fbpx
تحليلاتقلم وميدان

تراجع عائدات قناة السويس: الأبعاد والتداعيات الجزء الخامس

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مع تراجع نمو الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي، واستمرار النمو البطيء للاتحاد الأوربي، وتراجع أسعار البترول وأسعار السلع الغذائية والمعادن، انعكس ذلك على تراجع التجارة الدولية، وهو ما انعكس على تراجع أداء قناة السويس.

وإذا كان حجم السلع المحملة عن طريق النقل البحري عام 2014 بالعالم، قد بلغ 9842 مليون طن، بينما بلغ صافي حمولات السفن العابرة بالقناة بنفس العام 963 مليون طن، فإن نصيب قناة السويس من التجارة البحرية الدولية قد بلغت نسبته 8و9%.

وهو ما يشير من ناحية أخرى إلى ارتباط العبور بقناة السويس، بالتجارة الواصلة ما بين دول جنوب آسيا ودول الخليج ودول شرق أفريقيا ودول أوربا والعكس، بشكل خاص، ومن هنا فإن تجارة النفط الخليجية التي يتجه معظمها لدول جنوب وشرق آسيا لا علاقة لها بقناة السويس، وكذلك تجارة النفط بين العراق ودول جنوب آسيا، ونفس الأمر للتجارة البحرية بين الصين واليابان على اختلاف نوعياتها.

أو بين الصين والهند، أو بين دول أندونسيا وماليزيا والهند والصين، وكذلك بين اليابان وغرب الولايات المتحدة والتى تتجه مباشرة عبر المحيط الهادي، ونفس الأمر لتجارة غرب أوربا مع شرق دول أمريكا الشمالية، وكذلك التجارة بين دول الأميركتين.

وحتى التجارة بين دول جنوب وشرق آسيا والخليج العربي وشرق أفريقيا والمتجهة إلى أوربا أو بالعكس، قد لا تفضل المرور عبر قناة السويس رغم خفضها لمسافة ولزمن الرحلة، بسبب الرسوم التي يتم دفعها خلال العبور بقناة السويس، أو قد تكون تلك السفن عائدة من رحلتها فارغة، أو لا يهمها طول زمن الرحلة فى ظل تراجع أسعار الوقود فى بعض السنوات.

ومن هنا فإن الظروف الاقتصادية الدولية خاصة فى مناطق جغرافية معينة، تؤثر بشكل رئيسي على الحركة بقناة السويس، أكثر منها فى مناطق جغرافية أخرى، وهذه المناطق الأكثر تأثيرا على قناة السويس، أبرزها جنوب شرق آسيا ومنطقة البحر المتوسط ودول غرب أوربا والخليج العربي وشرق أفريقيا والبحر الأسود.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى استمرار بطيء الاقتصاد الدولي خلال عامي 2014 و2015، وتوقع تحسن محدود به خلال عامي 2017و2018، وتنخفض معدلات النمو عن ذلك بمنطقة اليورو، وتكاد تتشابه معدلات النمو بدول أوربا ووسط آسيا مع المعدلات الدولية لنمو الناتج المحلى الإجمالي.

نمو الناتج العالمي بأبرز المناطق الجغرافية%

نمو الناتج العالمي بأبرز المناطق الجغرافية

المصدر – البنك الدولي

ويتوقع البنك الدولي زيادة النمو فى أوربا وآسيا الوسطى إلى 3%، مقابل 1ر2% فى عام 2015، فى ظل تباطؤ وتيرة انخفاض أسعار النفط أو استقرارها، وتحسن الظروف الاقتصادية فى الاتحاد الروسي، وانتعاش أوكرانيا، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض معدل انكماش روسيا إلى 7ر0% فى عام 2016، مقابل انكماش بنسبة 8ر3% فى عام 2015.

كما توقع البنك الدولي تعافيا طفيفا فى شرق أوربا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى، فى حالة استقرار أسعار السلع الأولية، أما الجزء الغربي من المنطقة والمشتمل على بلغاريا ورومانيا وتركيا وغرب البلقان، فقد ينمو نموا متواضعا فى عام 2016، بفضل انتعاش النشاط الإقتصادي بمنطقة اليورو.

وفى منطقة جنوب آسيا توقع البنك الدولي أن تكون أوضاع المنطقة جيدة، حيث يتوقع ارتفاع معدل النمو إلى 3ر7% فى 2016 مقابل 7% فى 2015، نظرا لاستفادة المنطقة من تراجع أسعار الطاقة باعتبارها منطقة مستوردة للطاقة، كذلك بسبب تكاملها المحدود مع الاقتصاد العالمي، مما يحميها من التقلبات فى النمو بالاقتصادات الأخرى، كما يتوقع تحسن معدل نمو الهند وهي الاقتصاد الرئيسي بالمنطقة، وكذلك توقع تحسن النمو فى باكستان.

كما توقع البنك الدولي تحسن النمو بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 1ر5% فى 2016، مقابل 5ر2% فى عام 2015، بسبب تعليق العقوبات على إيران مما يتيح لها لعب دورا أكبر فى أسواق الطاقة الدولية، لكن المنطقة عرضة لمخاطر شديدة من جراء احتمال تصاعد الصراعات والفشل فى تحسين الظروف المعيشية، الأمر الذي قد يثير اضطرابات اجتماعية.

توقعات نمو التجارة العالمية للسلع والخدمات%

 توقعات نمو التجارة العالمية للسلع والخدمات

المصدر – صندوق النقد الدولي

تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى تحقيق معدل نمو التجارة العالمية السلعية والخدمية، خلال عام 2016 نفس معدلات عام 2014 بنسبة 4ر3%، وهو نفس المعدل للنمو للصادرات السلعية والخدمية بالدول المتقدمة، مع توقع تراجع معدل نمو الواردات السلعية والخدمية بالدول المتقدمة خلال 2016، عما كانت عليه فى عام 2015.

ولا يقتصر تأثر الحركة بقناة السويس بالتجارة السلعية وحدها، ولكن التجارة الخدمية تؤثر فيها أيضا، فنشاط خدمات النقل عالميا معناه زيادة فرص لحركة السفن بالقناة، وتزايد السياحة دوليا به جزء يتم من خلال الانتقال عبر البحار، ويتيح فرصة لاستفادة القناة من جزء من تلك الرحلات.

كما أن النشاط السياحي يحتاج إلى توفير سلع لاستهلاكهم ومشترياتهم، وهو ما يتطلب انتقال للبضائع، ونسبة 80% من التجارة العالمية تتم عبر النقل البحري، كما أن التبادل التجاري يحتاج إلى خدمات مالية وتأمينية، وهكذا هناك ارتباط بين نشاط التجارة الخدمية والتجارة السلعية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close