fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 2 أبريل 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرض أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 26 مارس و01 أبريل 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد الإسرائيلي:

كشفت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن حزب (كلنا) الذي يتزعمه قائد الأركان السابق، غابي أشكنازي، وزير المالية موشيه كحلون (1) والوزير السابق جدعون ساعر سيُحدث تحولاً في السياسة الإسرائيلية ولن يدع نتنياهو يُشكل حكومة.

وأنه في حال تم تأسيس حزب برئاسة قائد الأركان السابق، غابي أشكنازي، والوزير موشيه كحلون ووزير الداخلية والتربية السابق جدعون ساعر، سيكون هذا الحزب أكبر حزب في الكنيست وسيهزم بنيامين نتنياهو، وأشار الاستطلاع الذي أجراه مركز “ديالوج”، أن حزب “أشكنازي -كحلون –ساعر” سيحظى بـ 22 مقعدًا، وسيتفوق على حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والذي سيحظى بـ 21 مقعدًا فقط.

 

ثانياً: تطورات المشهد الفلسطيني:

  • حماس: شرطان قبل بدء أي مفاوضات حول الأسرى. (فلسطين اليوم )
  • قيادي حمساوي: مفاوضات غير مباشرة بخصوص الجنود المأسورين في غزة. (دنيا الوطن)
  • الجهاد الإسلامي: متفائلون بزيارة حماس للقاهرة وترتيب البيت الداخلي ليس حكراً على حماس وفتح. (دنيا الوطن)
  • مشير المصري: حماس تسعى لتعزيز العلاقة مع مصر وترميمها بعد ما حدث من خلل لكي ترجع لأسسها الأصيلة .(دنيا الوطن)
  • القاهرة: حماس تعد بملاحقة المتشددين بغزة وترفض التدخل في سيناء .(فلسطين اليوم)
  • ترتيبات لعقد لقاء قريب بين “الرئيس عباس وخالد مشعل” لوضع اللمسات النهائية لاتفاق شامل.)دنيا الوطن)
  • حماس تعتقل نشطاء وتصادر أسلحة “لواء التوحيد“.( المصدر)

 

دلالات التطورات الفلسطينية:

عادت حماس إلى القاهرة بعد إجرائها مناقشات داخلية في الدوحة؛ إلى جانب مناقشات مع وفد حركة فتح بعد أن عقد بينهم مناقشات ثنائية بالعديد من الردود أهمها:

1ـ أن حماس ستتعهد بعدم التدخل في شؤون مصر وضبط الحدود ومحاربة المتشددين في غزة ومنع أي تسلل لهم في سيناء أو تهريب أسلحة هناك وستؤكد الحركة عدم وجود أي ارتباطات سياسية مع جماعة الإخوان المسلمين وإنما فكرية.

2ـ أن تقوم مصر بفتح معبر رفح وتسليم أعضاء كتائب القسام الذين اختفوا في سيناء العام الماضي، بالإضافة إلى تبادل تجاري، ووقف ضخ مياه البحر في أنفاق غزة. علما بان مصر ترفض فتح معبر رفح من دون وجود السلطة الفلسطينية عليه.

3ـ موافقة حركة حماس في المشاركة بحكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة الفصائل الفلسطينية العاملة نضالياً وسياسياً؛ والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية بعد 6 شهور من تشكيل الحكومة”.

4ـ الموافقة على إتمام صفقة تبادل أسرى مع دولة الاحتلال ولكن بعد تنفيذ إسرائيل لشرطين: الأول، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار السابقة، المعروفة في إسرائيل بصفقة «شاليط»، والتي تمت في العام 2011 قبل إطلاق أي مفاوضات. والثاني أن تكون مفاوضات الأسرى منفصلة عن أي ملف آخر. إلا أن الحركة تحمل العديد من التحفظات، منها:

  • تتحفظ حركة حماس على برنامج الحكومة، بعد مطالبة حركة فتح أن يكون البرنامج هو برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ممثله بمحمود عباس. وإنها ترغب في ان يكون البرنامج طبقا لوثيقة الأسري.
  • تريد حماس حلا لكافة الموظفين الذي تم تعيينهم بعد الانقسام، إلا أن حركة فتح تطالب بالحل الجماعي بمعني عودة الموظفين السابقين، وفصل كل الغائبين من الطرفين، كما تطالب حماس بتعيين موظفين تابعين لها في الضفة الغربية.

 

وفي ظل هذه المعطيات تبرز عدة سيناريوهات:

السيناريو الأول: قبول حركة حماس بكافة شروط مصر وحركة فتح؛ وهو ما يمكن أن يعتبره البعض خطأ استراتيجيا، لأنها ستكون وافقت على برنامج سياسي ينسف برنامج حماس السياسي بالكامل، كما يعد قبول حماس لتأجيل حل أزمة الموظفين الذين عينتهم بعد عام 2007م إلى ما بعد الانتخابات القادمة؛ سبباً لخسارة الحركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.

