fbpx
أسيا وافريقياالمشهد التركي

تطورات المشهد التركي 31 مايو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد التركي خلال الفترة بين 23 و29 مايو 2016، والتي جاءت أحداثها كالتالي (1):

أولاً: حدث الأسبوع:

جاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه الجديد بن علي يلدرم إلى ديار بكر على قمة أحداث الأسبوع في تركيا، لأهمية الزيارة من حيث إظهار قدرة الدولة التركية على بسط نفوذها على كامل ترابها الوطني (الجزيرة.نت).

وخاصة مع اشتعال الجبهة الجنوبية الشرقية بالعمليات العسكرية للجيش التركي المضادة لتنظيم بي كا كا، وجاءت زيارة أردوغان في تلك الظروف وفي لقاء عام مفتوح، ولقاء أردوغان بمواطني ديار بكر والمناطق الكردية بصورة عامة والتأكيد على استمرار الدولة التركية في افتتاح المشاريع الخدمية للسكان الذين التفوا حوله، وهي رسالة للداخل والخارج بأن الدولة قادرة على تنظيم أية فعاليات في أماكن مفتوحة يحضرها الآلاف دون أي مخاوف أمنية من وقوع عمليات ضد رئيس الجمهورية ذاته (بي بي سي).

وجاءت زيارة أردوغان لتؤكد على نقطتين هامتين: استمرار التنمية في المناطق الكردية، واستمرار العمليات العسكرية أيضًا؛ حيث أكد أردوغان أثناء افتتاحه لأجزاء جديدة من مطار ديار بكر الدولي على أن خطط التنمية في تركيا لا تفرق بين أي منطقة في البلاد ووعد بافتتاح مشاريع تنموية في جنوب شرق البلاد بقيمة مائتي مليون دولار (الجزيرة.نت) بعد افتتاح مطار ديار بكر الدولي الذي سيطلق رحلات دولية إلى عدة وجهات داخل وخارج تركيا، إضافة إلى تدشين 116 مشروعا خدماتيا، تفوق قيمتها الإجمالية 558 مليون ليرة تركية (يني شفق).

كما أكد كذلك على استمرار مواجهة تنظيم بي كا كا الذي تعتبره تركيا تنظيمًا إرهابيًا، وحذر أردوغان الأكراد من إرسال أبنائهم للانضمام إلى ذلك التنظيم، الذي كان قد حفر خنادق ووضع حواجز في بعض المناطق في مدينة ديار بكر، مما استدعى تدخل الجيش لشن عمليات عسكرية موسعة في جنوب شرق البلاد.

وكانت رسالة أردوغان واضحة أنه لا تصالح مع “الإرهاب” قائلاً: “لا نتصالح مع الإرهابيين، وسنقضي على كل من يحمل السلاح، ولن يبقى أي سلاح هنا غير سلاح الدولة” (بي بي سي)، كما زار أردوغان ويلدرم أسر ضحايا مجزرة قرية “دوروملو”، بولاية ديار بكر، ليلة 12 مايو 2016، والتى أسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 23 آخرين (يني شفق).

وفي الوقت ذاته انتقد أردوغان خلال زيارته الدعم الأمريكي الذي تقدمه واشنطن للمقاتلين الأكراد في سوريا، واستنكر دعم واشنطن لتنظيم “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا)، وجناحه العسكري “ي ب ك “، في تعليقه على صور تظهر جنود أمريكيين في سوريا يرتدون شارات التنظيم، وأضاف: “ليس هذا ما وعدنا به أصدقاؤنا ومن يقفون معنا في الناتو، يجب أن لا يرسلوا جنودهم إلى سوريا وهم يحملون شارات (ي ب ك)” (يني شفق).

وتنبع أهمية زيارة أردوغان للمناطق الكردية هي أنها تأتي تزامنًا مع رفع الحصانة عن عدد من النواب الأكراد في البرلمان التركي، ومن ثم تمهيد الطريق لمحاكمتهم وطردهم من البرلمان، في الوقت الذي هرب فيه بعض من أعضائه إلى أوروبا، وتصاعد المخاوف من تشكيلهم لبرلمان في المنفى في حال تصعيد الدولة التركية ضدهم سياسيًا ومحاكمتهم بتهم الإرهاب.

