تطورات المشهد السعودي 20 يونيو 2016
يتناول هذا التقرير اتجاهات الاعلام السعودي نحو القضايا الداخلية والخارجية للمملكة، وكذلك نحو القضايا المصرية، خلال الفترة من 11 إلي 17 يونيو 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: حدث الأسبوع:
يمكن القول إن العلاقات السعودية الأمريكية كانت هي حدث الأسبوع المنصرم، على المستوى الموضوعي، وفي إطار المقياس الإحصائي للمواد المنشورة في الجانب المتعلق بالسياسة الخارجية السعودية والتطورات الإقليمية والدولية؛ حيث تواترت عدد من التطورات تخص هذا الملف، كان من أهمها تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون برينان، في مقابلة “العربية” التي لاقت اهتمامًا إعلاميًّا عالميًّا، بشأن عدم تورط الحكومة السعودية في أحداث سبتمبر.
برينان قال في المقابلة إنه يتوقع قريبًا نشر الـ28 ورقة المحجوبة من ملف التحقيقات التى أجراها الكونجرس الأمريكي حول أحداث الـ11 من سبتمبر 2001م، والتي تتعلق بعلاقة المملكة العربية السعودية بالهجمات، وإنها ستبرئ ساحة حكومة المملكة من أية علاقة بها (1).
وفيما يخص هذا الملف، قال:
“إن ما يسمى بثمانية وعشرين صفحة هي جزء من تحقيق نشر عام 2002 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وكانت مراجعة أولية من أجل وضع صورة كاملة وجمع المعلومات لكشف من كان وراء هذه الهجمات، وبعد ذلك قام المحققون بالتدقيق في ادعاءات تشير إلى أن الحكومة السعودية ضالعة، واتضح لاحقاً حسب نتائج التقرير أنه لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو حتى مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.. وأعتقد أن الصفحات الثماني والعشرين سيتم نشرها وأنا أؤيد نشرها، والجميع سيرى الأدلة أن الحكومة السعودية غير متورطة، وطبعاً كل التقييمات التي تبعت التحقيقات أثبتت أن مَنْ وراء هذا العمل هم القاعدة والظواهري وما شابههم”.
ولكن المقابلة لم تقف عند حدود هذه القضية؛ حيث تناولت العلاقات السعودية الأمريكية، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والسياسات الإيرانية في الإقليم؛ حيث أكد أنه لا يوجد أي تعاون بين بلاده وبين إيران، وانتقد دعم إيران لما وصفتها بالميليشيات الطائفية في الشرق الأوسط.
كما رفض تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية، وخصوصًا المضادات الأرضية، لتخوفه من وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متطرفة، كما قال، مشيرًا إلى تفضيل الولايات المتحدة دعم الجيش السوري الحر.
كما تناول قضية صورة المسلمين في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة في ظل نشاطات تنظيمات مصنَّفة إرهابية “داعش”، وتصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، العدائية ضد المسلمين.
تصريحات برينان، جاءت قبل يومٍ من زيارة موسعة بدأها الأمير محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة؛ حيث التقى خلالها وزراء ومسؤولين اقتصاديين وسياسيين وأمنيين أمريكيين، وانتهت بلقاء الجمعة، 17 يونيو، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
على المستوى السياسي، كانت قضايا التعاون في مجال مكافحة “الإرهاب”، والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والملف الإيراني، هي أهم ما ناقشه الأمير محمد بن سلمان، ومعه جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، وجون برينان، وعدد من قادة وأعضاء الكونجرس من الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، الذين التقاهم الأمير محمد، في اجتماعات مغلقة.
على هامش هذه المواقف والتصريحات، تصدرت الصحف والمصادر السعودية، العديد من المقالات التي تناولت بشكل إيجابي، صورة الولايات المتحدة، والعلاقات بين الرياض وواشنطن، بعد فترة طويلة كان الاتجاه السلبي هو السائد في تناولات الصحف والمصادر السعودية، للولايات المتحدة.
يقول أيمن الحماد، من صحيفة “الرياض”، بعنوان: “الرياض وواشنطن وديمومة الالتزام”(2):
“.. قبل أربع وعشرين ساعة من بدء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة خرج رئيس الاستخبارات الأميركية جون برينان في حوار هو الأول مع وسيلة إعلام عربية ليقول بأن السعودية أفضل حلفاء بلاده ضد الإرهاب، وأن الرياض لا علاقة لها بأحداث 11 سبتمبر، وأنه يشعر بالقلق من نشاطات إيران الإرهابية (..) كانت رسالة واضحة بأن العلاقات بين الرياض وواشنطن في حال جيدة، وأن لدى البلدين الكثير من العمل السياسي والأمني ليُنجز، لاسيما في ملفات المنطقة التي تئن تحت وطأت تفشي الجماعات المتطرفة والميليشيات التي أسهمت الفوضى العارمة في توالدها بشكل خطير مزعزعة بذلك الاستقرار الإقليمي والدولي -على حد سواء-، وقد شعر المتابعون للعلاقات بين البلدين بحالة من التوتر تسود الموقف السياسي بين الرياض وواشنطن، ولم يخف الرئيس أوباما ومن قبله وزير خارجيته جون كيري ما أسمياه “الخلاف التكتيكي” مع الرياض في شأن قضايا المنطقة، لكن كما هو معروف في السياسة يحدث الخلاف حول حل الخلافات فالمصالح والتحديات قد تتسبب في بروز التباينات”.
وفي المقابل كتب هاشم عبده هاشم، تحت عنوان: “زيارة من أجل المستقبل”، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة “أكثر من مهمة، بل وقد تكون مفصلية بالنسبة لمستقبل العلاقات بين البلدَيْن”.
ومن بين الأسباب التي ساقها هاشم عبده هاشم في هذا الصدد، “أولاً: ضبابية العلاقة بين الدولتين في الآونة الأخيرة، وضرورة تحديد الرؤية على المديَيْن القصير والمتوسط”. أما عن ملفات الزيارة، فذكر منها:(3)
“.. تحديد موقع وموقف الولايات المتحدة ومدى مساهمتها دولة وقطاعا خاصا في الرؤية السعودية 2030 على كافة المستويات (..) حسم القضايا المعلقة مع بعض الأوساط الأميركية ومنها الكونجرس الاميركي وآخرها ما يتصل بقضية 11 سبتمبر 2001 واتهام المملكة بدور فيها (..) التوجهات الأميركية المحتملة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية الحالية.. وفرص فوز اي من الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي بدخول البيت الأبيض.. وكيفية التعامل مع اي من الفائزين “هيلاري كلينتون/ رونالد ترامب”.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة والولايات المتحدة، فقد استخدمت المصادر السعودية عبارات مثل: “شراكة استراتيجية”، و”تعاون وثيق”، لوصف هذه العلاقات، كما أوردت أرقامًا تتعلق بالمبادلات التجارية بين البلدين، والذي وصل إلى 170 مليار ريال، في العام 2015م، والمشروعات المشتركة بينهما، وغير ذلك.
