تمهيد
شهدت المؤسسة العسكرية خلال الفترة محل الرصد (من 20 إلى 26 إبريل 2016) عدة تطورات، يمكن تناولها على النحو التالي:
أولاً: رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية
قام الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، بزيارة لمصر يوم السبت الموافق 23 أبريل 2016، استقبله خلالها عبد الفتاح السيسي، كما عقد لقاءات منفردة مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وحضر اللقاءات سفير الولايات المتحدة بالقاهرة (1).
وتناولات اللقاءات، كما أُعلن، سُبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما على الصعيد العسكري والأمني، وآخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها المنطقة وسبل دفع الجهود الدولية من أجل إعادة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط.
وقد جاءت زيارة رئيس الأركان الأمريكي للقاهرة قبل يومين من المظاهرات الشعبية الواسعة الغاضبة التي نظمتها القوي الثورية المختلفة في 25 أبريل 2016، بسبب اعتراضهم على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي كان من بنودها تنازل الجانب المصري عن جزيرتي “تيران وصنافير” للجانب السعودي2.
ثانياً: خطاب وزير الدفاع:
شهد صدقي صبحي وزير الدفاع وقائع الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التي نظمتها القوات المسلحة، والتي تأتى في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، حيث تم نقل وقائع الندوة عبر “الفيديو كونفرانس” إلى كافة الأفرع الرئيسية والجيوش الميدانية والمناطق العسكرية.
وألقي صدق صبحي كلمة أثناء الندوة كان أبرز ما فيها: “إن رجال قوات مصر المسلحة لا يقبلون بضيمٍ ولا يتهاونون مع معتدٍ ولا يفرطون فى حقٍ من حقوق مصر المشروعة مهما بلغت التحديات والصعاب. إنني أدعو المصريين جميعًا للالتقاء على كلمةٍ سواء تعلى مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية وفوق كل اعتبار لكي نمضي معًا بجهد مخلص وصادق نعلى مكانة مصر ونصون عزتها ونحفظ كرامتها ونضحي من أجلها بكل غالٍ ونفيس، نباهي بها، وطنًا آمنًا عريقًا مستقرًا، يسعى شعبه إلى بناء المستقبل الأفضل للأبناء والأحفاد، بإرادة حرة لا تعرف الإملاءات أو المغريات وتفرق بين الحق والباطل والغث والثمين، وتؤكد أن الشعب هو السيد والقائد والمعلم”.
وذهب بعض المحللين إلى أن دعوة صدقي للمصريين جميعًا للالتقاء على كلمةٍ سواء تعلى مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية، هو بمثابة تغريد لصدقي والمؤسسة العسكرية بعيدا عن السيسي وأن هذا بصدد إعلان جديد من القوات المسلحة للشعب بفتح صفحة جديدة وتجاوز الفترة السابقة3.
ثالثاً: التدريبات العسكرية المصرية ـ الكويتية:
اختتمت، فعاليات التدريب الجوي «المصري-الكويتي» المشترك «اليرموك 2»4، والذي استمر لعدة أيام بدولة الكويت، بمشاركة عناصر من القوات الجوية من البلدين. واشتمل التدريب على تنفيذ عدد من المحاضرات النظرية والعملية، وأعمال الاستطلاع الجوي للأهداف المعادية، وتنفيذ عدة تشكيلات جوية أظهرت مدي قدرة العناصر المقاتلة لكلا البلدين على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، والاستعداد القتالي المستمر لخوض المعارك الجوية والتعامل مع الأهداف المعادية بكفاءة عالية، وتنفيذ عدة تمارين بمشاركة طائرات f16 المصرية وطائرات f18 الكويتية، وتكوين تشكيلات جوية مشتركه تعكس مدى التناغم والقوه في الأداء بين القوات المشاركة في التدريب. وخاضت العناصر المقاتلة من القوات الجوية للبلدين، تدريبًا على تنفيذ عمليات جوية مشتركة ضد الأهداف المعادية.
الجدير بالذكر أن “مناورة اليرموك 2” هي مناورات عسكرية جوية مشتركة تقام بين كل من ومصر والكويت، وقد جاء تدريب اليرموك 2 في هذا السنة متزامنا مع عقد رؤساء أركان جيوش دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، اجتماعا في الكويت لبحث تنسيق الجهود العسكرية واللوجستية بهدف تسريع مهمة القضاء على التنظيم. ويحضر الاجتماع قائد القيادة الوسطى للقوات المسلحة الأميركية الجنرال لويد أوستن، إلى جانب رؤساء أركان 29 دولة مشاركة في التحالف، من بينها دول في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وقال السفير الأميركي في الكويت دوغلاس سيلئمان إن الاجتماع يهدف إلى تنسيق الجهود بين هذه الجيوش لمحاربة داعش.5
—————————————–
الهامش
(1) السيسي يستقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، موقع المصريون، الرابط، وأنظر كذلك: وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، موقع الوطن، الرابط
(2) البيت الأبيض: أمريكا تتابع مظاهرات «جمعة الأرض» بعناية، المصري اليوم، الرابط.
(3) المؤسسة العسكرية بعد انقلاب 3 يوليو، موقع المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، الرابط
(4) ختام فعاليات تدريب اليرموك 2، بوابة الأهرام، الرابط
(5) قادة جيوش دول التحالف ضد داعش يجتمعون في الكويت، موقع الحرة، الرابط
