
تطورات المشهد التركي 9 أغسطس 2016
يتناول هذا التقرير أهم التطورات الداخلية والخارجية التي شهدتها تركيا، خلال الفترة من 2 إلى 8 أغسطس 2016، وموقع العلاقات المصرية ـ التركية من هذه التطورات، وذلك على النحو التالي:
أولاً: حدث الأسبوع: زيارة أردوغان لروسيا
تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا الاتحادية (9 أغسطس 2016) في توقيت هام للغاية للبلدين، حيث إن كلاهما يتعرض لتوترات مع الغرب فيما يتعلق بعدة ملفات أمنية واقتصادية وحقوقية؛ كما أن الصراع في سوريا يعطي أهمية إضافية لتلك الزيارة، لا سيما مع تصريحات إردوغان أنه “بدون مشاركة روسيا سيكون من المستحيل أن نجد حلاً للمشكلة السورية، فقط بالشراكة مع روسيا سوف نكون قادرين على حل الأزمة في سوريا” (رويترز)، كما صرح لوكالة إيتار تاس الروسية أنه يتوقع فتح “صفحة جديدة” مع “صديقه” بوتن في العلاقات الثنائية بين الجانبين (روسيا اليوم).
ومن المؤكد أن الاقتصاد سيكون على رأس أولويات إعادة تطبيع العلاقات ما بين الجانبين، لاسيما وأن تركيا لم تشارك الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم، ومن ثم فإن روسيا تهدف إلى استئناف العلاقة بين الجانبين من أجل تدشين العديد من المشاريع العملاقة التي يقوم بها رجال الأعمال في الدولتين، بالإضافة إلى مشروعات تصدير الغاز إلى أوروبا من روسيا عبر تركيا، وكذلك إنشاء محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية ستقوم بإنشائها روسيا لتركيا، بينما تنشط الشركات التركية في مجال العقارات والإنشاءات داخل روسيا.
وفيما يتعلق بالصراع في سوريا فيمكن للطرفين أن يصلا إلى حل بتنصيب حكومة مؤقتة في البلاد وكذلك التعاون في تحييد حزب العمال الكردستاني من الصراع السوري وكذلك مشاركة تركيا لروسيا في عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة والتي قد تهدد أمن روسيا، وأن اتخاذ تركيا مواقف مستقلة عن أوروبا والولايات المتحدة في الصراعات الإقليمية من المؤكد أنه سيسعد الجانب الروسي (ديلي صباح).
وأشارت وكالة أنباء (الأناضول) أنه يتوقع أن يلعب اللقاء المنتظر، دورا كبيرا في وضع خارطة طريق لمستقبل العلاقة بين البلدين، عبر مناقشة سبل إعادة إحياء العلاقات بينهما، والتعاون التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى تناول المسائل المثارة على الساحة، مثل الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية، ما يضفي على اللقاء بعدا إقليميا هاما، خاصة أن تركيا وروسيا، من الدول التي يمكن أن تلعب دورا هاما في التوصل لحل للأزمة السورية.
ويشير خبراء إلى أن روسيا ربما تكون أكبر المستفيدين من الانقلاب الفاشل في تركيا؛ حيث إن مشاعر العداء لأوروبا والولايات المتحدة في تركيا ستؤدي إلى تقارب بين موسكو وأنقرة، لاسيما في حالة رفض واشنطن تسليم فتح الله جولن الذي تتهمه أنقرة بأنه العقل المدبر وراء انقلاب الخامس عشر من يوليو الماضي، وفي مقابل ذلك ومع تكرار الإشارة من مسئولين أتراك إلى تورط الغرب في ذلك الانقلاب، حرص وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على “شكر روسيا وبخاصة الرئيس بوتن ودعم بلاده لتركيا، على عكس دول أخرى” حسب تعبيره (المونيتور).
