
تطورات المشهد التركي 11 أبريل 2016
يتناول هذا التقرير تطورات المشهد التركي خلال الفترة من 5 إلى 10 أبريل 2016، عبر ثلاث مستويات أساسية: تطورات السياسة الداخلية التركية، تطورات السياسة الخارجية التركية، تطورات العلاقات التركية المصرية، وذلك
أولاً: حدث الأسبوع ـ أرمينيا وأذربيجان:
يأتي التصعيد على الجبهة الأذربيجانية هو الأهم بالنسبة للمشهد التركي هذا الأسبوع؛ حيث إن أذربيجان تعد أحد أهم حلفاء الدولة التركية في المنطقة الواقعة إلى شمال شرق البلاد وتنتمي كذلك إلى العالم الناطق بالتركية، وتربطها مصالح ممتدة مع أنقرة فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية والاقتصادية والعسكرية.
كما أن ذلك التصعيد يأتي في إطار أوسع وهو الحروب في المنطقة والمناوشات بين الجانبين التركي والروسي، فيما رأى مراقبون أن إشعال تلك الجبهة يأتي لضرب تركيا بالأساس وسحبها بعيدًا عن الساحة السورية وشغلها بصراع جديد في أذربيجان، التي تعد تركيا حليفها الأول ومن ثم ضرب النفوذ التركي في القوقاز، فيما صرح السفير الإيراني السابق لدى أذربيجان، أفشار سليماني، إن روسيا قامت بتوطين أرمن سوريين، وأعضاء من منظمة “بي كا كا” في إقليم “قره باخ” (الأذري الذي تحتله أرمينيا)، بهدف استخدامهم ضد تركيا1، وأدى ذلك التصعيد إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين، وأشعل المنطقة المجاورة للحدود التركية والإيرانية.
ومن ناحيته قال الرئيس التركي رجب أردوغان “نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة”، مؤكّدا “سندعم أذربيجان حتى النهاية”، وأكّد وزير الخارجية جاويش أوغلو وقوف بلاده الدائم إلى جانب أذربيجان الشقيقة، مشيدا بمواقفها الداعمة لتركيا، مضيفا “هناك استفزازات مستمرة على الحدود، ومن الطبيعي أن تطبّق أذربيجان قواعد الاشتباك”، وانتقد الصمت حيال مواصلة أرمينيا احتلالها لـ 7 مناطق أذربيجانية، رغم وجود قرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي بهذا الصدد2.
وبالرغم من الانحياز الروسي للأرمن في ذلك الصراع لأسباب دينية وسياسية وثقافية، وكذلك لوجود قاعدة عسكرية روسية كبيرة بمنطقة غومري الأرمينية (الجزيرة.نت)؛ إلا أن روسيا تستثمر في ذلك الصراع بتصدير السلاح إلى الطرفين المتنازعين3.
وهي بذلك تستفيد اقتصاديًا وتروج لسلاحها في الوقت الذي تضرب فيه النفوذ التركي في الإقليم، وتحاول أن تتخطى تركيا في أية ترتيبات لنقل الغاز والنفط من إيران وأذربيجان إلى أوروبا، عن طريق عدة مقترحات مثل ممر النقل الدولي (شمال – جنوب)، والذي يبدأ من الهند ويمر بإيران عبر أذربيجان ثم ينتقل شمالاً إلى روسيا ثم دول البلطيق، وفي إطار تعزيز العلاقات الإيرانية الروسية يبحث الجانبان أيضًا عمل قناة ملاحية تمر من الخليج العربي عبر إيران وصولاً إلى بحر قزوين ومن ثم تصل السفن إلى الأراضي الروسية4.
أما إيران فهي تدعم أرمينيا، ضد أذربيجان المسلمة الشيعية، بسبب العلاقات السيئة بين أرمينيا وتركيا للخلاف حول مذابح الأرمن التي تطالب أرمينيا بتعريفها على أنها إبادة جماعية قامت بها الدولة العثمانية عام 1915، ومن جهة أخرى بسبب العلاقة القوية التي تربط تركيا بأذربيجان وكذلك لأسباب اقتصادية فأرمينيا تشتري كل احتياجاتها من النفط من إيران (تركيا بوست).
