fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 25 أبريل 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد التركي في الفترة من 17 وحتى 24 أبريل الجاري، وفيما يلي أبرز الأحداث على الساحة التركية في تلك الفترة:

أولاً: حدث الأسبوع: زيارة ميركل:

كانت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا هي الحدث الأبرز هذا الأسبوع، حيث جاءت لاستكمال المشاورات بشأن اتفاق اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، يرافقها رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك والمفوض الأوروبي فرانز تيمرمانز، ولا يزال الاتفاق يثير جدلاً واسعًا داخل أوربا وخارجها (هاف بوست).

حيث لا تزال قضية اللاجئين تمثل أزمة إقليمية ودولية بسبب تشعباتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل وامتداداتها العسكرية التي تصل إلى داخل العمق السوري وقلب الأزمة السورية فيما يتعلق ببقاء الأسد من عدمه. وفي هذا السياق صرحت تركيا أنها نفذت تعهداتها مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بإعادة اللاجئين من أوروبا واستقبالهم في تركيا، بل وإصدار تصاريح عمل لهم أيضًا. وفي هذا الصدد جاءت زيارة المستشارة الألمانية ومعها اثنين من كبار قادة الاتحاد الأوربي لمتابعة تنفيذ اتفاق اللاجئين، والذي من تبعاته أن يفتح الاتحاد الأوروبي تأشيراته أمام المواطنين الأتراك، وهو المطلب الذي أكد عليه داود أوغلو بشدة أثناء الزيارة؛ حيث قال لميركل أن تركيا “ليست عنصرا للاختبار” (الجزيرة.نت).

كما هدد أوغلو بإلغاء اتفاقية اللاجئين في حال عدم إلغاء تأشيرة “شنغن” لدخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوربي، بينما قالت ميركل إن على تركيا تنفيذ 72 معيارا من أجل تنفيذ قرار إلغاء تأشيرة الاتحاد الأوربي عن المواطنين الأتراك، وهو الأمر الذي سيعاود الاتحاد الأوربي البحث بشأن حسمه في شهر يونيو/حزيران 2016، مؤكدة عدم وجود اتفاق تام بين بلادها وبين تركيا، إلا أن هناك تعاونا وتنسيقا بينهما مثل الموجود بين بلادها وبين دول الاتحاد الأوربي الأخرى، فيما قال أوغلو أن هذا الشرط “غير قابل للتفاوض” (هاف بوست).

ومن ناحية أخرى اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن الاتحاد الاوروبي “سلّم أمره لتركيا” على صعيد أزمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها أنجيلا ميركل، مشيراً إلى عواقب “يصعب التكهّن بها” ستنجم عن هذه المسألة، وقال أوربان الذي أقامت حكومته شريطاً شائكاً لمنع تدفق المهاجرين واللاجئين إلى المجر، “نحن سلّمنا أمرنا لتركيا” من خلال هذا الاتفاق بين بروكسل وأنقرة”. وأضاف أن “هذا الأمر ليس جيداً على الإطلاق”، وقال إن “أمن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يعهد إليه إلى دولة أجنبية ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي” (هاف بوست).

وقد زارت ميركل والقادة الأوروبيون مخيمات للاجئين ببلدة نصيب الصغيرة قرب الحدود السورية، إثر وصولهم إلى غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا، لتبديد التوتر بشأن الاتفاق بين أنقرة وأوروبا حول المهاجرين.ويستقبل مخيم نصيب الذي افتتح عام 2013 نحو 5 آلاف لاجئ سوري في منازل جاهزة، بينهم 1900 طفل، وفق أرقام الحكومة التركية.

واستقبلت المستشارة الألمانية شابات سوريات كن يرتدين اللباس الأبيض وقدمن لها باقة من الزهور، بينما كانت محاطة بعشرات الحراس.وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها “أهلا بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم”، أي نحو 2,7 مليون. كما افتتح المسؤولون الأوروبيون مع داود أوغلو مركزا يستقبل أطفالا سوريين تم بناؤه بتمويل أوروبي (فرانس24)، فيما أفادت المستشارة الألمانية أن اللاجئين السوريين حصلوا على امتيازات جديدة، من خلال منح تركيا لهم تصاريح للعمل على أراضيها، ووصفت ميركل منح تركيا اللاجئين السوريين تصاريح العمل بـ “الخطوة الجريئة” قائلة “إنَّ وجود البطالة إلى جانب لاجئين يبحثون عن عمل، يخلق مشاكل في أي بلد كان” (يني شفق).