كما تأتي الزيارة بعد إسقاط الأكراد لمروحية تركية في 13 مايو 2016 فوق محافظة هكاري شرق البلاد، وأظهر شريط فيديو منسوب للمقاتلين الأكراد إسقاطهم للمروحية بصاروخ روسي محمول على الكتف من طراز (إيجلا)، بما يُعد نقلة محورية لمقاتلي حزب العمال الذين تزايد الدعم الروسي لهم مؤخرًا في أعقاب تهديد تركيا لدعم المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات، وهذا التحول النوعي ربما يهدد بفتح جبهة حرب تركية روسية بالوكالة في المنطقة لاسيما بعد زيادة التوتر بين موسكو وأنقرة في أعقاب إسقاط الأخيرة قاذفة روسية بعد انتهاكها للمجال الجوي التركي في نوفمبر 2015.

وفي هذا السياق تأتي تصريحات مسئول روسي في مؤتمر موسكو للأمن الدولي في 27 أبريل الماضي، وهو عضو مجلس “الدوما” الروسي والخبير في سياسة الشرق الأوسط سيميون بغداساروف إنه إذا مضت واشنطن وحلفاؤها قدماً في “خطة ب” أي توفير “نظم دفاع جوي محمولة على الكتف” أو أسلحة مماثلة أكثر تطوراً إلى الثوار السوريين، فعندئذ “سيحصل الأكراد على هذه الأسلحة أيضاً” مما سيؤدي إلى شن هجمات على الطائرات التركية (معهد واشنطن).

لذلك جاءت زيارة أردوغان لديار بكر بالأساس بهدف ترسيخ هيمنة الدولة والعمل على تفكيك المنابع الفكرية للتنظيم وكذلك قاعدته التجنيدية، والتأكيد على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضيها، وكذلك قدرتها على افتتاح المشروعات التنموية، وتأكيد أردوغان على أن (بي كا كا) لا يقدم سوى القتل والدمار.

ثانيًا: تطورات المشهد الداخلي:

1ـ الحكومة الجديدة:

نالت حكومة بن علي يلدرم الجديدة ثقة البرلمان التركي بأغلبية 315 صوتًا في مقابل رفض 138 (تركيا الآن)، بعد فترة من التوترات داخل المشهد السياسي إثر التحليلات التي أفادت بعدم وجود توافق بين أردوغان ورئيس وزرائه المستقيل أحمد داود أوغلو، ومن ثم فإن تركيا دشنت حقبة جديدة بتلك الحكومة التي تحمل رقم 65 في تاريخ تركيا منذ تأسيس الدولة التركية عام 1923، لتنفيذ رؤية الحزب بالمضي قدمًا في تحول النظام السياسي إلى نظام رئاسي، وكذلك المضي في المواجهة العسكرية لحزب العمال الكردستاني، والمواجهة الحاسمة مع الكيان الموازي، وهي القضايا التي كانت غير محسومة في حقبة أوغلو الذي كان له فيما يبدو توجها مختلفا عن مؤسس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، باستخدام الوسائل الدبلوماسية والحوار مع مختلف الأطراف، إلا أن بن علي يلدرم أعلن عن تماهي مواقفه مع مواقف رئيس الجمهورية في مختلف القضايا المحورية، لينهي بذلك فترة من الجدل شهدتها تركي مؤخرًا، كما أعلن يلدرم كذلك أن تحويل النظام إلى رئاسي هو على رأس أولوياته (تركيا بالعربي).

2ـ فتح القسطنطينية والدلالات الرمزية:

احتفلت مدينة إسطنبول (القسطنطينية سابقاً) بالذكرى 563 لافتتاحها على يد السلطان محمد الفاتح، وحضر الاحتفال مئات الآلاف بحضور رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء الجديد الذي أكد في كلمته على استمرار تركيا في نهضتها واستمرارها في أداء رسالتها الإقليمية والدولية، وأن تقديم الخدمات لن يقتصر على تركيا فحسب، وإنما سيمتد إلى خارج حدودها، ليصل إلى كل مظلوم في الدنيا، وأضاف “في يوم من الأيام كنا نحن الدنيا، والدنيا كانت تعني نحن، كل شخص يتعرض لظلم كان يلجأ إلينا ويطلب منا المساعدة”، في إشارة إلى الدولة العثمانية.

