fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي أكتوبر 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

شهد شهر أكتوبر 2016، عودة سياسة التهجير القسري في محافظة شمال سيناء، وتصاعد ملحوظ في عدد المواجهات المسلحة وانتقالها لمراحل المواجهة المباشرة في كثير من القري بمناطق جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد. في ظل نجاح المسلحين في الوصول مرتين للشريط الحدودي مع دولة الكيان الصهيوني من خلال القيام بعملية قنص وزرع عبوة ناسفة.

 

أولاً: التطورات الحقوقية:

رصدت وحدتي الرصد الميداني والإعلامي بـ مركز الندوة للحقوق والحريات إنتهاكات قوات الجيش والشرطة المصرية بحق السكان المدنيين بسيناء خلال شهر أكتوبر، على الوجه التالي:

1ـ محاكمات غير عادلة:

  • بعد قرار الإفراج عنه والصادر بجلسة ٥ أكتوبر ٢٠١٦ الدائرة الخامسة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، تقرر قبول استئناف النيابة على قرار إخلاء سبيل الطفل أنس حسام بدوي في القضية رقم ٥٠٢ لسنة ٢٠١٥ “حصر أمن دولة عليا”، وتقوم بتجديد حبس الطفل ٤٥ يوما.
  • أنهت نيابة أمن الدولة التحقيقات في القضية رقم ٥٠٢ لسنة ٢٠١٥ والمعروفة إعلاميا (ولاية سيناء) وجاري إعداد قرار الإحالة للمحكمة العسكرية وقائمة المتهمين المقبوض عليهم والهاربين ، لم تنظر النيابة العامة إلى ما تعرض له المتهمين من إختفاء قسري وتعذيب رغم تقديم المحامين ما يفيد تعرض موكليهم لتلك الانتهاكات (اليوم السابع).

2ـ الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي

  • تم رصد حد أدنى لعدد ٤١٧ حالة تعرضت للتوقيف والإحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، وتم الإفراج عن ٧٤ شخص منهم وفق نفس الوسائل الإعلامية.
  • رصد ٤ حالات احتجاز تعسفي، و٤ حالات اختفاء قسري ظهر منها حالتين وتم إطلاق سراحهم.
  • أن حالات الاستهداف بالاعتقال والإختفاء القسري على الكمائن العسكرية تستهدف بشكل مركز المواطنين المثبت على بطاقاتهم الشخصية انهم من سكان مدينتي الشيخ زويد ورفح.
  • إستمرار عدم ظهور حالات الإختفاء القسري التي تم رصدها وتوثيقها بالأسماء في تقارير الشهور الماضية.

3ـ القتل خارج إطار القانون

  • قتل وتصفية ٢٣٢ مواطن، وفق الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري والصحف المصرية الرسمية والخاصة المقربة من الأجهزة الأمنية.
  • رصد ميداني بقيام قوات الجيش يوم ١٨ أكتوبر ٢٠١٦ بتصفية الشاب/ منذر سلام أبو شيخة ٢١ عام، بعد أن تم إجباره على النزول من إحدى السيارات برفقة والدته بكمين الريسة العسكري شرق العريش واعتقاله قبلها بثلاثة أيام.
  • قتل ١٨ مواطن بينهم ٥ سيدات و٤ أطفال نتيجة إطلاق النار وقصف العشوائي لقوات الأمن.
  • إصابة ٥٦ مواطن بينهم ١٣ سيدات و١٥ طفل نتيجة إطلاق النار وقصف العشوائي لقوات الأمن.
  • مقتل طفلة و٧ مواطنين بينهم سيدتين وطفلين نتيجة عمليات قام بها مسلحين ضد قوات الجيش.

ولقد رصدنا حرص جريدتي الوطن واليوم السابع لنسبة بعض من تلك الحوادث لمصادر مجهولة، ولم تقم الجرائد المذكورة بذكر أن تلك الجرائم قد ارتكبت من قبل وحدات القوات المسلحة المصرية العاملة في سيناء.

