
تطورات المشهد الإقليمي 20 أغسطس 2016
يتناول التقرير عرض أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 10-16 أغسطس 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: تطورات المشهد الفلسطيني:
عباس رفض طلبا أمريكيا للقاء نتنياهو. (تايمز اوف إسرائيل)
رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلبا أمريكيا للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولة لتحريك محادثات السلام. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد تقدم بهذا الطلب. ورفض عباس اللقاء، إلا بعد أن يقوم نتنياهو بتجميد البناء الاستيطاني وإطلاق الدفعة من الأسرى كبادرة حسن نية.
ويأتي هذا الرفض مرتبطاً بعدة اعتبارات أساسية، منها: رغبة أبو مازن في اجراء مفاوضات سرية مع نيتاهو وهو ما يرفضه الأخير، والخلافات الحقيقية ما بين عباس والسيسي بسبب رغبة الأخير في ان يكون دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية في المرحلة القادمة. علما ان عودة المفاوضات الفلسطينية الصهيونية تأتي في ظل رغبة مصرية قوية، وقناعة عباس بأن نتنياهو لا يريد التوصل لاتفاقية سلام، وبحكم خبرة عباس فانه اعتاد قبل رحيل أي رئيس امريكي فانه يحاول ان يظهر نفسه بانه كان مهتما بالقضية الفلسطينية.
ثانياً: تطورات المشهد الايراني:
مشروع ممر عملاق: كيف ستدخل إيران وروسيا على خط منافسة قناة السويس؟ (دنيا الوطن)
عقد رؤساء كل من روسيا وإيران وأذربيجان، فلاديمير بوتين وحسن روحاني وإلهام علييف اجتماعًا ثلاثيًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، وبعيدًا عن القضايا السياسية التي كانت على طاولة نقاشات القمة الثلاثية، برز مشروع عملاق آخر حاز على نصيب الأسد في هذه القمة.
هو ممر مائي دولي يصل طوله إلى 7200 كيلومتر، ليربط شمال أوروبا بالهند، والخليج العربي عبر إيران، وروسيا وأذربيجان، ليصبح أحد أرخص الطرق من قارة آسيا إلى أوروبا، مما سيُمكن الدول الأوروبية وروسيا من الاتصال عبر الخليج العربي وخليج عمان بطريقة اقتصادية للغاية، هذا الممر الذي سيمر جزء منه، على طول الساحل الغربي لبحر قزوين، من روسيا إلى إيران، عبر الأراضي الأذربيجانية. وأشار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بان المشروع، سيقوم بتوفير بديل فعال من حيث التكلفة والوقت للطريق البحري عبر قناة السويس المصرية.
ويعود هذا المشروع إلى خارطة قديمة وضعت في العام 2000 لإنجازه من قبل إيران والهند وروسيا، إلا أن العقوبات المفروضة على كل من طهران وموسكو حالت دون إتمامه. وتشير الدراسات ان هذه التجربة سوف تقلص تكاليف النقل بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طنًا، إضافة إلى أنه يستغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يومًا عبر طريق قناة السويس.
لكن المشروع يصطدم بعدة صعوبات منها: المسافة الكبيرة التي يقطعها المشروع والمقدرة بنحو ألف كيلومتر، والتكلفة العالية، والتضاريس الصعبة.
ورغم ذلك أصرت موسكو وطهران وباكو على الاستمرار في التعاون لتنفيذ هذا الممر الجديد، عبر الانتهاء من مشاريع لربط خطوط السكك الحديدية، ضمن خطط تطوير وتحسين أداء ممر النقل الدولي “الشمال -الجنوب”.
وقد بدأت الثلاث دول المعنية ببحث تفاصيل الجوانب العملية، لتنفيذ مشروع النقل الدولي العملاق، على طول ساحل بحر قزوين الغربي، وذلك بعمل التصورات للممر، بمشاركة وزارات النقل، التي تبحث المعايير الفنية والمالية للمشروع، كما اتفقوا أيضًا على التصورات للتعاون بين الجمارك والخدمات القنصلية.
ويزيد من أهمية هذا المشروع:
1ـ تتحكم هذه الدول في حلقة وصل بين شرق آسيا والمحيط الهندي والخليج من جهة؛ والدول في شمال شرق ووسط أوروبا.
2ـ تراه إيران اكتماله بديلاً لمصدر الدخل النفطي الأساسي، بسبب التوقع أنه سيحتل مكانة متقدمة عالميًا في تجارة المرور الدولية، لأنه سيقلص الوقت والمسير في نقل البضائع والحاويات من أوروبا إلى الخليج وجنوب آسيا.