فيما يرى محللون أتراك قريبون من موسكو أن روسيا هي الدولة الأهم بالنسبة لتركيا والتي تستطيع أن تلجأ إليها في حال اتخاذها قرار بتقليل مستوى علاقاتها الاستراتيجية مع الغرب، حيث يقول حاقان أقصاي الكاتب التركي أن “أنقرة تستطيع أن تعتمد في سياساتها الخاصة بشأن سوريا على روسيا، وحينئذ فإن موسكو يمكن أن تعيد النظر في علاقاتها مع الأكراد في سوريا من أجل دفع علاقاتها مع تركيا (تي 24).
بالرغم من أن البعض يشير إلى صعوبة تحقق ذلك على الأرض لأن ذلك سيتطلب تحولاً كبيرًا في السياسة الخارجية التركية، وبالنظر كذلك إلى الملفات الشائكة بين الجانبين مثل أوكراينا وشبه جزيرة القرم والشرق الأوسط وقبرص، وأن ذلك سيغضب الكثير من حلفاء أردوغان بالإضافة إلى القوميين الأتراك، حيث يقول الدبلوماسي التركي السابق “أونال جيفيكوز أن تركيا تضررت بشدة من المحاولة الانقلابية الفاشلة وتريد أن ترسل رسائل إلى الغرب أنها يمكن أن تحول علاقاتها الاستراتيجية باتجاه روسيا، بالرغم من أن ذلك “لن يصب تمامًا في مصلحة تركيا لأن ذلك لن يخدم مصالحها طويلة الأمد، وهذا لا يعني أننا لا يجب أن يكون لدينا علاقات جيدة مع روسيا، ولكن يجب تحسين العلاقة وتعميقها، ويجب أن يكون ملف الطاقة على رأس أولويات أردوغان في زيارته إلى موسكو” (المونيتور).
كما أكد جيفيكوز أن من أهداف روسيا الأساسية هي إضعاف الناتو وإقناع تركيا بألا يتلاعب بها الناتو لتحقيق أهدافه ضد مصالح الدولتين، ويخلص إلى أن كل التوقعات بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع روسيا هي فقط بدافع الغضب من الغرب، ولكنها ربما لا تكون أحلامًا وردية كما قد يفترض البعض، كما صرحت جريدة البرافدا الروسية قبيل زيارة إردوغان لروسيا أنه “يجب ألا تثق روسيا في أردوغان”، بالرغم من وجود ملفات كثيرة للتعاون بين الجانبين، ولكن تشير الصحيفة إلى أن إردوغان ينظر الآن إلى حلفائه وأعدائه بناء على محاولة الانقلاب الفاشلة عليه، وهي نظرة مؤقتة ربما تدفعه إلى اتخاذ قرارات وقتية فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، ومن ثم يجب ألا تثق روسيا في تلك المبادرة بحسن التعامل من الجانب التركي، وأن تركيا تقيم علاقات الصداقة مع الدول الآن بناء على مواقفهم من الانقلاب الفاشل، وأثنت على عدة دول من بينها قطر.
وخلصت الصحيفة إلى أن موقف روسيا هو موقف قوة، ويستطيع الجانبان معًا أن يكسرا ما وصفته الجريدة بالحصار المالي والأخلاقي من الدول الغربية على روسيا، وثانيا يمكن استعادة علاقات الجوار، وثالثا يمكن حل الأزمة السورية، وأن ما وصفته الجريدة بـ “أسلمة” تركيا، يجب ألا يقلق روسيا لأنها قضية داخلية في تركيا، فما يقلق روسيا هو انتشار الإرهاب وأن وجود أوضاع غير مستقرة داخل تركيا يمكن أن تفتتها إلى عدة دول.
ويقول المؤرخ الروسي ميكائيل ماير أنه “فيما يتعلق بتصديق إردوغان من عدمه فصناع السياسات لا يثقون في أي فرد على الإطلاق، ومن المؤكد أن إردوغان يريد تحسين علاقته مع روسيا في الوقت الراهن، فعامل الوقت مهم لتركيا، وإذا ما نجح في تحسين علاقته مع روسيا فإن ذلك يمكن أن ينسحب على إيران أيضًا (برافدا).