كما تنافس إسرائيل تركيا في علاقتها مع أذربيجان؛ حيث ترتبط إسرائيل بـ”تحالف استراتيجي” يمتد لسنوات مع أذربيجان، فهي قريبة لإيران وفي عداء معها لانحياز طهران إلى أرمينيا لضرب تركيا من ناحية وكذلك لتصدير النفط والغاز لها من ناحية أخرى، لذلك تعتبر إسرائيل أذربيجان ذات أهمية استراتيجية لها، كما أن أذربيجان تمل مورد النفط الرئيسي لتل أبيب، كما أصبحت إسرائيل مورد السلاح الرئيسي لباكو، ووفقا لتقارير مختلفة باعت إسرائيل لأذربيجان خلال السنوات الأربعة الماضية أسلحة تصل قيمتها نحو 5 مليار دولار (مصر العربية).
في حين أن تركيا من الدول الصاعدة في تصنيع وتصدير السلاح، وصنعت أولى طائراتها المسلحة بدون طيار، لتصبح سادس دولة تصل إلى تلك التقنية على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تنافس إسرائيل في مجال الطيارات بدون طيارت لتحصل على حصتها من ذلك السوق المربح اقتصاديًا؛ ولا تزال أذربيجان تستخدم طائرات إسرائيلية بدون طيار وقصفت بها تجمعًا للقوات الأرمينية في الإقليم المتنازع عليه، وهي طائرة من طراز (هاروب) مسلحة بقنابل قادرة على تنفيذ هجمات انتحارية (الحياة).
لذلك فإن اللعبة الجيواستراتيجية في الإقليم تهدف بالأساس إلى ضرب النفوذ التركي وتخطيه في أية ترتيبات اقتصادية، أو دخوله باعتبار منافس للسلاح للدول المصدرة له، وتقليص الدور الاستراتيجي لتركيا التي تهدف إلى جعل أراضيها معبرًا لمختلف الأنابيب التي تمر من الشرق إلى أوروبا لتحقيق مصلحة متبادلة بين تلك الدول، وفي هذا الإطار يأتي إشعال المعارك في إقليم ناجورنو قرة باغ مرة ثانية؛ حيث إن خط أنابيب (باكو – تبليسي ـ جيهان) يمكن أن يصبح رهينة لدى الأرمن5، لذلك من الواضح أن النفوذ التركي المتزايد في الإقليم أدى إلى إزعاج عدة دول ربما لا ترتبط بصورة مباشرة ببعضها البعض، مثل إيران وروسيا وإسرائيل وأرمينيا والنظام السوري وحزب الله والنظام المصري الحالي؛ حيث يعمل الجميع على تقليص النفوذ التركي في المنطقة وعدم عودة أنقرة للعب دور محوري في السياسات الإقليمية مرة ثانية.
ثانياً: تطورات المشهد الداخلي:
جاءت أهم عناوين التطورات الداخلية، خلال الفترة التي يتناولها التقرير على النحو التالي:
ـ أردوغان: عازمون على اتخاذ كافة التدابير ضد الإرهاب بما في ذلك إسقاط الجنسية عن أنصاره (الأناضول).
ـ داود أوغلو: مطار ديار بكر سيصبح مطارا دوليا (تي آر تي).
ـ الاقتصاد التركي يفاجئ الجميع ويحقق رقما قياسي جديد (تركيا العربية).
ـ إعلان حظر تجول في بلدة سلوبي جنوبي شرق تركيا مع تجدد الاشتباكات (أخبار العالم).
ـ أنقرة: نتخذ كافة الخطوات اللازمة من أجل تحسين ظروف عيش السوريين (تركيا الآن).
ـ شركة تركية تنتج طائرات من دون طيار بصواريخها (الأناضول).
