fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 17 أغسطس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد التركي في الفترة من 9 إلى 15 أغسطس، والتي جاءت أهم أحداثها كالتالي:

أولاً: حدث الأسبوع: التقارب الروسي التركي وأثره على سوريا

في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا في التاسع من أغسطس الجاري، جرت عدة لقاءات على مستوى قادة الجيشين التركي والروسي وكذلك قادة المخابرات مع وزاراتي الخارجية في البلدين؛ حيث قام وفد مكوّن من هيئة الاستخبارات ووزارة الخارجية وهيئة الأركان التركية بزيارة إلى موسكو لمناقشة آخر التطورات السورية على الصعيدين الميداني والسياسي (ترك برس).

فيما أفاد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بأنّ تطورات مهمة ستحدث في سوريا قريبًا: “لا أحد يستغرب إنّ حصلت تطورات هامة بالنسبة للأزمة السورية خلال الأشهر الستة القادمة”، كما أفاد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أنّ تركيا وروسيا ستنسقان عسكرياً في سوريا، ملوّحاً إلى إمكانية قيام المقاتلات التركية بعمليات داخل الأراضي السورية خلال الأيام القادمة (ترك برس).

وأعقب ذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة للقاء نظيره التركي ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، حيث جرت مناقشة الملف السوري بكل تفاصيله مع المسئولين الأتراك، وأكد جواد ظريف على توافق البلدين بخصوص وحدة الأراضي السورية، وعبّر عن سعادة بلاده بالتقارب التركي الروسي، مشيرا إلى أن لأنقرة وطهران نفس التوجهات والتوجسات في مكافحة الإرهاب وكل التنظيمات الإرهابية، بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا (الجزيرة)، فيما قال وزير الخارجية التركي إن “أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا”، وإن بلاده تدرك أن إيران تنظر إلى أمن واستقرار تركيا بنفس الشكل (سي إن إن).

ويبدو أن ذلك التقارب الروسي التركي سيؤدي إلى تفاهمات تركية إيرانية ربما تصب في النهاية في صالح إيجاد حل للأزمة السورية، وبالرغم من عدم وجود معلومات ملموسة عن طبيعة المناقشات التي جرت بين مختلف الأطراف حول الخريطة السورية إلا أن هناك اتفاقًا على وحدة أراضيها، وهذا يعني أن التفاوض يتمحور حول النظام الحاكم ومدى قبول موسكو باستبدال الأسد ولو بحكومة انتقالية يشارك فيها أركان نظامه، نظير أن يقوم الجميع بمحاربة تنظيم الدولة وكذلك الفصائل التي تمثل تهديدًا على وحدة أراضي سوريا.

ومن ثم فإن الحركات والفصائل الجهادية العاملة داخل سوريا ربما هي الأخرى يتم إزاحتها لصالح إيجاد حل سوري وطني يرفض كل المقاتلين الأجانب ومن ثم البدء في حوار على أرضية وطنية سورية، ويبدو أن تلك هي نقطة تجمع وجهات النظر بين مختلف الأطراف الإقليمية، بما في ذلك الرياض والتي شهدت علاقاتها تقاربا مع أنقرة في الآونة الأخيرة، ووجود حكومة جديدة في سوريا مع استثناء الأسد منها سيحقق المصالح السعودية، وسيؤكد كذلك على إعلاء إرادة الشعب السوري في اختيار حاكمه، وبالنظر إلى الأغلبية السنية في البلاد فإن إيران لن تستطيع أن تحصل على مكاسب طائفية عبر أية آلية ديموقراطية في البلاد، ولموسكو مصالح أساسية في الحفاظ على كونها المصدر الأول للسلاح للدولة السورية وكذلك الحفاظ على قاعدتيها في طرطوس وحميميم.

ومن ثم فإن إيران ربما لا ترى حتى الآن مكاسب حقيقية عبر ذلك التقارب التركي مع موسكو، ولذلك عبر ظريف عن وجود نقاط اختلاف، فيما يبدو أن إيران تريد جزءًا من سوريا ما بعد الأسد. ولكن ربما تصر إيران على وجود حل يشتمل على الطائفة العلوية في الحكم، وذلك بمحاولة صياغة توليفة حكم على غرار اتفاق الطائف في لبنان، بأن يتم تغيير النظام إلى برلماني وتعطى رئاسة البلاد إلى العلويين ويبقى الأسد أو من يمثله في السلطة ولو رمزيًا، ثم تجرى انتخابات يشكل فيها الحزب الفائز للحكومة، وربما تلك هي الصيغة التوافقية الوحيدة التي يمكن لمختلف الأطراف قبولها في الصراع السوري.

