المرصد

تطورات المشهد السعودي 15 أغسطس 2016

يتناول هذا التقرير أهم اتجاهات الإعلام السعودي إزاء التطورات الداخلية والخارجية، خلال الفترة من السبت 6 أغسطس، وحتى الأحد 14 أغسطس 2016.

أولاً: حدث الأسبوع:

كان هناك حدثان رئيسيان هذا الأسبوع اهتم بهما الإعلام السعودي، الأول هو التطورات اليمنية، والثاني هو التطورات التركية، بعد زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا، واستقبال تركيا لوزير الخارجية الإيراني.

1. الملف اليمني:

شهد الملف اليمني مجموعة من التطورات السياسية والميدانية، التي جعلت جبهة اليمن أحد أهم الملفات التي تواجه الأمن القومي السعودي في هذه المرحلة، التطورات الميدانية تتعلق بتزايد أعمال القصف الصاروخي التي تقوم بها قوات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، وعمليات اقتحام برية للحدود السعودية.

أما على المستوى السياسي؛ فإن التطور الأبرز هو بدء جماعة الحوثي، من خلال محاولة تجميع أكبر قدر ممكن من النواب، في عقد جلسات لمجلس النواب اليمني، بعد أكثر من عام ونصف من تعطيل المجلس.

الخطوة جاءت من أجل “البت” في استقالة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التي كان قد تقدم بها في يناير من العام 2015م، وعاد وتراجع عنها؛ إلا أن الهدف الأساسي بطبيعة الحال، هو التأكيد على أن هادي هو رئيس مستقيل، وبالتالي؛ فلا يجوز له أن يطلب تدخل السعودية والتحالف العربي في الشأن اليمني.

النقطة في استقالة هادي، هو خلاف بشأن الفترة التي قضاها كرئيس مستقيل؛ حيث إنه يقول إنه سحب استقالته في نهاية الفترة الدستورية التي يمكنه أن يتراجع فيها عن استقالته [استقال يوم 22 يناير، وأُعلن عن سحبها يوم 23 فبراير، بينما يقول الحوثيون وأنصار صالح أن هادي قد تجاوز هذه الفترة، وهي ثلاثون يومًا].

قناة “العربية”، ووسائل إعلام سعودية أخرى من تلك التي تقدم خدمات إخبارية على مدار الساعة، ركزت على عدم نجاح الحوثيين وأنصار صالح في استكمال النِّصاب اللازم لعقد الجلسة الأولى، السبت، 13 أغسطس؛ حيث حضر 80 عضوًا من أصل 301 نائب، هم العدد الكلي لنواب المجلس، فيما أعلن الحوثيون عن انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان اليمني بمن حضر.

اللافت كان بعض التعليقات التي وصلت على تقارير بعض المصادر السعودية المفتوحة في هذا الصدد؛ التي أشارت إلى أن الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، قد أجبروا 80 “شخصًا” على الحضور تحت القوة القاهرة – في إشارة إلى تصريحات للرئيس، ووزير خارجيته، عبد الملك المخلافي في هذا الصدد – في المقابل، رد معارضون بأنه لو كان الأمر كذلك؛ فلماذا لم يستطِع أنصار هادي جمع غالبية النواب في جلسة في عدن؛ لكي يبطلوا هذا الإجراء من جانب الحوثيين وصالح.

“الشرق الأوسط” اللندنية، عنونَتْ تقريرها عن الموضوع بـ”اليمن: الانقلابيون يفشلون في تأمين نصاب «جلسة البرلمان» غير القانونية.. ويعقدونها «بمن حضر»”(1)، وقالت السبت، 13 أغسطس 2016م:

“فشلت ميلشيا الحوثي والمخلوع صالح في تأمين النصاب لجلسة البرلمان التي دعوا إلى انعقادها اليوم (السبت) في صنعاء من أجل التصويت وشرعنة المجلس السياسي الذي شكلوه قبل أكثر من أسبوع، في حين قرر الانقلابيون عقد الجلسة البرلمانية بمن حضر، وسط وجود كثيف للمسلحين”.

وعقبت على غياب نواب من حزب المؤتمر الشعبي العام، وقال:

“جاءت جلسة اليوم وسط غياب ملحوظ لنواب حزب المخلوع علي عبد الله صالح، رغم تهديدات الأخير لهم في حال تغيبوا عن اجتماعه، بالتصفية والقتل”.

أما “الحياة” اللندنية، فقد عنونت تقرير لها: “جلسة بلا نصاب لبرلمان اليمن بحماية سلاح الحوثيين”(2)، ولكنها اهتمت بالأساس في تقريرها الذي صدر الأحد 14 أغسطس، بتصريحات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التي أكد فيها على عدم شرعية جلسة البرلمان التي عقدت السبت في صنعاء.

وذكرت أن النواب الذين حضروا – ذكرت أنهم من الحوثيين وحزب علي صالح على حد سواء – قد صوتوا تاييدًا للمجلس السياسي الأعلى الذي سبق أن أعلن الحوثيون تشكيله مع صالح لإدارة شؤون اليمن. ولكن “الحياة” ذكرت أن عدد النواب الحضور كانوا 90 نائبًا وليس 80.

في هذا الإطار، نشرت الرياض افتتاحيتها ليوم الأحد 14 أغسطس، وصفت فيه الخطوة بأنها “عبث”، وأنها تهدف إلى إرباك المشهد، للتغطية على “الفشل العسكري” لمن وصفتهم بالانقلابيين(3). وقالت الافتتاحية:

“اجتماع مجلس النواب اليمني الذي عقد أمس غير مكتمل النصاب وبدعوة من الانقلابيين لـ “شرعنة” انقلابهم يأتي في سياق المسرحيات الهزلية والتخبط غير محسوب العواقب من أجل تكريس وجودهم على الأرض”.

وأضافت أنه:

“على الرغم من الهزائم العسكرية التي يمنون بها، ومحاولاتهم اليائسة على حدود بلدنا إلا أنهم يحاولون إيجاد واقع سياسي على الأرض لعل وعسى يتقدم مشروعهم الانقلابي خطوة إلى الأمام يحققون من خلاله نصراً مزيفاً يوهمون به أتباعهم المخدوعين، فبعد الإعلان عن تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن أعلنوا عن عقد جلسة للبرلمان حتى وإن كان غير مكتمل النصاب، خطوات تدل أن هناك مشاريع أخرى عند هؤلاء الانقلابيين يريدون من خلالها إرباك المشهد في اليمن”.

على المستوى السياسي ذكرت المصادر الإعلامية السعودية أن هناك ترتيبات تُجرى لعقد اجتماع هذا الأسبوع يضم وزراء خارجية ومسؤولين من السعودية والإمارات وروسيا وبريطانيا، لبحث الأزمة اليمنية، وسبل حلها “بالوسائل السياسية” على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي ذكرت مصادر سعودية أنه يحضِّر لجولة مقبلة من المحادثات في نهاية شهر سبتمبر المقبل.

