المرصد

تطورات المشهد السعودي 16 مايو 2016

تمهيد:

يتناول هذا التقرير تطورات المشهد السعودي، خلال الفترة من 6 إلى 12 مايو 2016م، من خلال ما نشرته وسائل الإعلام السعودية، حول الأوضاع الداخلية والخارجية في المملكة، وكذلك حول القضايا المصرية السعودية:

أولاً: حدث الأسبوع:

يتمثل حدث الأسبوع في سلسلة القرارات الملكية التي أعلنها العاهل السعودي، يوم السبت السابع من مايو 2016، والخاصة بهيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات العامة “انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 (..) وبما يتوافق مع متطلبات هذه المرحلة ويحقق التطلعات في ممارسة أجهزة الدولة لمهامها واختصاصاتها على أكمل وجه وبما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم وصولاً إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة”، بحسب نص ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) في حينه(1).

وقال الديوان الملكي السعودي في البيان الذي تم بموجبه إعلان هذه القرارات، إن الملك سلمان أصدر قرارات تهدف إلى إعادة هيكلة أجهزة مجلس الوزراء، وإلغاء العديد من المجالس والهيئات واللجان. كما شملت القرارات إلغاء ودمج وترتيب اختصاصات العديد من الوزارات والأجهزة والهيئات العامة والمصالح الحكومية، إضافة إلى إعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة الحكومية وتعيين عدد من الوزراء والمسؤولين.

ومن بين أهم هذه القرارات، إيجاد مجلسين أحدهما للشؤون السياسية والأمنية، والآخر للشؤون الاقتصادية والتنمية، وإيجاد هيئتَيْن عامتَيْن جديدتَيْن، الأولى للترفيه، والثانية للثقافة.

كذلك تم إلغاء وزارة المياه والكهرباء، وتعديل مسمى وزارة التجارة والصناعة، ليكون وزارة التجارة والاستثمار، وتعديل اسم وزارة البترول والثروة المعدنية، ليكون وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، تختص بالطاقة، كما سيتم نقل صلاحيات قطاعَيْ الكهرباء والصناعة، كما تتولى إدارة “البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية”. أما قطاع المياه، فقد تم نقله إلى وزارة الزراعة، ليكون مسماها وزارة البيئة والمياه والزراعة.

أما على مستوى الإعفاءات والتعيينات في المجال الوزاري، فمن بين أبرز الشخصيات المقالة، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي الذي كان يشغل منصب وزير البترول والثروة المعدنية، وبندر بن محمد بن حمزة أسعد حجار، الذي كان يشغل منصب وزير الحج، والمهندس عبد الله بن عبدالرحمن المقبل الذي كان وزيرًا للنقل، وإعفاء ماجد بن عبد الله القصبي الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية، وتعيينه في منصب وزير التجارة والاستثمار.

في حين عُين الوزير خالد بن عبد العزيز الفالح وزيرًا للطاقة والصناعة والثروة المعدنية، بعدما كان وزيرًا للصحة، وبدلاً منه توفيق بن فوزان بن محمد الربيعة، الذي كان وزيرًا للتجارة والصناعة.

وقد كان أهم معالم هذه التغييرات هو إقالة المهندس النعيمي، الذي تولى حقيبة النفط لسنوات طويلة سابقة، واستبداله بالوزير الفالح. ويرتبط ذلك بقرارات أخرى صدرت في مطلع مايو الجاري، عندما أقر المجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية، إعادة هيكلة شركة “أرامكو”، وتشكيل مجلس أعلى جديد لها برئاسة الأمير محمد بن سلمان، وفصلها عن وزارة النفط والثروة المعدنية، و”إعطائها المزيد من الاستقلالية”، بحسب بيان للشركة، كما تم حل المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن، وإنشاء المجلس الأعلى لـ”أرامكو”.

وبعيدًا عن الدعم الإعلامي، كما هو الحال دائمًا، لهذه القرارات؛ فإن هناك مجموعة من القضايا النوعية التي اهتم الإعلام السعودي بها بمستوياته المختلفة، فيما يتعلق بهذه المنظومة من القرارات، ومن بينها:

1. المشكلات التي تواجه الرؤية والتطلعات الراهنة للمنظومة الحاكمة والمواطنين في المملكة، لإحداث تنمية شاملة في البلاد، بحلول العام 2030م، ومتطلبات التعامل معها، من خلال خبرات الخطط التنموية السابقة، والسلبيات التي شابتها. وفي هذا الإطار، نجد أيمن الحماد، يقول في افتتاحية لصحيفة “الرياض”(2):

“يعني الخلل في توازن التنمية افتقار مناطق في الدولة إلى المظاهر التنموية، فحجم الأموال التي أُنفقت تحت عناوين مشروعات ومرافق بعضها ملياري افتقرت إلى التوازن، فالمدن الكبرى زخرت بمشروعات متنوعة أغلبها يتعلق بالبنية التحتية، وذلك ساهم في تطويرها، وقد يكون مرد ذلك إلى تمركز السكان والمؤسسات الحكومية فيها، بينما نال بعض المدن القليل من النصيب التنموي، وهذا قاد سكان تلك المدن إلى الهجرة إلى المدن الكبرى والتزاحم فيها ونحوها، وأنتج ذلك ضغطاً على المرافق والبنية التحتية، وازدحاماً شديداً نراه جلياً على الطرقات التي لم تكن بهذه الكارثية في الازدحام قبل عدة سنوات”.