وفي النهاية تظل قضية العلاقات مع روسيا هامة للبلدين، ولكن إحداث تحول في السياسة الخارجية التركية بالميل باتجاه روسيا على حساب الغرب قد لا تكون واقعية، ولكن من المؤكد أن تركيا سوف تستفيد من تحسين علاقاتها مع روسيا للتعاون حول القضية السورية التي تمثل تهديدًا أمنيًا لأنقرة؛ وكذلك التعاون فيما يتعلق بوقف دعم أكراد سوريا، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة والمشروعات التجارية المشتركة بين البلدين.
ثانيًا: تطورات المشهد الداخلي
1ـ أردوغان: منطقتنا كانت ستقدم على طبق من ذهب لأطراف يعرفها الجميع لو نجح الانقلاب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأحد 7 أغسطس 2016) أمام آلاف الأتراك الذين شاركوا في تجمع “الديمقراطية والشهداء”، في إسطنبول، للتنديد بمحاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا في 15 يوليو الماضي، إن “هذا المشهد قهر وبثّ الحزن في نفوس الأعداء كصبيحة 16 يوليو”. وأضاف أردوغان أن “الشعب التركي الذي ملأ الشوارع ليلة المحاولة الانقلابية نال شرف الكفاح والشهادة وكتب اسمه بحروف من ذهب”، وتابع: “الشيء الوحيد الذي لم تحسب له منظمة فتح الله غولن الإرهابية حسابها هو الشعب التركي وإيمانه ووعيه”، ورأى أردوغان أن “منطقتنا كانت ستقدم على طبق من ذهب لأطراف يعرفها الجميع لو نجح الانقلاب”، وقال: “ينبغي علينا كدولة وشعب أن نقوم بالتحليل الجيد للقوى التي تقف وراء الانقلابيين”، وأضاف: “نحن نعلم جيدًا تلك القوى التي تقف وراء منظمة غولن الإرهابية وتدعمها وسنحاسبها عندما يحين الوقت المناسب” (سي إن إن).
2ـ السفير الأمريكي بأنقرة ينفي مجددًا تورط بلاده في المحاولة الانقلابية:
نشرت صحيفة حرييت التركية صورة قالت إنها تجمع السفير الأمريكي برفقة أحد الجنرالات المشاركين في الانقلاب في أحد مقاهي اسطنبول قبيل يوم واحد من موعد الانقلاب الفاشل، لكن لم تؤكد أية مصادر رسمية تركية صحة الصورة. وقال جون باس في تصريحات نقلتها صحيفة “حرييت ديلي نيوز” الناطقة بالانكليزية: “أود فقط أن أقول ذلك مرة أخرى كما سبق وقلته من قبل وكما قلناه من واشنطن، إن حكومة الولايات المتحدة لم تخطط أو توجه أو تدعم أيا من الأنشطة غير المشروعة التي جرت ليل 15 إلى 16 يوليو ولم يكن لها أي علم مسبق بها، نقطة على السطر”، وأعرب عن “استيائه الكبير وإحساسه بالإهانة جراء هذه الاتهامات” الموجهة إلى بلاده.
وكان وزيرا تركيا أعلن أن “الولايات المتحدة تقف خلف محاولة الانقلاب” فيما اتهم قائد سابق لهيئة الأركان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) بتدبير العملية، وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الانقلاب تم التخطيط لها في الخارج. وشهدت العلاقات التركية الأميركية توتراً إثر محاولة الانقلاب التي أشرف عليها تنظيم الكيان الموازي الإرهابي الذي يقوده فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة (تركيا الآن).