ومن جانبه قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك: “لا يحق لأحد إعطاء تركيا دروسًا في كيفية إيواء اللاجئين”، مشيرًا “أنها (تركيا) البلد الذي يمكن الاحتذاء بها في عملية الإيواء”، ولفت رئيس المجلس الأوروبي، إلى انخفاض عدد المهاجرين المنطلقين من تركيا إلى الجزر اليونانية، منذ مارس/آذار الماضي، عقب توقيع اتفاق إعادة القبول، مضيفًا في ذات السياق “نعمل على إعادة السوريين، الذي يصلون دول الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي التركية، واستبدال الهجرة غير القانونية بأخرى قانونية”.وأشار أن هناك العديد من المشاريع جاري تنفيذها لصالح اللاجئين في تركيا، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا مواصلتهم في دعم اللاجئين (يني شفق).

وحول المقترح بإنشاء منطقة آمنة للمدنيين شمالي سورية، قالت ميركل إن الكثير من اللاجئين السوريين في كيليس بألمانيا، إنما يريدون العودة لوطنهم، وإن هذا يشجع دولتها على إنشاء منطقة آمنة في شمال سورية، غير أن الهدنة المطلوبة لذلك يتم انتهاكها دوما من قبل تنظيم الدولة بشكل خاص، وإن دولتها تعمل من أجل تحقيق الكثير، وإيجاد حل مناسب، لأن المدنيين، حسب ميركل، كلما شعروا بالأمان، فلن يضطروا للهجرة (الجزيرة.نت)، وقالت إنها تضغط من أجل إقامة مناطق أمنية خاصة في سوريا قرب الحدود مع تركيا لإيواء اللاجئين، وتابعت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين أتراك وأوروبيين في مدينة غازي عنتاب التركية “طالبت مجددا بأن يكون لدينا مناطق يفرض فيها وقف إطلاق النار على نحو خاص وحيث يمكن ضمان مستوى معقول من الأمن” (رويترز).

ثانياً: تطورات المشهد الداخلي:

  1. تركيا تعتقل صحفية هولندية بتهمة إهانة أردوغان على تويتر (روسيا توداي).
  2. أردوغان يدعو العالم لتقييم بلاده من خلال تطورها الاقتصادي (الأناضول).
  3. إلغاء أحكام إدانة في قضية “محاولة الإطاحة” بإردوغان (بي بي سي).
  4. الأركان التركية تعلن مقتل 8 إرهابيين جنوب شرقي البلاد (الأناضول).
  5. إصابة 16 شخصًا جراء سقوط قذيفتين على ولاية كليس التركية (تركيا الآن).
  6. مساعدات نقدية وعينية لعائلات سورية في “شانلي أورفة” التركية (الأناضول).
  7. ارتفاع مبيعات العقارات التركية في شهر مارس 2016 (تركي تايمز).
  8. أردوغان يعزي ذوي “الأرمن العثمانيين” ممن قضوا بأحداث 1915 (ديلي صباح).
  9. تواصل فعاليات مهرجان “شكرا تركيا” في عدة مدن تركية (تركيا بوست).
  10. القرضاوي: تركيا استضافت المنكوبين من كل أنحاء العالم (ترك برس).
  11. أردوغان وأوغلو يدشنان خط ترام جديد في مدينة أنطاليا (تركيا الآن).
  12. داود أوغلو: غايتنا حل أكبر مأساة بعد الحرب العالمية الثانية (الأناضول).