وقد صرح الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” إن التقارب الروسي التركي ستكون له انعكاسات سلبية على إسرائيل في ثلاثة أصعدة هي سوريا والاقتصاد والطاقة، وأنه “إذا تراجعت تركيا عن إسقاط الأسد، فإن ذلك سيقوي المحور الإشكالي لإسرائيل الممثل في إيران وسوريا وحزب الله وهذا أمر سيء لإسرائيل”، حيث إن ذلك المحور سيظل موجودًا في المنطقة وأن التواصل الإيراني الأسدي مع حزب الله سيظل يعمل لصالح تحقيق مصالح إيران في المنطقة والتي تهدف إلى كسب شعبية على حساب كل من القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل من خلال حزب الله.

وقد صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إن هناك اختلافا في الآراء بين الجانبين التركي والإيراني حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وفي كيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، وإيقاف الاشتباكات، وحماية وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن وفدي البلدين سيبحثان تلك المسائل بالتفصيل، وأضاف أن الرئيسين التركي والروسي اتفقا على قيام كل طرف بإنشاء آلية ثلاثية مؤلفة من موظفين في الاستخبارات والجيش، والسك الدبلوماسي، تعملان مع بعضهما من أجل تسوية الأزمة السورية (ترك برس).

وقد التقى ظريف في زيارته الأخيرة لتركيا مع أردوغان في اجتماع مغلق استمر لثلاثة ساعات كاملة، ويبدو أن ذلك كان بهدف إقناع إيران بحصة في سوريا في ظل التقارب التركي الروسي، ويبدو أن ظريف جاء بالأساس لتغيير الموقف التركي من بعض الجماعات الإسلامية المعارضة في سوريا والتي تعتبرها طهران إرهابية باعتبار أنها جماعات سلفية بالأساس، وربما هذه هي نقطة الخلاف الثانية بين الجانبين إضافة إلى مصير الأسد.

ويبدو أن التوافق الروسي التركي كذلك سيمتد إلى التعاون العسكري في سوريا بتوفير إحداثيات الجماعات التي يتفق الطرفان على استهدافها أو تجنيبها للقصف، حسب تصريحات جاويش أوغلو التي أكد فيها أن الوفد التركي الذي سيزور موسكو سيناقش التنسيق العسكري بين الجانبين في سوريا من أجل تجنب “وقوع حوادث خلال العمليات التي تستهدف تنظيم داعش في سوريا”، كما أن مسألة غلق الحدود التركية السورية أمام المقاتلين تعد طلبًا أساسيًا لروسيا أيضًا (السفير).

ثانيًا: تطورات المشهد الداخلي:

  1. رُفع حظر الحجاب في نادي الضباط بتركيا

ربما كان واحدًا من أوضح تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة على العلاقات المدنية العسكرية في تركيا هو رفع حظر الحجاب في نادي الضباط بتركيا، حيث أصدرت وزارة الدفاع الوطنية أمرًا رسميًا في الجريدة الرسمية. وأوضح القرار أنه تم رفع الحظر عن دخول المحجبات إلى نادي الضباط العسكري في تركيا حيث كان ممنوعًا أن تدخل المحجبة إلى النادي. وتم تغيير المادة المتعلقة بالملابس حيث بات باستطاعة المحجبات الدخول إلى نادي الضباط بحسب القرار الجديد، وتنص المادة الجديدة على الاكتفاء بوجوب ظهور الوجه فقط عند الدخول (يني شفق).

  1. اعترافات قادة الانقلاب بتفاصيل مخططهم قبل 15 يوليو:

توالت اعترافات قادة الانقلاب على بعضهم البعض حيث أفاد أحد القادة المعتقلين بإفادة سرية (أي من غير كشف هويته غير للمحكمة فقط) حول المعتقل “عادل أوكسوز” المدبر للانقلاب، وأعطى معلومات قوية تتعلق بليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأفاد بأنه تمّ حصول اجتماع في منزل مستقل في منطقة تشوكور أمبارا وأن كل قائد من الحاضرين قد تلقى مهمته التي سيتولاها ليلة الانقلاب بالتفصيل. وحسب إفادته فإن أهم الأسماء التي لها دور في الانقلاب عادل أوكسوز” و الفريق الأول “أكن أوزتورك”.