4ـ الانتهاكات الاجتماعية

رصد مركز الندوة ارتفاع في استهداف القوات المسلحة المصرية لمناطق المدنيين في منطقتي رفح والشيخ زويد في ظل استمرار حالة الطوارئ وفق ما أصدره عبد الفتاح السيسي بالقرار الجمهوري رقم ٤٨٧ لسنة ٢٠١٦ بشأن مد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر. اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين الموافق ٣١ أكتوبر ٢٠١٦ (اخبار اليوم)، ولقد عكست أرقام الضحايا من المدنين، عدم حرص القوات المسلحة المصرية على أرواح المدنين وعدم مراعاة قواعد الإشتباك، واستخدام سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري، ولقد وثقنا في شهر أكتوبر:

  • قيام القوات الجوية المصرية بتنفيذ أكثر من ٣٥ غارة جوية على قري (التومة، الفيتات، الغرة، الشدايدة، الشلاق، الخروبة، الملاحيس، الزوارعة) بمنطقة الشيخ زويد، وعلى قري (قوز غانم، المطلة، طويل الأمير، الحسينات، سادوت) بمنطقة رفح.
  • قيام المدفعية المصرية باستهداف نفس القري بالإضافة إلى حي الأحراش، وحي الرسم بمدينة رفح بأكثر من ٨ مرات قصف واستهداف مباشر عشوائي.
  • قيام قوات الجيش المصري بتدمير عدد (٢) مسجد، و(١) مدرسة حكومية ” الحسينات الإبتدائية”، و(٩٦) منزل لمواطنين مدنين، حرق أكثر من (٢١) عشة يستخدمها النازحين ممن تم اخلائهم من مناطقهم برفح والشيخ زويد، وتدمير عدد (١) مزرعة دواجن، و(١٨) سيارات خاصة، (٦٩) دراجة نارية، وتجريف عدد (١) أرض زراعية بمركز مدينة بئر العبد.

  • التهجير القسري لسكان قرى (بلعا، وقوز غانم، والمطلة، والحسينات، طويل الأمير، الوفاق) بنطاق مدينة رفح، بالإضافة للقصف المكثف ودفع أهالي حي الأحراش وحي الرسم بمدينة رفح للنزوح، ومناطق الخرافين وسادوت والجورة، بالإضافة إلى قرى التومة، والفتيات، والملاحيس، والزوارعة، الشدايدة، والشلاق في نطاق مدينة الشيخ زويد.
  • انخفاض في حجم حوادث الطرق تحديداً في محافظة جنوب سيناء وزيادتها في شمال سيناء حيث كانت محصلة ضحايا حوادث السيارات (٤) قتلى و(٥٦) مصاب، حيث مازلنا نرصد تكرار حوادث السيارات في نفس المناطق في رأس سدر بجنوب سيناء، أما بالنسبة لمحافظة شمال سيناء فلقد رصدنا تكرار الحوادث على طريق العريش القنطرة شرق، وهو مايدفعنا للسؤال عن حجم الأموال المخصصة لمشروعات الطرق وحقيقة صرفها، في ظل وجود مؤشرات متصاعدة عن حجم الفساد ولإهمال متعمد لأجهزة الدولة في صيانة الطرق ومراقبتها بسيناء، وهو ماظهر في خبر قيام هيئة الرقابة الإدارية، من ضبط مدير عام مشروعات القطاع الشمالى بجهاز تعمير سيناء، والمشرف على تنفيذ مشروع طريق محور 30 يونيو، والبالغ تكلفته نحو 1.8 مليار جنيه، عقب تقاضيه مبلغ 300 ألف جنيه على سبيل الرشوة من صاحب إحدى شركات الرصف العاملة بالمشروع، مقابل تسهيل إجراءات إسناد الأعمال واستلامها من الشركة (اليوم السابع).
  • إستمرار تعنت وتضيق قوات الجيش لمرور المواطنين والأغذيه والأدويه لأهالي رفح والشيخ زويد ، من خلال كمين الريسة شرق مدينة العريش.
  • رصد تعمد قوات الجيش مرتين بقصف خط الجهد العالي ٦٦ كهرباء المغذي لمدينتي رفح والشيخ زويد، بغرض إخراجه عن الخدمة مما أدى لإنقطاع والكهرباء والمياه عن المدينتين وقراهم في معظم فترات شهر أكتوبر.
  • قطع المياه عن مناطق (حي البحبوح بمدينة الشيخ زويد) و(قرية السكاسكة، شرق مدينة العريش)، طوال شهر أكتوبر، حيث تم اغلاق جميع الخطوط التي كانت تأتي من الطريق الدولي العام، مع تضيق الكمائن الأمنية والعسكرية على السكان عند محاولة استقدام المياه من آبار للمياه الجوفية تقع خارج مناطقهم.
  • انقطاع الكهرباء والمياه بشكل تام لمدة يومين عن مناطق غرب شمال سيناء وبالوظة ومركز ومدينة بئر العبد، بسبب انقطاع الكابل الكهربائي المغذي لمحطة بالوظة.
  • رصد قطع خدمات المحمول والإنترنت ثلاث مرات عن مناطق العريش والشيخ زويد ورفح، مع رصد قطعها في احدى المرات لمدة أربع أيام وهي الفترة ما بين 1 إلى 4 أكتوبر.

