fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 23 أبريل 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

­

تمهيد:

يتناول التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 14 و22 أبريل 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد السوري:

  • إسرائيل تستبق تقسيم سوريا بالتمسك بالجولان. (الجزيرة نت). حكومة «إسرائيل» اجتمعت في الجولان. ونتنياهو: سيبقى إلى الأبد تحت سيادتنا. (الوطن)

اعترافات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن سلاح الطيران الصهيوني قصف الأراضي السورية واللبنانية عشرات المرات، تحمل في طياتها رسائل إقليمية ودولية متعددة المعاني، مفادها ان الدور الصهيوني في سوريا لم يكن غائبا وأن لها حقوق فيها؛ لذا تدعو الدول الكبرى – أمريكا وروسيا – ان لا تتجاوز هذه المسالة. ومما يؤكد على ذلك هو زيارة نتنياهو للجولان وعقد اجتماع لحكومته، في ظل المساعي الدولية لإنجاح مباحثات السلام السورية بجنيف.

وهذا يؤكد، وفق نتنياهو، إن إسرائيل حسمت أمرها ولن تتنازل عن الجولان، وعلى العالم العربي قبول هذا الواقع بمصالحة مستقبلية، كما أن رسالة إسرائيل إلى بوتين هي أنه في هذه المرحلة التي يتم فيها التخطيط وإعادة ترسيم الحدود وتقسيم سوريا فإن على موسكو أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجية الأمنية لإسرائيل، ومنها البقاء في الجولان.

ويرجع تمسك دولة الكيان الصهيوني بالجولان للأسباب الأتية: يمثل الجولان عمقا امنيا استراتيجيا لدولة الكيان الصهيوني؛ خصوصا وان الجولان منطقة مرتفعة، ووجود الدروز بكثرة داخل الجولان والذين أصبحوا جزءا من المجتمع الصهيوني وقبولهم الدخول في التجنيد، واكتشاف طبقة سميكة من النفط هناك تصل إلى 350 متراً؛ هذه الطبقة تعتبر مخزون استراتيجي للدولة الصهيونية.

إن نتنياهو قد استشعر أن الدول العظمى تخطط على المدى البعيد لتقسيم سوريا، ولذلك قام ببعث رسالة إلى حليفه الاستراتيجي بوتين بشأن تمسكه بالجولان المحتل وإبقائه تحت السيطرة الإسرائيلية وانتزاع موقف دولي داعم لذلك.

ثانياً: تطورات المشهد الفلسطيني:

في ظل الحديث عن تراجع الحصار تدريجيا عن قطاع غزة خلال هذا العام في ظل الجهود التركية المبذولة في هذا الجانب؛ والتي تم تأكيدها من قبل بعض القيادات التركية، يبدو ان جولات التفاوض ما بين المقاومة ودولة الكيان الصهيوني قد بدأت بالفعل وبشكل ينذر أن هذه المفاوضات صعبه ومعقدة بين الجانبين.

ففي الوقت الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية بإرسال إشارات متباينة حول عدد الأسري الصهاينة لديها؛ بدأت إسرائيل تستشعر أن الثمن المطلوب كبير؛ وربما يصل إلى تبيض السجون، لذا من المتوقع ان تشهد الأيام القادمة جولات من التهديدات وربما تصل إلى حرب؛ ومن مؤشرات ذلك التصريحات الصهيونية بأن حركة حماس عززت وحدات النخبة لديها بآلاف المقاتلين الجدد الذين انضموا إليها بعد عملية “الجرف الصامد، والادعاءات الصهيونية بأن حماس تستخدم وسائل قتالية جديدة مثل براميل تحتوي على 250 كلغم من المتفجرات ووسائل طائرة غير مأهولة إضافة لزيادة مدى الصواريخ، وكذلك المناورات العسكرية الأضخم التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في كافة أنحاء قطاع غزة، وشاركت فيها كافة القوات إلى جانب الطواقم المدنية.

