fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي: يناير 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد:

جاء شهر يناير 2016، ليشكل استمراراً لنزيف الدماء الذي تشهده شبه جزيرة سيناء، بدعوى مكافحة الإرهاب التي تقوم بها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية المصرية، ضد القبائل والجماعات السيناوية، ويرصد هذا التقرير (الشهري) أهم التطورات التي شهدتها سيناء، وذلك وفق المحاور التالية

أولاً: العمليات العسكرية:

وفقاً لما رصده “مركز الندوة للحقوق والحريات” و”المرصد السيناوي”، فقد قامت قوات الأمن بقتل (23) مدني بشمال سيناء فقط منهم (10) أطفال و(3) سيدات، وإصابة حوالي (17) مدنياً منهم (5) أطفال و(3) سيدات والإصابات كانت بها بتر أعضاء وخصوصاً في الأطفال.

ووفقاً للصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية فقد قتلت قوات الجيش والشرطة 58 مواطناً في سيناء بدعوى أنهم إرهابيين واعتقلت 12 مواطناً آخرين، بدعوى انتمائهم لجماعات إرهابية واختفائهم دون أى معلومات عن عرضهم على جهات التحقيق.

وبالنسبة لخسائر قوات الجيش والشرطة، طبقاً لما تم رصده من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الموثوقة، فقد كانت كالتالي:

  • القتلي والمصابون: تم رصد مقتل عدد 30 فرد أمن من الجيش والشرطة بينهم أكثر من 5 ضباط وإصابة 50 فرد من قوات الجيش والشرطة وهذه الأرقام تقريبية وفق ما تم رصده فقط وأبرز القتلى العقيد أحمد عبد النبي قائد عمليات الكتيبة 101.
  • عمليات الاستهداف والقصف: عدد (5) عمليات استهداف قوات راجلة بعبوات متفجرة، و(4) عمليات استهداف واشتباك مع قوات للجيش بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، و(2) عملية قصف معسكرات، وعدد (2) عملية قنص لأفراد من الجيش.
  • عمليات تفجير الآليات: عدد (4) عمليات تفجير وإعطاب للناقلة الجند الأمريكية M113 ، عدد (4) عمليات تفجير وإعطاب للدبابة الأمريكية M60A3 ، وعدد (2) عمليات تفجير وإعطاب المدرعة الأمريكية YPR ، وعدد (1) عملية تفجير وإعطاب مدرعة فهد، وعدد (7) عملية تفجير وإعطاب وتدمير 7 مدرعات متنوعة، وعدد (2) عملية عملية تفجير وإعطاب جرافة عسكرية، وعدد (2) عملية تفجير كاسحة ألغام، وعدد (1) عملية تفجير ناقلة مدرعات، وعدد (2) عملية تفجير سيارة شرطة دفع رباعي.
  • عمليات تفجير المنشآت: عدد (1) عملية تفجير صهريج نقل مياه، وعدد (1) عملية تفجير خط الغاز المؤدي لإسرائيل والأردن.

ثانياً: التنقلات والتحركات الميدانية

شهد شهر يناير 2016، تغيير مدير أمن جديد لشمال سيناء، من أبناء جهاز أمن الدولة سابقاً والأمن الوطنى حالياً، هو اللواء سيد الحبال، وأيضاً تعيين مدير جديد لإدارة قوات الأمن المركزي، هو اللواء عبد المطلب دسوقي القادم من إدراة نفس القوات بجنوب الصعيد، وجاءت هذه التنقلات بعد زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية للقاهرة وبحثه مع مدير المخابرات العامة ووزير الداخلية ومسئوليين أمنيين قضية مواجهة تواجد الدولة الإسلامية في مصر وتنامي قوتها بالإضافة لتزايد الإتجاه نحو أعمال العنف ووجوب السيطرة عليها.

هذه التطورات جاءت مواكبة لاختراق صريح للطيران الإسرائيلي بمروحيات أباتشي للعمق المصري والتعاون مع الجيش المصري في قصف بعض مناطق شمال سيناء بجنوب الشيخ زويد وتنسحب في أمان.

وأيضاً جاء هذا مع رصد قوات الجيش حركة ومحاولة فتح جبهة جديدة بوسط سيناء وهو ما يفسر كمية المضبوطات المعلن عنها من قبل قوات الجيش الثالث الميداني. وترافق هذا مع قيام الجيش بممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد المتبقي من أهل رفح بمنع مرور المواد الأساسية للمدينة في إطار تشديد الحصار على أهلها ومعاقبتهم.