في الإطار الميداني، كان هناك خبران نوعيان فيما يخص الداخل السعودي، الأول يتعلق بصد محاولة جديدة للحوثيين لاختراق الحدود الجنوبية للمملكة، عند نجران، وصد الدفاعات الجوية السعودية لصاروخ أطلقه الحوثيون على منطقة خميس مشيط الحدودية.

قناة “الإخبارية” التابعة للتليفزيون الرسمي السعودي، نقلت في ذلك تصريحات للواء أحمد عسيري، المتحدث باسم “التحالف العربي”، الذي قال فيه: “واهم من يجعل حدود المملكة جزء من معادلة أي حلول باليمن وسوف يفيق على تحرير صنعاء”، وأضاف: “إن المواطنون واثقون بالقوات المسلحة وقدراتها، ومنظومة الصواريخ تبطل أي محاولة اعتداء”، مشيرًا إلى أن جزءًا من عمليات القصف التي تتم في اليمن من جانب التحالف “تأتي لمنع امتداد الهجمات على حدود المملكة”(4).

أما داخل اليمن؛ فقد كانت المعارك الأهم في وحول تعز؛ حيث أعلن المجلس العسكري في تعز، السيطرة على جبل صبر جنوب المدينة، وذكرت وسائل الإعلام السعودية أن ما يسمى بالمقاومة الشعبية الموالية لهادي، ووحدات الجيش اليمني الموالية له، من تطهير جبل الرضعة والهوبين في منطقة الأقروض بمديرية المسراخ جنوب المدينة، وأنها سيطرت على تبة الصالحية الاستراتيجية في جبل صبر بتعز.

ميدانيًّا، ولكن في جانب آخر، اهتمت المصادر الفضائية والحدثية السعودية، بإعلان الجيش اليمني الموالي لهادي، عن “تحرير” مدينة زنجبار اليمنية من قبضة تنظيم “القاعدة”.

2. التطورات التركية:

أول ملمح في الموضوع التركي، هو الأزمة القائمة بين كل من تركيا والولايات المتحدة بشأن طلب أنقرة من واشنطن تسليم فتح الله جولن، زعيم حركة “الخدمة”، والذي تتهمه تركيا بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا، منتصف شهر يوليو الماضي.

وركزت وسائل الإعلام السعودية على ما أوردته محطة “سي. إن. إن. تورك”، بأن مكتب الإدعاء العام في إسطنبول طالب، في خطاب وجهه إلى السلطات الأمريكية، باعتقال جولن، وتصريح بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، بأن “العنصر الأساس لتحسين علاقاتنا مع الولايات المتحدة هو تسليم جولن، أو لا مفاوضات”، معتبرًا أن هذا الأمر “تتوقف عليه مسألة استمرار المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في تركيا أو عدمه”.

كما أشارت إلى زيارة يعتزم أن يقوم بها نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، إلى تركيا، يوم 24 أغسطس الجاري، وبعده وزير الخارجية جون كيري في أكتوبر، من أجل بحث الأزمة القائمة في العلاقات بين البلدين.

كما غطت الصحف السعودية مقال كتبه جولن في اللوموند الفرنسية، ونشرته له الجمعة، 12 أغسطس، وطالب فيه بـ”تحقيق دولي”، في الاتهامات الموجهة إليه، متعهدًا بـ”التعاون الكامل” في هذا الصدد، وقال في ذلك: “أوجه نداء إلى السلطات التركية وأعدها بالتعاون الكامل. وأطالب بأن تقود لجنة دولية مستقلة التحقيقات بشأن محاولة الانقلاب”.

على مستوى صحف الداخل، تباين مستوى الاهتمام بموضوع زيارة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى تركيا، والتطورات التركية بشكل عام، وكانت صحيفة “عكاظ” هي الأكثر اهتمامًا وهجومًا على أنقرة في ذات الآن. ففي تقرير لها، بعنوان: “20 قتيلاً بقصف النظام على حلب.. بعد لقاء ظريف وزيارة أردوغان سورية تترقب نتائج «الدوران» التركي”(5)، قالت:

“تراقب الأوساط السورية المعارضة نتائج زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، الذي اصطحب معه وفدا ثلاثيًّا برئاسة رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، لبحث الأزمة السورية مع الجانب الروسي، فيما تعهدت تركيا لدى استقبال وزير الخارجية الإيراني التعاون مع إيران لإيجاد حل للنزاع في سورية، رغم الاختلافات الجوهرية في مواقف البلدين اللذين يدعمان فريقين متعارضين”.

وهنا ثمَّة ملاحظة واجبة؛ حيث العنوان وضع “قصف النظام على حلب” مع عبارة “بعد لقاء ظريف وزيارة أردوغان”. فالموقف الحقيقي للإعلام السعودي من تركيا بدا من تقارير مثل تقرير آخر لـ”عكاظ”، نشرته يوم 12 أغسطس، حمل عنوان: “ظريف في أنقرة اليوم.. اختفاء 3 ملحقين عسكريين.. تركيا: البرلمان يشرعن التطبيع مع إسرائيل”(6).

والعنوان واضح تمامًا فيما يقوله عن تركيا، وتصدر التقرير تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس الماضي، في صدد أن البرلمان التركي سيصادق “قريبًا” على اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل الذي تم التوقيع عليه قبل بضعة أسابيع، على أن يليه تبادل للسفراء بين الطرفَيْن.

التعليقات التي أجازتها المواقع الإلكترونية للصحف السعودية، تبرز كذلك حقيقة الموقف في الإعلام السعودي؛ حيث حفلت بالهجوم على تركيا، ولكن مع تجنُّب الانتقادات المباشرة لزيارة ظريف إلى تركيا؛ حتى لا يبدو الأمر متعلقًا بموقف سعودي من تركيا تحركه مصالح سعودية، وإنما يبدو الأمر وكأن الإعلام السعودي يدافع عن أهداف معينة في الأزمة السورية وفي الموضوع الإسرائيلي.

وفي المقابل كانت هناك بعض الأخبار الإيجابية عن تركيا والعلاقات التركية السعودية، مثل الحديث عن بدء شركة الطيران السعودية في تسيير رحلات مباشرة إلى أنقرة في نوفمبر المقبل، وإبراز تصريحات المسؤولين الأتراك عن موقف السعودية الرسمي الرافض للانقلاب.

ومن بين هذه الأخبار ذات النوعية الإيجابية، بدء لجنة المشتريات في الحملة الوطنية السعودية، المحطة الثانية من خطة أعمالها في تركيا بالتفاوض مع المصانع المتخصصة تمهيدًا للبدء في عمليات التصنيع للمواد الإغاثية؛ حيث أنهت اللجنة المحطة الأولى من خطة أعمالها بزيارة 16 مصنعا متخصصًا في مختلف هذه المجالات (7).

هذا مع استثناء صحف بعينها تعادي تيار الإسلام السياسي والإخوان المسلمين بشدة، مثل “عكاظ”.