 

ثانياً: التطورات العسكرية والأمنية:

شهد شهر أكتوبر تصاعد عنيف في العمليات العسكرية بين قوات الجيش والأمن وبين المسلحين، حيث افتتح المسلحون شهر أكتوبر بتنفيذ عملية أمنية ضد قوات الشرطة باغتيال 5 مجندين أمن مركزي يرتدون زي مدني كانوا يستقلون سيارة خاصة أثناء عودتهم من إجازتهم الدورية (اليوم السابع)، تم توقيف وذبح غفير شرطة / ابراهيم الحمراوي، أمام المارة في مدينة العريش. قيام المسلحين بتوسيع نطاق عملياتهم يوم الجمعة 14 أكتوبر ليقوموا بأول هجوم من نوعه بمنطقة المغارة بوسط سيناء، حيث استهدفوا كمين الذقذان التابع لقوات الجيش المصري، وقاموا بالإشتباك مع قوة الكمين وقتل ما يقارب 12 فرد وإصابة الآخرين، واستلوا على أسلحة الكمين المتوسطة والخفيفة وقاموا بتدمير الآليات الثقيلة قبل الانسحاب، وهو ما مثل إهانة بالغة ومعلنة لقيادة القوات المسلحة المصرية.

خصوصاً أن الأنباء الأولية تحدثت عن صد الهجوم وقتل كل من قام به، لتبدأ بعدها ما يمكن تسميته بمعركة السيطرة والبقاء بين قوات النظام المصري والمسلحين، وكان أبرز مشاهدها:

