يتناول هذا التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 3 -10 أغسطس 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: تطورات المشهد الصهيوني:
1ـ إسرائيل ستشارك في مناورة عسكرية جوية إلى جانب باكستان والإمارات (تايمز أوف إسرائيل)
ستشارك إسرائيل في مناورة “العلم الأحمر” التي يستضيفها سلاح الجو الأمريكي في وقت لاحق من هذا الشهر في صحراء نيفادا. ويُعتبر “العلم الأحمر” تمرين رئيسي على تدريبات قتالية جو-جو في الجيش الأمريكي، والذي يتم فيها تقسيم البلدان المشاركة إلى فريقين، وتتم فيه محاكاة معارك جوية لتحسين مهارات الطيران والاتصالات الدولية العسكرية بينها.وقد شهد العام الماضي، في مناورة “العلم الأحمر” للمرة الأولى حلقت الطائرات الإسرائيلية مع طائرات مقاتلة أردنية.
وأعلن الكولونيل جيفري ويد، قائد سرب التدريب القتالي في سلاح الجو الأمريكي، بانه ستنضم دول جديدة منها بريطانيا وأستراليا وتركيا وإيطاليا وإسبانيا. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على وجود طيارين باكستانيين وإماراتيين في مناورة “العلم الأحمر”، واكتفى بالقول إن التمرين يدار من قبل الأمريكيين وإسرائيل ترى نفسها “ضيفة” هذا البلد.
إلا أنه يمكن النظر إلى التمارين العسكرية الدولية على أنها شكل من أشكال الاستراتيجية الدبلوماسية “الملتوية”، وأشارت عدة تقارير إلى وجود اتصالات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وباكستانيين، بما في ذلك وثيقة لويكيليكس أشارت إلى أن مسؤول رفيع المستوى في الجيش الباكستاني إلتقى مباشرة مع الموساد الإسرائيلي.
وبالرغم من عدم وجود علاقات رسمية مع الإمارات، إلا أن هناك ذوبان جليد في علاقتها بإسرائيل، ففي شهر نوفمبر، زار المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، البحرين بهدف فتح أول بعثة دبلوماسية إسرائيلية في أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات.
2ـ شركة إسرائيلية تخترق مجموعة “تشات” لتنظيم داعش ( تايمز اوف إسرائيل)
ذكرت مجموعة الاستخبارات “إنتسايت” أنها نجحت في اختراق مجموعة” تيليغرام” يديرها جهاديون وعثرت على قواعد عسكرية أمريكية في الكويت والبحرين والسعودية على رأس قائمة أهداف التنظيم كأهداف رئيسية تليها أهداف أخري في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا ودول أخرى في غرب أوروبا، وكذلك قواعد جوية إسرائيلية.
وقالت أنها نجحت في اختراق خريطة تظهر عليها قواعد جوية أمريكية تم تحديدها كأهداف محتملة من قبل أعضاء في تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن بين الأهداف التي ظهرت على المجموعة كنيسة نورماندي في فرنسا، حيث قام جهاديان في 26 يوليو 2016، بقتل الكاهن “جاك هامل (85 عاما).وقد اشتملت المجموعة على 500 هدفاً سيتم تنفيذ هجمات ضدها.
3ـ استعدادات لزيارة بعثة إسرائيلية إلى السعودية ( المصدر)
قال نائب الكنيست الصهيوني “عيساوي فريج” إنه في أعقاب زيارة السعودي أنور عشقي إلى إسرائيل، ولقائه مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري غولد، ومع منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي، يؤاف مردخاي، نشر النائب عيساوي فريج، من حزب ميرتس، أن بعض أعضاء الكنيست من المعارضة الإسرائيلية الذين التقوا بعشقي، معنيون بتلبية دعوته لزيارة السعودية بهدف مناقشة مسألة قبول مبادرة السلام العربية.
ثانياً: تطورات المشهد الايراني:
1ـ السلطات الإيرانية تعدم العالم النووي شهرام أميري لإدانته بالخيانة (BBCالعربية)
أعدمت السلطات الإيرانية العالم “شهرام أميري”، والذي اعتقل في أعقاب عودته إلى إيران قادما من الولايات المتحدة عام 2010م. وكان أميري اختفى في السعودية عام 2009 ثم ظهر بعد عام من ذلك في الولايات المتحدة حيث قِيل وقتها أنه اختُطف واستجوب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي). إلا أنه بعد وصوله الى إيران أعلنت أمريكا ان شهرام قدم للأمريكيين معلومات في غاية الأهمية حول برنامجها النووي.
حادثة الإعدام لم تكن الوحيدة هذا الأسبوع فقد كثفت السلطات الإيرانية في الأيام الأخيرة من الاعدامات بحق عدد من الشخصيات الذين توجيه الاتهام لهم بالخيانة، وهذا ما دفع المفوض الاممي لحقوق الإنسان “زيد رعد الحسين” لإصدار تصريح شديد اللهجة ضد سياسة الإعدام في إيران (5 أغسطس 2016).
وجاء رد إيران عبر أمين لجنة حقوق الإنسان في إيران “محمد جواد لاريجاني” في رسالة للمفوض السامي قال فيها إن الاعدامات جاءت كرد فعل على اغتيال خمسة من علماء الذرة الإيرانيين ومقتل أکثر من 17 ألف إيراني على يد “زمرة المنافقين الإرهابية” كما اسماهم. وأضاف ان الغرب يكيل بمكيالين من خلال السماح لمجموعة قاتلة ومطلوبة للعدالة في إيران بالتحرك بحرية في بعض الدول الغربية حتى الآن، الأمر الذي يشير إلى وجود معايير مزدوجة إزاء قضية الإرهاب”.
وأضاف: “هذا الى جانب الاعتداءات ضد حرس الحدود الإيراني وعدد من المراكز الثقافية والدبلوماسية الإيرانية في بيروت وبيشاور خلال عامي 2013 و2014 واختطاف وقتل عدد من حراس الحدود والدبلوماسيين والمواطنين الأبرياء. وأكد لاريجاني أن إيران، باعتبارها ضحية للإرهاب، لن تدخر جهدا في توفير الأمن لمواطنيها وفي مكافحة الإرهاب داخل حدودها وخارجها.
ثالثاً: تطورات المشهد السوري:
1ـ زيارة أردوغان إلى روسيا وتحولات القضية السورية (الميادين)
أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قبيل توجهه إلى موسكو، أنه بدون مشاركة روسيا من المستحيل إيجاد حل للقضية السورية، قائلاً إن “المحادثات مع بوتين ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية”.
ومن خلال هذه التصريحات وما ارتبط بها من تحليلات، يمكن الوقوف على عدة استنتاجات، منها:
– أن روسيا لم يكن لها دور في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا مؤخرا؛ مع احتمالية أن يكون لها دور استخباراتي في التعاون مع الاستخبارات التركية في افشال المحاولة.
– أن الحالة التي تمر بها سوريا أصبحت تشكل خطرا على الامن القومي التركي لذلك تحرص تركيا على انهاء هذا الملف في ضوء عده تفاهمات أهمها: عدم قيام دولة كردية على الأراضي السورية، ووقف الدعم التركي للقوى المعارضة للنظام، وإمكانية القبول ببشار الأسد او خليفته بالبقاء لفترة انتقالية لحين الانتخابات جديدة.
————————-
الهامش
1إنتسايت: هي شركة استخبارات تتخذ من هرتسليا مقرا لها، يديرها ضباط سابقين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.الرابط.