المواقف السلبية بالأساس، تحملها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث كان الهجوم ليس على “السياسات التركية” الجديدة في الإقليم، ولكن على شخص الرئيس التركي.

تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المؤتمر الصحفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان في سان بطرسبرج، يوم 9 أغسطس، كانت محل اهتمام المصادر السعودية، وركزت على ما قاله بوتين في صدد أن إعادة بناء العلاقات التجارية بين بلاده وتركيا “ستستغرق وقتًا، وتتطلب الكثير من العمل (..) أمامنا عمل شاق لإحياء التعاون التجاري والاقتصادي. وقد بدأت هذه العملية ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت”.

وفي مجال مقالات الرأي، نقف أمام مقال للكاتب اللبناني، جهاد الخازن، في صحيفة “الحياة” اللندنية، حمل عنوان: “أردوغان يغامر بمستقبل تركيا”(8)، استهله بعبارة تثير العجب بالفعل؛ حيث بدا مهمومًا على جمهورية أتاتورك العلمانية، وكأن محاولة أردوغان لتغييرها؛ بمثابة جريمة؛ حيث قال:

“يوماً بعد يوم، تزداد الأدلة على أن رجب طيب أردوغان يسعى إلى تقويض الجمهورية العلمانية التركية التي بناها كمال أتاتورك قبل مئة سنة أو نحوها وبناء سلطنة إسلامية عثمانية دوره فيها الرئيس أو السلطان”.

ثم تجده يدافع عن الولايات المتحدة وينفي عنها تهمة التورط في انقلاب تركيا الفاشل، بالرغم من أن جهاد الخازن من أكثر الكُتَّاب هجومًا على السياسات الأمريكية؛ فيقول:

“التهمة لا تستند الى أساس يمكن أن تقبل به أي محكمة، وأعيدها الى محاولة أردوغان التخلص من حليفه السابق الداعية فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة منذ سنة 1997، أي قبل خمس سنوات من مجيء حزب العدالة والتنمية الى الحكم”.

أما خالد الدخيل، فقد كتب مقالاً بعنوان: “أردوغان وبوتين والأسد بينهما”، تناول فيه أثر السياسات التركية الجديدة على محور موسكو – طهران، على الأزمة السورية، ومصير الرئيس السوري، بشار الأسد. ومن بين ما جاء في المقال؛ ويتعلق بالموقف السعودي إزاء هذه التطورات:

“هدف إيران هو محاولة إقناع أنقرة بتشكيل تحالف روسي – تركي – إيراني بعيداً من خصوم طهران، بخاصة السعودية، يكون وازناً لمصلحة بقاء الأسد. لكن الأخير يعرف بأن إيران هي الوحيدة التي تتمسك ببقائه، كما يعرف أن قبول تركيا بالمقترح الإيراني يعني تقييد تحالفاتها الغربية والإقليمية، وبالتالي تقليص خياراتها في سورية، وربما يعرف أكثر من الإيرانيين أن الدور الروسي في سورية مرتبط بشروط وحدود التفاهم مع واشنطن، الذي على أساسه سلمت بهذا الدور”.

ويضيف أن الأسد يعرف أيضًا أن:

“الانعطافة التركية نحو روسيا وإسرائيل أدخلت ديناميكية جديدة على الصراع، وتعززت هذه الديناميكية أكثر لمصلحة أنقرة بعد فشل الانقلاب والالتفاف الشعبي ضده”.

ويختم مقاله بالقول:

“لا تستطيع أنقرة الاصطدام مع روسيا مرة أخرى، لكنها لا تستطيع التفريط بمكاسبها أيضاً (في سوريا). التسليم ببقاء الأسد يعني تعزيز الوجود الإيراني في سورية، وتآكل تلك المكاسب (..) لا تملك تركيا رفض الوجود الروسي في سورية، لكن تجاور هذا الوجود مع وجود إيراني، وبقاء الأسد سيكون على حسابها”.

أما إياد أبو شقرا، فقد كتب في “الشرق الأوسط” اللندنية، مقالاً بعنوان: “تركيا.. وحساب المصالح الحيوية!”(9)، حلل فيه المشهد الراهن الذي جعل تركيا تندفع إلى التعاون مع روسيا وإيران في الملف السوري، وحدد ذلك بالموضوع الكردي، وتجاوز الولايات المتحدة للمصالح التركية خلال إدارتها للأزمة السورية، منتقدًا غياب العرب عن كل هذه التطورات. وفي ختام مقاله لخص المشهد بعبارة قال فيها:

“أما إيران، فهي «قطب» تاريخي في الشرق، عايشت كياناته وسلالته الحاكمة كيانات تركيا وحكامها عبر التاريخ عبر فترات تنافس وعداء.. وتعاون وتحالف. وفي أرض إيران من المتحدّرين من أصول تركية أكثر مما في أرض تركيا من غير الأتراك. ولئن كانت الدولتان اليوم في حالة تنافس، بل وخلاف عميق في سوريا، فإن همهما إزاء مشروع «كردستان الكبرى» واحد. ومن ثم قد تكون «البوابة الكردية» المدخل لتعايش مصلحي مؤقت وتقاسم نفوذ إقليمي استنسابي على حساب الغائب الأكبر عن الساحة.. العرب!”.

“الحياة” نشرت أيضًا مقالاً للكاتب كرم سعيد، بعنوان: “حزب «العدالة والتنمية»: تطهير أم إعادة هيكلة؟”(10)، أشار فيه إلى وجود اعتراضات داخل الحزب الحاكم في تركيا ذاته، على الإجراءات الاستثنائية التي تم اتخاذها عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة. ومن بين ما قاله عن وجود قيادات في الحزب تعارض سياسات ومواقف أردوغان من قبل المحاولة الانقلابية:

“.. رفضت هذه القيادات في وقت سابق التوجهات السلطوية لأردوغان وجهوده لتحويل مجرى النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي معتمداً على استثمار المكتسبات السياسية والاقتصادية والفكرية التي حققها «العدالة والتنمية» منذ صعوده إلى صدارة المشهد في 2002، وتوظيفها لخدمة أحلامه الشخصية سواء لجهة الإمساك بمفاصل الدولة وحده أو إعادة إنتاج نمط الخلافة العثمانية من خلال طبعة أكثر حداثة ومغلَّفة بالهوية الثقافية والحضارية لتركيا”.

وأشار إلى أن الانقلاب الفاشل:

“أصبح فرصة لأردوغان، ليس لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة للتماهي مع توجهاته، وإنما لوضع نهاية لدور المختلفين معه من قيادات «العدالة والتنمية» والجناح الإصلاحي الرافض لتوجهات أردوغان السلطوية (..) القصد أن تشويه الصورة الذهنية لعدد من قيادات «العدالة والتنمية» قبيل ذكرى تأسيس الحزب، ووصول الأمر إلى حد الاتهام علنية بالانتماء إلى جماعة غولن التي تصنّفها تركيا إرهابية، هو اتهام يخفي أكثر مما يبدي، فلم تكن التهمة في جوهرها إلا تكتيكاً لكسب غطاء شعبي وسط قواعد الحزب وأنصاره لتمرير إطاحة الجناح الإصلاحي الذي يمثل شوكة في خاصرة أردوغان وحائط صد أمام طموحاته السلطوية، خصوصاً أن هذا التيار ما زال يحظى بتأييد قطاعات جماهيرية معتبرة”.

ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:

وفق المقاييس الإحصائية؛ كانت أهم الأحداث الداخلية في المملكة بشكل عام، مباراة السوبر في كرة القدم، لموسم 2015/2016م، والتي جرت بين الأهلي والهلال، وفاز بها الأول بركلات الترجيح، لدرجة أن البعض قام بوضع ملف خاص لها على صفحاته الإلكترونية. وعزز من حالة الفراغ الداخلي هذه، هو اقتراب موسم الحج، واقترانه بموسم الإجازات الصيفية. إلا أن هناك ملفات حظيت باهتمام أكثر من غيرها، مثل استعدادات موسم التعليم الجديد، وخصوصًا في مجال التعليم الجامعي، وقطاع العمل، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، وهذا الأخير أخذ بُعدًا مزدوجًا، داخليًّا وخارجيًّا؛ حيث كان وثيق الصلة بالمعارك الحالية في العراق وسوريا وليبيا، ضد تنظيم الدولة “داعش”.

1- قطاع العمل:

من بين القضايا التي اهتمت بها المصادر السعودية، واقعة قيام إحدى شركات الاستقدام بعرض عدد من العاملات المنزلية في إحدى الأسواق؛ حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر وقوف ثلاث عاملات بجوار كاونتر شركة، عُرض خلفه إعلان عن تأجير العمالة المنزلية بالساعات في أحد أسواق الظهران. المصادر السعودية حرصت على نقل تصريحات خالد أبا الخيلن المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل والتنمية الإجتماعية التي قال فيها، إن ذلك “تصرف مرفوض”، وإن الشركة “ستخضع للتحقيق والمحاسبة”.

في قطاع العمل كذلك، أعلنت الوزارة أنها قررت، في إطار “رؤية المملكة 2030″، إطلاق بوابة “كوادر عمل”، التي تتيح ثلاث خدمات، أولها إتاحة الفرصة للمنشآت الراغبة في نقل خدمات عمالتها للغير بوضع السير الذاتية لتلك العمالة، بشرط موافقة تلك العمالة، والثانية: إتاحة الفرصة للمنشآت الراغبة في الاستفادة من خدمات تلك العمالة بمطالعة سيرها الذاتية، وإمكان نقل خدماتها إليها بحسب حاجة المنشأة. أما الخدمة الثالثة، فهي إتاحة الفرصة للوزارة لعرض خدمات العمالة الراغبة في نقل خدماتها لمنشآت أخرى، عندما يخل صاحب العمل الأصلي بالتزاماته التعاقدية، وفقًا لنظام العمل.

كذلك أوردت “عكاظ” تقريرًا مفصلاً عن مقترح قدمه عضو مجلس الشورى السعودي، سعود السبيعي، لمعالجة ملف العمالة المنزلية في المملكة، وذلك من خلال استثناء نشاط الاستقدام من المنع الموجود في “القائمة السلبية” وفقًا للمادة الخامسة من نظام الاستثمار الأجنبي(11).

وبيَّن السبيعي في مقترحه أن من أهداف المقترح فتح مجال الاستثمار في المملكة أمام المكاتب الخارجية المختصة في تأمين العمالة المنزلية في البلدان التي تصدر العمالة وفق الشروط والضوابط المعمول بها في المملكة.

2- قضايا المرأة:

من بين أهم الملامح الجديدة التي بدأت تتبلور في الإعلام السعودي خلال الفترة الأخيرة، هو الاهتمام بقضايا المرأة، ونشر مجموعة من الأخبار والتقارير التي تشير إلى ما تقوم به الجهات الحكومية من أجل تحسين أوضاع المرأة السعودية. وكان أهم ملامح ذلك هذا الأسبوع، هو تناول مشاركة المرأة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا في البرازيل.

في صحيفة “الرياض” مقال بعنوان: “ثقافة «الصورة الذهنية»”(12)، للكاتب أحمد الجميعة، تناول فيه قضية الصورة الذهنية للمملكة، وسبل تحسينها، وكيف يمكن استغلال التحسن الحاصل في أوضاع المرأة السعودية، في هذا الصدد، ومن بين ما ساقه من نماذج وأمثلة في هذا الصدد، المرأة مشاركة السعودية في دورة الألعاب الأولمبية، ووجودها كصانعة قرار في مجلس الشورى والمجالس البلدية.

فاضل العماني كتب في “الرياض” كذلك تحت عنوان: “سعوديات في البرازيل”(13)، تناول فيه تاريخ الألعاب الأولمبية وتاريخ المشاركة السعودية فيها. وعن المرأة السعودية في هذه الأولمبياد، قال إنه:

“رغم المشاركة الشرفية للبعثة الوطنية الرياضية التي لم تتجاوز الـ١١ لاعبًا، إلا أن هناك ثمة ما يُبهج وهو الحضور اللافت للفتاة السعودية التي تُشارك للمرة الثانية بعد أولمبياد لندن في عام ٢٠١٢. لقد استطاعت الفتاة السعودية أن تُبهر العالم بنبوغها وتميزها العلمي والثقافي والفني والإنساني، وها هي اليوم تتجاوز تابوهاً آخر في “مضمار” التحدي والإرادة والإصرار الذي تعرف جيداً كيف تفوز به في نهاية السباق. البدايات، مهما كانت خجولة ومتواضعة، لكنها تؤسس لصناعة مجد وإلهام وتميز، ستحمله المرأة السعودية بكل فخر”.

“إيلاف” بدورها نشرت تقريرًا عن دخول المرأة السعودية قطاع بيع وصيانة الهاتف المحمول، قالت فيه إن المرأة السعودية كسرت احتكار الرجال لسوق الجوال فدخلته، لكن حجم أعمالها في هذا القطاع يبقى دون الطموح استثماريًّا(14). وأشارت إلى أنه اتساقًا مع جهود توطين قطاع الإتصالات بالسعودية، افتتح الأسبوع الماضي في الرياض أول مجمع اتصالات خاص بالنساء، مما اعتُبر حدثًا تاريخيًا؛ حيث مثَل دخولًا رسميًا للمرأة السعودية – من أوسع ابوابه – عالم بيع وصون الهواتف المحمولة، الذي كان حكرًا على الذكور منذ ولادة هذا السوق قبل 19 عامًا.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1- الحرب في سوريا:

ارتبطت جزئيًّا بتناول الحدث التركي؛ حيث اتفق عدد من كُتَّاب المقالات في المصادر السعودية، على أن الأثر الأكبر للتحسن الحاصل في العلاقات التركية مع كل من روسيا وإيران، سوف ينصب على الحرب في سوريا. بدايةً، كانت التطورات الميدانية الأهم التي ركزت عليها المصادر السعودية، انتهاء قوات “تحالف سوريا الديموقراطية” من “تحرير” مدينة “منبج” شمالي سوريا، من أيدي تنظيم “داعش” بعد 73 يومًا من الحرب بين الطرفين، ووصفت صحف سعودية ذلك الحدث، بأنه “أكبر هزيمة للتنظيم في سورية بعد معركة عين العرب (كوباني) في العام 2014”.