وقال أن أهم الأسماء التي كانت خلف المحاولة الانقلابية العضوُ في منظمة غولن الإرهابية والذى تولى مهمة الهجوم الجويّ ليلة الانقلاب والذي قُبض عليه في قاعدة أكنجي “عادل أوزتورك” أستاذ الإلهيات في جامعة سكاريا. و”أكن أوزتورك” الجنرال المتقاعد من المجلس العسكري الأعلى، واجتمع أكن أوزتورك مدبّر الانقلاب مع قائد بحرية شمال اسطنبول الفريق عمر فاروق هارمانجك بالإضافة إلى رئيس هيئة التخطيط والتحكم العسكري العميد محمد باتيغوتش؛ لتسعة أيام خلال عطلة عيد الفطر في منطفة تشوكورأمبارا في العاصمة أنقرة (يني شفق).

  1. أردوغان: اجتثاث جذور منظمة غولن الإرهابية يعد دينا في أعناقنا:

جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعهده بمحاسبة عناصر محدودة ضمن الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي)، والتي نفذت محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي. جاء ذلك خلال اتصاله عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بفعالية أقيمت بمقر “حزب العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى السنوية الـ15 لتأسيس الحزب، حيث اعتبر أردوغان محاولة الانقلاب التي واجهتها تركيا يوم 15 يوليو/تموز الماضي، “التهديد الأكثر دنأءة” في تاريخ البلاد. وقال إن “محاسبة هؤلاء الذين خانوا أمتنا، واجتثاث جذور منظمة فتح الله غولن الإرهابية، يعد دينا في أعناقنا” (ديلي صباح)

  1. انفجار بشرطة مرور ديار بكر يوقع 7 شهداء و21 جريحًا:

وصلت حصيلة ضحايا التفجير، الذي نفذته منظمة “بي كا كا” التي تعتبرها تركيا إرهابية، بسيارة مفخخة في مدينة ديار بكر التركية إلى 7 أشخاص بينهم 4 من قوات الأمن، حيث تم تفجير سيارة مفخخة أمام مقر فرع شرطة المرور على الطريق بين ولايتي باطمن وديار بكر؛ ما أسفر عن سقوط 4 من قوات الأمن، و3 مدنيين. وأضاف البيان أن 21 مصابًا جراء العملية الإرهابية يتلقون العلاج في عدة مستشفيات بمدينة ديار بكر، فيما يواصل أقارب الضحايا الانتظار أمام مشرحة مستشفى “صلاح الدين الأيوبي” الحكومية في المدينة لاستلام جثث ذويهم. وشهدت مدينة ديار بكر، صباح الاثنين 15 أغسطس، تفجيرًا إرهابيًا بسيارة مفخخة، نفذه عناصر منظمة “بي كا كا” أمام مقر فرع شرطة المرور، استُشهد جراءه على الفور، شرطيان وطفل، وأُصيب 25 آخرون بجروح، بينهم 8 من قوات الأمن، حسب بيان رسمي، قبل أن ترتفع حصيلة الشهداء. وذكرت ولاية ديار بكر في بيان لها، أن سيارات الإسعاف هرعت عقب التفجير إلى مكان الحادث، ونقلت المصابين إلى المستشفيات، فضلا عن نقل بعض الحالات الحرجة (لم تذكر عددها) بمروحيات الهليكوبتر إلى مستشفى دجلة الجامعي في المدينة (يني شفق).

ثالثًا: تطورات المشهد الخارجي:

  1. جاويش أوغلو: أوروبا لم تدعمنا بالشكل المطلوب

أفاد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بأنّ دول القارة الأوروبية لم تقدّم الدعم المطلوب لتركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت فيها منتصف الشهر الماضي، بل عمدت هذه الدول إلى التقليل من شأن تركيا. وأوضح أنّ تركيا تواجه موجة من العراقيل في مساعيها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم أنّها تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق الشروط المطلوبة للانضمام تفوق جهود كافة الدول الساعية للخطوة ذاتها.واستطرد قائلاً: “أسأل نفسي أحيانا، ما هو الذنب الذي اقترفناه، ما السر وراء هذا العداء الكامن تجاه تركيا، انظروا إلى الاتفاقية الخاصة باللاجئين؛ فالوضع الراهن يدل على أنّ تركيا قامت بكافة واجباتها في حين لم تتمكّن من الحصول على أي شيء مقابل ذلك، علماً أنّ اتفاقية إعادة القبول تنص على رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك بشكل واضح”.