ومضى يلدريم للقول “نحن من عرّفنا العدالة للمنتمين للأديان الأخرى من السريان والمسيحيين وغيرهم عندما فتحنا القسطنطينية، حيث أنه من غير وجود أجدادنا ما كان مكان لدنيا عادلة في ذلك الوقت”، وقال: “السلطان محمد الفاتح سيّر السفن فوق اليابسة من أجل فتح إسطنبول، وأحفاده رجب طيب أردوغان ورفاقه سيروا القطارات والسيارات من تحت البحر” (الأناضول).

3ـ التطورات الاقتصادية:

على الصعيد الاقتصادي وبالرغم من التوترات الأمنية الدائرة في الجوار والداخل التركي، إلا أن الاقتصاد التركي استطاع أن يُحافظ على استقراره وقدرته على جذب الاستثمارات الخارجية في ظل تلك الظروف الصعبة، حيث ذكر المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء التركية أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى تركيا خلال الفترة من شهر يناير وحتى شهر مارس 2016 سجلت 2 مليار وستة ملايين دولار أمريكي، وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في شهر مارس فقط 868 مليون دولار.

ووفقا لبيانات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر عن وزارة الاقتصاد التركي تجاوز صافي تدفق الاستثمار الدولي المباشر مبلغ 2 مليار دولار، منها 277 مليون دولار قيمة الاستثمارات في قطاع الصناعة، و217 مليون دولار في قطاع الطاقة، وارتفعت قيمة صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا عام 2015 إلى 16 مليارا و583 مليون دولار، بزيادة نسبتها 32.4% عن عام 2014 (يني شفق).

4ـ العلاقات المدنية العسكرية:

على صعيد العلاقات المدنية العسكرية داخل الدولة التركية، خرج تصريح هام ودال من واحد من أهم رجال المؤسسة العسكرية التركية ومن المحسوبين على قادة التيار الكمالي في البلاد، وهو رئيس الأركان السابق للجيش التركي “إلكير باشبوغ”، والذي قال في تصريحات له في مؤتمر بألمانيا للاحتفال بفكر كمال أتاتورك العلماني أن “من أكبر الأخطاء في تاريخ الجمهورية التركية هو إغلاق مدارس الأئمة والخطباء”، وفسر ذلك بقوله أن “إن تركيا يعيش فيها 99% من المسلمين، ولذلك هناك حاجة لرجال الدين، وتنشئة رجال الدين تقع على عاتق الدولة”، وأضاف أن إغلاق مدارس الأئمة والخطباء وكذلك كليات الشريعة بعد ذلك فتحت الباب أمام إنشاء الجماعات الدينية ويخرج رجال تنشئها تلك الجماعات، فتلك المساحة كان يجب ألا تترك فارغة (ترك برس).

5ـ التطورات العسكرية:

على الصعيد العسكري أعلنت مصادر أمنية أنها قتلت أكثر من سبعة آلاف شخص وصفتهم بـ “الإرهابيين” في عمليات الجيش التركي ضد تنظيم (بي كا كا) في تركيا وخارجها، حيث أعلنت عن مقتل (2583) شخصاً داخل الأراضي التركية، منذ 24 يوليو 2015، وجرح نحو 109 آخرين، وتم اعتقال 731، فيما قام 214 بتسليم أنفسهم خلال العمليات مع الجيش التركي، وأن الغارات الجوية للقوات المسلحة على معاقل الإرهابيين في شمال العراق، أسفرت عن مقتل 1335 شخصاً منذ يوليو 2015، وجرح 310 آخرين، وأن الغارات خلال العام 2016 أسفرت عن مقتل 1031 ألفاً، وجرح  328 آخرين. في حين سقط خلال العمليات العسكرية مع تنظيم “بي كي كي” نحو 483 جندياً من الجيش التركي وقوات الأمن، منذ شهر يوليو 2015 (تي آر تي العربية).

ثالثاً: تطورات المشهد الخارجي:

1ـ العلاقات التركية ـ الفلسطينية:

على صعيد القضية الفلسطينية أعلن المجلس التنسيقي الفلسطيني التركي أنه يستهدف إحلال الصناعات التركية مكان الصناعات الإسرائيلية في فلسطين، وذلك للخروج من سيطرة الكيان الصهيوني على الاقتصاد الفلسطيني وربطه بتل أبيب، والحد من قدرة حكومة إسرائيل على وقف الاقتصاد الفلسطيني في أي وقت، وقال أسامة عمرو، رئيس الوفد الفلسطيني في “المجلس التنسيقي الفلسطيني التركي”، إن إحلال الصناعات التركية مكان نظيرتها الإسرائيلية في السوق الفلسطينية سيعد نجاحاً كبيراً في محاولة للتخلص من التبعية لإسرائيل في بعض القطاعات الاقتصادية.

