fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد السعودي 8 أغسطس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

يتناول هذا التقرير الاتجاهات العامة للإعلام السعودي نحو الأحداث والتطورات الداخلية والخارجية، والعلاقات المصرية السعودية خلال الفترة من 30 يوليو 2016 إلى 5 أغسطس 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

ظلت الأوضاع الميدانية على الحدود الجنوبية للمملكة، وتطورات مفاوضات الكويت على رأس التغطيات الخاصة بالموضوع اليمني في الإعلام السعودي؛ إلا أنه مع منتصف الأسبوع الذي يغطيه هذا العدد من التقرير، كان هناك مستجدُّ حاز جانبًا كبيرًا من الاهتمام الإعلامي، وهو إعلان الأمم المتحدة بشكل رسمي عن رفع اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية من ملحق تقرير الانتهاكات ضد الأطفال في اليمن، الذي أصدرته الأمم المتحدة. وهو التقرير الذي كان قد أثار أزمة قبل أسابيع، وترددت تقارير أن الرياض هددت بسحب تمويلها للمنظمة الدولية وأنشطتها ما لم يتم رفع اسم التحالف من التقرير.

وكالة الأنباء السعودية عمَّمت خبرًا يوم الأربعاء، 3 أغسطس، نقلت فيه عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأطفال والصراعات المسلحة، واستعرضت تقرير الأمين العام الأخير بهذا الشأن، أنه تم رفع اسم التحالف العربي بقيادة المملكة من ملحق تقرير الانتهاكات ضد الأطفال في اليمن. وقال مون إنه “بعد دراسة متأنية، تم رفع اسم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من ملحق التقرير، بانتظار انتهاء عملية المراجعة”.

نشرت الصحف السعودية تقريرًا عن نتائج عمل ما سُمي بفريق تقييم الحوادث في اليمن، وتكون من 14 عضوًا  من القانونيين والعسكريين، من السعودية والكويت واليمن وقطر والبحرين والإمارات. ولا أحد يدري ما هي حجية نتائج أعمال هذا الفريق الذي شكلته الرياض من دول التحالف العربي نفسه، لكن المهم أن الفريق قال إنه يعمل على التأكد من الجوانب القانونية لعمليات استهداف قوات التحالف، ومدى توافقها مع القانون الدولي، والاستفادة من الآلية الأمريكية والبريطانية لتقييم الحوادث، وقانون النزاعات المسلحة المعروف باسم (LOAC).

ورد المستشار القانوني في الفريق المشترك، منصور أحمد المنصور (من مملكة البحرين)، وهو المتحدث الإعلامي باسم الفريق، في إيجاز صحفي عُقد الخميس، 4 أغسطس، في قاعدة الملك سلمان الجوية، على عدد من التقارير التي صدرت عن منظمة “هيومان رايتس ووتش”، ومنظمة “أطباء بلا حدود”، والأمم المتحدة، وجهات أخرى بشأن وقائع جرى اتهام التحالف فيها بارتكاب جرائم حرب ومخالفات، مثل قصف مستشفيات ومراكز طبية وأسواق (1).

في هذا الإطار، حفلت بالفعل الصحف السعودية بتقارير صار يتم نشرها بشكل شبه يومي، عن “الجهود” التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “لمساعدة الشعوب المنكوبة” “ضمن رسالة المملكة الإنسانية والأخلاقية نحو العالم”. ويتم التركيز بطبيعة الحال حول البرامج والأعمال الإنسانية التي ينفذها المركز لمساعدة الشعب اليمني “خلال محنته جراء الحرب التي يواجهها مع ميليشيات المخلوع صالح والحوثي”.

في الجانب الميداني، كان الاهتمام الأصيل ليس بالمعارك الراكدة في اليمن، وإنما بالتطور الكبير الذي طرأ على نشاط الحوثيين عبر الحدود السعودية، والذي تجاوز مسألة القصف، إلى محاولة اختراق الحدود ذاتها. ففي يوم 30 يوليو، أعلنت قيادة التحالف أن القوات السعودية تصدت لمحاولات تسلل واختراق نفّذتها ميليشيات الحوثي، وأنصار الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح بشكل متقطع، في ذلك اليوم، مما أسفر عن مقتل ضابط وستة جنود يمنيين، ومقتل العشرات بين صفوف الحوثيين وقوات صالح بحسب قيادة التحالف (2).

ثم كان أهم الحوادث التي تلت ذلك، سقوط مقذوف أطلقه مسلحو الحوثي على قرية تابعة لمنطقة صامطة الجنوبية؛ حيث أدت إلى مصرع عائلة مكوَّنة من أب وزوجته، واثنين من أولادهما، فجر يوم الإثنين، 1 أغسطس 2016م. ولقد أدت هذه الحوادث وغيرها إلى اتساع نطاق عمليات القوات الجوية والقصف المدفعي السعودي عبر الحدود مع اليمن، ضد مواقع الحوثيين.

وفي نفس السياق، دعا المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المؤسسات الأهلية والبنوك ورجال الأعمال إلى التبرع من أموالهم عبر صندوق يدعم “المجاهدين والمرابطين على الحد الجنوبي”، ويسد ديونهم ويتلمس احتياجهم “امتدادًا لدعم الدولة الكبير لهم ومساندتها وشد أزرها في ذلك”. حديث المفتي جاء عبر برنامجه الأسبوعي “ينابيع الفتوى” الذي تبثه إذاعة “نداء الإسلام” من مكة المكرمة، يوم الأربعاء، 3 أغسطس(3).

وألقت هذه التطورات بظلالها السلبية على مفاوضات الكويت، حيث التقى وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، مساء الخميس، 4 أغسطس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد؛ حيث قدم المبعوث الأممي خلال اللقاء عرضًا حول آخر التطورات المتعلقة بمشاورات السلام اليمنية.

أما الأهم من ذلك؛ فإنه حتى ذلك التوقيت؛ نفت مصادر دبلوماسية سعودية وكويتية، أن تكون عودة الوفد الحكومي اليمني إلى الكويت، في ذات اليوم، كان هدفها استئناف المشاورات مع الحوثيين وحلفائهم، وإنما كانت العودة لتثبيت الإعلان عن انتهاء هذه الجولة من المشاورات، ولتقديم الشكر للكويت”، وأن عودة الوفد “لن تكون بهدف الدخول في مفاوضات جديدة”. إلا أن مصادر إعلامية سعودية ذكرت على وجه العموم(4) أن المفاوضات سوف تستأنَف بعد شهر، ولكن من دون تحديد أية تفاصيل متعلقة بهذا الأمر.

في السياق، كان هناك اهتمام سلبي الاتجاه لدى الإعلام السعودي من الموقف الروسي الذي عرقل يوم الأربعاء 3 أغسطس، صدور بيان لمجلس الأمن يدعو الحوثيين وأنصار صالح، لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد الرامية إلى إنجاح مشاورات السلام والتعاطي بإيجابية مع الاقتراح الأممي للحل الذي وافقت عليه الحكومة اليمنية، وحاول الإعلام السعودي تصويره على أنه اختراق في المفاوضات.

ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:

1ـ أهم معالم المشهد الداخلي في المملكة هذا الأسبوع:

كانت استعدادات موسم الدراسة الجديد، وخصوصًا فيما يتعلق بالتعليم الجامعي وقضية الابتعاث التي لها الكثير من الأبعاد السياسية في حالة المملكة. كما استمرت حالة السكون السياسي قائمة لظروف استقبال موسم الحج؛ حيث بدأت أخبار الاستعدادات الخاصة بموسم الحج بالفعل في تصدر عناوين الصحف السعودية. ومن بين ذلك، بدء وزارة الحج والعمرة، الخميس، 4 أغسطس، في استقبال طلبات إصدار تصاريح الحج لحجاج الداخل للموسم الحالي (1437هـ/2016م) وذلك عبر بوابة المسار الإلكتروني المخصص لذلك؛ حيث بيَّنت الوزارة أن عدد الشركات العاملة في خدمة حجاج الداخل هذا العام يتجاوز 200 شركة، منها 77 تعمل على تنفيذ برنامجَيْن وعشر شركات تعمل على نطاق الحج الميسر.

