 2019/2020م، بواقع 4 مليارات مكعب من الغاز سنويًّا، ولفترة تمتد من 10 إلى 15 عامًا.
ونشرت وسائل الإعلام، أن الحكومة المصرية ليست طرفًا في هذه الصفقة، وأنها لا تمانع في استيراد الغاز من أية دولة بالعالم، بما فيها إسرائيل.
– المواقع والصفحات المحسوبة على التيار الصحوي السعودي ورموزه، كان أكثر ما اهتموا به في صدد الواقع المصري:
. الهجوم على الملهى الليلي في العجوزة.
. الحالة الأمنية في شبه جزيرة سيناء.
. انتهاكات النظام المصري لحقوق المعارضين والحقوقيين والصحفيين، وكان أحدث هذه القضايا، قضية الناشط إسماعيل الإسكندراني.
. الحكم بقبول النقض في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ”غرفة عمليات رابعة”، والتي كان محكومًا فيها بالإعدام على المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، و13 آخرين.
والجدول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه الحزمة من القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:
الجدول رقم (1)
الشكل رقم (1)
الشكل رقم (2)
الشكل رقم (3)
اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:
1. تركيا: إيجابي طفيف.
2. إيران: استمرار وتصعيد في الخطاب السلبي.
3. الولايات المتحدة: تصعيد في الخطاب السلبي.
4. روسيا والدور الجديد في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.
5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد سلبي، باستثناء المواقع الصحوية.
6. مصر: إيجابي لظروف الحدث (انعقاد مجلس التنسيق المصري)، باستثناء المواقع الصحوية.
أهم الاستنتاجات:
1. العلاقات الاستراتيجية السعودية – المصرية، صارت اليوم أقوى مع كونها قابلة للاستمرارية.
2. تقول بعض الأوساط الإعلامية السعودية، إنه منذ “نجاح مصر الشقيقة في تضميد جراحها التي سببتها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ازداد حقد التابعين للإخوان في مصر والسعودية للنيل من العلاقة المميزة بين البلدين الشقيقين”.
3. أشاروا في ذلك إلى قرارات معينة للتدليل على وجهة نظرهم، من بينها توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز للخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياض وجدة بعد حادث الطائرة الروسية. وقالوا إن ذلك “جاء ليؤكد دعم الحكومة السعودية للسياحة في مصر”، وأشاروا في ذلك إلى البيان الرسمي السعودي الذي خرج في هذا الصدد، وأكد على “الثقة التامة بالأمن المصري والجيش المصري”، وعلى الثقة التامة بـ”حكومة مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي”.
4. هناك حملة “مفاجئة”، ومتنامية ضد الإخوان المسلمين، ويرجعها البعض إلى تطورات وقعت خلال القمة العربية – اللاتينية في الرياض، عندما التقى السيسي، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
ففي حينه قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن اللقاء أسفر عن “أمور ونتائج مهمة”، وأن “العلاقات مع السعودية قوية ويصعب اختراقها من أصحاب المصالح المغرضة”.
5. وجه البعض انتقادات حادة للإعلامي السعودي جمال خاشقجي، بسبب مواقفه المستمرة في الدفاع عن موقف الإخوان المسلمين، وكذلك “الطعن” في العلاقات المصرية – السعودية.
6. بعض الأوساط أشارت إلى تفهم صانع القرار السعودي، لموقف مصر الضعيف في دعم العملية البرية والجوية التي تقودها السعودية في اليمن.
7. قال عبد الرحمن الراشد في مقاله الأسبوعي في الشرق الأوسط:
“بهذا تُطوى صفحة تنظيم الإخوان بشكل نهائي من على المسرح الدولي. وبعد أن خسر تنظيم الإخوان تأييد الولايات المتحدة لـ(شرعيته)، التفت يأمل في تخريب العلاقات المصرية – العربية”.