3ـ الحزب الحاكم في تركيا يجري عملية “تطهير” في صفوفه بعد المحاولة الانقلابية
يجري حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عملية تطهير داخله لاجتثاث الأعضاء المشتبه بصلاتهم بفتح الله غولن، الداعية المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه الحكومة التركية بالوقوف وراء المحاولة الإنقلابية الفاشلة الشهر الماضي. وقال الحزب في رسالة داخلية حملت توقيع نائب رئيس الحزب، حياتي يازجي، إنه سيباشر فورا باجراءات لتطهير صفوفه من أولئك المرتبطين بحركة غولن، التي وصفتها الرسالة بالحركة الإرهابية.وقال يازجي في الرسالة إنه أمر “بتطهير فوري للتنظيم الحزبي” لاجتثاث أولئك المرتبطين مع “منظمة فتح الله الإرهابية”، وأضافت الرسالة إن هذه العملية يجب أن تتم “من دون إعطاء أي مساحة لوقوع مشاكل أو اشاعات داخل الحزب”، وتتهم الحكومة التركية غولن بإدارة “دولة موازية” داخل الدولة، وتخطيط المحاولة الانقلابية عبر اتباعه في الجيش في الخامس عشر من يوليو (بي بي سي).
4ـ المستثمرون العرب يرغبون بتكثيف الاستثمار في تركيا عقب الانقلاب الفاشل
قال جمال الدين كريم، رئيس جمعية رجال الأعمال العرب والأتراك “ارتياد”، إن رجال الأعمال العرب، أبدوا رغبتهم في تكثيف الاستثمارت بتركيا، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة مؤخرا، وأفاد أن “كثيرا من رجال الأعمال العرب لديهم مشاريع قائمة في تركيا أو طور التأسيس، والأخيرون هم الأكثر معرفة بأوضاع تركيا، ويشعرون كما المواطنين الأتراك بالتقدم والتطور الحضاري الذي تشهده، بل باتوا جزءا من المجتمع التركي واقتصاده، ولم نسمع من أحد منهم أي تردد، أو نية بالتراجع في قراراته الاستثمارية”، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي. وزاد “بل إن هؤلاء المستثمرين قالوا إنه واجب علينا أن نقف بجانب تركيا في هذه المرحلة العصيبة، وتوقّع أن يتم ضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات العربية في تركيا خلال الفترة المقبلة، وتوقعه هذا جاء بناء على تعهدات ووعود من رجال أعمال عرب، وخاصة السعوديين والقطريين (يني شفق).
5ـ مقاتلات تركية تتمكن من قتل 13 شخصا من “بي كا كا” جنوب شرقي البلاد
أسفر قصف جوي نفذته مقاتلات حربية تركية، الأحد، في ريف ولاية “سيعرت”، جنوب شرقي تركيا، عن مقتل 13 من عناصر منظمة “بي كا كا” الكردية، ووفقا لمصادر أمنية تركية، جاءت العملية إثر ورود معلومات استخباراتية أفادت بوجود عناصر لـ”بي كا كا” في المنطقة (الأناضول).
ثالثًا: تطورات المشهد الخارجي
1ـ أردوغان يؤكد استعدادهم لتنفيذ مشروع “السيل التركي” مع موسكو
أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن استعداد بلاده لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تنفيذ مشروع خط أنابيب نقل الغاز الذي يعرف باسم “السيل التركي”، مع روسيا. وأشار أردوغان في حديثه، لوكالة الأنباء الروسية “تاس”( TASS) ، إلى أن روسيا تمتلك أكبر حصة في قائمة الدول التي تستورد منها تركيا الغاز الطبيعي. وقال الرئيس التركي: “استوردنا من روسيا 12.5 مليار متر مكعب، من الغاز الطبيعي خلال النصف الأول من العام الحالي، وهذا يعد مؤشرا على أن تركيا تعد شريكة مهمة من الناحية الاقتصادية. ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في شبكة “السيل التركي”، 63 مليار متر مكعب سنويًا، منها 47 مليار متر مكعب ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي (الأناضول)
2ـ التعاون الاقتصادي يتصدر جدول أعمال قمة أردوغان بوتين
من المنتظر أن يتصدّر التعاون الاقتصادي بين تركيا وروسيا، جدول أعمال أول القمة للرئيسين أردوغان وبوتين، عقب أزمة إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 نوفمبر 2015. ومن المتوقع أن تتمحور محادثاتهما حول سبل تحقيق الأهداف التجارية التي كانت محددة بين الطرفين قبل أزمة إسقاط المقاتلة الروسية، والتي تتمثل برفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى مناقشة مشاريع الطاقة والسياحة وتجارة المنتجات الصناعية والغذائية، والاستثمارات المتبادلة. ووفقاً للمعلومات التي تمّ تجميعها من البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية وخدمة الإحصاء الفيدرالي الروسية، فإنّ روسيا كانت تحتل خلال العام الماضي المركز الثاني ضمن قائمة الدول الأكثر استيراداً للمنتجات التركية، فيما كانت تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر تصديراً إلى تركيا (ديلي صباح).