ورداً على سؤال حول مصير اتفاقية إعادة القبول في حال لم يتم إقرار رفع تأشيرة الدخول بحلول أكتوبر/تشرين الأول القادم، قال جاويش أوغلو: “إنّ اللقاءات مع الاتحاد الأوروبي جارية في هذا الخصوص، إمّا أن نعمل على تطبيق الاتفاقيات المبرمة في آن واحد، أو نتخلّى عنها”. وعن حجم الإنفاق التركي على اللاجئين أفاد جاويش أوغلو أنّ بلاده تتحمل العبء الأكبر، وأنها أنفقت إلى اليوم قرابة 25 مليار دولار أمريكي، مشيراً إلى خيبة الأمل التي تصيبه عندما تواجه بلاده بانتقادات لدى مطالتبها بمبلغ 3 مليار يورو التي تعهدت دول الاتحاد الاوروبي بدفعه لمساعدة اللاجئين المقيمين داخل الأراضي التركية (الأناضول).

  1. أنقرة تنفي تصريحات منسوبة ليلدريم بخصوص “تورط الرياض” بالانقلاب الفاشل

نفت رئاسة الوزراء التركية، الأحد 14 أغسطس، تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء، بن علي يلدريم، يُلمّح فيها إلى تورّط السعودية في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، وقالت مصادر في رئاسة الوزراء، إن عددًا من الوسائل الإعلامية نسبت تصريحات إلى رئيس الوزراء، خلال مقابلة مع ممثلين إعلاميين، يشير فيها إلى أن السعودية من بين الدول التي دعمت الانقلاب الفاشل. وأكّدت المصادر أن تلك الأنباء والتعليقات عارية عن الصحة ولا تعكس الحقيقة إطلاقًا، معربة عن تقدير الحكومة التركية وترحيبها بموقف السعودية الداعم لها على خلفية المحاولة الانقلابية الأخيرة (يني شفق).

  1. جاويش أوغلو: متفقون مع إيران على وحدة التراب السوري وحدوده

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا وإيران متفقتان على وحدة التراب السوري وحدوده، وعلى ضرورة تطهير البلاد من تنظيم “داعش” الإرهابي وبقية التنظيمات المشابهة، مضيفًا “هذا إلى جانب تشكيل حكومة سورية شاملة عقب ذلك”. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى به الوزير التركي، عقب مرافقته نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في جولة لمقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، الذي تعرض للقصف خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز الماضي، على هامش زيارة رسمية يجريها الأخير للبلاد حاليًا.

وأشار جاويش أوغلو أنه بحث مع ظريف خلال مأدبة غداء اليوم، قضايا سياسية وتجارية، وأخرى تتعلق بمجالات المواصلات والطاقة وجهود مكافحة الإرهاب بين أنقرة وطهران، فضلًا عن الأزمات المستمرة في كل من سوريا والعراق واليمن. وشدّد على أن “البلدين لديهما القدرة على لعب دور هام لحل الأزمات العالقة في المنطقة”، مضيفًا “لقد ركّزنا خلال اللقاء على الملف السوري بشكل خاص لأن الدور الإيراني معروف وتنتقده تركيا منذ البداية، وعلينا أن نعمل لتحويله إلى دور إيجابي بنّاء”. (يني شفق).

  1. تركيا تعتزم دعم مشاريع مكافحة الجفاف في إفريقيا

أعلن وزير شؤون الغابات والمياه التركي ويسل أر أوغلو، أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لمشاريع مكافحة الجفاف في أفريقيا وتحديد استراتيجيات خاصة بأنظمة الإنذار المبكر لتفاديها. وقال أر أوغلو: إن تركيا ستقدم خطتها في دعم مشاريع مكافحة الجفاف في القارة السمراء خلال مؤتمر “الجفاف في إفريقيا” (15 – 19 أغسطس/آب 2016)، في ناميبيا، ضمن إطار مبادرة أنقرة التي جرى تفعيلها العام الماضي.