والشكل التالي يوضح توزيع المبادلات التجارية بين الجانبَيْن خلال 2015م:(4)
صحيفة “عكاظ” نشرت بدورها تقريرًا موسَّعًا عن جانب آخر من العلاقات بين البلدَيْن، وهو ملف المبتعثين، ذو الأهمية السياسية الكبيرة بالنسبة للمملكة، فذكر أن الولايات المتحدة تتصدر 35 دولة في استقطاب المبتعثين السعوديين بنسبة 30 بالمائة، وأن حوالي 85 ألف مبتعث ومبتعثة، ذهبوا إلى الولايات المتحدة بعد 69 عامًا من بدء الابتعاث إليها(5).
ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:
1- الحالة السياسية العامة:
يمكن القول إن أهم ظاهرتَيْن تحكمان الحالة السياسية العامة في المملكة، “التنافس” بين ولي العهد، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، والأمير محمد بن سلمان، والحملة على الإسلام السياسي بتياراته المختلفة، وخصوصًا “الإخوان المسلمون”.
الظاهرة الأولى عكستها طريقة تناول بعض الصحف الداخلية، وكذلك اللندنية؛ حيث احتل الأمير محمد بن سلمان عناوينها الرئيسية، فبينما كانت زيارته إلى الولايات المتحدة، يتم تناولها في أخبار وتقارير مُجمَّعة في بعض الصحف، مثل “الوطن” و”الحياة” اللندنية؛ فإن “عكاظ” و”الرياض”، وكذلك “الشرق الأوسط”، جعلت الأمر في صورة حملة متابعة، بحيث كان كل نشاط أو لقاء للأمير محمد بن سلمان، محور خبر أو تقرير مستقل.
ونفس الأمر ينطبق على موضوع الرؤية وبرنامج التحول الوطني؛ حيث كانت هذه الصحف الثلاث، أولاً تربط بين الأمير محمد بن سلمان وبين الرؤية والبرنامج، وثانيًا تضع الإجراءات التنفيذية للرؤية والبرنامج، على رأس أولويات اهتماماتها في إطار “تسويقها” للأمير محمد بن سلمان.
فيما يخص الظاهرة الثانية، وهي الهجوم المتواصل على الإخوان المسلمين والإسلام السياسي بتياراته المختلفة؛ فقد استمرت الحملة، بالرغم من التراجع العام في مستوى تناول هذا الملف في الصحف السعودية، خصوصًا التي تصدر داخل المملكة؛ إلا أن صحيفة “عكاظ” استمرت في الخط المتصاعد الذي تبنته منذ فترة، ضد الإخوان المسلمين، ولاسيما بعد أزمة مظاهرات تيران وصنافير في مصر.
ولقد أدى ذلك إلى حملة مضادة مناهضة لـ”عكاظ” في وسائل التواصل الاجتماعي، لبعض النشطاء الإخوان في داخل وخارج المملكة، استتبعها بعض ردود الفعل من جانب الصحيفة. وكان أهم الموضوعات التي ركز عليها الإعلام السعودي عن الإخوان المسلمين هذا الأسبوع، قضية استضافة قناة “فور شباب” التي يملكها رجل الأعمال السعودي، علي العمري، للداعية المصري، وجدي غنيم، المعروف عنه بمواقفه السلبية من النظام السعودي.
ونأخذ أولاً مقالاً لحمود أبو طالب، حول هذا الجدل، بدأه بالقول إنه:(6)
“على خلفية دعوة قناة فور شباب للإخواني المسيء للمملكة وجدي غنيم وبرامجها المحرضة والمخالفة لسياسة المملكة وقيام صاحبها بإطلاق حملة تبرع مخالفة للأنظمة التي أقرتها المملكة فاجأتنا «عكاظ» يوم أمس بتصريح للشيخ خالد السبيعي الذي وصفته بالمنشق عن تنظيم الإخوان السري في السعودية بعد أكثر من 13 عاما لانضمامه للتنظيم، كشف فيه عن حقيقة وجود هذا التنظيم ومغالطات بعض أعضائه بإنكارهم لوجوده”.
ومن بين ما ذكره السبيعي وعلق عليه أبو طالب:
قول السبيعي إنه بعد تجاوزات صاحب القناة علي العمري وتحديه للوطن والشعب بتغريداته وقناته المدعومة من الإخوان كان لزاما علي أن أقول الحق شهادة للتأريخ وحفظا للدين ودفاعا عن الوطن وحماية للشباب من مكر هذا الرجل، فزعمه أنه لا يوجد تنظيم للإخوان في السعودية وإنما هو تيار ووصفه للعهد السابق بالسوداوية، تنظيم الإخوان موجود في السعودية (..) قول السبيعي إنه بعد تجاوزات صاحب القناة علي العمري وتحديه للوطن والشعب بتغريداته وقناته المدعومة من الإخوان كان لزاما علي أن أقول الحق شهادة للتأريخ وحفظا للدين ودفاعا عن الوطن وحماية للشباب من مكر هذا الرجل، فزعمه أنه لا يوجد تنظيم للإخوان في السعودية وإنما هو تيار ووصفه للعهد السابق بالسوداوية، تنظيم الإخوان موجود في السعودية”.
أما عبده خال، فقد كتب تحت عنوان: “عكاظ وكشف أكاذيب الإخوان”(7)، يقول:
“منذ زمن وصحيفة «عكاظ» تقف في وجه «الإخوان» كاشفة دسائسهم وكذبهم وحيلهم والأشكال والصور التي يتشكلون بها وفيها مجاميعهم، ولأنها تنهض بهذا الدور التنويري من وقت مبكر فقد غدت في عين سخط الجماعة وأتباعها إلى عدو يجب إسقاطه مواصلين نثر افتراءاتهم في كل زاوية من زوايا البلد، مستغلين التقنية الحديثة في تعميم كذبهم وإلصاق التهم بهذا المنبر الإعلامي (..) وعلاقة «الإخوان» مع الإعلام الوطني علاقة عميقة دائما، وتجلت هذه العلاقة عندما وصف محمد بديع (مرشد الإخوان المحكوم عليه بالإعدام) الإعلاميين بسحرة فرعون، ويجب على الأتباع إثبات أن كل إعلامي ما هو إلا ساحر يسعى للوقوف ضد الحق… (مع أن سحرة فرعون خضعوا للحق بينما فرعون وجماعته واصلوا في غيهم)”.
وحول موضوع “فور شباب”، ولكن من منظور آخر، كتب عبده خال كذلك يتهم الإخوان في المملكة بالعمل خلافًا للقانون، واستغلال أزمات المنطقة من أجل تحقيق مصالحهم؛ حيث نجده يقول(8):
“لم يكن إصرار مدير منظمة «فور شباب» على جمع التبرعات إلا قمة جبل جليدي مغمور يتحين الفرصة للذوبان وإغرق كل ما هو حوله (..) وإذا أدركنا أن هذا (المدير) حسب منشق عن جماعة الإخوان كان معهم فلن نحتاج لسرد الحجج التي يحتزم بها في وجه كل من يريد كشف الغطاء الذي يتدثر به (..) فالدعوة التي أطلقها لجمع التبرعات لأهالي الفلوجة لم تبتعد زمنيا عما تبناه من مبادرة لجمع التبرعات لأهالي محافظة حلب ومع الفوارق بين الدعوتين إلا أن سياسة الجماعة هي سياسة الجمع بين الأضداد وقطف الثمار التي تبقى الجماعة قريبة من كل الحركات المعادية للأنظمة”.