2. قضية السعودة؛ حيث احتلت أولوية في قضايا التنمية المختلفة المطروحة، وكان من أهم ما قيل بشأنها، هو ضرورة سعودة قطاعات الموارد بشرية، والاتصالات، وتقنية معلومات، والتأمين، والدعاية والإعلان، والسياحة والسفر. وفي هذا السياق يقول خالد الوابل:(3)

لماذا أغفلت وزارة العمل هذا النوع من الوظائف وركزت جهودها في سعودة الكم على حساب سعودة الكيف؟ (..) فلو بذلت الوزارة ربع الجهد الذي بذلته في سعودة سوق الخضار وأسواق الذهب ومحلات الجوالات وأخيرا في سعودة الوظائف القيادية والتنفيذية لكان أجدى لها (..) الوظائف القيادية وذات المداخيل العالية كفيلة بتوسيع دائرة الطبقة الوسطى والتي بدورها تعتبر رافدا مهما للاستقرار الاجتماعي (..) كما أن الطبقة الوسطى «تاريخيا»، هي بمثابة صمام الأمان لأي مجتمع بشري، وكلما زاد عدد هذه الطبقة وحجمها، كلما شكلت مصدرا مهما للاعتدال والأمن والأمان المجتمعي (..) فسعودة الوظائف التنفيذية والقيادية تسعود بقية الوظائف تلقائيا”.

3. قضية التطبيق وإنفاذ القانون، وتتعلق بالمعيقات الموضوعية المرتبطة بالبيروقراطية وأداء الأجهزة الحكومية، وهو أمر أكد عليه الأمير محمد بن سلمان أكثر من مرة؛ حيث أشار إلى أن تطوير أداء الأجهزة الحكومية والجوانب المتعلقة بالأنظمة المعمول بها في المملكة؛ هو أعم عوامل نجاح الرؤية، وخصوصًا فيما يتعلق بعمليات مكافحة الفساد، وتطبيق الرقابة اللازمة لضمان نزاهة الأجهزة الحكومية. وفي ذلك يقول يوسف القبلان:(4)

“الموضوع الثالث هو شكوى الأجهزة الرقابية مثل (نزاهة) من عدم تعاون الأجهزة الحكومية. وفي هذا الشأن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمراً يلزم الجهات الحكومية بتزويد الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بكافة المعلومات المتعلقة بالمشروعات المعتمدة لديها وعقود التشغيل والصيانة وما تطلبه من وثائق، والرد على استفسارات الهيئة وملحوظاتها وإفادتها بما تم حيالها خلال مدة أقصاها ثلاثون يوما من تاريخ إبلاغ تلك الجهات. كما حدد الأمر الملكي (5) أيام لمؤسسات الدولة للرد على الاستفسارات العاجلة (لنزاهة)، ويحق لرئيس الهيئة الرفع للملك بالجهات التي لا تلتزم بهذه الأوامر”.

4. بشرى فيصل الرفاعي، وتركي الدخيل، وكُتَّاب آخرون، تناولوا قرار استحداث هيئة عامة للترفيه بشكل خاص، وبينما تناول الدخيل القرار في إطار أن “«الترفيه» حق مدني وشرعي!” (5)، وقال إن “الترفيه، اليوم بحاجة ملحة، لمن يرعاه، ويبحث عن فرصه، ويحوله لصناعة، تقدم للناس فرص حياة أفضل، وتعود على الاقتصاد بالنماء”، دعت السباعي إلى تأسيس وزارة تُعنى بالخيال والجمال، وقالت(6):

“نعلم أننا بحاجة لوزارة تعنى بتنمية ملكتي الخيال والجمال فالمستقبل لهما، فغالب الوظائف التي يقوم بها البشر حاليا خلال العشرين سنة القادمة ستحل الحواسيب والأجهزة محل الإنسان فيها وستقتصر مجالات عمل الإنسان على المجالات التي لا يمكن للحواسيب القيام بها وهي التفكير الإبداعي الخيالي والتعبيري الجمالي وإنتاج المعرفة الخلاقة”.

إلا أن هذا الموضوع تفاعل بشكل أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما تويتر، وكان الاتجاه العام للتناول إيجابي؛ حيث تم إطلاق وسم أو هاشتاج: “#هيئه_الترفيه”، وطالب بعضهم فيه بإنشاء أول دار للسينما في المملكة. وكان الفنان السعودي ناصر القصبي، هو أكثر من تفاعل معه، وكان من بين تغريداته:

“إنشاء هيئه عامه للترفيه سيعيد انسانيتنا التي فقدناها عشرات السنين و سنصبح مثل بقية خلق الله بشر طبيعيين”.

“الترفيه سيهذب ليس أرواحنا فقط بل حتى أخلاقنا. وبوجود الشارع ستختفي ظاهره الهمج و الحونش اللي أطرف كلمه عنده مهوب بيت ابوك ووخر لا أفقع وجهك.”

“الترفيه ليس مشروع ترف. الترفيه في توقيته الحالي مشروع ثقافي خطير. ستلتم الأسرة وسيعتدل هذا الشرخ الاجتماعي البشع في أثره الانفصالي المريض.”