3ـ تركيا ترد بغضب على دعوة المستشار النمساوي لوقف مفاوضات ضمها لأوروبا:
ردت تركيا بغضب على مقترحات نمساوية تدعو إلى وقف المحادثات بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ووصف وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، عمر جليك، تصريحات المستشار النمساوي، كريستيان كيرن، بأنها معادية لتركيا واستخدمت لغة قريبة من لغة اليمين المتطرف. وقال الوزير التركي للصحفيين في أنقرة “إنه أمر مقلق أن تكون تصريحاته مثل تلك التي يقولها اليمين المتطرف… النقد حق ديمقراطي بالتأكيد، ولكن يجب أن نفرق بين أن ننتقد تركيا أو نكون ضدها”. وكان المستشار النمساوي قال (الأربعاء 3 أغسطس 2016) إنه سيستثمر انعقاد القمة الأوروبية الشهر المقبل ليطرح مناقشة وقف المفاوضات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد. ووصف كيرن المفاوضات بأنها نوع من التخييل الدبلوماسي، (وليست شيئا واقعيا)، مضيفا أن على الاتحاد الأوروبي أن يضغط على زر الايقاف لأن تركيا لا تمتلك المعايير الديمقراطية التي تؤهلها لعضوية الاتحاد الأوروبي (بي بي سي)
4ـ تركيا.. ضبط 68 أجنبياً أثناء محاولتهم التسلل إلى اليونان
ضبطت طواقم خفر السواحل التركية 68 أجنبياً خلال محاولتهم التوجه إلى جزيرة ” خيوس” اليونانية بطريقة غير شرعية. ووفقاً لمصادر أمنية، فإن زوارق خفر السواحل رصدت صباح الاثنين (8 أغسطس)، قارباً مطاطياً على بعد ميل واحد قبالة سواحل قضاء “جشمه” في ولاية إزمير، وقامت بتوقيفه، وضبط مهاجرين كانوا على متنه يحاولون التوجه إلى جزيرة خيوس اليونانية، ونقلتهم إلى ميناء القضاء. وأشارت المصادر أن 64 من بين المهاجرين يحملون الجنسية السورية، فيما الأربعة الباقون من جمهورية الكونغو. وعقب اتخاذ الإجراءات بحق المهاجرين تم نقلهم إلى إدارة الهجرة في إزمير. وفور بدء سريان اتفاقية إعادة القبول المبرمة بين تركيا والاتحاد الاوروبي في 18 مارس الماضي، بدأ عدد المهاجرين غير القانونيين بالتراجع، إذ تدنّى عددهم خلال أبريل الماضي إلى ألف و717 مهاجراً، وواصل تراجعه خلال مايو ليستقر عند ألف و109، ويصل إلى 538 في يونيو الماضي، ليعود ويرتفع في يوليو الفائت بنسبة 44% مقارنة بشهر يونيو (يني شفق).
5ـ هيئة السياحة القطرية تفتح مكتباً لها في اسطنبول
افتتحت الهيئة العامة للسياحة القطرية (QTA) التي تعمل على الترويج للبلاد حول العالم، مكتبها التمثيلي الثامن (الإثنين 8 أغسطس)، في مدينة اسطنبول التركية. وبحسب بيان صادر من الهيئة، فقد تمّ ضم تركيا إلى شبكة مكاتبها المنتشرة في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وجنوب شرق أسيا. وأضافت الهيئة أنّها ستعزز وجودها وإمكاناتها في تركيا عبر مكتبها الجديد وستعمل على جذب المزيد من السياح الأتراك إلى قطر، من خلال التعاون مع منظمي الرحلات السياحية ووكلاء السفر، والترويج لقطر كوجهة سياحية عالمية. وأفرد بيان الهيئة جانباً لتصريحات راشد القريصي، رئيس قطاع التسويق والترويج في الهيئة العامة للسياحة، الذي أكّد بأنّ سوق السياحة التركية، تعدّ من أهم الأسواق المصدّرة للسياح بالنسبة لقطر (ديلي صباح).