السيناريو الثاني: قبول حركة حماس بكافة الطلبات المصرية وبجزء من طلبات حركة فتح، في ظل رغبة النظام المصري في استمرار نتنياهو في الحكم خشية مواجهة المجهول، بعد ان كان لنتنياهو دوراً في تدعيم حكم السيسي في مصر. وهذا السيناريو هو الأقرب للواقع ولذا من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة لقاءات ما بين فتح وحماس في القاهرة على مستوي الصف القيادي الأول من الطرفين.

السيناريو الثالث: اتباع حماس أسلوب – المماطلة -وإلقاء الكرة في ملعب حركة فتح، من خلال إبداء ملاحظات يتفهما النظام المصري ولا تتفهما حركة فتح. فتنتقل الخلافات من حماس ومصر إلى السلطة الفلسطينية ومصر. ليعود النظام المصري ويناور من جديد بورقة محمد دحلان.

 

ثالثاً: تطورات المشهد السوري:

  • بوتين يجدد التأكيد على مواصلة دعم دمشق في مكافحة الإرهاب.  (روسيا اليوم )
  • روسيا تعترف بوجود قوات خاصة مازالت تعمل في سوريا ( العربية )
  • دمشق تعلن استعادة الجيش السوري للسيطرة على قلعة تدمر من مقاتلي داعش (cnn العربية)

 

دلالات التطورات السورية:

سيطرة الجيش السوري على قلعة تدمر، لها انعكاسات استراتيجية كبيرة على تطورات المشهد في سوريا، فهي تتيح للجيش السوري التقدم شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل “داعش” في سوريا، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا.

ويسهم هذا التطور المهم في عزل التواصل الجغرافي لـ “داعش” مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا. كما أن تحرير المدينة ينهي سيطرة “داعش” على عدد من حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، ويبعد تهديداته المباشرة لجزء مهم من المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي.

وتوضح المشاركة الروسية الفعالة في تحرير المدينة، أن موسكو ملتزمة بمواصلة القتال، رغم إعلان انسحاب جزء كبير من القوات الروسية. كما تؤكد أن الجانب الروسي أوفى بتعهدات أطلقها وزير الخارجية سيرجي لافروف في وقت سابق، وأعلن فيها أن موسكو سوف تعمل على طرد “داعش”.

ومن الممكن ان تزداد تعقيدات الأزمة أمام تنظيم الدولة (داعش) مع إطلاق الجيش العراقي معركة تحرير الموصل، العاصمة الثانية لـ “دولة الخلافة”، وتضييق الخناق على تنظيم “داعش” على طرفي الحدود في سوريا والعراق.

 

رابعاً: تطورات المشهد اليمني:

  • الأمم المتحدة: وقف الأعمال القتالية في اليمن يبدأ 10 أبريل. ومباحثات السلام في الكويت (cnn العربية)
  • عبد الملك الحوثي للسعودية: اتقوا الله. وحزب الله وحسن نصر الله عنوان الوفاء ( cnn العربية)
  • هادي: اليمن اقترب من العودة. و”صاحب الحزم” والأشقاء أظهروا مقدارا عاليا من القوة والإنسانية ( cnn العربية)
  • صالح وسط آلاف المتظاهرين في صنعاء ضد “عاصفة الحزم”. ووزير الإعلام اليمني: مسرحية لحفظ ماء الوجه (cnn العربية)

 

دلالات التطورات اليمنية:

بعد ان أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن أطراف الصراع وافقت على وقف الأعمال القتالية بداية من 10 أبريل 2016، على أن تبدأ مباحثات سلام في الكويت في 18 أبريل.

بدأت أطراف الصراع في اليمن تستعرض قوتها، وتحتمي بحليفها، فالرئيس اليمني عبد ربه هادي؛ يؤكد أنه سيبقي الرئيس وأن اليمن سيبقي كما هو وغير قابل للتقسيم، مشيداً بالدور السعودي. وعلى النقيض تماما كان موقف الحوثيين والذين مجدوا في حلفائهم من خلال مدحهم لإيران وحزب الله اللبناني.

في حين قام على عبد الله صالح باستعراض قوته الداخلية عبر حشد جماهيري، ليؤكد بأنه الورقة الرابحة في اليمن، كما قام بتوجيه كلمات للداخل وللحوثين وكان للسعودية نصيبا من هذه التصريحات من خلال توجيه عتاب للسعودية ومذكراً بعلاقاته مع المملكة.

 

خامساً: تطورات المشهد الأردني:

  • ملك الأردن يتهم تركيا بإرسال الإرهابيين لأوروبا ( العالم)
  • أنباء توجيه العاهل الأردني اتهامات إلى تركيا عارية عن الصحة ( trt العربية )
  • ملك الأردن: نحرص على تمتين العلاقة مع تركيا ( العربية )
  • أوغلو في عمّان لإذابة الجليد بين الأردن وتركيا (الجزيرة)

 

دلالات التطورات:

تناولت وسائل الإعلام تصريحات للملك الأردني عبد الله في الكونجرس الأمريكي. اتهم فيه تركيا بأنها من تقف خلف نشر الإرهاب في أوروبا من خلال تبنيها الإسلامي الراديكالي، إلا أن صحة هذه الأنباء لم تؤكد بعد. وفي حال صحت هذه الأنباء يمكن أن تكون هناك عدة احتمالات:

الأول: أن يكون هذا التصريح قديم يرجع إلى الفترة التي أحبطت فيها قوي الأمن الأردنية محاولة 7 أفراد أردنيون ينتمون إلى داعش من تفجير أنفسهم من خلال أحزمة ناسفة كانت بحوزتهم وكانوا قادمين من تركيا.