وقد عُقد الأحد 29 مايو أول لقاء للمجلس التنسيقي الفلسطيني التركي في مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية)، بحضور ممثلين اقتصاديين ورجال أعمال أتراك وممثلين اقتصاديين ورجال أعمال فلسطينيين. ووفق البيانات الشهرية للتجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ إجمالي قيمة الصادرات الإسرائيلية لفلسطين، نحو 3.7 مليار دولار أمريكي، وتبلغ قيمة صادرات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية سنوياً إلى السوق الفلسطينية، نحو 500 مليون دولار أمريكي، يتم تهريبها للأسواق المحلية لوجود قانون فلسطيني يجرم الاتجار بمنتجات المستوطنات، وتُعد تركيا الشريك الثالث من حيث بلد منشأ للواردات الفلسطينية من الخارج، “بعد إسرائيل الشريك الأول بحكم القرب الجغرافي، والصين ثانياً التي تصدر منتجات بأسعار مخفضة”.

وواجه الوفد التركي عرقلة من طرف الجانب الإسرائيلي، الذي رفض منح تصاريح الزيارة إلى فلسطين، وتم إصدار التصاريح لرجال الأعمال الأتراك عقب تدخل من وزارة الخارجية التركية، وفق رئيس المجلس التنسيقي الفلسطيني التركي سيمالتين كريم (ديلي صباح).

2ـ تركيا والأمم المتحدة:

أعلن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أن المجتمع الدولي يجب عليه إجراء إصلاحات جذرية في بنية المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وذلك من أجل التعامل مع الأزمات الإنسانية الحاصلة بشكل أكثر فعالية، وجاء ذلك في فعاليات القمة العالمية للعمل الإنساني، والتي شارك فيها 60 رئيسا ورئيس حكومة، وأكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام حول العالم (ترك برس).

3ـ العلاقات التركية ـ الأوربية:

حذرت الخارجية التركية، في ذكرى الاعتداء على عائلة تركية في ألمانيا، من تصاعد الإسلاموفوبيا لاسيما في أوروبا مع صعود اليمين المتطرف، وذلك في البيان الذي تزامن مع الذكرى الثالثة والعشرين للحادثة المعروفة باسم هجوم “سولينجين”، حيث تعرضت عائلة تركية كانت تقطن في منطقة سولينجين في ألمانيا عام 1993، لهجوم من قبل أربع رجال ألمان متعصبين، أشعلوا النار في منزلهم الكبير، مما أدى إلى مقتل 5 أفراد من العائلة غالبيتهم من النساء، وإصابة العشرات (ديلي صباح).

4ـ العلاقات التركية ـ الأمريكية:

أكدت واشنطن على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن واشنطن ستواصل دعمها لتنظيم (واي بي جي) الكردي المسلح في سوريا، وهو ما تعترض عليه أنقرة وتعتبره نقطة توتر أساسية في العلاقات ما بين الجانبين، اللذين يختلفان في تقييم المنظمة التي تعتبرها تركيا إرهابية، في حين أشار الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إلى أنه: “لا يمكننا غض الطرف عن وجود بعض الصلات بين (واي بي جي) و(بي كي كي)، إلا أنهما كيانان مختلفان بعضهما عن بعض”، بينما قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الذي تم تشكيله ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، “ستيف وارين”: أن “الجنود الأمريكيين الذين ارتدوا شارات (واي بي جي)، لم يكن مصرح لهم بذلك وهو أمر غير لائق، وقد تم اتخاذ إجراءات تصحيحية. ولقد أبلغنا هذا لشركائنا وحلفائنا العسكريين في المنطقة” (تي آر تي العربية).

وعلى صعيد العلاقات التركية الأمريكية أيضًا صرح مسئول تركي أن أنقرة سوف تتسلم أولى مقاتلات (F-35) عام 2018، لتكون تركيا ثالث دولة تتسلمها بعد هولندا والنرويج، كما سيتم تصنيع أجزاء من الطائرة على الأراضي التركية أيضًا؛ حيث صرح وكيل وزارة الدفاع التركية لشؤون الصناعات العسكرية، إسماعيل دمير، أن أول مركز لتصنيع محركات تلك المقاتلات، وصيانتها وتركيبها خارج الولايات المتحدة، سيكون في تركيا.

وأضاف “دمير”، الذي يجري زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الاجتماع السنوي لممثلي الدول المشاركة في مشروع تصنيع مقاتلات (F-35) وأن “مراحل التصنيع وصلت إلى مستويات معينة، وبرنامج التصنيع دخل في مساره”، وأكد، أن أنقرة تُشارك بشكل فعلي في عملية تصنيع المقاتلات، مشيرا، أن قسم الوسط من جسم الطائرة، وأجزاء مهمة من محركها تُصنع في تركيا (الأناضول).

5ـ العلاقات التركية ـ الروسية:

على صعيد العلاقات مع روسيا ومحاولة احتواء نفوذها في الإقليم تستمر تركيا في تطوير علاقاتها مع أوكرانيا، حيث عقدت تركيا اتفاقا مع أوكرانيا يقضي بدخول مواطني البلدين بدون تأشيرة 90 يوما (ترك برس)، وجاء ذلك بعد عدة إجراءات بين البلدين، تمثلت في الاتفاق على المشاركة في تطوير الصناعة البحرية لتعزيز سلامة وأمن البحر الأسود، وكذلك وجود مباحثات بين شركة “أسيلسان” التركية ونظيرتها الأوكرانية “أوكر أبرون بروم” لتنفيذ برامج مشتركة تهدف إلى تطوير الدبابات، وتوسيع التعاون لاحقا ليشمل المدفعية أيضا.

كما أعلن وزير الزراعة الأوكراني أوليكسي بافلينكو أن بلاده “مستعدة لسد أي فجوة محتملة في سوق المواد الغذائية التركية، جراء فرض موسكو قيودا تجارية على أنقرة، وخاصة في مجال صادرات القمح والشعير والذرة ومنتجات الدواجن”، ثم أعلنت نتاليا ميكولسكايا نائبة وزير التنمية الاقتصادية أن أوكرانيا وتركيا اتفقتا على عقد جولة مفاوضات مع بداية 2016، لإنشاء منطقة تجارة حرة بينهما )الجزيرة.نت).

كما وقع البلدان اتفاقية لتدريب 3 آلاف ضابط شرطة أوكراني في تركيا (ترك برس)، بينما وقعت تركيا وأوكرانيا اتفاقية مشتركة لتصنيع طائرات نقل للركاب وللشحن، في إطار اتفاقية شاملة للصناعات والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والمواصلات الأسبوع الماضي (تي آر تي العربية).

6ـ العلاقات التركية المصرية:

من أبرز أحداث الأسبوع محل الرصد، فيما يتعلق بالعلاقات المصرية التركية، إعلان جريدة “خبر ترك” التركية نقلا عن مصادر داخل أروقة صنع القرار بحزب العدالة والتنمية التركي، أن الحكومة الجديدة ستضع من ضمن أولوياتها قبول المبادرة السعودية بإصلاح العلاقات التركية المصرية، وذلك من أجل معالجة مختلف قضايا الإقليم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن استمرار التوتر ما بين البلدين الكبيرين لا يصب في مصلحة أي منهما، بدون أن يوضح تقرير الجريدة إذا ما كان ذلك الإصلاح في العلاقة سيأتي بتنفيذ شروط أي من الدولتين، أم سيتم التعاون فقط في بعض الملفات دون التطرق إلى الإصلاح الكامل للعلاقات ما بين البلدين.

ويبدو أن الاتجاه الأخير هو الأكثر ترجيحًا؛ حيث إن قبول أي من الدولتين لشروط الأخرى من غير المتوقع في الفترة الحالية، لذلك ربما يعمل الجانبان على التعاون في بعض الملفات الجزئية (ترك برس).

وهنا تبرز احتمالية وجود تنسيق تركي مصري سعودي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد فإن التعاون بين الجانبين المصري التركي في قضية غزة وإنشاء ميناء هناك ورفع الحصار جزئيًا ربما يكون مطروحًا على الطاولة، لاسيما مع ربط السعودية للمساعدات الاقتصادية لمصر بتعاون القاهرة في مختلف الملفات الإقليمية، التي باتت السعودية تلعب فيها دورًا قياديًا منذ تراجع الدور الإقليمي المصري.

——————————

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close