يتناول هذا العدد من التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 24-31 أغسطس 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: تطورات المشهد الفلسطيني:
1ـ خارطة طريق “مصرية-أردنية-سعودية إماراتية” للقضية الفلسطينية ( دنيا الوطن)
هناك تحرك مصري أردني سعودي إماراتي تجاه حل القضايا العالقة في الداخل الفلسطيني وصولاً لعقد مؤتمر دولي للسلام للضغط على اسرائيل للقبول بمبادرة السلام العربية “التي سيتم تعديلها”.ويتضح ذلك من خلال الاجتماعات المكثفة والتي عُقدت في الآونة الأخيرة على مستوى (الأمن -المخابرات) للدول صاحبة خارطة الطريق التي أسّست لها مصر وصاغتها مصر -الأردن -الإمارات والمملكة العربية السعودية وبالتنسيق مع بعض القنوات القطرية.
وفي التفاصيل فإن عقد الانتخابات البلدية المُزمع إجراؤها في الثامن من أكتوبر للعام الجاري سيسبقها مصالحة فتحاوية داخلية وعودة دحلان لحركة فتح مقابل تنازله عن عضويته في اللجنة المركزية. مع تنقية الخلافات بين طرفي فتح دحلان وعباس من خلال عودة رواتب المفصولين. وما يعزز ذلك ما صدر مؤخرا من اللجنة المركزية لحركة فتح رحبت فيه بالمصالحة الفتحاوية الداخلية.
والهدف من اتمام المصالحة الفتحاوية الداخلية هو تقوية فتح أولا، ثم تحقيق مصالحة حمساوية فتحاوية داخلية ثانيا، اما أخيرا البدء بجهود عربية دولية من خلال جامعة الدول العربية والتحركات الديبلوماسية استناداً إلى مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية الاخيرة للضغط على اسرائيل للموافقة على اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وفي حال إقرار خارطة الطريق العربية فلسطينياً، فإن هناك عدد من التداعيات المتوقعة:
(أ) في حال توحد حركة فتح فإن ذلك سوف يعزز من زيادة فرصة فتح في الفوز بمجالس البلديات.
(ب) سوف تشهد الأيام القادمة ضغوطا لحماس بهدف تقبلها احياء العملية السلمية الفلسطينية الصهيونية، وهذا قد يعرض غزة لحرب في حال رفضت حماس هذه الجهود.
(ج) على المنظور القريب قد تسير الأوضاع كما هو مخطط ولكن، على المنظور المتوسط والبعيد من المتوقع أن ينقلب دحلان على هذا الاتفاق والذي ينص على تنازله عن عضوية اللجنة المركزية وهذا يعني عدم مقدرته لترشح لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية.
ثانياً: تطورات المشهد الايراني:
1ـ إيران تعتقل عضوا في وفدها النووي المفاوض بتهمة التجسس. (معا)
اعتقل الامن الايراني، عضواً في الوفد الذي أجري المفاوضات المتعلقة بالملف النووي بتهمة التجسس، وفقا لما أعلنه الناطق بلسان النيابة العامة الايرانية محسني حجي.وقال حجي: “تم إطلاق سراح المتهم بكفالة بعد اعتقال استمر عدة أيام لكنه لا زال خاضعا للتحقيق”.ووصف الناطق بلسان النيابة العامة الإيرانية، عضو الوفد الذي امتنع عن ذكر اسمه بـ”الجاسوس الأجنبي الذي نجح باختراق الوفد النووي”.
هذا الاعلان فسره البعض بأن هناك مخططاً إيرانياً لتطوير المفاعل النووي أو بناء مفاعل نووي جديد، أو أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول التنصل من الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران بعد العثور على أدلة تثبيت عدم التزام إيران بالاتفاق.
2ـ أفغانستان تعتقل ممثل خامنئي. مُجنّد المقاتلين لسوريا.( العربية)
اعتقل الأمن الأفغاني المسؤول عن توزيع “شهرية” المرشد الإيراني لطلاب الحوزة العلمية والعضو في هيئة الإشراف على حوزة “هرات” الشيعية، قربان غلامبور.بتهمة قيامه بإرسال ميليشيات أفغانية شيعية للقتال في سوريا بالتنسيق مع السلطات الإيرانية، دفاعا عن نظام الأسد.هذا الاعتقال جاء بعد اعلان إيران عن وجود لواء “فاطميون” هي ميليشیات أفغانیة شيعية تشكلت في عام 2014 لقتال المعارضة السورية، يتم تمويلها وتدريبها من قبل الحرس الثوري الإيراني. وقد بررت أفغانستان الاعتقال بقولها، ان سلوكيات إيران الرامية إلى تجنيد شيعة أفغان يهدف إلى تقسيم النسيج الاجتماعي في أفغانستان وتعزيز الطائفية.