ويضيف في ذلك:
“وحين يبرر أن منظمة «فور شباب» هي منظمة عالمية للأعمال الإنسانية فقد جافى الحقيقة إذ إن مشروع منظمة «فور شباب» قائم على مناصرة كل ما شأنه أن يعيد للإخوان بريقهم، وقد عرفنا إنسانية الإخوان من خلال مشاريعهم التي استغلوها في قلب المجن على دولتهم الأم وعلى بقية دول العالم العربي”.
أما سعيد السريحي، فقد كتب في مقال بعنوان: “الإسلام السياسي يعيد ترتيب صفوفه”:(9)
“حين يكتب صاحب منظمة وقناة فور شباب في تغريدة له «أمام الدعاة الراشدين والإصلاحيين الواعين فرصة تاريخية لاستثمار أدوات التغيير والتأثير، لاستعادة دور الشعوب»، فإن علينا أن ننظر إلى هذه التغريدة باعتبارها الاستراتيجية التي تعمل بموجبها المنظمة التي يرأسها والقناة التي يديرها والتي يستضيف في حواراتها شيوخ التشدد ويجمع عبر حملاتها التبرعات التي لا يعلم أحد لمن سوف يتم دفعها”.
ويقول كذلك متحدثًا عن الإخوان بشكل عام، وسياساتهم في الوقت الراهن في صدد محاولاتهم استعادة ثورات الربيع العربي:
“.. توجيه «الدعاة» إلى استعادة دورهم في تضليل الشعوب ومن ثم السيطرة عليها هو ما يفسر لنا كثيرا من التحركات التي تقوم بها الجماعات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفة معها، وكذلك المنتمية لجماعات أخرى من جماعات الإسلام السياسي الحركي، ذلك أن هذه الجماعات والأحزاب تدرك أن وعي المجتمع مكنه من التحرر من سيطرتها وأن الأحداث الأخيرة قد فضحت مخططات تلك الجماعات وعرت أهدافها”.
هاني الظاهري، اتهم النشطاء الإخوان بتزوير الهاشتاج الذي هاجموا فيه “عكاظ”، ومن بين ما كتبه في مقاله:(10)
“.. بعد تجريم جماعة الإخوان في السعودية وتصنيفها كمنظمة إرهابية وجد أتباعها ومؤيدوها أنفسهم تحت طائلة المساءلة والمحاكمة فتحولوا بين عشية وضحاها إلى كائنات إلكترونية متخفية ملعبها الوحيد «شبكات التواصل» وعلى رأسها تويتر، وهذا يعني أن أي رد منهم على سياط الطرح الوطني لن يكون إلا «صراخا تويتريا» فهو أقصى ما يمكنهم فعله، ومن الطبيعي أن تكون «عكاظ» التي اعتادت على تحطيم أعشاش الدبابير المعادية للوطن وتعرية ممارساتها ورموزها سببا لصراخهم ومقصدا أول لحملاتهم الوهمية وألاعيبهم الساذجة”.
في نفس الملف، ولكن في اتجاه آخر، أوردت صحف سعودية خبر إدانة المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات، يوم 14 يونيو، 15 يمنيا وأربعة إماراتيين بتهم “إنشاء وتأسيس فرع لتنظيم “الإخوان المسلمين”، وجمع تبرعات وأموال دون ترخيص مسبق من الجهة المختصة، والانضمام إلى تنظيم غير مشروع يدعو إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم”. ولم تكشف المحكمة تفاصيل، إلا أن المصادر السعودية قالت إن أقسى حكم في القضية هو السجن ثلاث سنوات، مضيفة أنه تمت تبرئة عدد من المتهمين.
2- ملف الأراضي البيضاء:
“بأمر من الملك سلمان.. انتهى احتكار الأراضي”.. هذا كان عنوان “الشرق الأوسط”، عن اجتماع مجلس الوزراء السعودي الذي عُقد برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيزـ 13 يونيو، والذي تم فيه الموافقة على اللائحة التنفيذية لنظام رسوم الأراضي البيضاء. وتقرر أن تتولى وزارة الإسكان تحصيل الرسوم المتعلقة بهذا الشأن والغرامات المترتبة على مخالفة النظام(11).
ونشر موقع الأراضي البيضاء التابع لوزارة الإسكان السعودية، تفاصيل اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي البيضاء، التي وافق عليها مجلس الوزراء السعودي يوم 13 يونيو، وتضمنت 18 مادة، كما شملت فصلاً خاصا للتعريفات، وآخر للأراضي الخاضعة للرسوم، وآخر لضوابط تطبيق الرسوم(12).
كما بدأت وزارة الإسكان في نشر خرائط مواقع الأراضي البيضاء التي سيتم فرض رسوم عليها وفقًا لهذه اللائحة التنفيذية، والتي تم تحديدها في ثلاث مدن، هي: الرياض، جدة، والدمام(13).
وأوردت “الرياض” تصريحات لمستشارين اقتصاديين حول البدء في تفعيل اللائحة التنفيذية لنظام رسوم الأراضي البيضاء، في عدد من المدن الرئيسية للمملكة، ربطوا فيها الموضوع بـ”رؤية المملكة 2030″؛ حيث وصفوا ذلك الإجراء بأنه “تفعيل عملي لرؤية المملكة 2030، مؤكدين على أهمية تطبيق النظام بحزم وجدية عالية”(14).
3- ملف مكافحة الفساد والرقابة العامة:
من بين الملفات التي باتت على رأس قائمة اهتمامات الصحف والمصادر السعودية، ملف مكافحة الفساد، وتشديد عمليات الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية. وبعد طرح “رؤية المملكة 2030″، و”برنامج التحول الوطني 2020″، صار هذا الملف ضمن متابعات الصحف والمصادر السعودية، لتطبيق الرؤية والبرنامج.
ومن بين الأخبار اللافتة التي تم تداولها في هذا الصدد، تصريحات وكيل وزارة العدل لشؤون الحجز والتنفيذ، الدكتور حمد الخضيري، بأن إجمالي المبالغ المنفذة التي عملت محاكم التنفيذ في مختلف مناطق المملكة على استرجاعها منذ بدء نظام التنفيذ، وحتى الشهر الجاري بلغت نحو 160 مليارًا، و586 مليون ريال، من خلال نحو 393 ألف طلب تنفيذي، فيما بلغ إجمالي المبالغ المنفذة خلال العام الجاري 1437 نحو 79 مليارا و186 مليون ريال، من خلال نحو 165 ألف طلب تنفيذي.
وتم نقل هذا الخبر على أنه دليل على أن “الوطن بحاجة إلى التكامل التنموي لمختلف قطاعاته الحكومية والخاصة، لتواكب رؤية المملكة 2030 الطموحة التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل”(15).