رابعًا: تطور العلاقات التركية المصرية:
نشر موقع “ستراتفور” تحليلا عن العلاقات التركية المصرية، رجحت فيه كاتبة التقرير إيميلي هاوثورن إن التوتر بين البلدين سيتعمق بالنظر إلى الحرب الكلامية التي اندلعت بين البلدين عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وأن مستقبل البلدين يبدو أنه يسير إلى مزيد من الشقاق بالرغم من وساطة السعودية لرأب الصدع، وتشير الكاتبة إلى أن مصر ربما تتجاوب مع الرغبة السعودية في بناء حلف سني وقد يتطور التعاون إلى الجوانب العسكرية في استهداف الجماعات المسلحة التي تمثل تهديدًا لهم، بالرغم من أن ذلك قد يعني حسب الكاتبة تخلي أنقرة عن الزعامة الإقليمية لصالح الرياض وهو ما قد يتعارض مع طموح الأتراك، إلا أن إجراء أية مصالحة بين البلدين سيكون عملية معقدة؛ بسبب مواقفهما المتباينة من جماعة الإخوان المسلمين، التي قامت القاهرة بحظرها، وتصنيفها كجماعة إرهابية. وبسبب تواتر أنباء عن دعم مصر لـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية التركية أيضًا عبر رئيس حزب الغد الجديد أيمن نور المقيم في تركيا أنه يؤيد عودة العلاقات التركية مع النظام السياسي المصري الحالي، جاء ذلك في كلمته في معرض الكتاب باسطنبول في ندوة برعاية مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، وقال أن رأيه جاء باعتبار أن ذلك يمثل مصلحة الشعبين، وأنه طالما سوف تتحقق مصالح الشعبين بدون التغول على المبادئ حسب تعبيره، فأهلا بتلك المصالحة، وقال أنه يثق في أن الرجل الذي يحكم تركيا حاليا (في إشارة إلى رجب طيب أردوغان) رجل مبادئ، ولن يتغول عليها (فيديو).
فيما أشار تقرير نشره معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن تسوية الأزمة في العلاقات بين تركيا ومصر التي كانت احتمالا واردا حتى فترة قريبة، صارت أمر مستبعدا في المستقبل القريب بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا التي عمقت الخلافات بين البلدين، ولاسيما بعد التأييد المصري غير المعلن لها. وقال التقرير الذي أعدته “جاليا لندنشتراوس” المتخصصة في الشأن التركي، و”أوفير فينتر” الباحث في المعهد إن مصر انتقلت خلال ساعات من الإعلان عن الانقلاب من حالة النشوة والفرح إلى حرج كبير، وتحول الاحتفال في وسائل الإعلام المصرية المقربة من النظام بسقوط أردوغان إلى حزن، وعلاوة على ذلك تسببت في وقف محاولات ذوبان الجليد بين البلدين.
وخلص التقرير إلى أن الرئيس التركي سيفضل خلال الفترة المقبلة العمل على استقرار الحكم في الداخل على المصالحة مع مصر، لكن على المدى المتوسط والبعيد من المتوقع أن تستأنف محاولات التقارب بين البلدين والتي تقودها المملكة العربية السعودية، وحث التقرير القيادة الإسرائيلية أن تأخذ التوتر المتزايد بين القاهرة وأنقرة في الحسبان خاصة على ضوء الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر في غزة وسيناء، في مقابل التوسع المتوقع للأنشطة التركية في قطاع غزة في أعقاب اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا (ترك برس).