“الشرق الأوسط” اللندنية قالت إن سيطرة الأكراد على “منبج” يعيد إحياء مشروع الفيدرالية السورية، ونقلت عن مصادر لم تسمها أن “منبج” سوف يتم ضمها إلى الفيدرالية الكردية التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام، في شمال سوريا(15).

الإعلام السعودي عقب كذلك على تصريحات حسن نصر الله، الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني التي دعا فيها الفصائل السورية المقاتلة، إلى وقف إطلاق النار، بأنه “يتوسل” إلى “داعش” و”فتح الشام” [“النصرة” سابقًا]، كما قالت “الشرق الأوسط”(16)، فيما قالت “الحياة” إن “نصر الله يدعو “داعش” إلى المصالحة”(17).

التطور الميداني الثاني، هو عمليات القصف على حلف وإدلب من جانب قوات النظام والطائرات الروسية؛ حيث قُتل 22 مدنيًّا منهم طفلان السبت، 13 أغسطس، جراء غارات شنتها طائرات النظام وروسيا واستهدفت مناطق عدة في محافظة أدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعلن الأحد كذلك، أن عدد قتلى الغارات السورية الروسية الجوية والقصف المدفعي الذي استهدف حلب وريفها ارتفع إلى أكثر من 50 شخصًا، من بينهم أربعة أطفال.

في مقال للكاتب اللبناني إلياس حرفوش عن معركة “منبج”، ربط فيه بينها وبين السياسات التركية الجديدة، ولكن المقال كان أقرب للشأن السوري والأوضاع في شمال البلاد، منه لتناول السياسات التركية الجديدة(18). ومن بين ما قاله حرفوش:

“خسارة منبج تعني عملياً، بالنسبة الى «داعش»، أن طرق إمداداته الى الرقة، «عاصمته» في سورية، أصبحت مقطوعة، كما أن طرق وصول مقاتليه عبر الحدود التركية ما عادت متاحة. وسيكون صعباً على التنظيم تعويض هذه الخسارة، من الناحية الاستراتيجية، إلا في حالة انقلاب كبير في موازين القوى لمصلحته، يصعب تصور حصوله في ظل المعطيات الحالية”.

ويضيف أنه:

“فيما يتعلق بالوضع الكردي على الحدود السورية التركية، يعني انتصار منبج تكريساً لنفوذ القوات الكردية هناك، على عكس ما تشتهي أنقرة، التي تنظر الى كل التنظيمات والأحزاب الكردية، في داخل تركيا وخارجها، على انها فصائل تابعة لـ «حزب العمال الكردستاني». أما في ما يتصل بوحدة الأراضي السورية، فقد صار صعباً ضمان هذه الوحدة في ظل النظام الحالي، وعلى عكس ما تأمله موسكو وطهران، وما تحاولان إقناع أردوغان به، بعدما أخذ يبديه من انقلاب على مواقفه السابقة في شأن ضرورة رحيل بشار الأسد عن الحكم كشرط لإنهاء الحرب السورية”.

ويختم أن أردوغان:

“لا يستطيع أن يكون في أحضان حلفاء الأسد، وفي الوقت ذاته معارضاً لبقائه في الحكم، كما لا يستطيع أن يكون في حرب مع «داعش» (كما يقول) ومع من يحاربون «داعش» في الوقت ذاته. ولا تكفي حجة الانقلاب الفاشل لتفسير كل هذه التناقضات”.

أما فايز سارة، فقد كتب في “الشرق الأوسط” اللندنية، مقالاً بعنوان: “موسكو وتعديل سياستها في سوريا”، أكد في أن روسيا أمام حقائق جديدة في سوريا، من حيث تعزيز المعارضة المسلحة لقوتها، وتردي أوضاع النظام(19). وعلى المستوى الإقليمي والدولي، ذكر أن الأوروبيين والأمريكيين يضغطون لأجل تفعيل عملية انتقال سياسي في سوريا، مما يجعل موسكو لا تملك خيار الاستمرار في موقفها الراهن، فيما لا تستطيع تطوير مشاركتها في الحرب السورية إلى المستوى الذي يغرقها في الوحل السوري.

وقال إن ذلك الوضع سوف يفرض على موسكو المضي نحو خيار أكثر موضوعية وتوافقًا مع مصالحها، وتجاوبًا مع مطالب المجتمع الدولي الذي يعتقد قسم كبير منه أن روسيا يمكن أن تساهم جديًّا في الحل السياسي للقضية السورية.

2- الانتخابات الرئاسية الأمريكية:

بجانب التقارير العامة التي تتناول تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، على ترامب الجمهوري في استطلاعات الرأي، كتب حازم صاغية في “الحياة” اللندنية مقالاً بعنوان: “هيلاري كلينتون كضرورة عربيّة”(20)، أيد فيه وصول كلينتون للبيت الأبيض، باعتبار أنها سوف تكون أقل ضررًا على الأوضاع العربية التي تعاني في الأساس من مشكلات كبيرة، من ترامب. ويقول في ذلك:

“فلنتخيّل للحظة، والحال هذه، أنّ أمورنا استمرّت على هذا النحو، بحروبها الأهليّة واستبداداتها العسكريّة وتفسّخ مجتمعاتها وتدهور قيمها وآلام بشرها، ثمّ انضاف إليها – لا قدّر الله – حلول دونالد ترامب في البيت الأبيض”.

ويبرر ذلك بالقول:

“المرشّحة الديموقراطيّة لرئاسة الولايات المتّحدة هي اليوم أفضل الموجود (..) فهي، لا سيّما وقد شغلت سابقاً وزارة الخارجيّة بعد صدورها عن بيت سياسيّ مجرّب، تعرف أكثر ممّا يعرف باراك أوباما أهميّة وضع حدّ للحرب السوريّة يكون بدوره حدّاً لرئاسة بشّار الأسد ولتوسّع النفوذين الروسيّ والإيرانيّ. وهي، في أغلب الظنّ، أكثر استعداداً من أوباما للاستثمار في حلّ النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ انطلاقاً من ضبط الجموح الاستيطانيّ. والشيء نفسه يمكن قوله عن سائر نزاعات المنطقة وأزماتها التي أسقطتها «عقيدة أوباما» في سعيها إلى الهرب من «المشكلات» نحو مناطق آسيا والمحيط الهادئ”.