دلالات تطورات المشهد الداخلي

لا تزال قضايا الصحفيين واللاجئين والاقتصاد والحرب على تنظيم بي كا كا هي المهيمنة على المشهد الداخلي في تركيا؛ ففيما يتعلق بالحريات وإعتقال الصحفيين – وهو الأمر الذي يثير دائمًا الخلاف مع الغرب بشأن تركيا – اعتقلت السلطات التركية صحفية هولندية من أصل تركي أهانت الرئيس أردوجان على تويتر، ويأتي ذلك تزامنًا مع موجة من تحدي النظام التركي من الناشطين والصحفيين الأوروبيين، بحجة قمع أنقرة لحرية الصحافة، وجاء ذلك بعدما أهان مقدم برامج ألماني أردوجان وقدم إلى المحاكمة (توركش ويكلي)، وأجرت صحيفة بريطانية مسابقة لإهانة أردوجان (بي بي سي).

وفي إجابتها عن سؤال بشأن القلق الألماني والأوربي من وضع حرية الصحافة، أكدت ميركل في مؤتمرها الصحفي الأخير في تركيا على أهمية حرية الصحافة في الاتحاد الأوربي، مشيرة بشكل غير مباشر لعدم رضا بلادها عن وضع الصحفيين في تركيا، وهي الإشارة التي رد عليها أوغلو بحسم متحديا الجميع أن يثبتوا أي انتهاك أو ضغط على حرية الصحافة في بلاده، خاصة وقد شهدت عددا من الانتخابات في الأعوام الأخيرة، غير ناف وقوع بعض المشاكل الصغيرة، التي لا يجوز تعميمها، لأن حرية الصحافة هي مبدأ سام لا يمكن انتهاكه، حسب تعبيره، مطالبا الجانب الأوربي بقبول الحوار الهادئ، الذي تستعد بلاده له دائما (الجزيرة).

وفيما يتعلق بتداعيات الحرب السورية على الداخل التركي أصيب 16 شخصًا جراء سقوط قذيفتين على ولاية كليس فيما قتلت القوات التركية ثمانية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التي تصنفها أنقرة كجماعة إرهابية، فيما لا تزال تركيا تقدم خدماتها للاجئين السوريين الذين تستضيفهم عبر أنحاء البلاد وفي المقابل رد الكثير من العرب المقيمين في تركيا وخارجها بعمل أسبوع احتفالي بعنوان “شكرا تركيا” شهد عدة فاعليات داخل وخارج تركيا.

وقد صرح الشيخ يوسف القرضاوي أن تركيا استضافت المنكوبين من كل أنحاء العالم، وأشاد بالتجربة التركية وبالقيم التي يحملها ساسة تركيا وقادة حزب العدالة والتنمية قائلاً: “الأتراك قاموا بدورهم بالدفاع عن الإسلام، ولا يسعنا إلا بتقديم الشكر لتركيا القديمة، والوسيطة، والحديثة، ومن الذي يستطيع أن يقاوم السلطان رجب طيب أردوغان، الذي أصبح يدافع عن الأمة باسم الإسلام والقرآن والسنة والشريعة، وهو الذي يتحدث بالوقوف أمام الوجوه الطاغية، ليقول لهم لا” (هاف بوست).

فيما تواصلت الأرقام التي تشير إلى التقدم الاقتصادي التركي والنمو في مجال المبيعات العقارية خلال الشهر الماضي، وتواصلت كذلك عمليات افتتاح مشروعات البنية التحتية، كان آخرها افتتاح أردوجان وداود أوغلو لخط ترام جديد في مدينة أنطاليا جنوب غربي البلاد، بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض “إكسبو أنطاليا 2016″ للزهور (ثالث أكبر تجمع في العالم بعد الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم)، في ذات الولاية، بحضور أردوغان، وداود أوغلو، وعدد من الوزراء(تركيا الآن).

ثالثا: تطورات المشهد الخارجي:

– الناتو: انخفاض ملحوظ في عدد المهاجرين الذين يعبرون بحر ايجه إلى أوروبا (بي بي سي).

– العاهل السعودي يستقبل وزير الخارجية التركي بالرياض (ديلي صباح).

– أوباما: إرسال قوات برية للإطاحة بالأسد “خطأ” (أخبار العالم).

– جاويش أوغلو: ندعم مشاورات السلام اليمنية ونتطلع للمساهمة في إعمار اليمن (الأناضول).