في هذا الإطار، نشرت صحيفة “عكاظ”، تقريرًا بعنوان: “يا «نزاهة».. أنقذي المجتمع من «الواسطة»”، تناول معاناة الشباب في البحث عن الوظائف العامة، وأهمية تدخل الهيئات الحكومية المعنية في هذا الأمر، ومن بينها هيئة “نزاهة”، للتصدي لحالات الوساطة التي تتم وتؤدي إلى عدم العدالة أو المساواة بين المواطنين في موضوع التوظيف. ومن بين العبارات التي وردت في التقرير، وتدل على أن الأمر يتعلق بإطار مجتمعي، وله اهتمامه في وسائل الإعلام السعودية(16):
“.. يصطدم غالبية الخريجين من الجنسين في المملكة خلال رحلة البحث عن لقمة العيش وتتبع إعلان وظيفي حكومي، بكثير من العوائق، من أهمها المحسوبية والتدخل البشري، فهذا هو الداء الرئيسي في المسابقات الوظيفية، وصعب القضاء عليه، وينتظر الخريجون من الجهات المختصة كف جماح هذا الفساد المستشري حتى يسود العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، لكي يؤدي مهامه وأعماله تجاه دينه ووطنه ومجتمعه”.
4- ملف مكافحة الإرهاب والتطرف:
كان هناك بعض الأخبار المتداولة في أمور جزئية، مثل إصدار المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حكمًا ابتدائيًّا يقضي بالقتل تعزيرًا لسعوديَّيْن، ضمن ما يعرف بخلية 36 الإرهابية، وذلك بعد إعادة محاكمتها؛ حيث سبق الحكم عليهم في السابق وتم نقضه من المحكمة العليا.
كما كان هناك بعض الشؤون العامة في هذا الملف، مثل بيان صادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة، 15 يونيو، حول قضية الإرهاب والتطرف وموقف الإسلام منها.
ومن بين ما قاله البيان في هذا الصدد: “الإسلام يجرم الإرهاب ويعده إفسادا في الأرض، وهو في نهاية الأمر لا يخدم إلا أصحاب الخطابات العنصرية التي تنشر الكراهية، وتدفع إلى مزيد من الشحناء والبغضاء بما لا يخدم بناء عالم يسوده النظام ويعترف بالحقوق (..) إن إدانة الإرهاب تستمد من نصوص الكتاب والسنة التي تؤكد كل معاني الحماية للمدنيين؛ والإسلام عظّم حرمة الدم الإنساني، وجعل قتل الواحد كقتل الجميع”.
ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:
1- الحرب في اليمن:
أهم معلم كان تصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الذي تراجع فيه، من أن مشاركة بلاده في حرب اليمن التي استمرت أكثر من عام انتهت عمليًّا. في البداية لم يكن للتصريح أي وجود في وسائل الإعلام السعودية، باستثناء بعض الخدمات الإخبارية على الهاتف المحمول.
وكان الحساب الرسمي لأخبار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد نقل عن قرقاش قوله: “موقفنا اليوم واضح فالحرب عمليًّا انتهت لجنودنا”، وأضاف: نرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليًا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة. إلا أن موقفًا لم يصدر عن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في هذا الصدد.
وظل الإعلام السعودي يتجاهل كل هذا الكلام حتى بعد يوم كامل من التصريحات، عندما نشرت “الشرق الأوسط” اللندنية تصريحات مغايرة لقرقاش، قال فيها إن الخيار العسكري في اليمن لا يزال قائمًا. و”استهجن” قرقاش ما قال إنه “تحوير وتحريف واجتزاء جزء من محاضرته التي ألقاها الأربعاء، 15 يونيو، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال: “نحن في حرب ويؤسفني أن يتم اجتزاء بعض تصريحاتي وتفسيرها لأجل أهداف وأجندة خارجية لا تريد الخير لأبناء المنطقة ودول الخليج خصوصًا”.
وأكد قرقاش لـ”الشرق الأوسط”(17)، أن الإمارات “ركن أساسي في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وأنها تدعم كافة الحلول التي يقودها التحالف في ظل الوصول إلى حل للأزمة اليمنية وفق المبادرة الخليجية، مؤكدا أن دولة الإمارات ملتزمة بهذا الدور مع السعودية حتى إعلان التحالف انتهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي في اليمن”.
وبشكل عام، كانت النبرة إيجابية فيما يتعلق بمفاوضات الكويت؛ حيث ذكرت المصادر الإخبارية السعودية أن هناك اتجاه للاتفاق على تثبيت وقف لإطلاق النار، من خلال تشكيل لجان سياسية وعسكرية تعمل على مراقبة الأوضاع على الأرض، إلا أن ما يعيق الاتفاق، هو مساعي الرياض لفرض استبعاد الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، ونجله أحمد، وقادة حوثيين من المشاركة في أية ترتيبات سياسية انتقالية.
في الجانب الإنساني، الذي حرصت وسائل الإعلام السعودية على إبراز الموقف السعودي الداعم لهذا الجانب في اليمن، وإزاء اليمنيين المقيمين في السعودية. وفي هذا تناولت وسائل الإعلام السعودية ما أعلنته المديرية العامة للجوازات في صدد البدء في إنفاذ أمر ولي العهد، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، بالتمديد ستة أشهر أخرى لحاملي “هوية زائر” من اليمنيين المقيمين في المملكة؛ حيث تنتهي صلاحية هوية زائر الممنوحة لهم يوم 28 يونيو الجاري. كما أشارت إلى توزيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 11853 سلة غذائية في مديرية “المضفر” بمحافظة تعز اليمنية، من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه من الجمعيات والمؤسسات في المحافظة.
كما نشرت “الحياة” اللندنية مقالاً بقلم وزير الإعلام اليمني السابق، نصر طه مصطفى، بعنوان: “مهمات كبرى أمام الحكومة اليمنية”(18)، حيث كتب عن واقع اليمن باعتبار انتهاء الحرب، وهزيمة الحوثيين وأنصار صالح فيها. كما أشاد بالأمير محمد بن سلمان، ومن بين ما ورد في المقال في هذا الصدد:
“.. لا شك في أن القضية اليمنية ستحتل حيزاً مهماً من محادثات ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في واشنطن خلال زيارته التي بدأها يوم الإثنين الماضي، فالأمير الشاب الممسك بالملف اليمني ويدرك كل تفاصيله سيضع الإدارة الأميركية أمام الحجم الكبير للتعنت الذي يمارسه الانقلابيون الحوثيون أمام الحلول السلمية المطروحة، رغم الانفتاح السعودي والخليجي عليهم والتطمينات التي تم تقديمها لهم سراً وعلناً بأنهم سيظلون شركاء في العملية السياسية مستقبلاً باعتبارهم جزءاً من النسيج الاجتماعي والسياسي اليمني”.
في الشأن اليمني كذلك، كتب محمد علي السقاف، في “الحياة” اللندنية، تحت عنوان: “قوات التحالف جاءت لحماية اليمن لا لقتل أطفاله”(19)، يرد فيه على تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في الثاني من شهر يونيو 2016، الذي وضع أولاً المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، في القائمة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الطفل خلال النزاعات المسلحة، على خلفية الحرب في اليمن، قبل أن يتم رفع اسم المملكة والتحالف بعد ضغوط سياسية سعودية.