وأوضح الوزير التركي الذي يشغل منصب الرئيس الدوري لمؤتمر الأطراف الـ 12 الخاص باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، أن المؤتمر سيلفت الأنظار إلى مسألة قدرة البلدان على تحمل الجفاف، وتحديد الاحتياجات ذات الصلة، إضافة إلى أهداف طويلة وقصيرة المدى، لتحديد أفضل الممارسات في إطار مكافحة الجفاف، وتشجيع البلدان الإفريقية على التخفيف من آثار الجفاف وأساليب التكيف.وأشار إلى أن المؤتمر يهدف أيضًا إلى تحديد سياسات متكاملة لمكافحة الجفاف، وإنشاء مجتمع قادر على مواجهته، معتمدًا على أساليب الإدارة الرشيدة، وتحسين أداء الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية”، مشيرًا إلى أن تركيا ستقدم 3 أوراق عمل تندرج تحت مواضيع رئيسية متعلقة بهذا الإطار. وبين أر أوغلو أن المؤتمر الذي من المقرر أن يشارك في أعماله 52 بلدًا إفريقيًا، “من شأنه المساهمة في تطوير وتحسين السياسات الوطنية المتعلقة بمكافحة الجفاف وإدارته (يني شفق).

  1. جو بايدن يزور تركيا على خلفية توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن

يزور نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تركيا يوم 24 أغسطس/آب الجاري ليكون أرفع مسؤول غربي يأتي إلى أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشل الذي حصل يوم 15 يوليو/تموز. وتأتي هذه الزيارة على خلفية التوتر الذي يشوب العلاقات بين تركيا وحلفائها الغربيين منذ الانقلاب الفاشل.وتحث تركيا الولايات المتحدة على تسليم الداعية، فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الذي تتهمه بأنه أعطى الأوامر لأتباعه للقيام بالانقلاب.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قوله “العنصر الرئيس في تحسين علاقتنا مع الولايات المتحدة هو تسليم غولن حيث لا مجال للمفاوضات”. وأضاف قائلا إن: “مسألة استمرار المشاعر المعادية للولايات المتحدة من عدمه يتوقف على هذا الأمر”. لكن صحيفة حريات التركية نقلت عن يلدريم قوله إن الموقف الأمريكي من الترحيل “شهد تحسنا”. وعبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن غضبه من انتقاد البلدان الغربية لطريقة تعامله مع الانقلاب وإجراءته التي اعتبرتها متشددة في مقابل الدعم الذي أبدته روسيا بالرغم من توتر العلاقات الثنائية بين البلدين منذ إسقاط المقاتلة الروسية ومقتل قائدها في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا. (بي بي سي).

  1. لقاء تركي قطري في الدوحة لتعزيز العلاقات بين البلدين

اجتمع وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، الأحد 14 أغسطس، مع سفير تركيا لدى الدوحة، أحمد ديميروك، وتم خلال الاجتماع، “تبادل وجهات النظر في العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية تركيا، وسبل تعزيزها”.ويأتي اللقاء بعد 3 أيام من استقبال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الخميس الماضي 11 أغسطس، اللواء الركن غانم بن شاهين الغانم، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة أنقرة، حيث جرى خلال الاجتماع “استعراض العلاقات الثنائية في مجالات التعاون العسكري بين دولة قطر وجمهورية تركيا، وسبل دعمها وتطويرها”.

وتأتي قطر على رأس الدول التي دعمت الشعب التركي وحكومته المنتخبة ديمقراطيًا، في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز المنصرم.وأعلنت قطر رفضها لمحاولة الانقلاب، في وقت سابق، وهنأت على لسان أميرها تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، السلطات التركية، على التفاف الشعب حول قيادتها ضد المحاولة الانقلابية. (ديلي صباح).

رابعًا: العلاقات المصرية التركية:

صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس 11 أغسطس، في حديث لوكالة “الأناضول” التركية، إنه “إذا أرادت مصر أن تخطو خطوات إيجابية فنحن مستعدون لمساعدتها، هناك إمكانية لإجراء لقاءات على مستوى الوزراء.. من غير الممكن في ظل استمرار هذه الإجراءات، تحسين العلاقات بليلة وضحاها، نتمنى أن تحدث تطورات بالمستوى الذي تحدثْتُ عنه”.