المصادر الصحوية كذلك أيدت خيار كلينتون، ونشر موقع “الإسلام اليوم”، في هذا الصدد أكثر من مادة تبرز ذلك، من بينها مواد نقلت تصريحات هيلاري كلينتون التي ردت فيها على تصريحات ترامب بأنها وأوباما من أسسا تنظيم “داعش”(21)، وهجوم ترامب الدائم على المسلمين(22).

في الشأن الأمريكي، ولكن في اتجاه آخر لكنه مرتبط كذلك بالسياسات الأمريكية في المنطقة، كتب عبد الباسط سيدا تحت عنوان: “الصراع الشيعي – السنّـي بين الحسابات الأميركية والإخفاق الذاتي”، انتقد فيه السياسات الأمريكية في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، وقال إنها دعمت السياسات الإيرانية في المنطقة العربية، مركزًا على العراق وسوريا ولبنان، وقال إن ذلك حقق أهدافًا أمريكية تتعلق بتمزيق النسيج السياسي والمجتمعي للمنطقة العربية. وركز في ذلك على دور واشنطن وطهران في تزكية الصراع السُّنِّي الشيعي في العالم العربي. ويقول في ذلك:

“الوقود الذاتي الذي يُستخدم في تدمير إمكانات المنطقة، وتمزيق نسيجها المجتمعي هو الصراع المذهبي الشيعي – السني بكل أسف. هذا الصراع الذي أسس له النظام الإيراني منذ بدايات المرحلة الخمينية، لكنه أصبح فاعلاً مؤثراً نتيجة الأخطاء الكبرى التي ارتكبها النظام السياسي العربي الرسمي، الذي تنازل عن واجباته تجاه مواطنيه الشيعة، وتجاهل دلالات وأهداف الإصرار الإيراني على إضعاف المرجعيات الشيعية الوطنية، مقابل سعي منه لاحتكارها في ذاته، حتى غدت الغرائز القطيعية هي الموجهة للسلوكيات، وردود الأفعال العصوبية هي النوذج المهيمن”.

رابعاً: القضايا المصرية:

(أ) الحدث المصري في الإعلام السعودي:

1. أبرزت صحف سعودية الاستعدادات الأمنية في مصر في الذكرى الثالثة لفض اعتصامَيْ رابعة والنهضة، وقالت “عكاظ” – على سبيل المثال – إن أجهزة الأمن المصرية شددت من استعداداتها فى الذكرى الثالثة لفض “اعتصام جماعة الإخوان في «رابعة» و «النهضة»”؛ حيث أعلنت حالة الاستنفار الأمني على مستوى الجمهورية، حول المنشآت الحيوية والمباني المهمة والمواقع الشرطية والسجون والطرق، تحسبًا لمواجهة “أية أعمال عنف تقوم بها جماعة الإخوان”، وأن وزارة الداخلية ألغت إجازات الضباط والأفراد بعد إعلان حالة الطوارئ.

2. نشرت “إيلاف” يوم 10 أغسطس، تقريرًا عن التفريعة الجديدة لقناة السويس، وقالت فيه إن القناة حققت خسائر مليار جنيه(23). وقال تقرير إيلاف: “تحل الذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة وسط آمال مخيبة للجميع، جراء التراجع الكبير في إيرادات القناة رغم الوعود والتصريحات التي أطلقتها الحكومة بشأن العائد المادي للقناة إبان افتتاحها في العام الماضي”، ونقلت عن البنك المركزي المصري، تراجُع إيرادات قناة السويس للعام المالي الثاني على التوالي، رغم إنفاق 8 مليارات دولار على التوسعات الجديدة للقناة لرفع إيراداتها.

إلا أنها نقلت عن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، نفيه تراجع إيرادات قناة السويس الجديدة، مؤكدًا أن إيرادات قناة السويس زادت خلال الربع الأول من 2016م، وبلغت نحو 9,964 مليارات جنيه مصري، في حين أنها سجلت خلال نفس الفترة من عام 2015م، نحو 9,171 مليارات جنيه مصري.

3. تصريحات وزير الخارجية الانقلابي، سامح شكري، التي رد فيها على تصريحات نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، حول العلاقات المصرية – التركية، نالت اهتمامًا من المصادر السعودية؛ حيث نقلت عن شكري قوله إن تصريحات أوغلو في شأن الأوضاع في مصر “رغم ما تضمنته من مواضع إيجابية تشير إلى وجود رغبة لدى الحكومة التركية في تحسين العلاقات مع مصر، فإن حديث الوزير التركي في مجمله يدعو إلى الاستغراب لما ينطوي عليه من تناقض”.

وكان أوغلو صرح أخيراً بأن هناك بوادر إيجابية في شأن عودة العلاقات بين مصر وتركيا، وبأن تركيا مستعدة لاتخاذ خطوة إيجابية وإجراء زيارات على مستوى الوزارات وعودة العلاقات إلى سابق عهدها حال أرادت مصر ذلك، وأن هذا يمكن حدوثه حال وقف استمرار سجن قيادات جماعة الإخوان الموجودين في مصر.

كما نقلت الصحف والمصادر السعودية عنه اتهام القاهرة بالتسبب في سوء العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات، ووصفه للوضع الداخلي في مصر بالهشاشة، معتبرًا أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مصر ستؤدي إلى انهيار البلاد في أسبوع واحد حال أوقفت الدول التي تمدها بالدولار دعمها الأساسي.

ونقلت عن شكري في ذلك قوله: “ليس من المقبول أن يرهن وزير خارجية تركيا تحسين العلاقات بشرط احتضان مصر للرؤية التركية إزاء التطورات السياسية بها، أو قبول إسهاب الوزير التركي في تقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمصر بما يشمله من افتئات على النظام القضائي المصري”.

4. تناولت المصادر السعودية كذلك خبر عودة 23 مصريًّا كانوا مختطفين في البريقة، جنوب غرب مدينة بنغازي الليبية، الجمعة الماضية، إلى مصر بعد أن حررتهم القوات الخاصة الليبية بالتنسيق مع المخابرات المصرية، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي المصري، وأكد المختطفون المحررون وجميعهم من العمال، أنهم ظلوا محتجزين في مكان مجهول لمدة عشرة أيام، وأن الخاطفين كانوا يطلبون أموالاً لإطلاق سراحهم.

5. نقلت كذلك المصادر السعودية خبر إعلان صندوق النقد الدولي والحكومة المصرية الخميس الماضي، في القاهرة، عن التوصل لاتفاق مبدئي على قرض بقيمة 12 مليار دولار أميركي لثلاث سنوات لدعم الاقتصاد المصري الذي وصفته بـ”المتداعي”، وإن كان ذلك هو تعبير وكالة “الفرنسية” التي نقلت عنها المصادر السعودية هذا الخبر. وقالت هذه المصادر إن القاهرة تأمل في أن ينعش القرض اقتصادها الذي يعاني من التضخم والنقص الحاد في احتياطي العملات الأجنبية بسبب تراجع عائدات الاستثمار الأجنبي والسياحة اثر الاضطرابات السياسية التي تلت الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العام 2011م.