– في ذكرى “مذبحة” الأرمن متظاهرون في يريفان يحرقون علم تركيا (بي بي سي).

– مقتل قائد أركان “أحرار الشام” بتفجير في ريف إدلب (أخبار العالم).

– القوات الأذرية تدمر دبابة أرمينية على خط التماس بينهما (الأناضول).

– روحاني: منعنا سقوط سوريا والعراق بيد تنظيم الدولة (الجزيرة).

دلالات تطورات المشهد الخارجي:

لا شك أن التقارب السعودي التركي هو الحدث الأهم على المشهد الخارجي للدولة التركية في الأسبوع الماضي؛ حيث مثلت زيارة وزيرة الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو امتدادًا لزيارة الملك سلمان إلى أنقرة وأسطنبول في قمة التعاون الإسلامي، وذلك من أجل استئناف تشكيل مجلس التنسيق السعودي التركي، والذي يُعنى بالتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والبنوك والمال والملاحة البحرية، والصناعة والطاقة والزراعة والثقافة والتربية والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، والإعلام والصحافة والتلفزيون، والشؤون القنصلية (الأناضول).

وتتمثل دوافع التقارب السعودي التركي في أسباب ثلاثة رئيسية؛ أولها: تراجع الاهتمام الأمريكي بسياسات المنطقة، وثانيها هو الرد على التحالف الروسي الإيراني والذي كان له دورا هداما في سوريا وبقية مناطق الإقليم، والسبب الأخير هو انهيار النظام الإقليمي العربي، فلم تعد جامعة الدول العربية ملجئًا مناسبًا للتشاور واتخاذ القرارات بعدما ضربت الاختلافات صميم العمل العربي، وظهرت الانقسامات على السطح، وتباينت الاختلافات في أهم قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية السورية التي أصبحت ذات تداعيات متعدية لنطاق الإقليم وأدخلت المنطقة في حرب مذهبية بالوكالة.

لذلك ولأسبابٍ جيوسياسية بحتة، ولوجود جملة من المخاطر الكبرى التي تهدّد أمنهما القومي (التهديد الإيراني بخاصة بالنسبة إلى السعودية، والتهديد الكردي المدعوم روسيًا بالنسبة إلى تركيا)، قرّرت الرياض وتركيا تحييد خلافاتهما، والبحث عن مشتركاتٍ تساعدهما في مواجهة هذه التهديدات. وبقدر ما تحتاج السعودية إلى قوة عسكرية إقليمية كبرى لموازنة إيران (تملك تركيا ثاني أكبر جيش في الناتو)، تحتاج تركيا إلى دعم قوة اقتصادية ومعنوية كبرى بحجم السعودية، لمواجهة محاولات روسيا العبث بأمنها القومي، خصوصاً إذا أخذنا في الحسبان أنّ تركيا تعتمد بأكثر من 80 في المئة من احتياجاتها من الطاقة على كلٍ من روسيا وإيران، ما يمثّل معضلة أمنية حقيقية، يمكن للسعودية أن تساعد في التخفيف منها، إذا اقتضى الأمر ذلك. وفي كلّ الأحوال، يمكن القول إنّه ليس أمام السعودية وتركيا من خيار إلّا التعاون، لضبط الفوضى الإقليمية التي تمثّل جزءًا من إستراتيجية التمدد الإيراني والعودة الروسية إلى المنطقة والانكفاء الأميركي عنها (العربي الجديد).

رابعاً: العلاقات المصرية التركية:

لا تزال أصداء قمة منظمة التعاون الإسلامي تثير جدلاً واسعًا بشأن العلاقات المصرية التركية، فبعد المعاملة الفاترة ما بين الجانبين في تسليم وتسلم رئاسة الدورة الثالثة عشرة لتركيا، فإن الإعلام المصري بأذرعه المختلفة المرتبطة بجهات أمنية واستخباراتية لم يشن هجومه المعتاد على أردوجان، وكانت التغطيات الصحفية في مجملها تتحاشى مهاجمة تركيا ورئيسها، فيما يبدو أن هناك اتجاه لتهدئة الأوضاع بين الجانبين، فيما نشرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، التابعة لجهاز المخابرات العامة، تقريرها عن القمة بصورة عامة بدون التطرق إلى أية خلافات بين الجانبين (هيئة الاستعلامات)، فيما أجرت صحيفة اليوم السابع حوارًا بعد قمة المؤتمر الإسلامي، في 20 أبريل الجاري، مع القنصل التركي بالإسكندرية، تحدث فيه عن حجم التجارة والاستثمارات التركية في مصر، حيث قال سردار بالانتابه، قنصل عام تركيا بالإسكندرية، إن الاستثمارات الموجودة فى مصر يبلغ عددها 4.5 مليار دولار خلال عام 2015، ويبلغ عدد المصانع التركية فى الـ7 محافظات التى تشرف عليها القنصلية 25 مصنعا فى الإسكندرية فى محافظات الإسكندرية، البحيرة، الغربية، المنوفية، كفر الشيخ، دمياط، الدقهلية.

وأضاف: “توجد استثمارات تركية فى نطاق الـ7 محافظات التى تشرف عليها القنصلية، والتى بدأت منذ عام 2007 بعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ومصر، ولعب ميناء الإسكندرية ودمياط دوراً كبيراً فى زيادة الاستثمارات والانفتاح على أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإفريقيا لما وفره من إمكانية نقل البضائع عن طريق البحر.

وتابع يبلغ عدد المصانع 25 مصنعا يعمل معظمها فى مجال الغزل والنسيج، ويبلغ استثمارات مصنع واحد للنسيج بمحافظة دمياط 100 مليون دولار، بينما تبلغ استثمارات المشروعات الصغيرة 500 مليون دولار، وتوجد معظم المصانع بالإسكندرية بالمنطقة الصناعية ببرج العرب، حيث تشكل ثلث الاستثمارات التركية فى مصر، كما أن هناك شركات تعمل فى مجال الحلويات منها شركة جديدة بمدينة السادات، وبدأت تعمل بقوة فى السوق المصرى، وفى خلال الشهر الماضى تم افتتاح مصنع بمحافظة دمياط للمنتجات الورقية” (اليوم السابع).

وفيما يتعلق بالشروط التركية للمصالحة مع مصر، والتي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن محكمة جنايات القاهرة أجلت النطق بالحكم على الرئيس مرسي في قضية التخابر مع قطر إلى السابع من مايو(الشروق)، فيما تشهد البلاد موجة من الاحتجاجات الشعبية بسبب ما اعتبرته القوى الثورية أنه تنازلاً عن أراض مصرية متمثلة في جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين على مدخل خليج العقبة، بينما يواجه النظام الحالي أزمة شرعية تهدد وجوده بسبب انخفاض التأييد الشعبي فيما علقت الكاتبة هبة صالح في مقال لها بجريدة فاينانشال تايمز أن السيسي يفقد بريقه مع زيادة السخط الشعبي في مصر (فاينانشال تايمز).

وهو في مثل تلك الظروف من الصعب أن يقوم بإعدام قيادات الإخوان المسلمين باعتبار أن النظام في أضعف حالاته، لذلك فإن ما يقوم به هو مد أمد المحاكمات وتأجيلها حتى يتفادى الضغط السعودي عليه للمصالحة مع تركيا، فيما يرى مراقبون أن التنازل عن الجزر للسعودية جاء في هذا الإطار باعتبار أن السعودية غير راضية عن مسار النظام المصري سواء في السياسات الداخلية أو الإقليمية، وهو ما يجعلها تربط مساعداتها المالية لمصر إما بمصالحة مع تركيا من أجل حشد الجهود السنية ضد التحالف الإيراني الروسي في الإقليم، أو الحصول على تنازلات من النظام نظير استمرار الاستثمارات والمساعدات السعودية، وهو ما يبدو أنه قد تم في عملية التنازل عن الجزيرتين، بالرغم مما يمكن أن تسببه من أزمة شرعية تهدد وجود النظام، إلا أن السيسي رأى فيما يبدو أن ذلك التنازل مقابل استمرار الدعم السعودي سيكون أخف وطأة من الدخول في مصالحة غير مقبولة مع تركيا.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close