القوات المسلحة المصرية

  • محاصرة قوات الجيش لمناطق الصبات، الحسينات، وسادوت، وقرى المقاطعة، والمطله، والمهدية، ونجع شبانة، وبلعا، وقوز غانم، وطويل الأمير بجنوب وغرب مدينة رفح، وحي الرسم والأحراش بمدينة رفح، ومناطق سدرة أبو الحجاج، ومربع نجد، والجورة، والخروبة، وقرى التومة، واللفتيات، والملاحيس، والشدايدة والشلاق، وجنوب أبوطويلة والوفاق وطريق الخرافين ومنطقة الزوارعة والجورة جنوب مدينة الشيخ زويد وناحية العكور، ومنطقة المزارع جنوب مدينة العريش، ورصد ومراقبة الطريق الإلتفافي الآخر بين رفح والشيخ زويد، والقيام بتنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي عشوائي في اطار سياسة العقاب الجماعي لأهالي تلك المناطق، مما أدى إلى موجة نزوح جماعي في ظل أمر قوات الجيش لسكان الكثير من القري بمغادرتها.
  • انشاء عدد (8) أكمنة وإرتكازات عسكرية في مناطق العمليات في قرية بلعة ومنطقة مرتفعات الارسال.
  • تصريح المتحدث العسكري للجيش المصري وعبر ثمانية بيانات عسكرية (1) (2) (3) (4) (5) (6) (7) (8)، ووفق بيانات المتحدث العسكري فلقد تم قتل (70) شخص، وإصابة (1) شخص، واعتقال (6)، وتدمير (82) منزل وملجأ، وتدمير (12) سيارات، وتدمير (70) دراجة نارية وضبط واحدة، والعثور على (80) لغم مضاد للدبابات ، و(15) إسطوانة لمادة بروميد المثيل والتى تستخدم فى صناعة العبوات الناسفة شديدة الإنفجار، وعدد (2) بندقية آلية، و(1) قاذف آر بى جى، (2) قنبلة يدوية، و(5) خزنة بندقية آلية، وتدمير (12) عبوة ناسفة، وتفجير عدد (1) سيارة مفخخة.

وزارة الداخلية المصرية

كثف جهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية من الإعتقال العشوائي في مناطق شمال سيناء، وكان أبرز ما تم اعلانه من نجاح في تلك الفترة هو ضبط جهاز الأمن الوطني شحنة كبيرة من الأسلحة النارية مكونة من (بنادق آلية وخرطوش ومدافع جرينوف، ومسدسات، وآلاف الطلقات الحية، وأجهزة تليسكوب) أثناء تهريبها فى سيارات من محافظات الإسماعيلية والشرقية وبنى سويف إلى شمال سيناء. ولكن بتتبعنا للكمية المضبوطة والتى وصفت بالهائلة، وجدنا أنه قد تم ضبط سيارتى نقل بالقرب من معدية سرابيوم بمركز فايد محافظة الإسماعيلية، رقم ( 62210 نقل الشرقية )، ورقم ( 7768 ط هـ ص )، وبداخلهما 20 بندقية نمساوية الصنع مثبت بكل منها جهاز تليسكوب وخزينة، و410 صندوق بداخلهم 31 ألف طلقة،4 سلاح متعدد ، و1 تليسكوب ليلى، ولكن وزارة الداخلية لتضخيم الأمر لتضخيم المضبوطات قامت بإضافة مضبوطات أخرى لتجار سلاح بمحافظتي بني سويف، حيث أضافت مضبوطاتهما المكونة من 190 بندقية خرطوش، و62 خزينة طلقات خاصة ببندقية خرطوش، وكمية من مخدر الحشيش، و50 بندقية خرطوش، و58 خزينة طلقات خاصة ببندقية خرطوش ، و190 طلقة آلي، و113 طلقة جرينوف ، 4 طبنجة ، 5 طبنجة هيكلية، 50 كمية من المواسير الخاصة بالبنادق الخرطوش ، وكمية من مخدر الحشيش (الأهرام).