الثاني: وجود رغبة خارجية في إفشال أي تقارب تركي أردني قبل زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلوا إلى العاصمة عمان.

الثالث: أن تكون هناك مطالب أوربية ضاغطة على الأردن لاتخاذ مواقف سلبية من تركيا خاصة وأن الأردن له علاقات مميزة مع الغرب.

 

سادساً: تطورات المشهد الإيراني:

  • روحاني: إيران لا ترغب في استمرار التوتر مع السعودية.( العربية )
  • الدول العربية تحاصر إيران في مجلس حقوق الإنسان. ( العربية )

 

دلالات التطور:

صرَّح الرئيس حسن روحاني في باكستان، إن بلاده لا ترغب باستمرار التوتر مع السعودية، مؤكدا على أنهما بلدان مهمان في المنطقة والعالم الإسلامي، داعياً إلى حل المشاكل العالقة بين البلدين مرحبا بالجهود التي تبذلها باكستان في هذا المجال.

ويمكن تفسير التصريحات الإيرانية في ضوء عدد من الاعتبارات، منها: وصول الإصلاحيين إلى الحكم، وتعقيدات المشهد السوري في ظل التنافس الدولي بين روسيا والولايات المتحدة، على حساب الطموح الإيراني، وعدم رغبة إيران الآن في التصعيد في اليمن، ومحاولة إيران إحباط التحركات العربية ضدها في المحافل الدولية، وخشية إيران من تأجيج الجبهة الداخلية العربية في منطقة الأهواز، وخشية إيران من تحالف عربي إسرائيلي غير مباشر يستهدف مصالحها وحلفائها في المنطقة.

يضاف إلى ذلك ما يتردد في الأوساط الغربية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نصح القيادة السعودية بالانفتاح على إيران وفتح حوار معها لأنها باتت تتغير بسرعة، ولدعم التيار المعتدل الذي يقوده الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أعرب أكثر من مرة عن رغبته في زيارة السعودية، إضافة إلى تأكيد أوباما أن أمريكا لن تلجأ لأي خيار عسكري ضد إيران.

من جهة أخرى تشير المعطيات الميدانية حول الوضع في سوريا أن النزاع السوري تحول إلى صراع ممتد، وسيكون من الصعب حسمه بسرعة من قبل أي طرف من الأطراف بالوسائل العسكرية، وأن التفاهم السعودي الإيراني هو المخرج الوحيد والمشرف لهما.

———————————

الهامش

(1) دخل كحلون الحكومة أول مرة وزيرا للاتصالات في الحكومة الثانية لبنيامين نتنياهو التي تشكلت مطلع عام 2009 واستمرت حتى عام 2013، بنى رصيدا سياسيا وشعبيا كبيرا من خلال أدائه “النوعي” في وزارة الاتصالات أهله لأن يعلن في 15 أكتوبر 2012 خروجه من “الليكود” واعتزاله الحياة السياسية، وعدم خوض الانتخابات التي جرت في يناير 2013، لكنه عاد مع نهاية عام 2014 بحزب سياسي جديد أسسه وترأسه تحت اسم “كلنا”. وفرض حزب كحلون الجديد نفسه على الخريطة السياسية الإسرائيلية بقوة في الانتخابات التشريعية 2015، حيث استطاع أن ينتزع عشرة مقاعد (من أصل 120 مقعدا) ويتبوأ المركز الخامس بين الفائزين، مكرسا وضعه باعتباره رقما صعبا في مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية.

وقد تركزت دعاية الحزب الانتخابية على المواضيع الاجتماعية أكثر من القضايا السياسية والأمنية، فقد أعلن كحلون أن حزبه “تأسس لتجديد آمال المواطن الإسرائيلي بحياة أفضل، وخلق مجتمع نفخر به..، أريد حكومة تمكن الشبان من الزواج وامتلاك الشقق السكنية..، وحق أهالينا أن يكبروا بكرامة..، أريد حكومة قوية أمنيا ولكنها تهتم بشؤون المواطنين”، ويفاخر زعيم حزب “كلنا” بإنجازه الانتخابي الذي جعله عنصرا حاسما في تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يحتاج إلى دعمه من يريد تشكيل ائتلاف حكومي سواء أكان حزب “الليكود” أم “المعسكر الصهيوني”، إذ يشترط القانون الإسرائيلي تأييد 61 عضوا بالكنيست للحكومة حتى تتسلم مهامها. (موسوعة الجزيرة، الرابط).

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close