ومن التغريدات أيضًا:

5. قضية الفساد وأهمية مواجهته، كانت حاضرة في تناول القرارات الملكية، وفي تناول الرؤية ذاتها، كما تقدم، وكان المقال اللافت في هذا الإطار، هو ذلك الذي نشرته “الرياض” بعنوان: “الفساد يحوّل أي شيء إلى رماد”، للسفير البريطاني لدى المملكة، سايمون كوليس، حول القمة الدولية لمكافحة الفساد التي استضافتها لندن قبل أيام، وقضية مكافحة الفساد في المملكة، وموضعها من رؤية المملكة 2030(7).

واستهل كوليس مقاله بالآية القرآنية الكريمة: “وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” [سُورة “البقرة” – الآية 188]، وقال فيه:

“نحن على يقين من أن المملكة العربية السعودية تبذل جهودا حثيثة للقضاء على الفساد بجميع أشكاله وعلى جميع المستويات الإقليمية والدولية، وأنشأت إدارة خاصة لمكافحة الفساد (..) ومن المناسب هنا أن اختتم مقالتي بما قاله صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد في تقديمه لرؤية 2030 حيث قال “سنخفف الإجراءات البيروقراطية الطويلة وسنوسع دائرة الخدمات الالكترونية وسنعتمد الشفافية والمحاسبة الفورية، حيث أنشئ مركز يقيس أداء الجهات الحكومية ويساعد على مساءلتها عن أي تقصير. سنكون شفافين وصريحين عند الإخفاق والنجاح وسنتقبل كل الآراء والأفكار”.

ثالثًا: تطورات السياسة الداخلية:

ارتبطت قضايا السياسة الداخلية في المملكة في الإعلام السعودي، بأمرَيْن أساسيَّيْن، الأول هو القرارات الملكية الأخيرة وموضوع الرؤية، والثاني هو ارتفاع وتيرة الانتقادات الموجهة للإخوان المسلمين، على خلفية موقف الإخوان من موضوع تيران وصنافير.

1ـ وزارة التعليم:

بعيدًا عن التناول العام للقرارات الملكية، كان هناك تركيزٌ على وزارة بعينها، من بين الوزارات التي شملتها التغييرات الأخيرة، وهي وزارة التعليم؛ حيث تُعتبر قضية التعليم، والانتقادات الموجهة إلى هذا القطاع، من بين القضايا التي يتم تناولها على المستوى الداخلي بشكل لافت. ومن بين المقالات التي تناولت المهام المطلوبة من جانب الوزير الجديد، مقال للكاتب هاشم عبده هاشم، بعنوان: “رجل المهام الصعبة”، قال فيه(8):

“إن الكثير من الأخطار والتحديات التي تواجهنا الآن وستواجهنا في المستقبل بشراسة تتطلب تصحيح مسارات المؤسسة التعليمية.. من.. الجذور.. وتصميم سياسة تعليمية جديدة خالية من التشوهات.. ومنفتحة على العصر.. وقابلة لصنع عقول حية ومفكرة وبناء الشخصية المستقلة في الإنسان بحيث تمكنه من ان يطور الحياة من حوله.. ويعطي بصمته في العمل الذي يسند إليه.. ويضاعف إنتاجيته بما أعطاه الله من قدرات عقلية.. ومواهب خاصة.. وطاقات هائلة لا تقبل بالتعطيل.. أو التوقف.. أو الجمود”.

2- ملف الإخوان المسلمين:

يمكن التمييز بشكل عام بين ثلاثة مستويات لتناول الإعلام السعودي لملف الإخوان المسلمين، الأول، المستوى الذي يخص الداخل السعودي، والثاني، المستوى الذي يخص الإخوان المسلمين في مصر أو ما يتعلق بالملف المصري في الإعلام السعودي، والثالث هو تفاعلات الإخوان على المستوى الإقليمي، ولاسيما في الملف التركي. وفي المستويات الثلاثة؛ فإن الاتجاه واحد؛ حيث الانتقاد على طول الخط، وحزمة الاتهامات المعتادة. إلا أنه، وفيما يخص الإخوان في المستوى الخاص بالداخل السعودي؛ فإن هناك نبرة خاصة يتم التركيز عليها من جانب كُتَّاب الرأي السعوديين، وهي نبرة “اتهام الإخوان بنكران الجميل”.

ثم هناك الانتقادات الخاصة بـ”اجتراء” الإخوان على أولي الأمر، وهو أمر مفهوم في ظل الهجمة التي لاقتها زيارة الملك سلمان إلى مصر في أبريل الماضي، وهو ربط مباشر حتى ولو لم يصرح به هذا الكاتب أو ذاك، لأن الإخوان السعوديين من النادر بل تقريبًا، لا يوجد لديهم مقالات رأي تنتقد الملك سلمان أو النظام السعودي صراحةً، حتى من جانب الشيوخ الأكثر جرأة وقدرة على قولة الحق، مثل الشيخ ناصر العمر، الذي انتقد صراحة قرار تقييد الصلاحيات التنفيذية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثم تأتي نبرة “لا يمثلون الإسلام” الشهيرة؛ حيث عبارات من نوعية “يتحدثون باسم الدين”، و”يحتكرون الشريعة”، وبالتالي، فالجماعة “تمارس مختلف أشكال الإقصاء”، بموجب إيمانها بأنها على الحق المطلق، وما إلى آخر هذا الخطاب الذي يعمل على تآكل المرجعية الأساسية التي تستند إليها الجماعة بشكل عام.