وقد يكون قرار الاعتقال بطلب امريكي صهيوني، بعد ان أعلنت إيران ان المليشيات الشيعية تهدف للقضاء على دولة الكيان الصهيوني في غضون 20 عام. كما لا يستبعد أن يكون للسعودية دورا في هذا الموقف الافغاني خاصة وأن السعودية تخشي أن توجه المليشيات الشيعية مستقبلا صوب السعودية.
3ـ طهران تتهم السعودية بتسليح ودعم مليشيات سنية بإيران. ( عربي 21)
اتهم وزير الاستخبارات الإيراني السعودية بدعم وتسليح الشعب “البلوشي” السني بإيران، وذلك عبر جهاز الاستخبارات السعودية بعد ان شكلت 12 خلية ومجموعة مسلحة بلوشية في إقليم بلوشستان السني لتنفيذ عملياتها العسكرية داخل إيران. واشارت إيران ان كل خلية تتكون من 10 اشخاص فقط حتى يصعب على أجهزة الأمن الإيرانية كشفهم أو اعتقال جميع منتسبي وأعضاء الخلايا والمجاميع المسلحة التي تدعمها السعودية و”إن كل مجموعة تحصل على 500 ألف دولار أمريكي مقابل كل عملية مسلحة تنفذها داخل الأراضي الإيرانية.”كما يحصل كل عضو على راتب شهري ما بين 2000-3000 دولار امريكي.
هذا التقرير الاستخباراتي الإيراني يفهم في ضوءه عده قضايا أهمها: محاولة إيرانية لتبرير تشكيلها ميلشيا شيعية من عدة دول إقليمية، أو محاولة سعودية للرد على قيام إيران بتشكيل مليشيا شيعية، إضافة إلى تدخلها في ملفي اليمن وسوريا، وقد يقدم لنا هذا التقرير تفسير الضغوط التي تعرض لها السفير السعودي ثامر السبهان في بغداد.
4ـ إيران سوف تبدأ بناء مفاعلين نوويين جديدين ( تايمز اوف إسرائيل)
قالت إيران انها سوف تبدأ قريبا ببناء مفاعلين نوويين في البلاد، ضمن اتفاق مع روسيا تم الاعلان عنه قبل عامين اسمه “بوشهر المرحلة الثانية”.وسوف يتم بناء المفاعلين الجديدين في مدينة بوشهر الساحلية في جنوب إيران، إضافة إلى محطة توليد الكهرباء العاملة. وقد تم انهاء المفاعل، الذي بنته روسيا، عام 2011.وقال الناطق باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية أنه تم تخصيص استثمار أموال بقيمة حوالي 10 مليار دولار، بأمر من الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ثالثاً: تطورات المشهد اليمني:
1ـ كيري يعلن إطلاق مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية (روسيا اليوم)
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عقب لقائه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في جدة، عن إطلاق مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية.الخطة الجديدة تقضي بسحب الحوثيين لأسلحتهم من العاصمة صنعاء، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدا أنه لا حل عسكري للأزمة التي تشهدها البلاد.مع السماح للحوثين فرصة المشاركة في حكم البلاد، وقال كيري في الوقت نفسه أنهم يشكلون “أقلية” في اليمنوقد حذر كيري الحوثيين في حال رفضهم للخطة الجديدة سيعرضهم لإجراءات دولية مناسبة.
خطة كيري قد تزيد من حدة المشكلة اليمنية ولم تؤدي إلى حلول، وذلك بسبب اصطفافه إلى جانب السعودية وتبني موقفها بشكل تام. وقد يفهم الموقف الأمريكي بأنه محاولة أمريكية للعودة إلى المنطقة الخليجية من جديد بعد أن أهملتها في الفترة السابقة خاصة بعد تنامي دور روسيا في المنطقة الإقليمية. كما يفهم التدخل الأمريكي في قضية اليمن كرد فعل على قيام القائم بأعمال السفارة الروسية في اليمن بحضور جلسة تكليف المجلس الرئاسي في اليمن.
2ـ وفد حوثي ببغداد لحشد الدعم لمجلسهم السياسي. (الجزيرة)
ذكرت مصادر برلمانية عراقية أن وفداً من الحوثيين، برئاسة محمد عبد السلام، وصل إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء لقاءات مع مسؤولين عراقيين، بينهم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.وذلك في إطار جولة تشمل لبنان وإيران، وتستهدف حشد الدعم لما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى، الذي شكله مؤخرا الحوثيون مع حزب المؤتمر الشعبي/جناح الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لإدارة شؤون اليمن.