تستمر تركيا في خوضها لحرب ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني بعد أن طفت قضية الأكراد مرة ثانية على سطح أوليات الدولة التركية، وهدد أردوغان بأنه سيتخذ كافة التدابير لتقويض الإرهاب بما في ذلك إسقاط الجنسية عن أنصاره، وذلك لمن يشتبه في انضمامه لأي من التنظيمات التي تصنفها تركيا على أنها تنظيمات إرهابية، سواء تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم “بي كا كا”، كما أعلن الجيش التركي حظر التجوال في مدين سلوبي جنوب شرقي البلاد مع تجدد الاشتباكات، وذلك في إطار إعلان حظر التجوال في عدة مدن في المنطقة.
يأتي ذلك تزامنًا مع إعلان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأن مطار ديار بكر سيصبح مطارًا دوليًا، في إشارة لعزم حكومة العدالة والتنمية على الإيفاء بوعودها بإيصال التنمية إلى المناطق المهمشة في جنوب شرق تركيا، وقال أن مطار ديار بكر ستكون به رحلات إلى أربيل العراقية وإلى جزيرة قبرص، كما أكد أن الحكومة ستقدم مساكن مجانية لأصحاب البيوت العشوائية، وستبني مدينة حضارية متقدمة في منطقة سور بالمحافظة على شكلها المعماري العريق، كما شدد في خطابه في اجتماع كتلة العدالة والتنمية بالبرلمان التركي على وحدة الشعب التركي وتلاحم معظم الأكراد مع الحكومة التركية في صراعه بما وصفه بالإرهاب وقال أن “ركيا لن تستسلم للإرهاب وستعيد بناء ما دمر، وأنها لا تخشى الإرهابيين ولا تخافهم بل تقاومهم وتقضي عليهم وتمضى في طريقها نحو أهدافها، مضيفاً “سنعيش مع كل مواطنينا معًا ونتشارك حاضر ومستقبل وطننا سويا ولن نتراجع عن وحدتنا واخوتنا” وقال أن الحكومة حريصة على توفير كل من الأمن والرفاهية للشعب التركي وهو ما نفذته حكومة العدالة والتنمية منذ وصولها إلى الحكم في البلاد.
وعلى المسارات العسكرية أصبحت تركيا سادس دولة تنتج طائرات بدون طيار مسلحة بصواريخ، وذلك بإنتاج شرك تركية لتلك النوعي من الطائرات القادرة على التحليق لمسافة 4 آلاف كيلو متر، بارتفاع 22 ألف قدم، وبإمكانها رصد كافة التحركات الحاصلة على الأرض من هذه المسافة، وبدقة عالية، وتستطيع البقاء لمدة 24 ساعة في الجو. وقال مدير الشركة التركية المصنعة للطائرة أن “طائرات (بيرقدار التكتيكية بلوك 2) تستخدم في مجال مكافحة الإرهاب، وتعدّ الوسيلة الأساسية لجمع المعلومات لصالح القوات التركية”، لافتاً إلى أهمية هذه الطائرات، في بيئة الحروب “غير المتناظرة” ( التي تجري بين جيش نظامي وجماعات مسلحة).
وعلى الجانب الاقتصادي حقق الاقتصاد التركي مفاجأة غير متوقعة حيث وصل في الربع الأول من هذا العام إلى نمو مقدر بـ 5.7 بالمئة بالرغم من الظروف التي تمر بها إقليميا وداخليًا، وبذلك تكون تركيا في المرتبة الرابعة بين دول مجموعة العشرين، فيما تتقدم بمعدل النمو على 23 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، كما وصل معدل دخل الفرد في تركيا إلى 25 ألف و130 ليرة تركية.
ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية التركية:
جاءت أهم عناوين التطورات الخارجية، خلال الفترة التي يتناولها التقرير على النحو التالي:
ـ المعارضة السورية تسقط طائرة حربية في حلب (الأناضول).
ـ داود أوغلو يؤكد تضامن تركيا مع أذربيجان في مواجهة العدوان الأرميني (يني شفق).
ـ جاويش أوغلو ينتقد وسائل إعلام إيرانية لنشرها أخبارًا غير صحيحة عن أردوغان (الأناضول).
ـ تركيا توفر مياه صالحة للشرب لـ 9 مليون مواطن في أفريقيا (يني شفق).
ـ سفير تركيا : ” ي ب ك” يمارس نشاطه في التشيك تحت ستار جمعية (أخبار تركيا).