المسلحين

  • أعتمد المسلحين على الهجمات السريعة الخاطفة للقوات المهاجمة لهم وكمائنها الثابتة، مع تنفيذ انسحاب تكتيكي من بعض مناطق تمركزهم واعادة الإنتشار، وطبقاً لرصد المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية: فلقد استمر ارتفاع معدل قتلى الجيش والشرطة مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى مايقارب الضعف في هذا الشهر إلى عدد 4 8 فرد عسكري من قوات الجيش والشرطة بينهم 6 ضباط و6 صف ضابط جيش وشرطة على الأقل كحد أدنى. بالإضافة إلى 4 من أفراد ميلشيا المجموعة 103 المحلية، بينما استمر أيضاً بالمقابل انخفاض نسبة الإصابات مقارنة بالشهور السابقة لتصل في هذا الشهر إلى 68 إصابة فرد عسكري من قوات الجيش والشرطة على الأقل بينهم 5 ضباط و2 صف ضابط على الأقل كحد أدنى، وتنوعت الإستهدافات لتشهد عمليته تفجير بسيارتين مفخختين، بالإضافة إلى عدد 11 عملية قنص ضد ضباط وجنود في الكمائن بل وتم تنفيذ عملية قنص أدت لمقتل عامل صيانة من عرب 48 كان يعمل على صيانة خط كهرباء لصالح الجيش الصهيوني على الشريط الحدودي، واستمرار المعدل المرتفع لإستهداف الكمائن والإشتباك المباشر مع قوات الجيش والشرطة حيث كان العدد هذا الشهر هو 18 عملية نتج عن احداها الإستيلاء على أسلحة ومعدات كمين بالكامل وتدمير الآليات به، أما على مستوى المعدات فقد تم تفجير وإعطاب 15 آلية مدرعة، وعدد 3 سيارات دفع رباعي وعدد 1 سيارة عادية، والاستيلاء على عدد 2 سيارة، والإستيلاء على مبلغ 100 ألف جنية من احدى الخزائن الحكومية بمدينة العريش.
  • على صعيد الإغتيالات، شهد هذا الشهر ارتفاع عمليات الإغتيال حيث وصلت لعدد 5 عمليات أغتيال تميزت احداها بالنوعية، حيث تم استدراج وترقب سيارة يتخفي بداخلها أفراد من قوات الجيش ومجموعة 103 المحلية، وقام المسلحون بتصفيتهم داخل قرية أبو زرعي بالشيخ زويد بهجوم استهدف سيارتهم ثم قاموا بحرق الجثث كلها والسيارة، ولقد قتل في الحادثة 5 أشخاص وفق المعلن أبرزهم الضابط محمود فارس وأحد قادة ميلشيا المجموعة 103 وهو سامح الهلولي.

  • على صعيد الإشتباكات والمواجهات المباشرة، قتل المقدم / رامي محمد حسنين، 40 عام، وهو قائد فرقة الصاعقة بالشيخ زويد، في اشتباكات بمنطقة الجورة بجنوب الشيخ زويد، وقتل النقيب / محمد أحمد غنيم، 28 عام، بطلقة في الرأس بمنطقة العمليات ببئر لحفن جنوب مدينة العريش.

  • هو نجاح المسلحين وفي مرتين متتاليتين للوصل للقرب من الشريط الحدودي الفاصل بين مصر ودولة الكيان الصهيوني، حيث تمكن المسلحون بتاريخ 25 أكتوبر بتنفيذ عملية قنص لعامل كهرباء يقوم بإصلاح خط كهربائي خاص بالجيش الصهيوني، ليتبين فيما بعد أنه عامل فلسطيني من عرب 48، أيضاً وبتاريخ 31 أكتوبر ينجح المسلحون بزرع عبوة ناسفة عند منطقة صحراء الكونتلا عند العلامة الحدودية رقم 52 بوسط سيناء، ويقومون بتفجيرها في سيارة عسكرية مما يؤدي إلى مصرع مجند أمن مركزي / محمد أحمد سليمان 23 عام، وإصابة كل من نقيب أمن مركزي / أحمد محمد محمود 28 عام، ومجند أمن مركزي / مصطفى أحمد محمد 27 عام (اخبار اليوم).