ومن بين أهم المقالات التي كرست هذا كله في طياتها، مقال “«الإخوان المسلمون».. والنفي المضمر!”، والذي كتبه نجيب عصام يماني، في “عكاظ”(9)، وفيه يقول:

“قرأت مقالاً في الحياة للإعلامي جمال خاشقجي، 23 أبريل 2016، بعنوان «الإسلاميون: جمهور عريض بلا قائد حصيف»، استوقفني العنوان، وطفقت أسائل نفسي: ترى من هم هؤلاء «الإسلاميون» الذين يفتقدون إلى القائد الحصيف، وأي جغرافيا تلمهم، وفي أي بلد يعيشون، وهل هم جمهرة المسلمين الذين نعرفهم، أم «إسلاميون» مقصودون بعينهم، وغيرها من الأسئلة القلقة، ودخلت على المقال؛ فإذا «الإسلاميون» في سياق المقال من أوله إلى آخره ليسوا إلا «جماعة الإخوان المسلمين»، ولا أحد غيرهم ملحق بهذه الصفة، فكل «أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله»، لا حظ لها في نادي «الإسلاميين»، وإنما هو نادٍ محصور وحكر على «الإخوان المسلمين»، الذين استعرض الكاتب تجاربهم في البلدان كافة، وأحصى «إشراقاتهم»، ومحاولتهم البحث عن «قائد» يخرج «الجماعة» مما تبتلى به من امتحانات وبلاءات عظيمة”.

ويضيف:

“الغريب في الأمر أن الكاتب تعامى عن تجربة «الإخوان المسلمين» في السودان، ولم يأتِ على ذكرها، برغم أنها التجربة الأولى في الاستفراد بالسلطة عبر الانقلاب العسكري، فما حاق بالسودان من جراء هذه المغامرة «الإخوانية»، التي جعلته ساحة حرب مفتوحة، و«معسكر جماعات إرهابية»، لينتهي به الحال إلى فقدان جنوبه، واشتعال غربه، وانهيار اقتصاده، وما زال قادته من «التنظيم الإسلامي» مهما تنصلوا عن هذه النسبة، يعيدون أسطوانة الخطابات المشروخة نفسها، والانتساب إلى الإسلام كلما كانت الحاجة ماسة إلى تطويع الشعب بسلطان الترهيب بهذه اللافتة «الفتاكة»”.

– قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف:

يمكن اعتبارها قضية ذات صلة بالقضية السابقة، ولكنها تخرج في بعض الأحيان من حيِّز السياسة إلى حيز التربية وقضايا المجتمع. ففي “الحياة” اللندنية، كتبت عبير النمنكاني، مقالاً بعنوان: “أخرجوا «دويعش» من بيوتنا”(10)، تناولت فيه ملابسات بعض القضايا التي تفجرت في المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة، والتي ترتبط بقضية الفكر “الداعشي”، ونشاط عناصر مرتبطة بتنظيم الدولة. وتشير فيه إلى بعض الأخبار والمقاطع والجرائم التي وقعت في المجتمع السعودي، وارتبطت بـ”جماعة مختلة عقلاً ودينًا تحمل فكرًا متطرفًا وسلوكًا حيوانيًّا ومنهج الخوارج”، في إشارة إلى “داعش”. وتضيف أن مقالها تربوي عن “النهج الفكري، التربوي، المعيشي، الحضاري لأبنائنا جيل المستقبل”. ومن بين الفقرات اللافتة فيه:

دعونا قليلاً نعيش لحظات تأمل وتركيز على الطرق التربوية والفكرية والظروف المعيشية التي ساعدت على وجود إنسان بفكر متطرف، وكيف نربي ونعلم أطفالنا بما يحفظهم من أصحاب الفكر الضال، وبما يتواكب مع الحياة في القرن الـ21″.

ولكن الجانب الأمني كان غالبًا في هذا الصدد؛ حيث تعددت الأخبار والتقارير التي تتناول الضربات التي تحققها القوات الأمنية، ضد الإرهابيين، وضد المخالفين بشكل عام.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1ـ زيارة جوزيف فوتل:

بخلاف الملفات الرئيسية، كان هناك حدث اهتم به الإعلام السعودي الأسبوع الماضي، وهو الزيارة التي قام بها قائد القيادة المركزية في هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأمريكية، جوزيف فوتل، إلى السعودية، ولقاءاته التي أجراها مع كل من الملك سلمان، ووزير الداخلية، ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، ووزير الدفاع، ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

وبالرغم من أنه لم تتحدث المصادر السعودية عن فحوى المحادثات التي قام بها فوتل في السعودية، إلا أن مصادر أخرى أشارت إلى أن الزيارة تتعلق بترتيبات ما بعد تطبيق اتفاق نقل السيادة على جزيرَتَيْ تيران وصنافير، وما يخص النواحي المتعلقة بأمن الملاحة في خليج العقبة، وترتيبات الملحق العسكري لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، والتي تضم الجزيرتَيْن.

2- الأزمة اليمنية بين المفاوضات والحرب:

تصدرت أخبار الأزمة اليمنية الملفات الإقليمية في الإعلام السعودي، وكان من بين أهم ما تم تناقله في هذا الصدد، تصريح نقلته صحيفة صحيفة اللوفيغارو الفرنسية عن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال فيه إن أولوية السعودية في اليمن “لم تعد محاربة الحوثيين الذين يمكن التفاوض معهم، بل ملاحقة القاعدة وتنظيم داعش”، وهو ما تم اعتباره من الصحيفة “دليلاً واضحًا على حدوث تغيير حقيقي في الموقف السعودي من الحرب في اليمن”، ولكن المصادر السعودية تناقلته على حذر حتى يتم التأكُّد منه.