6. تصريحات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كالعادة كانت موجودة وحاضرة في أكثر من مصدر سعودي؛ حيث أورد أكثر من مصدر سعودي كلمته في الذكرى الأولى لافتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة، والتي قال فيها “لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تنال من قوة مصر وشعبها”، “الرياض” وهي تنقل كلمة السيسي، قالت إنه “ذكَّر المصريين بمقولة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية “نحكمكم أو نقتلكم””(24).

وكذلك خطاب السيسي خلال افتتاحه مشروع للبتروكيماويات في مدينة الاسكندرية، والذي ركز فيه على الشأن الاقتصادي، حظي باهتمام مصادر سعودية عدة، وركزت في تغطياتها له على ما قاله حول أسباب هشاشة اقتصاد بلاده خلال العقود الماضية، مثل الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل، وفي اليمن، إضافة إلى الإرهاب والفساد وإفرازات الربيع العربي.

المصادر السعودية ركزت كذلك في كلمته على تعهده بالمضي قدمًا في “إجراءات الإصلاح الاقتصادي” التي وصفها بـ”الصعبة”، وربطت ذلك بإعلان الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي في شأن قرض الـ12 مليار دولار، مشيرةً إلى قوله إن “الدولة بمفردها لن تنجح في مواجهة الأعباء الاقتصادية إلا بوجود إجماع من الشعب المصري”.

7. اهتمت المصادر السعودية بواقعة ما قيل إنه محاولة اغتيال للمفتي السابق، علي جمعة، كما أبرزت اتصال السيسي للاطمئنان عليه، وتصريحات جمعة عقب المحاولة التي قال فيها إن “هذه المحاولات الآثمة لم ولن ترهب علماء الدين المخلصين، أو تثنيهم عن أداء رسالتهم السامية، والدفاع عن صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة والدخيلة على الدين وهو منها براء، وأكد ان هذه المحاولات هي نهاية الجماعات الإرهابية التى تريد فسادا فى الأرض ولا تريد أن تستمع إلى النصيحة”.

ولكن اللافت أن ليس كل المصادر السعودية نقلت اتهامه الأولي للإخوان بـ”التورط” في “محاولة اغتياله”؛ حيث اقتصر ذلك على “عكاظ”.

8. نقلت صحف سعودية، من بينها “عكاظ”، تصريحات أخرى لسامح شكري، حول لائحة لوزارة الداخلية البريطانية بصدد قبول اللجوء السياسي لبعض قيادات الإخوان المسلمين، واعتباره ذلك “تدخلاً في الشأن المصري”، وتشديده على أن القضاء المصري يتمتع بالاستقلالية والنزاهة.

(ب) العلاقات المصرية – السعودية:

1. إدانة وزير الخارجية سامح شكري في تصريح لصحيفة “عكاظ”، لما وصفه بـ”التقارير المغلوطة التي تصدرها بعض المنظمات الدولية، التي تدعي حمل لواء حقوق الإنسان”، حول المملكة العربية السعودية، واصفًا هذه المنظمات بأنها “مشبوهة”(). شكري قال إن هذه المنظمات “تغض الطرف عن انتهاكات إيران ودول أخرى”، وقال أيضًا: “هذه تقارير ملفقة من منظمات مشبوهة، وعمومًا هذه التقارير ليست جديدة ولا مفاجئة، ونحن ندرك المعايير المزدوجة لهذه المنظمات وقد اعتدنا عليها”.

2. فيما يخص ملف “تيران” و”صنافير”، نقلت مصادر إخبارية سعودية، خبرًا بشان تحديد دائرة فحص الطعون السابعة، بالمحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار محمد ماهر أبو العينين، جلسة 27 أغسطس الجاري، للنطق بالحكم في طلب الرد المقام من المحامي محمد عادل سليمان، لتنحية الدائرة الأولى فحص بالمحكمة عن نظر الطعن المقام من رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، لوقف تنفيذ حكم القضاء الإداري، ببطلان التنازل عن جزيرتَيْ “تيران” و”صنافير”.

(ج) ملفات وقضايا خاصة:

كان هناك ثلاثة موضوعات ذات طبيعة تناول خاصة في الإعلام السعودي عن مصر، خلال الفترة التي يغطيها هذا العدد من التقرير، وهي:

1. قرض صندوق النقد الدولي؛ حيث نشرت الحياة اللندنية مقالاً بعنوان: “قرض الصندوق و«دولة يوليو»”(26)، للكاتب محمد هاني، تناول فيه أثر هذا القرض على ما وصفه بدولة يوليو في مصر، محذرًا من عواقبه الاجتماعية وبالتالي السياسية على الاستقرار الداخلي في مصر. يبدأ هاني مقاله بالقول:

“بتوصلها إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي على قرض قيمته 12 بليون دولار قبل أيام، تقطع مصر – مضطرة بدافع من أزمتها المالية – خطوات غير مسبوقة باتجاه تفكيك العقد الاجتماعي الموروث من دولة 23 تموز (يوليو) 1952”.

ويقول كذلك:

“من هنا تأتي أهمية الاتفاق الجديد بين مصر وصندوق النقد الذي يضع برنامج التقشف الحكومي في إطار ملزم، باعتباره فرصة أخيرة للإفلات من الإفلاس، ما سيفضي – في حال تنفيذه كاملاً – إلى إنهاء معادلة شرعية «دولة يوليو» القائمة على توفير الدولة الوظائف ودعم السلع والخدمات الأساسية (..) كما أن التعويل على أن القرض «شهادة لمصر» ستشجع الاستثمار الأجنبي، يبقى موضع شك في ظل القيود المتزايدة على تحويلات العملة الأجنبية وتوفيرها في السوق المحلية وأسعارها المتقلبة بعنف والمخاوف من ردود الفعل على الإجراءات الحكومية غير المسبوقة”.

وقال إنه كان من الضروري أن تقوم الحكومة بحوار مجتمعي بشأن القرض في ظل تبعاته هذه:

“قرارات تأسيسية من هذا النوع تحتاج نقاشاً واسعاً يشارك فيه المجتمع الذي يحمله البرنامج الحكومي العبء الأكبر لإجراءات التقشف، عبر تقليص الدعم الاجتماعي وفرض ضرائب جديدة مثل ضريبة القيمة المضافة. وإذا كانت القاعدة تقول أن «لا ضرائب بلا تمثيل»، فإن حواراً كهذا هو ضرورة لضمان الاستقرار، خصوصاً أن قاعدة عريضة من مؤيدي النظام في الطبقة الوسطى تغاضت عن أولوية الحريات، أملاً بالحفاظ على مستوى معيشتها ومكتسباتها «اليوليوية» المتآكلة”.