2- قضايا سياسية وأمنية في الولايات المتحدة:
لم تكن استجابة الإعلام السعودي إزاء الأوضاع في الولايات المتحدة، كلها إيجابية، على خلفية زيارة الأمير محمد بن سلمان؛ حيث كانت الصحف اللندنية أميل إلى الاستمرار في انتقاد السياسات الأمريكية. أهم القضايا التي تم تناولها في هذا الصدد، في إطار إخباري ومقالي، العملية التي نفذها الأمريكي المسلم من أصل أفغاني، عمر متين، في أورلاندو بولاية فلوريدا، عندما قتل 49 شخصًا في ملهىً ليليٍّ يرتاده شواذ.
في الجانب الإخباري، أشارت المصادر السعودية إلى تصريح لمسؤولي الـ”سي. آي. إيه”، بأنه لا صلة مباشرة بين مهاجم أورلاندو وأية جماعة إرهابية، بالرغم ما قيل عن مبايعة متين لتنظيم “داعش” قبيل تنفيذه الاعتداء، وكذلك الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى أورلاندو لدعم أسر قتلى العملية.
المصادر السعودية كذلك، تناولت ردود الفعل السلبية لساسة أمريكيين وغربيين تجاه الإسلام والمسلمين، بعد العملية، مثل تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، والتي طالب فيها بمنع قدوم المسلمين إلى الولايات المتحدة ومراقبة المساجد.
كذلك كانت القضية مجالاً لانتقادات عديدة للسياسات الأمريكية، والتي أفضت – بحسب كُتَّاب رأي عديدين في الصحف السعودية التي تصدر في لندن – إلى تنامي الإرهاب حول العالم. فقد كتب “زهير قصيباتي” تحت عنوان: “وحش أورلاندو وذاكرة هيلاري”، يقول:(20)
“.. من عجائب العصر في حقبة «داعش» والحرب على هذا التنظيم الإرهابي، أن تصرّ المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون، على أن بعض «مساجد ومدارس التطرُّف» ما زال يتغذّى بتمويل من خليجيين، يتيح تفشي فيروس «داعش» وإرهابه… فيما تتناسى مسؤولية واشنطن عن صنع وحوش في معتقلات العراق وأفغانستان كانوا صيداً ثميناً، ليطلق أبو بكر البغدادي حربه على المسلمين كما على غيرهم، وعلى العرب مثلما يستهدف الأوروبيين والأميركيين”.
كما تناولت مقالات عدة أثر عملية أورلاندو على واقع المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة، ومن المقالات اللافتة في هذا الصدد، مقال لمحمد علي فرحات، بعنوان: “أميركا التي تعنينا”، نشرته له “الحياة” اللندنية.
ويقول فرحات في مقاله:
“.. فيما اللاجئون يطرقون أبواب أوروبا وأميركا يرتكب ابن لاجئ أفغاني مجزرة في أورلاندو، المدينة الأميركية الجميلة. يحتاج الاندماج إلى ثلاثة أجيال على الأقل، ليس بالضرورة لنسيان الوطن الأم ومنغّصات العيش فيه، وإنما لوعي الملاءمة بين الثقافة الموروثة وتلك التي يعيشها ابن المهاجرين ويتلمّس قيمها في التعليم والعمل والعيش الصعب، فليست بلاد الغربيين حدائق للنزهة (..) ما يعانيه اللاجئون أو المهاجرون المسلمون لا يختلف عن معاناة أمثالهم. هذا في الأساس، لكن المسلمين المتطرفين يشكّلون عبئاً إضافياً على المسلم الأوروبي أو الأميركي”.
وحول موقع العملية من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو الملف الآخر الذي تناولته الصحف والمصادر السعودية فيما يخص الشأن الأمريكي:
“.. رياح جريمة أورلاندو تدفع شراع سفينة دونالد ترامب، وهو بادر الى التعليق بصيغة الـ «انا» مهاجماً الرئيس أوباما والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وهي علّقت على الجريمة باستحضار الـ «نحن»، في إشارة إلى التعددية الأميركية التي يشكل المسلمون جزءاً من نسيجها. هنا تبدو معركة الرئاسة الأميركية إيديولوجية أكثر من سابقاتها، خصوصاً أن أوباما ليس رئيساً عادياً، فمواقفه الفكرية تتجاوز سلوكيات سياسي محترف. لقد أنهى الرجل الى حد بعيد الهياكل السياسية للحزب الجمهوري، في الداخل كما في الامتدادات العالمية، ووصل الأمر بالجمهوريين الى الموافقة على مضض بأن يكون ترامب الحديث العهد في حزبهم حصان السباق نحو الرئاسة”.
3- الحرب في سوريا:
كانت بؤرة الحدث الرئيسية، هي الأوضاع في حلب، بينما تراجع الاهتمام بالعمليات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية والجيش النظامي السوري، في الرقة وما حولها. وكان المشهد الإنساني هو الأبرز في تناولات وتغطيات الإعلام السعودي، وكذلك السياق المقالي الذي تناول الحرب في سوريا.
رستم محمود، كتب في “الحياة” اللندنية عن “خراب دورة الحياة السورية”(21)، تناول فيه البُعد الطائفي في السياسة والاقتصاد والمجتمع في سوريا، قبل وأثناء الحرب، وكيف شكلت واقع الدولة والمجتمع السوريَّيْن.
4- لبنان وحزب الله:
كان الحدث الأهم في هذا الصدد، هو التفجير الذي وقع بالقرب من «بنك لبنان والمهجر» في بيروت، من دون أن تحدث خسائر بشرية، والعلاقة محل اهتمام الإعلام السعودي، الذي اتهم “حزب الله” بتنفيذ التفجير، الذي وصفته بـ”التحذيري”، على خلفية إغلاق حسابات تعود لمناصري الحزب تنفيذًا لقانون أمريكي يضيق على تمويلاته.
وفي الملف الإيراني وثيق الصلة، علق راشد صالح العريمي(22)، على ما نشرته “بي. بي. سي” الفارسية، في صدد أن آية الله الخوميني، قد راسل الرئيس الأمريكي جون كينيدي يطلب منه المساعدة في دعم الثورة التي كان لا يزال في أول تدبيره لها في إيران، ضد نظام الشاه.
ويقول العريمي إن ذلك يدل على أن “التلون والانتهازية والنفاق سمات ملازمة للخطاب الإيراني «الثوري» منذ فترة تسبق الثورة نفسها بكثير، وأن الأهداف الحقيقية تكون مختفية خلف جعجعة كلامية تتناقض تماماً مع ما يجري التخطيط له بالفعل”.
5- التطورات الفلسطينية:
ركزت الوسائط السعودية على ملف الاستيطان، والأوضاع في القدس خلال شهر رمضان المبارك، وقيام جيش الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار أسمنتي لمواجهة أنفاق المقاومة في غزة. كما ركزت وسائل الإعلام الصحوية، ومن بينها موقع “الإسلام اليوم”، على ما وصفته بـ”الانتقادات الواسعة” التي تلقتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إثر ثناء عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، على إيران وما تقدمه من دعم للمقاومة الفلسطينية، على صفحته على “فيس بوك”، وفي تصريحات له على قناة “الأقصى”.
