تمهيد
شهدت شبه جزيرة سيناء خلال الفترة التي يتناولها التقرير (من 6 إلى 12 أبريل 2016) عدداً من تطورات، عبر العديد من المستويات، يمكن تناولها على النحو التالي:
أولاً: حدث الأسبوع:
كان حدث هذا الأسبوع الذي سيطر على وسائل الإعلام والرأي العام هو زيارة ملك السعودية لمصر وإعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتى بمقتضاها أصبحت جزيرتي تيران وصنافير سعوديتين بعد أن كانت تخضع للسيادة المصرية.
ولكن في وسط هذا الخضم رصدنا تقرير لموقع ديبكا الإسرائيلي رصد فيه معلومات أن زيارة سلمان الأخيرة لم تكن فقط لدعم رأس النظام المصري عبد الفتاح السيسي أو الإستحواذ على الجزيرتين السابق ذكرهما، بل إن من ضمن مستهدفاتها توجيه مليار دولار من المبلغ المقدم من السعودية لدعم تنمية سيناء والبالغ مليار ونصف دولار لشراء ولاء 13 من رؤوس القبائل السيناوية ودعم الجيش والمخابرات المصرية لشراء طائرات بدون طيار إضافية وأجهزة رصد وتجسس متطورة.
وان هذا الدعم يأتي في ظل الصمت الأمريكي عن طلب السيسي للتدخل الأمريكي والذي كنا رصدناه سابقاً في تقرير الأسبوع الماضي، وأيضاً في اطار رؤية السعودية لما يمثله تطور عمليات التنظيم في سيناء لدرجة قد ترقى لتهديد قناة السويس وهي الممر المائي الهام لسفن النفط الخليجية.
ويأتي هذا في ظل تقرير لموقع نيوز ون الأخبارى قام بترجمته ونشره موقع الجزيرة نت وتحدث التقرير أن عبد الفتاح السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة لإقامة دولة فلسطينية في سيناء عن طريق ضم أراض مصرية في سيناء إلى قطاع غزة، وتوسيع القطاع الساحلي عدة كيلومترات، وهو ما سيسفر عن تكبير مساحة قطاع غزة إلى خمسة أضعاف ما هي عليه اليوم، أن تكون تلك الدولة منزوعة السلاح ويتم توطين فيها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان وسوريا.
وتحدث أيضاً التقرير عن خطة “آيلند” التي تطرح أن تقوم مصر بنقل ما مساحته 720 كلم2 من أراضي سيناء إلى الفلسطينيين، بما فيها 24 كلم2 على طول ساحل البحر المتوسط، وهو ما يساوي 12% من مساحة الضفة الغربية، وفي مقابل ما سيقدمه المصريون للفلسطينيين في سيناء، سيتنازل الفلسطينيون لإسرائيل عما مساحته 12% من مساحة الضفة الغربية، على أن تحصّل مصر من إسرائيل ما مساحته 720 كلم2 من أراضي صحراء النقب.
ثانياً: أبرز التطورات ودلالاتها:
1ـ التطورات الميدانية:
– تدمير وإعطاب عدد 1 مدرعة، 1 دبابة M60A3، 2 جيب دفع رباعي، 3 كاسحة ألغام.
– وزارة الداخلية تعلن عن إصابة مساعد مدير أمن شمال سيناء نتيجة عبوة ناسفة، ولاية سيناء تتبنى وتعلن أنها استهدفت بعبوة ناسفة عربة مصفحة لمساعد مدير أمن شمال سيناء “ياسر حافظ”، بمنطقة الكيلو 17 غرب العريش.
– يوم 7 أبريل كان الأسوأ حتى الآن في هذا الشهر لقوات الأمن بشمال سيناء حيث قامت ولاية سيناء بتفجير خمس عبوات ناسفة، الأولى على قوة راجلة بين حاجز كرم القواديس والصقور، والثانية ضد كاسحة ألغام جنوب غرب الشيخ زويد، والثالثة على قوة راجلة بين حاجز الخروبة وكرم القواديس، والرابعة على مدرعة، والخامسة ضد رتل لقوات الجيش في قربة الطويل شرق العريش، وأنباء عن مقتل 18 فرد، والمؤكد ان بينهم ضابط و4 جنود.