إلا أنه على الرغم من تنامي احتمالات اشتعال حرب في غزة إلا أن هناك العديد من الكوابح والجوامح لهذه الحرب، منها عدم رغبة حماس في إشكاليات جديدة تفاقم من الأوضاع الإنسانية في غزة والمتدهورة أصلا، وخشية دولة الاحتلال من اشتعال حرب يزداد على أثرها عدد الأسري الصهاينة خاصة في ظل وجود مؤشرات أن الأنفاق الفلسطينية قد وصل مداها إلى قلب التجمعات السكانية الصهيونية، ورغبة دولة الكيان الصهيوني أن الإجراءات المصرية بحق المقاومة الفلسطينية في غزة؛ ستجبرهم إلى الرضوخ وتقديم تنازلات بعيدا عن أي حرب.

ثالثاً: تطورات المشهد العراقي:

بعد أن وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، العاصمة العراقية بغداد، زادت التكهنات حول أسباب الزيارة المفاجئ؛ إلا أن المؤشرات الأولية تدل على أن الوزير الأميركي سيلتقي قادة العراق وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره العراقي خالد العبيدي، وخاصة في ظل الحركات الاحتجاجية لاتباع مقتدى الصدر ضد حكومة حيدر العبادي؛ مطالبين بحكومة تكنوقراط. بعد أن اعتصموا أمام وزارتي الثقافة والخارجية في بغداد.

كما أن كارتر سيبحث مع مسؤولي بغداد الحرب ضد تنظيم داعش وتقديم واشنطن المزيد من المساعدات العسكرية للحكومة العراقية في المرحلة المقبلة. خاصة وان القوات العراقية واصلت التقدم على داعش في محافظة الأنبار غربي البلاد؛ حيث استعادت قبل أيام مدينة هيت وتستعد لشن هجوم واسع على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، علما أن الهدف القادم للقوات العراقية هو مدينتي الرطبة (310 كم غرب الرمادي)، والفلوجة (40 كم شرق الرمادي).

خامساً: تطورات الأوضاع في الأردن:

  • الأردن يستدعي سفيره في إيران للتشاور متهما طهران بالتدخل في الشؤون العربية والخليجية. ( cnn العربية)

أسباب استدعاء السفير الأردني تناولها وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، بقوله إن الحكومة الأردنية كانت قد عبرت عن دعمها للاتفاق الدولي مع إيران حول ملفها النووي “بدافع الأمل” بأن يشكل الاتفاق “مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية-الإيرانية على أساس حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والعمل المشترك لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار لكن المواقف الإيرانية بعد الاتفاق “لا تنسجم” مع تلك الآمال، مضيفا أن الفترة الماضية شهدت “جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة.. في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة وعلى الأخص دول الخليج العربية”.

وربما يكون استدعاء السفير الأردني من إيران قد جاء بناء على طلب من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، واللتان كثفتا اتصالاتهم في الأيام السابقة بالأردن. كما لا يمكن تجاهل قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في إسطنبول والذي وجه إدانة واضحة لإيران لتدخلها في الشئون الداخلية للدول العربية.

سادساً: تطورات الوضع في السودان:

  • السودان تطالب مصر بالتفاوض المباشر حول “حلايب” وشلاتين” أو التحكيم الدولي. (وكالة الأناضول)

شجع تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، دولة السودان على المطالبة بمنطقة حلايب وشلاتين إما عبر المفاوضات أو من خلال التحكيم الدولي، إلا أن هناك مؤشرات تدفع لعدم الاستجابة للمطالب السودانية، في التوقيت الراهن وذلك للأسباب الآتية: لا تمتلك السودان ثقلا سياسيا إقليميا كالمملكة العربية السعودية لتشكل دعما لنظام السياسي الحالي في مصر، ولا تمتلك السودان قدرات اقتصادية مغريه تقدمها للنظام المصري على غرار ما قدمت المملكة العربية السعودية، كما أن اللجوء إلى التحكيم الدولي؛ امتثالا للقوانين والمواثيق الدولية. يتطلب أن تقبل الدولتان المتنازعتان اللجوء إليه، وهو الأمر الذي ترفضه مصر بشأن منطقة “حلايب وشلاتين”، هذا بجانب حالة الغضب في الشارع المصري، رفضًا لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع، والتي تنص على “حق” السعودية في ضم جزيرتي “صنافير” و”تيران” الواقعتين في البحر الأحمر إلى أراضيها.