رابعاً: تطورات المشهد السوري:
1ـ طائرات اسرائيلية تقصف أهداف تابعة لحزب الله في سوريا. ( تايمز اوف إسرائيل)
قامت طائرات حربية اسرائيلية بقصف اهداف تابعة لتنظيم حزب الله اللبناني في جبال القلمون على الحدود السورية اللبنانية، وتعتبر جبال القلمون معقل هام لحزب الله، يصل بين دمشق وشرق لبنان، ويشتبه انه يتم استخدامه كمسلك لنقل الاسلحة بين النظام السوري وحزب الله، الذي يقاتل إلى جانب قوات الرئيس بشار الاسد.
المنطق الصهيوني لهذه الغارات يفيد ان قيام طائرات الكيان الصهيوني بقصف القافلة التابعة لحرب الله يرجع إلى عدة احتمالات: أن هناك قافلة أسلحة نوعية منتقلة من سوريا إلى لبنان وبالتالي تشكل خطر على الكيان الصهيوني، أو أن هناك أسلحة من لبنان إلى سوريا ولكن سيتم وضعها قرب الحدود السورية الصهيونية وهذا ما ترفضه الأخيرة بكل تأكيد.
2ـ لافروف وكيري في جنيف لاتخاذ موقف مشترك من الأزمة السورية. ( روسيا اليوم)
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري لبحث سبل تسوية الأزمة السورية.ومن المتوقع أن يسفر لقاء لافروف وكيري عن التوصل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول التنسيق العسكري في سوريا، علما أن هذا اللقاء قد سبقه عدد من الاجتماعات بين خبراء عسكريين روس وأمريكيين.وأكد كيري في وقت سابق أن المفاوضات في هذا الشأن “تقترب من نهايتها”.
ومن الاحتمالات المتوقعة حال تم هذا التنسيث، تخلى أمريكا عن الاكراد مؤقتاً لصالح حليفتها التركية التي تحاول إرضائها بعد الخلافات الأخيرة والمتعلقة بقضية جولن وانقلاب 15 تموز، ومحاولة وضع خطة جديدة لمستقبل سوريا والتي من المتوقع قبول وجود الأسد لفترة انتقالية، أو انسحاب أمريكا وروسيا من المشهد السوري وترك تركيا في المستنقع السوري إلى جانب بعض الدول الإقليمية كإيران.
3ـ إسلام علوش: طبيعة العلاقة مع إسرائيل سيحددها شعب سوريا.( عربي 21)
قال إسلام علوش الناطق باسم “جيش الإسلام”، أحد فصائل المعارضة المسلحة السورية، إن الشعب السوري هو الذي سيقرر في إجراء اتفاق سلام بين سوريا والاحتلال الصهيوني من عدمه.
خامساً: تطورات المشهد العراقي:
بغداد تطلب من الرياض استبدال السفير السعودي ثامر السبهان ( روسيا اليوم)
طالبت وزارة الخارجية العراقية نظيرتها السعودية باستبدال السفير السعودي في العراق ثامر السبهان، بعد اتهامه بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي. وقد برر السفير السعودي رغبة العراق بقوله ان حياته في خطر وان الرغبة الحقيقية في مغادرة العراق تعود إلى إيران. وربما تعود رغبة إيران والعراق في استبدال السفير السعودي إلى وقوفه في تشكيل كتائب وميلشيا سنية في إيران بهدف توجيه ضربات عسكرية ضد النظام الإيراني، كما نوهت بعض وسائل الاعلام الإيرانية.
سادساً: تطورات المشهد المغربي:
“بان كي مون” يحث المغرب و”البوليساريو” إلى “وقف أي عمل يغير الوضع القائم” (الاناضول)
شهدت العلاقات المغربية مع جبهة البوليساريو توترا كبيراً بعد نشر وحدات مسلحة تابعة لكل من المغرب والبوليساريو على مسافة قريبة من بعضهما قرب الحدود الموريتانية، وقيام المغرب برصف محور طرق بمنطقة في أقصى جنوب إقليم الصحراء، قرب حدود موريتانيا، بهدف ما قالت أنه “الحد من الأنشطة غير القانونية التي تشهدها المنطقة، وتسهيل العملية التجارية بين البلدين”، وذلك بعد أيام من اتهامات جبهة “البوليساريو” للرباط بالقيام بتحركات عسكرية بالمنطقة.