موقع “الإسلام اليوم”(23)، لم يذكر هوية هذه الانتقادات، وبدا وكأنه “يجامل” الحكومة السعودية لأجل العداء السعودي الإيراني؛ حيث لم يشِر إلى أية انتقاد لـ”أبو مرزوق”، يمكن أن تكون حادة كما في عنوان المادة، أو “انتقادات واسعة” كما في المتن، وحتى ما ذكره من مواقف، كان من بينها انتقادات للمواقف العربية السلبية إزاء “حماس”، والتي دفعتها إلى تحسين علاقاتها مع إيران.
رابعاً: القضايا المصرية في الاعلام السعودي:
تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها الصحف والمصادر السعودية عن التطورات المصرية والعلاقات المصرية السعودية، على النحو التالي:
1. الحدث الأهم، كان العثور على موضع حطام الطائرة المصرية المنكوبة التي سقطت في البحر المتوسط في التاسع عشر من مايو الماضية، ونجاح فرق البحث المصرية والفرنسية في انتشال صندوق التسجيلات الخاص بقُمْرة قيادة الطائرة، وكان التناول خبريًّا بالأساس.
2. كذلك اهتمت الصحف والمصادر السعودية، بخبر إعفاء هيئة تحكيم دولية عقدت في باريس، للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”، من سداد 270 مليون دولار لصالح شركة “سيجاس” الإسبانية؛ حيث قبلت المحكمة دفاع الشركة المصرية، بأن الشركة الإسبانية لم يكن لديها أية حقوق بموجب العقد محل النزاع؛ حيث إنها قامت بإسناد تلك الحقوق بأكملها إلى مجموعة من البنوك في العام 2007م. الخبر يرتبط باهتمام كبير بقطاع الطاقة في مصر، والذي تشير تقديرات عدة إلى أنه من أهم عوامل دعم الاقتصاد المصري في الفترة الراهنة.
3. أبدت وسائل إعلام سعودية، ومن بينها “الإسلام اليوم”، تشاؤمًا إزاء فرص نجاح الدعوة الجديدة التي وجهتها مصر لحركة “حماس” لحضور اجتماعات جديدة مع حركة “فتح”، لإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني بعد تعثر لقاءات المصالحة التي جرت قبل أشهر برعاية قطرية. وقال “الإسلام اليوم” إن ضغوطًا سعودية مورست على النظام المصري لدعوة “حماس” للقاءات المصالحة (24).
الموقع قال إن “حماس” ظلت “مستثناة من أي علاقة للنظام المصري بالقضية الفلسطينية”، بينما شهدت الفترة الأخيرة أكثر من لقاء في القاهرة بين ممثلين للحركة والمخابرات العامة المصرية، وأن هناك تنسيقًا أمنيًّا بين “حماس” ومصر على الجانب الخاص بقطاع غزة، من الحدود بين مصر والقطاع، وهو أمر معلن بشكل رسمي من الجانبَيْن. كما أن الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، أشار إلى اتصالات “متواصلة” مع الجانب المصري، قد تثمر عن حل لمشكلة معبر رفح قريبًا.
الموقع نقل عن الكاتب والمحلل السياسي من غزة، إبراهيم المدهون، قوله، إن كلاًّ من السعودية ومصر وقطر تبذل جهوداً إيجابية من شأنها الاقتراب من تحقيق مصالحة فلسطينية جادة؛ حيث تأتي هذه المبادرة العربية المشتركة هذه المرة بعد سلسلة من الفشل التي منيت بها كافة المحاولات الإقليمية السابقة من تحقيق تقدم في الملفات العالقة بين الفرقاء الفلسطينيين.
ولكن الموقع قال إن هناك قضايا معقدة تكمن في ملف منظمة التحرير الفلسطينية، والأجهزة الأمنية، والخط السياسي الذي تدار من خلاله القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، تعوق ذلك.
4. أولت بعض المصادر السعودية اهتمامًا بتصريحات للسفير الروسي بالقاهرة، سيجري كيربيتشينكو، على خلفية احتفال السفارة باليوم الوطني لروسيا، والتي قال فيها إنه سيتم استئناف رحلات الطيران الجوية بين بلاده ومصر وعودة السائحين الروس قريبًا، بالإضافة إلى التوقيع على عقود بناء المحطة النووية في الضبعة، وتأكيداته أن موسكو تولي اهتمامًا كبيرًا بإقامة المنطقة الصناعية الروسية التي تعد من أهم المشروعات بعد محطة الضبعة وأنه يتم حاليًا اختيار مكان إقامتها بالتعاون مع الجانب المصري، وأن روسيا على استعداد دائم “لرفع ودعم القدرة الدفاعية المصرية”.
5. في سياق مرتبط بقضية مكافحة التطرف والإرهاب فكريًّا، نشرت صحف ومصادر سعودية خبرًا عن تنظيم مكتبة الإسكندرية؛ بالتعاون مع مكتبة المستقبل التابعة لجمعية مصر الجديدة، دورة بعنوان “الثقافة العربية والإسلامية”، خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلَيْن، في إطار البرنامج الوطني الوقائي لمكافحة التطرف والإرهاب فكريًّا. وتهدف الدورة – بحسب المصادر – إلى ملء الفراغات الفكرية لدى الأجيال الجديدة “حيث إن لدى هذه الأجيال تساؤلات تتعلق بالإسلام كدين ومنهج وثقافة، وبالتالي فإن ملء هذا الفراغ بصورة جيدة يتيح إعادة بناء هذه الأجيال بصورة فكرية صائبة”.
6- فيما يخص العلاقات المصرية – السعودية، كان هناك اهتمام في أكثر من صحيفة ومصدر إعلامي سعودي بتقرير البنك الدولي الصادر مؤخرًا حول التحويلات المالية في الشرق الأوسط وشمال أقريقيا، في العام 2015، والذي أشار إلى أن السعودية تتصدر قائمة الدول المرسلة للحوالات المالية في المنطقة وإلى مصر بالتحديد.
وركزت المصادر، ومن بينها “عكاظ” و”الحياة”، على ما جاء في التقرير في صدد إرسال السعودية، حوالات مالية إلى مصر بقيمة 7.57 مليار دولار؛ حيث تشكل الجالية المصرية الكبيرة والتي يبلغ عددها مليون شخص، أكبر الجاليات المغتربة في السعودية.
وقالت البيانات أيضًا، إن المغتربين المصريين في السعودية يرسلون حوالات مالية إلى مصر بنسبة تتخطى ما يرسله المقيمون المصريون في الكويت والإمارات والأردن معًا. وأن هذه التحويلات “تساعد في التخفيف من مستوى الفقر وتوليد المزيد من فرص للتعليم وتشجع على إقامة المشاريع الصغيرة وتعزيز الاستثمارات في الاقتصاد المحلي”.
في ذات السياق، نشرت صحف سعودية محلية ودولية، بيانات وردت في التقرير ربع السنوي الصادر عن وزارة القوى العاملة المصرية، في صدد أن المملكة جاءت في مقدمة الدول العربية المتعاقدة مع العمالة المصرية، وذكرت أن إجمالي التعاقدات في المملكة خلال الثلاثة أشهر المنقضية بلغ 82 ألفًا و628، تلتها الكويت، بمعدل 27 ألفًا و595، ثم الأردن، بمعدل 26 ألفًا و762، تلتها الإمارات، بمعدل 10 آلاف و666، ثم قطر، 4 آلاف و843 عامل وفني مصري.