– قام مساعد وزير الداخلية لقطاع الأفراد اللواء عاطف شعير، بتفقد الخدمات الأمنية والكمائن بشمال سيناء وموقع كمين الصفا، واجتمع مع رجال الشرطة واستمع إلى بعض الاقتراحات والأمور الخاصة بهم.
– قام الشاب “سالم جمعه عيد سليمان “من قبيلة التياها عائلة البريكات بمهاجمة الكمين العسكري ببئر بدا بوسط سيناء وقتل 2 ضباط و2جنود وأصاب آخرين قبل أن يتمكن بقية أفراد الكمين من قتله، واتضح أن الهجوم جاء ثأراً لأب وأخ الشاب القتيل حيث قامت قوات الجيش بقتل والده منذ فترة، ثم قتلت شقيقه عند محاولته إطلاق النار على قوة عسكريه عقب تصفية والده.
2ـ التطورات الإعلامية:
– مجلس الوزراء يوافق على استكمال منظومة تركيب الكاميرات بالمناطق السياحية بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر كمرحلة أولى ضمن الجهود المبذولة لعودة السياحة، وفي إطار توفير المزيد من إجراءات تأمين المقاصد السياحية.
– اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء يستقبل السير لينتون كروزبر منسق الحملة الانتخابية لحزب المحافظين البريطاني خلال زيارته لمدينة شرم الشيخ ويطلعه على التطوير الذي حدث فى مطار شرم الشيخ، وكافة الإجراءات الأمنية المتبعة داخل المدينة بصفة عامة، واستعدادهم لاستقبال أية وفود من الإعلام الغربي واستضافتهم لنقل الصورة الصحيحة للخارج.
3ـ التطورات الحقوقية:
– مقتل أكثر من 6 أشخاص بينهم طفل أثر قصف مدفعي للجيش، حيث قامت آلية عسكرية تابعة لقوات الجيش المصري بإطلاق قذيفة عشوائية تجاه منازل المدنيين بقرية الشلاق جنوب غرب الشيخ زويد، مما أدى لإصابة أحد المنازل وتحول صاحب المنزل إلى أشلاء وإصابة طفلته، ومصرع أخيه.
دلالات التطور:
1-جاء ما رصده تقرير موقع ديبكا الإسرائيلي خطير الدلالة، فبافتراض صحته فهذا يعنى أننا أمام تدخل سعودي مخابراتي جديد لتعزيز إنشاء تجربة الصحوات التي فشلت المخابرات المصرية في إنشائها في شمال سيناء فأتت الأموال والخبرات السعودية لتعزيز تلك التجربة مستفيدة من خبرتها في التجربة العراقية والسورية وهو ما سيخلق صراع بين القبائل السيناوية ويشكل استنزافاً لها وتدميرا لوحدة أهل سيناء كما حدث في العراق.
2-تطور الحراك المسلح بسيناء ليتحول لحركات ثأرية فردية وليس انضمام فقط لحركات مسلحة ضد قوات الأمن، وهو ما ظهر في مهاجمة الكمين العسكري ببئر بدا بوسط سيناء.
3-تزايد حدة العمليات العسكرية والاستهداف الأمني للمدنيين من قبل قوات الجيش والأمن المصرية.
4-على الجانب الإقتصادي والمتعلق بعودة السياح تم إعلان البدء بتركيب منظومة تركيب الكاميرات بالمناطق السياحية بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر في إطار زيادة إجراءات الأمن، وأيضاً استقبال السير لينتون كروزبر خلال زيارته لمدينة شرم الشيخ واطلاعه على التطوير الذي حدث فى مطار شرم الشيخ واستعداد محافظة جنوب سيناء لاستقبال أية وفود من الإعلام الغربي لنقل التطورات التي حدثت، ويأتي هذا في إطار محاولة إعادة السياحة البريطانية لسيناء كضامن لعودة السياحة الروسية.