ـ أردوغان: عدم وجود دولة مسلمة دائمة العضوية بمجلس الأمن أمر غير عادل (الأناضول).
ـ اجتماع تركي إسرائيلي لتحسين العلاقات بين الطرفين (يني شفق).
ـ مقاتلات تركية تغير على معاقل “PKK” الإرهابي شمالي العراق (تي آر تي).
ـ طيران التحالف يدمر مبنى القنصلية التركية في الموصل (بي بي سي)
ـ جاويش أوغلو: بالإمكان توجيه “الجيش الحر” إلى مناطق “داعش” بدلاً من قواتنا (الأناضول).
دلالات التطورات:
صرح سفير تركيا بدولة التشيك أن تنظيم “ي ب ك” التابع لتنظيم “بي واي دي” الكردي يمارس نشاطه في البلاد تحت ستار جمعية مجتمع مدني، ولكنه أضاف أن السلطات التشيكية سوف تتابع أعمال التنظيم والتأكد من عدم قيامه بأي أنشطة غير قانونية، ويأتي ذلك في إطار استخدام تركيا لوسائلها الدبلوماسية لاحتواء التنظيمات الكردية في الخارج، وذلك لمنعها لاستخدام تلك الدول كمنصة إطلاق انتقادات للدولة التركية.
وفي إطار تصعيدها للحرب ضد تنظيم “بي كا كا” الذي تعتبره الحكومة التركية إرهابيًا، شنت الطائرات الحربية التركية هجمات على معاقل التنظيم في جبال قنديل شمال العراق ودمرت عدة منشآت ومخازن أسلحة، هذا بالإضافة إلى قيام طيران التحالف بتدمير مبنى القنصلي التركية في الموصل، بعد ورود معلومات بأن تنظيم الدولة الإسلامية يتخذه مقرًا له، في حين استطاعت المعارضة السورية المدعومة تركيًا من إسقاط طائرة حربية تابعة للنظام السوري في حلب من طراز سوخوي 22 وذلك بالمضادات الأرضية الثقيلة وليس بسلاح مضاد للطائرات، كما أسرت قوات المعارضة الطيار التابع للنظام بعدما سقط بمظلته في جنوب حلب.
وكانت الخارجية التركية، أعلنت في بيان أن وفدا تركياً التقى في لندن، آخر إسرائيلي، وأن اللقاء أحرز تقدما فيما يتعلق بالصيغة النهائية لنص اتفاق يرمي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، التي تدهورت على خلفية حادثة السفينة “مرمرة الزرقاء” عام 2010.
وفيما يتعلق بالصراع بين أذربيجان وأرمينيا، أشار رئيس الوزراء التركي، أن سقوط أي شهيد من الأذريين يعتبر بمثابة سقوط شهيد تركي، مؤكدًا دعم تركيا شعبًا وحكومةً لحق أذربيجان المشروع في استعادة كافة أراضيها المحتلة، في تأكيد واضح على امتداد دائرة الاهتمام التركية لتشمل العالم التركي ودوله الناطقة بالتركية، بتأكيده على أن سقوط شهيد أذري يعتبر بمثابة سقوط شهيد تركي، وهي التأكيدات التي يستمر أوغلو في الإشارة إليها في الصراعات في مناطق النفوذ السابقة للخلافة العثمانية في القوقاز والبلقان والشام وفلسطين وغيرها.
وفيما يتعلق بالتدخل العسكري التركي في سوريا إذا ما تطور الصراع قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه “بدلًا من دخول جيشنا للأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد، التي توقفت فيها الاشتباكات، إلى أخرى خاضة لسيطرة تنظيم داعش، الإرهابي”، وهي إشارة واضحة إلى عدم نية تركيا الغوص في المستنقع السوري بقوات تركية، فيما يبدو أن خيار عسكري استراتيجي حتى الآن بعدم إدخال الجيش التركي في أية صراعات خارج حدود البلاد لكي لا يؤثر ذلك على الاقتصاد والوضع الداخلي الذي يشهد شبه حالة حرب في المناطق الجنوبية الشرقية بإعلان حظر التجوال في عدد من المحافظات في تلك المنطقة.