كما شهد إستباق ولاية سيناء ذكرى الثورة الخامسة بإصدار فيلم مرئي بعنوان “رسائل من أرض سيناء 2” يخاطب فيه شرعى الولاية الشباب المصري من الإخوان المسلمون والثوار ويدعوهم للجهاد. واتبع ذلك منع قوات الجيش ما دون ال 40 سنة من غير أهل سيناء من دخولها بشكل نهائي في سياسة مماثلة لسياسات الإحتلال الإسرائيلي للقدس.

دلالات التطورات:

1ـ يتضح من سير العمليات وأماكنها أن قوات الجيش والشرطة تحاول التقدم لمناطق سيطرة ولاية سيناء وسط مقاومة مستميته من مقاتلي الولاية لمنعهم من ذلك.

2ـ تزايد معدلات الغضب الشعبي لقوات الجيش والشرطة بشكل سمح لأول مرة بعدد كبير من عمليات الإستهداف لقوات الشرطة والجيش داخل مدينة العريش.

3ـ تزايد قوة العبوات الناسفة ومادتها التفجيرية حتى صار من المعتاد إصابة وقتل أفراد القوة المدرعة المستهدفة أو بتر أطرافهم.

4ـ تزايد الخسائر في صفوف الضباط ووجود حالة من الهلع والخوف بينهم وهو ما ظهر في هروب أحدهم في أحد الإشتباكات واختبائه في أحد المنازل مع توسله لأصحاب المنزل أن لا يسلموه لمسلحي الولاية.

5ـ زيادة معدلات عدم الإنضباط الإنفعالي لقوات الجيش وتوسيع دائرة الاستهداف العشوائي للمدنيين.

6ـ وجود محاولات حثيثة لمقاتلي الولاية لتوسيع نطاق عملياتهم لتخفيف الضغط عن مناطق سيطرتهم التى يتم مهاجمتها بشكل مكثف.

7ـ التعاون بشكل علنى بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري على نطاق الدعم الإستخباراتي والجوي بالرصد والإستهداف داخل العمق المصري.

8ـ التعاون الصريح والإعلان عن ذلك عن تعاون المخابرات الأمريكية ومساعدتها لأجهزة الأمن المصرية في قمع أى تمرد مسلح ضد النظام العسكري الحالي تحت دعوى محاربة الإرهاب.

9ـ إصدار ولاية سيناء رسالة “رسائل من سيناء 2” والتى تكلم فيها الشيخ أبو أسامة المصري لشباب القطر المصري مذكراً إياهم بمعانى الرجولة والنخوة والجهاد وقارن فيها بين مبارك والسيسي كطواغيت وبين حال الإسلام السياسي وما فعله في المسلمين من خنوع ومذابح، في رسالة عكست تخطيط واستراتيجية للدولة الإسلامية بشكل عام يتضح فيها رصدهم للداخل المصري وإعدادهم رسائل تتناسب مع الذهن العام للشباب الرافض للسلطة العسكرية الحالية وأنهم يرصدون تطورات الأرض ويرصدون عجز وفقاعة التنظيمات السياسية التى أصبحت إما تعطى اتباعها مخدر الصمود أو تتراجع للخلف في خوف واضح وشعبية منعدمة آمرة من مازال يؤمن بها أن يتشح بالسواد بعد أن كان الشعار سابقاً ميدان التحرير موجود.

10ـ شهد شهر يناير تطور أمنى بزيادة قبضة جهاز الأمن الوطنى على مفاصل وزارة الداخلية المصرية وهو ما تمثل في آخر حلقاته بتعيين اللواء سيد الحبال مدير لأمن شمال سيناء، وهو أحد ضباط قطاع الأمن الوطنى سابقاً ومسئول قطاع التدريب في الوزارة وهو من القطاعات الهامة نظراً لتعاونه مع أجهزة الأمن الدولية.

11ـ التوسع في معاقبة أهالي سيناء في المناطق المتمردة بالإستهداف العشوائي ومنع الخدمات الطبية والصحية والإحتياجات الأساسية، واضطرار الجيش لإستخدام منشآت الدولة المدنية من صهاريج نقل مياه ونقل بضائع لقواته لتلافي استهدافها من المسلحين وأيضاً اعتماده واجباره لمرفق الإسعاف المدنى لنقل جرحاه وقتلاه العسكريين.

12ـ من المتوقع أن يحاول مدير أمن شمال سيناء الجديد تطبيق تجربة صحوات العراق بشكل فعال في سيناء بمحاولة الجلوس مع بعض رموز بعض أفراد القبائل المعارضة للنظام من الإخوان ورموز القبائل المؤيدة للنظام أيضاً ولكنها تؤمن بالسلمية في محاولة لتأمين عدم انضمامهم للتمرد المسلح وأيضاً التعاون في التبليغ عن أى نشاط مسلح مقابل كف أذى المسئول العسكري واستهداف قوات الجيش والشرطة لهم بالإعتقال.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close