fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي 27 أبريل 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

تمهيد

شهدت شبه جزيرة سيناء خلال الفترة محل الرصد (من 19 إلى 26 إبريل 2016) عدة تطورات، يمكن تناولها على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

كان هذا الأسبوع مأساوياً على مدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء وتحديدا على حي الترابين، وذلك بعد وقوع رتل عسكري لقوات الجيش في كمين مسلح بتاريخ 19 أبريل أسفر وفق قناة الجزيرة عن مقتل ثمانية عسكريين وإصابة 18 فرد في جنوب الشيخ زويد ورفح، أعقبه إطلاق قذائف عشوائية من قبل قوات الجيش على المدنيين مما أدي لمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل، بينما قامت قوات الجيش بمنع دخول سيارات الإسعاف لمنطقة حي الترابين جنوب الشيخ زويد لنقل الجرحى وجثث القتلى من المدنيين.

واستمر القصف العشوائي واستهداف المدنيين ومنازلهم بكثافة عالية يوم 20 أبريل مع تحليق لطائرة زنانة والطائرات الحربية في سماء الشيخ زويد، ثم تطورت الأحداث بتهديد الجيش المصري للمدنيين بتفجير منازلهم إذا لم يغادروها مما أدي لفرار العشرات من الأهالي من منازلهم فرارا جماعيا من حي الترابين وحي بحبوح بالشيخ زويد.

تأتى هذه التطورات في ظل:

1ـ تصريح الجنرال “يائير غولان” نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بأن إسرائيل توفر معلومات أمنية استخبارية لكل من مصر والأردن بشأن الحرب على تنظيم الدولة، وأن  المساعدة الإسرائيلية لمصر والأردن تتم عبر المعلومات الاستخبارية، بينما نقلت صحيفة إسرائيل اليوم أن الهدف القادم لتنظيم الدولة سيكون المس بالعلاقات الوثيقة بين مصر وإسرائيل، هذا في ظل اتهامات سكان سيناء للجيش الإسرائيلي بالتورط في القتال الحاصل شمال شبه الجزيرة المصرية من خلال إرسال طائرات من دون طيار وطائرات إف 16 للإستهداف المدنيين (الجزيرة).

2ـ تصريح الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة إسرائيل اليوم يوآف ليمور أن إسرائيل ترى في مصر شريكا حتى لو التزمت الصمت ولم تردد ذلك، لأن لديهما مصالح مشتركة من شأنها المحافظة على استقرار المنطقة، مشيرا إلى لدى الدولتين اليوم تهديدات مشتركة تتمثل بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، و الدولة الإسلامية الذي يعتمد أساسا على السكان البدو المحليين(الجزيرة).

3ـ زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد لمصر للمرة الثانية خلال شهرين ولقائه بعبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع صبحي صدقي، لبحث القلق الأميركي المتزايد من تصاعد أنشطة المسلحين في شبه جزيرة سيناء وسط عدم قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على مواجهتها، وأيضاً معالجة أوجه الخلاف في الشراكة الأميركية مع القيادة العسكرية المسيطرة على المشهد المصري (الجزيرة).

4ـ قيام القوات الجوية المصرية بتوجيه ضربة عسكرية مسبقة لعدد مما أسمته “البؤر الإرهابية” وأماكن تخزين السلاح بمناطق شمال سيناء وفق المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية حيث أعلن أن الضربة جاءت وفق معلومات استخباراتية مما أسفر عن مقتل 30 مسلحاً وتدمير عدد من المنازل وعدد 2 سيارة دفع رباعي.

ثانياً: التطورات الميدانية:

1-تدمير وإعطاب عدد 4 مدرعة، 2 دبابة M60A3، 1 سيارة فنطاس مياه، وهذا ما تم التأكد منه حيث ان الخسائر أعلى من ذلك.

2-تفجير منزلي مخبرين مدنين يعملون لصالح الجيش المصري واستيلاء المسلحين على عربة دفع رباعي ودراجة نارية تابعة لهما.

3-وقوع عدد 1 اشتباك مسلح، عدد 1 كمين، عدد 2 استهداف دورية راجلة بعبوة ناسفة.

4-مقتل أكثر من 15 فرد أمن للجيش والشرطة بينهم ضابط جيش على الأقل وصف ضابط شرطة.

5-مقتل 4 رجال وسيدتان وطفلين حتى الآن على الأقل وفق الرصد الميداني الجاري لمركز الندوة للحقوق والحريات.

ثالثاً: التطورات التنموية والاقتصادية:

1ـ نشرت جريدة الأهرام الرسمية ملفاً حول خرائط الجسر البري بين مصر والسعودية، يتضمن تاريخ المشروح ومحاور الكوبري و العوائد والفوائد من الجسر ومنها الربط المباشر مع كوبرى السلام والأنفاق التي يجرى تنفيذها اسفل قناة السويس بين المشرق والمغرب العربي إذ انه سيتم لأول مرة ان ينطلق المواطن المغربي بسيارته من على ساحل الأطلنطي ليصل مباشرة إلى الخليج العربي، وتيسير حركة نقل المسافرين و الشاحنات التي تنقل البضائع خاصة الخضر و الفاكهة من مصر إلى السعودية و دول الخليج عبر موانئ السويس و الغردقة و سفاجا إلى كل من جدة وضبا و ينبع فى السعودية.

2ـ نفي اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء في حديث على القناة الأولى المصرية ينفي عن وجود تهميش لسيناء وان هناك اهتمامات لسيناء تكاد تكون يومية، وهناك خطة للإستثمار للبنية الأساسية بمليار و300 مليون جنيه، وأنه يتم عمل 4 أنفاق سيارات و2 نفق سكة حديد على قناة السويس لربط ما بين سيناء والوادي في خلال من سنة ونصف لسنتين.

3ـ صرح اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية أن المحافظة ستشهد افتتاح والبدء في العديد من المشروعات خلال الاحتفال بأعياد تحرير سيناء ومن بين هذه المشروعات سحارة ترعة سرابيوم أسفل قناة السويس بتكلفة تصل إلى 250 مليون جنيه لري 100 ألف فدان شرق قناة السويس وتتضمن إقامة 4 أنفاق ضخمة على عمق 60 مترا اسفل قناة السويس لتمرير المياه إلى الزراعات الحالية، بينما يجرى ـ العمل فى 4 مواسير عملاقة أخرى بهدف استيعاب أي مساحات مستقبلية، وأن التشغيل التجريبي للسحارة قد بدأ قبل أسابيع، وأيضاً مجموعة من الأنفاق شمال مدينة الإسماعيلية وتتضمن نفقين للسيارات ونفقا للسكك الحديدية على عمق 40 مترا اسفل قناة السويس، حيث سيعمل المشروع على تيسير حركة العبور بين ضفتي القناة وربط سيناء بالدلتا، ومشروع قرية الأمل بالقنطرة شرق على مساحة 3500 فدان وذلك ضمن المشروع القومي لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان.

4ـ صرح اللواء أركان حرب كامل الوزير أنه تم الإنتهاء من تركيب ماكينة حفر عملاقة لحفر أنفاق الإسماعيلية، وسيبدأ الحفر الفعلي في مطلع شهر يونيو المقبل، وفي خلال عام ونصف سيتم إنهاء النفق بالكامل ليكون جاهزًا للافتتاح، حيث ستحفر الماكينة مسافة 4.8 كم متر أسفل قناة السويس.

5ـ صرحت عادلة رجب المستشارة الاقتصادية لوزير السياحة المصري، أن إيرادات السياحة في مصر وصلت 500 مليون دولار فقط في الربع الأول من العام 2016 بإنخفاض 1.5 مليار دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأن الحكومة المصرية تعمل على استعادة السائحين الروس والبريطانيين الذين حظرت عليهم موسكو ولندن السفر إلى مصر منذ سقوط الطائرة الروسية (الجزيرة).

رابعاً: دلالات التطور:

1-استمرار تغليب العقلية العسكرية في التعامل مع المدنيين في سيناء وهو ما ظهر في عمليات قصف وتهجير أهالي حي الترابين بمدينة الشيخ زويد عقب عملية قام بها المسلحون ضد قوة للجيش، ورفض النصائح والتوصيات الأمريكية بخطأ تلك السياسة.

2-تخلي النظام المصري عن دوره الوظيفي اتجاه المواطنين في مناطق العمليات في شمال سيناء، فلم يعد مهتماً بإخلاء المواطنين وتعويضهم بمنازل أخرى ولو بشكل صوري كما كان يحدث سابقاً، بل صارت أوامر التهجير تصل للأهالي عبر قذائف المدفعية لدفعهم لترك منازلهم فوراً والهروب.

3-عدم القدرة على رصد خسائر المدنيين بشكل دقيق نتيجة زيادة جرائم الحرب التي يقوم بها الجيش المصري وتتبع من يحاول توثيق تلك الانتهاكات.

4-زيادة التعاون الإستخباراتي بين جهاز المخابرات الحربية المصري وأجهزة الإستخبارات الإسرائيلية في ملف مكافحة الإرهاب وهو ما ظهر في تصريحات الجنرال يائير غولان نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، مع ترجيح ازدياد التعاون والشراكة العربية والمصرية والإسرائيلية على حساب سيناء وغزة في إطار توحيد الجهود لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.

5-تزايد مؤشرات عدم عودة حركة السياحة في المدي القريب بعد تفاقم الأزمة في سيناء وأيضا تفاقم السخط الشعبي المصري ضد النظام وهو ما يشكل تهديدات أمنية مستمرة لحركة السياحة.

6ـ هناك محاولات متعددة يتم الإعلان عنها من جانب السلطات المصرية في ملف تنمية جنوب سيناء وإنشاء مشاريع الربط والتعمير من أنفاق سيارات وسكة حديد وسحارات مياه وإنشاء مدن جديدة شرق قناة السويس وبجنوب سيناء، وهو ما يمكن أن يشكل قفزة اقتصادية فعالة إن تم مشروع جسر الربط السعودي المصري.

وهو ما يتطلب إعداد دراسة اقتصادية جادة حول المشروعات الجاري إقامتها في جنوب سيناء ومدن القناة من أنفاق ربط وسحارات، والتأثير الاقتصادي المحتمل في حالة ربط هذه الشبكة بشكل فعال مع مشروع الجسر المصري السعودي، ومدى ارتباط هذا بتسهيل شراء الأراضي للأجانب بمنطقة جنوب سيناء.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close