رابعاً: تطورات العلاقات التركية المصرية:
قال الصحفي المصري عبد الله السناوي أن السيسي يمكن أن يحضر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي بتركيا، شريطة ضمان عدم وقوع تظاهرات ضده، وأضاف: “هناك جهود سعودية حثيثة لعقد مصالحة مصرية تركية، وأكد أن السيسي لديه رغبة في التصالح مع تركيا (مباشر مصر)، وقال أننا قد نفاجأ بالسيسي في تركيا قريبًا (الوفد). ومن المعروف أن السناوي من أحد المقربين من السيسي وحضر لقاء المثقفين الأخير في 22 مارس الماضي (المصريون)، وكثيرًا ما ينقل عنه معلومات أو تصريحات مباشرة مثل نقله سماح السيسي بعودة طارق عبد الجابر إلى مصر (إنفراد)، بالرغم من تقديمه لنصائح “لاذعة” في بعض الأحيان (مصراوي)، بل وصفه بالفشل في عدة ملفات (عربي 21).
لكن تصريحه السابق باحتمالية حضور السيسي لقمة المؤتمر الإسلامي بتركيا يعد نقطة محورية في مسيرة التوتر في العلاقات بين الجانبين بعد انقلاب الثالث من يوليو.
ومن ناحية أخرى قال الباحث التركي محمد زاهد جول (المقرب من دوائر حزب العدالة والتنمية التركي) في حوار مع جريدة الشرق القطرية أن “الحكومة التركية تشترط إعادة الحقوق المدنية لكل من تم سجنهم لمجرد كونهم منتخبين من الشعب المصري، سواء كانوا من الإخوان المسلمين أو من غيرهم” (الشرق)، وهو ما قد يفيد باحتمالية تخفيف حدة التوتر المصرية التركية في حال ما أفرجت السلطات المصرية عن المعتقلين الرافضين للانقلاب في مصر مقابل حضور السيسي لقمة المؤتمر الإسلامي، وتطبيع مرحلي للعلاقات ما بين الجانبين.
وفي إطار زيارة الملك سلمان للقاهرة ثم انتقاله للمحطة التالية تركيا، دارت تكهنات أن الملك جاء لعقد وساطة بين الجانبين المصري والتركي، وعقد صفقة تشتمل على إطلاق سراح السجناء في السجون المصرية من رافضي الانقلاب العسكري، وأن ذلك هو ثمن تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا مرة ثانية، وذلك لترميم العلاقات داخل منظمة التعاون الإسلامي التي من المقرر أن تنتقل رئاستها من مصر إلى تركيا، وكذلك للتعاون في مختلف ملفات الإقليم برعاية سعودية ترى ضرورة التحالف ضد الخطر الإيراني.
وقد صرح اللواء السعودى المتقاعد الدكتور أنور ماجد عشقى أن “الملك سليمان يريد أن يصطحب معه الرئيس السيسى إلى مؤتمر القمة الإسلامية فى أنقرة، فلا بد أن يذهب الرئيس «السيسى» إلى هناك لأنه رئيس مؤتمر القمة، وسيسلم الرئاسة إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولا بد أن يحضر الاجتماع.
وأكد عشقي” “هناك خلاف كبير بين أنقرة والقاهرة ولا يتعلق الأمر فقط بحضور مؤتمر القمة، ولكن فى الفترة الأخيرة خفتت حدة الخلاف وبدأت تركيا ترسل إشارات إيجابية فى هذا المجال، كما أن أنقرة تستطيع أيضاً بحكم علاقاتها مع الإخوان أن تخفف من الوضع بين قيادات التنظيم ومصر، وأنا على يقين بأن الإخوان لا يرغبون فى أن تصاب مصر بأذى، وأن مصر أيضاً لا تريد أن يكون هناك إقصاء لأحد التيارات أو لبعض الجماعات، ولكن كل من قام بعمل عنف لا بد أن يقدم للمحاكمة ويحكم عليه ويلقى جزاء ما فعله، والرياض لا ترى شراً فى «الإخوان» وستصل لحل وسط معهم”6.
————————————