سابعاً: تطورات الوضع في الكويت:

يرجع أسباب إضراب اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات وعلى لسان رئيس الاتحاد سيف القحطاني إلى الحفاظ على الرواتب والمزايا المالية لكافة العاملين بعد تناقل وسائل الإعلام الكويتية خبرا بتخفيض بعض المزايا للعاملين في قطاع البترول والصناعات البتروكيماوية. إضافة إلى المطالبة ” تكويت” القطاع. إلى جانب إقالة القيادات النفطية الحالية.

وقد أنهى عمال الصناعة النفطية في الكويت إضرابهم الشامل الذي بدأ الأحد (17 أبريل 2016) بعد وعود تلقوها بالاستجابة لمطالبهم، ونقل بيان لنقابة العمال أن ممثليهم بدأوا اجتماعات مع الحكومة لبحث التفاصيل، وأفاد مصدر نفطي بأن الإنتاج النفطي الكويتي يحتاج إلى 3 أيام ليعود إلى معدلاته الطبيعية وقدرت الخسائر بنحو 100 مليون دولار.

ولفّ الغموض تفاصيل قرار النقابة وقف الإضراب إذ قال ناطق باسم النقابة إنهم تلقوا اتصالاً من مكتب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تضمن وعداً بالاستجابة إلى مطالبهم، وأنهم قرروا وقف الإضراب «إكراماً لسمو الأمير والد الجميع»، غير أن وزير شؤون الديوان الأميري علي الجراح أصدر بياناً نفى فيه أي صلة لمكتب الأمير بموضوع الإضراب ودعا إلى «توخي الدقة والصدقية فيما ينشر».

وأعلن الناطق الرسمي باسم القطاع النفطي طلال الخالد «انتهاء إضراب القطاع النفطي وعودة عجلة العمل إلى طبيعتها»، وقال إن «الرجوع التدريجي إلى المعدلات الطبيعية قد يستغرق 3 أيام تقريباً لعودة الإنتاج إلى مستوياته السابقة عند 3 ملايين برميل يومياً».

وأشاد «بنجاح خطة الطوارئ التي انتهجها القطاع النفطي الكويتي والتي هدفت إلى تأمين التزامات مؤسسة البترول محلياً وعالمياً من خلال تزويد السوق بالمنتجات النفطية من دون انقطاع وتغذية محطات الكهرباء والماء والوفاء بالتعاقدات».

ثامناً: تطورات الأوضاع في سوريا:

اتهم وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف وفد النظام بالتعنت ورفض نقاش مصير الرئيس بشار الأسد؛ لذا دعا كبير مفاوضي المعارضة الفصائل إلى الرد على انتهاك الهدنة، وقال كبير مفاوضي المعارضة “محمد علوش” إنه “لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل”، مضيفا “موضوع بشار الأسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقا في المرحلة الانتقالية”، وترجع دعوة قوى المعارضة الفصائل بالرد للأسباب الأتية: انتهاكات النظام السوري للهدنة وسعيها لاستعادة السيطرة على مزيد من الأراضي، ورفض المعارضة السورية مواصلة المفاوضات المنعقدة في جنيف إلى ما لا نهاية.

————————————–

الهامش

(1) طرد العمالة الأجنبية في قطاع البترول والبتروكيماوية والعاملين في الكويت.

(2) حمد الجاسر، انتهاء إضراب النفط، صحيفة الحياة، لندن، عدد 21 أبريل 2016، الرابط

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close