كما احتلت قضايا العمالة وتوطين الوظائف كذلك، مكانة كبيرة في اهتمامات الإعلام السعودي الذي يصدر داخل المملكة، فيما يخص قضايا الشأن الداخلي. في هذا الصدد كان هناك اهتمام بملف ذي طابع سياسي يخص أزمة العمالة الأجنبية في شركة “سعودي أو. جيه” بجدة، والبالغ عددهم 5 آلاف عامل، منهم 2500 عامل هندي؛ حيث كشفت الشركة عن تعاقدها مع مكاتب محاماة لمتابعة حقوق العمالة، بعد وصول وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيجاي كومار سينج، إلى المملكة، لمتابعة الموضوع والتأكد من إنهاء كافة متعلقات العمال الهنود في الشركة.

وقال المدير العام لفرع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السعودية في منطقة مكة المكرمة، عبد الله العليان، إن هناك توجيهات صدرت عن وزير العمل والتنمية الاجتماعية بإنهاء إجراءات تأشيرات الخروج للعمالة الهندية الراغبة في مغادرة السعودية، إضافة إلى توجيهات أخرى بإنهاء إجراءات نقل خدمات العمالة الهندية الراغبة في الانتقال للعمل في شركة أخرى”.

أيضًا، كان هناك أخبار مشتركة بين هذَيْن الموضوعَيْن الرئيسيَّيْن، التعليم والعمالة السعودية، مثل تنفيذ رغبات النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات، بالإضافة إلى أزمة السكن التي عادت إلى واجهة الحديث في الصحف السعودية الداخلية.

2- التعليم والموسم الدراسي الجديد:

ومن بين الأخبار المتداولة في هذا الصدد، بدء تعليم المدينة في صرف 14 مليون ريال كمكافآت متنوعة للطلاب، وبدء تعليم جازان في تسجيل رغبات النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات، فيما دعا تعليم مكة المعلمين والمعلمات المنقولين لتسجيل رغبات النقل الداخلي، وفتح جامعة الدمام باب التقديم على برنامج التعلم عن بعد، وغير ذلك مما اتصل من أخبار.

إلا أنه ربما كان أهم التقارير اللافتة في هذا الصدد، والتي تناقلتها غالبية المصادر الورقية السعودية بنفس الصياغة تقريبًا، اللقاء الذي عقده وزير التعليم السعودي، الدكتور أحمد العيسى، مساء الأربعاء، 3 أغسطس، في مقر الملحقية الثقافية بواشنطن، واستقبل خلاله عددًا من الطلاب والطالبات المبتعثين(5).

وخلال اللقاء أكد الوزير أن برنامج الابتعاث سيستمر ولن يتوقف، بعد العديد من الشائعات والتقارير التي أشارت إلى أن المملكة في سبيلها لوقف أو تقنين برامج الابتعاث بسبب موضوع الإرهاب، وتجنيد بعض الشباب السعودي المبتعَث، مشيرًا إلى أن برنامج “وظيفتك بعثتك” هو النسخة الجديدة من الابتعاث بعد تطويره.

ومن بين أهم ما قاله الوزير ويمكن أن يكون له جانبٌ سياسي، أنه من المقترحات لتطوير العملية التعليمية وجودتها والارتقاء بها في المملكة على حد قوله، تطبيق الخصخصة في التعليم، من خلال إجراءات من بينها السماح بإنشاء مؤسسات تعليمية خاصة لإدارة المدارس الحكومية ضمن أنظمة تحددها الوزارة ومجانية التعليم، إضافة إلى حل مشكلات القطاع الأهلي في المدارس الأهلية والجامعات الأهلية.

3- أزمة الإسكان:

عادت أزمة السكن مرة أخرى إلى الواجهة في صحف الداخل السعودي، ولاسيما فيما يتعلق بقضية “تسقيع” الأراضي، وعدم تحصيل الرسوم المفروضة عليها، وهو أمر يمس أمراء عديدين في العائلة المالكة السعودية.

مقالة للكاتب خالد عبد الله الجار الله، في صحيفة “الرياض” بعنوان “لماذا عندنا أزمة سكن؟”(6)، تناول فيها الأسباب التي أدت إلى تصاعد أزمة السكن في المملكة. وقال إنه، وخلال الأربعين عامًا الماضية، مرَّ السوق العقاري بالعديد من المشاكل والأزمات قادت إلى تذبذب الأسعار صعودًا وهبوطًا. وحدد أساس المشكلة في عدة عوامل تاريخية، وهي:

“.. بدءًا من ضعف وزارة التخطيط لعقود وعدم القدرة على التنبؤ باحتياجات المواطنين على كافة المستويات، ضعف القطاعات الحكومية المعنية بالقطاع وعدم قدرتها على مواكبة التطور ودعم حل المشكلة مثل الامانات والمالية والعدل، حصول مجموعة من المتنفذين على مساحات كبيرة من الأراضي كمنح واحتكارها او بيعها على تجار اصبحوا فيما بعد محتكرين، الاعتماد على تقديم منحة للمواطن دون إيصال الخدمات لها وقيامه ببيعها بأبخس الاثمان، عدم اهتمام المواطن بالتملك مبكرا وضعف ثقافة الادخار لديه، استغلال البنوك لحاجة المواطن وزيادة الفوائد على القروض والتركيز على القروض الاستهلاكية دون العقارية، دخول مجموعة من التجار والصناعيين والبنوك والشركات المساهمة وتجار الأسهم بعد ازمة 2006م الى السوق العقاري وشراء الاراضي بأسعار زهيدة وتضخيم أسعارها”.

وعن الحل، قال:

“حل الازمة بتطبيق الرسوم على الأراضي، وضخ مشاريع جديدة من القطاع الخاص، وإنتاج وزارة الإسكان من مشاريع الدعم السكني، وايصال الخدمات لأراضي المنح، وتطبيق الرهن العقاري بيسر وسهولة، وتقديم قروض من البنوك للمواطنين بشروط ميسرة”.

مقال آخر ركز على وجهٍ محدد للأزمة، وهو استيلاء البعض على مساحات واسعة من الأراضي داخل المدن الرئيسية في المملكة. المقال كان بعنوان: “استعادة أراضٍ بمساحة دول”، للكاتب راشد محمد الفوزان(7)، في “الرياض” كذلك، وتناول فيه خبرًا نشرته صحيفة “الوطن”، حول أن آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة العدل، قالت إن المساحات المتعدى عليها داخل المدن الرئيسية في المملكة، والتي تم استرجاعها خلال العام الماضي، بلغت نحو 1.6 مليار متر مربع (حوالي 1576 كيلومترًا مربعًا)، وأن مدينة جدة تصدرت قائمة الأراضي المستردة من هذه المساحة بنسبة 89.3%.

وقال الكاتب إن هذه المساحات تعادل مساحة مملكة البحرين مرتين، ويتم الاستيلاء عليها من خلال تزوير صكوك ملكية يتم إثباتها في وزارة العدل، وأشار إلى أن حل أزمة الإسكان في المملكة يتم من خلال السيطرة على هذه المشكلة، وأنه على وزارة العدل أن تعمل على التدقيق في صكوك ملكية هذه المساحات، واستخراج المزور منها، ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم.

في مقال آخر بعنوان: “أين تكمن مشكلة السكن؟”(8)، كتب خالد الوابل في “عكاظ” يقول:

“مشكلة الإسكان، لا حلول لها تلوح في الأفق، ولم يعد الحديث الصادر من الوزارة حول السكن وكيفية تأمينه للمواطن مقنعا، فبعد كل هذه السنوات منذ إنشاء الوزارة لم نسمع عن توزيع أراض أو وحدات سكنية”.

ويحمل الكاتب الوزارة المسؤولية الكاملة عن الأزمة مع عدم تصديها للأسباب الحقيقية للأزمة، مثل عدم التصدي لعمليات الاستيلاء على الأراضي السابق الإشارة إليها، وعدم طرحها لمبادرات جديدة. كما اتهمها بإجهاض تجربة صندوق التنمية العقاري الناجحة، وأن تعمل على تطويرها، وأنها بدلاً من ذلك “عمدت إلى قتله!”.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1- “الإخوان المسلمون” والتيار الصحوي:

تحول ملف الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في الصحف السعودية، إلى مجال مشترك للتناول مع كل الأطراف التي تمثل عداوات بالنسبة للحكومة السعودية. فهم متهمون بالتورط في قضايا الإرهاب ودعم الفكر المتطرف وتنظيم “داعش”، وهم متهمون بدعم المخططات الإيرانية في المنطقة، بالإضافة إلى الانتقادات المرافقة للموقف السلبي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية الأزمة التي خلفتها المحاولة الانقلابية الفاشلة وإجراءات الحكومة التركية لتفادي تكرارها.

نبدأ بمقال للكاتب نجيب عصام يماني، بعنوان: “ميكافيلية حركات الإسلام السياسي!”، في “عكاظ”، يوم 1 أغسطس(9)، اتهم فيه الإخوان المسلمين، وحركات الإسلام السياسي بشكل عام، بأنها “ديماجوجية”، و”تتبنى السلوك الماكيافيلي المراوغ”، كما اتهم الإخوان بالاسم بأنها “تهدد النسيج الاجتماعي العام في العالم العربي والإسلامي. وقال في مقاله:

“إن التنظيمات السياسية والحركات المرتبطة بالإسلام السياسي والمتسمة بحمولات آيديولوجية عقدية، يمينية التوجه أو يسارية المعتقد والمنحى، تجنح في خطابها الإعلامي والترويجي إلى تعميق المفاهيم والمرتكزات الفكرية التي تقوم عليها، بصور، تتفاوت فيها النبرات، وتتعاظم فيها الروح الديماجوجية الفجة التي لا تحجب ما تنطوي عليه من النوايا المفخخة والسلوك الميكافيللي المراوغ”.

ويضيف:

“.. لعل من أبرز التيارات حركة الإسلام السياسي وعلى قمتها «حركة الإخوان المسلمين»، وبعيدا عن استقصاء نشأة هذه الحركة، والدوافع التي فرضتها، والأساليب التي انتهجتها من أجل تنزيل فكرتها على أرض الواقع، والإنزيمات التي حدثت في منظومتها الهيكلية، والأسباب التي كانت وراء ذلك، وغيرها مما هو بحاجة إلى بحث دؤوب لسبر أغواره. خدمة لواقع اليوم واستشرافا للغد، بعد أن أصبحت هذه الحركة مهددا حقيقيا للنسيج الاجتماعي العام في الوطن العربي والإسلامي. يقول علي حرب عن ظاهرة الاسلام السياسي، إن المؤسسين لهذه الحركة نماذج ثلاثة: لاهوتي متكلم يجتهد ويشرع، وداعية يفتي ويكفر، وجهادي يقتل وينفذ”.

ويناقش في الإطار التحولات الأخيرة لحركة النهضة في تونس، ويقول إن ما فعلته يندرج تحت بند “الماكيافيلية المراوغة” هذا. ومن بين ما قاله في ذلك:

“لا أجد لتوجه الغنوشي الجديد أي مسوغ أخلاقي أو قيمي، بقدر ما هو «تكتيك» مرحلي تمارسه حركته ضمن تكتيكات مكشوفة النوايا. فما معنى أن يكون لحزب مفهوم يفصل بين العمل السياسي ويؤسس لجمعيات دينية في الوقت نفسه. مخالفا لذلك ما قام عليه من وحدة الخطاب في انضمام العمل السياسي للديني. فلو صح العزم من حزب النهضة التونسي للخروج من دائرة الفهم المتوارث للإسلام السياسي، لأعلن ذلك بوضوح.، مؤسسا لقيام حزب لا يتوسل الدين وصولا لطموحاته وأطماعه السياسية. فهذه الحركات تعمل على تطوير أساليبها المراوغة، كلما أحست بالضغط عليها، إنهم مثل الفيروسات في مواجهة المضادات”.

ومن الإخوان المسلمين وحركة “النهضة”، إلى الهجوم على حركة “حماس”؛ حيث نشرت “عكاظ” كذلك مقالاً بعنوان: “رسالة الألباني لحركة حماس: «من أنتم»؟!”، للكاتب عبد الله الرشيد(10)، هاجم فيه حركة “حماس”، وأنكر عليها مبدأ الجهاد، من خلال تأويل بعض النصوص التي صححها الشيخ ناصر الدين الألباني، من الحديث النبوي الشريف. فينقل عن الألباني:

“.. سئل ذات مرة قبل عدة عقود عن موقفه من دعم إيران لحركة حماس، فقال: «هذه الحكومات الضالة لا تقدم المساعدات لوجه الله، بل مقابل شيء يوطدون له، ويمهدون له، ولو للمستقبل البعيد». وحين سئل في موضع آخر عن رأيه من حركة حماس بالمجمل، رفض الاعتراف بها أو إعطائها مشروعية، وقال بكل صراحة: «هذه الحركة ليست إسلامية شئتم أو أبيتم، لأنهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته، أين العدة؟ العالم الإسلامي كله يتفرج وهؤلاء يقتلون ويذبحون ذبح النعاج والأغنام، ثم نريد أن نبني أحكاما كأنها صادرة من خليفة المسلمين! ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، لجماعة مثل جماعة حماس هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا، نحن نرى أن هؤلاء الشباب يجب أن يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن»”.

ويمضي المقال على هذه الوتيرة، ومن بين ما يقوله نقلاً عن الشيخ الألباني:

“موقف الألباني الناقد والرافض للحركات الجهادية، والحركات الإسلامية التي تسعى للوصول للحكم ينطلق من عقيدته التي تؤمن بأن المنهج الصحيح لإقامة المجتمع الإسلامي يقوم على «التصفية والتربية»، بمعنى تزكية النفوس، وإصلاح العقائد والسلوك، وتربية الناس على القيم الإسلامية، وحين يتعرف الناس على دينهم بالشكل الصحيح ويطبقونه واقعاً على أنفسهم فإن الدولة الإسلامية ستقوم بنفسها تلقائياً، «أما حين تقوم حركة إسلامية بانقلاب عسكري، أو انقلاب أبيض – كما يزعمون- فإن الذي يحدث هو تغيير الواجهة فقط، تغيير الرجال السابقين بآخرين جدد يقولون بأنهم سيقيمون الدولة الإسلامية لكنهم في الحقيقة لن يقيموا شيئا لأن فاقد الشيء لا يعطيه»”.

كما ينقل عنه رفضه للعمليات الاستشهادية، وإنكاره على حركة “حماس” طرح فرضية الجهاد، ويقول الكاتب إن الألباني نفى تمامًا فكرة الجهاد في بلاد إسلامية.

وفي اتجاه مساواة الإخوان المسلمين بإيران، نقرأ مقالاً من “الرياض” بقلم عبد الله موسى الطاير، يقول فيه(11):

“لا يختلف اثنان على أن إيران جاءت على منطقة خالية من الإرهاب فأسست بنشأتها عام 1979م للانتحار تحت مسمى الاستشهاد الذي رفضه حينها علماء المملكة الموثوقون واعتبروه قتلا للنفس”.

ويضيف عن الإخوان وإيران:

“ومثلما ترفع جماعة الإخوان المسلمين شعار “الإسلام هو الحل” الذي يخلب الألباب ولا يستطيع مسلم معارضته إجمالا، فإن إيران تبدأ شعارات الردح بـ “الله أكبر”، وتختمها بـ “والنصر للإسلام”، فهل من مسلم لا يعتقد أن الله أكبر، وأن النصر للإسلام في نهاية المطاف؟”.

نعود إلى “عكاظ” في حوار أجرته مع الدكتور عيسى الغيث، عضو مجلس الشورى السعودي، والقاضي في محكمة الاستثمار العربية(12)، وفيه يقول إن:

“الناس ملوا وكلوا من هؤلاء الإخوانيين والسروريين وجناحهما العسكري القاعدة وداعش الذين يحرمون على الناس أشياء ثم يفعلونها ويكفرون الناس لأشياء ثم يرتكبونها، والمجتمع السعودي صار واعيا لتجار الدين والكهنوت وبدأت الثورة عليهم من «تويتر» وسوف تستمر حتى يتم تنظيف الخليج من ضلالهم وتضليلهم”.

كما يقول:

“.. لا فرق عندي بين شيعي تستغله الصفوية لأجندتها الفارسية أو سني إخواني تستغله العثمانية لأجندتها التركية أو يستغله التنظيم العالمي لأجندته الإخوانية، ويجب على الأحرار أن يثوروا على عبيد الغرب والشرق ويوالوا أوطانهم وعروبتهم ودينهم الإسلامي العظيم الذي يخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد”.

كذلك يتهم الإخوان بأنهم أداة للقوى الدولية من خلال أجهزة المخابرات العالمية، و”يتهم” الكاتب السعودي جمال خاشقجي بأنه إخواني حركي، على خلفية خلاف بينهما في وجهات النظر حول ما جرى في تركيا وموقف العيسى من الإخوان بشكل عام:

“.. لم أرد عليه كعادتي أغرد بما أراه وأترك لغيري حرية التعليق بما يرونه بلا مصادرة، ومن الطبيعي أن يكون هذا موقف جمال لموقفه من الترك عموما كعلاقة جينية وموقفه من الإخوان كعلاقة حركية، ودائما أكرر أن الولاء الوطني والقومي والديني الحقيقي لا يظهر إلا في الأزمات وفي كل أزمة ينكشف لنا الكثير ولكننا للأسف لا نرصد ولا نتعلم من الدروس”.

أما عبير الفوزان، فقد كتبت مقالاً ساخرًا بعنوان: “عندما يقلب الإخوان!”(13)، انتقدت فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، واتهمته بأنه يدعم الإخوان المسلمين، وذلك على خلفية مناقشتها لموقف شقيقه مالك أوباما، الذي دعم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، على حساب المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

2- أزمة حلب والحرب في سوريا:

استمر تركيز الإعلام السعودي في هذا الاتجاه على الأزمة الإنسانية ودور روسيا والنظام السوري في استمرار معاناة أهالي حلب، مع التشكيك فيما أعلنه الجيش السوري والقيادة العسكرية الروسية في صدد إنشاء ممرات آمنة لخروج المدنيين. كما اهتم الإعلام السعودي كذلك، بإعلان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، عن أنها فتحت تحقيقًا في غارات جوية وقعت في “منبج” يوم 28 يوليو الماضي، أدت إلى مقتل 15 مدنيًّا في شمال غرب سوريا.

وهو التحقيق الثاني الذي يجريه الجيش الأمريكي بعد غارتين جويتين بقيادة الولايات المتحدة على مدينة “منبج”، وهي معقل مهم لتنظيم “داعش”، خلفت “على ما يبدو” بحسب التعبير المستخدم في الإعلام السعودي، عشرات القتلى من المدنيين؛ حيث قصفت طائرات التحالف الأمريكي قرية “طوخان”، في محيط “منبج” كذلك، يوم 19 يوليو، مما أدى إلى مقتل 56 مدنيًّا، من بينهم 11 طفلاً، بحسب المرصد السوري.

وتحت عنوان: “«حرب استنزاف» لستة أشهر في حلب”(14)، نشرت “الحياة” اللندنية تقريرًا يوم 5 أغسطس، ذكرت فيه أن المعارك الطاحنة في حلب قد استؤنفت تحت غطاء الطيران الروسي، وسط تقارير عن خطط للفصائل المعارضة، الإسلامية والمعتدلة، لخوض “حرب استنزاف” ضد القوات النظامية والميلشيات الموالية تستمر بين ستة وثمانية أشهر تنتهي بالسيطرة على كامل المدينة و”مدرسة المدفعية”.

و”مدرسة المدفعية” هي أحد أهم الحصون العسكرية وفيها مستودعات السلاح والذخيرة التابعة للقوات النظامية، وتضم أسلحة وذخائر تكفي لمعارك تستمر سنتين، وإذا ما استولت عليها المعارضة كما حصل في مستودعات خان طومان في ريف حلب، التي وفرت السيطرة عليها أسلحة وذخائر لفصائل معارضة كي تقاتل إلى الآن؛ سيكون بمقدورها السيطرة على مدينة حلب بالكامل.

وتوقّع مصدر عسكري من المعارضة داخل حلب، أن يتم كسر الحصار عن المدينة “قريبًا”، إما من الجهة الجنوبية الغربية عبر منطقة الراموسة، أو من الجهة الشرقية عبر منطقة “الشيخ سعيد”. إلا أن “الشرق الأوسط” نشرت بدورها تقريرًا(15) نقلت فيه عن رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الدولي إلى سوريا، في ختام اجتماع في جنيف لمجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية لسوريا، إن جهودًا دبلوماسية مكثفة تبذل لإبرام اتفاق حول هدنة إنسانية في حلب.

وأضاف أن الأمم المتحدة تأمل في التوصل إلى هذا الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة. وتابع رمزي: “لا يزال لدينا متسع من الوقت، ولا يمكن أن نتخلى عن الأمل. ربما تكون هناك تحركات في الأيام القليلة المقبلة”.

3- الموضوع التركي:

الهجوم هذا الأسبوع على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان صريحًا وواضحًا، وازدادت حدة لهجة الإعلام السعودي في الهجوم على الإجراءات التي تتبناها الدولة التركية لتفادي تكرار التجربة الانقلابية الفاشلة الأخيرة.

ونبدأ من “الشرق الأوسط”؛ حيث نشرت تقريرًا يوم 5 أغسطس عنونته كالتالي: “الجزائر: زعيم جماعة مسلحة سابقًا يعلن دعمه لإردوغان ضد الانقلابيين”(16)، ونقلت فيه أن مدني مزراق، زعيم “الجيش الإسلامي للإنقاذ” الجزائري، نشر رسالة رفعها إلى أردوغان وسلَّمها إلى سفارة تركيا بالجزائر، قال فيها إن:

“أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقًا، ورجال الجيش الإسلامي للإنقاذ لاحقًا، وفرسان جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ حاليًا، يعلنون تضامنهم الكامل اللامحدود، ودعمهم الشامل اللامشروط، لدولة تركيا رئيسًا وحكومة وشعبًا ضد كل المحاولات التآمرية اليائسة من أي طرف كان داخليا وخارجيا».

“الشرق الأوسط” صعَّدت في عنوان المادة من كلام مرزاق من دون وجه حق، لمجرد التشهير بأردوغان.

فالرجل قال في رسالته إن:

“موقفنا هذا يأتي منسجما مع موقف دولتنا في الجزائر، الذي عبر عنه السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في بيان رسمي ندد فيه بالانقلاب الغادر، ووقف إلى جانب دولة الحق والقانون في تركيا، وأعلن دعمه الكامل للمؤسسات الشرعية فيها. كما يأتي مؤيدا ومؤازرا للمساعي الحميدة التي باشرها المنتدى العالمي للوسطية، الذي يحاول جاهدا مساعدة الحركة الإسلامية في تركيا، بشقيها السياسي والخدمي، حتى تخرج من هذه المحنة، سالمة منتصرة وبأخف الأضرار”.

كما دعا أردوغان إلى تفادي الإجراءات التي من شأنها تعميق الأزمة في تركيا، وإلى إطلاق “هيئة وطنية لإنقاذ تركيا”، يكون فيها أعضاء أهالي الأشخاص الذين يقفون وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي “الشرق الأوسط”؛ مقال للكاتب من أصل إيراني، أمير طاهري، بعنوان: “تركيا تتحرك باتجاه نظام «الحزب ونصف»”(17)، قال فيه إن الإجراءات التي جرى اتخاذها في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة “تسببت بالفعل في أضرار بالغة للسياسات التركية الخارجية والداخلية”. وقال إن ما يقوم به أردوغان يقود إلى:

“بناء نظام يقوم على «حزب ونصف الحزب»، بحيث يقر في إطاره حزب العدالة والتنمية الأجندة لباقي سنوات العقد الحالي، بينما توفر أحزاب المعارضة «النصف» اللازم للحفاظ على مظهر الديمقراطية البرلمانية”.

أما جهاد الخازن، فقد كتب في “الحياة” اللندنية، يوم 4 أغسطس، مقالاً بعنوان: “أردوغان يكشف تطرفه بنفسه”(18)، بدأه بالعبارة التالية:

“كان طموح رجب طيب أردوغان الخفي أن يصبح سلطاناً حاكماً بأمره، وأعطاه الانقلاب الفاشل فرصة تحقيق طموحه”.

ويسترسل في مقاله؛ فيقول:

“هناك عشرة آلاف معتقل، أكثرهم لا يعرف أهلهم عنهم شيئاً، وهل هم أحياء أو موتى. أيضاً 45 ألفاً طـُرِدوا من عملهم وكان بينهم مئات القضاة والمدّعين العامين. صدرت في أقل من أسبوعين 42 مذكرة لاعتقال صحافيين، وسُحِبَت 25 رخصة صحافية، وأغلق 20 موقع أخبار إلكترونياً. وفرضت أحكام الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر لا أستغرب أن تُمدَّد”.

ويضيف كذلك:

“أردوغان انتقل من رئاسة الوزارة الى رئاسة الجمهورية، وبما أن الحكم في يدي الحكومة لا الرئيس فقد عمل أردوغان من اليوم الأول لتغيير نظام البلاد القائم منذ حوالى مئة سنة، فهو يريد نظاماً رئاسياً مع أن كل استطلاع للرأي العام التركي أظهر غالبية واضحة ضد الفكرة (..) أردوغان لا يفتح فمه إلا ويدين نفسه (مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة). وبعد الاعتقالات وتهديد أميركا وأوروبا، قرأت له تصريحاً يقول إنه لن يعاقب الصحافيين الذين أهانوه”.

ثم يقول في محاولة لـ”كشف” مواقف أردوغان من إسرائيل:

“أغرب ما قرأت في الأيام الأخيرة، كان تصريحاً للرئيس بالوكالة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناجل، فهو قال لأعضاء في الكنيست إن الاتفاق الأخير مع تركيا لإعادة العلاقات عُقِد قبل خمس سنوات. إذا كان هذا صحيحاً، فإن الاتفاق جرى ودماء النشطين من سفينة السلام «مافي مرمرة» لم تجف بعد، فقد هاجمها الإسرائيليون في عرض البحر في أيار (مايو) 2010 (..) كان أردوغان بنى سمعته بين غالبية من العرب والمسلمين على مواجهة إسرائيل والتصدي لإرهابها في الأراضي الفلسطينية، وشكرناه جميعاً. الآن يتبين لنا أنه مارس سياستَيْن، واحدة معلنة مع أهالي غزة، وأخرى سرية أبقت العلاقات مع إسرائيل”.

ويختم مقاله بعبارة مهمة لفهم خلفيات الموقف:

“أتكلم عن نفسي فقط، فقد خسر أردوغان ما كان له عندي من تأييد واحترام في البداية تقديراً لمواقفه الفلسطينية. أنا اليوم أقرب الى موقف المسؤولين المصريين الذين رحبوا بمحاولة الانقلاب على الرئيس التركي الذي دمر كل أسباب ثقتنا القديمة به”.

أما خالد عزب، فقد كتب في نفس اليوم، في ذات المصدر، تحت عنوان: “مستقبل تركيا يحدده صراع أردوغان وغولن”(19)، يقول:

“أردوغان الذي تمترس بالديموقراطية والإنجاز الاقتصادي، بات كقوة فاعلة في الداخل التركي أكثر شراسة في التعامل مع خصومه مع فرصة سانحة أتاحت له تثبيت أقدامه داخل أجهزة الدولة التركية، لكنه أيضاً بات تحت ضغط صراع لم يتحسب له جيداً. فللمرة الأولى ينتقل الصراع بين الجيش التركي والإسلاميين، على السلطة، إلى صراع بين الإسلاميين أنفسهم، بلَغ حدَّ تهديد سلامة الوطن، من أجل الانفراد بالسلطة (..) وخطورة سحق أردوغان لهذا التيار بعنف تتمثَّل في تحوله مستقبلاً للعنف غير المسيطر عليه؛ إذ إنه في ظل الإحباط والشعور بالمرارة القاسية، من الممكن أن تتحول مجموعات المعارضة إلى مجموعات عنقودية غير مترابطة تصعب السيطرة عليها، وسيكون أردوغان والمقربون منه هدفاً لها. هذا يؤشر إلى حالة عدم استقرار قد تقود إلى صراع مسلح، سينعكس سلباً على استقرار أوروبا وروسيا والمنطقة العربية”.

ويصل في نهاية مقاله إلى القول:

“قد يبدو أردوغان الرابح الأكبر من فشل هذا الانقلاب، فقد خرج بمكاسب عدة، أهمها ارتفاع شعبيته، واقتناع المواطن العادي بفكرة استهداف «تركيا العدالة والتنمية»، ما سيمنحه الفرصة أخيراً لتفعيل ملف الدستور الجديد الذي سيعمل على تحويل الجمهورية التركية إلى النظام الرئاسي (..) غير أنه من السابق لأوانه التحدث الآن عن أن تبعات هذا الانقلاب الفاشل قد انتهت، خصوصاً لو استمر أردوغان في نهجه السلطوي”.

كما كان لافتًا نشر “الحياة” اللندنية مقالاً للكاتب الكردي هوشنك أوسي، عن حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردستاني”، الذي تعتبره أنقرة الرديف السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يحارب لانفصال جنوب شرق تركيا(20).

الكاتب روج للكثير من العبارات السلبية في حق الحكومة التركية، ومجَّد كثيرًا من عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، وروَّج لما يقوله أكراد سوريا عن منطقة الحكم الذاتي الخاصة بهم في عفرين، وهي تقع غرب الفرات، وتعتبر تركيا ذلك خطًّا أحمر لأمنها القومي.

السفير حمد أحمد عبد العزيز العامر، نشر مقالاً في “عكاظ” بتاريخ 5 أغسطس، تحت عنوان: “تركيا .. وقرارات قمة نواكشوط”(21).، هاجم فيه السياسات التركية، وأشار إلى أن “القمة” العربية الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، طالبت تركيا بسحب قواتها من العراق بموجب العلاقات الثنائية بين الدول العربية وأنقرة؛ كما تمَّت الموافقة على إدراج “بند دائم” على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يتعلق بـ”دعوة تركيا إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق” إلى حين تحقيق الانسحاب التركي من الأراضي العراقية.

الكاتب أشاد بذلك ولكنه قال إنه من “القرارات المستغربة لتمريره دون أي تحفظات من الدول العربية ذات العلاقات الإستراتيجية مع تركيا” في إشارة إلى قطر، واعتبر “قرار” القمة العربية “ضد تركيا” بمثابة “جرس إنذار لإعادة النظر في علاقاتها وسياستها الخارجية تجاه مصر التي تعرَّضت في الآونة الأخيرة لتوتر وتصعيد غير مسبوق، انعكس بشكل سلبي جدًّا على المصالح التركية مع عدد من الدول العربية المهمة التي تدعم حكومة الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي”.

لكن الكاتب دعا إلى تعزيز العلاقات الخليجية والعربية مع تركيا، وقال إن تطورات ما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، قد تقود إلى تحولات إيجابية في هذه العلاقات.

في الجانب الإخباري، ركز الإعلام السعودي، وخصوصًا اللندني، على التصريحات التي تبرز “الأثر السلبي لسياسات أردوغان على تركيا، مثل تصريح لوزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير قال فيه إن المحادثات بين ألمانيا وتركيا تتسم بالتوتر في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة والحملة التي تشنها تركيا ضد من تشتبه في أنهم من مدبري الانقلاب، وتأكيده أن إعادة تطبيق عقوبة الإعدام في تركيا سيمنع دخولها للاتحاد الأوروبي.

لكن الوزير الألماني حذر من وقف محادثات العضوية مع أنقرة “قبل الأوان”، وقال إن مثل ذلك الإجراء سيقضي على النفوذ الذي يتمتع به الأوروبيون لدى تركيا للتأثير على تعاملها مع آلاف المعتقلين لديها.

4- الموضوع الإيراني:

بجانب الاتهامات التقليدية لإيران بأنها السبب في الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، كان هناك قصة متفاعلة تتعلق بإعلان السلطات الإيرانية عن إعدام حوالي 20 من السجناء السياسيين السُّنَّة الذين أعدمتهم طهران، يوم الإثنين 1 أغسطس، في سجن “رجائي شهر”. ولكن السلطات الإيرانية ذكرت أن المجموعة التي تم إعدامها، كانت تخطط لاغتيال علماء دين سُنَّة في المناطق الكردية في شمال إيران.

وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط”(22) إلى أن الإعدامات ذات أبعاد طائفية، وأن هناك منظمات دولية بدأت في التحقيق في هذا الأمر، ونشرت بيانات حول حالات الإعدام في إيران خلال السنوات الأخيرة .

الإعلام السعودي كذلك هاجم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي دافع فيها عن تسليم إدارة الرئيس باراك أوباما، 400 مليون دولار نقدًا لإيران، وقالت أوساط إعلامية سعودية عدة، إن هذه الخطوة “تكشف بأن أمريكا تواجه العالم لفك حصار إيران، ومحاولة إرضائها”.

ونفى كيري أن تكون هذه الأموال فدية مقابل إفراج طهران عن سجناء أمريكيين في إيران، بحسب ما قالته صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية، التي قالت إن واشنطن دفعت “سرًّا”، فدية من أجل إطلاق سراح مواطنين لها كانوا محتجزين في إيران، مطلع العام الحالي.

موقع “الإسلام اليوم”(23) قال إن السلطات الإيرانية، أفرجت في 16  يناير، في إطار صفقة لتبادل مساجين مع الولايات المتحدة، عن مراسل صحيفة الواشنطن بوست في العاصمة الإيرانية طهران، جيسون رضائيان، و3 آخرين يحملون الجنسيتَيْن الإيرانية والأمريكية، وذلك بعد نحو عام من اعتقالهم بتهمة التجسس في البلاد، بحسب الخارجية الأمريكية.

وننقل تعليقات نشطاء سعوديين على الأمر، من بينهم الدكتور عبد الرحمن الشنيفي على حسابه في “تويتر”؛ حيث قال:

“هل تصدقون أن أكير فدية في التاريخ دفعتها أمريكا لتحرير ٤ أمريكان إختطفتهم #إيران ؟ ٤٠٠ مليون دولار قيمة الصفقة !!.”

أما الدكتور خالد القاسمي، فقد قال على حسابه في “تويتر”:

“طائرة أمريكية تحمل فدية لإطلاق سراح رهائن لدي إيران، وأمريكا تقف ضد العالم من أجل فك الحصار الاقتصادي علي إيران، كل هذا ضد العرب ولماذا ؟”.

فيما علق ياسر الديري على حسابه في “تويتر” قائلاً:

“امريكا تدفع 400 مليون دولار لايران مقابل فدية 4 أسرى أمريكيين في إيران السؤال ان كانت ايران ارهابيه وتخطف لماذا السكوت عن فضحها”.

5- زيارة عشقي لإٍسرائيل:

كان المجال الأهم لتفاعل الزيارة التي قام بها الجنرال أنور عشقي، إلى إسرائيل، والأنباء التي تواترت أنباء حول محاولات للتطبيع بين المملكة والدولة العبرية، وما تواتر أيضا من أنباء حول عزم شخصيات صهيونية زيارة المملكة؛ هو مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أطلق نشطاء سعوديون هاشتاج أو وسم: #سعوديون_ضد_التطبيع.

الوسم الذي احتل صدارة ترتيب “تويتر” على مستوى المملكة، واحتوى على آلاف التغريدات التي هاجمت عشقي، ودعت المسؤولين السعوديين لمحاسبته على الزيارة التي قام بها بدعوة من القيادي في حركة فتح، جبريل الرجوب. كما احتوى الوسم على تغريدات تؤكد “تمسك الشعب السعودي برفض كل محاولات التطبيع”. وتحت ذات الهاشتاج أو الوسم، أعلن الداعية عوض القرني عن برنامج جديد له، قال إنه سوف يؤصل فيه لحكم الصلح مع اليهود من الناحية الشرعية، أما الشيخ سلمان بن فهد العودة، فقد قال:

“أحب تركيا ومصر وقطر والإمارات والعرب والمسلمين .. وأبغض الصهاينة والمطبعين #سعوديون_ضد_التطبيع”.

رابعاً: القضايا المصرية:

عاد ملف تيران وصنافير إلى الظهور مجددًا في الإعلام السعودي مع اقتراب موعد البت في طلب رد هيئة المحكمة الإدارية العليا التي سوف تنظر طعن الحكومة المصرية في حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان الاتفاقية التي تعترف بسعودية الجزيرتَيْن، ولكن بشكل عام اتسمت المواد التي تتناول الشأن المصري والعلاقات المصرية السعودية، في المصادر السعودية، عدا الصحوية منها، بالإيجابية.

إلا أن اللافت أن المصادر السعودية تجاهلت ذكر أي شيء يتعلق الزيارة التي قام بها رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، إلى السعودية، بالرغم من أنها كانت زيارة رسمية.

(أ) الحدث المصري في الإعلام السعودي:

1. يوم 2 أغسطس، نشرت مصادر سعودية نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، الوزير المفوض محمد أبو زيد، ما تردد حول طلب مصر وساطة إسرائيل في ملف سد النهضة، أو تطرُّق مباحثات وزير الخارجية سامح شكري إلى هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.

وأشار أبوزيد إلى أن مباحثات شكري مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الأخيرة تركزت على سبل حل القضية الفلسطينية، وبعض الملفات السياسية المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وأوضح أن الإطار التعاوني الثلاثي القائم بين مصر وإثيوبيا والسودان كفيل بأن يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأن اتفاق إعلان المبادئ هو الإطار الحاكم للعلاقة الثلاثية في ما يتعلق بموضوع سد النهضة.

2. كذلك اهتمت المصادر السعودية بإعلان الناطق باسم القوات المسلحة المصرية العميد سمير محمد علي، في بيان له، الخميس، 4 أغسطس، مقتل زعيم تنظيم “أنصار بيت المقدس” في سيناء وعدد من أهم مساعديه، بالإضافة إلى 45 من أفراد التنظيم “في ضربة استباقية ناجحة”؛ حيث قال الناطق في بيان نشره على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنه «فى ضربة إستباقية ناجحة، تعلن القوات المسلحة مقتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء وتدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخيرة”.

3. كما اهتمت المصادر السعودية بإعلان الحكومة المصرية أنها تصالحت مع رجل الأعمال الهارب حسين سالم بعد تنازله وأفراد أسرته عن 75 بالمائة من ثروتهم، في مقابل إسقاط تهم الكسب غير المشروع عنهم؛ حيث نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن رئيس جهاز الكسب غير المشروع عادل السعيد قوله إن قيمة النسبة التي تنازل عنها سالم وأفراد أسرته من ثروتهم تقدر بأكثر من 5.4 مليار جنيه (حوالي 563 مليون دولار).

وذكرت مصادر حكومية مصرية في هذا الصدد: “حسين سالم وأسرته أقروا بأن الممتلكات المعلنة من جانبهم تمثل كامل ممتلكاتهم، وفي حال ظهور أي أموال أو ممتلكات بخلاف ما أقروا به تؤول ملكيتها للدولة المصرية مباشرة”.

4. من أخبار السيسي في الإعلام السعودي، ما نشرته صحيفة “الحياة” اللندنية، من دخوله على خط الأزمة التي احتدمت أخيراً بين الأزهر ووزارة الأوقاف حول الخطبة المكتوبة، مؤكدًا على دعمه الكامل للأزهر جامعًا وجامعة “في مواجهة أفكار التطرف”. وذكرت الصحيفة أن الأزهر الشريف دخل في أزمة مع وزارة الأوقاف المصرية خلال الأيام الماضية حول خطبة الجمعة المكتوبة والتي تبناها وزير الأوقاف مختار جمعة ضمن خطته لتطوير الخطاب الديني، فيما رفضتها هيئة كبار العلماء في الأزهر، واعتبرت أنها تؤدي إلى “تسطيح فكر الخطيب وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة”.

وقالت إن ذلك استدعى تدخلاً على ما يبدو من السيسي الذي استقبل شيخ الأزهر الإمام الأكبر، أحمد الطيب، وبحث معه “جهود تصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة، فضلاً عن التعريف بصحيح الدين”(24).

5. اهتم الإعلام السعودي بشكل كبير بخبر رحيل العالم المصري أحمد زويل، ونشرت بعض المصادر سيرته الذاتية، كما نوهت بعض المصادر بأنه كان حاصلاً على جائزة الملك فيصل عن منجزه في العلوم عام 1989م.

6. ذكرت مصادر سعودية أن وزارة الخارجية السودانية أعلنت عن قمة مرتقبة تجمع الرئيس عمر البشير، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال أكتوبر المقبل؛ حيث أشارت إلى تعميم صحفي صادر عن الخارجية السودانية أن وزير الخارجية إبراهيم غندور تسلم من السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت نسخة من الدعوة التي وجهها السيسي للبشير لزيارة القاهرة مطلع أكتوبر المقبل.

وستبحث الزيارة بحسب التعميم القضايا المشتركة مع متابعة التشاور والتنسيق بين البلدين حول المسائل العربية والأفريقية بجانب تعزيز التعاون المشترك، وتتضمن الزيارة أيضًا انعقاد اجتماعات اللجنة العليا برئاسة السيسي والبشير.

(ب) العلاقات المصرية – السعودية:

1. أقام السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير المملكة في مصر أمسية ثقافية يوم الأربعاء، 3 أغسطس، تحت عنوان “رؤية المملكة 2030 – انطلاقة الحاضر نحو المستقبل”؛ حيث كان ضيف الشرف فيها عبد المنعم سعيد، رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، ورئيس مجلس إدارة جريدة “المصري اليوم”، وذلك في منزل السفير بحي الزمالك، وبحضور عدد من الشخصيات العامة والسياسيين والإعلاميين().

واهتمت المصادر السعودية التي تناولت الفاعلية، بتصريحات سعيد خلال الأمسية والتي قال فيها إن “رؤية 2030” أصبحت مشروعًا للتحول الوطني في المملكة، يعيد صياغة مكانة الثروة النفطية في الاقتصاد الوطني، ويعيد تركيب العلاقة بين المواطن والدولة وحجم الحكومة وخدمة المواطنين وأنه من المتوقع ارتفاع النصيب الاجتماعي ومستوى الصحة العامة في المملكة. كما أشارت المصادر إلى ما قاله سعيد من أن:

“محمد بن سلمان هو “النجم الخاص” برؤية “المملكة 2030″، وهو يمثل جيلاً كاملاً من أبناء المملكة المستنيرين والمنفتحين على العالم وأنه لم يرى تحليل أعظم من الجانب العسكري في هذه الرؤية”.

2. يوم 31 يوليو، بحثت وزيرة التعاون الدولي المصرية الدكتورة سحر نصر، خلال لقائها مع بعثة من الصندوق السعودي للتنمية برئاسة المهندس حسن العطاس مدير عام إدارة العلميات بالصندوق، الإجراءات النهائية لتوفير الدفعة الأولى من تمويل برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء البالغ قيمتها 500 مليون دولار من التمويل البالغ قيمته 1.5 مليون دولار عقب صدور قرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى رقم 181 لسنة 2016، الخاص بالموافقة على مذكرة الاتفاق بشأن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية سيناء.

وأكدت نصر على أهمية الاسراع في تنفيذ المشروع، والذي يساهم في توفير خدمات لأهالي سيناء، وفرص عمل للشباب والمرأة، ويرفع من مستوى معيشتهم، ويساهم في القضاء على الإرهاب.

3. أنهت لجنة التعاقد لمعلمي المدارس الأهلية في مصر، إجراءات 262 معلمًا للعمل بالمدارس الأهلية بمكة المكرمة للعام الدراسي القادم؛ حيث اعتمد المدير العام للتعليم بالمنطقة، محمد الحارثي، النتائج النهائية بعد الفرز ومطابقة الشروط والمتطلبات الذي رأس أعمال اللجنة ميدانيًّا.

4. تحت عنوان: “مصر: ملتقى يناقش التجربة السعودية حول (مدى)”، نشرت “الرياض” السعودية خبرًا محتواه، أنه بمشاركة المملكة، تنطلق بالقاهرة يومي الثلاثاء والأربعاء 9-10 أغسطس الجاري، أعمال اللقاء الأول من سلسلة لقاءات “التجارب الإدارية الناجحة”، التى تعقدها المنظمة العربية الإدارية للتنمية (مدى). وقال الدكتور ناصر القحطاني مدير عام المنظمة أن الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري فى مصر سوف يرعى ويفتتح أعمال اللقاء.

5ـ في تقرير شبه إعلاني، ولكن له بعض الدلالات، نشرت بعض المصادر السعودية الورقية، خبرًا مفاده افتتاح شركة أسواق عبد الله العثيم فرعها السابع ضمن سلسلة فروعها في مصر. التقرير في “الرياض” أشار إلى أن ذلك يأتي “تعزيزًا لسياسة الشركة التوسعية في الأسواق المصرية؛ حيث قام يوسف القفاري الرئيس التنفيذي للشركة بافتتاح فرع الأنصار في العاصمة المصرية القاهرة وذلك بحضور عبد العزيز بن عبد الله العثيم عضو مجلس الإدارة ورئيس قطاع التجزئة في شركة أسواق عبد الله العثيم وعدد من موردي وعملاء ومنسوبي الشركة”.

(ج) ملفات وقضايا خاصة:

كان هناك ملفان خاصَّان عن مصر في الإعلام السعودي هذا الأسبوع، الأول يتعلق بفتح ملف تيران وصنافير مجددًا، من دون الإشارة إلى أنه محور أزمة مع مصر، والثاني يتعلق بدعم موقف الحكومة المصرية من التقارير الحقوقية التي تنتقد الأجهزة الأمنية وانتهاكاتها في البلاد.

1. ملف تيران وصنافير:

كان هناك مقال في “عكاظ” للكاتب عبده خال، بعنوان: “صنافير تنادي الإعلام المحلي”، عرَّض فيه بموقف الإخوان المسلمين من الأمر(26). ومما قاله فيه إنه:

“منذ أن أُعلن أن جزيرتي تيران وصنافير تابعتان للسعودية لم تتم متابعة هذا الحدث محلياً بالصورة التي تليق به. وفي الجانب الآخر استغل المعارضون للحكم في مصر (وجلهم من الإخوان) ذلك الحدث وأرادوا إحراج الحكومة المصرية بأنها تنازلت عن أرض مصرية وأرادوا أن يضعوا تنازل مرسي عن حلايب وشلاتين في الميزان نفسه، لكن التاريخ والمعاهدات ينفيان وضع الجزيرتين في كفة الميزان نفسها”.

ويعلق على صدور كتاب عن الجمعية الجغرافية المصرية بعنوان: “الجغرافية السياسية لمدخل خليج العقبة وجزيرتَيْ تيران وصنافير”، للمؤلفَيْن الدكتور فتحي أبوعيانة أستاذ الجغرافية بجامعة الإسكندرية، والدكتور سيد الحسينى أستاذ الجغرافية بجامعة القاهرة، وذكر أن الجزيرتَيْن سعوديتان.

ويقول إن الإعلام السعودي مقصر في تجاهله لتناول هذا الحدث.

ويبدو أن كلام خال قد أتى بنتائج؛ حيث نشرت “عكاظ” بعد ذلك بيومَيْن، تقريرًا احتفت فيه بصدور الكتاب ونقلت عنه بعض محتواه، وعنونت تقريرها عنه: “الجمعية الجغرافية المصرية: «تيران وصنافير سعوديتان»”(27). وقالت إن الجمعية اعتمدت فى إثبات تبعية الجزيرتين للمملكة على وثائق وخرائط تاريخية مرتبة ترتيبًا زمنيًّا منذ عام 1785م حتى الآن.

وفي مقدمة تلك الوثائق كتب العالم والمؤرخ المصري جمال حمدان مثل موسوعة “شخصية مصر” وكتابه “سيناء في الإستراتيجية والسياسة”، والذي قالت إنه يعد أشهر وثيقة تاريخية تعتمد عليها مصر في كافة المحافل الدولية في ترسيم الحدود مع كافة الدول المجاورة، وقالت إن حمدان لم يقل بتبعية الجزيريتَيْن للسعودية، ولكنه لم يقل كذلك بتبعيتهما لمصر.

2. ملف انتهاكات حقوق الإنسان في مصر:

لم يكن مستغربًا الهجوم الذي شنه الإعلام السعودي على منظمات حقوق الإنسان الدولية؛ حيث صدرت عن بعضها تقارير عدة تدين السعودية في الحرب على اليمن، وفي ملفات حقوق الإنسان الداخلية. ولكن المثير للانتباه أن تقوم صحيفة “الرياض” بنشر تقريرًا بعنوان: “«العفو الدولية».. منظمة الافتراءات والأهداف المشبوهة”(28)، لمريم الجابر، من أبها، قالت فيه:

“.. عانت دولاً عدة من افتراءات المنظمة، بحجة انتهاك حقوق الإنسان، لكنها لم تستطع تعطي أدلة واضحة ومثبته، ومن ذلك افتراءاتها ضد مصر إذ نشرت تقريراً زعمت فيه وجود ارتفاع غير مسبوق في حالات الاختفاء القسري مطلع عام 2015، واتهمت قوات الأمن باختطاف الناس وتعذيبهم وتعريضهم للإخفاء القسري من أجل ما وصفته بترهيب المعارضين واستئصال المعارضة السلمية (..) لكن أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان وأعضاء منظمات المجتمع المدني ووزارة الخارجية في مصر وقفت ضد التقرير، مؤكدين أن معلوماته مغلوطة وكيدية. وقال حينها المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، إن مصر سبق وأعلنت أكثر من مرة رفضها لتقارير تلك المنظمة غير الحيادية التي تحركها مواقف سياسية لها مصلحة خاصة في تشويه صورة مصر، ومن ثم فإن الأمر لا يقتضى أى تعليق إضافي”.

وبشكل عام، فإن الإعلام السعودي يميل في هذه الجزئية إلى الدفاع عن الموقف الحكومي المصري، حتى فيما يتم نشره من مقالات عن أحداث أمنية أو أحكام أو ما شابه؛ حيث يتناول الحدث، ثم يقوم بتبريره.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي تصاعد بشكل عام، باستثناء المواقع الصحوية، ولكن ليس كل هذه الأخيرة صارت تتحمس لأخبار تركيا بنفس الوتيرة الأولى، ربما بسبب نقطة العلاقات التركية الإيرانية.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي متصاعد.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي متصاعد.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع استعادة المواقع الصحوية لوتيرة تناولها السلبي للشأن المصري.

سادساً: الاستنتاجات:

1. لا تزال العلاقات المصرية السعودية صامدة على خلفية الملف الإيراني بالأساس، ويمكن القول إن شخص عبد الفتاح السيسي ذاته، من الأهمية بمكان في استراتيجية الأمن القومي السعودي بشكل لا يمكن معه تصور حدوث أزمات كبرى في العلاقات بين البلدَيْن لأي سببٍ من الأسباب.

2. حالة الفصام بين الرياض وبين الإخوان وجماعاتهم وصلت إلى نقطة متقدمة، ولا يبدو في الأفق أية إمكانيات للالتقاء، ربما باستثناء بعض الجهود التي يبذلها في الداخل السعودي، بعض رموز الإخوان السعوديين، مثل الدكتور علي بن عمر بادحدح، من أجل دعم جهود الحكومة السعودية في مجال مكافحة الفكر المتطرف.

3. الموقف السعودي من تركيا بات واضحًا أنه معارض لأردوغان، وبات الهجوم على شخصه صريحًا، مع دعم بدأ يتضح لموقف الأكراد منه، سواء في سوريا أو في تركيا نفسها.

4. لا تزال العلاقات الأمريكية السعودية متوترة على خلفية عدم رضا الرياض عن سياسات واشنطن تجاه طهران، بينما واشنطن لا يمكنها تعديل هذه السياسات في الوقت الراهن بسبب الأزمات التي تملك طهران مفاتيحها في المشرق العربي، وبالذات سوريا وموضوع محاربة تنظيم “داعش”(29).

—————————-

الهامش

(1) فريق تقييم الحوادث باليمن: هناك التزام تام من التحالف بعدم استهداف المدنيين، “الرياض”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(2) استشهاد ضابط و6 جنود ومقتل عشرات «الحوثيين» في محاولة لاختراق الحدود السعودية، “الحياة” اللندنية، 31 يوليو 2016م، الرابط.

(3) بدعمهم عبر صندوق يسد ديونهم ويتلمس احتياجهم امتدادًا لدعم الدولة الكبير لهم مفتي المملكة يدعو البنوك والمؤسسات الأهلية ورجال الأعمال للتبرع للمرابطين في الحد الجنوبي ومساندتهم، “الجزيرة”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(4) المشاورات اليمنية تستأنف بعد شهر، “الحياة” اللندنية، 5 أغسطس 2016م، الرابط

(5) د. العيسى: الابتعاث مستمر.. وبرنامج «وظيفتك بعثتك» هو النسخة الجديدة بعد تطويره، “الرياض”، 5 أغسطس 2016م، الرابط

(6) “الرياض”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(7) “الرياض”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(8) “عكاظ”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(9) الرابط

(10) 30 يوليو 2016م، الرابط

(11) خطابنا الإعلامي تجاه إيران مشوش ومزدحم، 2 أغسطس 2016م، الرابط

(12) لا فرق بين شيعي تستغله الصفوية وسني تستغله العثمانية.. الغيث لـ«عكاظ»: الكلباني متناقض و«خاشقجي» حركي.. والإخوان خائنون، “عكاظ”، 26 يوليو 2016م، الرابط

(13) “عكاظ”، الرابط

(14) الرابط

(15) «هدنة حلب» تقترب بتأكيد أممي.. وتحركات لإحياء المفاوضات، 5 أغسطس 2016م، الرابط

(16) الرابط

(17) الرابط

(18) الرابط

(19) الرابط

(20) «الاتحاد الديموقراطي» والعزلة التي يفرضها على نفسه وعلى أوجلان، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(21) الرابط

(22) غضب دولي بعد إعدام إيران عشرات السنة «سرًا»، 5 أغسطس 2016م، الرابط

(23) كيري يدافع عن تسليم إيران 400 مليون دولار.. ونشطاء: أمريكا تقاتل لإرضاء إيران، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(24) السيسي يؤكد الدعم الكامل للأزهر، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(25) في أمسية «رياض النيل» وبحضور عدد من السياسيين والإعلاميين.. قطان: القيادة عازمة على تحقيق رؤية 2030.. والمواطن السعودي شريك رئيسي في تنفيذها، “الرياض”، 4 أغسطس 2016م، الرابط

(26) 1 أغسطس 2016م، الرابط

(27) 3 أغسطس 2016م، الرابط

(28) 3 أغسطس 2016م، الرابط

(29) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close