3ـ على الجانب الروسي سيمنح روسيا مدخلًا استراتيجيًا لمياه المحيط الهندي، وهو ما سيعزز النفوذ الروسي بين الدول التي تعمل على تقليل الاعتماد على خط قناة السويس المصرية، بسبب موجة الكساد العالمي التي أجبرت شركات النقل إلى البحث عن ممرات أوفر، فعلى سبيل المثال تعتزم الصين حث شركات الملاحة على استخدام “الممر الشمالي الغربي” عبر القطب الشمالي لتقليل الزمن الذي تستغرقه الرحلات البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ، حسب ما أفادت به صحيفة الصين اليومية الرسمية في وقت سابق.
ووفق التصورات المطروحة للمشروع، كما عرضها موقع “دنيا الوطن”:
المسار التقليدي: العبور من بحر الخزر من أوروبا عن طريق روسيا ثم بحر الخزر من الشمال – الجنوب، وصولًا إلى موانئ إيران في منطقة بحر الخزر أبرزهما مينائي أمير آباد وأنزلي، ومن ثم العبور من الأراضي الإيرانية عن طريق القطارات أو النقل البري وصولًا إلى بندر عباس من هناك إلى دول الجنوب والجنوب الشرقي لآسيا.
المسار الثاني: الغربي عن طريق العبور من غرب بحر الخزر، وتنقل الحمولة الأوروبية عن طريق روسيا أو من خلال المرور بالبحر الأسود وجورجيا، وصولًا إلى أذربيجان، وتدخل إيران من خلال معبر آستارا الحدودي، وهذا المسير من أوروبا إلى بندر عباس هو الأقل من حيث الزمن، من بين البدائل للربط بين أوروبا – الخليج – شبه القارة الهندية.
المسار الثالث: الشرقي عبر المرور من شرق بحر الخزرعن طريق روسيا مرورًا بتركمانستان وصولًا إلى إيران وينتهي إلى بندر عباس.
والمسارات المحتملة تلعب فيها إيران دورًا استراتيجيًا، لذا تسعى إيران للاشتراك في أحد أقوى المشاريع المقترحة للربط التجاري بين الصين وأوربا.
زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى تركيا. (وكالة انباء فارس)
بعد ان التقى ظريف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة التركية، اجتمع ظريف وأردوغان في المجمع الرئاسي لأكثر من ثلاث ساعات، ليُنبئ بأن العلاقة بين البلدين والتنسيق المشترك في القضايا الاقليمية، مقبل على مزيد من التقارب، لا سيما بعد موقف إيران من الانقلاب الفاشل، ومسارعتها إلى إدانة الانقلاب منذ ساعاته الأولى.
وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي أردوغان، والذي انعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في 9 أغسطس/آب الجاري، حيث يندرج هذان اللقاءان في إطار مراجعة شاملة تقوم بها تركيا لتحالفاتها السابقة، وإعادة صياغة تحالفاتها الدولية من جديد، وذلك في ظل المواقف التي اتخذتها الدول من الانقلاب الفاشل وصدمة تركيا من مواقف دول كانت تُعتبر حليفة على رأسها أمريكا والسعودية.
وقد أكدت مصادر دبلوماسية ايرانية أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف طرح على المسؤولين الأتراك فكرة عقد لقاء ثلاثي تركي-روسي– إيراني، من أجل مناقشة سبل تسوية الأزمة السورية، بما يحقق مصالح دول المنطقة. وهو ما يعني محاولة جذب تركيا إلى حلف جديد، يُعنى بحل الأزمة السورية، بعيداً عن الاصطفاف التركي السابق إلى جانب أمريكا والدول الخليجية التي لم تثبت حسن نواياها خلال الأحداث الأخيرة في تركيا، إلا أن مدى استجابة تركيا لهذا العرض ما تزال غير واضحة خاصة مع التعقيدات التي تحكم علاقتها مع أمريكا والغرب وحلف الناتو، لكن الشيء الثابت هو أن علاقة تركيا مع حلفائها السابقين لن تبقى كما كانت.
القاسم المشترك في الملف السوري يجعل من فكرة التحالف الثلاثي أقرب إلى التحقيق، وهو قضية وحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم، حيث تعتبر كل من إيران وروسيا وتركيا هذا الأمر خطاً أحمراً. فبالنسبة إلى تركيا فإن خيار التقسيم يعني أنها ستكون أمام دولة كردية على حدودها الجنوبية، مما يشجع المطالب الانفصالية لأكراد تركيا، وتجعل تركيا أمام نارين: إما التقسيم أو الحرب الأهلية. أما إيران فلديها موقف مبدأي من وحدة الأراضي السورية، ودعم دور سوريا في محور المقاومة. من ناحية أخرى تشكل مسألة محاربة الجماعات الارهابية في سوريا قاسماً مشتركاً آخر بين إيران وتركيا، خاصة مع التهديد الذي بدأ يشكله تنظيم داعش على الأمن التركي، والعمليات الارهابية التي استهدفت المدن والمطارات التركية.