ولكنه صرح في الوقت ذاته قائلاً: “نتمنى تطوير علاقاتنا مع مصر، في الحقيقة لم نتمن في أي وقت أن تسوء العلاقات، إلا أن الانقلاب أدى إلى حدوث انقطاع بطبيعة الحال، للأسف فإن كل التحذيرات التي وجهناها خلال فترة الانقلاب حدثت، كنا قد قلنا بأن الانقلاب سيضر باستقرار مصر، وسيضع أمن البلاد في خطر”. واستطرد قائلًا: “تواجه مصر في الوقت الراهن خطرًا على أمنها، وللأسف فإنها تشهد حاليا أزمة اقتصادية كبيرة، وفي حال أوقفت الدول دعمها ستنهار البلاد في أسبوع، حال مصر هذه لمنفعة من؟ نحن لا نريد أن نرى مصرًا هكذا، نريد أن نرى مصرًا عظيمة”.

وأوضح جاويش أوغلو أنه “إذا أرادت مصر أن تتخلى عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة، فنحن مستعدون لمساعدتها في ذلك، العديد من المحكومين سجنوا بدوافع سياسية، هناك أحكام إعدام صادرة، كل ذلك ليس لصالح مستقبل مصر” (الجزيرة).

ورد عليه وزير الخارجية المصري قائلاً: “مصر لا تقبل الوصاية وأن النزعة لمحاولة تطويع إرادة الشعب المصري بما يتوافق مع رؤية أي طرف خارجي هي “ضرب من الوهم ربما مصدره الحنين إلى عهد انقضى منذ قرون”، وقال في بيانه إنه “على الرغم مما تضمنته تصريحات الوزير التركي من مواضع إيجابية تشير إلى وجود رغبه لدى الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع مصر، فإن حديث الوزير التركي في مجمله يدعو إلى الاستغراب لما ينطوي عليه من تناقض، وأنه ليس من المقبول أن يرهن وزير خارجية تركيا تحسين العلاقات بشرط احتضان مصر للرؤية التركية إزاء التطورات السياسية بها، أو قبول إسهاب الوزير التركي في تقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمصر بما يشمله من افتئات على النظام القضائي المصري، والحديث عن تحسين علاقات ثنائية على المستوى الدولي يفترض احترام المبادئ المستقرة في التعامل بين الدول، ومنها عدم التدخل في الشئون الداخلية، إلا أن الشروط التي يضعها الوزير التركي توحى وكأن لتركيا ومسئوليها وصاية على الشعب المصري عليه أن ينصاع لها، وهي أمور تدعو إلى التعجب على أقل تقدير، وغير مقبولة بشكل مطلق، إن النزعة لمحاولة تطويع إرادة الشعب المصري بما يتوافق مع رؤية أي طرف خارجي هو ضرب من الوهم ربما مصدره الحنين إلى عهد انقضى منذ قرون”.

وتابع بيان الخارجية المصرية: “بالرغم مما تكرر على مدار العامين الأخيرين من تصريحات مسيئة للشعب المصري واختياراته، فإن الدوائر المصرية المسئولة أحجمت عن اتخاذ أي ردود فعل غير مسئولة أو انفعالية إزاء هذا النهج المستغرب، ولم تتخذ أي إجراء من شأنه المساس السلبي بمصالح الشعب التركي الشقيق، بالمقارنة بإصرار الحكومة التركية على اتخاذ إجراءات لها وقعها الضار على مقدرات الشعب المصري” (سي إن إن).

كما صرح أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن بلاده ترحب بأي “جهد حقيقي وجاد” للتقارب مع تركيا. على أساس القانون الدولي واحترام حسن الجوار والتعاون بين الجانبين. وأوضح أن “تطوير الوضع الحالي بين مصر وتركيا يجب أن يكون على أسس سليمة أهمها احترام إرادة الشعب المصري”، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية – التركية “تاريخية والوضع الحالي غير طبيعي”….

واعتبر أن ثمة “رغبة في تركيا لفتح صفحات جديدة بالمنطقة (…). لمسنا ذلك في زيارة (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الأخيرة إلى روسيا، وكذلك تطوير العلاقات مع دول الخليج”، مضيفا: “في هذا الإطار نفسر أسباب التطور في التصريحات التركية بشأن مصر”. وردا على سؤال حول ما تردد عن تحرك سعودي للتقارب بين مصر وتركيا، قال: “لم نرصد أي محاولات إقليمية أو وساطة في هذا الصدد”. (سي بي سي).

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close