تبعًا لذلك، كانت الأوضاع الأمنية في اليمن على رأس الاهتمامات الإخبارية في وسائل الإعلام السعودية، وخصوصًا تلك التي تشير الشواهد إلى تورط تنظيم “القاعدة” فيها، وكان آخرها مقتل 15 جنديًّا الخميس 12 مايو، في هجوم استهدف معسكرًا للجيش عند أطراف المكلا جنوب شرقي اليمن، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على طرد تنظيم “القاعدة” من المدينة ومناطق أخرى في جوارها.

فيما يتعلق بالوضع في مفاوضات الكويت، أثَّر استمرار خرق الهدنة في اليمن، واستمرار الحصار على مدينة تعز، حدث تقدم ملحوظ في ملف الأسرى والمعتقلين، إلا أن الخلاف استمر قائمًا بين ممثلي الوفد الحكومي والحوثيين، بشأن المرحلة الانتقالية، ونقل السيادة على المقار العسكرية والحكومية إلى حكومة الرئيس هادي منصور هادي.

على الصعيد الإنساني، نقلت وسائل الإعلام السعودية تقارير خاصة عن تمويل الرياض للأنشطة الإنسانية الأممية في اليمن، وفقدان 3 ملايين يمني لأعمالهم منذ بدء الحرب، وتم بطبيعة الحال تحميل الحوثيين وميليشيات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، مسؤولية ذلك.

3- الملف الإيراني:

ركز الإعلام السعودي على تطورَيْن رئيسيَّيْن:

الأول: الأزمة الحاصلة بشأن حُجاج ومعتمري إيران؛ حيث أصدرت وزارة الحج والعمرة السعودية – مسماها الجديد بعد قرارات الملك سلمان – بيانًا أكدت فيه على أن إيران هي المسؤولة عن الأزمة؛ حيث رفضت التوقيع على الاتفاق الناظم لأنشطة الحج والعمرة، وأن المملكة لم تمنع الحجاج والمعتمرين الإيرانيين من الوصول إلى المملكة.

وأوضح بيان الوزارة أن وفد شئون الحج الإيراني، رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، موسم 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبديًا إصرارًا شديدًا على تلبية مطالب لم تقبلها السعودية، وهي: أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دوليًّا، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي، بحسب بيان الوزارة السعودية.

الثاني: ويأتي على خلفية الأزمة بين المملكة والولايات المتحدة بسبب الموقف الأمريكي الذي تراه الرياض داعمًا لإيران وسياساتها؛ ويتعلق بإطلاق مجموعة “متحدون ضد إيران نووية” التي تتخذ نيويورك مقرًّا ولديها فروع في أوروبا، وتضم مسؤولين ومشرعين سابقين من الحزبَيْن الجمهوري والديموقراطي، وشخصيات أوروبية، لحملة إعلامية ضخمة تحذر شركات عالمية من أخطار اقتصادية وسياسية للاستثمار في إيران(11).

وبدأت المجموعة الحملة عبر صحف أمريكية ودولية، ومن خلال رسائل خاصة وجّهتها إلى 140 شركة عالمية، بينها “جنرال إلكتريك”، و”بومباردييه”، و”مايرسك”، و”سيمنس”، تشرح فيها “الأخطار القانونية والاقتصادية والسياسية للاستثمار في إيران”، خصوصاً بعدما اعتقلت الخريف الماضي رجل الأعمال الأمريكي من أصل إيراني، سيامك نمازي، وخبير المعلوماتية اللبناني نزار زكا.

كما نشرت الصحف السعودية، كلمة ألقاها المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، أمام مجلس الأمن في نيويورك بشأن قضية الإرهاب والفكر المتطرف، اتهم فيها إيران بتغذية الطائفية في العالم العربي والإسلامي.

4- تركيا والإخوان المسلمين والربيع العربي:

كان لإعلان رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، عن استقالته من منصبَيْه كرئيس للحزب الحاكم، العدالة والتنمية، وبالتالي خروجه من رئاسة الحكومة، وبعض التطورات الأخرى، ومن بينها التصريحات السلبية التي أطلقها عمر الفاروق قرقماز، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن الإخوان المصريين في تركيا، دور كبير في تفاعل حملة جديدة على الإخوان في الصحف السعودية.

الحملة الرئيسية في الموضوع التركي، كانت ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتمحورت في اتهامه بالديكتاتورية والسعي للانفراد بالسلطة. فنقرأ لجهاد الخازن، في زاويته “عيون وآذان”(12):

السبب الأهم، لاستقالة أحمد داود أوغلو من رئاسة الوزارة التركية هو النزعات الديكتاتورية للرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحاول احتكار السلطات التنفيذية بعد نحو مئة سنة من تركيز هذه السلطات في يدي رئيس الوزراء (..) كانت العلاقات بين أردوغان وداود أوغلو طيبة حتى اختيار الأول الثاني رئيساً للوزراء في أيلول (سبتمبر) 2014، وطفت الخلافات على السطح. أردوغان حاول استمالة حزب الحركة الوطنية للمشاركة في الحكومة، إلا أن أعضاء كثيرين يعارضون ذلك ويعترضون عليه، وحجتهم هي أيضاً ميول ديكتاتورية لأردوغان.

أما جورج سمعان، فكتب يقول تحت عنوان: “أبعد من استقالة داود أوغلو: هوية تركيا ودورها”(13):

“داود أوغلو بعد عبدالله غل. رجب طيب أردوغان لا يريد شريكاً في زعامته، لا في «حزب العدالة والتنمية» ولا في قيادة البلاد. لم يخفِ رغبته في تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي ليصبح مطلق اليد في كل شيء. وهو بدفعه رئيس الحزب، رئيس الحكومة، إلى الاستقالة، بدأ عملياً تنفيذ الانتقال من النظام البرلماني قبل تعديل الدستور”.

أما فيما يخص ملف العلاقات بين تركيا وإخوان مصر؛ فهناك مقال مهم لراشد صالح العريمي، بعنوان: “انفراط العقد بين تركيا و«الإخوان»”()، استعرض فيه علاقة الإخوان بالنظام الحالي في تركيا، وخصوصًا بالرئيس التركي، وقال الكاتب إن أردوغان حول الإخوان في دول الربيع العربي إلى تنظيمات وظيفية، تحقق من خلال إمساكها بالحكم، حلم السيطرة الإقليمية لتركيا أردوغان. ولكنه قال إن هناك العديد من المؤشرات، مثل تصريحات قرقماز، تشير إلى ضعف هذا التحالف بين تركيا وإخوان مصر. ومن العبارات المهمة في هذا الصدد:

اتسمت سياسات أردوغان وحزبه بالتصلب والتشنج، لا سيما بعد أن أسقط الشعب المصري حكم «الإخوان»، وهو ما جعل الحزب الحاكم في تركيا يبدو وكأنه فقد صوابه أحياناً. وأدى ذلك إلى توتر علاقات تركيا بكثير من الدول العربية التي هالها التدخل السافر في شؤونها، والدعم التركي لجماعة تمارس الإرهاب وتدبّر المؤامرات لقلب نظام الحكم في كثير من الدول العربية (..) وعلى رغم أن التشنج التركي لا يزال ملحوظاً، فإن الأسابيع الأخيرة قد حملت إرهاصات تغيرات محتملة قد تعيد صياغة العلاقات بين تركيا وجماعة «الإخوان»، وتقود إلى انسحاب تدرجي من مربع التحالف المطلق والدعم غير المحدود للجماعة. وليس مستبعداً أن «تبيع» تركيا الجماعة إذا عقدت صفقة مناسبة وحصلت على ثمن سياسي واقتصادي ملائم.

ثم يختم مقاله بالقول:

“تركيا ستعيد النظر في علاقتها مع «الإخوان» لأنهم لم يتغلغلوا فيها ولم يتحكموا في قراراتها ولم يمدوا جذورهم في مؤسساتها، بل إن الجانب التركي هو من كان يحدد كيف وإلى أي مدى سيكون تحالفه مع الجماعة وفقاً لما يراه من مصالح محتملة. وتظل تركيا أكبر من تنظيم «الإخوان»، وهي قادرة على التخلص من علاقتها به وقتما تقرر، لأنها الطرف الأقوى. ويبدو أننا سنشهد ذلك قريباً”.

وليس بعيدًا عن ذلك، نشرت “الحياة” اللندنية التي كانت شديدة الاهتمام هذا الأسبوع بملف الإسلام السياسي والربيع العربي، مقالاً لإبراهيم غرايبة، بعنوان: “«الإخوان المسلمون» في الأردن إذ يختفون بهدوء”، تناول فيه التطورات الأخيرة لأزمة الإخوان المسلمين في الأردن، وما وصفع بكيفية نجاح السلطات هناك في تغييب الإسلام السياسي في هذا البلد.

هذه المقالات جميعها، وغيرها اشتركت في بعض السمات المهمة، ومن بينها، اتهام الإخوان المسلمين بـ”الإرهاب”، وكذلك الاتهامات المعتادة لثورات الربيع العربي بالتسبب في الفوضى الراهنة.

رابعاً: قضايا مصر والعلاقات المصرية – السعودية:

تراجعت مستويات المواد التي تتناول قضية تيران وصنافير والعلاقات المصرية السعودية في الإعلام السعودي، بسبب التطورات الداخلية المتعلقة بالرؤية وقرارات الملك سلمان. ولكن هذا لم يمنع الإعلام السعودي من التضامن “الكامل” مع سياسات النظام المصري في مواجهة “الفوضى” في إشارة إلى اعتراضات المحتجين على اتفاق تيران وصنافير.

في هذا الإطار أفسح الإعلام السعودي مجالاً للأقلام المصرية المؤيدة للنظام، مثل الصحفي محمد صلاح، للكتابة في المنابر الإعلامية السعودية، كما في مقال لصلاح بعنوان: “أطفال الشوارع وثورة البذاءات!”، ينتقد فيه، وبشدة فرقة “أطفال الشوارع”، التي اعتقلتها السلطات المصرية قبل أيام، بسبب انتقاداتها للنظام.

وانتقد صلاح في المقال الإخوان ووسائل الإعلام المرتبطة بهم، بسبب نشرها مواد تخص هذه الفرقة، ويشير من طرف خفي إلى أن اعتقال أفرادها، جاء بسبب انتقاداتها للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان، عندما قال(15):

“عرض «أطفال الشوارع» عدد قليل من «الاسكيتشات» التي يفترض أنها ساخرة أو كوميدية تهزأ من الأوضاع السياسية في مصر وتتناول رئيس الجمهورية وزعماء دول عربية لها علاقة طيبة بمصر بعبارات بذيئة ومفردات خادشة للحياء، لا يمكن لأي وسيلة إعلام تحترم نفسها أن تعرضها وإلا تعرضت للمساءلة القانونية سواء في مصر أو خارجها، ما عدا بالطبع القنوات «الإخوانية» التي تبث من دول ترعى «الإخوان» وتؤيد أفعالهم”.