كذلك أشارت صحف مثل “عكاظ” إلى توقيع اتفاقية سعودية – مصرية لنشر الثقافة القانونية ومواجهة التطرف، بين المركز العربي للقانون بالمملكة مع المركز العربي للوعي بالقانون بمصروذلك “بهدف مواجهة الأفكار المتطرفة بالعلم القانوني والوطني للشعوب العربية”.
وتتضمن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بمقر جامعة الدول العربية، إعداد الدراسات والأبحاث وأوراق العمل، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات التدريبية والبرامج التثقيفية، في كل من المملكة ومصر، أو أي من الدول العربية أو الأجنبية أو المنظمات الإقليمية والدولية، إضافة للتعاون العلمي والقانوني بين الطرفين في مجالات نشر الثقافة القانونية في تطبيقاتها المتنوعة.
في الإطار كذلك، جاءت دعوة وزارة الخارجية المصرية للمواطنين المصريين، مراعاة ضوابط إرسال الطرود والشحنات غير التجارية من المملكة إلى ذويهم في مصر، والتي تشمل ألا يتجاوز وزن الطرد 50 كيلوجرامًا، وأن يكتب على الكرتونة اسم صاحبها وعنوانه ورقم هاتفه ومحتويات الكرتونة، وأن تُرسل الطرود على الشاحنات المصرية المسموح لها بحمل طرود غير تجارية.
وزارة الخارجية المصرية ذكرت في بيان لها حول هذا الصدد، أنه لن يُسمح اعتبارًا من الأول من سبتمبر 2016م، بإرسال الشحنات أو الطرود غير التجارية، إلا من خلال مكاتب الشحن المعتمدة والمرخصة العاملة في المملكة، وسوف يتم إعادة أو مصادرة الشحنات التي سوف ترسل بالأسلوب المطبق حاليًا، وهو استخدام الشاحنات المصرية الفارغة في طريق عودتها من المملكة إلى مصر.
وهو ما يقول بأن هناك اعتبارًا أمنيًّا خلف هذا الأمر، بجانب ضبط عملية تحصيل الرسوم؛ حيث إن هذه الوسيلة المتبعة حاليًا، لا يتم خلالها تفتيش الطرود أو تحصيل رسوم؛ لأنه لا يتم أي إثبات رسمي لها لكونها تسافر على هذه الشاحنات التي هي مفترض أنها فارغة، وتمر بهذه الصفة من الحدود السعودية.
كما كان هناك اهتمام بتصديق أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، على إنشاء جامعة الملك سلمان بجنوب سيناء وأنه سيتم إنشاؤها خلال عامَيْن.
7. الاعلام: كان هناك اهتمام بالدراما المصرية في رمضان، وبينما ركزت صحف الداخل السعودي في هذا الصدد على الجانب الدرامي الفني، ركزت المصادر الصحوية على بعض الرسائل السياسية التي جاءت في هذه المسلسلات. وفي هذا الإطار، نشر “الإسلام اليوم”(25)، تقريرًا لخص فيه ما جاء في صحيفة “الفجر” المصرية يوم 16 يونيو، في صدد سيطرة شخصية ضابط الشرطة على الدراما المصرية في رمضان هذا العام، والتي قدمته في الغالب على أنه شخصية مضحية، لا ترتكب أخطاء، ولا تنحرف بالسلطة، على خلاف الواقع، ما جعل الناقد طارق الشناوي، يسخر من ذلك بقوله إنها شرطة “ناصعة البياض”، رابطا بين هذه الصورة الدرامية، واستهداف وزارة الداخلية ذلك لمداراة أخطائها.
الطريف أن التقرير جاء موجهًا أو ربما كان كاتبه لا يتابع مختلف المسلسلات التي جاءت عن الشرطة هذا العام؛ حيث فيها الكثير من الاتهامات للشرطة المصرية بممارسة فنون التعذيب في المعتقلات، كما في مسلسل “القيصر”، أو تقاضي الرشى من رجال الأعمال، كما في مسلسل “الميزان”، وهو ما يشير إلى استمرار تصارع مفاصل الدولة العميقة في مصر؛ حيث تنتج بعض الشركات أعمالاً تمجِّد في رجال الأعمال وبعضها ينتج ما ينتقدهم، وذات الشيء فيما يخص الشرطة المصرية.
8ـ حقوق الانسان: نشرت “الحياة” اللندنية، مقالاً بقلم الكاتب المصري، محمد شومان، بعنوان: “عن تنظيم جمعيات حقوق الإنسان المصرية”(26)، تناول فيه بصورة إحصائية وسياسية، عددًا من القضايا المتعلقة بقطاع المجتمع المدني في مصر، والذي يُعتبر من أهم مجالات الجدل السياسية الراهنة في البلاد.
المقال أشار إلى أنه وفق تقديرات رسمية، فإن عدد الجمعيات الأهلية في مصر يصل إلى 47 ألف جمعية، إضافة إلى 93 منظمة أجنبية تعمل وفق قانون تنظيم الجمعيات الصادر عام 2002م، ولكنه قال إن “عددًا محدودًا للغاية” من هذه الجمعيات يثير مشكلات مع الحكومة في شأن دورها، وآليات عملها، ومصادر تمويلها، وعلاقتها بالسياسة بالمعنى الواسع للكلمة.
ويشير في هذا الخصوص إلى نشاط هذه الجمعيات في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك حقوق المرأة والتنظيم النقابي وتفعيل المشاركة السياسية ومراقبة الانتخابات.
المقال دافع عن موقف الحكومة المصرية، بما وصفه بضرورة مراعاة خصوصية المجتمع المصري، من جانب هذه الجمعيات.
فبعد تطواف تاريخي سريع لموقف الدولة المصرية من المجتمع المدني؛ قال:
“.. هناك مشكلات حقيقية تتجاوز مقولة أن الحكومة المصرية مثل كل حكومات العالم لا ترحب بنشاطات وتقارير جمعيات حقوق الإنسان، وبالتالي لا بد من طرحها للنقاش بشفافية وعمق يتجاوز الصراع السياسي أو المواقف الحدّية مع أو ضد جمعيات ونشطاء حقوق الإنسان، خصوصًا أن هناك محاولة جادة من الحكومة لإصدار قانون جديد ينظم عمل الجمعيات الأهلية بما فيها جمعيات حقوق الإنسان المصرية والأجنبية، بحيث تتسم إجراءات إشهار وتمويل ونشاطات كل الجمعيات بالشفافية والوضوح”.
9. جمعة والإخوان: صحيفة “عكاظ”، أجرت حوارًا مع مفتي مصر السابق، علي جمعة، أكد فيه على معظم مواقفه من القضايا الإسلامية الكبرى، ومن بينها زيارته للقدس، وأكد أنه سيزورها “مليون مرة”، إذا أتيح له ذلك، وأنه لا يزال على موقفه من جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم “الإخوان المسلمون”، في وصفه بهم بـ”الخوارج”(27).
وكان ما قاله حول الإخوان:
“أعضاء هذه الجماعة الإرهابية المحظورة يدلسون على الناس ويخلطون الحق بالباطل ويجتزئون الكلام حسب أهوائهم، وهؤلاء الخوارج اجتزأوا كلامي لأنني قلت: «من يرفع عليك السلاح اضرب في المليان»، فحذفوا «من يرفع عليك السلاح» وأخذوا «اضرب في المليان»، وقالوا أيضا إنني قلت هذا الكلام قبل فض «رابعة» وهذا كذب، فأنا قلت هذا الكلام بعد فض «رابعة» بأيام، إذ إنني ألقيت هذه الكلمة أمام قيادات الجيش المصري يوم 18 أغسطس 2013 وتم فض اعتصام رابعة يوم 14 أغسطس ثم ادعت الجماعة الإرهابية أن هذه الكلمة كانت تحريضا على فض رابعة ودلسوا على الناس في ذلك فصدقهم البعض، وتعاملوا مع هذه الواقعة من باب «لا تقربوا الصلاة»”.
والجداول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:
الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:
1. تركيا: خطاب سلبي، ولكن متراجِع.
2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد.
3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي، ولكن متراجع على خلفية زيارة الأمير محمد بن سلمان، وتصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.
5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي متصاعد.
6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابية، باستثناء بعض المواقع الصحوية؛ حيث يستمر موقع “المسلم” على موقفه المتحفظ الذي بدأه قبل فترة.
سادساً: الاستنتاجات:
1. تتزايد الحملة ضد الإخوان المسلمين في الإعلام السعودي، وطالت حتى بعض رموز حركة “حماس”، ويبدو أن الملف الإيراني سوف يكون محكًّا مهمًّا في ذلك، تمامًا كما كان الحال في موقعة تيران وصنافير.
2. هناك إشكاليات كبرى في الأداء المهني للمصادر الصحوية؛ حيث إن بعضها يتخوف من ردة فعل السلطات السعودية تجاه أي مواقف غير محسوبة من مصر أو من غيرها من الملفات المشتركة والتي تمثل خلافًا بين الإخوان وبين الرياض، فيحاول بعضها أن يوائم، ولكنه وقع في أخطاء مهنية مثل موقع “الإسلام اليوم”، بينما وجدت رموز مثل الدكتور سلمان بن فهد العودة – رغم أنه “رسميًّا” المشرف على “الإسلام اليوم” – ومواقع مثل “المسلم”، أن الحل الأسهل هو التوقف عن تناول القضايا المصرية والجدالية بشكل عام، والتماهي شبه الكامل مع السياسات السعودية في الإقليم.
3. تراجُع أعمال العنف في شمال سيناءـ وسيادة بعض الاستقرار السياسي النسبي في مصر في الآونة الأخيرة، حسَّن من صورة النظام المصري أمام الحكومة السعودية، وبالتالي أمام الإعلام السعودي، بعد أن اشترطت الرياض سابقًا أن يكون مقابل دعمها الاقتصادي، تحسنًّا ملحوظًا في أداء الحكومة المصرية، وعدم الركون إلى المنح والمعونات السعودية والخليجية بشكل عام.
4. استجاب النظام المصري للكثير من المطالب السعودية فيما يتعلق بالسياسات الإقليمية، ولكن بعض المصادر ألمحت إلى أزمة مرتقبة قد تحدث في حال عدم تمرير البرلمان الانقلابي في مصر لاتفاقية تيران وصنافير، مشيرين في ذلك إلى تصريح لوزير الخارجية المصري، قال فيه إن الحكومة المصرية سوف تحترم قرار البرلمان في هذا الصدد.
5. بموقف الدكتور موسى أبو مرزوق الأخير إزاء إيران؛ تكون آصرة جديدة من أواصر العلاقات بين الإخوان والمملكة قد تراجعت؛ حيث كانت الرياض تضغط لتحقيق مصالحة بين الإخوان والنظام في مصر، لتهيئة أجواء أكثر ملائمة للصراع الحالي ضد إيران، وكانت “حماس”، ومشكلات غزة، ومنها معبر “رفح”، ضمن منظومة المطالب السعودية من القاهرة، ولكن لا أحد يعلم ما تخفيه كواليس الاتصالات السرية بين مختلف هذه الأطراف، فتصريح الزهار المشار إليه سابقًا؛ يقول إن الأمور ليست منقطعة تمامًا مع مصر، كما أشارت تقارير إلى أن ضغوطًا سعودية على القاهرة، كانت وراء فتح معبر رفح لأربعة أيام في مبدئ رمضان(28).ب
———————————
الهامش
(1) النص الكامل لمقابلة رئيس CIA مع العربية، “العربية.نت”، 12 يونيو 2016م، الرابط
(2) 14 يونيو 2016م، الرابط
(3) 15 يونيو 2016م، الرابط
(4) “الرياض”، 16 يونيو 2016م، الرابط
(5) 14 يونيو 2016م، الرابط
(6) تصريحات إخواني سعودي سابق، 13 يونيو 2016م، الرابط
(7) 14 يونيو 2016م، الرابط
(8) «فور شباب» نصل توسط الخاصرة، “عكاظ”، 13 يونيو 2016م، الرابط
(9) 13 يونيو 2016م، الرابط
(10) هاشتاق إخواني: أن تصرخ أكثر..!، “عكاظ”، 15 يونيو 2016م، الرابط
(11) 14 يونيو 2016م، الرابط
(12) للاطلاع على نص اللائحة الرابط
(13) «الإسكان» تعلن خرائط الأراضي البيضاء في الرياض وجدة والدمام، صحيفة “الوئام” الإلكترونية، 15 يونيو 2016م، الرابط
(14) اقتصاديون لـ«الرياض»: الحزم والجدية في تطبيق الرسوم سيحركان عجلة التداول العقاري وينعكسان إيجاباً على المواطن، 16 يونيو 2016م، الرابط
(15) قضاء التنفيذ يستعيد 160 مليارًا، “الوطن” السعودية، 16 يونيو 2016م، الرابط
(16) الرابط
(17) قرقاش: فرصة المفاوضات في الكويت لن تتكرر والخيار العسكري قائم في اليمن، “الشرق الأوسط”، 17 يونيو 2016م، الرابط
(18) 16 يونيو 2016م، الرابط
(19) 15 يونيو 2016م، الرابط
(20) “الحياة” اللندنية، 15 يونيو 2016م، الرابط
(21) “الحياة” اللندنية، 14 يونيو 2016م، الرابط
(22) الغرام الأميركي – الإيراني: ميراث الخميني، “الحياة” اللندنية، 13 يونيو 2016م، الرابط
(23) “هجوم حاد على قيادي في “حماس” إثر ثنائه على إيران”، 16 يونيو 2016م، الرابط
(24) هل تكون لقاءات المصالحة أكثر جدية هذه المرة؟، 16 يونيو 2016م، الرابط
(25) مصر.. شرطة ناصعة البياض في دراما رمضان، 16 يونيو 2016م، الرابط
(26) 15 يونيو 2016م، الرابط
(27) جمعة لـ«عكاظ»: «الإخوان» خوارج.. ولم أحلل الخمر والدخان، 13 يونيو 2016م، الرابط
(28) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.