واقتصادياً، علّق مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على ولايتي ان البلدان مقبلان على رفع مستوى التبادل التجاري ليصل إلى 30 مليار دولار سنوياً، وزيادة حجم استيراد الغاز الإيراني، ونقل الغاز الإيراني إلى أوروبا عبر تركيا، وغيرها من المشاريع الاقتصادية الحيوية للبلدين.
وهنا تأتي أهمية الإشارة إلى أن فرضية الاستدارة الكاملة لتركيا في تحالفاتها الدولية قد لا تكون بالأمر السهل، خاصة مع التعقيدات التي تحكم علاقة تركيا بالغرب وحلف الناتو، إلا أن تركيا اليوم تقف أمام فرصة تاريخية، للانعتاق من اليد الأمريكية، وترتيب تحالفات متينة مع جيرانها تسهم في استقرار المنطقة ككل، خاصة بعد ثبوت النفاق الأمريكي فيما يخص المصالح التركية، الذي تجلى في الموقف المشبوه من الانقلاب العسكري الفاشل.
ثالثاً: تطورات المشهد اليمني:
الحوثيون يسلمون “السلطة” لمجلس سياسي وكتل نيابية ترفض. (الجزيرة)
أقام الحوثيون في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء مراسم ما سموه تسليم واستلام السلطة بين اللجنة الثورية العليا للحوثيين والمجلس السياسي الأعلى الذي شكل مناصفة بينهم وبين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وكان من بين الحضور القائمين بأعمال سفيري روسيا وإيران، والسفير السوري ومندوبين عن الأمم المتحدة بالإضافة إلى مسؤولين يمنيين بينهم رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الأعلى.
وداخلياً، اعتبر البرلمان اليمني أن المجلس الرئاسي باطل وغير قانوني، ودولياً أعلنت روسيا على لسان القائم بأعمال السفير الروسي في صنعاء أوليغ دريموف تأييدها للمجلس السياسي، وفي المقابل أكد عبد العزيز جباري نائب رئيس الحكومة اليمنية أن حكومة بلاده لا تأخذ على محمل الجد تصريحات دريموف بالنظر إلى السياق والظروف التي أحاطت بتلك التصريحات. وأضاف جباري أن الخارجية اليمنية على تواصل دائم مع نظيرتها الروسية، وأن الحكومة الشرعية تتلقى كل الدعم من موسكو.
الموقف الروسي الأخير قد يكون صادماً لبعض الدول الخليجية، والتي كانت تؤيد قرارات الأمم المتحدة في حق اليمن، ليأتي هذا الموقف المفاجئ خاصة للمملكة العربية السعودية وحلفائها.
رابعاً: تطورات المشهد الاماراتي:
إيكونومست: الإمارات تسحب مستشاريها من مصر وتؤخر الدعم. (عربي21)
قالت مجلة “إيكونومست” البريطانية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة سحبت مستشاريها الذين كانت أرسلتهم إلى مصر لمعاونة نظام السيسي، بعدما “فقد الداعمون العرب الذين يقدمون المال للسيسي الصبر، على ما يبدو” بسبب قصور الحكومة المصرية.
وأوضحت “إيكونومست”، ان السبب الذي دعا الإمارات لسحب مستشاريها بالقول إن “المستشارين شعروا بالإحباط من البيروقراطية المتحجرة” في مصر، مشيرة إلى أن “القيادة المصرية، على ما يبدو، لا تريد النصيحة من الخليجيين المغرورين من أصحاب شبه الدول، الذين يتلاعبون بالمال مثل الأرز، كما قال السيسي ومساعدوه في أشرطة مسربة”.
خامساً: تطورات المشهد العراقي:
نوري المالكي: الحل الوحيد للسيطرة على السعودية بوضعها تحت الوصاية الدولية.(CNNالعربية)
اتهم نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، المملكة العربية السعودية بأنها “منبع الإرهاب” لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أخطأت التقديرات في سوريا ورضخت للضغط السعودي. وأكد على أن الرياض تدخلت في الشأن العراقي، مستندا على أدلة منها من خلال الاتصال مع مجاميع في العراق ومن خلال الاعلام المعادي الذي يستهدف العملية السياسية، هذا الى جانب الفتاوى التي صدرت ضد الحكومة العراقية والدعم المقدم للمجاميع الإرهابية على الحدود السورية عبر تركيا واليمن، إضافة الى شراء السلاح الليبي من قبل السعودية وتزويد مجموعات مسلحة.
وفي الملف السوري، قال المالكي: “الأمريكان كانت قراءتهم خاطئة، فهم كانوا يعتقدون أن سوريا ستسقط خلال شهر أو شهرين من بداية الحركة، وقال ان أمريكا كانت واقعة تحت الضغط السعودي وكانت أمريكا تستجيب للضغط السعودي لذلك استقبلت الطلب السعودي لإيجاد قرار من مجلس الامن لضرب سوريا، ولولا وقوف روسيا والصين واستخدامهم الفيتو.