وجاءت انعكاسات هذا المشهد العسكري والأمني على النظامين الصهيوني والمصري واستعداداتهم كالتالي:

  • انشاء الكيان الصهيوني وحدة عسكرية خاصة لمواجهة تنظيم “ولاية سيناء”، وفق ما كشفه تحقيق تلفزيوني بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، والوحدة تصنف على أنها وحدة “مستعربين”، يحرص ضباطها وجنودها على الظهور بمظاهر عربية من أجل التخفي. في ظل مخاوف صهيونية من قيام مسلحي ولاية سيناء بمهاجمة المستوطنات والقواعد العسكرية والمرافق الاقتصادية القريبة من الحدود في أقرب فرصة، وأبرز التحقيق أن الوحدة تعمل بالتنسيق مع مواقع ثابتة للجيش المصري على طول الحدود، وأنه يتم تبادل المعلومات بشكل مباشر بين عناصر الوحدة وضباط وجنود الجيش المصري الذين يتمركزون في المواقع، وقد أظهر التحقيق عدد من الجنود المصريين وهم يلوحون بالتحية للضباط والجنود الصهاينة الذين كان معد التحقيق الصحافي يجري معهم مقابلات (عربي21)
  • طلبت مصر من الكيان الصهيوني المساعدة الأمنية والاستخبارية لخوض حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية  في سيناء، وحصولها على ذلك، وفق ما أكده البروفيسور الصهيوني أفرايم هرارة في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم (الجزيرة).
  • زيادة المخاوف الصهيونية من استطاعة المسلحين في نقل عملياتهم في أى وقت لأماكن غير متوقعة، وهو ما ظهر من تصريح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كشف أحد الأسرار الأمنية ، في كلمة ألقاها بصفته زعيما لحزب الليكود في مؤتمر لمناصريه، عن حادث أمني حاول فيه تنظيم الدولة الإسلامية قبل سنوات استهداف طائرة عسكرية صهيونية، عقب قيام بعض أفراده بالتسلل إلى داخل الكيان الصهيوني، قبل القضاء عليهم، بعد قتلهم ستة صهاينة، واثنين من الجنود، بينما قتل سبعة من مسلحي التنظيم (الجزيرة)، ثم الكشف بعد ذلك عن مقتل الضابط الإسرائيلي نيتانئيل يهلومي، في سبتمبر/أيلول 2012، حين فتح ثلاثة مسلحين النار باتجاه مركبة عسكرية صهيونية على الحدود مع مصر (الجزيرة).
  • عمل الكيان الصهيوني على إقامة جدار أمني وزيادة في إجراءات جمع المعلومات الاستخبارية، وتكثيف الجانبين المصري والصهيوني لقواتهم على الحدود لمنع تسلل المسلحين، خصوصاً بعد مقتل أحد العمال التابعين لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بالقرب من الجدار الأمني أثناء قيامه بأعمال صيانة (الجزيرة)

 

ثالثاً: التطورات الاقتصادية والتنموية:

  • رغم قيام وزير الطيران واللواء أحمد طايل مدير أمن جنوب سيناء واللواء عماد البلاسي مدير مطار شرم الشيخ وشريف خالد المدير التنفيذي لشركة فالكون للأمن ، بتسليم شركة “فالكون” للأمن مهام عملها في تأمين مطار شرم الشيخ الدولي (الوطن)، إلا أن حركة السياحة لم تشهد أى تطور ايجابي خلال شهر أكتوبر بل كانت ضعيفة جداً، هذا في ظل تصريح تطمينى يتم نشره بشكل دوري عن قرب عودة السياحة الروسية لمصر، وآخره ما نشره موقع وطن على لسان سيرجي كيريتشينكو السفير الروسي بالقاهرة، بقرب عودة الطيران الروسي لمصر مرة أخرى (الوطن).
  • استمرار تغول وسيطرة المؤسسة العسكرية على مقدرات منطقة شبه جزيرة سيناء، بل وقيامها بسحب أموال من المصريين لصالح شركاتها ومشروعاتها، وكان أبرز مثاليين على التغول الاقتصادي هما: تصريح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أن القوات المسلحة ستتولى استصلاح 16 ألف فدان زيتون فى رأس سدر (اليوم السابع). وفتح باب الاكتتاب العام فى أسهم رأس مال الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء بـ 600 مليون جنيه ليصل رأس المال إلى مليارى جنيه. من خلال الاكتتاب للمواطنين المصريين المقيمين بسيناء ومحافظات مدن القناة فقط. ومن المعلوم أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة هو أحد المساهمين في تلك الشركة بنسبة 42.9%، وستقوم الشركة بالإستثمار فى مشروع إقليم قناة السويس والإستثمار في الموارد الطبيعية ومجالات السياحية والزراعة والخدمات، والشريط الساحلى للبحر المتوسط من شرق بور فؤاد ببورسعيد وحتى رفح بشمال سيناء؛ ومناطق التنمية فى وسط وجنوب سيناء، وكذلك تطوير المناطق الصناعية وتجهيزها بالخدمات والمرافق مثل( بئر العبد بالعريش والمنطقة الصناعية بأبوزنيمة بجنوب سيناء)، بالإضافة لمصنع للفيبر جلاس وإنتاج عصائر وتجفيف فاكهة واستخلاص زيت الزيتون ومشروعات للمنتجات البلاستيكية والأعلاف والرخام والزجاج، بجانب مجزر آلي للدواجن واستصلاح واستزراع الأراضى (اليوم السابع).
  • على صعيد الاستثمارات الأجنبية: صرح اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أنه تقرر تخصيص أرض لصالح شركة “شنايدر” الفرنسية لتدشين محطات طاقة شمسية يتم استغلالها فى تلبية احتياجات أهالى جنوب سيناء، بحيث تلبى كافة احتياجات الفنادق فى شرم الشيخ، إضافة إلى توزيع باقى الطاقة على وفقًا لاحتياجات أبناء سيناء (اليوم السابع).
  • على صعيد مخاطر السيول: لم تشهد محافظة جنوب سيناء أي حوادث وفاة نتيجة السيول، وكنا قد رصدنا خلال تقاريرنا الأسبوعية استعدادات المحافظة لذلك وفق ما جاء في تقرير لجريدة (الوطن)، ولكن بالرغم من ذلك فلقد توقفت حركة المرور في شوارع شرم الشيخ بجنوب سيناء، بسبب تراكم مياه الأمطار (الوطن)، وهو ما يعكس عدم فاعلية وكفاءة شبكات تصريف مياه الأمطار المنشأة في تلك المدينة السياحية الهامة، أما في محافظة شمال سيناء فلقد أمر المحافظ بسرعة تطهير مجرى وادى العريش وإزالة أية عوائق أو زراعات به، وتطهير فتحات الكبارى والممرات الموجودة أسفلها، وإقامة سدود تعويقية ومصدات لتحويل مسار مياه الأمطار والسيول عن التجمعات السكنية والمرافق (اليوم السابع).

 

رابعاً: دلالات التطور:

  • عكس هجوم الذقذان تخبط الأجهزة الأمنية والعسكرية ووسائل الإعلام، خصوصاً أن الهجوم سبقه قيام السيسي باستعراض كفاءة قوات الجيش وقدرتها على صد الهجمات والإنتشار السريع، كما أن الكمين يقع في منطقة آمنة نسبياً كما يمكن نجدته سريعاً عن طريق مطار المليز أو العريش الأبعد نسبياً، في حالة كانت القوات الجوية تضع طائرات على أهبة الإستعداد، أظهر الهجوم كذب وتضليل وسائل الإعلام وارتباطها بتوجيهات المؤسسات الأمنية، قيام المتحدث العسكري بإصدار بيان يعلن فيه قتل عدد (15) إرهابى ممن هاجموا الكمين (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)، وتناسي المتحدث العسكري أن المتابعين سيتسائلون كيف تم قتل 15 إرهابي وكيف تصدى الكمين لهم، وكل أفراد الكمين مابين قتيل ومصاب؟!
  • أدى الهجوم إلى فقد قيادة النظام العسكري المصري توازنه، وانعكس هذا على الأرض، فلم يعد يأبه بأرواح المدنيين في شمال سيناء بشكل أكبر ومتصاعد في ظل رغبته في انهاء حالة التمرد المسلح وتأمين الحدود المصرية الصهيونية، وهو ما عكسه القصف العشوائي المكثف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة مما أدى لإرتفاع هائل في عدد الضحايا المدنيين في هذا الشهر، وهو أمر سيكون له تبعاته المستقبلية على قوات الجيش نظراً لما تخلفه تلك الهجمات من مظالم.
  • عودة اعتماد القيادة العسكرية سياسة التهجير القسري مجدداً بالأمر المباشر للمدنيين، أو بالإستهداف العشوائي لمناطقهم لإجبارهم على النزوح.
  • يحاول المسلحين الحفاظ على بقائهم في مناطق سيطرتهم بأقل أعداد مع إعادة توزيع أفرادهم في مناطق انتشار جديدة في ظل حرصهم على الحفاظ على مجاميعهم مع استمرار مرحلة الإيلام.
  • توضيح البيانات أن الخطة العسكرية المعتمدة في الهجوم تقوم في مرحلتها الأولى على محاصرة مناطق الإقتحام ورصد الممرات والدروب الموصلة إليها، وتكثيف عمليات الإستطلاع الجوي واشراك القوات الجوية في تقديم الدعم والإسناد للقوات الأرضية وتنفيذ هجمات التفافية، واستهداف القري المذكورة بالقصف المدفعي العشوائي لتهجير سكانها، واقتحام القري واقامة ارتكازات أمنية دائمة فيها لمنع عودة المسلحين.
  • لا يمكن الجزم حالياً من المنتصر في المدى القريب في تلك المعركة، حيث يمكن للضغط الذي تمارسه قوات الجيش والمدعومة بتدفق معلوماتي استخباراتي قوي يأتيها عبر أجهزة مخابراتها. بالإضافة إلى جهازي المخابرات الأمريكية والصهيونية، أن يأتي بثمرة جيدة على المدى القريب بتوقف جزئي للعمليات المسلحة في شمال شرق سيناء، كما أنه قد يأتى بنتيجة عكسية حيث تأدى تلك الإستراتيجية إلى خروج المسلحين من مناطق سيطرتهم وانتشارهم على مساحة جغرافية أكبر بأعداد أقل جدا تساهم في زيادة عدد مناطق الإشتباك والكمائن مستقبلاً.
  • عكست عملية القنص والتفجير على الحدود المصرية مع الكيان الصهيوني، صحة ما تنبأت به في التقارير السابقة من محاولة المسلحين خلق مناطق تماس مع دولة الكيان يستطيعون من خلالها تنفيذ عمليات عبر الحدود تستهدف القوات الصهيونية، واتوقع ان تتم هذه الهجمات عبر أكثر من سيناريو؛ أولاً: عمليات قنص، ثانياً: زرع عبوات ناسفة وتفجيرها عن بعد، ثالثاً: استهداف آليات مدرعة بصواريخ مضادة للدبابات، رابعاً: تسلل واقامة كمان وتنفيذ عمليات إغارة وخطف، خامساً: هجمات صاروخية.
  • بالنسبة لعودة السياحة إلى مدينة شرم الشيخ، فلا تزال مسألة العودة مرتبطة بالمعامل الأمني وهو مازال يشكل تهديد حقيقي للمحافظة في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في مصر، ولكن يبدو من الإحصائيات أن هناك محاولات جدية للإعتماد بشكل متزايد على السياحة الصهيونية وما يتم تنظيمه من شركات السياحة من تضمين رحلات سياحية لسياح من دول أخرى لسيناء ولكن عبر المرور من دولة الكيان الصهيوني.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close