كما نشرت مقالاً آخر للصحفي المصري، عزمي عاشور، بعنوان: “صحافة مصر بين الحرية وإساءة استخدامها”، انتقد فيه بشدة الأطراف المعارضة داخل نقابة الصحفيين، على خلفية الأزمة الأخيرة بين النقابة وبين وزارة الداخلية. ومن بين الفقرات اللافتة بشدة في مقاله، ودافع فيها عن وزارة الداخلية وموقف الدولة، وقال إن المحتجين في النقابة على اقتحامها للقبض على الصحفيَّيْن عمرو بدر، ومحمود السقا(16):

“من المعروف أن الدولة بمؤسساتها هي المخولة استخدام العنف والقوة لردع المخالفين للقانون ولبسط الأمن، والأمر لا يسلم هنا من تجاوزات، بحيث يكون السؤال: كيف ننتقدها في حال تجاوزها في أداء أعمالها، وليس ابتزازها مثلما يحدث الآن في المشكلة القائمة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية عقب القبض على صحافيين اعتصما داخل النقابة صدر في حقهما أمر ضبط من النيابة”.

– فيما يخص العلاقات المصرية السعودية، تناقلت صحف ومصادر سعودية ببعض الاهتمام موافقة وزير الحرس الوطني، ورئيس مجلس إدارة نادي الفروسية، الأمير متعب بن عبد الله على إقامة مهرجان كأس الملك عبد الله بن عبدالعزيز لسباق الخيل في مصر، السبت 14 مايو.

كذلك كتب حازم صاغية في “الحياة” اللندنية”، يتحدث عن العلاقات المصرية السعودية، والحملة التي تتعرض لها كلا البلدين من جانب “الأعداء”، وخص بالذكر صحيفتَيْ النيويورك تايمز والواشنطن بوست الأمريكيتَيْن، وقال إن اللوبي الصهيوني يمول حملات في كلا الصحيفتَيْن للهجوم على مصر والسعودية. وقال في مقاله:(17)

“الافتتاحية في «نيويورك تايمز» عنوانها: دليل مصر للقمع. يا سلام. الافتتاحية ترى القمع في مصر ولا ترى إرهابيين يقتلون رجال الشرطة أو إرهاب الدولة في إسرائيل. هل هي تؤيّد هذه أو أولئك؟ (..) الفقرة الأولى تتحدث عن فشل النظام في مصر. لا أدافع هنا عن فشل أو نجاح وإنما أقول إن النظام في مصر لم يقتل رجلاً ملقى على الأرض غائباً عن الوعي، أمام ألف شاهد ولم يعتقل الصغيرة ملاك الخطيب أو الطفلة ديما الواوي بنت الإثني عشر عاماً (..) الفقرة التالية تقول إن حسني مبارك كان نظامه ديكتاتورياً. لا أذكر أن حسني مبارك قتل الفلسطينيين في بلادهم، أو 518 طفلاً و1500 بالغ في قطاع غزة خلال أيام، بل أذكر أنه جنَّب مصر مغامرات عسكرية على امتداد 30 عاماً”.

في العلاقات بين البلدَيْن أيضًا، ذكرت الصحف السعودية توقيع وزير العدل، وليد بن محمد الصمعاني، مع نظيره المصري، محمد حسام عبد الرحيم، برنامج تفعيل اتفاقية الرياض العربيه للتعاون القضائي في عدد من مجالات التعاون كالتنسيق القضائي والنظام الأساسي للقضاة وإدارة المحاكم والتنسيق من أجل المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية ذات الصلة.

كما أبرزت صحف عدة تصريحات أحمد عسيري، مساعد وزير الدفاع السعودي، حول الحرب في اليمن، قال فيها إن الرياض لم تطلب من مصر إرسال قوات برية إلى اليمن “لأن الأمر تطوعي فكل دولة ترسل ما تشاء، فهناك دول ترسل قوات برية وأخرى بحرية وجوية”، و”أنه لم يكن في خطة قوات التحالف إنزال قوات برية في اليمن”. كما قال عن مصر إنها “عندما انضمت لقوات التحالف انضمت بدون أي تحفظ وإيمانا منها بعدالة القضية وأهمية إنقاذ اليمن من مليشيات الحوثى، ومصر عمود خيمة العالم العربي فكيف لها أن تترد فى عمل كهذا يحرر أولاً الشعب اليمني، ويحافظ على الأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.

وشدد كذلك في تصريحاته هذه على أنه “لا يوجد مصلحة لأي دولة في أن تصبح اليمن دولة فاشلة، ولا يمكن لمصر أن تترد فى هذه المواقف والتحالف قام على مبدأ التطوع”.

كما نقلت الصحف المحلية التي تصدر في المملكة، تصريحات أخرى لنائب وزير الكهرباء المصري، أسامة عسران، حول أن الربط الكهربائي المصري السعودي سيوفر قدرات إضافية تبلغ ثلاثة آلاف ميجاوات من خلال تبادل الطاقة بين البلدين، خاصة خارج أوقات الذروة، وأن الربط سيساعد على توفير الاستثمارات اللازمة لإنشاء محطات إنتاج كهرباء جديدة واستخدامها الاستخدام الأمثل.

وأبرزت كذلك بدأ وزارة القوى العاملة المصرية قبول طلبات الأطباء راغبي العمل بالمملكة على ستة تخصصات طبية بمستوصف “هاو الطبي”، برواتب تتراوح بين 10 آلاف و14 ألف ريال، بما يوازي 23 ألفًا إلى 33 ألف جنيه مصري.

– اهتم الإعلام السعودي غير الصحوي، بعكس صورة جيدة لأداء الاقتصاد المصري، فنشرت العديد من التقارير حول هذا الصدد، ومن بين ذلك تقرير نشره صندوق النقد الدولي حول تجاوز الاقتصاد المصري لنظيره الجنوب الإفريقي، ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية بعد نيجيريا، بيبب توسع إجمالي الناتج المحلي لمصر بالدولار بنسبة 5.7 في المائة، في الفترة من العام 2012م، إلى 2015م، بالإضافة إلى تراجع الجنيه المصري أمام الدولار بوتيرة أبطأ بالمقارنة مع “الراند” الجنوب أفريقي.

وكذلك مذكرتا التفاهم اللتان أبرمتهما وزيرة التعاون الدولي المصرية، سحر نصر، مع رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، سوما تشاكاراباتي، بقيمة 320 مليون يورو لتمويل مشروعات تنموية في مص، وطلب مصر من منظمة السياحة العالمية رفع القيود غير الضرورية على السياحة والسفر، خلال جلسة مخصصة لمناقشة تأثير الأمن والإرهاب على السياحة في مدينة ملقة الإسبانية.

– فيما يخص ملف الحرائق المتواترة في مصر، أبرز موقع “الإسلام اليوم” تصريحات بعض الساسة والإعلاميين المحسوبين على النظام(18)، اتهموا فيه الإخوان بـ”التورط” في هذه الحرائق، وبرأوا السلطة منها.

ومن بين ذلك الهجوم الحاد الذي شنه رجل الأعمال ورئيس حزب “المصريين الأحرار” المقرب من النظام، نجيب ساويرس، على جماعة الإخوان المسلمين، زاعمًا أن أفرادها هم من يشعلون الحرائق، ويذيعونها على “قناة الشرق”، واصفًا إياهم بـ”الكاذبين”، بحسب موقع “الإسلام اليوم”.

– على مستوى الأوضاع السياسية الداخلية، اهتم الإعلام السعودي بأحكام إحالة أوراق 25 متهمًا إلى المفتي في أحداث العنف التي وقعت بين قبيلتَيْ “الدابودية” و”الهلايل”، في أسوان جنوب البلاد قبل عامين، وراح ضحيتها 28 قتيلاً من الجانبَيْن، وأحكاما السجن المشدد بين 3 سنوات و13 سنة، ضد 13 من مسؤولي “هيئة التعمير والتنمية الزراعية” التابعة لوزارة الزراعة لإدانتهم بتلقي رشى مالية.

– تصريحات ومواقف السيسي، كانت حاضرة بشدة لافتة في الإعلام المحلي السعودي، ومن بين ذلك حديثه خلال افتتاحه بعض المشروعات في مدينة “بدر”، الخميس، 12 مايو، وتصريحاته كذلك عن “ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك”، خلال استقباله وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت يعقوب الصانع، الأربعاء، 11 مايو.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه الحزمة من القضايا الداخلية والخارجية:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودى

الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودى

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

رابعاً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب سلبي متصاعد باستثناء المواقع الصحوية.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.

3. الولايات المتحدة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.

5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد في المواقف السلبية، باستثناء المواقع الصحوية.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي متصاعد، باستثناء المواقع الصحوية.

——————————————-

الهامش

(1) خادم الحرمين يعيد هيكلة الوزارات انسجاماً مع «رؤية المملكة 2030»، “الرياض”، 12 مايو 2016م، الرابط

(2) أمراض التنمية..، 12 مايو 2016م، الرابط

(3) سعودة الكيف لا سعودة الكم، “عكاظ”، 12 مايو 2016م، الرابط

(4) تنفيذ القرارات وتطبيق الأنظمة، “الرياض”، 12 مايو 2016م، الرابط

(5) “عكاظ”، 12 مايو 2016م، الرابط

(6) “عكاظ”، 12 مايو 2016م، الرابط

(7) الرابط

(8) الرابط

(9) 9 مايو 2016م، الرابط

(10) الرابط

(11) الرابط

(12) اردوغان يحصر السلطات بيديه، “الحياة” اللندنية، 9 مايو 2016م، الرابط

(13) “الحياة” اللندنية، 9 مايو 2016م، الرابط

(14) الرابط

(15) الرابط

(16) الرابط

(17) حملات الأعداء على مصر والسعودية مستمرة، “الحياة” اللندنية، 10 مايو 2016م، الرابط

(18) طالع:

– إعلاميو مصر: السلطة لا تتحمل مسؤولية الحرائق، 12 مايو 2016م، الرابط

– ساويرس يتهم الإخوان بإشعال الحرائق في مصر، 12 مايو 2016م، الرابط

 

أحمد التَّلاوي

باحث سياسي ومحرر إعلامي، بكالوريوس العلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1996، من مؤلفاته: إيران وصراع الأصوليات في الشرق الأوسط، دولة على المنحدر، أمتنا بين مرحلتين، الدولة والعمران في الإسلام

اعمال اخرى للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى