fbpx
ترجمات

ترجمات: تقرير نيويورك تايمز عن الفنان محمد علي

جاء من أقصى المدينة ليقود حراك الثورة في مصر

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

ترجمات: تقرير نيويورك تايمز عن الفنان محمد علي

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في 23 أكتوبر 2019 تقريراً لرافائيل مايندر بعنوان “الرجل الذي يحاول تحريك ثورة مصرية من مسافات بعيدة”، والذي جاء فيه:

منذ أن بدأ نشر مقاطع فيديو له تندد بالفساد في مصر، قام محمد علي بإثارة الاحتجاجات ضد الجنرال عبد الفتاح السيسي – ولكنه أثار في نفس الوقت تكهنات كثيرة بشأنه هو نفسه. فقد أصبح محمد علي يمثل قصة ثورة مصرية محتملة في عصر الإنترنت.

يؤكد محمد علي مقاول البناء السابق للجيش المصري، من منفاه الاختياري في إسبانيا، أن لديه معلومات من الداخل عن المدى الذي وصل إليه فساد الحكومة في وطنه.

وقد نجح علي منذ الشهر الماضي في إثارة احتجاجات شديدة الندرة في مصر ضد النظام القمعي لعبد الفتاح السيسي، وذلك بعد أن بدأ في نشر مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تندد بفساد النظام الحاكم هناك.

إلا أن نجاحه غير المتوقع أدى إلى توليد قدر لا بأس به من التكهنات حول السيد محمد علي نفسه – من هو؟، من الذي يمكن أن يكون وراءه؟، وعما إذا كان مجرد أداة في يد ضباط الجيش الذين عمل معهم عن قرب من قبل، في فرع آخر من أجهزة المخابرات التي تريد رحيل السيسي ذهب؛ أو أداة في يد جماعة الإخوان المسلمين؟

لذلك قرر محمد على (45 عاماً) الخروج من الظل، وذلك بدعوة صحيفة نيويورك تايمز إلى مكتبه في الطابق العلوي ذي الديكور المتميز المطل على البحر الأبيض المتوسط ​​على بعد حوالي 25 ميلاً خارج برشلونة في محاولة لتبديد أي غموض حول دوافعه من وراء الحراك الذي يقوم به، وربما أيضاً، من أجل تضخيم شهرته التي جعلت من مقاطع الفيديو التي يبثها على الإنترنت تهديداً للحكومة المصرية.

فمن الواضح أن الاحتجاجات التي أثارها السيد محمد علي قد زلزلت وأرعبت نظام السيسي، الذي شن حملة صارمة من أجل إخمادها، والتي يبدو أن الحكومة في الأغلب قضت على معظمها. فقد أصبح من الواضح في الوقت الراهن أن هذه الاحتجاجات ليست قاتلة لنظام السيسي؛ ولا شك أن السيد محمد علي يرغب في أن يبث فيها الحياة من جديد من أجل الإطاحة بالسيسي.

وقال علي: “لا يمكن لأحد أن يُطيح برئيس دولة في شهر واحد؛ ولكن يصبح القيام بذلك ممكناً في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، على وجه التأكيد”. مضيفاً، “عندما تهتز الحكومة بهذا الشكل، فهذا يُثبت أنها ضعيفة”.

وقال محمد على إنه ليس لديه أي طموحات سياسية شخصية، ولكنه بدلاً من ذلك أراد أن يعمل كقوة موحِدة لجماعات المعارضة المتنافسة التي تواجه السيد السيسي، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. ونفى المقاول المصري أنه يتلقى أي دعم مباشر من أي قوة من قوى المعارضة، أو من أيٍ من كبار ضباط الجيش.

وقال: “لا أحد يدعمني في الجيش، فقط بعض الجنود العاديين، ولكنهم الآن لا يستطيعون فعل أي شيء لأنهم خائفون”.

وقال: “لكي تصبح مصر بخير لابد من إخراج السيسي من المشهد”. “لا أريد أن يتولى الجيش أو الإخوان المسلمون مسؤولية حكم مصر، لكني أريد أن يتولاها مواطن مصري عادي، شخص من بين جموع الناس”.

وقد بث محمد علي منذ أوائل شهر سبتمبر 2019 أكثر من 50 مقطع فيديو على الإنترنت، ويقول إنه قام بإعدادها جميعاً وبثها من إسبانيا، حيث تتراوح مدتها بين أقل من دقيقة إلى أكثر من نصف ساعة.

وتحدث محمد على في المقابلة، كما اعتاد أن يفعل في مقاطع الفيديو التي بثها على الإنترنت، بلغة عربية تتميز بالذكاء في استخدام تعبيرات الشارع المصري ونقل نبضه؛ وقال إن لديه حوادث تفصيلية عن الفساد وسوء إدارة أموال الدولة، والتي قال إنها تمت تحت الإشراف المباشر للسيسي وأقرب دوائره داخل الجيش.

وقال علي كذلك إن السيد السيسي أنفق ملايين الدولارات على بناء قصور رئاسية جديدة في وقت يعاني فيه كثير من المصريين الويلات من أجل تغطية احتياجاتهم الأساسية بسبب الإجراءات التقشفية التي فرضتها حكومته على الشعب.

وقال حسين بيومي، الباحث مصري في منظمة العفو الدولية: “أعتقد أن ما أظهره محمد علي هو الحدود التي يمكن أن توصل إليها الإجراءات القمعية التي ينتهجها السيسي وكيف أنها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية”. وأضاف: “المشكلة بالنسبة للسلطات الآن هي أنه لا تتوفر لديها طريقة سهلة لدحض هذه الاتهامات”.

وكرس محمد على الذي يشاركه ويتابعه ملايين الأشخاص بعض مقاطع الفيديو التي يبثها على الإنترنت لانتقاد خطب بأكملها ألقاها السيد السيسي، الذي وصف الاتهامات التي وجهها له محمد علىفي حديث علني له بأنها “كذب وافتراء”.

وسرعان ما بدأ محمد علي في حشد الناس للاحتجاج على السيسي، حتى إنه نشر مقطع فيديو يناقش فيه ما يجب أن يكون عليه نظام الحكم بعد الإطاحة بالجنرال.

وعلى الرغم من أن ذلك تسبَّب في تشويه سمعة محمد على في وطنه حيث وصفته الآلة الإعلامية الحكومية بأنه ممثل مغمور، إلا أنه اعترف بأنه فوجئ شخصياً بالأثر الذي أحدثته مقاطع الفيديو التي بثها على الإنترنت حيث دفعت المصريين إلى النزول إلى الشوارع، فضلاً عن أنها دفعت السيسي نفسه للرد على اتهامات الفساد التي وجهها له محمد علي وإنكارها في حديث علني له.

وقالت داليا فهمي، الأستاذ المشارك في السياسة بجامعة لونج آيلاند: ليست اتهامات الفساد الحكومي جديدة في مصر. لكن نوع الفساد الذي يتحدث عنه محمد على مختلف تماماً.

وقالت: “أن يرى المواطن المصري العادي بشكل جلي أن أموال الدولة يتم إهدارها في تمويل بناء القصور الفخمة للرئيس وأسرته في الوقت الذي تُفرض فيه إجراءات التقشف على الشعب، فإن معنى ذلك يبدو أعمق بكثير من مجرد الكشف عن فساد الحكومة”.

وقال محمد علي، الذي كان يمتلك والده، بطل كمال الأجسام السابق، دكاناً صغيراً (في العجوزة)، إنه بدأ العمل عندما كان عمره 16 عاماً، لكن مسيرته المهنية في مجال الأعمال حققت قفزة هائلة قبل 15 عاماً، عندما تمكن من الانضمام إلى صفوف المقاولين الذين يعملون من الباطن لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من أجل بناء منازل للضباط.

قال محمد على إنه يعلم أن قطاع المقاولات يتضمن “أموالاً يتم دفعها تحت الطاولة”، لكنه لم يتخيل المستوى الذي اكتشف وجوده لاحقاً في ظل حكم السيسي، والذي شرحه بالتفصيل في مقاطع الفيديو الأخيرة التي بثها.

وقال: “عندما بدأت، لم أكن أدرك مدى فساد هذا النظام”. وأضاف: “السيسي يتصرف تماماً مثل المتسول الذي يشعر بالغبطة الشديدة للحصول على المال من كل مكان”.

وقال محمد على أيضاً إن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية لقيامها بضمان بقاء حكومة السيد السيسي، والتي أيدها الرئيس دونالد ترامب بقوة في الوقت الذي يغض فيه الطرف عن الفساد المستشري في البلاد.

وقال محمد علي: “ترامب هو الشخص الذي أطلق على السيسي لقب ’ديكتاتوري المفضل‘ وقال أيضاً إن الاحتجاجات التي خرجت ضده هي أمر طبيعي”. وأضاف: “السيسي يأخذ معونات مالية من أمريكا، وقروضاً دولية بدعم من أمريكا، ويتلقى كذلك المنح والأموال من الخليج”.

قال محمد على إنه يمكن للمصريين أن يتثبتوا من مصداقية الاتهامات التي وجهها للسيسي وحكومته ومدى إمبراطورية ممتلكاته الشخصية، حيث أنه قدم لهم ما يكفي من المعلومات “للذهاب ورؤية قصوره بأنفسهم”.

وفي خطاب حديث للسيسي، دافع الجنرال عن بناء قصور، قائلاً: “لا يوجد شيء باسمي. إنه باسم مصر”.

وقال إبراهيم حلاوي، عضو هيئة تدريس العلاقات الدولية في جامعة رويال هولواي في لندن، إنه “من الصعب للغاية الكشف عن نية علي الحقيقية، لكن من الصعب أيضاً أن نتجاهل تاريخه الطويل في الشراكة والعمل مع تلك الشركات ذات الصلة الوثيقة بالجيش بشكل كبير”.

وقال حلاوي: “لا أعتقد أنه لديه طموح سياسي، ولكنه على الأرجح نوع من الانتقام الشخصي، حيث يركز على السيسي نفسه، بينما يؤكد من حين لآخر أنه يعتذر كثيراً للمؤسسة العسكرية”.

وردا على سؤال حول سبب انتقاله إلى إسبانيا، قال محمد على إن ذلك لم يكن مدفوعاً بأي مشاكل، سواء سياسية أو مالية، أو أي تداعيات في مصر.

وقال إنه بدأ العمل على خطته للتنديد بالفساد الذي استشرى في أعلى مستويات السلطة والجيش منذ حوالي ست سنوات، لكنه كان يحتاج أولاً إلى الوقت الكافي لاستكمال بعض المشاريع، وكذلك لضمان سلامة أطفاله الخمسة، ونقل أمواله إلى الخارج وتقليص حجم شركته، أملاك، والتي وصل عدد موظفيها في وقت من الأوقات إلى 1,000 موظف.

ويعتقد محمد على أن مقاطع الفيديو التي يبثها قد لامست قلوب الأشخاص العاديين في مصر لأنه استطاع أن يوضح لهم أنه “كان يعمل في المطبخ بالداخل”، في وسط نظام السيسي؛ وعلى الرغم من أنه أصبح من الأغنياء إلا أنه كان قد “بدأ ذلك من الصفر”.

وأكد المقاول المصري أنه لم يكن لديه دافع الانتقام أو الرغبة في دفع الحكومة إلى تسديد باقي مستحقاته المالية.

وقال: “إذا كان هدفي هو الحصول على المال، لكنت استطعت أن أستمر في العمل هناك”.

ومع ذلك، فقد اتهم محمد على السلطات المصرية بأنها مدينة له بمبلغ 220 مليون جنيه مصري، أي ما يعادل حوالي 13.5 مليون دولار أمريكي، نظير أعمال إنشاءات قام بتنفيذها ولم يتلق مستحقاته عنها. كما اتهمهم أيضاً بالاستيلاء بشكل غير قانوني على شقة وسيارات كان يمتلكها بعد مغادرته القاهرة في عام 2018.

وقال إنه استقر في إسبانيا العام الماضي ومعه حوالي 3 ملايين يورو، وبعد أن أنفق أيضاً 1.2 مليون يورو لشراء فيلا من 6 غرف نوم، والتي منحته الحق في الحصول على تصريح إقامة يقوم بتجديده منذ ذلك الحين.

وقال إنه منذ استقراره في إسبانيا، سعى إلى إعادة بناء أعماله، حيث أنفق 600,000 يورو على دراسات لمشروع لتحويل محطة كهرباء مهجورة خارج برشلونة إلى جامعة، تبدو جزئياً على شكل هرم زجاجي.

وقال إن المشروع تعطل لأنه لم يتلق حتى الآن التصاريح المطلوبة من السلطات المحلية.

وقال: “كنت آمل أن أجد بعض المستثمرين وأن أحصل على بعض القروض، لكني منذ أن بدأت الحديث على مقاطع الفيديو التي أبثها على الإنترنت، توقف كل شيء”.

وقال السيد علي، إن مقاطع الفيديو هذه أثارت تهديدات مباشرة بالقتل تم توجيهها إليه، بالإضافة إلى عرض قدمه رجل أعمال سعودي بمكافأة أي شخص يقوم بقتله.

وقال: “أعتقد أن الشرطة والحكومة في إسبانيا جيدون ولن يعيدني أحد قسراً إلى وطني، لكنني أخشى من المافيا؛ أخاف أن يقوم شخص ما بقتلي مقابل الحصول على المال”.

لكنه في الوقت نفسه قال إنه لا يعتزم طلب اللجوء السياسي في إسبانيا، رغم أنه قلق بشأن ما يمكن أن يحدث عندما تنتهي صلاحية جواز سفره المصري في مايو المقبل. وأضاف: “أريد أن أكون حراً في التحرك هنا وهناك”.

محمد علي هل يقود صراع الأجنحة إلى سقوط السيسي؟

أقراء أيضا محمد على: هل يقود صراع الأجنحة إلى سقوط السيسي؟

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close