2. تراجع وزارة الأوقاف المصرية عن موضوع الخطبة المكتوبة بضغوط من علماء الأزهر الشريف(27). ونشر موقع “الإسلام اليوم” تقريرًا حول هذا الأمر، أشار فيه إلى بيان تم نشره على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الأوقاف، ذكر أن الوزارة “تؤكد على الأئمة الالتزام بنص الخطبة الموحدة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم (الأئمة) العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبطٍ للخطاب الدعوي”.

الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، رفض التعليق على ذلك باعتبار أنه تراجعًا من الوزارة عن الخطبة المكتوبة، واكتفى بالقول: “الكلام واضح وليس لدينا تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام عن الخطبة المكتوبة”.

تقرير الموقع قال أيضًا، إنه منذ أكثر من شهر، نشب خلاف معلن بين وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف عقب رفض الأخير التزام الأئمة بنص الخطبة المكتوبة، بينما تمسكت الوزارة بموقفها. وتوالى الرفض الأزهري بعدها، لنص الخطبة المكتوبة؛ حيث أعلن الأزهر في وقت سابق عن موضوع لإحدى خطب الجمعة بعنوان “الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام”، مخالفًا خطبة وزارة الأوقاف التي كانت بعنوان “النظافة سلوك إنساني متحضّر”.

3. الموضوع الثالث، كان “محاولة الاغتيال” التي تعرض لها المفتي السابق، علي جمعة؛ حيث أجرت صحيفة “عكاظ” لقاءً مع جمعة، ورصدت ردود الفعل حول الموضوع، ولاسيما رد فعل الأزهر الشريف(28).

ومن بين التصريحات التي نقلتها عن جمعة في اللقاء: “إذ مات جمعة، فهناك الملايين يدافعون عن الحق”، مؤكدًا أن “الأزهر ومؤسساته محمية من الله عز وجل”، مخاطبًا السيسي، قائلاً: “إنك على طريق الحق”. وذكر تقرير “عكاظ” أن “حركة تابعة لجماعة الإخوان في مصر تطلق على نفسها اسم «حسم»، مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال”، ونقلت عن الأزهر بيانًا استنكر فيه “بشدة” “محاولة الاغتيال الفاشلة”، وقال إن أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أجرى اتصالاً هاتفيًّا بجمعة للاطمئنان على سلامته. كما نقل إدانة مفتي الجمهوية الحالي شوقي علام، محاولة الاغتيال، واصفًا إياها بالعملية الإرهابية الخسيسة. كذلك أشار التقرير إلى تصريحات لمسؤولين أمنيين مصريين، ذكروا فيها أن “الإخوان وراء الحادثة، خصوصا وأنهم موجودون في مدينة 6 أكتوبر”.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1) القضايا الخارجية وتوزيعاتها النسبية

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الاعلام السعودي

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: الخطاب هذا الأسبوع متوازن بخلاف ما كان متوقعًا بسبب زيارة ظريف إلى أنقرة، وإن استمر الاتجاه السلبي متصاعدًا إزاء أردوغان، باستثناء المواقع الصحوية.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد بشدة.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي متصاعد.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع وجود تحفظ في المواقع الصحوية إزاء انتقاد الأوضاع في مصر.

سادساً: الاستنتاجات:

1. العلاقات المصرية – السعودية لا تزال تمر بمرحلة التقدم التي بدأت تعرفها منذ حوالي عام، بعد إعادة الملك سلمان بن عبد العزيز للنظر في سياسات بلاده الخارجية، وتوافقه السابق مع الإخوان.

2. من خلال تحليل مضمون مختلف التقارير والمقالات التي تناولت زيارة أردوغان إلى روسيا، وزيارة ظريف إلى أنقرة؛ يمكن القول إن هناك تفكير جديد لدى الرياض في صدد التطورات الإقليمية الراهنة، ولاسيما في سوريا، وهناك ميل إلى الاقتناع بالموقف التركي بالتوجه شرقًا، باعتبار أن الرهان على الموقف الأمريكي، قد أدى إلى تفاقم الأزمات في المنطقة؛ إلا أن المعضلة الرئيسية أمام الرياض في ذلك، وجود إيران في الخلفية، وقضية بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد في منصبه خلال أية مرحلة انتقالية.

3. أبرزت التطورات إصرار سعودي على الإبقاء على معدلات إنتاج النفط عند مستوى أكثر قليلاً من عشرة ملايين برميل يوميًّا، بالرغم من أزمات المملكة المالية، وارتفاع كلفة الحرب في اليمن، مما يبرز أن المواجهة مع إيران؛ تحتل أولوية كاملة في الأجندة السعودية (29).

—————————-

الهامش

(1) الرابط

(2) الرابط

(3) عبث الانقلابيين، الرابط

(4) اللواء عسيري: واهم من يجعل حدود المملكة جزء من معادلة أي حلول باليمن، “الرياض”، 14 أغسطس 2016م، الرابط

(5) 13 أغسطس 2016م، الرابط

(6) الرابط

(7) المملكة تتفاوض مع مصانع تركية لتصنيع المواد الإغاثية، 14 أغسطس 2016م، الرابط

(8) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(9) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(10) 13 أغسطس 2016م، الرابط

(11) معالجة أزمة استقدام العمالة المنزلية بالاستثمار الأجنبي، “عكاظ”، 14 أغسطس 2016م، الرابط

(12) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(13) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(14) بعدما احتكره الرجال طويلًا.. المرأة تقتحم سوق الجوال في السعودية، 14 أغسطس 2016م، الرابط

(15) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(16) المصدر السابق.

(17) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(18) أردوغان ومعركة منبج، “الحياة” اللندنية، 14 أغسطس 2016م، الرابط

(19) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(20) 13 أغسطس 2016م، الرابط

(21) كلينتون تصف اتهام ترامب لها بتأسيس داعش بأنه “ادعاء كاذب”، 11 أغسطس 2016م، الرابط

(22) مجددا.. ترامب بهاجم المهاجرين المسلمين ويصفهم بـ”الحيوانات”، 5 أغسطس 2016م، الرابط

(23) في الذكرى الأولى لافتتاحها.. مليارا جنيه خسائر قناة السويس، الرابط

(24) خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة.. السيسي: لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تنال من قوة مصر وشعبها، 7 أغسطس 2016م، الرابط

(25) شكري: تقارير «حقوق الإنسان» ضد المملكة ملفقة، 11 أغسطس 2016م، الرابط

(26) 14 أغسطس 2016م، الرابط

(27) أوقاف مصر تتراجع عن الخطبة المكتوبة، 11 أغسطس 2016م، الرابط

(28) الأزهر يستنكر..وحركة إخوانية تتبنى محاولة اغتياله.. مفتي مصر السابق لـ «عكاظ»: إذا مات جمعة فالملايين يدافعون عن الحق، 6 أغسطس 2016م، الرابط

(29) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

أحمد التَّلاوي

باحث سياسي ومحرر إعلامي، بكالوريوس العلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1996، من مؤلفاته: إيران وصراع الأصوليات في الشرق الأوسط، دولة على المنحدر، أمتنا بين مرحلتين، الدولة والعمران في الإسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى