تحليل اتجاهات الإعلام السعودي 9 يناير 2016
خلاصة:
يقدم هذا التقرير قراءة في 510 مواد، تم اختيارها من المواد التي تبثها وسائل الإعلام السعودية المختلفة، تغطي مجالات اهتمام التقرير المختلفة، مثل الشأن السعودي، والشؤون الإقليمية، والأوضاع في مصر والعلاقات بين الرياض والقاهرة، وذلك خلال الفترة بين 2 يناير، وحتى 8 يناير 2016م.
وكان موضوع الأزمة مع إيران، على خلفية أزمة إعدام الناشط السعودي، نمر باقر النمر، هو أبرز الملامح المهيمنة على الإعلام السعودي في هذا الأسبوع الذي يغطيه التقرير، مع التفاعلات الكبيرة التي أحاطت به، والتي تجاوزت – بكثير – الحدث في حد ذاته، إلى ملفات المنطقة، والتي من بينها العلاقات السعودية – المصرية، والعلاقات الخليجية – الإيرانية، والتطورات في كل من اليمن وسوريا على وجه الخصوص.
ولم تتأخر الحكومة المصرية في هذا المجال، وإلا كانت النتيجة هي فقدان الحليف السعودي الذي يدعم الاستقرار في مصر بنفطه وأمواله، فكانت خطبة الجمعة، 8 يناير، على منابر المساجد، تتضمن فقرة خاصة عن “لستم وحدكم يا أهل بلاد الحرمَيْن”.
الأزمة مع إيران استتبعت سلسلة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، التي اهتمت الصحف والمصادر السعودية بإبرازها للتأكيد على “العزلة المتزايدة” التي تواجهها إيران، وحجم التأييد الذي تظهره مختلف الأطراف للموقف السعودي.
الأزمة كذلك أخذت العديد من المناحي في الإعلام السعودي، الذي بدأ في إبداء المزيد من الاهتمام بالأزمات الإنسانية في سوريا، وانتهاكات النظام السوري، وأعوانه، مثل “حزب الله” اللبناني، من حلفاء إيران.
ولعل في أزمة “مضايا” في ريف دمشق، أبرز نموذج على ذلك، بينما “مضايا” محاصَرَة منذ أكثر من مائتي يوم؛ إلا أنه لم يكن هناك كثير اهتمام بما يجري هناك.
الأزمة في ليبيا، كانت حاضرة في الإعلام السعودي، بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها عناصر “داعش” في سدرة ورأس لانوف، ومنطقة الهلال النفطي، وكذلك القرار التركي بفرض تأشيرات دخول على اللاجئين السوريين، وعدم وصول طائرة تركية لمطار بيروت لالتقاط مئات من الفارين من دمشق.
مصريًّا، كان هناك اهتمام، وإن كان ضعيفًا، باللقاءات التنسيقية التي تمت بين الجانبَيْن، المصري والسعودي، في الرياض، بشأن المشروعات الاستثمارية المقرر أن تضخ الرياض فيها، خلال السنوات الخمس الماضية، ما قيمته 8 مليارات دولار.
كما كان هناك كبير اهتمام بدعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلى انعقاد البرلمان الجديد، في العاشر من يناير 2016، وما تمثله هذه الدعوة، بالنسبة للإعلام السعودي، بشقَّيْه الأساسيَّيْن، الحكومي المؤيد، والصحوي المعارض، في صدد الواقع السياسي المصري الراهن.
كذلك كان هناك اهتمام بالاتصالات التي أجرتها مصر مع تل أبيب، بصدد استيضاح طبيعة الاتصالات بين إسرائيل وتركيا، في صدد ترتيبات جديدة في قطاع غزة، واعتراض مصر على منح تركيا أية صلاحيات في إدارة شؤون القطاع المحاصَر.
أما على المستوى الداخلي؛ فقد كان من اللافت أن انتقلت الأزمة مع إيران إلى التفاعل في الإعلام السعودي الورقي في الداخل، من أجل لملمة أشتات الرأي العام [تمامًا مثلما هو الحال في ملف الحرب على ما يُسمَّى بالإرهاب]؛ حيث يبدو وكأن جزءاً من أسباب إعدام النمر، والأزمة المتصاعدة مع إيران، والتي من المرجح في هذا الإطار، أن نجد هبوطًا مفاجئًا فيها الأيام المقبلة، يعود إلى رغبة آل سعود في لململة الجبهة الداخلية، التي تبعثرت بسبب أزمة الموازنة، ورفع أسعار الوقود.
فالنظام السعودي قد يكون لديه معلومات عن أن الرأي العام الداخلي ساخط، ويرى أن السبب في عجز الموازنة، وبالتالي رفع الدولة يدها عن الكثير من الأمور المتعلقة بدولة الرفاه الأبوية التي دامت عقودًا في المملكة؛ يعود إلى مغامرات الرياض الخارجية، في اليمن وفي سوريا، وفي دعم النظام المصري، وغير ذلك، وكل هذا تكلف ويتكلف مليارات طائلة، تقترب بالفعل من منطقة عجز الموازنة، 98 مليار دولار، لذلك جاء جزء من أسباب الأزمة مع إيران. كما نجد الأزمة في المستوى الداخلي، ممثلة في الاهتمام باضطرابات القطيف والعوامية، والتي اندلعت عقب الإعلان عن إعدام النمر.